قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثامن والثلاثون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثامن والثلاثون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثامن والثلاثون

في اليوم التالي
حجز ياسين طائرة خاصة لجميع العائلة وعائلة سالم عثمان الذي رفض في البداية ولكن تدخل عز وأقنعه بالقبول
كانت جالسه بجوار والدتها يقابلها سيف وزوجتة
أما شريف فقد صمم الباشمهندش حسن على مكوثه معهم بالمنزل يومان حتى يقوم معه بواجب الضيافة اللازمة لخطيب إبنته العزيزة.
تحدثت سهير بتمني وهي تمسك بيد صغيرتها: ما تيجي معانا إنتي والولاد يا حبيبتي إتعشي مع اخوكي ونهي وبعدين بابا يبقي يوصلكم؟

هزت رأسها برفض وأردفت بإعتذار: مش هينفع يا ماما علشان ماما ثريا الولاد بعاد عنها بقي لهم فترة طويلة، وهي كتر خيرها صبرت على ظروفي وقدرتها.
وافقها سيف وتحدث: مليكة معاها حق يا ماما، خليها تروح علشان ياسين كمان ما يتضايقش.
أجابته بحدة ظهرت بصوتها: أخر همي زعل الباشا.

نظرت لها سهير وتنهدت بتألم ثم أكمل سيف معترضا: هدي اللعب شوية مع ياسين يا مليكة، مش ياسين المغربي اللي هيقبل بالمعاملة دي ويسكت، وياريت يا حبيبتي ماتنسيش إن إنت إللي بدأتي معاه بالغلط.
نظرت لها نهي وتحدثت بأسي ظهر بصوتها: أنا أسفة يا مليكة لو كنت بتدخل بس أنا بجد صعبان عليا أوي حالكم واللي وصلتو له، ياريت تهدوا إنتوا الأتنين وتقعدوا وتدوا لبعض فرصة تصفوا فيها خلافاتكم وترجعوا تاني زي ما كنتم.

تنهدت بألم وتحدثت: مفضلش بينا حاجة نرجع علشانها يا نهي.
تنهدت سهير وتحدثت بأسي: الست وجوزها ياما بيحصل ببنهم يا بنتي، ولو كل واحدة فكرت زيك كده بعد كل مشكلة تحصل كان زمان البيوت كلها متقفلة.
زفرت بضيق وتحدثت: خلاص لو سمحتوا مش حابة ولا قادرة أتكلم في الموضوع ده أكتر من كده
أما سالم عثمان الجالس بجوار اللواء عز المغربي ويقابلهم طارق.

تحدث سالم بتفهم وأعتزاز: على فكرة يا سيادة اللوا أنا لولا حضرتك إتدخلت مكنتش هرجع بنتي تاني غير لما سيادة العقيد ييجي بنفسه وياخدها ويعتذر لها في حضور كل إللي أهانها قدامهم، وأكمل بتفهم: لكن كله يهون قصاد ذوقك وإحترامك وإنك تجي لي الأوتيل مخصوص وتاخدها على بيت الباشمهندس حسن وتدخل بيها قدامهم كلهم دي معناها عندي كبير أوي وتزيد من صورتك العاليا ومقامك في عنيا.

أجابه عز بتفهم: ماتقولش كده يا سالم بيه، أنا قولت لك قبل كده إن مليكة مش بنتك لوحدك، ربنا يعلم غلاوتها عندي قد إيه وإني بعتبرها زي شيرين ويسرا ونرمين بالظبط
واسترسل مطالبا بتفهمه لموقف ياسين: - أنا بس مش عايزك تتحامل على ياسين وعايزك تعذره، إحنا رجالة يا سالم والمفروض إننا أكتر ناس نحس بياسين وتصرفه وغضبه ونعذره.
أجابه سالم بإقتضاب: مش قادر أشوف نفسي غير أب و بنته إتهانت يا سيادة اللوا.

تدخل طارق وأردف بهدوء: ياسين مفيش أطيب من قلبه يا عمي وحضرتك عارف الكلام ده كويس أوي، سيب الأيام تداوي إللي حصل وإن شاء الله العلاقة بينهم هتتحسن وترجع أحسن من الأول بكتير.
تحدث عز بهدوء: طارق بيتكلم صح يا سالم، الأيام فعلا هتداوي الموضوع وتصلح إللي إنكسر.
أما ثريا فكانت تجلس بجوار يسرا تقابلها راقية ومنال.

تحدثت منال إلى يسرا بسعادة: عريسك زي القمر يا يسرا الله أكبر ربنا يحميه شبه الممثلين بتوع زمان في هيبته وشموخه، صالح سليم، عمر الشريف حاجة كده تشرف.
إبتسمت يسرا خجلا وتحدثت راقية: ماشاء الله على ولادك يا ثريا حظهم دايما نار في جوازاتهم.
قرأت ثريا المعوذتين سرا وأستعاذت بالله من تلك الراقية وعينها
وتحدثت: الحمدلله على كل حال يا راقية، ولادي غلابة ومبيأذوش حد علشان كده ربنا بيقف معاهم وبينصرهم.

كان يجلس وبجانبه أيسل وحمزة ومروان وياسر ويحتضن الصغير داخل أحضانه يشتم رائحته بإشتياق فلقد إشتاقه كثيرا
وجه حمزة الحديث إلى والده: ممكن يا بابي تجيبنا أسوان في الويك إند الجاي، بصراحة أسوان وااااااو، جميلة جدا وأنا حبيتها أوي.
إنتفضت أيسل بسعادة وأردفت: أيوا يا بابي وحياتي، أنا كمان عاوزة أجي في الويك إند ونقعد في بيت جدو حسن وطنط بسمة.

خرج الصغير من داخل أحضانه ونظر له وتحدث: أنا كمان خدني معاك يا بابي بليزززز،
إنتفض داخل ياسين بقوة ونظر للصغير بتيهة
حين نظر له الصغير بعيون مترجية ومال رأسه في حركة توسلية وأردف بطفولة وهو يضع يده على وجنة ياسين بحنان: أنا عاوزك تبقي بابي زي حمزة وسيلا ممكن يا بابي؟

إنتفض جسده بالكامل وأختلطت داخله عدة مشاعر متداخلة، سعادة بالغة للغاية، حزن على صغير أفتقد سندة باكرا ويبحث عن البديل، ألم يمزق داخله على رحيل أغلي شباب عائلته وأفضلهم.
وضعت أيسل يدها على رأس الصغير وقبلت وجنتة بدموع
أما مروان الذي تحدث بتأثر: ماينفعش يا أنس، إحنا عندنا بابا رائف وقريب هيرجع من السفر وأبقي قوله هو وقتها.

صاح الصغير بغضب وصوت عالي إستمع له الجميع: مش هييجي يا مارو، هو إتأخر ومش عاوز ييجي وبعدين أنا بحب عمو ياسين وحابب يكون هو بابي،
ووضع يده وأمال رأسه من جديد يتوسل إلى ياسين الذي تسمر بجلسته وتحجرت مقلتيه
نظرت مليكة بألم على صغيرها وكادت أن تتحدث بإعتراض إحتراما لذكري زوجها الفقيد الغالي، أمسك سيف يدها ومنعها بعيناه من الحديث قائلا: إهدي يا مليكة ما تتدخليش.

نظرت لأخيها بتيهة ثم حولت بصرها سريعا لطفلها من جديد بقلب يتمزق.
أما ثريا التي نزلت كلمة صغير فلذة كبدها كخنجر مسموم شق صدرها بدون رحمة وتنفست بتألم.
الكل مصدوم من حديث الصغير، الكل بلا إستثناء يتألم وينتابه مشاعر إنسانية عارمة لأجل ذلك اليتيم المشتاق لنطق كلمة أبي.
نظر الصغير إلى ياسين وتسائل مجددا: علشان خاطر أنس توافق؟

إنفطر قلبه ونظر له بعيون كستها غشاوة دموع الألم ثم تحامل على حاله ليخرج صوته وتحدث: إستأذن الأول من نانا ومامي ولو وافقوا أنا هكون لك بابي في لحظتها.
إنفرجت أسارير الصغير ونزل يجري مسرعا إلى ثريا بمرح وفرحة عارمة،
نظر لها بتوسل أدمي قلبها وتحدث ببرائة: علشان خاطري توافقي يا نانا أنا عاوزه يكون بابي.
كانت تبكي بمرارة على ذكري غاليها التي بدأت تتلاشي رويدا رويدا،.

حدثت حالها وقلبها يتمزق: - ماذا تبقي منك فقيدي الغالي، حتى أطفالك بدأوا بالتخلي عن ذكراك، أاااااااااه قلبي يا الله يتمزق حزنا على صغيري، فلتساعدني وتمدني بالقوة أرجوك.
جاء إليها الصغير وأمسك يدها وأكمل بترجي: وحياة أنس توافقي.
حدثت حالها: رفقا بقلبي النازف عزيز عيني فلترحمني صغيري.
كان الجميع ينظر إليها بدموع وقلوب تتمزق ألما لأجل تلك المكلومة التي مازالت الدنيا تستكمل صفعاتها بدون رحمة،.

كان ينظر لها عاشقها بألم يمزق داخله، يود لو يسرع إليها ويضمها ليمتص عنها حزنها وألمها الساكن روحها.
حدث حاله: أه ثريا، أه يا حب العمر يا مر الزمان
ياليت في سحب حزنك وضمه لباقي أحزاني.
إبتسمت بمرارة وهزت رأسها بدموع وتحاملت على حالها وأخرجت صوتا ضعيفا: موافقة يا حبيبي.
نطقت كلمتها بتألم وهلل الصغير ثم جري إلى والدته وكرر سؤاله وأنتظر الجواب نظرت إلى ثريا بحيرة ودموع هزت لها ثريا رأسها لتشجعها.

كان ينظر لها بعيون مترقبة خوفا من رفضها ولكنها خالفت توقعاته وأبتسمت لصغيرها وهزت رأسها بابتسامة باكية واضعة يدها على شعره وأجابته بهدوء: موافقة يا قلبي.
جري عليه الصغير من جديد وأرتمي داخل أحضانه وتحدث بسعادة: بااااابي، خلاص إنت كده بقيت بابي.
نظر له مروان بحيرة وتحدث: طب هو أنا كمان ممكن أنده لك بابي؟
هز له رأسه بحب وضم الصغيران داخل أحضانه الحانية وهو يتحسس ظهرهما بسعادة بالغة.

ووقف حمزة وسيلا يحتضنا الصغيران مع والدهما بكل حب وقلب برئ.

عادت إلى منزلها من جديد مع سعادته وارتياحه، وبعد مرور ثلاثة أيام لم يرها بها لعدم نزولها للأسفل أوقات حضوره لرؤية الصغيران وثريا ويسرا،
وهو أيضا لم يصعد لها بعد، تاركا حاله لغروره وعنده يحركاه،
إرتدت ثيابها وأجهزت طفليها وأستعدت للذهاب إلى النادي الإجتماعي كي تخرج حالها من جو الملل التي باتت تشعر به في بعادة ذهبت إلى الجراج وأستقلت سيارتها ولكن أوقفها رجال الأمن الماكثون أمام البوابة،.

حيث تحدث أحدهم بإحترام: أنا أسف يا هانم، عندي أوامر من ياسين باشا إن حضرتك متخرجيش برة الفيلا من غير أمر منه هو شخصيا.
نظرت له بإستهجان وتحدثت: نعم! إيه التخاريف اللي إنت بتقولها دي؟
أجابها بإحترام: أنا أسف جدا يا هانم أنا بنفذ الأوامر مش أكتر.

نزلت من سيارتها بغضب وأدخلت أطفالها لثريا وأنطلقت إليه وعلى وجهها بوادر الغضب، دلفت للداخل وجدت منال وأيسل تجلستان سويا سألت عليه أخبرتها منال بتواجده داخل المكتب،
طرقت فوق الباب طرقات سريعة ثم دلفت بعنف بعد إستماعها لسماحه لها بالدخول
كان بإنتظارها بعدما إخبرته مني بإستعدادها للخروج بأطفالها
رفع بصره لها بقلب مشتاق لكل إنش بها وبملامحها ولكن كعادته أظهر برودا مميتا وتحدث بهدوء: خير يا مدام؟

أجابته بقلب مشتعل وملامح غاضبة: لا والله مش خير خالص يا سيادة العقيد، هو سيادتك فارض عليا حصار ولا أنا تحت الإقامة الجبرية وأنا ما أعرفش؟
وأكملت بغضب: يعني إيه سيادتك أبقي خارجة أنا وولادي وألاقي عامل الأمن يمنعني ويقول لي دي أوامر ياسين باشا؟
دلفت منال بعد الإستئذان وتحدثت: إهدي يا مليكة صوتك عالي ليه؟

نظرت لها بقوة وتحدثت بغضب: إسألي سيادة العقيد إيه هو سبب صوتي العالي، الباشا مانعني من الخروج، حابسني جوة بيتي أنا وولادي.
كان ينظر لها ببرود وعلى ثغريه إبتسامة ساخرة مما إستشاط غضبها
تنهدت منال وتحدثت: طب إهدي يا مليكة من فضلك.
تحدث هو أخيرا بهدوء: من فضلك يا أمي سبينا لوحدنا
تنهدت منال بحزن على ولدها الذي مازال يبتعد عنها ويبعدها عن حياته منذ ذلك اليوم المشؤؤم.

أجابته بهدوء: هخرج يا ياسين بس براحة، إتفاهموا بهدوء لو سمحتوا
شعر بألم تجاه حزن والدته الظاهر بصوتها ولكن مابيده ليفعله فحقا جرحه منها عميق.
خرجت منال ثم تحدث هو ببرود: كنتي بتقولي إيه بقي يا مدام فكريني كده؟
أجابته بنبرة صوت محتقنة: أظن حضرتك سمعتني كويس أوي.
أجابها ببرود: تمام، مبدأيا كده القرار ده قديم، تقريبا كده من حوالي أكتر من 15 يوم وطبعا علشان سيادتك مكنتيش موجودة هنا فمكنش عندك خبر بيه.

وأشار لها بتذكر وأكمل: أه وعلى فكرة القرار ده شامل ليالي هي كمان يعني مش لوحدك.
تحدثت بغضب عارم: إنتي حر إنت وليالي بتاعتك تعمل فيها إللي إنت عاوزه بعيد عني، كلامك ده يمشي عليها هي لكن ما يمشيش عليا.
أجابها بنبرة صوت حادة: الكلام ده يمشي عليكي قبل منها، ولا نسيتي إني كنت مأمن لك ومديكي ثقة عمري ما أديتها لمخلوق على وجه الأرض والنتيجة كانت إيه يا مدام، النتيجة كانت كارثية بالنسبة لي.

إحتقن وجهها بالغضب وأردفت بإستفزاز: ياريت ماتدخلناش في مواضيع ماتت وإنتهت بالنسبة لي، أنا مش جايه أفتح وأتكلم في كلام قديم لا هيودي ولا هيجيب.
إنتفض داخله بغضب من إستفزازها لمشاعره وهب واقف وتحدث بحدة: أنا مابفتحش مواضيع قديمة يا هانم ولو كان الموضوع بالنسبة لك مات وأنتهي فا بالنسبة لي أصبح مكنلوش وجود من الأساس،.

وأكمل بكبرياء: والوقت نرجع لموضوعنا، وأول حاجة لازم تلغي من تفكيرك إني ممكن أسمح لك تخرجي من البيت تاني لوحدك
وأكمل ليستفز داخلها: وبعد كده مش هتخرجي إلا للمشاوير الضرورية واللي هيكون عندي علم ببها قبلها بيوم واحد على الأقل، وعربيتك تنسي إنك تخرجي بيها بعد كده، السواق هيروح معاكي مكان ما أنتي رايحة وهيستناكي لحد ما يرجعك تاني.

كانت تستمع له بقلب مشتعل وأردفت رافضة بغضب: وأنا بقي مش موافقة على كلام معاليك ده.
تحرك بهدوء ووقف قبالتها ووضع يداه داخل جيب بنطاله ونظر لها بإبتسامة باردة وتحدث ساخرا: هقول لك جملتك إللي قولتها لي في أسوان، أخرك هاتيه معايا يا مليكة يا عثمان.
تنفست بغضب وبدأ صدرها يعلو ويهبط من شدة غضبها وأبتسم هو لتلك الحالة الذي أوصلها لها
في حين أكملت هي: تبقي غلطان لو فاكر إنك كده بتكسرني،.

وأكملت بإشمئزاز: أنا بجد مصدومة فيك
أجابها بقوة ونبرة حادة: أكيد مش هتبقي قد صدمتي فيكي.
ألقت نظرة غاضبة عليه وأنطلقت للخارج صافقة خلفها الباب بشدة هزت أرجاء المكان.
أغمض عيناه بألم وزفر بضيق وذهب إلى نافذة المكتب لينظر إلى أثرها
إستمع إلى بعض الطرقات فوق الباب، زفر بضيق وسمح للطارق بالدخول
دلفت منال وهي تنظر له على أستحياء وتحدثت: عاوزه أتكلم معاك شوية، ممكن؟

تنهد بألم وأشار لها بإتجاه الأريكة وذهب معها وجلسا وتحدثت هي: أنا أسفة لو مكنتش لك الأم إللي كان نفسك فيها يا ياسين، أسفة إني طول الوقت كنت بخذلك بتصرفاتي اللي للأسف كانت بتتفسر على إنها ضدك،.

ثم أكملت بتأثر: أنا مش بشعة أوي كده يا ياسين، أنا عمري ما كنت ضدك يا أبني، أنا طول الوقت كنت بحاول أحافظ لك على بيتك علشان مايتهدش وولادك هما اللي يدفعوا التمن، أنا عارفة إنك كنت تستاهل واحدة أحسن من ليالي بكتير وعارفة كمان إنها طول الوقت مقصرة في حقك
وأمسكت يدة بحب وأكملت: بس بيتهيأ لي إستقرار أيسل وحمزة و وجودهم مع أبوهم وأمهم في نفس البيت يستاهل التضحية بأي حاجه تانية، ولا إيه يا ياسين؟

تنهد بألم وتحدث: حضرتك إتصرفتي وحكمتي على الموضوع من وجهت نظرك إنت، واللي للأسف دمرتني ودمرت علاقتي بليالي
واسترسل لائما عليها: تدخلك ووقوفك ضدي طول الوقت منعني إني أصلح من طباع مراتي اللي للأسف رسخت جواها مع الوقت وبقي من المستحيل إنها تتغير،
وأكمل موضحا: زي مثلا موضوع الحجاب ومشكلته، فاكراه يا أمي؟

فاكرة حضرتك عملتي إيه، حطيتي طلاقك قدام طلاق ليالي اللي أنا متأكد إن هي وأهلها مكنوش هيحبوا يوصلوا له وكانوا هيتنازلوا ويقبلوا بطلباتي، لكن كالعادة دمرتي إرادتي بتدخلك الغلط.
وأكمل بتفهم: يمكن حضرتك وقتها كنتي فاكرة إنك بكدة بتحمي بيتي، لكن إحب أقول لك إن بيتي إتهد ومن زمان أوي، بيتي أصبح هش أوي يا أمي لأنه للأسف مبني على ركام وأي هزة مهما كانت بسيطة من الممكن جدا إنها تجيبه على الأرض.

وأكمل بعرفان: مش ناكر أبدا وقفتك معايا في تربية ولادي وأهتمامك بيهم وبكل ما يخصهم، ومش ناسي فضلك فإن حضرتك السبب فاللي وصلوا له ولادي من مستوي عالي في التعليم وتدريباتهم والأنشطة الخاصة بيهم، بس ياريت يا أمي ما تحاوليش تتدخلي تاني في علاقتي بليالي علشان بجد أنا تعبت.

كانت تستمع له بوجه حزين متألم لأجل ما عاناه ولدها من تدخلاتها الخطأ بحياته وتحدثت خجلا: أنا أسفة يا ياسين، أرجوك تسامحني يا أبني وتعرف إني عمري ماكان قصدي أجي عليك أو أئذيك أبدا،
وأكملت بشكر: ومتشكرة أوي إنك ما أتكلمتش مع عز في موضوع شركة الأمن الإيطالية والمراقبة.
أمسك يدها وقبلها وتحدث بنبرة حنون: إنت أمي، يعني أغلي حد في حياتي، أكيد عمري ما كنت هصغرك قدام الباشا وأقول له حاجة زي دي.

وضعت يدها على وجنته وتحدثت بحب: تسلم لي يا ياسين.
ثم تنهدت وأكملت بحنان: روح لمليكة وصفوا إللي بينكم وأرجع لها يا ياسين، مليكة حد حلو وبتحبك وتستاهلك بجد، هي غلطت أه بس كان غصب عنها يا أبني، أعذرها وسامحها.

وأبتسمت وأسترسلت حديثها: أنا عارفة إنك بتحبها وأوي كمان وهي كمان بتحبك أوي، أنا شفت ده في عنيها لما جت لك هنا علشان تعتذر لك، شفت ندم وألم ست بتحب جوزها بجد، ست مدبوحة وقلبها بينزف علشان حبيبها اللي بيتألم بسببها، وبرغم إنك مسمعتهاش ويمكن كمان تكون طردتها، إلا إنها وهي خارجة وبتتكلم كنت شايفة في عيونها حب وعشق ست لراجلها، أرجع لها ومتخليش البعد يخلق قساوة بينكم.

إبتسم لها وتحدث مداعبا إياها: تاااني هتدخلي في حياتي يا أمي، ثم أبتسم وأكمل بتعجب: أخر حد إتخيلت إني أسمع منه الكلام ده هو إنتي يا حبيبتي.
إبتسمت بألم وتحدثت: علشان تعرف إن سعادتك أهم عندي من أي إعتبارات تانية يا حبيبي.
قبل يدها وضمها داخل أحضانه وتنهد براحة بعد تلك الجلسة الصريحة والمريحة لكلاهما.

أما مليكة التي عادت إلى منزلها غاضبة، تحدثت ثريا بعدما أستمعت منها تعنت ياسين في مسألة خروجها: إهدي يا مليكة وأنا هتكلم مع ياسين وأستأذنه في إنك تخرجي.
أجابتها برفض قاطع: لا يا ماما لو سمحتي بلاش، مش عاوزاه يشوفني مليكة الضعيفة اللي جريت وأشتكت لحضرتك علشان تجيبي لي حقي منه
وأكملت بنبرة قوية: خليه يعمل كل إللي هو عاوزه ويجيب أخرة.
تنهدت ثريا وحزنت لأجلها ولأجل ياسين.

بعد عدة أيام
كان يجلس بالحديقة ليلا، أتت إليه ليالي وجلست بجانبه وتحدثت بنبرة مؤثرة: لحد أمتي هتفصل زعلان مني يا ياسين؟
واسترسلت بنبرة إستسلامية: أنا تعبت من المعاملة دي ومش قادرة أتحمل أكتر من كده.
زفر بضيق وأردف متهكما: فارق معاكي أوي زعلي يا ليالي ولا عقابك هو اللي فارق معاكي وحابة تنهيه؟

تنهدت بألم: ليه دايما شايف إن زعلك مش فارق معايا، أنا بحبك يا ياسين، والله بحبك وزعلك وبعدك عني بالشكل ده ألمني وفعلا مأثر فيا، تفتكر أنا مبسوطة من نومك في أوضة المكتب من يوم إللي حصل، ده حتى شكلنا بقي وحش أوي قدام كل إللي في البيت والشغالين.

إبتسم ساخرا وتحدث موضح: هي دي نقطة اللبس إللي عندك يا ليالي، للأسف إنت عمرك ما حبتيني ولا فارق معاكي بعدي وزعلي زي ما بتقولي، إنت كل إللي فارق معاكي شكلك الإجتماعي قدام الناس والعيلة والشغالين.
وزفر بضيق فأكملت هي بتفسير: ما تحاسبنيش على أفكار إتربيت وكبرت عليها وثبتت جوة دماغي وفكري يا ياسين، أنا واحدة أتربيت على إن الشكل الإجتماعي هو أهم حاجة في حياة الست.

واستطردت بنبرة صادقة: - صدقني أنا بحبك، بس أنا إتربيت إني أحب نفسي أكتر وأفضلها على كل اللي حواليا.
إبتسم بألم وتحدث: وأنا مش هاجي الوقت وأحاول أغير المستحيل يا ليالي.
إبتسمت هي براحة وأكملت: ياسين، أنا تعبت من الوضع ده.
نظر لها بتساؤل وهدوء: عاوزة إيه يا ليالي؟

تحدثت موضحة: عاوزة أرجع لحياتي الطبيعية، نفسي أخرج معاك زي الأول ونفسي أخرج أقابل أصحابي، نفسي أعمل شوبينج وأحس إني لسة عايشة، بجد تعبت من الحبسة دي ومش قادرة أتحملها أكتر من كده يا ياسين.
نظر لها مضيقا عيناه وتحدث بذكاء: موافق بس بشرط
إنفرجت أساريرها وتحدثت بلهفة: إيه هو؟
نظر لها برجاء وأمال رأسه متحدثا بتمني: تلبسي الحجاب.

زفرت بضيق وأردفت: إنت عارف إني مش حباه ومش مقتنعة بيه يا ياسين، وبعدين ما أنا بلبس بكم ولبسي كله طويل ومقفل وده بناء على طلبك وأؤامرك.

أمسك يدها ونظر لها بحنان وتحدت بلين لإقناعها: ليالي، الحجاب ده فرض عليكي من ربنا وخطوة أولي لازم تتعمل لكونك مسلمة وطالبة رضا ربنا عليكي، صدقيني يا حبيبتي لو لبستيه هتحسي براحة نفسية رهيبة، التقرب لربنا أكتر حاجة ممكن تدخلك في سلام نفسي وسكينة داخلية هتغير حياتك كلها للأفضل.

كانت تخرج إلى شرفتها تستنشق الهواء النقي ككل يوم نظرت حولها لتتفقد المكان وجدته يمسك بيد زوجته ويبدوا على وجهه الراحة والحب، إشتعل داخلها وشعرت بنار الغيرة تقتحم قلبها وتشعله، قورت يدها وضغطت عليها بتألم.
دلفت سريعا للداخل ودارت حول حالها بغضب عارم، إرتمت فوق تختها وأجهشت بالبكاء المرير من شدة غيرتها على رجلها ومعشوق عيناها،.

نعم هي غاضبة منه وقررت معاقبته بإبتعادها عن أحضانه وذلك لتهذيب أخلاقه وتعليمة درسا قاسيا حتى يتعلم كيف يعاملها بإحترام مستقبلا، لكنه مازال رجلها التي كلما رأته جاهدت حالها بألا تجري عليه وترتمي داخل أحضانه لترتاح روحها المتعبة منذ إبتعاده.
عودة إلى ياسين.

أكمل وهو مازال يمسك يدها بحنان يحاول إقناعها بالقول اللين: أنا أتكلمت مع أيسل في موضوع حجابها وهي الحمدلله أقتنعت، وأتفقنا إننا هنخرج مع بعض في الويك إند الجاي ونعمل شوبينج علشان تغير إستايل لبسها كله علشان يليق بلبسها للحجاب، وأكمل بهدوء: يرضيكي بنوتك اللي مكملتش 15 سنه تلبس الحجاب وإنت مش لبساه؟
كانت تستمع له بحيرة وتخبط فأردفت بتساؤل: لو لبسته هتطلع تنام في أوضتنا تاني؟

هز لها رأسه بإيماء وأجابها بتأكيد: اكيد طبعا هعمل كده، وطول ما أنت بترضي ربنا وبتراعي بيتك وولادك هتلاقي معاكي ياسين تاني خالص.
إبتسمت له ثم نظرت بشرود وتفكر وتحدثت: طب أديني فرصة أفكر.
أجابها بهدوء: خدي وقتك، أهم حاجة إنك تقرري عن إقتناع، لإنك لو لبستيه مش هينفع تتراجعي في الخطوة دي تاني وتفكري تخلعيه، فهماني يا ليالي؟
هزت له رأسها بإيجاب.

كانت جيجي تجلس داخل أحضان طارق فوق تختها
تحدثت متعجبة بإستغراب: تعرف يا طارق أني مستغربة أوي رد فعل طنط منال على موضوع ياسين ومليكة، بصراحة انا كنت فكراها هتهد الدنيا هي وليالي لما يعرفوا وخصوصا كمان إن كان فيه بيبي
أجابها طارق بشرود: أنا كمان كنت فاكر زيك كده يا حبيبتي وحقيقي إستغربت جدا هدوء ماما وعدم تعليقها على الموضوع.

واستطرد بذكاء: بس إللي أنا متأكد منه إن فيه حاجة كبيرة أوي حصلت بينهم وبين ياسين خلتهم سكتوا بالطريقة الغريبة دي، إيه هي بقي الحاجة دي الله أعلم.
ردت عليه بتأكيد: كلامك صح جدا بدليل إن بعد اللي عمله ياسين مع مليكة وجه على هنا طنط منال وليالي جريوا وراه وطلعوا على الجناح ووشهم ما كانش يبشر بالخير أبدا،.

واسترسلت: وقفلوا على نفسهم الباب وبعد ما كنت سامعة صريخ وأعتراض ليالي فجأة الصوت هدي خالص وبعدها بمدة طويلة نزل ياسين وخرج بعربيته وطنط منال راحت على أوضتها ومخرجتش منها غير تاني يوم، حتى ليالي هي كمان عملت كده.
نظر لها طارق وأردف: أكيد فيه حاجة حصلت خلتهم محسوش بالمصيبة التانية
سألته جيجي: أنت مسألتش ياسين؟

هز رأسه نافيا: ياسين من يوم إللي حصل وهو قافل قلبه ومش حابب يتكلم في أي حاجة مع أي حد حتى مع الباشا.
تنهدت جيجي وأكملت بأسي: بصراحة الله يكون في عونه، إللي حصل له من مليكة مش قليل بردوا، وهي كمان الله يكون في عونها، الموقف صعب عليهم هما الإتنين
ضمها طارق داخل أحضانها وقبل جبهتها وتحدث بألم: يلا ننام يا جيجي عندي شغل بكرة ولازم أصحي بدري.

بعد إسبوع
كانت علياء بصحبة شريف تتحرك داخل الإستوديو بسعادة وهما في طريقهما إلى غرفة التسجيل، فلقد حضرت هي وعائلتها من أسوان حتى يحتفلوا مع باقي عائلة المغربي بحفل عقد قران يسرا جميلة الروح والأخلاق الذي سيقام غدا في فيلا رائف المغربي بتحضيرات عالية،.

تذكرت زيارتها الأولي وكيف بدأت بحلم جميل وأنتهت بكابوس أنهي على أحلامها العذراء، نفضت رأسها من تلك الأفكار وخصوصا أن زيارتها الأن تختلف كليا عن سابقتها، فهي الأن تدلف معه وهما يتشابكان الأيدي والأرواح تتحرك بجانبه كاأميرة تتحرك بجوار ملكها
كان ينظر داخل عيناها والحب والسحر يملئان عيناه من شدة إعجابه وحبه لها.

نظرت لعيناه وتحدثت: أرجوك يا شريف ما تبصليش كده، حاسه إن قلبي هيقف في مرة من فرحته وأنت بتبص لي بعيونك ونظرتك دي.
تنهد بحب وأبتسم قائلا: الحب ما بيموتش يا عالية، الحب بيحيي الروح وينعش القلب ويسعده.
إبتسمت له وتحدثت بمرح: نفسي أعرف بتجيب كلامك الحلو ده منين؟
من سحر عيونك بتخرج كلماتي، كلمات أجابها بها بسعادة وعشق.
تنهدت بإنتشاء وسعادة ونظرت للأمام وهي تتحرك بجوارة بحيوية وروح سعيدة.

وجدت أمامها تلك السالي بإنتظارهم
وقفت سالي أمامهما وهي تربع يداها فوق صدرها وتنظر لها وعلى وجهها إبتسامة ساخرة وتحدثت إليه وهي تنظر إلى علياء ساخرة
سالي بكبرياء وهي تنظر إلى علياء بإشمئزاز: بقي هي دي إللي اختارتها تكون بديلة عن سالي يا شريف، مش خايف لأصحابنا يعملوا مقارنة بيني وبينها، صدقني ساعتها هيبصوا لك بطريقة تانية خالص ويقيموا نظرتهم ليك من جديد.

كاد أن يرد لكن عاليته الغالية سبقته وردت بكل قوة: هما فعلا هيعيدوا تقييم نظرتهم ليه من جديد علشان هيبصوا له بطريقة أكتر تعقلا وأكتر إحتراما، هيبصوا له بنظرة شاملة لراجل بيحترم ذاته، راجل ذو عقلية مثقفة وواعي، مش راجل فارغ من جواه وماشي ورا شكل مزيف وعقل فاضي.
إبتسم داخليا على تلك الشرسة ذات المخالب القوية وهي تفترس مهاجمتها دون رحمة.

أجابتها سالي بنبرة ساخرة: دي الحلوة طلع عندها لسان وبتعرف تتكلم أهي.
نظر إلى سالي وتحدث بهدوء: ياريت يا سالي تحافظي على إللي باقي من إحترامي ليكي وتتصرفي بإسلوب مهذب وإنت بتتكلمي مع حرم شريف عثمان المستقبلية، ده طبعا لو لسه حابة يكون بينا إحترام كأي زميل وزميله بيشتغلوا في مكان واحد.

إبتسمت ساخرة وتحدثت: بكرة تجي لي زاحف لما تفوق من زهوة السراب اللي مشيت وراه وأنت مغيب، وساعتها هتتمني إني أسامحك وأرجع لك من تاني وبكرة هفكرك لما تجي لي وأنت مذلول يا شريف.
إبتسمت علياء ساخرة حين نظر شريف إلى علياء بإبتسامة حب وأردف بصوت عاشق وعيون هائمة: يلا بينا يا حبيبي علشان ألحق أظبط نفسي قبل الهوا.
إبتسمت له بعيون عاشقة وهزت رأسها وأردفت بطاعة: يلا يا حبيبي.

إنسحبا من أمامها وتركاها تستشيط غضبا والحقد يتأكل من قلبها.
دلف لداخل مكتبه بصحبتها وتحدث بحب: قولي لي بقي إيه رأيك في مكتبي يا حضرة الباشمحمية، المرة إللي فاتت مشيتي وملحقتش أفرجك عليه.
نظر عليها وجدها حزينة والغيرة تتأكلها
إقترب عليها وأمسك يدها وقبلها بعيون ذائبه عشقا وتحدث: ممكن أعرف إيه اللي قلب مزاج حبيبي أوي كده؟

مطت شفتيها وتحدثت بحزن ظهر بعيناها: مش حباك تشتغل معاها في نفس المكان، شعور إنك معاها في نفس المكان وبتشوفها كل يوم بيقتلني يا شريف، ثم نظرت له بتساؤل: هو أنت ممكن تتنقل من الإذاعة دي؟
إبتسم لها بهدوء وتحدث: مع إني لسه منقول ليها من شهور قليلة بس طالما عالية الغالية طلبك يبقي علم وينفذ.
جحظت عيناها بسعادة وقفزت بمرح وتحدثت: بجد يا شريف إنت فعلا هتعمل كده علشاني؟

أجابها بسعادة وهو يري فرحتها داخل عيناها الجميلة: ومين عندي أغلي منك يا عالية علشان أعمل أي حاجة ترضيه وتسعده،
وأكمل بتعقل: بس أنا عاوزك تثقي فيا أكتر من كده يا حبيبي، إنت العالية في قلبي وملكيش زي وعيوني مبقتش بتشوف غيرك، يعني عاوزك تطمني على نفسك جوة قلبي فهماني يا عالية
إنتشئت بسعاده وأجابته بحب: فهماك يا قلب عالية.

إبتسم لها وقبل باطن يدها بهدوء وتحدث: يسلم لي حبيبي اللي دايما بيريح حبيبه ويسمع كلامه.

فجر اليوم التالي
بعد إنتهاء حفل عقد القران أخذ سليم عروسه الجميل يسرا وأوصلهما طارق إلى الأوتيل الذي إحتجز سليم به جناح ليقضي به ليلته الأولي مع حبيبته، أما باقي عائلته فقد ضلوا داخل فيلا رائف
كانت تخرج من داخل الحمام ترتدي ثوبا للنوم مريح، وجدت من يجلس فوق المقعد متشابك الأيدي وينظر أسفل قدميه، نظر عليها وأنتفض داخله وصرخ قلبه مطالبا إياه بالتحرك السريع لضمتها والعيش بهناء داخل أحضانها الحنون.

إرتجفت وتسمرت مكانها ثم أبتلعت لعأبها وتحاملت على حالها وأردفت بتساؤل حاد: خير يا سيادة العقيد، ياتري إيه المناسبة السعيدة اللي خلت جنابك تشرفني هنا؟
نظر لها ببرود مميت إصطنعه لحاله كي لا يضعف أمام هيئتها وأنوثتها المهلكة لرجولته
تحدث بنبرة ساخرة: هو ده مش جناحي مع الهانم مراتي بردوا ولا أنا توهت؟
أجابته بقوة وغيظ وهي تتذكرة يمسك بيد تلك الليالي بحب وتحدثت: بيتهيأ لي كدة إنك توهت يا باشا.

وأشارت بيدها قائلة: جناحك هناك عند ليالي مش هنا خالص، والوقت ياريت تتفضل علشان عاوزة أنام.
ضحك ساخرا وتحدث بنبرة تهديدية: طب إهدي كده وخدي لك ساتر علشان اليوم كان طويل ومرهق وما صدقت إنه خلص علشان أنام وأريح دماغي من صداع الموسيقي اللي فرتك دماغي، يعني تخليكي حلوة كده علشان مخرجش جناني وتعبي كله عليكي.

وأتجه إلى الأريكة وأمسك ملابس بيتية كان قد أخرجها من الخزانه قبل قليل وأشار لها بيده وتحدث أمرا: إتصلي بمني تطلع لي فنجان قهوة على ما أخرج من الحمام.
نظرت له بإستغراب وتحدثت بنبرة ساخرة: لا والله، مش عاوزني أغسل لك رجليك بالماية والملح بالمرة؟
أجابها بإقتضاب: خمس دقايق وأطلع ألاقي فنجان القهوة قدامي، إتحركي.

دلف إلى الحمام وتركها تستشيط غضبا، تحركت وطلبت له قهوته وبعد قليل خرج من الحمام يرتدي بنطالا مريحا فقط لا غير،
إبتلعت لعابها من هيئته المدمرة لإنوثتها، نظر إليها وجدها تبتلع لعابها فأبتسم بإنتشاء لهيئتها وبدأ بتناول قهوته بتلذذ
تحركت ووضعت على جسدها شالا كبيرا وكادت أن تتحرك خارج الغرفة أسرع إليها في اللحظات الأخيره وجذبها من يدها بشدة جعلها ترتطم بصدره في حركة أذابت إثنتيهم وأهلكت حصونهما.

نظر لشفتاها وأبتلع لعابه وبدأ صدره ينتفض ويعلو ويهبط من شدة إحتياجه لها،
وماكان حالها أفضل منه، كانت تنظر لعيناه بفاه مفتوحة مرتعشة وقلب يرتجف يريد الإرتماء داخل أحضانه ونسيان كل ما أحزنها منه تلك الفترة الماضية،
بقيا مدة على وضعهما هذا كلا منهما يحترق شوقا للأخر ولكن كبريائه يمنعه من إتخاذ الخطوة الأولي وينتظرها من الأخر.
إستجمعت قواها وتحركت بداخلها روح الأنثي المتمردة، نفضت يده من عليها وأبتعدت.

إغتاظ منها وتحمحم لينظف حنجرته وتسائل: ممكن أعرف الهانم خارجة على فين؟
إستجمعت قواها وتحدثت: هنام مع مروان في أوضته.
تحدث غاضبا: يا بنتي هو أنا مش قولت لك خدي لك ساتر وأبعدي عن غضبي الساعة دي؟
ربعت يداها وتحدثت بضيق: مش عاوزه أنام معاك في أوضة واحدة، إيه، هو بالعافيه؟

رد عليها بنبرة حادة: اللي يسمعك كده يقول إني هموت وأنام جنبك، لو إنت مش حابة تجمعنا أوضة واحدة فأحب أعرفك إني مش طايق حتى مجرد الفكرة، كل الحكاية إن البيت فيه ناس غريبة وماينفعش الهانم تبات لوحدها.
ردت بإقتضاب: - خلاص تبقي محلولة، هروح أنام في أوضة مروان.
رد بنبرة حادة غاضبة: ليه، شيفاني مش راجل قدامك علشان أسيبك تنامي في أوضة إبنك والبيت فيه رجالة غريبة؟

شبكت يدها وأبتسمت ساخرة: أولا البيت مفهوش غير الستات، الرجالة بايتين برة في الإستراحة وطارق وعمر بايتين معاهم، ثانيا باب الفيلا مقفول علينا ومفيش مخلوق يجرئ يدخل جوة
ثم نظرت له بإبتسامة ساخرة وأكملت: يعني بالإختصار كده ياريت تشوف لك حجة تانيه وتكون مقبولة بالنسبة لي.
تنهد بضيق وتحدث بغضب أخافها: خلي يومك يعدي ونامي يا مليكة، النهار قرب يطلع وقولت لك إني تعبان وعاوز أنام.

إنتفض داخلها من هيئته الغاضبة وتحركت نحو التخت وكادت أن تتمدد عليه إلا أنه ذهب إليها وجذبها بغضب من فوقه وتحرك بها إلى أريكته وأجلسها بعنف
وتحدث بعيون تشتعل غضبا حتى أنها أرتعبت من هيئته: أنا مش قولت لك قبل كده مشفكيش قاعدة على السرير ده تاني، إن شاء الله مش هترتاحي غير لما أولع لك فيه وفي الأوضة كلها وقريب أوي.
كادت أن تتحدث هدر بها أرعبها ونظر لها بغضب: نامي ومش عاوز أسمع صوتك تاني، مفهوم؟

إبتلعت لعابها وتحدثت بصوت منخفض: طب هروح أجيب المخدة بتاعتي.
صمت وتحركت هي وجلبت مخدتها ومخدة أخري وضعتها بينهما.
نظر لها وتحدث بإستقطاب: أحسن بردوا، وصدقيني لو كان فيه كنبة تانية كنت نمت عليها وسبتك تنبسطي لوحدك.
إغتاظت منه لكنها كانت سعيدة للغاية لغيرته الشديدة عليها، وأغلق هو الضوء وتسطح بجانبها مشبكا يداه ببعضها واضعا إياها تحت رأسه، وتنهد بتعب وحزن إلى ما وصلا إليه.

نعم يريد ترويضها ويريدها أن تستشعر خطأها الفادح بحقه وتأتي إليه معتذرة حتى لا يتكرر ما حدث بالسابق ويعيش معها مجددا بأمان ويذيقها من جديد من وابل عشقه وقبلاته
لكنه تعب وتعبت روحه وتألمت من إبتعادها عن أحضانه، حقا يكابر ويعاند حاله لكنه يموت ألما بكل لحظة يقضيها بعيدا عن أحضانها الحنون،.

إشتاقها حد الجنون، إشتاق عيناها ونظرتها الساحرة، إشتاق شفتاها وتذوق شهد عسلهما، إشتاق رائحة أنفاسها العطرة التي تشعرة بوجوده، إشتاق أن يضم بين يديه شعرها الحريري ويشتم رائحة عبيره، إشتاق مليكة، إشتاقها.
تنهد بألم ونظر عليها بطرف عيناه حتى لا تراه.
لم يكن حالها بأفضل منه فقد كانت تتسطح بجانبه بقلب مشتعل بالإشتياق.

حدثت حالها بحزن عميق: إقترب ياسيني، إقترب وضمني إليك، لقد إشتقتك رجلي الفريد، تعا وأسحبني لداخل أحضانك من جديد، صدقني لم أمانع فقط تعا وستري
قضي ليلتهما في تألم ونار الإشتياق تشعل داخلهما ولكنه العند لا غيره هو من أبعد بينهما.
تري من سيستسلم للأخر ويرفع الراية البيضاء معلنا عن إنتهاء حرب العشاق؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة