قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل السابع والثلاثون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل السابع والثلاثون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل السابع والثلاثون

بعد مرور ثلاثة أيام داخل منزل سالم عثمان
كانت تلتف هي وعائلتها حول سفرة الطعام يتناولون إفطار يوم الجمعة
وسط اجواء تتسم بالمحبة والود بعد أن إستردت بعض صحتها ونشاطها بفضل الله ثم أبيها ووالدتها وشريف.
نظر سالم إلى مروان وتحدث بإهتمام: إيه يا مروان مبتاكلش ليه يا حبيبي؟
تحدث إليه الصغير بإحترام: مش قادر يا جدو أكلت تشيز كيك مع خالوا من شوية وقت وشبعت خلاص.

نظرت سهير إلى شريف ووجهة له اللوم: أنا مش قولت لك متدلوش غير بعد الأكل عجبك كده أهو مافطرش.
اجابها شريف مدافعا عن حاله: أعمل إيه بس يا سوسو في قلبي الضعيف إللي مبيقدرش يقاوم ويرفض أي طلب لحبايبه،
ثم نظر إلى مروان وتحدث بدعابة: عجبك كده يا سي مروان أديك جبت لي الكلام أتفضل كل بقي علشان أخدك معايا بالليل الإستوديو.

أما أنس الجالس بأحضان سهير تطعمه فقد رفع يده وتحدث بإنتشاء: أنا باكل أهو يا خالو خدني أنا كمان مع مارو.
نظر له شريف وبعث له قبلة في الهواء وتحدث بحب: يا قلب خالو إنت أصلا أول حد جاي معايا،
هلل الصغيران.
كانت تبتسم داخليا من الإهتمام المحاطة به هي وأطفالها من عائلتها المحبة.
تحدث والدها بإهتمام: كملي أكلك يا حبيبتي.
نظرت له بابتسامة حانية وأردفت: شبعت خلاص يا بابا.

أصر عليها وأكمل: علشان خاطري يا حبيبتي كملي أكلك.
هزت رأسها له بطاعة وأشرعت بتناول ماتبقي لها.
تحدثت سهير بجدية: هو إنت يا سالم مش ناوي تسافر أسوان إنت وشريف علشان تقعدوا مع حسن المغربي وتتفقوا على ميعاد وترتيبات الخطوبة؟
أجابها سالم: يومين بس لما صحة مليكة تبقي أحسن وهنسافر إن شاء الله.
أجابته سهير: أنا بس كنت عاوزة أعرف ميعاد الخطوبة علشان أبلغ سيف يعمل حساب أجازته هو ومراته.

نظرت له مليكة وتحدثت: أنا الحمدلله بقيت كويسة يا بابا سافر حضرتك إنت وشريف ومتعطلوش نفسكم وأنا والولاد أدينا قاعدين مع ماما.
نظر لها شريف وتحدث: لا ياحبيبتي لما تبقي كويسة ونطمن عليكي نبقي وقتها نسافر.
إبتسمت له وتحدثت بحب: صدقني يا حبيبي انا بقيت كويسة وبعدين بصراحة كده أنا بتلكك علشان أسافر أسوان عاليا وحشتني جدا هي وطنط ونفسي أشوفهم.

تحدثت سهير إلى مليكة بإبتسامة: تعرفي يا مليكة اني حبيت البنت دي أوي فاكرة يوم ما عزمتيها على الغدا هنا سبحان الله أول ما شفتها دخلت قلبي وحبيتها علطول وليها هاله كده من أول مادخلت المكان نورته وخلقت فيه جو من السعادة والبهجة ده غير إنها مؤدبة ومتربية صح.

ثم تحدثت بإستهجان: عكس إللي إسمها سالي دي خالص المرتين إللي جت فيهم هنا كانت بتقعد مكشرة وتبص على كل حاجة حواليها بإشمئزاز حقيقي كانت قليلة الذوق فرق السما من الأرض بينها وببن عاليا.
كان يستمع لوالدته وحبها وراحتها لعاليته بقلب سعيد.
حدثها سالم بإقتضاب: الله يسهل لها يا سهير البنت راحت لحالها مفيش داعي تجيبي سيرتها وتحملينا ذنوب وإحنا قاعدين.

رد شريف تأكيدا على حديث والده: بابا عنده حق يا ماما وبعدين ياريت حضرتك تعتبريها صفحة في حياتنا وأتقفلت علشان سيرتها متجيش بعد كده قدام علياء وتضايق.
بعد حوالي ساعة كان الجميع يجلس في البهو يحتسون مشروب القهوة تحدث مروان: مامي هي نانا هتيجي أمتي؟
أجابته: بعد صلاة الجمعة ان شاء الله يا حبيبي.
نظر لها سالم وتحدث: هي ثريا هانم جاية يا مليكة؟

سبقتها سهير بالرد: طارق إتصل بشريف وأستأذنه إنه هيجيب عمته وييجوا علشان يطمنوا على مليكة والأولاد.
أردف سالم بإعجاب: الست دي محترمة وتصرفاتها تصرفات واحدة متربية وبنت أصول بجد.
ونظر إلى مليكة وأسترسل حديثه: ياريت يابنتي تخلي بالك منها وتحطيها جوه عيونك.
إبتسمت له وتحدثت بصوت هادئ: هي اللي واخدة بالها مني ومن ولادي يا بابا ربنا يبارك لي فيها.

داخل حديقة منزل رائف
كان الجميع ملتفون حول مائدة الإفطار كالعادة
ولكن بقلوب محملة بأثقال من التعب والألم والفراق والهجران،
قلب ثريا المتالم من فراق فلذات أكباد فقيدها الغالي وعقدت ذنبها التي لازمتها بعدما حل بمليكة من تعب وألم وما أوت إليه بفضلها،.

أما ياسين العاشق المجروح وقلبه الذي مازال ينزف ويتألم متأثرا بما فعلته به معشوقته وبرغم أنه إستمع إليها إلا أنه لم يقتنع بأعذارها إلى الأن وأكثر ما ألم قلبه وأكمل عليه هو إبتعادها وأختفائها عن عيناه، ويسرا وعز وطارق ومنال التي مازالت تتألم من مجرد نظرتها داخل عيون ياسين وهي تري بهما ألم مميت وفقدان الثقة.
تحدثت راقية بفضول كعادتها: هي مليكة لسه مجتش من عند باباها يا ثريا؟

إنفطر قلبه وأنخلع من مجرد ذكر أحدهم لإسمها.
أجابتها ثريا بصدر محمل بالهموم: لسه يا راقية هتقعد كمان كام يوم هناك لحد ماتبقي كويسة إن شاء الله.
أجابتها بإستغراب: غريبة أوي إشمعنا يعني المرة دي إللي راحت بيت باباها ده عمرها ماحصلت من ساعة ما دخلت بيتكم ده حتى وقت ما ولدت الولدين لا انتي ولا رائف الله يرحمه كنتوا بترضوا إنها تسيب البيت وتروح لباباها مكنتش حتة وقعه دي.

إشتعل داخله من تلك المتحشرة ولكنه تمالك حاله إلى أبعد الحدود وتحدث بنبرة باردة ساخرة بعض الشئ: تعرفي إن حضرتك كان هيبقي لك مستقبل هايل في شرطة المباحث وخصوصا قسم التحقيقات إنتي مكانك مش هنا خالص يا طنط للأسف حضرتك موجودة في المكان الغلط.
إبتسم عز بهدوء على قذف جبهة إبنه لتلك الراقية الغير راقية بالمرة.
إبتسمت بسذاجة وتحدثت: تصدق ماما الله يرحمها كانت دايما تقول لي كده بس مكنتش بصدقها.

أجابها ياسين ساخرا: ملكيش حق حضرتك كان لازم تصدقيها كان زمانك في حتة تانية خالص ومريحانا.
نظرت له بإستهجان فأكمل هو بمراوغة: أقصد يعني مريحانا من ناحية مستقبل حضرتك السياسي إللي أكيد كنا هنبقي مبسوطين جدا بيه علشانك.
إبتسمت ثريا بوهن وأبتسم الجميع على سخرية ياسين الغير مباشرة من تلك الراقية.
رمقها عبدالرحمن بنظرة حارقة وتحدث: كلي يا راقية كلي الاكل مفيد جدا في حالتك دي يا ماما.

نظر عز إلى عبدالرحمن وتحدث بجدية: الباشمهندس حسن ماكلمكش في حاجة يا عبدالرحمن؟
أجابه عبدالرحمن: قصدك على موضوع عاليا وشريف عثمان؟
هز رأسه بإيجاب فأكمل عبدالرحمن: أه كلمني وأنا بصراحة فرحت جدا للبنت ولاد سالم عثمان محترمين ورجالة يعتمد عليهم بجد.
نظر عمر إلى والدة وتحدث: شريف وعاليا إزاي يعني هو مش شريف ده خاطب مذيعة معاه؟
أجابه طارق: فركش يا عمر وخطب عاليا عقبالك يا هندسة.

ضحك عمر ورفع يده: بعد الشر عليا أنا كده تمام أوي لحالي أحلالي.
ثم نظر إلى ياسين وحزنه الظاهر على ملامحه وتحدث: وأنا ليه أجيب لنفسي وجع القلب والهم أنا كده برنس في نفسي وعاجبني حالي.
تحدثت منال إلى ثريا: مبروك لعاليا يا ثريا شريف حد محترم ويستاهلها بجد.
هزت لها رأسها بهدوء وتحدثت: الله يبارك فيكي يا منال عقبال ماتفرحي بعمر إن شاء الله.

نظرت لها راقية وتحدثت: ألف مبروك يا ثريا والخطوبة إمتي إن شاء الله؟
اجابتها ثريا: إن شاء الله هيحددوا الإسبوع ده حسن كان بيقول لي إحتمال تكون بعد إسبوع.
تحدث عبدالرحمن: المفروض حسن ييجي يعمل الخطوبة هنا في الفيلا وأهو يبقي في وسط أهله ويسهل علينا كلنا موضوع السفر.
تحدثت ليالي موجهة حديثها إلى عز متسائلة: هو عمو حسن هيعمل الخطوبة في أسوان؟

وأكملت مبتسمة لفكرة فك حصارها الجبري الذي فرضه عليها ياسين: على كده إحنا هنسافر أسوان الأسبوع ده؟
نظر لها ياسين وابتسم ساخرا من تلك الفارغة ذات العقل الفارغ
تحدثت ثريا ردا على عبدالرحمن: أنا قولت له وقال لي إنه مش هينفع يا عبدالرحمن قال علشان أصحابه ومعارفه وجيرانه وكمان أهل إبتسام موضوع السفر هيكون صعب عليهم.

نظر ياسين بأسي لتلك الصامتة التي تداعب طعامها الموضوع أمامها بعبث ويبدوا عليها الحزن نعم إنها يسرا لا غيرها
تنهد بألم ثم نظر لأبيه وعمه وتحامل على حاله وتحدث بابتسامة مرسومة: إحنا كمان عندنا كتب كتاب قريب إن شاء الله.
نظر له عبدالرحمن وأردف مستفهما: كتب كتاب مرة واحدة وياتري مين سعيد الحظ ده يا ياسين؟

إبتسم وليد بسماجة وتحدث إلى ياسين مداعبا إياه: أكيد طبعا سيادة العقيد يا بابا وده إقتناعا منه بمقولة التالتة تابتة ولا إيه يا ياسين باشا؟
إبتسم ياسين بجانب فمه ساخرا
وأكمل طارق مدافعا عن أخيه: لا سيادة العقيد متبرع لك بالطالعة دي بالنيابة عنه يا وليد باشا.
ثم نظر إلى هالة زوجة وليد المبتسمة بشماتة في زوجها فأكمل طارق: أنا أسف يا هالة بس الأفية حكمت.

إبتسمت هالة وأجابته بإحترام: بتتأسف على إيه يا طارق على أساس إنه مكنش هيعملها بدل المرة خمسة.
ردت عليها راقية ساخرة: ما هو من خيبتك يا حبيبتي ماأنتي لو مالية عين جوزك صح ماكانش فكر يتجوز عليكي.

حزنت هالة فهدر عبدالرحمن براقية قاذفا بجبهتها قائلا: لا وإنتي الصادقة ده من خيبته هو وعينه الفارغة وأكبر دليل على كلامي ده أنا قدامك أهو ومع ذلك راضي وشاكر ربي على أمل إنه تكفير ذنوب المفروض الإنسان يحمد ربنا على السراء والضراء.
إبتسمت هالة حين إنتفضت راقية كمن لدغها عقرب وتحدثت بحدة: تقصد إيه بكلامك ده يا عبدالرحمن؟
إبتسم ياسين بوهن وهو ينظر لأبيه المبتسم بطريقة ساخرة على ذلك الثنائي العجيب.

حينها تحدث طارق محاولا التلطيف: عمي طبعا يقصد إن حضرتك السراء اللي عايش يحمد ربنا عليها يا طنط،
ثم نظر إلى عبدالرحمن غامزا بعينه بذات معني وأسترسل حديثه: ولا أيه يا عبدالرحمن باشا؟
ضحك عبدالرحمن وأكمل: طبعا يا طارق ودي بردوا محتاجه سؤال يا أبني.
رمقته راقية بنظرة حارقة حين أكمل وليد متسائلا: لا بجد يا ياسين كتب كتاب مين ده إللي عندنا قريب؟

حول بصره إلى يسرا التي إنتفض جسدها خجلا وهي غير متوقعة حديث ياسين عنها فأكمل هو: كتب كتاب أجمل وأعقل بنات العيلة يسرا هانم المغربي.
إبتسمت له بحب وأبتسمت ثريا لسعادتها التي ظهرت بملامحها رغما عنها.
نظرت لها منال وتحدثت بسعادة: ده إيه الأخبار الحلوة دي يا يسرا ده حصل أمتي وإزاي؟
أجابتها خجلا: ده واحد شغال قبطان مع خالو حسن إتعرفنا عليه وإحنا في أسوان يا طنط
أردفت جيجي بسعادة: ألف مبروك يا يسرا.

تحدثت ليالي: شكلي كده أنا أخر من يعلم كعادتي.
ضحكت لها جيجي وتحدثت: أنا عرفت بالصدفة في مرة واحنا بنتكلم أنا ويسرا ومليكة.
نظر ياسين إلى والده وتحدث: شوف يا بابا الوقت اللي يناسب حضرتك إنت وعمي علشان أرد على سليم يجيب أهله وييجوا علشان نقعد ونتعرف وتحددوا ميعاد كتب الكتاب إن شاء الله.
أجابه عز: خليها بعد خطوبة عاليا يا ياسين نكون فوقنا علشان نعرف نرتب أمورنا بالراحة.

ثم نظر إلى يسرا وتحدث بحنان أبوي: دي يسرا المغربي يعني لازم يتعملها حفلة متعملتش في إسكندرية كلها.
نظرت له بعيون مغيمة بدموع السعادة وأردفت: ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك أبدا.
إبتسم لها بحنان أبوي.
تحدثت راقية وهي تنظر على أطفال يسرا وهم يمرحون بعيدا هم وباقي أطفال الأسرة: إتكلمتي مع ولادك يا يسرا واخدتي رأيهم؟

إبتسمت خجلا ثم حولت بصرها إلى ياسين وطارق وتحدثت إليهم بإبتسامة شكر: ياسين وطارق قعدوا وأتكلموا معاهم والحمد لله الولاد وافقوا.
إبتسم إثنتيهم لها ثم أكمل طارق بحب: ألف مبروك يا حبيبتى ربنا يتمم لك على خير إن شاء الله.
ردت عليه بسعادة: متشكرة يا حبيبي متحرمش منك أبدا.
تحدثت ثريا إلى طارق: متنساش ميعادنا عند سالم عثمان النهاردة يا طارق.
إنتفض داخله ونظر لها متلهفا وأردف: هتروحي تجيبي الولاد يا ماما؟

تنهدت بأسي وتحدثت: لا يا ياسين هروح أشوفهم وأشوف مليكة وأقعد معاهم شوية.
تحدث بحدة ظهرت بصوته: وليه حضرتك ماتجيبهومش النهاردة، بيتهيألي كفاية عليهم كده ليها 3 أيام قاعدة هناك حتى علشان نفسية الولاد متتأثرش.
نظرت ليالي لزوجها بحزن وغل وهي تري بعيناها إشتياقه ولوعة فؤاده وهو يتحدث عن غريمتها
تحدث طارق بعقلانية: مليكة نفسيتها بتتحسن هناك يا ياسين أنا من رأيي إنها تستني هناك شوية كمان.

تحدثت راقية ساخرة: وهي إيه اللي كان تعب نفسيتها هنا يا طارق صحيح إللي يلاقي دلع ولا يدلعش يبقي حرام عليه.
نظر عز إلى ثريا وتحدث: حاولي تقنعيها ترجع بسرعة يا ثريا الولاد وحشوني والبيت وحش أوي وملوش طعم من غيرهم.
أجابته: هشوف النهاردة لو عرفت أجبهم معايا يباتوا في حضني ويقعدوا معانا ويبقي حتى طارق يوديهم بكرة أخر اليوم.

إختنق داخله من موقف ثريا وتراخيها بإعطائها حرية المكوث ببيت أبيها ولكن لم يظهر هذا حفاظا على كرامته امامهم.

كانت تجلس بشرفة مسكن والدها وبجوارها طارق الذي إستأذن عمته وسهير وشريف وطلب الجلوس معها بمفرده
تحدث طارق: لحد أمتي هتفضلي تهربي يا مليكة إرجعي وخليكي قوية وواجهي.
نظرت له بإستغراب وتحدثت: هروب هو أنا كده من وجهة نظرك بهرب يا طارق؟
منا روحت له وواجهته وشرحت له كل حاجة حصلت وبمنتهي الصراحة و كانت النتيجة إيه؟

أخوك طردني من حياته يا طارق طردني وأتهمني بأبشع الإتهامات إللي عمري ما هقدر أسامحه عليها أبدا مهما حاولت
وأكملت بحزن: أنا كل ما الوقت يعدي وأفتكر كلامه معايا وأتهاماته ليا بحس أنا قد إيه مكنش ليا أي قيمغ عنده كان نفسي يعذر ضعفي وتشتت ذهني كان نفسي يعذرني ويحتويني، أستنيته يجري عليا ويضمني ليه ويطمن خوفي ويخفف عني ألمي وصرخة قلبي إللي كان بينزف بس للأسف ده محصلش.

ثم نظرت له وتحدثت بتألم: للأسف يا طارق حكايتنا أنا وياسين إنتهت قبل حتى ما تبتدي.
نظر لها بإستنكار وتسائل: والحب إللي بينكم يا مليكة الحب اللي ساكن في عيون ياسين وبيظهر للدنيا كلها بمجرد ما يبص لك حبك ولهفتك عليه اللي شفتهم بعيوني يوم ما روحتي له معايا المستشفي كل ده خلاص إتبخر وتاه مع أول مشكلة واجهتكم؟

تحدثت بتألم وقلب نازف: دي مش مجرد مشكلة يا طارق دي عاصفة واجتاحت وجدانا وأخدت معاها كل حاجة حلوة كانت بينا مسبتش جوانا غير الحقيقة المرة وهي إن حبنا كان ضعيف أوي لدرجة إنه مقدرش يقف في وش العاصفة ويثبت ويقاوم،
حبنا كان أشبه ببيت مبني على الرمل إختفي وأتمحي من الوجود مع أول موجة قابلته، الشرخ إللي حصل بيني وبين ياسين مستحيل يتصلح ويرجع زي الأول يا طارق أنا وياسين خلاص خسرنا بعض وللأبد،.

وأكملت بحكمة: ويمكن ده يكون أفضل لينا إحنا الإتنين.
ثم نظرت للداخل وثبتت بصرها على ثريا الحاضنة أطفالها بوجهها الحزين وأكملت: وكفاية أوي إننا كنا السبب في جرح وألم أعز الناس على قلوبنا.

إستغل خلو المنزل من ثريا ويسرا الجالسة بغرفتها وصعد هو لجناحها ودلف إليه،
وقف ينظر لكل ما يخصها بألم يمزق داخله أمسك فرشاة شعرها وأغمض عيناه وأشتم بها عبيرها لقد أشتاقها حد الجنون.
ثم تحرك أمام خزانتها الخاصة وفتحها وقعت عيناه على ثوبا كان قد أبتاعه لها من لندن كانت قد إرتدته في عشائهما مع شقيقها وزوجته،.

وضعه على أنفه ليشتمه وأغمض عيناه بتلذذ وبدأ بتذكر هذا العشاء كم كان رائعا ورومانسيا، تذكر كيف قضيا وأكملا ليلتهما معا؟
كم بث لها مدي عشقه وكم تجاوبت هي معه،
كم كانت رقيقة وحالمة للغاية، حقا كان يوما مميزا لهما، تذكر كيف إستيقظت من غفوتها حين شعرت بعدم وجوده بجانبها، تذكر أيضا إعترافه لها بتلك الذكريات المؤلمة،.

لم يشعر بحاله إلا وهو يعتسر بيده ذلك الثوب بغضب و يحدث حاله، كيف لكي أن تفعلي هذا بقلبي بعد إعترافي العظيم بمدي عشقي لك منذ البعيد؟
كيف أستطعتي أن تؤلميني هكذا؟
لقد أعترفت لكي بما أكنه داخل صدري منذ عقود أيتها الصغيرة، كيف لكي أن تخوني ثقتي بك وتغدري بي هكذا، لم أتوقعها منك أبدا، لقد دمرتي داخلي مليكتي،.

وأكمل بغضب، لا ولن أعيدك لأحضاني من جديد حتى تستشعري مدي عظمة الذنب الذي أقترفته بي، نعم أحتاجك وبشدة، نعم توقفت حياتي بدونك حتى أنني أشعر بأني لم أعد أستطيع التنفس بغيابك قلبي يتمزق ألما منذ رحيلك لكن بلي سأتحامل على حالي وأستقوي على قلبي حتى تشعري بعظمة ما فعلتيه بقلبي المسكين،
أشتم ثوبها وأحتضنه بحنان وأكمل أحبك مليكة بل أعشق تفاصيلك إمرأتي،.

تنهد بألم وأرجع ذلك الثوب بمكانه و وقف ينظر لكل أشيائها ثم أغلق باب الجناح وذهب.

دقت باب غرفة أبيها وهي تمسك بيدها حامل به فنجانا من القهوة دلفت وأعطته لأبيها مبتسمة: أتفضل قهوتك يا بابا.
إبتسم وهو يمد يده يتناوله متحدثا لها: إقعدي يا مليكة عاوز أتكلم معاكي شوية.
جلست بجانب والدها فوق تخته فاسترسل سالم حديثه بتعقل: الأول عاوز أقول لك إنك لازم تبقي متأكدة من إنك أغلي حد ف حياتي كلها أغلي حتى من أمك ومن أخواتك الرجالة لإن البنت هي رحمة وجنة أبوها على الأرض يا مليكة،.

ثم تنهد وتحدث: أنا لما عرفت مشكلتك روحت ووقفت معاكي ضد عيلة المغربي وأخدتك من وسطهم إنتي وولادك رغم إعتراضهم على ده لكن وقفت وثبت قدامهم وكنت لك السند والسد المنيع وده حقك عليا،
وتنهد بألم وأكمل: لكن ده ما يمنعش إني أصارحك وأقول لك إنك غلطي يا بنتي وغلطك كان كبير أوي لدرجة إنه صدمني فيكي،
تألم داخلها من كلمة والدها لها،.

فأكمل سالم بتعقل: على فكرة يا مليكة أنا برغم زعلي من ياسين ومن معاملته ليكي قدام أهله إلا إني عاذره ومقدر حزنه وغضبه الكبير منك، ياسين راجل مش قليل علشان يتعمل فيه كده يا بنتي، كمان عاذره في اللي عمله وحالة الجنون إللي حصلت له لما عرف بالموضوع بالصدفة من برة مش منك للأسف.

وأكمل: أنا مقدر موقفه وعاذرة في كل إنفعلاته وكلامه ليكي وغضبه منك أنا سبب إعتراضي الوحيد إنه فتح الموضوع وحاسبك قدام أهله ويمكن لو كان حكم عقله وحاسبك بينك وبينه وجه قال لي كان ممكن يبقى لي رد فعل تاني،.

وأكمل مفسرا لها الوضع: تقيلة أوي يا بنتي على راجل زي ياسين لما يحس إن مراته رافضة تخلف منه وكمان بتاخد موانع من وراه ووصل بيها الأمر إنها تقتل إبنه بإديها لمجرد إنها تحافظ على صورة الأرملة الوفية لجوزها السابق،
كل ده كان بيفكر فيه ياسين وبيقطع فيه وهو بيكلمك قدام أهله ده طبعا قبل ما يعرف حقيقة إن الجنين كان مشوه وبردوا كان رد فعل طبيعي منه إنه يحملك ذنب التشوه ده،.

أنا راجل يا بنتي وبفسرلك الموضوع من وجهة نظر ياسين.
كانت تستمع له بألم يمزق داخلها نعم هي تعلم أن أبيها محق لكنها أيصا غاضبة وحزينة منه،.

وتنهد بالم وتحدث: ما علينا اللي حصل حصل وخلاص خلينا في اللي جاي أنا بصراحة يا بنتي مش عجباني ضعف شخصيتك وأستسلامك بالشكل ده، إيه في الدنيا كلها يستاهل إن يجي لك إكتئاب وتدخلي في نوبة حزن كانت ممكن تقضي عليكي و لولا إن ربنا ألهمني وأرسلني ليكي في الوقت المناسب يا عالم كان ممكن حالتك توصل لإيه،.

وأكمل بقوة وعزيمة يريد إيصالها وأنتقالها لقرة عينه: أنا عاوزك تبقي أقوي وأشجع من كده مش حابب أشوف مليكة البنت البريئة اللي لسه عايشة بمشاعر وقلب بنت ال 18 سنه، إنتي أم وزوجة وقربتي على سن ال 3 ولازم تقوي أكتر من كده علشان خاطر أولادك،.

لازم تكوني سند لأولادك ومتعتمديش على حد في الأول إعتمدتي على رائف ورميتي حملك كله عليه وأهو راح وسابك، بعدها سندتي على ثريا ومش هنكر إن الست ونعم السند ليكي ولأولادك لكن مش دايمالك يا بنتي،.

وبعد ثريا سندتي على ياسين وأديكي شفتي حتة مشكلة كانت هتهد كل اللي بينكم في لحظة، ولولا إن ياسين راجل عاقل وبيحبك بجد وحكم عقله كان طلقك وأخد منك الولاد علشان ينتقم منك ويردلك إللي عملتيه فيه، وعلى فكرة كان يقدر يعمل كده وللأسف محدش كان هيقدر يقف قصاده وخصوصا بعد موضوع إجهاضك وحتة أخدك للحبوب من وراه كانت هتبقى نقطة ضعف في قضية ضمك لأولادك،
تحدثت بألم: حضرتك عاوز توصل لي إيه يا بابا؟

أجابها بقوة: عاوز أشوف مليكة جديدة، مليكة قوية سند لنفسها وسد منيع لولادها، مش عاوزك تعتمدي على حد تاني حتى لو كان الحد ده أنا شخصيا، إنتي كبرتي ولازم تبقي قوية وتقفي في وش الكل،.

وأكمل بحماس يحاول به بث روح العزيمة داخلها: أوعي تسمحي لأي حد مهما كان إنه يكسرك أو يهينك، ردي وخدي حقك بإيدك وأوعي تسكتي لأي حد مهما كان هو مين متعمليش حساب لأي مخلوق غير لولادك وبس حتى ثريا نفسها أوعي تيجي على نفسك تاني وتتحاملي عليها علشان خاطر أي حد وافتكري دايما إن الغلطة الوحيدة اللي وقعتي فيها كانت بسبب خوفك على غيرك وعلى مشاعره،
وأردف بتسائل: فهماني يا مليكة؟

إبتسمت وهزت رأسها بقوة وأجابت: فهماك يا حبيبي ومش عوزاك تقلق عليا أبدا إللي حصل غير فيا حاجات كتير أوي عرفني إني مش لازم أعتمد على حد ولا أنتظر وعود وأفعال من حد علشان موصلش نفسي لدرجة الخذلان،
وأجابت بقوة: متقلقش عليا يا بابا ربنا سبحانه وتعالي بيخلق لنا من وسط المحن منح وربنا رزقني بالمحنة دي علشان أطلع منها أقوي وعندي صبر وقوة عزيمة أقدر أكمل بيهم طريقي مع ولادي.

إبتسم لها وشدد على يدها وتحدث: هي دي مليكة اللي مش حابب أشوف غيرها بعد النهاردة.
إرتمت داخل أحضانه وتنهدت بإرتياح.

بعد مرور إسبوع داخل مدينة أسوان الساحرة
كان الجميع داخل منزل حسن المغربي يهيئون أنفسهم لإستقبال حفل الخطوبة الذي سيقام ليلا على ظهر إحدي البواخر العملاقة المتواجدة داخل نهر النيل،
فقد وصلت أمس ثريا ويسرا ونرمين وزوجها وأطفالهم وطارق ومنال بزوجتي ولديها وعبدالرحمن وراقية وعائلتهما
أتي ياسين وعز ظهرا وذلك لصعوبة طبيعة عملهما.

كان يشتاقها حد الهوس فهي لم تأتي بعد من بيت أبيها نظر ياسين إلى الحضور يبحث بعيناه عنها بينهم ولكنه لو يجدها
ثم تحدث إلى عمته بهدوء عكس ما يدور داخله من حنين واشتياق جارف: أمال أنس ومروان فين يا عمتي؟
أجابته بهدوء: في الأوتيل إللي نازلين فيه يا حبيبي.
تسائل بحدة: أوتيل إيه ده إللي نازلين فيه؟

أجابته: عمك حسن عزم على سالم عثمان ينزلوا هنا معانا لكن هو مرضيش علشان العدد هنا كبير وحجزوا في أوتيل هو ومراته وولاده وباقي عيلته إللي جايين يحضروا الخطوبة.
أجابها بإنفعال لم يستطع السيطرة عليه: أيوة يا عمتي كل اللي بتقوليه ده ماله ومال إن الهانم مش هنا هي وولادها؟
تنهدت وتحدثت: هي حابة تكون مع أخوها وأهلها في اليوم ده يا ياسين وده برضوا حقها يا أبني.

زفر بضيق وتحدث بإنفعال: عمتي أنا الوضع ده ما بقاش ينفعني، إتكلمي مع الهانم وفهميها إنها هترجع من هنا على البيت مش ناقص دلع ستات فاضي أنا.
أجابته بتهدئة: حاضر يا ياسين من غير ما تقول يا أبني أنا كنت هعمل كده أنا أصلا خلاص تعبت من بعد الولاد عن حضني ومش قادرة أتحمل البعد ده أكتر من كده.
أتي المساء وكل عائلة المغربي مجتمعة فوق الباخرة بإنتظار عائلة عثمان حسب التقاليد والعادات حتى تبدأ مراسم الحفل،.

كان يقف منتظرا حضورها بقلب ينتفض متشوقا لرؤية من حرمت على عيناه النوم طيلة العشرة أيام السابقة، وبلحظة وجدها تهل عليه بإشراقتها الجذابة وقد إستعادت بريق عيناها ووجهها من جديد ترتدي ثوب أزرق اللون جعلها أكثر جاذبية وجمالا.
إنتفض قلبه مطالبا إياه بالذهاب إليها وأخفائها بين ضلوعه ليخفيها عن عيون البشر الذين أثارهم جمالها الأخاذ،
كانت تتأبط ذراع والدها وتتحدث معه ويضحكان بسعادة.

وقف الجميع لإستقبالهم والترحاب بهم حسب العرف صافحوا الجميع حتى وصلوا إليه
تحامل على حاله ونظر إليها بكبرياء قابلته هي ببرود ونظرات خاليه من التعبير مما إستشاط داخله وأشعله لكنه تحامل وتظاهر ببرود مميت أشعل داخلها هي الأخري ولكنها أيضا لم تظهره،
صافح أباها وتحدث: مبروك لشريف يا سالم بيه.
أجابه سالم بإقتضاب فهو مازال غاضبا منه: متشكر يا سيادة العقيد عقبال أولادك.

نظر لها ببرود وتحدث بإقتضاب وملامح جامدة: مبروك.
قابلته بنفس البرود وأكتفت بابتسامة سمجة وهزت رأسها
ثم تحركت مع أبيها تاركة خلفها ذلك الذي لو خرجت النار التي بداخله لتفحم المكان بمن فيه بلمح البصر ولكنه تظاهر ببرود مميت ولما لا وهو ياسين المغربي.
نظر عليها وجدها تقف بجوار ذلك الرؤؤف الذي ما أن لمحها حتى أسرع إليها يتسامر ويضحك وكأنه تربي معها منذ الصغر.

حدث حاله: الويل لكي أيتها الحمقاء أرجو ألا تعبثي معي حتى لا أحرقك بنيران غضبي.
وجد من يضع يده فوق كتفه نظر سريعا وجده عز الذي تحدث مداعبا إياه: فات المعاد وبقينا بعاااد مش قولت لك البعد جفا، قولت لك روح هاتها وراضيها بكلمتين قبل البعد والهجران ما يعمل شرخ كبير ويبقي صعب تصليحه.
إبتسم لأبيه وتحدث بكبرباء: مش قبل ما تعرف غلطها وتدركه وهي بنفسها اللي ترجع ندمانة وتعتذر.

تحدث عز ضاحكا: مش باين يا سيادة العقيد حسبتك المرة دي شكلها خرمت منك البت منفضة لك على الأخر دي حتى مكلفتش نفسها ترد عليك وهزت لك راسها تسديد نمر مش أكتر.
وأكمل ساخرا: يظهر إن بنت سالم عثمان أعلنت الحرب عليك وسنت سيفها إستعدادا للمعركة يا سيادة العقيد.
ضحك لأبيه وأردف بغرور: معركتها معايا خسرانة يا باشا أخرها معايا أديها الإشارة بعيوني هتلغي كل إستعدادتها وتستعد لمعركة تانية خالص،.

وأكمل بكبرياء: معركة عشقي إللي دايما بكون أنا فيها المنتصر.
أجابه أبيه: ساعات غرورنا بيعمينا عن إننا نشوف الحقيقة قدامنا يا ياسين ولو حقيقي مش ملاحظ التغيير اللي حصل في شخصية مليكة ونظرت الثقة إللي في عنيها وهي داخلة في أيد باباها وبتبص على الكل من مركز قوة تبقي عندك مشلكة في النظر ولازم تعالجها وبسرعة،
ثم تحدث ساخرا: أتمني لك سهرة سعيدة يا سيادة العقيد.

وأنسحب عز وتركه لإشتعاله من جديد وهو يراها تحتضن والدها بسعادة وتتحدث إليه بدلال أثار داخله.
وصلا العروسان إلى الباخرة وقف الجميع وبدأوا بالتصفيق الحاد لتهنئتهم جميعا كان يتشابكان الأيدي والنظرات شعر شريف بأحاسيس ولأول مرة تجتاح عالمه شعور بالقوة، بالإمتلاك ملك هو بحب أميرته، جلس شريف وعلياء بالمكان المخصص لهما وأنهالت عليهم المباركات من الجميع.
وبعد مدة صعدت لهما هي وسيف وزوجته نهي.

تحدثت مليكة بسعادة بالغة: مش قادرة أوصف لكم سعادتي بيكم قد إيه يه النهاردة،
ثم نظرت إلى علياء وأردفت: مبروك يا عاليا.
أجابتها علياء بعيون مفرطة بالسعادة: ميرسي يا مليكة.
وبعد مدة بدأت رقصتهما معا وضع شريف يده على كتفها بحذر شديد وأمسك اليد الأخري مع ابتعاد المسافة بينهما نظر بعيناها مسحورا بجمالها وتحدث بعيون عاشقة: مبروك يا عاليا ألف مبروك يا حبيبي.

أجابته بصدر ينتفض من شدة سعادتها: شريف قول لي إنك بجد معايا وإن اللي إحنا فيه ده حقيقي مش حلم زي ما كنت دايما بتمني.
أجابها بجنون عاشق: إنتي بين إدين حبيبك يا عاليا وبعد شهرين بالظبط هتكوني جوه حضنه ومنورة بيته هعيشك اللي عمرك ما حلمتي بيه ولا حتى مر في خيالك.
كان صدرها يعلو ويهبط من شدة سعادتها تحدثت بهيام عاشقة: بحبك يا شريف بحبك وعمري في يوم ما هبطل أحبك أبدا.

تنهد بحرارة وأكمل: على فكرة أنا شكلي غلطت إني معملتش كتب كتاب النهاردة موضوع الخطوبة ده موضوع فاكس ومينفعش مع إللي زينا.
ضحكت بإنوثة أنهت على ما تبقي من حصونه وتحدث مهددا: لا بقولك إيه إهدي كده وأعقلي علشان الليلة دي تعدي على خير، يعني بلاش الضحكة ونظرات السحر اللي بتبصي لي بيها دي.
مدت شفتاها بطفولة وتسائلت: طب أعمل إيه؟
ضحك وأكمل: إبعدي عيونك عني يا عاليا.
أجابته بسحر: وهتقدر؟

نظر لها وتحدث مسحورا: إزاي وأمتي قدرتي تستحوذي على كل كياني بالسرعة دي؟
وأكمل بعيون سارحة ف ملكوت عشقها: أنا وصلت لدرجة إني بحس إني مش قادر أتنفس لمجرد ما بتبعدي عني يا عاليا،
وأكمل بتمني: ممكن حبيبي ما يبعدش عن عيوني تاني؟
إنتفض داخلها وتحدثت: بحبك يا شريف.
كانت تقف وحيدة ذهبت إليها ليالي ووقفت بجوارها وهي تبتسم قائلة بتعالي: القطة الهربانة أخيرا ظهرت وبانت من جديد.

نظرت لها وتحدثت بقوة مصحوبة بإبتسامة: اللي بيهرب ده بيكون حد ضعيف وأنا عمري ما كنت ضعيفة، بس يظهر إني طيبتي الزيادة معاكم واحترامي للجميع وخوفي على مشاعرهم إتفسر غلط، بس عادي لو على كده بسيطة.
أجابتها بغل: إنتي بجحة أوي على فكرة، لسه ليكي عين تقفي وتتكلمي بعد خيانتك وجرحك ليا بالشكل ده، إزاي جالك قلب تعملي فيا كده وأنا إللي عمري ما أذيتك حتى بكلمة.

أجابتها بقوة: بلاش الكلام الكبير أوي ده يا ليالي لانه بصراحة مش لايق عليكي ولا أنا بقي يدخل عليا كلامك من الأساس،
وأكملت بتساؤل: إيه هو اللي عملته فيكي؟
إني أتقيت ربنا في الراجل اللي أنا متجوزاه وأديته حقه إللي ربنا شرعه له فيا؟

وأكملت بنبرة ساخرة: بيتهيأ لي يا ليالي الموضوع مش مميت ولا صعب بالنسبة لك، بدليل كلامك ليا قبل كده عن علاقات ياسين اللي مكانتش بتخلص ومع ذلك كنتي متعايشة معاها ومتقبلاها عادي جدا.
نظرت لها بشرود وتسائلت: إنت إللي قولتي لياسين؟
أجابتها بقوة: أه أنا اللي قولت له، وبعد كده أي حد هيضايقني بكلمة مش هتعجبني مش هسكت له وهردها له بأقوي منها.

نظرت لها بإستغراب وتحدثت: وياتري بقي جبتي جرأتك دي كلها منين، لتكوني معتمدة على ياسين وفاكراه هيقف جنبك وهيحميكي بعد عملتك السودا معاه، ده إنت تبقي مسكينة أوي ومتعرفيش اللي مستنيكي من ياسين ياحرام،
وأكملت بنبرة شامتة: أحب أقول لك إنك لازم تستعدي وتجهزي نفسك لأسوء معاملة هتتعاملي بيها في حياتك كلها.
إبتسمت لها وتحدثت بنبرة ساخرة: قصدك زي معاملته ليكي كده؟

كادت أن ترد ولكن أسكتها مجيئ شقيقها سيف الذي إحتضنها برعاية وتحدث وهو يقبل جبهة شقيقته: ليالي هانم عقبال أولادك.
ردت بإبتسامة مجاملة: ميرسي يا دكتور بعد إذنكم.
كان ينظر على إمرأتيه ويرصد تعبيرات وجههما الحادة إبتسم ساخرا
بعد قليل أتي إليه دكتور سيف ووقف بجانبه صامتا حين تحدث ياسين: شفت إللي أختك عملته فيا يا دكتور؟
أجابه سيف بنبرة مستائة: أعذرها يا سيادة العقيد، مليكة عملت كده غصب عنها.

رد بحدة: للأسف يا دكتور مش لاقي لها عندي أي أعذار إنت بنفسك شفت أنا قد إيه كنت بطمنها وأشجعها وقد أيه كنت بجتهد في إني أحسسها بالأمان، وفي الأخر أكتشف إنها كانت بتاخد حبوب من ورايا وكمان توصل ببها الجرأة إنها تجهض نفسها وتكذب وتقول لي واقعة على ضهرها.

تحدث سيف بهدوء: لكن مليكة ما أجهضتش نفسها ولا حاجة البيبي كان مشوه بنسبة عالية جدا وكان لازم ينزل علشان صحة مليكة وأنا بنفسي شفت الإشاعة لما طلبت من ماما تخلي مليكة تبعت لي النسخة إللي معاها علشان اتأكد لتكون الدكتورة غلطانة في تشخيصها.
رد عليه بحدة: وهو مين كان السبب في التشوه ده من الاول، مش هي بردوا يا دكتور والحبوب إللي كانت بتاخدها من ورايا؟

أجابه سيف بعملية: بص يا ياسين باشا، أنا مش جاي أتكلم معاك علشان نقول مين إلغلطان ومين المظلوم لأن للأسف أختي غلطانة وغلطها كبير، لكن إسمح لي إنت كمان غلطت لما إتسرعت وأتكلمت معاها قدام الكل وكشفت حقيقة علاقتكم بطريقة مهينة جدا ليها،.

وأكمل معاتبا: كان ممكن حضرتك وبكل سهولة تحل الموضوع ما بينكم ولو حتى كنت تبعد وتعاقبها بس بينكم وبين بعض، مليكة بموقفك ده معاها للأسف فقدت أمانها اللي كانت بتحسه وهي جنبك، وأسمح لي بقي لازم تبذل مجهود مضاعف علشان تقدر توصلها للإحساس ده تاني، ده طبعا لو لسه باقي عليها وعلى حبها ليك.

إبتسم ساخرا وتحدث بغرور: كده العنوان غلط يا دكتور إنت كده بدلت الأدوار، الكلام ده تروح تقوله للهانم أختك مش ليا أنا خالص.

كانت ثريا تجلس بجوار يسرا ومنال وجيجي وليالي ونرمين
نظرت يسرا وجدت فارسها يقترب عليها بطلته الرجولية المهلكة لقلبها العاشق حد الجنون،
إقترب عليهم وهو يصطحب والدته وطفله وتحدث بإحترام: مساء الخير يا أفندم.
رد الجميع بإحترام ووقفوا لتبادل السلام مع تلك السيدة الوقورة التي نظرت إلى يسرا بإبتسامة رضا وتحدثت: أكيد إنت يسرا، بالظبط زي ما وصفك سليم، وش ملائكي الطلة فيه تجلب الراحة والهدوء للقلب.

إبتسمت خجلا وتحدثت: ده من أصل حضرتك يا أفندم متشكرة جدا لذوق حضرتك.
قبلتها بحنان ثم نظرت إلى ثريا السعيدة لأجل إبنتها الجميلة وتحدثت: أكيد حضرتك مامت يسرا لان ماشاء الله نفس الملامح المريحة ونفس هدوء الروح.
إبتسمت ثريا وأكملا تعارفهم وسلامهم للجميع
أما سليم الذي إستأذن من ياسين أن يجلس هو و يسرا بمفرديهما سويا وبالطبع وافق ياسين
تحدث سليم بعيون فارس عاشق: عقبالنا يا حبيبتي.

إبتسمت خجلا فأكمل هو: على فكرة أنا قعدت مع سيادة اللوا وسيادة العقيد من شوية وأتفقنا إننا هنقعد بكرة عند الباشمهندس ونتفق على كل حاجة، يعني بدل ما نسافر إسكندرية وكده.
إبتسمت له وتحدثت: كده أفضل بردوا.
نظر لها وتحدث: إن شاء الله هنكتب الكتاب على طول، أنا خلاص مبقتش قد البعد أكتر من كده يا يسرا، مش قادر أفهم إزاي قدرتي تسيطري على مشاعري وكياني بالشكل ده.

إبتسمت وأردفت بحب: أنا اللي مش عارفة إزاي سلمتك قلبي بسهولة كده، أنا مبقتش أقدر ما أسمعش صوتك في يوم يا سليم، إنت بقيت إدمان بالنسبة لي.
نظر لعيناها وتحدث بسحر: بحبك يا يسرا، بحبك ونفسي أسمع منك كلمة بحبك يا سليم، قوليها لي من فضلك.
نظرت له خجلا ونطقتها أخيرا: بحبك يا سليم، بحبك ونفسي أكمل اللي باقي من حياتي معاك.
إنتفض داخله عند سماعه لتلك الكلمة التي طالما تمناها منها منذ أن رأها هنا داخل أسوان.

كانت ثريا تنظر من بعيد على وجه إبنتها السعيد وعشقها الواضح بعيناها، حزنت من داخلها وتذكرت كيف لها أن حجبت ذلك الحق عن مليكة وكانت تحزن من داخلها وهي تري بوادر عشقها لحلالها.
نظر عز إلى ثريا وجدها تقف بجانب شقيقها إقترب منهما وتحدث ليصرف حسن حتى يغتنم فرصة الإنفراد بها: إيه يا باشمهندس واقف كده ليه، ماتروح يا أبني ترحب بضيوفك مينفعش تسيبهم كده.

أجابه حسن بإقتناع: والله عندك حق يا عز، طب خليك واقف مع ثريا علشان ماتقفش لوحدها.
أجابه وهو ينظر لعيناها: إطمن يا حبيبي ومتقلقش من الناحية دي،
إنصرف حسن.
فأقترب عليها وتحدث بعيون عاشقة: جري أيه ياست إنت، وبعدين في جمالك اللي ما بيهداش أبدا ده، إنت هتفضلي حلوة كده العمر كله.
إبتسمت خجلا وأردفت: وبعدين معاك يا عز، شكلك مش ناوي تجيبها البر.

أجابها بمداعبة: وأجيبها البر ليه وأنا فارس ومليش زي في العوم، لو بس تسيبي لي نفسك وتسلمي لي زمام روحك كنت أخدك معايا لبحر إحلامي ونعوم فيه سوا، صدقيني هتشوفي فيه اللي عمره ما كان ييجي حتى في خيالك.
إهتز داخلها وتحدثت بنبرة جادة: من فضلك يا عز بلاش الكلام ده لو سمحت وخلينا ماشيين زي ما أحنا، ماتخلنيش أندم على إني فتحت لك قلبي وصارحتك وقبلت أسمع إعتراف عشقك ليا زمان.

كاد أن يجيبها لكنه إهتز عند سماع صوت منال الحاد وهي تتسائل بلهجة مرعبة: واقفين بعيد كده ليه؟
إرتجف عز وأستعاذ بالله من الشيطان سرا ثم إستعاد توازنه وتحدث ساخرا: يعني هنكون واقفين بنحكي في قصة غرامي الضايع، ولا هكون بعرض عليها أعلمها العوم في بحر الهوي.
وأكمل بجدية رسمها على وجهه ببراعة تامة: واقفين بنتكلم في موضوع يسرا وبسمع من ثريا طلباتها علشان هنقعد مع العريس وأهله بكرة في بيت حسن.

نظرت له ثريا وأستغربت مراوغة ذلك المخادع ذو الحس الفكاهي العالي التي باتت تتقبله بل وتدمنه.
إبتسمت ووجهت حديثها إلى منال: بالظبط زي ما قالك سيادة اللوا يا منال بعد إذنكم.
نظرت له منال نظرة حادة قاتلة ذات معني، إستقبلها هو وتحدث مراوغا إياها: بس إيه الجمال والشياكة والأناقة إللي إنت فيهم دول يا منال، ده إللي يشوفك يفتكرك أخت العروسة اللي يدوب تسبقها بكام سنه.

لان وجهها قليلا من حدته فأكمل هو: هو أنتي عملتي دايت يا منال! ماشاء الله جسمك خاسس جدا والفستان متناسق معاه ومخليكي ولا عارضات الأزياء.
إنفرج فاهها بشدة وتحدثت بلهفة: بجد يا عز يعني الرجيم باين عليا وفرق مع مقاس الفستان؟
زفر براحة أنه وأخيرا أفلت من نكد منال الحصري له وأكمل حديثه المراوغ معها.

كان ينظر لها وهي تجاور ذلك الرؤؤف وهما يتسامران ويضحكان سويا والغضب يتأكل داخله تحرك إليها وتحدث بهدوء عكس ما يدور داخله
نظر إلى رؤؤف وتحدث بسماجة: مش تروح تستقبل الضيوف مع أبوك وأخوك ولا إنت ملكش في وقفات الرجالة؟
شعر رؤؤف بغيرة ياسين فعذره على تلك الكلمة المهينة وأبتسم له وتحدث ليطمئن قلبه: لا إزاي ليا وليا أوي كمان والدليل على كده إني واقف مع واحدة بمية راجل تربية أبوها بجد.

ثم حول بصره إليها وتحدث: بعد إذنك يا مليكة.
هزت رأسها بابتسامة وتحرك هو
وتحدث ياسين على الفور: على فكرة يا هانم إنتي هتروحي من هنا معايا على بيت عمي حسن ومن بكرة هنكون في إسكندرية ف ببتك إنت والولاد يعني تعملي حسابك مفيش قعاد تاني عند سالم بيه،
ونظر لها مبررا: للدرجة دي مابقتيش بتحسي بمشاعر الناس،.

نظرت له بعيونها الساحرة فأكمل مهزوزا: عمتي دي ذنبها إيه تتحرم من مروان وأنس كل ده، للدرجة دي بيعتي الكل ومبقاش فارق معاكي حد؟
تنهدت بضيق وأردفت: موضوع إني هرجع من هنا لبيتي في إسكندرية ده أنا كنت مقرراه أساسا يعني مفيش داعي تنسب لنفسك الفضل فيه،.

وأكملت بإستفزاز شديد: أما بقي موضوع إني أروح من هنا على بيت الباشمهندس حسن فده مش هيحصل أنا قاعدة في الأوتيل مع بابا وماما وأخواتي، وزي ما جيت معاهم هروح بردوا معاهم، فياريت تتقبل الوضع بدل ما يحصل مشاكل وتنتهي بإني بردوا هرجع الأوتيل مع بابا وأخواتي.
أجابها بإستقطاب وغضب: ياريت ماتستفزنيش وتخليني أخرج عليكي غضبي.

أجابته بقوة: أخرك هاتوا معايا يا ياسين يا مغربي، أنا خلاص مبقتش بتهدد إنسي مليكة الضعيفة المستكينة بتاعت زمان.
نظر لها بإستغراب وتحدث: منين جبتي جمد القلب والقوة إللي بتتكلمي بيها دي؟
نظرت له بقوة وتحدي قائلة: من جبروتك وقسوة قلبك وده كان أول درس إتعملته بفضلك أستاذي العظيم.

نظر داخل عيناها بحزن عميق وتحدث بصوت متأثر: بقي أول ما تتعلمي مني تتعلمي القسوة والجبروت طب كنتي إتعلمي مني الثقة والقوة والمواجهة اللي ياما حاولت أقويكي وأبثهم جوة روحك.
إبتسمت ساخرة وأردفت: التعليم بيكون على قد قوة الدرس يا أستاذي، وبصراحة إنت تفوقت على نفسك في توصيل درسك الأخير ليا لدرجة إنه إتطبع وعلم جوايا وبالتالي بقي من المستحيل إنه يتنسي.

ألقت بجملتها عليه وتحركت على الفور من جواره وتركته شارد الذهن مشتت الكيان يرتجف داخليا من فكرة محو عشقه من داخلها أو إبعاده عن أحضانها من جديد،
نفض رأسه من تلك الأفكار سريعا وأستعاد قوته وثقته وحدث حاله: إهدئ يا فتي وأسترجع قوتك وأستعد لجولات جديدة مع تلك المشاكسة ذات المخالب.

ونظر لها وابتسم وحدث حاله أحببت تلك القوية ذات المخالب الجارحة التي رأيتها منذ القليل، ما عليكي صغيرتي، فلنبدأ جولتنا داخل حلبة المصارعة، ولنري لمن النصر مليكتي؟
تري ما الذي ينتظر أبطالنا بعدما أعلن كل منهما الحرب على الأخر؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة