قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل السابع عشر

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل السابع عشر

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل السابع عشر

نظرت له مني بابتسامة وتحدثت باحترام: كله تمام يا باشا.
أجابها ياسين بابتسامة نصر: برافوا عليكي يا مني أديتي المهمة بنجاح مبهر من النهار دة خلاص، إنتي بقيتي دراعي اليمين جوه الفيلا.

عودة إلى أربعة أيام ماضية، دلف ياسين ليلا إلى فيلا رائف ليصعد لجناحه المجاور لأميرته الساخطة عليه ليغفي بداخله وحيدا كان الوقت متأخرا والجميع نيام، دلف إلى المطبخ وجد هدي العاملة مازالت مستيقظة فطلب منها إيقاظ مني وبالفعل ذهبت العاملة وأيقظتها،
أتت مني على عجل وهي تتثاوب وتحدثت باحترام: مساء الخير يا ياسين باشا، تحت أمرك.

نظر لها ياسين ببرود مميت وتحدث: إعملي لي فنجان قهوة وطلعهولي على الجنينة يا مني.
نظرت له مني بإستغراب وحدثت حالها: قهوة، أتيقظني من ذروة نومي لأحضر لك القهوة، يالك من رجل بارد قاسي عديم الرحمة!
نظرت له وتحدثت بانصياع تام: أوامرك يا باشا، خمس دقايق ويكون فنجان القهوة عند حضرتك.
إنسحب ياسين بهدوء وجلس بالحديقة وبعد مدة قصيرة كانت مني تحضر له قهوته.

أخذ منها الفنجان وهو يرمقها بنظرات متفحصة دبت الرعب داخل قلب تلك المني
وتحدث هو بعدما ارتشف بعض قطرات القهوة: مبسوطة هنا مع عمتي يا مني؟
أجابته باحترام وصوت مهزوز بعض الشئ من نظراته وكلماته: الحمدلله يا باشا، هو حد يطول يشتغل ف بيوت عيلة المغربي، دا أنتوا خيركم مغرقني من ساسي لراسي.
رمقها بنظرة حارقة وحدثها بحدة وغضب: ولما هو خيرنا مغرقك زي ما بتقولي بتقابلي الخير ده بالخيانة ليه يا روح أمك؟

دب الرعب داخل أوصال مني وتحدثت بارتباك: خيانة! خيانة ايه ياباشا إللي بتقول عليها كفانا الشر؟

رمقها بنظرة باردة وتحدث بنبرة صوت حازمة: إخرصي يابت واسمعيني كويس، أنا عارف من زمان إنك شغالة لحساب منال هانم وبتنقلي لها كل حرف بيحصل هنا ومع ذلك ساكت وبقول أهو شغل حريم وبيتجسسوا على بعض ف شوية أخبار تافهة، نميمة يعني وكيد ستات مش أكتر، واعتدل في جلسته ونظر لها كادت نظراته أن تفتك بها وتنهيها وتحدث بفحيح مخيف: لكن توصل بيكي الجرأة والحقارة إنك تبلغيها بأخباري أنا شخصيا، فاأحب أقول لك إنك بعملتك السودا دي لعبتي ف عداد عمرك وشفرتيه يا غبية.

إرتمت مني تحت قدميه وهي تقبلهما بدموع وندم: أحب على رجلك يا باشا أنا مليش ذنب والله ف إللي حصل.
أمسك ياسين يدها بهدوء وأبعدها عن قدمه قائلا بدهاء: تؤ تؤ تؤ تؤ، ليه كده بس يا مني، ينفع كدة تشيليني ذنوب على المسا؟
نظرت له باستعطاف وتحدثت بدموع: سامحني يا باشا وبلاش تأذيني الله يخليك صدقني كان غصب عني، منال هانم هددتني إني لو مسمعتش كلامها هتلبسني تهمه ومش هخرج من هنا غير على السجن.

تحدث هو بهدوء مميت: ولما هو ده إللي حصل مجتيش بلغتيني ليه؟
أجابته من بين رعبها ودموعها: وهو حضرتك يا باشا كنت هتصدقني وتكدب لامؤاخذة والدة حضرتك؟
حدثها بحدة وعيون صاخبة مليئة بالغضب: وهو إنتي كمان بتقرري عني هصدق ايه ومصدقش ايه ياروح أمك.
تحدثت بدموع واستعطاف: أبوس إيدك سامحني يا باشا وأنا تحت أمرك ف إللي هتأمرني بيه بس سامحني، وغلاوة ستي مليكة عندك تسامحني.

نظر لها بشك وريبة وتأكد أنها أذكي مما توقع لذكرها لإسم مليكة عنده، فتحدث بابتسامة ماكرة: ماشي يا مني، وأنا يا ستي مستعد أصفح عنك وأسامحك لكن بشرط
تهللت أسارير مني وابتسمت وكأنها وجدت خلاصها وتحدثت بسعادة: وأنا تحت أمرك يا باشا، لو قولت لي أرمي نفسك في البحر هنفذ من غير ماأفتح بوقي بكلمة.

نظر لها مضيقا عيناه وابتسم بتسلي قائلا: مش للدرجة دي يا مني، هو طلب بسيط هطلبه منك وتنفذيه زي ماهقول لك عليه بالظبط، وأسترسل محذرا: بس قبل ما أتكلم حابب أنبهك وأعرفك من الأول إن لو حد شم خبر عن الموضوع ده إعتبري نفسك ف خبر كان، إتفقنا يا مني.
إبتلعت لعابها وتحدثت بانتشاء: إتفقنا يا باشا.
عودة للحاضر.

تحدثت مني بإعجاب مادحة ذكاء سيدها: بس حضرتك يا باشا الله أكبر عليك، إللي كان يشوفك ميشكش لحظة واحدة إن سيادتك عندك علم بالموضوع.

إبتسم ياسين وأكمل: وإنتي كمان يا مني كان ليكي دور كبير في نجاح الخطة ووليد بيه سهل عليا المهمة جدا بتهوره وطمعه، وأخرج من جيب سترته رزمتين من الورق المالي ذات الفئة العالية وأعطاهم لها قائلا: خدي دول علشانك، وأكمل بتهديد: وزي ما قولت لك لو أي حد أخد خبر باللي حصل بينا ده إعتبريه أخر يوم في عمرك، وبالنسبة لمنال هانم أنا هبقي أقول لك تقولي لها ايه لما تسألك تاني عن أي حاجة هنا في الفيلا،.

وأكمل بنبرة تهديدية: وإياكي تبلغيها بأي حرف قبل ما تلجئي لي وإلا إنتي عارفة.
نظرت مني للمال بشغف قائلة بتمنع مصطنع: خيرك سابق يا باشا أنا مش محتاجة فلوس ده كفايه رضا سعادتك عليا، وبعدين أنا يتقطع لساني قبل ما انطق بحرف واحد.

نظر لها ياسين وتحدث بحدة: خدي الفلوس يا روح أمك وماتعملهومش عليا يلا خبيهم قبل ما حد يدخل ويشوفهم معاكي وأنا هنزل وزي ما اتفقنا، هتبلغيني بأي حاجة تحصل هنا وخصوصا لو كانت تخص مدام مليكة.
في الأسفل
مازالت على جلستها تبكي وتنتحب تجاورها يسرا تحتضنها وتربت عليها بحنان
نظرت لها ثريا مشفقة على حالها الذي يدمي القلوب وتحدثت: كفاية يا مليكة، كفاية يا بنتي وجعتي قلبي.

أجابتها مليكة بدموع وألم وانكسار: هو فعلا كفاية يا ماما، كفاية أوي لحد كدة علشان بجد أنا تعبت وخلاص مابقتش قادرة أتحمل أكتر.
وأكملت بذهول: أنا مش فاهمة ايه إللي بيحصل لي ده عماله أطلع من مصيبة أدخل في إللي بعدها لحد ما خلاص قربت أكره حياتي
وأكملت بهزيان: كل شويه أتنازل وارضي واصبر
ألاقيني دخلت في تنازل أكبر وبكل مهانة أقبل واتنازل وأرضي، فاضل إيه تاني يا ماما، لسه فاضل ايه تاني ممكن أتنازل عنه؟

تنهدت ثريا بألم وتحدثت بأسي: ياريت يا بنتي كان في إيدي حاجه أعملها لك صدقيني يا حبيبتي مكنتش هاتأخر
نظرت لها يسرا وتحدثت بطمئنة: ماتقلقيش يا مليكة، ياسين حد محترم وأكيد عمره ما هيحاول يضايقك بأي شكل من الأشكال، وأستطردت مبررة: وبالنسبة للي حصل ده كان غصب عنه ولازم تعذريه، هو كان مجبور يعمل كده علشان شكلكم بعد كلام اللي إسمه وليد ده.

كان ينزل الدرج بارتياح نظر على تلك المنتحبة لحظها العثر، زفر بضيق وتحدث ببرود وتهكم: مستعجلة على الندب ليه؟
إصبري يمكن ييجي لك خبري قريب وساعتها إبقي إندبي براحتك يا حرمنا المصون!
شهقت ثريا ويسرا قائلتان: بعد الشر عليك يا ياسين ماتقولش كده.

رمقته بنظة غاضبة وتحدثت بألم وحدة: كل إللي أنا فيه ده بسببك وبسبب أفكارك وإقترحاتك العبقرية وفي الاخر سيادتك جاي تلومني علشان حبة دموع بعبر بيهم عن قهرتي وعجزي وألمي إللي جوايا.
نظر لها بحزن وتنهد بألم لأجلها وتحدث بهدوء: طب يلا إطلعي على أوضتك إرتاحي وحاولي تنامي شويه وإنتي هتبقي كويسة.
وقفت بغضب وتحدثت بحدة: أوضتي! هي فين أوضتي دي يا ياسين بيه؟

قصدك الأوضه اللي هيشاركني فيها من النهار دة راجل غريب عني؟
وأكملت بتهكم: وعن أي راحة سيادتك بتتكلم، ما خلاص من إنهاردة ما بقاش فيه راحة، ده أنا ما بقاليش الحق في إني أقرر أي حاجة في حياتي ولا حياة ولادي، ده حتى أبسط حقوقي في البيت ده وهي النوم خلاص مابقاش من حقي أرتاح فيه بعد إنهاردة.

تنفس بضيق والتصقت أسنانه ببعضها وقبض على يده بحركة عصبية قائلا من بين أسنانه: خلي يومك يعدي على خير وإطلعي على أوضتك يا مليكة، وإوعي تفتكري صبري عليكي وعلى غلطك ف حقي هيطول، ده بالفعل بدأ ينفذ يا مدام.
وأكمل بوعيد: وقسما بالله لو سمعت منك كلمة راجل غريب دي تاني لتشوفي وش مني عمرك ما شفتيه فاااااهمه، هدر بها عاليا وأشار بيده لها لأعلي الدرج: والوقت يلا إطلعي على فوق، يلاااااااا.

نظرت له بغيظ ودبت بأرجلها الأرض غاضبة وتحركت للدرج مسرعة خشية غضبه
وخرج هو من المنزل بغضب عارم.

أما ليالي التي ذهبت لمنزلها كالبركان هدأتها منال مبررة ما حدث أنه رد على تدخل وليد وإهانته له.

أجابتها منال بصبر وتعقل: إهدي يا ليالي واصبري ياسين كان غصب عنه في اللي عمله وكلنا شفنا ده بعنينا، أنتي بنفسك شفتي الزفت إللي اسمه وليد وكلامه الجارح لياسين ده لو متوصي ومتأجر علينا مكنش عمل كده، وأكملت لتطمئنها: وبعدين ماأنتي شفتي مليكه وردة فعلها يابنتي دي مش طايقه ياسين، بذمتك ده شكل واحده تخافي منها على جوزك، دي مستحيل توافق ولا تسمحله يقرب منها أصلا،.

إطمني كده وإهدي وقومي إطلعي أوضتك خدي شاور هدي بيه أعصابك، ومتنسيش إللي إتفقنا عليه إنسيلي كرامتك شويه يا ماما واركنيها على جنب وحاولي تتراضوا النهاردة بأي شكل من الأشكال.
شهقت ليالي من وسط دموعها وتحدثت: تمام يا عمتو أنا هاسمع كلامك لما أشوف أخرتها ايه مع ابنك
تركتها وصعدت لغرفتها.

دلف إلى جناحه بعد صلاة الجمعه
وجد ليالي واقفة ف شرفتها يبدوا عليها الحزن.
ذهب إليها ووقف بجانبها وتحدث بهدوء: أنا عارف إنك زعلانه علشان إتنرفزت عليكي قدامهم، لكن كمان ماتنكريش إن إنتي السبب ف ده؟
كام مرة قبل كده قولت لك ونبهتك لما أكون متنرفز وبتكلم قدام حد ماتتدخليش وتعرضي نفسك لغضبي، كان ممكن تستني لما نيجي بيتنا وتتكلمي وتعترضي براحتك وأنا كنت هسمعك.

نظرت له بغضب وتحدثت بحدة بالغة: تفتكر كانت هتفرق بجد يا سيادة العقيد، وياتري فعلا لو كنت إستنيت لما جينا هنا وفاتحتك كنت بجد هتتناقش معايا وتسمع كلامي وتنفذهولي؟
زفر بضيق وتحدث بيأس: عارفه ايه أكتر حاجه بتضايقني منك يا ليالي؟
نظرت له بإستفهام منتظرة باقي حديثه،
أكمل هو: إسلوبك المتعجرف وطريقتك الغلط ف توصيل الكلام للي قدامك، للأسف يا ليالي إنتي معندكيش حنكة وإدارة وانتقاء الكلام المناسب للمواقف.

وأكمل مستشهدا: و أقرب مثال على كلامي ده، كلامك اللي لسه قايلاه الوقت حالا، كان ممكن بكل بساطه تقولي لي تسمعني وتفهمني وتحاول ترضيني، مش تسمع كلامي وتنفذهولي، تفرق أوي يا مدام
ياخسارة كان نفسي بجد تكوني أذكي من كده، صدقيني كنا هنبقي متفاهمين أكتر من كده بكتير أوي.

نظرت له بامتعاض لحديثه المغضب لها وتحدثت بحدة: برافوا يا ياسين طول عمرك أستاذ في اصتياد الأخطاء ومحاسبة الناس عليها. سيادتك سبت الكارثة إللي احنا فيها ومسكت ف كلمه قولتها بعفويه وقت غضبي.

تنهد وزفر بضيق ناظرا للسماء وتحدث: لأن الكلام هو الوسيلة الوحيدة للتفاهم والوصول بين رؤي الأشخاص ياليالي، وأكمل بحكمة: كل ما كانت طريقتك ف الكلام لينة وهادية وراقية كل ما عرفتي تتواصلي وتتفاهمي أكتر مع اللي قدامك على العموم مش وقت الكلام ده، واسترسل حديثه بهدوء: أنا عارف إننا بعاد عن بعض الفترة دي وعلى فكرة كل ده بردوا بسببك مش بسببي خالص.
نظرت عليه بتعالي وابتسمت بطريقة ساخرة.

وأكمل هو بطريقة عقلانية: كل إللي طالبه منك إنك تهدي وتحاولي تتجاوزي غضبك وماتظهرهوش قدام الولاد، ولادنا ملهمش ذنب يشفونا طول الوقت كده مكشرين، علاقتنا بتمر بفترة صعبة وكلها مشاكل فلو سمحتي لحد مانهدي ونصفي كل إللي بينا ونرجع زي الأول لازم تتمالكي من أعصابك أكتر من كده.
نظرت له بضيق وصمتت ونظرت امامها بغضب.

في نفس اليوم عصرا
داخل حديقة فيلا عز وبالتحديد داخل المسبح كان ياسين يسبح على ظهرة بسعادة وانتشاء إحتفالا بنجاح خطته للوصول لقصر محبوبته، كان يجمع حوله جميع أطفال المنزل يسبحون حوله بسعادة واضعا بالصغير أنس فوق صدره بسعادة لا توصف، تحدث حمزه طفل ياسين ناظرا إلى أنس: حاول تعوم معانا يا أنوس ومتخافش صدقني هتعرف، العوم ده سهل جدا بس إنت خليك واثق من نفسك.

هز الصغير رأسه نافيا وتشبث أكثر بكتفي ياسين واجاب بكذب طفولي: أنا مش خايف بس أنا بحب عمو ياسين أوي وبحب أنام فوق صدره وأنا بعوم
وهز كتفيه بطريقه طفولية: هي دي كل الحكاية يا حمزة.
ضحك الأطفال عليه لعلمهم إدعائه بالقوة وعدم الخوف وهو يرتعب داخليا من فكرة تركه وحيدا بالمسبح دون أن يمسك به أحد.

تحدث ياسين وهو يمسح فوق شعرة بحنان أبوي وتحدث ناظرا له بعيون مطمئنة: بص يا أنوس أنا عارف يا حبيبي إنك شجاع وراجل أد الدنيا كلها بس أنا عاوزك تبدأ تعوم لوحدك علشان تتعود ع كده.
وأكمل محفزا إياه: علشان كمان لو حد غرق تعرف تنقذه مش إنت بطل وبتحب تنقذ الناس؟
هز الصغير رأسه بسعادة
ثم أمسكه ياسين ورفعه لأعلي مداعبا إياه: يلا عيب عليك تخاف من المياه وانت إسكندراني.
ضحك جميع الاطفال والتفوا حول أنس لمداعبته.

نظر ياسين وجد أباه يقترب عليه مرتديا ملابس السباحة نظر إلى ياسين والأطفال وتحدث: إحنا فينا من الندالة دي طب أدوني رنه يا أندال.
هلل ياسر طفل يسرا بسعادة: سعادة الباشا الكبير وصل، هلل مروان وأمير طفل طارق: إنزل يا جدو الميه حلوة أوي النهاردة
تحدث عز مداعبا لأحفاده الغوالي: طب وسعوا كده علشان جدوا هيستعيد أمجاده ويبهركم بالقفزة الهايلة بتاعته.

ثم قفز ببراعة فائقة أذهلت الجميع ومن بينهم ياسين الذي نظر لوالدة بفخر وتحدث: ده ايه الجمال ده كله يا باشا، حضرتك وبكل براعة تفوقت على نفسك.
نظر له عز وهو يعوم ويقترب منه وتحدث بلؤم: أنا يمكن تفوقت على نفسي ف القفزة دي، لكن سعادتك تفوقت على الجميع وقفزت لمبتغاك بمهنية ومهارة عالية، لدرجة إنها دخلت على الكل ببساطة وعدت.

ثم إقترب منه وغمز بعيناه وتحدث: بس معدتش على بابا يلا، إللي ربي خير من إللي إشتري يا ابن عز.
قهقه ياسين عاليا برجولة وتحدث: كنت متأكد من كده والله، بس إيه رأيك يا باشا؟
أجابه عز بإعجاب: أستاذ ورئيس قسم طبعا، إنت لعبتها صح لدرجة إني إتمزجت وأنا بتفرج عليك وشوية وكنت هقوم أنحني لك وأرفع لك القبعة قدامهم كلهم.

ضحك ياسين برجوله وأردف: كله بتوجيهات معاليك يا باشا، مش سعادتك قولت لي إعمل إللي إنت عاوزه المهم إنك تعرف تدير اللعبه صح وتلعب وتجيب إجوان.
أجابه عز بافتخار وابتسامة: وأي جون، ده أنت خرمت الشبكة من شدة الجون بتاعك يا ابني.
ضحكا كلاهما عاليا برجولة وتحدث ياسين: مش أوي كده يا باشا، إنت كده هتخليني أتغر.

تحدث عز بفخر: يليق لك الغرور يلا، إتغر بنفسك زي ما أنت عاوز بس عاوزك تجمد كده وتسمعني الخبر اليقين قريب.
أجابه بنبرة واثقه: أوعدك هيحصل وقريب أوي كمان.
كان الصغير القاطن فوق صدر ياسين ينظر لهما باستغراب محاولا فهم حديثهم الذي صعب عليه فهمه وتحدث وهو يحرك يداه من بين يدي ياسين: هو إنتوا بتقولوا إيه، أنا مش فاهم أي حاجة يا جدو.

خطفه عز من فوق صدر ياسين بمهارة وتشبث الصغير بذراعي عز وتحدث عز: لما قلب جدو يكبر ويبقي ظابط مخابرات أد الدنيا زي جدو، هيعرف ويفهم كل حاجة لوحده.
وأكمل بجدية: والوقت بقا تعالي لجدو علشان أعلمك العوم ومش عاوزك تخاف، عاوزك راجل زي أبوك وأعمامك مفهوم؟
أجابه الصغير بحب: مفهوم يا جدو بس مش تسيب إيدي غير لما أنا أقول، إتفقنا؟
ضحك عز وأجاب الصغير: إتفقنا يا لمض.

مساء اليوم التالي
دلف ياسين إلى جناح مليكه بعد الإستئذان وجدها تجلس على تختها مرتدية حجابها فوق منامة بيتية محتشمة، كان ممسك بيده علبة من الشيكولا الفاخره المحشوة بالبندق مثلما تعشقها مليكه وضعها فوق المنضدة الجانبية، نظر إليه بهيام وكعادته تسارعت وتيرة دقات قلبه العاشق وهو ينظر إليها، تمالك من حاله إلى أبعد الحدود
وتحرك إليها ناظرا لها بوجه بشوش وتحدث بصوت هادئ حنون: إزيك يا مليكه.

إرتبكت من جلستها عند رؤيته ووقفت خجله تفرق كفيها ببعضهما بتوتر وأجابته: الحمد لله.
إقترب منها تراجعت للخلف بارتباك وتخبط، ضحك برجولة وتحدث ليطمئنها: مالك يا بنتي فيه ايه إهدي كده واقعدي عاوزه أتكلم معاكي شويه.
كان يشار لها للجلوس على التخت إبتلعت لعابها برعب وتراجعت
ثم أشارت بيدها إلى الأريكة وتحدثت: خلينا نقعد هنا أحسن.
إبتسم لها وهز رأسه بموافقه وذهب معها إلى الأريكة.

تحدثت بخجل ومازالت واقفة: ماما غيرت الفوتيه إللي كان هنا بالكنبه السرير دي علشان حضرتك تنام عليها وإنت مرتاح.
إبتسم لها وتحدث بهدوء ولطافة ليزيل التوتر: طب هو ينفع واحده تقول لجوزها حضرتك؟

كانت تقف تفرك يداها ببعضها بتوتر إبتسمت بخجل ثم جلست على طرف الأريكة بحذر جلس هو بالطرف الاخر ليعطيها حريتها، تحدث بصوت هادئ حنون: أول حاجه أنا عاوزك تتأكدي إن إللي حصل ده حصل غصب عني إنتي بنفسك شفتي وليد أد ايه كان مستفز، وبجد ما كانش فيه قدامي حل تاني غير ده،
وأكمل ليطمئنها: أنا عاوزك تطمني خالص يا مليكه، أنا هكون ضيف خفيف عليكي ومش هحاول أضايقك أبدا صدقيني.
إبتسمت له بخجل وهزت رأسها بإيماء.

وأكمل هو بعيون نادمة: تاني حاجة ودي الأهم، أنا بجد أسف جدا على الطريقة الهمجية إللي عاملتك بيها من كام يوم أنا من وقتها وأنا متضايق جدا من نفسي، ونظر لها وتحدث بفخر: وعلى فكره أنا ما بعتذرش لحد مهما كان هو مين ودي أول مرة أعملها، فا أكيد ده ممكن يعرفك أد ايه إنتي حد مهم جدا بالنسبالي لدرجة إني أغير مبادئي وقنعاتي وأعتذرلك.
إبتسمت بهدوء وتحدثت برقة: موافقة أقبل إعتذارك لكن بشرط.

صفق يداه ببعضها وتحدث بدعابه: هما البني أدمين كده أول ما يلاقوك تنازلت وقدمت خطوة يطمعوا في إللي بعدها علطول علشان كده ما بحبش أعتذر لحد أنا.
ضحكت وأنار وجهها وأصبح مشع مثل قمر في ليل عاتم، فا أنارت معها حياته ودق قلبه المسكين مطالبا إياها.
نظر لها بعيون عاشقة وقلب هائم وتحدث برقة أربكتها: أؤمريني يا مليكه قولي شرطك واعتبريه إتنفذ من قبل حتى ما أسمعه.

شعرت بقشعريرة سرت بجسدها من تأثرها بنظرة عيناه التي تتحدث عشقا، حمحمت وتحدثت بصوت يكاد يسمع من شدة خجلها: ياسين إوعدني إن إللي حصل ده ما يتكررش تاني وإنك عمرك ما هاتهني تاني مهما حصل.
تحدث بلهفة ونفي: أنا عمري ما أقدر أهينك يا مليكه إنتي غالية، وغالية أوي كمان وصدقيني من غير ماتقولي أنا عمري ما كنت هعمل كده تاني.

وأكمل بترجي: بس علشان ده يتحقق أنا ليا عندك طلب، ثم أكمل بدعابه لإزالة توترها الظاهر على وجهها: شوفتي بقا الفرق إللي بيني وبينك، إنتي بتتشرطي عليا لكن أنا بطلب.
إبتسمت له برقة أذابته قائلة: مش هنختلف على المسميات يا سيادة العقيد أهم حاجة المغزي من الحديث إتفضل أنا سمعاك.
أجابها بترجي: ممكن قبل ماتخرجي لأي مكان تديني خبر، أظن من حقي الشرعي إني أعرف مراتي فين وبتعمل ايه طول الوقت،.

وأكمل بحزن ظهر بعيناه: وده حتى لو زي ما بتقولي دايما إن جوازنا صوري أو مجرد إتفاق، وصدقيني أنا في اليوم ده ما نرفزنيش وجنني بالشكل ده غير خوفي عليكي إنتي والأولاد، إتجننت لما شوفتك سايقه بنفسك وراجعه إنتي ومروان وأنس في وقت متأخر زي ده خفت عليكم يا مليكه.
كانت تستمع لرقة حديثه ونظراته التي تنطق غراما بقلب ينبض لم تدري لما قلبها ينبض بتلك الطريقه ولما ذلك الشعور بالإرتياح الذي إجتاح روحها ف حضرته؟

حدثته بطاعه أثارته: حاضر يا ياسين وبجد أنا كمان أسفه لو كنت ضايقتك، وأكملت بابتسامة أذابت حصونه: أصلي حكيت ل سلمي إللي حصل وهي بصراحه قالتلي إني غلطت لما ما أستأذنتش منك
ابتسم لها وتحدث بدعابة: والله سلمي دي ست بتفهم ما تديني رقم فونها علشان أشكرها بنفسي وبالمره أعزمها على العشا في مكان رومانسي علشان أعرف أأكد على الشكر أوي.
ضحكت بأنوثه أثارته وتخشب جسده بالكامل، كم أنت مسكين أيها الياسين.

تغلب على حاله و تحدث: متشكر أوي يا مليكه، وبجد أنا أسف على أي حاجه عملتها وضايقتك مني الفتره إللي فاتت وعاوزك تعرفي إني عمري ما قصدت إني أضايقك أو أزعلك، إنتي أصلك ماتعرفيش إنتي بالنسبالي ايه،
نظر لها بعشق وتحدث بعيون هائمة: مليكه أنا.
لم تدع له فرصه ليكمل إرتبكت لعلمها ما سيكمله وقفت سريعا مقاطعة حديثه بارتباك، نظرت له بخجل وتحدثت بتلعثم: أااا أنا عاوزه أنام، تصبح على خير.

وأسرعت نحو تختها لتستعد للنوم.
تنهد بيأس ووقف يطالعها بقلب مشتعل يصرخ ألما بعشقها، يريدها نعم يريد ضمتها، يريد إحتوائها، إشتاق للمسة شفتاها التي لم يتذوقها سوي مرة واحده، وياااااليته لم يتذوقها، فمنذ ذلك اليوم وقلبه أصبح متمردا عليه شفتاه لم ترد أن تتلمس غيرها يريدها بكل ما فيه يريدها وبشدة،
نظر عليها وهي تجلب له بعض الأغطية من تختها واستدارت له لتعطيه إياها.

ذهب هو إلى الأريكه فردها ثم نظر لها بشكر وأخذ منها الغطاء والوساده ووضعهما،
تحدث بهدوء يحاول به أن يخرج حاله من تلك الحالة: مليكه أنا جبتلك نوع الشيكولا إللي بتحبيها يعني كنوع من الإعتذار عن أي زعل سببتهولك الفترة إللي فاتت وبما إن الشيكولا بترفع هرمون السعادة فاأنا قررت أجبلك منها كل يوم، ثم نظر لها بعيون تنطق عشقا: مش حابب أشوف نظرة حزن واحده ف عيونك بعد النهاردة، إتفقنا.

إنتفض قلبها بسعاده وبدأت دقاته بالتسارع من شدة رقته وطريقة حديثه العذب معها أما عيناه فحدث ولا حرج
إبتسمت له وتحدثت بقلب سعيد: إتفقنا
نظر لها وجدها تندثر تحت الغطاء ومازالت مرتديه حجابها حزن كثيرا لتعاملها معه على أنه مازال غريبا عنها.
ثم نظر لها وتحدث بابتسامه هادئة: مليكه فكي حجابك علشان تعرفي تنامي براحتك وده مش حرام على فكره، ثم أكمل بدعابه واستفهام مفتعل: هو أنا مش بردوا جوزك ولا ايه؟

إبتسمت بخجل فأكمل هو: قومي قومي ماتتكسفيش أنا زي جوزك والله.
ضحكت ووقفت فكت حجابها بخجل: وسحبت طوق شعرها وإذ به ينطلق بحريه معلنا عن تمرده، إنساب فوق ظهرها وصل لمنتصفه كان لونه بني حريري الملمس، ود لو يجري عليها ويحتضنها ثم يتلمس بيده شعرها ويغمض عيناه ويشتم عبيره،
تمالك حاله لأبعد الحدود ولم يفق على حاله إلا وهي تحدثه بعدما ذهبت لتختها: تصبح على خير يا ياسين.

تنهد بإشتياق وتحدث بلهفة: وإنتي من أهله يا مليكه.
واتجه هو الأخر إلى تخته بعدما أغلق الضوء
تسطح على ظهره شبك يداه ووضعها تحت رأسه ناظرا للسقف مبتسما، كان من المفترض أن يغفي إثنتيهم، ولكن هيهات ومن منهما سيأته النوم؟
فكل منهما سارح بملكوته
هو الذي تمرد عليه قلبه وأبت عيناه النوم بحضرتها
وهي الأخري أصبحت بحيرة أهي أصبحت تكرهه؟
أم ترتاح إليه وللحديث معه مثلما حدث منذ قليل،.

تنهدت براحه وابتسمت وهي تسترجع حديثها معه.
أما هو ففي عالمه الخاص فا الليله هي أجمل لياليه
فاأخيرا نجح في دخول قصر أميرته الصعبة المنال
لكنه لن يستسلم حتى يسحبها و يدخلها عالمه الخاص عالم ياسين المغربي، لتكون أميرة قلبه العاشق
سيدخلها لعالم عشقه المميز لتكون إمرأته الوحيده مدللة قلبه مليكته ومالكة جوارحه سيستغني بها عن جميع نساء العالم.

نعم إنه ياسين المغربي رجل المخابرات الأول، متعدد العلاقات سابقا، لكنه تاب على أيديها، فمنذ أن عشقها قلبه رغما عن إرادته قبل عشرة أعواما من الأن، وقد ترك كل ما كان عليه لأجلها، فما كانت أكثر من زيجاته العرفية فقد كان يتزوج عرفيا بامرأه جديده شهريا على الأقل، فياسين كان شغوف محبا للنساء ويعشق ويقدر الجمال على حسب تفكيرة الخاطئ، حتي رأها ذلك اليوم الموعود داخل مصعد جهاز المخابرات حيث طلت عليه وأنارت كشمس أضائت بنورها ضلمة حياته، عشقها من نظرتها الأولي، وتغيرت نظرته للعشق والحياة بأكملها،.

حتي وإن لم تكن نصيبه لكن قلبه الذي نبض بعشقها لم يتوقف يوما عن تلك النبضات التي أصبحت رابطا شرعيا بينه وبين الحياه
وأصبح كل ما يتمني هو رؤية معشوقته وهي سعيده أمام عيناه وفقط.

غفت هي بعد صراع عميق مع النفس، أما هو فقد وقع في دوامة النوم بعد تعب جسده وإنهاك روحه ولم يغفي إلا ساعة واحدة فقط، فقد إستيقظ فزعا على صوت منبه الإيقاظ الذي تملك منه سريعا وأوقفه حتى لا يزعج مليكته، نظر لها ووجد صدره يعلو ويهبط بشده من فرط سعادته،.

وقف سريعا وذهب حتى وقف أمامها يراقب ملامحها الهادئة وهي تغفو بنوم عميق، أحقا مليكتي أنتي بجواري أمام ناظري، . أحقا أفقت من نومي على وجهك المنير، ياالله قلبي سيتوقف فرحا فلتساعدني أرجوك
تنهد بإشتياق، ود لو أن له الحق ليتمدد جوارها ويدلفها داخل أحضانه، وليفرد شعرها الحريري على كتفه وتغفو بسلام على ذراعه.

وجدها تتملل في فراشها بحركه أكملت على باقي حصونه وأهلكتها بالكامل، أسرع من أمامها ودلف للمرحاض قبل أن تفتح عيناها وتراه لكنها لم تفتح عيناها فقد كانت مستسلمة للنوم وغافية بسلام.

إرتدي ملابسه في غرفة الملابس وذهب لها وهو يتحرك على أطراف أصابعه خوفا من أن يقلقها بنومها، ألقي نظرة عليها وجدها قد أعطته ظهرها وشعرها منسابا على وسادتها بمظهر يشد البصر، وقف بجانبها وأمال بأنفه على شعرها ليشتم عبيره، أغمض عيناه وبدأ بأخذ نفسا عميقا ليدخله داخل قفصه الصدري ليحتفظ به داخل رئته أطول مدة ممكنه.

إبتلع لعابه وبدأت دقات قلبه تتسارع حتى أنه خرج مسرعا خوفا من أن يضعف وتنهار قواه أمام سحر حوريته النائمة
خرج وأغلق الباب بهدوء وتنهد بارتياب ونزل للأسفل وجد أباه وطارق يتناولون فطارهم بجانب ثريا
جلس معهم تحت أنظار عز المتفحصة لعلامات السعادة الناطقة بوجه فلذة قلبه.

في تمام الساعة الحادية عشر ظهرا
أفاقت مليكه من نومها، تذكرت ليلتها الأولي معه إبتسمت ووضعت يدها على صدرها وتنهدت ثم تحركت إلى المرحاض توضأت وصلت فرضها.
نزلت إلى الأسفل وجدت ثريا ويسرا ينتظراها في الحديقة ككل يوم ليتناولن فطورهن سويا وبالفعل بدأن بتناول الطعام، وبعد مده وقفت يسرا وتحركت بعيدا لترد على إتصال نرمين
تحدثت ثريا ناظرة إلى مليكه بتساؤل: نمتي كويس؟
نظرت لها وهزت رأسها نافيه.

أكملت ثريا: معلش يا مليكه إتحملي شويه بكره تتعودي على وجوده في الأوضه وتقدري تنامي.
ثم أكملت بتساؤل: ياسين حاول يضايقك إمبارح؟
تحدثت بنفي سريع: خالص يا ماما بالعكس كان لطيف جدا وكمان إعتذرلي عن اليوم إياه ووعدني إنه مش هيكررها تاني.
تحدثت ثريا بإبتسامة رضا: ياسين إنسان محترم وعلشان كده أنا مش عاوزاكي تخسريه يا مليكه.
ضيقت عيناها وتسائلت باستفهام: تقصدي ايه بكلامك ده يا ماما؟

أجابتها ثريا بتوضيح: أقصد بلاش تعندي معاه وتخسريه ياسين سند لولادك وحمايه ليهم من غدر الزمن وغدر البشر، خديه في صفك ياسين محترم ومتربي كويس بس أكتر شيئ بيكرهه في حياته كلها إن حد يعانده ومايسمعش كلامه.
تحدثت مليكه باستفهام: مش فاهمه حضرتك بتطلبي مني ايه بالظبط ياريت يا ماما توضحي كلامك أكتر علشان أقدر أفهمك.

أجابتها ثريا بثقه: أقصد إنك تتجنبي كل إللي بيضايقه يعني بيضايق من خروجك من غير إذنه إستأذنيه، وطالما بيضايق من كلمة جوازنا رسمي وإنت مش جوزي، يبقي بلاش تقوليهم أنا شايفه إنك تقدري تكسبيه في صفك بسهوله جدا.
نظرت لها بذهول وتحدثت: ماما هو حضرتك عاوزاني أكون زوجه فعليه لياسين؟
تحدثت ثريا بنفي سريع: لا طبعا يا بنتي أنا مقصدتش كده خالص، ثم فاقت على حالها وتحدثت: ده شيئ يرجعلك لوحدك.

ومادام إنتي مش حابه ده ولا عاوزاه أنا عمري ما أقدر أجبرك عليه، أنا كل إللي أقصده هي المعامله
صدقيني الكلمه ساعات بتريح وبيكون لها مفعول السحر، وكتير بتكون أقوي من الفعل نفسه شغلي ذكاء الست اللي جواكي يا مليكه وإنتي ترتاحي.
قطع حديثهما مجيئ يسرا وجلوسها
نظرت لها ثريا: كانت عاوزاكي في ايه نرمين على الصبح كده؟
أجابتها يسرا وهي تلتقط كأس العصير لتتناوله: مفيش يا ماما كانت بتطمن علينا وعلى الأولاد.

إبتسمت ثريا وتحدثت برضا: ربنا يبارك فيكم يا حبيبتي أيوه كده عاوزاكم ترجعوا مع بعض زي الأول وأحسن.
دلف طارق من البوابه الخارجيه متجها إليهم بابتسامة سعيدة على صغريه
تحدث طارق بابتسامة: صباح الخير على أحلا موزز في عيلة المغربي كلها.
إبتسمن، وتحدثت ثريا بدعابة: صباح النور على أكبر بكاش في عيلة المغربي كلها
وأشارت له بيدها إقعد يا حبيبي.

ضحك الجميع وأكمل طارق بدعابةوهو يجلس: كده بردوا يا عمتي هو إللي بيقول الحق في العيله دي يبقي بكاش؟
تحدثت يسرا باهتمام أخوي: أجهزلك فطار يا طارق؟
طارق: لا يا حبيبتي تسلميلي أنا جاي أخد مليكه وأمشي علطول.
ثم وجه بصره إلى مليكه وتحدث ب عملية: محتاجك معايا في الشهر العقاري فيه أوراق مهمة ولازم تتمضي النهاردة.
تحدثت ثريا موجهة حديثها إلى مليكه: قومي يا حبيبتي إجهزي علشان ما تأخريش طارق.

أجابتها مليكه بطاعه: حاضر يا ماما بعد إذنك يا طارق.
أجابها طارق: إتفضلي يا مليكه بس إستعجلي علشان نلحق وقتنا.
وقفت مليكه ويسرا تابعتها للداخل.
أما طارق الجالس ينظر بخجل لزوجة عمه وأخيرا تشجع قائلا: عمتي حقك عليا، أنا عارف إنك زعلانه مني و بجد أنا مكسوف منك أوي، جيجي حكتلي على إللي ال ماما وليالي قالوه لحضرتك عن موضوع مليكه، وبجد أنا إتضايقت من نفسي جدا لانهم إستغلوا الموضوع بشكل غلط.

تنهدت ثريا بضيق ظهر على وجهها ونظرت له قائلة بعتاب: وأنا مش هكدب عليك يا طارق وأجاملك وأقولك إني مزعلتش منك لا زعلت، وزعلت أوي كمان، ونظرت له وتحدثت: عارف ليه زعلت يا طارق؟

علشان إنت إبني اللي ربيته معايا هنا من صغرك إنت ورائف وإنتوا مع بعض مذاكره وأكل وتمارين، ده حتى النوم ماكنتش بترضي تنام في بيتكم وتيجي تنام مع رائف في أوضته، عمرك ما خرجت سر بيتي وحكيته لمامتك ولا باباك تيجي دلوقتي بعد ما كبرت ورائف راح وأنا إعتبرتك إنت وياسين عوض ليا عنه وإنت اللي تخرج أسرار بيتي!
هزت رأسها بأسي وأكملت: محبتهاش منك أبدا يا طارق.

تحمحم بخجل وتحدث: أنا أسف يا عمتي، بس والله العظيم ماكان قصدي أبدا أخرج أسرار بيتك، أنا كل اللي كنت أقصده وقتها إني أهدي ليالي من ناحية ياسين وخصوصا بعد ما شوفت حالتها أد ايه كانت صعبه علشان ياسين ما احترمهاش وسابها وجه على هنا ورا مليكه، كنت بفهمها الوضع مش أكتر.

تحدثت ثريا بهدوء: مش على حساب مليكه وكرامتها يا طارق، ياريت يا ابني إللي حصل ده ما يتكررش تاني علشان تفضل محتفظ بمكانتك الكبيرة في قلبي.
أجابها طارق بندم وخجل: كرامة مليكه على راسي يا عمتي وحقك عليا ووعد مني عمري ما هزعلك مني تاني أبدا، ووقف بجانبها وقبل رأسها باحترام واعتذار قابلته ثريا بترحاب وقلب أم.

كان يمشي بخطي واثقة كالملك داخل الممر المؤدي إلى مكتبه بعد خروجه من مكتب رئيس الجهاز، تقابل بأحد رجاله ويدعي عمر الذي تحدث بإحترام: ياسين باااشا صباح الفل.
أجابه ياسين ومازال يمشي بثقة وتفاخر: صباح الخير يا عمر.
تحدث عمر باحترام وسعادة وهو يحاول اللحاق به: جبتلك الخبر اليقين اللي هتشكرني عليه يا باشا.
ياسين وهو يهرول في مشيته بخطي ثابتة: إنجز يا عمر هات اللي عندك وبطل رغي.

دلفا لداخل المكتب إتجه ياسين لمكتبه خلع عنه سترته وعلقها وجلس بكل ثقة وليونة وأشار بيده للواقف محني الرأس باحترام
وتحدث: إقعد يا عمر وقولي إنك لاقيتلي إبن ال إللي بندور عليه
أجابه عمر بوجه سعيد: حصل يا باشا وده الدوسيه اللي فيه كل المعلومات عنه صحيح هو تعبنا شويه على ما وصلناله علشان كان واخد إحتياطاته بس على مين ده إحنا رجالة ياسين المغربي
ولو كان مستخبي في حضن إبليس نفسه بردوا كنا هنجيبه.

أخذ ياسين الملف وبدأ بقراءة ما يحتويه بإهتمام،
وأكمل عمر: بسلامته يبقي المهندس وائل عمران المسؤل عن الإلكترونيات في الشركه، متخصص في تركيب الكاميرات والمسؤل عن دورات صيانتها الشهريه ومن حوالي سنة كده وبالتحديد من بعد وفاة رائف باشا بكام يوم
بدأ يتقرب جدا من سهي سكرتيرة الباشا الله يرحمه وعلاقتهم إتطورت بسرعة رهيبة،.

وأكمل ساخرا: برغم إنه متجوز القذر واضح يا باشا إنه كان واخد البت سلم علشان يوصل عن طريقها للمعلومات اللي إستخدمها وده طبعا بعد طارق باشا ما عينها مديرة مكتبه بعد وفاة رائف باشا.
نظر له ياسين باستفهام: والبت ايه نظامها معاه؟
أجاب عمر بإيجاب: البت زي الطربش يا باشا خد منها كل المعلومات وختمها على قفاها زي الهبله بس مالهاش دعوه بحاجة ولا تعرف أي حاجة عن الموضوع أصلا.

إبتسم ياسين وتحدث ساخرا: يبقي لازم تتعاقب بتهمة الغباء يا عمر لازم نقرص ودنها علشان تبقي تاخد بالها بعد كده.
ضحك عمر وتحدث بإيجاب: اللي تؤمر بيه سعادتك.
ألقي ياسين الدوسيه بإهمال ونظر بشر إلى عمر قائلا: تاخد الرجاله وتجرلي إبن ال ده من قفاه وتجبهولي على المكان اللي بنستقبل فيه الناس العزيزة أوي على قلبنا.

عاوزين ندلعه على الاخر، عاوز إستقبال يليق بواحد طير النوم من عيني أربع أيام بحالهم، مفهوم يا عمر؟
وقف عمر ونظر له بابتسامه وأجاب بتسلي: أوامر سعادتك يا باشا إعتبره حصل ده أحنا هنروقه وهنوريه اللي عمره ما فكر ولا تخيل إنه يكون موجود في الحياه أساسا.
إبتسم ياسين ساخرا وقال: عاوز أشوف الهمة يا رجالة.
خرج عمر بعد إلقاء التحية الرسمية على ياسين الجالس ببرود.

بعد خروجه أسند ياسين ظهره على المقعد ووضع يده على ذقنه وأخذ يحرك المقعد يمينا ويسارا بتسلي وبدأ باسترجاع ليلته الماضية المميزة، ليلته الأولي في غرفة مليكته، تنهد بسعادة وحدث حاله: ما أجمل طعم عشقك مليكتي، عشقك ذو مذاق خاص صغيرتي، عشق بطعم الحياة
فمرحبا بكي داخل عالمي، عالم عشق ياسين المغربي
#إنتهي البارت
هل سيوفي ياسين بوعده ل يسرا ويكتفي بالحصول على الفيديو واسترجاعه لها؟
أم أن للفضول رأي أخر؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة