قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل التاسع والثلاثون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل التاسع والثلاثون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل التاسع والثلاثون

أفاق من نومه قرب الظهيرة فقد جفاه النوم في حضرتها ورائحتها التي كان يشتاقها حد الجنون ولكنه بالنهاية وقع صريع النوم من شدة تعبه،.

نظر بجانبه متلهفا يتفحص وجودها تملكه الإحباط حين وجد مكانها فارغا، جلس وزفر بضيق وأرجع شعره للخلف بحركة غاضبة، أمسك وسادتها وأخذها داخل أحضانه وأشتم بها عبير حبيبته وهو مغمض العينان، ثم تحرك إلى الحمام أملا منه أن يجدها ويملي عيناه برؤياها ولكن أصابه الإحباط من جديد لعدم وجودها، توضأ وصلي فرض الله عليه ونزل الدرج للأسفل
إستمع لصوتها المرح مع صغارها يخرج من داخل المطبخ،.

سحبه قلبه إليها ودلف إلى المطبخ وجدها تبدو كشمس والنجوم حولها، تقف تصنع لصغارها وصغار باقي المنزل الوجبات المحببة إليهم.
وقفتا علية ومني سريعا بإحترام لتحيته
وتحدثت علية بإحترام: صباح الخير يا ياسين باشا.
إبتسم لها وتحدث بود: صباح النور يا علية، جري عليه مروان قابله بحب ورفعه لأعلي وثبته داخل أحضانه
فتحدث الصغير: صباح الخير يا بابي.
قبله ياسين وأردف بحنان: صباح الفل يا قلب بابي.

كانت سعيدة من داخلها لأجل طفليها وحالتهما النفسية التي إرتفعت عنان السماء بفضل مناداتهم لياسين بأبي وأيضا رعاية ياسين الغير متناهية لهما
نظر ياسين للصغير وتسائل: أمال أنس فين؟
أجابه مروان وهو مازال معلق داخل أحضانه: أنس بره في الجنينة مع نانا والضيوف.

كانت تقف حول المنضدة الموضوعة بمنتصف المطبخ تصنع المعجنات للصغار، لم تلتفت إليه حتى تشعره بأنها غير مبالية بتواجده، وجه حديثه إلى علية بتساؤل: الضيوف فطروا يا علية؟
أجابته بإحترام: الرجالة فطروا مع عز باشا وطارق بيه وخرجوا يشتروا شوية حاجات علشان يرجعوا ياخدوا الستات ويسافروا على القاهرة، وأكملت: والستات بيفطروا في الجنينة مع ثريا هانم ومنال هانم.
وأكملت علية بتساؤل: أحضر لحضرتك الفطار يا باشا؟

نظر على من أثارت حزنه لعدم إكتراثها لتواجده وتحدث: لا يا علية مليش نفس، لو بس تعملي لي فنجان قهوة يبقي كتر خيرك.
أجابته بإحترام: بس كده، من عنيا يا باشا.
نظر إلى سارة إبنة يسرا الماكثة بجوار مليكة تساعدها وتحدث بإهتمام: أخوكي فين يا سارة؟
أجابته بإحترام: في فيلا جدو عز بيعوم في البول مع حمزة وأمير.

وأكملت بإستحياء وترجي: خالو هو حضرتك متعرفش رقم للأوتيل إللي مامي نازلة فيه، أصلي كلمتها هي وأنكل سليم ولاقيت تليفوناتهم مقفولة وأنا حابة أطمن عليها؟
نطقت أخيرا وتحدثت للفتاة: أكيد لسه نايمة يا سارة وأول ماتصحي إن شاء الله هتكلمك علشان تطمن عليكي إنتي وياسر.

أجابها ياسين تأكيدا لحديثها: بالظبط زي ما طنط مليكة قالت لك يا حبيبتي، وأنا إن شاء الله على أخر اليوم لو هي ما كلمتكيش هحاول أوصل لها وأخليها تكلمك.
وتحرك حاملا الصغير للخارج
أما هي فنظرت على أثرة وتنهدت بألم ثم نظرت إلى علية التي أشرعت لعمل قهوة ياسين فتحركت إليها وتحدثت: سبي لي القهوة يا دادة أنا هعملها.

إبتسمت علية لها ونظرت مني وأبتسمت هي الأخري بتخابث على ذلك التصرف الذي حتما سيرضي سيدها عندما تخبره به
وبعد قليل أخرجت له مني القهوة وهو يجلس داخل الإستراحة وحيدا فتقدمت وهي تحمل له حاملا فوقه قدح من القهوة ومعه بعض المعجنات الساخنة التي صنعتها مليكة بأيديها، وأبتسمت مني وتحدثت: الست مليكة هي اللي عملت لك القهوة بنفسها وكمان حطت لك البيتزا والكوكيز ده معاها.

وأكملت بثرثرة: قولت لها بس الباشا مش حابب ياكل حاجة مع القهوة، ردت وقالت لي إسمعي الكلام وطلعيهم، الباشا ماينفعش يشرب قهوتة على معدة فاضية، وأكملت بإبتسامة: والنبي الست مليكة بتحبك أوي يا باشا.
إنتفض داخله بسعادة من إهتمام تلك العنيدة به وبصحته حتى وهي غاضبة منه
ثم تحدث ببرود رسمه على وجهه أمام تلك المني: حطي القهوة وأرجعي على المطبخ وخلي بالك من كل حاجة بتحصل حواليكي.

أمائت له بإيجابية وأنصرفت وبدأ هو بتناول وحدات الكوكيز بتلذذ.

عند سليم ويسرا داخل الأوتيل
كانت تجلس داخل أحضانه الحانية يداعب بيده خصلات شعرها بحنان
ثم رفع وجهها إليه ووضع قبلة طويلة متلهفة فوق شفتاها قابلتها هي بترحاب شديد.
ثم نظر إليها بحب وتحدث بعيون هائمة: مبروك يا حبيبتي، مبروك يا أحلى وأجمل وأرق عروسة في الدنيا كلها.

وضعت رأسها على كتفه ولفت ذراعها حول عنقه وتحدثت بحنان وهي تضع قبلة حنون فوق عنقه: الله يبارك فيك يا حبيبي، وتنهدت بهيام وأكملت: إنت حنين أوي يا سليم، ربنا يخليك ليا.
شدد من إحتضانها وأجابها بحنان: وييجي إيه حناني في حنان حضنك ونظرة عيونك يا يسرا، أنا حاسس إنك عوض ربنا إللي كان شايلهولي علشان يكافئني على وقفتي مع المرحومة مراتي في مرضها.
وضعت يدها على وجنته وقبلته وتحدثت بحنان: الله يرحمها يا حبيبي،.

ثم أكملت بحب: اللي أنا متأكدة منه يا سليم إن ربنا جعل كل واحد مننا عوض للتاني على كل اللي شافه وعاناه في حياته.
ثم إنتفضت وأكملت بتذكر: يا خبر شفت حبك عمل فيا إيه يا سليم، أديني نسيت أتصل بسارة وياسر وأطمن عليهم،
ثم نظرت له بهيام وأردفت: عيونك توهتني ونستني روحي يا سليم.
إبتسم لها بسعادة وقبلها برقة ثم أبتعد وتحدث وهو يمسك هاتفها: أفتحي فونك وتعالي نكلمهم مع بعض وبعدها أكلم ماما وأطمن عليها هي وعلي.

وبالفعل إتصلا كل منهما وأطمئن على أطفالهما سويا.
قضت يسرا بعض الأيام داخل الأوتيل وبعدها أخذت أطفالها وطفل سليم وسافروا جميعا إلى أسوان للإستقرار هناك حيث مكان عمل زوجها الحنون.

بعد مرور بعض الأيام
طلبت ثريا من ياسين الإذن إلى مليكة لتذهب بصحبة جيجي إلى النادي الإجتماعي للترويح عن نفسها ولو قليلا
وافقها وبعث معهما السائق بسيارة الأسرة
كانت تتحرك برشاقة وهي تمارس لعبة التنس مع مدربها الذي عادت إليه بعد غياب دام أكثر من عامان، للتدريب من جديد على يده،
كانت تتحرك سريعا ورفعت يدها لأعلي لتستعد لتلقي الطابة بمضربها وفجأة وجدت مدربها توقف عن رمي الطابة وهو ينظر خلفها بتركيز،.

وفجأة وجدت من يمسك بمعصمها المتواجد به المضرب، إنتفضت بهلع ونظرت خلفها سريعا وجدته بطلته المهلكة لكيانها ينظر لها بابتسامة إستفزازية وتحدث بصوت خفيض: بيتهيأ لي أنا ما أديتش الإذن للهانم علشان تيجي وتقف تتنطت قدام راجل غريب بالشكل المبتذل ده.
نظرت له بإستنكار وأجابته بنبرة ساخرة: معلش يا سيادة العقيد، أصلي نسيت أسجل في طلب العريضة إني هتمرن.

نظر المدرب وتحدث إحتراما لياسين: أهلا يا سيادة العقيد نورت المكان.
إبتسم له بسماجة وأجابه بنبرة باردة: أهلا، فأكمل المدرب بعفوية: إ يه يا مليكة مش هنكمل الماتش؟
كادت أن تتحدث لكنه أمسك المضرب منها ولف معصمه حول خصرها بتملك تحت إستغرابها وتحدث هو بإبتسامة سمجة: لا والله يا كابتن مدام مليكة إعتزلت التنس خلاص،.

وأكمل ساخرا: ياريت بقا تلحق تشوف لك بديل بسرعة قبل الأولمبياد ما يبدأ علشان متخسرش الذهبية إللي كانت مؤكدة.
نظرت له بضيق وتحدثت بصوت خفيض لا يسمعه غيرة: كفاية علينا ذهبية سيادتك اللي تستحقها وبجدارة في البرود وإستفزاز البشر.
نظر المدرب موجها تسائله إلى مليكة بطريقة إستفزازية لياسين: حقيقي الكلام ده يا مليكة، مش هتكملي تدريب بجد؟

هدر به بنبرة صوت مرعبة: هو السمع عندك إيه يا حضرة إنت، ما أنا لسه قايل لك إن خلاص إعتزلنا ده أولا،
ثانيا بقي يا محترم إسمها مدام مليكة المغربي وعلى فكرة أنا مبحبش أعيد كلامي لإني لما بتضر أعيده للأسف بزعل، وأنا زعلي بيبقي غبي ووحش أوي ربنا يكفيك شره
وأكمل بنبرة تهديدية: مفهوم ولا أعيد كلامي؟
إبتلع المدرب لعابه من هيئة ياسين المرعبة وتحدث بإحترام: مفهوم يا باشا بعد إذن سعادتك.

وأنصرف هاربا من أمام ذلك الوحش الكاسر.
أما هي ففد نفضت يدة من على خصرها بغضب وتحدثت: ممكن بقي أفهم إيه اللي سيادتك عملته ده؟
يعني إيه تمنعني إني أتمرن؟
أجابها بحدة وغضب: وهو علشان سيادتك تتدربي تقعدي تتنطتي وتهزي جسمك قدام المهزء ده؟

وأكمل بحدة ونبرة امرة: ومن النهاردة مفيش زفت تمرين تنس تاني وأقصي حاجة مسموح لك بيها هنا هي إنك تتمشي في ممشي السيدات أو تدخلي جيم السيدات غير كده تتقي شري وتاخدي لك ساتر بعيد عن غضبي إللي إنتي مش قده اليومين دول، مفهوم يا مدام؟
وأكمل مستفزا إياها: ولا تحبي أعيد كلامي؟
نظرت له بغضب ودقت بأرجلها فوق الأرض وتحركت
أوقفها بحدة: على فين يا هانم؟

أجابته بإبتسامة مستفزة: رايحة أغير هدومي ولا يكونش ده كمان ممنوع؟
ثم تحركت تحت إبتسامته من تصرفها وحالة الغضب التي وصلت إليها بفضله،
تحركت ودلفت لحجرة تبديل الملابس أما هو فذهب وجلس بإنتظارها بجوار جيجي وبدأ يحتسيان مشروبا باردا سويا.

وقد علم ياسين مسبقا من المراقب الذي وضعه لمراقبة وحماية تلك العنيدة أنها إرتدت الملابس الخاصة بلعبة التنس كي تستعد للتدريب مع مدربها، جن جنونه وترك ما بيده من عمل وأتي إليها مسرعا لينقض عليها بغضب
وبالفعل أبدلت ثيابها وخرجت وكادت أن تذهب إليهما وجدت سالي بوجهها تربع يداها وتنظر لها بحقد وغل وبدون مقدمات تحدثت: من أول ما شفتك وأنا ما أرتحتلكيش أبدا وشفت جوه عنيكي حقيقتك إللي بتحاولي تداريها عن الكل.

إبتسمت مليكة وتسائلت بنبرة ساخرة: وياتري بقي إيه هي حقيقتي اللي حضرة العبقرية سالي هانم إكتشفتها؟
أجابتها بغل: حقيقه بشعة لواحدة قلبها إسود مليان بالحقد والغل، واحدة ما بتطقش تشوف إتنين بيحبوا بعض وهي أرملة وحيدة باباها لزقها بالعافية لياسين المغربي علشان تستفاد من منصبه وتاخد لها قرشين من وراه هو كمان.

وأكملت بغل: هو أنا مش قولت لك ماتحاوليش تتدخلي في علاقتي بشريف، غبائك وحقدك خلاكي ما تطتيقيش تشوفيه بيحبني وبيسمع كلامي روحتي جبتي له قريبة الحيزبونة حماتك ولعبتوا عليه
واسترسلت بتعالي وغرور: - وخلتيه يسيبني أناااااا، علشان واحدة متجيش صفر على الشمال في جمالي وثقافتي وشياكتي.

إبتسمت مليكة وأجابتها ساخرة: مسكينة يا سالي، صدقيني إنتي صعبانة عليا، وعلى العموم أنا عمري ما اتمنيت لك غير كل خير، بعد إذنك.
كادت أن تتحرك إلا أنها وجدت سالي تسحبها من يدها بعنف وهي تتحدث بغضب وغل: رايحة فين يا حلوة إنتي فاكرة نفسك هتمشي كده من قدامي قبل ما أخلص الكلام اللي لازم تسمعيه.
نفضت يدها من عليها بغضب وتحدثت بقوة: إوعي إيدك، إيه الطريقة الهمجية بتاعتك دي؟

أمسكتها سالي من جديد وهزتها بعنف وهي تتحدث بغل: الهمجية دي لسه هتشوفيها دلوقتي حالا.
لم تكمل جملتها حتى صرخت بألم حين تم إلتواء ذراعها وراء ظهرها وشعرت بألم لم يضاهيه ألم
صرخت ونظرت له وتحدثت بعيون مترجية: سيب إيدي يا سيادة العقيد، إيدي هتتكسر.

أجابها وهو يجز على أسنانه بنبرة حادة وهو يلوي لها ذراعها بحرفية أكثر ويؤلمها أكثر: ما هي لازم تتكسر ياروح أمك علشان مفكرتيش قبل ما تمديها وتلمسي بيها تاج راسك.
أسرعت جيجي إلى مليكة وهي تتفحصها بإطمئنان: مليكة إنتي كويسة؟
هزت رأسها سريعا بإيجاب وهي تنظر إلى عاشق عيناها بإنتشاء وهو يفترس من حاولت مجرد لمسها، تأكدت أنه حقا رجلها وحماها وسندها الأول والأخير بعد ربها.

تحركت إليه وحدثته بهدوء: سيبها لو سمحت يا ياسين خليها تروح لحالها.
أجابها بحدة: أسيب مين! دي واحدة ناقصة تربية وأنا نويت أكملها لها.
جاء رجال الأمن الخاص بالنادي وتحدث ياسين بحدة وهو يلقي بسالي بشدة لتقع بعنف فوق الأرض: البت دي تتسلم حالا للقسم التابع للمنطقة وتلبس محضر تعدي وقذف وسب محترم، مفهوم.

جاء على الفور المدير المسؤؤل عن إدارة النادي وتحدث مهدء ياسين: إهدي يا باشا وكل إللي حضرتك تؤمر بيه هيحصل
نظر له ياسين وصاح بغضب: إبقوا إستنضفوا الأعضاء بعد كده مش كل من هب ودب ودفع قرشين تدولوا العضوية؟
أجابه المدير خجلا: إحنا أسفين يا أفندم على إللي حصل.
وجهت سالي حديثها إلى ياسين بدموع: من فضلك يا ياسين بيه، حضرتك كده هتضيع مستقبلي.

نظر لها بإحتقار وأجابها: إنتي اللي بغبائك ضيعتيه يوم مافكرتي تلمسي إيد حرم ياسين المغربي
ثم إقترب من مليكته ولف ذراعه وأحاط به كتفها بعناية في تصرف يوحي إلى ملكيته لها.
نظرت سالي إلى مليكة بإستعطاف ودموع وهي مكبلة من أمن النادي: خليه يسبني يا مدام مليكة أرجوكي، صدقيني مكنتش أقصد أأذيكي أنا كنت مقهورة إن شريف سابني وكنت محتجاكي تسمعيني، كنت بمسك إيدك علشان تقفي وتديني فرصة تسمعيني فيها مش أكتر.

نظرت لها بحيرة ثم حولت بصرها إليه فنظر لها بحسم ووجه حديثه إلى مدير النادي: إتفضل حولها لي على القسم حالا وأنا هعمل تليفوناتي وأتابع الموضوع بنفسي.
أجابه المدير بطاعة وتحرك وهو مازال يحتويها تحت ذراعه تحت صياح سالي وعويلها وأستنجادها بمليكة
إستقلت معه سيارته ونظرت إليه وتسائلت: هي كده ممكن تتأذي؟
أجابها ساخرا وهو يشغل مقود السيارة وينطلق: لا طبعا، إحنا هناخدها جولة نفسحها فيها ونرجعها تاني.

تحدثت بحنق من سخريته: يااااسين.
نظر لها بحنان فقد إشتاق حقا نطقها لإسمه تنهد وأجابها: هتاخد لها من سنة لتلات سنين حبس على الأقل علشان دي جنحة سب وقذف وتعدي
تحدثت بأسي ظهر بصوتها: أيوة بس دي كده مستقبلها ممكن يضيع، حرام بجد دي كده لما تخرج مش هتلاقي محطة ترضي تشغلها،
ثم نظرت له وتسائلت: هو أنا لو قولت لك إني حابة أتنازل هتوافق؟

إستشاط غضبا وأشتعل داخله وأجابها بنبرة حادة: مش هيحصل طبعا يا هانم لأن ببساطة الموضوع يخصني قبل ما يخص سعادتك.
ثم نظر لها بضيق وتحدث بحديث ذات مغزي: كريمة أوي سيادتك وبتسامحي في الإساءة واللي بيسيئوا إليكي
وأكمل بوجع ظهر بصوته لم يستطع مداراته: إلا قولي لي يا مدام، هو السماح عندك بيكون للكل بلا إستثناء ولا للناس اللي ليهم قيمة عندك وبس؟

تألم داخلها وتمنت لو لديها الجرأة لتتجنب كرامتها وترمي بحالها داخل أحضانه لتخبره أنه أغلي الغوالي لديها ولكنه الكبرياء لعنة الله عليه.
تنهدت وسحبت بصرها عنه وتألم هو وشعر بالمهانة والكسرة، نظر أمامه وقاد بحدة حتى أوصلها أمام منزلها وتوقف بالسيارة دون نطقه بأية كلمة.
ترجلت ودلفت لداخل الفيلا وأنطلق هو مجددا بسيارته خارج الحي حتى يهدئ من روعه المشتعل.

عاد ليلا من جلسة خاصة بالعمل وكاد أن يدلف لداخل منزله أوقفه رجل الأمن متحدثا بإحترام: ياسين باشا مدام مليكة خرجت للبحر مع أنس وبعت وراها حسن يقف يحميها من بعيد.
تنهد بتعب وأماء رأسه وذهب إليها وجد حسن يقف بعيدا أشار له بأن يذهب.
وتحرك بهدوء ووقف بجانب تلك الحزينة المحتضنة صغيرها بدموعها الصامتة رأه الصغير فانتفض بسعادة ملقيا حاله داخل أحضانه: بابي حبيبي.

نظرت سريعا إليه بعيون متشوقة سحب الصغير من بين أحضانها وأحتضنه برعاية
ثم وجه حديثه إليها بهدوء: إيه إللي مخرجك بالليل كده لوحدك؟
أجابته بهدوء: كنت مخنوقة ومحتاجة أشم شوية هوا.
تنهد بألم وأجابها: طب يلا علشان فيه نسمة هوا باردة والولد كده ممكن يبرد.
نظرت إليه بتألم وأجابته بلوم: لو خايف على الولد من البرد خده وروح.

نظر أمامه وصمت كانت تنتظر منه إجابة، كانت تنتظر سماع أنها أيضا غاليته وأنها أيضا محط إهتمامه لكنه فضل الصمت
وقفا بجانب بعضهما ومر الوقت ثم تحدث الصغير إليه ببرائة: بابي هي مامي ليه بتعيط؟
أجابه ساخرا: علشان الستات بيعشقوا النكد زي عنيهم يا حبيبي.
ثم نظر لها وتحدث بحنان: يلا كفاية كده هتبردي.
ردت عليه بتساؤل: خايف عليا أوي؟

تنهد بإستسلام فتحركت وتحرك بجانبها بصمت تام حتى وصلا لباب الفيلا، مدت يدها لتأخذ عنه صغيرها وتلامست الأيادي وشعرا كل منهما بشرارة ساخنة من مجرد لمسة يد،
نظر لها داخل عيناها بإشتياق بادلته بدعوة للدلوف معها، أربكته تلك النظرة لكنه يريدها صريحة لا بالعيون.

حدثته عيونها، لما لا تأتي وتغمرني بأحضانك، فلقد كرهت الإنتظار وأشتقت ريانك، لم أعد أستطع الصمود أكثر، تعا ياسيني وسوف أصدقك وعدا، ستري من عشقي ما ينسيك كل ألامك.
تحاشي نظراتها وتحدث بنبرة جادة: تصبحي على خير
قال كلمته وأنصرف ودلفت هي بقلب مكسور حزين.

دلفت للداخل وجدت ثريا تجلس في بهو المنزل بإنتظارها ألقت عليها السلام ردته ثريا بترحاب
وذهب الصغير وجلس بأحضان جدته الحنون
وتحدث بتلقائية: تعرفي مين جالنا على الشط يا نانا؟
نظرت له وتسائلت: مين يا قلبي؟
أجابها بإنتشاء وسعادة: بابي وأخدني في حضنه ووصلنا لبرة وروح عند أيسل.
نظرت إلى مليكة وجدتها تنظر بشرود أمامها وعيونها مهمومة.

تحدثت لتخرجها من ما هي به: يسرا والولاد بيسلموا عليكي، لسه قافلة معاهم حالا.
نظرت لها بأمل وتسائلت: وهي عامله إيه يا ماما؟
إبتسمت وأجابتها: الحمدلله باين من صوتها إنها مبسوطة أوي.
ردت مليكه بإبتسامة حانية: يسرا حد جميل أوي وتستاهل كل خير، ربنا يسعدها ويعوضها خير عن كل إللي فات.
نظرت لها وتألم داخلها على ما أوت إليه تلك المسكينة بفضلها.

تنهدت وأردفت: كلميه وأعتذري له يا بنتي، ياسين راجل وكرامته وعزة نفسه مانعينه إنه يبدأ بالخطوة الأولي، مستكتر اللي حصله منك وزعلان وده حقه، كلميه وصفوا اللي بينكم، مش عيب يا بنتي إن الست تكلم جوزها وتعتذر له طالما هي إللي بدأت بالغلط.
أجابتها بألم: ما أنا روحت له وأعتذرت له وطردني يا ماما، ما أقدرش أرخص نفسي معاه أكتر من كده، أنا كمان عندي كرامة ومن حق نفسي عليا إني أصونها وأغليها.

ردت ثريا بحكمة: مفيش كرامة بين الراجل ومراته يا مليكة
وأكملت لتشجعها: تعرفي يا مليكة إني لما فكرت لقيت إن من مصلحة مروان وأنس إن يكون ليهم أخ من ياسين.
نظرت لها بإستغراب وحيرة،.

فاسترسلت ثريا حديثها: صدقيني زي ما بقولك كده، مروان وأنس لما يكون لهم أخ من ياسين ده هيقوي وضعهم أكتر وهيزود العلاقة بين ياسين والولاد ويربطه بيهم أكتر، وقتها هيكونوا أخوات إبنه أو بنته فبالتالي هيكون أهميتهم من أهمية ولاده بالفعل مش بالكلام.
أجابتها مليكة مفسرة: بس ياسين بيحب الولاد وبيعتبرهم أولاده فعلا مش بس بالكلام يا ماما.

ردت عليها بحكمة: عارفة يا بنتي، لكن صدقيني العلاقة كده هتكون أقوي بكتير وخصوصا إن ياسين عاوز وحابب ده
نظرت لثريا وجدت نظرات تشجيع فتحدثت هي بأسي: ربنا يعمل إللي فيه الخير يا ماما.
وقفت وقبلت صغيرها الغافي بأحضان ثريا وحملته قائلة: هدخل لك أنس على السرير علشان مايتعبش رجليكي.

وبالفعل أدخلته وأتت إلى ثريا وجلست بجوارها وأمسكت بكتاب الله وبدأ إثنتيهم بتلاوة أيات الله المحكمات حتى تزيل عنهما ما أصابهما من حزن وهم مؤخرا.

بعد مرور حوالي إسبوعان.
كانت تجلس وحيدة بغرفتها متألمة على ما أصابها من حزن منذ إبتعاده عنها،
فهو مؤخرا بدأ بتجنبها كليا يبدوا وكأنه أعاد إستراتيجية عقابها بالبعاد الكلي حتى تهرول له حين تشتاقه، لكنه العند والكبرياء الذي دخل واستوطن قلب كل منهما هو من منعها ومنعه
خرجت إلى الشرفة تنظر إلى شرفة غرفته علها تراه وتهدئ لوعة إشتياقها له تنهدت بألم حين وجدت شرفته خالية.

رفعت رأسها للأعلي وأغمضت عيناها و تنفست هواء البحر بإنتشاء تألمت وهي تتذكر كل جلساتهما معا بتلك الشرفة، إستمتاعهما سويا وهما يتناولان مشروب القهوة على أنغام فيروز الهادئة، والنظر داخل أعين بعضهما بغرام وهيام.
ضغطت زر هاتفها وطلبت من مني قدحا من القهوة عله يذكرها به وأشعلت جهاز الموسيقي على غنوة لفيروز صباح ومسا شي ما بينتسي تركت الحب أخدت الأسي،.

بدأت بإرتشاف قهوتها وإستماع غنوتها وهي تتذكره، تتذكر عيناه الساحرة وهو ينظر لها بهيام، تذكرت لمسة يده الحنون ليدها، تذكرت حديثهما معا طيلة الليل، حديثه الذي يختصها به هي لا غيرها حديث العشاق
حديث عشق الياسين لمليكته
تنهدت بألم ورفعت رأسها من جديد مغمضة العينان وهي تستنشق هواء البحر ونزلت دموعها حين غلبها الشوق له.

دلفت للداخل بقلب يتمزق إشتياقا أمسكت هاتفها نظرت إلى نقش حروف إسمه وكادت أن تضغط عليه لكنها تراجعت بأخر لحظة
ذهبت إلى خزينتها فتحت صندوق مقتنياتها الثمينة وأخرجت منه صورها معه داخل لندن.
أخذتهم وذهبت بهم إلى أريكته جلست فوقها وهي تتحسسها بيدها ثم أمسكت وسادته وأشتمتها بعيون مغمضة وقلب عاشق مشتاق،.

أفتحت عيناها من جديد وأمسكت الصور وهي تتفقدها بدموع الألم، تذكرت ذلك اليوم الأشبه بحلم جميل حين أرتدت له ثوب عرسها وكم الاحاسيس والمشاعر التي إجتاحت روحها في ذلك اليوم.
تنهدت بألم ودموع وضلت على حالتها تلك حتى غفت وسط دموعها وهي حاضنة وسادته.

أما عن ليالي
بعد تفكير عميق ومداولات لها مع منال وافقت على إرتدائها الحجاب وذلك لإرضاء ياسين وشبه إقتناع أن ذلك هو الصحيح، حتى أن منال إتخذت هي الأخري تلك الخطوة بعد رفضها الفكرة لسنوات عديدة لكنها أقتنعت وذلك التصرف أسعد ياسين كثيرا وبالفعل إرتدا إثنتيهما الحجاب وصعد ياسين إلى غرفة ليالي بعد عقاب دام أكثر من شهران منذ ذلك اليوم المشؤؤم بالنسبة للجميع.

كانت تجلس بجواره فوق التخت وهو يقرأ كتابا بيدة ومنشغلا عنها به فتحدثت: إنت ليه حبيتها هي ومحبتنيش يا ياسين؟
أخرجه سؤالها من تركيزه في القراءة وإلتفت إليها
ثم أكملت هي بحزن: إيه إللي لاقيته عندها يخليك تحبها ويخليها غالية عليك لدرجة إنك حتى وإنت غضبان منها تروح لنرمين وتجبرها تيجي تعتذر لها قدام الكل؟
نظر لها ثم تنهد وسألها بهدوء: نرمين هي اللي قالت لك؟

هزت رأسها بإيجاب وتحدثت: أيوة نرمين، ثم أكملت بعتاب: إيه اللي أدتهولك يخليك تعمل علشانها إللي عمرك ما عملته علشاني؟
نظر لها بإستغراب وتسائل: وأنا أمتي سمحت لأي حد إنه يهينك يا ليالي؟
وأكمل مفسرا: أنا عمري في حياتي ماسمحت لمخلوق على وجه الأرض إنه يهينك أو حتى يمسك بكلمة، إنتي مراتي وهي كمان مراتي وكرامتكم إنتوا الإتنين من كرامتي ولا يمكن أسمح لحد يجرح شعوركم أو يقلل منكم وأنا موجود.

أجابته بحزن: بس إنت حبيتها يا ياسين، أنا شفت حبك ليها جوة عيونك، شفت نظرة عمري في حياتي ما شفتها في عيونك وإنت بتبص لي،
وأكملت بغضب: شفت ألم وكسرة وغضب راجل كان هيموت ويبقي له طفل من واحدة بكل جبروت منعته الحق ده، حتى بعد كل اللي عملته فيك وبعد ما قتلت إبنك علشان ميبقاش فيه حاجة تربط بينك وبينها متخليتش عنها
وتحدثت برجاء: علشان خاطري طلقها يا ياسين، طلقها وخلينا نعيش مرتاحين زي زمان.

أجابها بنبرة هادئة وباردة: ما تغالطيش نفسك وتخدعيها يا ليالي، إحنا بيها أو من غيرها عمرنا ما كنا مرتاحين، أنا قضيت عمري كله معاكي في نكد ومشاكل
وأكمل بتعقل: مليكة مراتي وزيها زيك بالظبط حاولي تتقبلي الوضع علشان نعيش كلنا مرتاحين
تحدثت برفض وأستنكار: متقولش زيها زيي، أنا أم ولادك أنا عمري ما خدعتك زيها وروحت قتلت حتة منك ومن وراك علشان محدش يعرف بعلاقتنا.

إبتسم لها ساخرا وتحدث: إذا كانت هي زي ما بتقولي قتلت حتة مني ومن ورايا فاأنتي عرضتيني أنا شخصيا للخطر وبردوا من ورايا ويمكن لو ما أخدتش بالي في الوقت المناسب كنت موت وكنتي هتكوني إنت السبب، متحاوليش تبرئي نفسك وتطلعيها هي الشيطان،
وأكمل مفسرا بنبرة حادة: ده غير إن الموضوع مش زي ما ذكرتيه إطلاقا وإنت عارفة ده كويس أوي،.

وأكمل بحزن مدافعا عنها: مليكة حبتني وخافت عليا لدرجة إنها عرضت نفسها للخطر علشان متجرحنيش، راحت تجهض نفسها مع إن كان ممكن يجري لها حاجة ومكونش أنا معاها علشان متجرحش مشاعري لو عرفت إنها كانت بتاخد مانع للحمل،
وأكمل مبررا تصرفها: وده مش لإنها مش حابة تخلف مني لاء، مليكة خافت من ملامة الكل ليها وكلامكم واللي بالفعل حصل من نرمين ومنكم كلكم.
نظرت له وتسائلت: هو أنت بتفكر ترجع لها تاني يا ياسين؟

تنهد وألقي برأسه للخلف
تنهدت وتيقنت من عشقه لها ومن إنتوائه إرجاعها لحياته من جديد، فحاولت تناسي الموضوع كي لا تحزن داخلها وأيضا لإيجاد طريقة لتسعد بها حالها وتحدثت بجدية: ياسين، أنا كنت حابة أسافر لبنان مع ماما وداليدا علشان بجد محتاجة زيارة ضرورية للدكتور.
نظر لها بتيهة وأستغراب لتحولها السريع وتنهد مستسلما لطباع تلك العجيبة وحبها الشديد لذاتها ولمظهرها أمام الجميع.

تحدث إليها برفض مبرر: مش هينفع تسافري يا ليالي، ولادك داخلين على إمتحانات The finale ولازم تكوني جنبهم علشان عقلهم مايتشتتش،
وأكمل بتعقل: ولو الموضوع ضروري بالنسبة لك فيه مراكز تجميل كويسة كتير هنا في إسكندرية، إتفضلي إبحثي عن أفضل مركز وأحجزي فيه وأنا هحول لك الفلوس إللي محتجاها، لكن سفر بعد كده مش هيحصل.
أردفت بضيق وغضب: بس إنت وعدتني إنك هتسمح لي بكل إللي منعته عني يا ياسين؟

أجابها بنبرة صوت جادة: راجعت نفسي ولقيت إن كان فيه حاجات بسمح بيها مينفعش تتكرر تاني ومنها سفرك للبنان لوحدك.
أجابته بإعتراض: بس أنا مابسافرش لوحدي يا ياسين، ماما وأختي دايما بيكونوا معايا.
أجابها بإقتضاب: ده أخر كلام عندي وياريت بقي تبطلي شغل المظاهر الكدابة بتاعتك دي،.

وأكمل بذكاء: إنتي مش عاوزة تسافري علشان الدكتور اللي هناك شاطر وملوش زي، لا يا هانم إنتي عاوزة تقعدي في النادي تتكلمي وتتباهي قدام شوية الستات التافهة اللي سيادتك مصحباهم وتقولي إنك روحتي لبنان عند الدكتور الفلاني وعملتي شوبينج من المكان العلاني
وأكمل بتعقل: إكبري وأعقلي بقا وبلاش السطحية إللي إنت فيها دي، دي بنتك ماشاء الله بقت طولك وإنت لسه بعقلية بنت ال 19 سنة.

زفرت بضيق وأستسلمت لأمرها من جديد وتحدثت: خلاص يا ياسين، هدخل أعمل Search دلوقتي وأعرف الأسعار وأقول لك تحولي إللي هحتاجه.
أماء لها بإيجاب وتحدث بإقتضاب: تمام، ممكن بقي تسبيني أكمل قراءة الكتاب؟

كان عز يجلس داخل حديقته بجوار حمزة وأمير أتت إليه منال وبجانبها العاملة التي تمسك بيدها حاملا عليه قدحان من القهوة وأشارت للعاملة أن تضع ما بيدها وتنصرف.
نظرت إلى عز بابتسامة قائلة: لقيتك قاعد لوحدك قولت أجي أشرب قهوتي معاك.
إبتسم لها بحنان وتحدث: فنجان القهوة جه في وقته فعلا.
ناولته إياه بابتسامة مردفة: إتفضل.
تناوله منها بإبتسامة شكر قائلا: تسلم إيدك يا حبيبتي.

ثم أكمل بإعجاب: مبسوط أوي بالتغيير إللي حصل لك مؤخرا يا منال، شايف علاقتك بقت شاملة وكويسة مع الكل، عاجبني كمان سؤالك على مليكة وإنك بدأتي ترجعي معاها زي الأول، كمان علاقتك بياسين اللي واضح إنها أخدت منحني تاني خالص كان نفسي أشوفه من زمان.
إبتسمت له برضا وأردفت: عملت إللي كان لازم أعمله من زمان يا عز،.

وأكملت بحكمة: أنا كبرت يا عز وفهمت ولازم أساعدك في إننا نحافظ على بيتنا وولادنا، تخيل إني بعد العمر ده كله أكتشف إني كنت بأذي إبني وأني كنت سبب رئيسي في تدمير علاقته بمراته،
وأكملت بحزن ظهر بعيناها: وأنا اللي كنت طول الوقت فاكرة إني بكده بحافظ له على بيته وولاده
ربت عز على يدها وتحدث: مش عيب إننا نكتشف أغلاطنا ونحاول نصلحها يا منال، العيب إننا بعد ما نكتشفها نفضل مكملين فيها بعند ومكابرة.

أجابته: أنا بحاول أصلح إللي بوظته مع ياسين وليالي، بحاول أفهمها إنها لازم تقرب وتهتم بأولادها أكتر من كده قبل فوات الأوان،
كمان بحاول أخليها تتقبل فكرة وجود مليكة في حياتها هي وياسين.

وأكملت وهي تنظر له: تعرف يا عز على قد ما أنا زعلانة علشان ليالي لكن في نفس الوقت مبسوطة جدا علشان ياسين، مبسوطة إنه أخيرا لقي الحب اللي يستاهله لكن زعلانة على حزنه اللي ملي عيونه وملامحه من وقت ما بعد عنها، وبجد نفسي يبطل عند ويرجع لها علشان يرتاح ويريحها معاه.
أجابها بهدوء: متقلقيش، مهما طال البعد وزاد العند والمكابرة قلوبهم وأشتياقهم لبعض في الأخر هيرجعوهم، المسألة مسألة وقت مش أكتر.

إبتسمت له وأكملا باقي حديثهما معا.

بعد مرور أكثر من شهر
كان يتحرك على شاطئ البحر ليلا لعله يهدئ من روع قلبه المشتعل بالإشتياق نعم فقد وصل ذروة إشتياقه لها ولكنه الكبرباء لا غير من يبعده،
تنفس بتألم وزفر بضيق وحدث حاله، ياالله لقد تعبت وهرمت روحي فلتساعدني وتهديها لي، ردها لي يا الله فلم أعد أستطع ألم الفراق أكثر،
أااااأه مليكة.

لما لا تشعرين بقلب المشتاق، لقد هرمت من طيلة الإنتظار، من أين لك تلك القوة والجفاء، من أين لك كل ذاك العناد، لما لا تأتي لي وتنهي عذابي وتمزق روحي،.

وأكمل بتألم: لا تفسري إبتعادي عنكي غرورا مليكتي، أردت فقط إبدائك الخطوة الأولي لأشعر بمدي غلاوتي، فأنا أتخذت جميع الخطوات سابقا، أردت التأكد ما إن كنت عندك غاليا، أم أن بعدي أو إقترابي عندك سواسيا، لكن كفي بالبعد عني حبيبتي، فحتي وإن لم أكن بالقدر عندك غاليا، فلتعلمين أنك عندي أغلي من الروح والوجدان
سأتيكي غاليتي فقلبي لم يعد يحتمل البعد والهجران
لم أعد أحتمل إبتعادك أكثر،.

مزقني الفراق وشتت داخلي وأصبحت هشا، عودي لأحضاني مليكتي فلقد هرم داخلي وما عاد فيا الإحتمال أكثر، وإن لم تعودي سأضطر أتنازل عن كرامتي وهنا
تحرك وإنتوي الرجوع إليها فقد تعب وتعبت روحه دلف لداخل الفيلا وجد عمته تجلس في وسط البهو تمسك بمسبحة يدها تسبح بها لله الواحد الأحد، ألقي عليها السلام وقبل يدها وجلس بجانبها،
تحدث مستفسرا: أمال فين أنس يا ماما؟
أجابته: نايم من بدري.
أكمل هو بهدوء: يسرا أخبارها إيه؟

أجابته برضا: الحمدلله كويسة سليم فعلا طلع راجل محترم أوي يا ياسين، بيتقي ربنا فيها وفي أولادها وهي كمان الحمدلله بتراعي ربنا في إبنه.
أجابها بإختصار: يسرا محترمة وطيبة وتستاهل كل خير علشان كده ربنا كافأها براجل محترم زي سليم.
أجابته: ده حقيقي يا ياسين.
هز لها رأسه وصمت
نظرت إليه وجدت بداخل عيناه حيرة فتحدثت لترفع عنه الحرج: إطلع إرتاح فوق في أوضتك يا حبيبي.

نظر لها بإستحياء فأكملت: إطلع يا أبني وكفاية عند ومكابرة، مليكة غلطت أه، بس إللي يشفع لها نيتها الطيبة وإنها كانت خايفة على مشاعرنا كلنا، وإنت كمان يا أبني غلطت لما عاتبتها وكشفت اللي بينكم بالشكل ده قدامنا، فياريت متخليش العند ينهي كل شيئ بينكم.
تنهد ومازالت الحيرة تسكن عيناه،
ثم نظر لها وتحدث على إستحياء: أمي، أنا عاوز أفاتحك في موضوع بس أرجوكي حاولي تفهميني وتعذريني.

أمسكت يدة وهزت رأسها بتفهم وأردفت بذكاء: شوف الجناح إللي يريحك وأنا من بكرة هتصل بمعرض الموبيليا ييجوا ياخدوا المقاسات ويفرشوه.
تنهد بإرتياح ثم أمسك يدها وقبلها وتحدث مفسرا: غصب عني والله يا أمي سامحيني، مش قابلها على رجولتي وبجد مش مرتاح في المكان.

إبتسمت له وتحدثت: حقك يا أبني ومحدش يقدر يلوم عليك، أنا إللي أسفة وأتمني إنك تسامحني، وأكملت بندم وحزن: أنا السبب في كل إللي حصل، أنا إللي فكرت بكل أنانية وكان كل همي إني أحيي ذكري إبني على حساب أي حاجة وأي حد، ونسيت إن مليكة لسة صغيرة ومن حقها تعيش حياتها وتكمل مع راجل يحميها ويحبها،
أنا اللي وصلتكم لكده يا أبني، أنا اللي بكل أنانية كنت دايما بحملها فوق طاقتها وأطالبها بالوفاء للماضي إللي راح،.

ثم نظرت له وأردفت بنبرة نادمة: سامحني يا ياسين.
قبل رأسها وشكرها ثم أكمل: متحمليش نفسك فوق طاقتها يا أمي اللي حصل حصل وأنتهي.
وأكمل: ياريت يا حبيبتي متتعبيش نفسك وتتصلي بمعرض الموبيليا، أنا بعد إذنك حابب أختار الأوضة بنفسي.
أجابته بتفهم: اللي يريحك إعمله يا ياسين، المهم تكون مرتاح ومش زعلان مني يا أبني.
قبل يدها وأردف: عمري ماأقدر أزعل منك يا حبيبتي.

ثم صعد لحبيبته ودلف للداخل دون إستأذان حتى لا يزعجها ظنا منه أنها غافية، وجد إضاءه خافتة، وجه بصره فوق التخت وجده خاليا
حول بصرة تلقائيا إلى أريكته وجدها ممددة فوقها نائمة بوضع الجنين وهي ترتدي إحدي قمصانه الخاصة به، تحتضن وسادته ودموعها تنهمر بغزارة.
إنفطر قلبه لأجلها وتحرك إليها ببطئ شديد، نظرت إليه وشهقت بدموع الألم وهي مازالت بوضعها.

وقف قبالتها ورفع يداه بإستسلام وتحدث بصوت متألم ضعيف: تعبت يا مليكة وخلاص مبقتش قادر، تعبت والهجر والإشتياق دمرني ودمر كياني، جيت لك وأنا رافع راية الإستسلام، مش ده اللي حابة ومستنيه إنك تسمعيه؟
هزت رأسها نافية بعيون تزرف دمعا وقلب ينزف ألما وأردفت: إتأخرت أوي يا ياسين، غيابك طال، طال أوي وكسرني وكسر جوايا فرحة اللقا
إقترب عليها وجلس بجانبها ثم أمسك يدها ورفعها لتجلس،.

وضع يده وزال عنها دموعها وأرجع شعرها خلف أذنها وتحدث: كنت مستني أشوف درجة غلاوتي عندك قد إيه، كنت فاكر حبك ليا أقوي من أي إعتبارات تانية
إستنيت على أمل إن حبك وشوقك ليا يجبوكي لعندي، بس إكتشفت إني كنت مستني سراب، كل ما أقول خلاص هانت، خلاص حبيبتي تعبها بعدي وجاية تترمي في حضني علشان ترتاح وتريحني، ألاقي إنتظاري يطول أكتر وأكتر لحد ماتعبت من الإنتظار وعرفت إن مفيش أمل
وأكمل بإستسلام: فجيت.

أمالت رأسها ونظرت له بدموع وأجابته: ما أنا جيت لك يا ياسين، جيت لك وكنت بموت من جوايا، جيت لك في عز ضعفي وخوفي وإنكساري،
جيت لك وكنت مستنياك تطمني وتطمن خوفي وتضمني لصدرك وتحسسني بالأمان اللي ملقتهوش غير وأنا في حضنك
واسترسلت بألم: - وبدل ما تطمني وتحتويني طردتني بعد ما سمعتني إللي دبحني وكمل عليا ودمر كياني.

أمسك وجهها وهز رأسه أسفا وتحدث: كنت غبي، أنا بعترف لك إني كنت غبي لما خليت الكرامة تقف حاجز بيني وبينك،
وأكمل بعيون مغيمة متألمة: بس أعذريني يا حبيبي، أنا كنت مدبوح وبرقص رقصة الموت الأخيرة، كنت ضايع ومشتت من اللي عرفته يا مليكة
بكت بدموع حارقة فضمها داخل أحضانه وتنفس بإرتياح وتحدث بأسف وندم: أنا أسف، والله أسف سامحيني يا قلبي، أرجوكي سامحيني.

إنتفض قلبها من ضمة صدره لها التي إنتظرتها كثيرا وأجهشت بالبكاء المرير من شدة سعادتها لعودتها إلى أحضانه من جديد وتحدثت: أنا كمان أسفة يا حبيبي، أرجوك تنسي كل اللي فات وتسامحني.
شدد هو من إحتضانها وتأوه من لذة العناق بعد غياب طال شهورا
ضلا يشددان من إحتضانهما لبعضهما بلذة وتعالت أهات الإشتياق بينهما وهما مغمضان العينان.

أخرجها من داخل أحضانه ونظر لها بإشتياق وعيون هائمة في بحر عشقها ثم مال على شفاها وألتهمهما بإشتياق جارف بادلته ذلك الإشتياق بقلب نابض بعشقه،
تحامل على حاله ووقف ثم حملها بين ساعديه القوية وتحرك بها خارج الجناح بأكمله وتوجه إلى الجناح المجاور له الذي كان يسكنه قبل الإنتقال لجناحها،.

دلف وأغلق الباب بقدمه وتوجه بها إلى التخت وأنزلها برقة وأنهال من جديد على شفاها وذاب معا داخل عالمهما الخاص، ضل يتذوقان شهد بحر عسلهما وبات باقي الليل يسقيها ويزيدها من وابل قبلاته وعشقه المخصص لها
عشق الياسين لمليكته
وبعد إسبوعا من ذلك اللقاء
داخل بحر إيجا بدولة اليونان يقف ذلك اليخت الفاخر وبجانبه يعومان ذلك العاشقان.

كانت تتسطح على ظهرها في المياه داخل أحضان عاشقها تشعر وكأنها تحلق فوق السحاب من شدة سعادتها
قبلها برقة وتحدث: مبسوطه يا مليكة؟
أجابته بسعادة عارمة: مبسوطة دي كلمة فقيرة أوي على اللي أنا حساه وأنا في حضنك يا ياسين، صدقني مش هبقي ببالغ لو قولت لك إني حاسه إني في الجنة، ونظرت له بعيون هائمة في بحر عشقه قائلة: حبك حلو أوي يا ياسين، حب بطعم الحياه.

ضحك برجولة وأردف: حبيبي بيقول شعر ياناس، بحبك يا ملوكه بعشقك يا قلب ياسين ونبضه
وضمها لأحضانه ودار بها بسعادة داخل المياه
فأردفت هي بنبرة قلقة: حبيبي هو أنت متأكد إن البحر ده مفيهوش حيتان أو سمكة قرش؟
أجابها بدعابة: هو فيه بحر مفيهوش سمكة قرش يا حبيبي.
إنتفض داخلها برعب وقفزت فوق صدره بهلع وتحدثت من بين قهقهته: خرجني من هنا يا ياسين علشان خاطري خلينا نطلع على اليخت.

قهقه عاليا وأجابها: مش عيب عليكي تبقي مرات ياسين المغربي وتخافي، دي حتى مش حلوة في حق جوزك يا مرات سيادة العقيد.
وأكمل مهدئا إياها: إهدي ياحبيبي المنطقة هنا أمان جدا للعوم،
ونظر بعيون ساحرة وأكمل: تفتكري أنا كان ممكن أغامر بحياة قلبي وأنزلها من غير ما أكون دارس المنطقة وممشطها كويس؟
تنهدت بإرتياح ودارت حوله وأستقرت على ظهرة ولفت يديها حول عنقه ووضعت قبلة رقيقة فوق وجنته،.

إبتسم بسعادة وأكمل هو: عرفتي بقي أنا ليه أصريت أسوق اليخت بنفسي؟
وأبتسم وإكمل: أول حاجة المايوه القطعتين ده اللي عمرك ما كنتي هتلبسيه حتى لو أمي بنفسها هي اللي كانت هتسوق لنا اليخت،
تاني حاجة بقي ودي الأهم هي شقاوتك دي
قال كلماته ثم أخذها ونزل بها تحت الماء في مغامرة من مغامرات بحر الهوي.
وبعد مدة: نظرت له وتحدثت من بين أحضانه: ياسين.
أجابها بهمهمة وعيون عاشقة وهو يتحرك بها داخل الماء المنعش: أمممم.

أكملت بعيون هائمة: أنا عاوزه منك بيبي.
إنتفض قلبه وشعر بقشعريرة تسري داخل جسده بالكامل ونظر لها بعيون حائرة
فأكملت هي بتمني: أنا نفسي أخلف منك أوي يا ياسين، عاوزة يكون لي إبن منك ويكون شبهك في كل حاجه.
حركها داخل الماء وتنهد بألم: عاوزاه بجد يا مليكة ولا بتقولي كده علشان ترضيني؟

هزت رأسها بنفي وأردفت بحنان: على فكرة يا ياسين، أنا كنت فرحانة أوي لما عرفت إني حامل وهيكون لي بيبي منك، مرضيتش أقول لك إلا لما أروح للدكتورة وأتأكد الأول،
ترقرق الدمع داخل عيناها وكادت أن تكمل لكنه وضع يده فوق شفاها وتحدث بتمني: إنسي كل اللي فات يا مليكة، أنا عاوز أبدأ معاكي صفحة جديدة، صفحة مفيهاش غير بكرة اللي جاي فاتح لينا درعاته بالأمل،.

وأكمل: أما صفحة الماضي دي لازم نطويها بكل أوجاعها وألامها اللي عيشناه، ممكن تعملي ده علشاني يا مليكة؟
هزت رأسها بإيماء وحب
أخذها بين أحضانه من جديد وبدأ يغوص بها أسفل الماء بحرفية ليخطفا من الزمن سعادتهما اللامتناهية ويزيدها من عشقه الفريد الخاص بها وحدها.
عشق الياسين لمليكته.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة