قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل السادس عشر

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل السادس عشر

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل السادس عشر

نظرت لها يسرا وتحدثت بحماس: خلاص يا نرمين أنا لقيت حل للمشكلة دي من غير ما تدفعي ولا مليم للحيوان ده.
أمسكت نرمين يدها بعرفان وفرحة قائلة: إيه هو الحل ده يا يسرا إتكلمي.
أدفتت يسرا قائلة بنبرة جادة: إحنا نروح لياسين ونحكي له على إللي حصل كله وهو بحكم شغله هيعرف يجيب الحيوان ده من قفاه وبكده نكون حلينا المشكلة للأبد ومن غير ما ندفع ولا مليم.

هزت نرمين رأسها بنفي وظهرت علامات الرعب على وجهها وتحدثت برفض تام: إنت بتقولي إيه يا يسرا، إنت عاوزاني بكل بساطة أروح أقول لياسين إني كنت السبب الرئيسي في موت أخويا!
وأسترسلت بنبرة رافضة: إنت أكيد إتجننتي، لا أنا مستحيل أوافقك على الجنان ده أبدا، ده مش بعيد ياسين يموتني فيها.

أمسكتها يسرا من كتفها مطمئنتا إياها: صدقيني يا نرمين ده أسلم وأعقل حل، وأكملت بطريقه عقلانيه: تعالي نفكر بالعقل ونحلل الموضوع من كل النواحي وبالتفصيل، يا ستي إفرضي إني ساعدتك واديتك أنا الفلوس من معايا ودفعناها للحيوان ده أيا كان هو مين، إيه بقا اللي يضمن لك إنه مش هييجي كمان شويه ويهددك تاني ويطلب أكتر.

وأكملت بحكمة: وخصوصا إنه هيبقي إتأكد خلاص إنك مرعوبة وهتدفعي غصب عنك ده واحد ماعندوش أخلاق وإحنا ما نضمنش تفكيره إزاي، وقتها بقي ممكن تقولي لي هنتصرف إزاي؟
كل إللي هيحصل إنك هتضطري تدفعي له من فلوسك وبردو جوزك هيعرف وييجي يسألك وديتي الفلوس فين؟
وساعتها هيكون قدامك حل واحد ملهوش تاني وهو إنك تعترفي له بكل إللي حصل وتصغري أوي في عنيه ووقتها ياعالم رد فعله هيكون إيه؟

وأكملت بتعقل: تعالي بقا للحل التاني وهو إننا هنقول لياسين، ياسين وبكل بساطة هيساعدنا ويجيب لنا الفيديو من غير شوشرة ومن غير ما حد يعرف، وكمان هيربي الحيوان ده ويبعده عن طريقك خالص، وأكملت مطمئنه إياها: وياستي ليكي عليا هشترط عليه إنه ما يفتحش الفيديو ولا يحاول يسأل على محتواه، هااا قولتي إيه؟

نظرت لها نرمين بقلق و تردد ثم أردفت: خلاص يا يسرا إللي تشوفيه صح أنا معاكي فيه، لكن أرجوكي تفضلي جنبي وما تسبينيش.
تنهدت يسرا وأردفت بألم: صدقيني أنا واقفة جنبك بس علشان الموضوع ميوصلش لماما وتتصدم فيكي صدمة عمرها، وقتها ممكن تموت بجد من قهرتها على وجع إبنها وإحساسه وهو مطعون في رجولته، ومن مين
من أخته شقيقته.

بكت نرمين بحرقة وتحدثت: أرجوكي يا يسرا كفايه أنا مش ناقصه، كفايه عليا عقدة الذنب إللي أنا عايشه بيها وبتقطع في قلبي ليل ونهار.

أجابتها يسرا بحده وأسي: مش باين يا نرمين، والدليل على كلامي إن بدل ما تكفري عن ذنبك وتقفي مع ولاده، جايه وبكل بجاحه عاوزه تقاسميهم في الحاجه الوحيده إللي فضلالهم منه وهتسندهم في حياتهم لحد ما يكبروا وهي الورث، وتحدثت بأسي: على العموم الكلام مش هيغير إللي إحنا فيه، أنا هتصل بياسين علشان نقابله.

أجابتها نرمين برفض: لا مش هينفع خالص النهاردة محمد على وصول وأنا لازم أروح قبل ما يرجع ويعرف إني خرجت نتقابل بكره، وافقتها يسرا وذهبت نرمين إلى منزلها بعدما أعادت شقيقتها إلى منزل والدتها.

داخل جناح ياسين ليلا
إقتربت ليالي بدلع مرتديه ملابسها المثيره إلى الجالس فوق تخته ممسك بيده كتابا يقرأ به وذلك حسب خطة منال التي رسمتها لها
وتحدثت بحزن مصطنع: على فكره يا ياسين أنا زعلانه منك أوي.
رفع بصره ناظرا عليها مضيقا عيناه بإستنكار قائلا بطريقة مستفزة: إتفلقي.
إنتفضت بحدة وتحدثت بإستغراب: إنت بتقول إيه يا ياسين؟

أجابها ياسين ببرود مميت: إللي سمعتيه يا ليالي بقولك إتفلقي، مستنيه تسمعي مني إيه أنا اسف يا روحي؟
لا إنسي أنا ما بتأسفش يا ماما ومش أنا خالص إللي هنحني لواحده ست واعتذرلها مهما كانت هي مين.
هنا نزلت دموعها من شدة قسوته عليها وقالت: إنت إزاي قلبك قاسي كده؟
وأكملت بإنكسار مصطنع: هي دي مقابلتك ليا بعد غيابي عنك المده دي كلها، هو ده حبك ولهفتك عليا.
تحدث بحدة: والبعد ده مين إللي إختاره يا هانم؟

وأكمل معنفا إياها: للأسف يا ليالي غبائك صور لك إن لما تبعدي وتسيبي البيت هتقهر من بعدك عني وأجيلك أنحني على رجليكي وأتوسلك ترجعي وبالشروط إللي تؤمري بيها
بس طلعتي غبية أوي ونسيتي إنك متجوزه ياسين المغربي إللي مفيش ست قدرت تكسره ولا تخليه ينحنلها، لسه ما اتخلقتش اللي تذل ياسين المغربي يا مدام.

إرتمت داخل أحضانه بدلال قائلة بهمس داخل أذنه: أرجوك يا ياسين إنسي كل إللي فات وتعالي نبدأ من جديد، وهمست برقه بأذنه: بحبك يا ياسين، بحبك وبجد وحشتني.
لم يتحرك له ساكن ولم يوليها أية إهتمام.
خرجت من بين أحضانه وتحدثت بدموع: جبت القساوة دي كلها منين؟
بقولك وحشتني، هو أنا ما وحشتكش؟
ولا عاوزني أنزل على رجلك أبوسها واتأسفلك وإنت إللي غلطان فيا.

حدثها ياسين بجبروت: أه يا ليالي هو ده إللي أنا عايزه بالظبط إنك تتأسفي وتعلني عن ندمك وغبائك في تصرفك وإنك مش هتكرري غبائك ده تاني.
نظرت له ليالي بإستغراب وتحدثت بإستعلاء: أنا مغلطش يا ياسين علشان أتأسف، إنت كنت عاوزني أعمل إيه وإنت مصمم تتجوز عليا، أقعد أحط إيدي على خدي وأندب حظي، ولا أروح معاك وإنت بتكتب كتابك على الهانم وأزغرطلك كمان إنت بجد بجح أوي وغريب.

أجابها ياسين بحدة وصوت جهور: لا يا هانم تعتذري لأنك غبية ومجرد تابع
وأكمل معنفا إياها: على ما أتذكر يا هانم إن يومها كنا هنا في نفس الأوضه دي، واتكلمنا واتعاتبنا واتفقنا ونمتي في حضني على نفس السرير ده وأنا سعيد وفاكر نفسي متجوز ست بتفهم ومخها كبير واستوعبت الموقف إللي الظروف حطت جوزها فيه.

وبعدها إيه إللي حصل يا مستقله يا أم عقل كبير، تيجي حتة عيله زي نرمين وتلعب بعقلك وتسمعي كلامها هي وأمي وتمشي وتسيبي بيتك، قال يعني كده هتكسريني، وأكمل: وعلى فكرة بقا علشان تكوني عارفة أنا الست إللي ما تسمعش كلامي وتنفذه بالحرف الواحد ماتلزمنيش، ولازم تعرفي كمان إنك موجوده هنا بس علشان خاطر أمي وسيلا ليس إلا.

ألقت نظرة غضب عليه وتحدثت بحدة: يظهر إني رخصت نفسي معاك زياده عن اللزوم يا سيادة العقيد بس ملحوقه، وذهبت لفراشها إرتمت عليه بعنف لتستعد لنومها
أما هو فابتسم ساخرا وأكمل قرائة كتابه بلا مبالاه.

في صباح اليوم التالي
كان وليد عبدالرحمن يدلف إلى جراج العائله ليخرج بسيارته للذهاب بها إلى العمل، وجد مني عاملة منزل ثريا تقترب عليه وهي تتلفت حولها قائله بوجه بشوش: صباح الخير يا وليد باشا.
نظر لها مستغربا: مني! خير فيه حاجه؟
إقتربت منه وهي تتلفت حولها بقلق قائلة: كل خير يا باشا إن شاء الله، أنا جايه أقول لحضرتك كلمتين علشان أكون خلصت ضميري من ربنا.

نظر لها مضيقا عيناه بإستغراب وتحدث: كلمتين إيه دول يا مني إللي جايه تقولهوملي؟
إتكلمي أنا سامعك.
إسترسلت حديثها بنبرة قلقة وسريعة: أنا طبعا عرفت زيي زي غيري إن حضرتك كنت عاوز تتجوز ست مليكه لكن ياسين باشا الله يسامحه وقف في وش حضرتك واتجوزها هو، لكن إللي بيحصل مع مدام مليكه ده حرام ومايرضيش ربنا، وبصراحه بقا أنا حاسه إن الست مليكه ندمانة على الجوازه دي.

ولو رجع بيها الزمن تاني أكيد هتوافق على جوازها من حضرتك، ماهو ماحدش بيرضي بالظلم على نفسه يا باشا.
تحدث وليد مستفسرا وقد لمعت عيناه بالتشوق لمعرفة ماهو قادم: تقصدي إيه بالظلم إللي واقع على مليكه من ياسين يا مني؟
مني وهي تدعي الخجل وتنظر للأسفل: لامؤاخذه يا باشا، هي الست مننا بتتجوز ليه، مش علشان تلاقي راجل ياخدها في حضنه ويضمها في ليالي الشتا الباردة ويحسسها إنها ست.

نظر لها وليد وتحدث مبتسما بتسلي: إيه يابت يا مني الإنحراف إللي إنتي بقيتي فيه ده؟
يخربيتك دأنا كنت فاكرك مؤدبة، ماعلينا ياستي، بردوا ما قولتليش تقصدي إيه بكلامك ده، واخلصي وانجزي علشان متأخر على شغلي ومش فاضي للت الحريم إللي على الصبح ده.

تحدثت مني على إستعجال: معلش يا باشا إستحملني شويه والله أنا قصدي مصلحتك، بص يا باشا الموضوع إللي عاوزه أوصلهولك هو إن من ساعة جواز ياسين باشا ب مليكه هانم محصلش بينهم أي حاجه من إللي هي بتحصل بين المتجوزين دي يعني.
نظر لها بتشوق لما هو قادم: وإنتي يا بت عرفتي منين الكلام ده؟

أجابته مني ساخرتا: ده حاجة واضحة زي عين الشمس يا وليد بيه، وهو لمؤاخذة ده هيحصل إزاي وكل واحد منهم في أوضه لواحده وقافل بابها على نفسه، هيحصل بالاسلكي إللي لامؤاخذة بيقولوا عليه ده.
لمعت عين وليد قائلا بشغف: إنتي عاوزه تفهميني إن ياسين ومليكه مش بيناموا في نفس الأوضه؟

أكملت مني حديثها بنفي: لا ياباشا ياسين باشا حاطت حاجته في جناح لواحده ومش معتبر الهانم مراته أصلا، وأنا بقا جيت لحضرتك يمكن تلاقي حل للمسكينة دي وترحمها من الظلم إللي هي عايشة فيه.
إلتمعت أعين وليد وظهر بداخلها بريق أمل جديد وتحدث: برافوا عليكي يا مني عملتي خير إنك جيتي قولتيلي وأنا من ناحيتي هحاول بكل قوتي أخلص مليكه هانم من الجوازة المهببة دي،.

شكرها وليد وأخرج لها بضعة ورقات من الفئه المتوسطه على تلك المعلومة السرية الخطيرة التي أدلت بها له وذهبت هي إلى مطبخ ثريا وكأن شيئا لم يكن.

في نفس اليوم إتصلت يسرا بياسين ليتقابلا معه هي ونرمين وبالفعل تقابلا بإحدي الأماكن العامة، وقد قصت عليه يسرا كل ماحدث.
نظر لهما ياسين مضيقا عيناه متسائلا: وياتري بقا إيه إللي موجود في الفيديو يخلي الحقير ده يتجرأ ويهددك بيه وهو عارف كويس أوي سيادتك من عيلة مين.

إبتلعت نرمين لعابها بصعوبة من خوفها، بينما بادرت يسرا بالحديث: ورحمة بابا ورائف وغلاوتهم عندك ما تسأل السؤال ده ولا تحاول تعرف إيه إللي جوه الفيديو يا ياسين.
نظر لها مستغربا وتحدث: ياه يا يسرا للدرجادي الموضوع صعب، شكل الهانم مهببه مصيبه وكبيره كمان.
أجابته يسرا بكذب: الموضوع مش صعب أد ما هو سر بين أخت وأخوها وأظن من حقنا ماحدش يعرفه يا ياسين.

تحدث ياسين موجها بصره إلى نرمين: التقارير بتاع حادثة رائف أثبتت إن رائف الله يرحمه كان سايق بسرعة جنونية إيه إللي حصل يومها يا نرمين، وأكمل بوعيد: ورحمة رائف لو اكتشفت إن ليكي علاقه، لم يكمل باقي حديثه قاطعته يسرا بكذب: أرجوك يا ياسين صدقني نرمين ملهاش ذنب في إللي حصل لرائف، تفتكر أنا كنت هسكت لو عرفت حاجة زي كده؟

وزي ماقولتلك إللي موجود في الفيديو مجرد كلام أخت مع أخوها وأرجوك يا ياسين توعدني إنك تتخلص من الفيديو من غير ما تحاول تعرف إيه إللي فيه أرجوك.

أماء لها بتفهم فهو حقا يحترم يسرا ويقدرها ويقدر عقليتها الكبري وقال: وأنا إحتراما لرغبتك هوافق على كلامك بس علشان أنا واثق في عقلك يا يسرا، والموضوع ده إعتبروه إنتهي، ثم نظر إلى نرمين وأكمل: أما الزباله ده يكلمك بكره قوليله إديني فرصه أتصرف في الفلوس علشان ما حدش يحس بحاجه، وأنا إن شاء الله الموضوع مش هياخد معايا أكتر من يومين تلاتة بالكتير، ثم أكمل: إديني الرقم بتاعه وانسي الموضوع تماما، وطول ماأنا عايش على وش الدنيا مش عاوزكم تقلقوا من أي حاجه.

وعاوزكم تتأكدوا إن إللي يفكر يمسكم ولو بكلمه هنسفه من على وش الدنيا، لسه ما اتخلقش اللي يهددكم وأنا موجود.
شكرته الفتاتان بعرفان ورجعت كل منهما إلى منزلها دون أن يشعر بهما أحد.

جاء يوم الجمعة.

موعد تجمع العائله الإسبوعي على الإفطار بمنزل ثريا، لم تلتقي مليكه ب ياسين منذ ذلك اليوم، أو بمعني أصح لم ترد لقائه فقد كانت تتجنب أي لقاء يجمعها به، خرجت من باب الفيلا متجهة إلى مجلس العائلة في الحديقة على غضض عيناها، وجدت ليالي تقف عند المسبح تنظر له بضيق إتجهت إليها متلاشيه نظرات ذلك العاشق الولهان الذي أخذ قلبه بالضجيج والأنين عند رؤياها، فقد اشتاق رؤيتها حد الجنون، هي من منعت حالها عنه، ولكن مازاد بعادها إلا توهج عشقها بقلبه وتملكه، وقفت بجانبها وحمحمت بإحراج وتحدثت: إزيك يا ليالي، حمدالله على السلامه، نظرت لها بحدة ونظرات غاضبة وتحدثت بسخرية: مش متأخره شويه يا مدام؟

أجابتها مليكه بإحراج: أنا لو أضمن إنك متفهمة الوضع إللي أنا إتحطيت فيه غصب عني ومش زعلانه مني وهتعامليني كويس صدقيني كنت جيت لك من أول يوم رجعتي فيه.
أجابتها ليالي بحدة وتعالي: بصي يا مليكه لؤم وكهن الستات ده مش هيخيل عليا، يخيل عليهم كلهم أه، لكن أنا لاء يا قلبي انا ليالي العشري يا مليكة،
ونظرت لها بكبرياء ثم تركتها وتحركت دون حتى أن تعطيها حق الرد.

تنهدت مليكه بضيق وحزنت من معاملة تلك الليالي المتعجرفة تنفست الصعداء والتفتت لتذهب إلى حيث جلوسهم،
وجدت بوجهها وليد الذي حدثها وكأنه الفارس الهمام الذي أتي لينقذ أميرته الأسيرة تحدث بإنتشاء: مليكه أنا عرفت كل حاجة وإن شاء الله النهاردة هحل لك مشكلتك وهخلصك من الجوازة المشؤومة دي.

قضبت جبينها ونظرت له بإستغراب وتركته وذهبت لمقعدها وجلست بجانب يسرا، وحدثت حالها: بما يهذي هذا الوليد؟ حقا ما كان ينقصني غير ذاك المعتوه ليشوش عقلي أكثر.
جلس الجمع يتناولون الإفطار في جو يكسوه بعض المشاحنات ليالي، منال، وليد، ياسين.

نظر وليد إلى ياسين ثم وجه حديثه للجميع قائلا: تفتكروا يا جماعه ايه حكم الشرع في واحد إتجوز واحده وما عاشرهاش معاشرة الازواج زي ربنا ما أمر، هل الجوازة دي كده تبقي صحيحة وشرعية وتجوز، ولا لا تجوز؟
إنتفض جسدها واقشعر بدنها نظرت على الفور إلى ياسين وجدته مصوب نظره كالرصاص على ذلك الوليد.

رمقه ياسين بنظره كالرصاص متحدثا بحدة وصرامة: إللي لا يجوز بجد هي مهاتراتك البايخة دي في وسط قاعده فيها ستات وبنات مراهقات يا وليد بيه.
إستشاط وليد غضبا من تهكم ياسين عليه وتحدث بإستفزاز: دي مش مهاترات يا ياسين باشا، ده سؤال في صميم الدين، ثم إشمعنا إنت بالذات اللي حرقك الكلام أوي كده وخدته على صدرك، وأكمل متهكما: ولا هو الكلام جه على الجرح.

تحدث طارق متهكما: جري ايه يا وليد مالك يلا ما تظبط كده على الصبح.
نظرت ليالي إلى مليكه بتشفي وابتسمت ساخرتا على حديث وليد المقلل لشأنها، إبتسمت راقيه وتحدثت إلى زوجها الجالس بجانيها: دي شكلها كده هتحلو أوي.
رمقها عبدالرحمن بنظرة حادة أخرصتها.
أما مليكه كان إرتعاش جسدها وخفقان قلبها بشده ورعبها هما سيد موقفها، أمسكت يسرا يدها لتطمئنها و بات عز متأكدا أن وليد علم بالإتفاق.

نظر له ياسين بنظرة إستفهام وتحدث متهكما مستفزا إياه: ماتخليك راجل وتدخل في الكلام علطول بدل تلقيح النسوان إللي على الصبح ده؟
إنتفض وليد من جلسته بغضب ووقف قائلا: تلقيح نسوان!
طب خد عندك كلام الرجالة بقي يا راجل،
ثم تحرك ووقف برأس منضدة الطعام الطويله.

وتحدث بعنف: هو ينفع يا عز باشا إبنك يحرم مليكه عليا ويتجوزها هو ويقولي أنا خطبتها من باباها قبلك، وبعد ما يكتب كتابه عليها يهملها وما يعتبرهاش زوجه ليه ونايمين كل واحد منهم في أوضه، وأكمل معترضا: طب كان ليه من الأول لما هو مش هيحترمها ويديها حقوقها الشرعية زيها زي ليالي، ردوا عليا كلكم هو ده يرضي ربنا؟

إنتفض ياسين هو الاخر من جلسته وتحدث بحدة: إنت إزاي يا حيوان تسمح لنفسك تتدخل في حاجة حساسة زي دي!
دي حاجه خاصة بيني وبين ومراتي، إيه اللي يحشرك فيها؟
وقفت ليالي بغضب موجهه حديثها الغاضب له قائله: مراتك! هي مين دي إللي مراتك يا ياسين؟
رمقها بنظره كادت أن تحرقها وأشار لها بيده لتجلس، ونظر لها بغضب أخرسها، جلست مكانها من جديد وجسدها ينتفض غضبا،.

إنتفض طارق من جلسته مناصرا أخاه قائلا بحدة: إلزم حدودك في الكلام يا وليد وخليك راجل محترم و متدخلش في إللي ملكش فيه.
تحدثت ثريا هي الأخري بغضب: وليد دي خصوصيات بيتي وأنا ما اسمحش لأي حد مهما كان هو مين إنه يتعدي حدوده ويتدخل فيها.
تحدث عز لينهي الحرب القائمة: إهدي يا ثريا إنتي وياسين، وإنت يا وليد زي ما ياسين قالك دي حاجة بينه وبين مراته فبلاش تحشر مناخيرك دي فيها وبطل إستفزاز.

تحدث وليد بتمثيل: يعني ايه يا عمي ما اتدخلش هي مليكه دي مش أمانة رائف لينا كلنا، وكمان هو مش الساكت عن الحق شيطان أخرس؟
يبقي لما ألاقيها مظلومه وقتها لازم أتدخل وأجبلها حقها.
رمقه عبدالرحمن بنظره حادة هادرا به: وليد إسمع كلام عمك واسكت خالص ملناش دعوة واحد ومراته هما أحرار في إللي بينهم.

تحدث ياسين بنبرة صوت ساخرة ناظرا لعمه: لا يسكت إزاي يا عمي، مش لازم يقرف الناس إللي حواليه بكلامه وتدخلاته البايخة في حياتهم.

ثم نظر لوليد متحدثا ببرود: بس أنا هريحك يا وليد علشان تكون مطمن على أمانة إبن عمك زي ما بتقول، وأكمل بتفسير: سبب نومي في أوضه لوحدي مش قلة إحترام لمليكه زي ما ادعيت بالعكس ده قمة الإحترام ليها، مليكه مراتي وليها عندي كامل الحقوق و الإحترام وكرامتها من كرامتي بالظبط، أما بقا بالنسبه للسر الخطير إللي حضرتك عرفته فاأحب أطمنك وأقولك إن أنا عملت كده مخصوص علشان أديها وقت لحد ما تاخد عليا ونقرب من بعض، بس مادام إحترامي ده إتفسر غلط فاأنا هريحك!

ونظر له بتخابث وتحدث ساخرا: هو أنا يهون عليا زعلك بردوا يا حبيبي، وأخذ بالنداء بعلو صوته: عليه، يا عليه.
أتت علية مهرولة إليه متحدثة بإحترام: أفندم يا ياسين باشا.
نظر لها وتحدث بقوة: تاخدي معاكي إتنين من الشغالين وتطلعي حالا تنقلي حاجتي كلها لجناح مدام مليكه.
وقفت مليكه بإستسلام وتحدثت بحزن ناظرة إلى وليد: مبسوط يا وليد بيه، يارب كده تكون إرتحت.

ثم دلفت للداخل سريعا بدموعها وحسرت قلبها، دلف ياسين خلفها تابعته ليالي المستشاطه غضبا،
نظرت راقيه إلى ثريا ومنال وتحدثت بنبرة صوت متهكمهة: صدق إللي قال الحيطان ياما بتداري.
دلفت ثريا للداخل وتحركت منال وجيجي إلى منزلهما.
نظر عز إلى طيف ياسين مبتسما بشرود وهو يحك ذقنه بتسلي،
وتفرقت الجلسه من بعد تلك المشاحنات.

دلفت للداخل سريعا وهي تبكي بمراره وارتمت على الأريكة، وقف ينظر لها وتحدث بنظرات حنونه متعاطفة: ما كانش فيه حل تاني قدامي أنقذ بيه كرامتك ورجولتي إللي بهدلهم قدام الكل.
نظرت له بضعف ودموعها تسيل بألم: أنا خلاص تعبت مش قادرة بقا حرام عليكم أرحموني علشان خاطر ربنا.
هنا أتت ليالي وربعت يداها على صدرها قائلة بغضب: اللي قولته ده مش هيحصل ولو على جثتي يا ياسين.

رمقها بنظرة غضب: بلاش تقفي قدامي السعادي يا ليالي مش هسيب أنا كرامتي ورجولتي سيره في بق إللي يسوي واللي مايسواش علشان خاطر سيادتك ويلا على البيت علشان بجد مش نقصاكي، يلااااااا.
نظرت بغضب على مليكه وحدثتها بعنف: ماشي يا مليكه ماشي، وذهبت بغضب لمنزلها، تركها وصعد للأعلي يشرف على نقل أشيائه بنفسه وجد علية ومني وعامله أخري تدعي هدي بدأو بالفعل نقل أشيائه لغرفتها،.

دلف لغرفتها وخطي خطوته الأولي للداخل بقلب طائر بنشوة وحنين لأيام اتيه ينتظرها منذ الكثير بدأ بإستكشاف الغرفة بتمعن نظر على كل شيئ بعشق حتى فرشاة شعرها كاد لو يأخذها ويشتم رحيق عطر شعرها
نظرت له علية وتحدثت بإحترام: كله تمام يا باشا جبنا الحاجات وبنوضبها وقربنا نخلص.
أجابها بعمليه: تمام يا علية خدي هدي وإنزلي شوفي المطبخ وأنا هرتب الباقي مع مني.
أجابته بإحترام: تحت أمرك يا باشا.

نزلت وأخذت معها العامله وأغلقت خلفها الباب.
هنا نظرت له مني بإبتسامة قائلة: كله تمام يا باشا.
إبتسم لها ياسين برضي قائلا: برافو عليكي يا مني.
ما الذي فعلته مني ليشكرها عليه ياسين؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة