قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثامن عشر

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثامن عشر

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثامن عشر

كان مبتسما شاردا في ليلته الماضية أخرجه من شروده جرس هاتفه معلنا عن وصول مكالمة أمسك هاتفه بإهمال لينظر بشاشته وإذ به ينتفض فرحا واقفا كطفل صغير أتاه الخبر اليقين،
أخذت دقات قلبه تتسارع بسعاده حين رأي إسمها يزين شاشة هاتفه لم يعد مستوعبا أحقا مليكتي تريدني؟
أجاب على الفور بسعادة محاولا تماسك حاله: مليكة هانم عثمان بتتصل بيا بنفسها لا أنا أكيد بحلم.

أطلقت ضحكة أنثوية فتح فاهه ببلاهة حين إستمعها وخرج قلبه من مكانه
حين أكملت هي بدعابة: علشان بس تعرف أنا أد ايه متواضعة.
أجابها بصوت هائم: إنتي كل حاجة حلوة يا مليكة
تحمحمت هي بخجل وتحدثت بصوت خجول ناعم قائلة: ياسين، كنت عاوزه أقول لك إن طارق عاوزني أروح معاه الشهر العقاري
علشان فيه أوراق خاصه بالشركة لازم تتمضي، فبعد إذنك ممكن أروح؟

طاااار قلبه من رقتها وحديثها العذب، كل هذا من مجرد إستئذان، فماذا لو حدثته عن العشق؟
الويل لك ياسين، سيهلكك عشقها حتما لا محال يا فتي
أجابها محاولا إخراج صوته حتى لا يظهر أمامها بتلك الحالة: أكيد موافق يا مليكة، بس ماتتحركيش من عندك أنا هاجي أخدك أوصلك وأرجعك تاني.
أجابته بعملية: مش هينفع يا ياسين طارق تحت مستنيني كمان الساعه عدت 12 يعني الشهر العقاري قرب يقفل.

ضحك ساخرا على سذاجتها وتحدث: شهر عقاري ايه ده إللي يقفل يا بنتي إنتي لو عاوزاني أنقل لك الهيئه كلها في الجنينة عندك حالا هعملها.
إبتسمت وتحدثت بدعابة: طب يا سيدي عرفنا أد ايه سيادتك حد جامد أوي ومهم في البلد دي، ممكن بقي تسيبني أنزل علشان طارق زمانه قاعد مش طايق نفسه ولا طايقني.
أجابها بموافقة: تمام إنزلي وخلي بالك من نفسك وأول ما توصلي إتصلي بيا طمنيني.

إبتسمت بسعاده على إهتمامه بها وتحدثت برقة: حاضر، باي باي يا ياسين.
أغلقت أما هو مازال ممسك بهاتفه ينظر بشاشته بسعادة عارمة
ذهبت مع طارق وبعد ساعة قضتها داخل الشهر العقاري كانت تخرج مع طارق من الهيئة لتستقل معه سيارته، وجدت أمامها ياسين يقف بجانب سيارة طارق بإنتظارهم
ضيق طارق عيناه بإستغراب وتحدث: ياسين، إيه اللي جابك هنا؟
أجابه وهو ناظر لتلك الحورية: جيت علشان أخد مليكة.

كانت تنظر له بإبتسامة ساحرة وتشكره بعيناها على إهتمامه الواضح بها
أجابه طارق: طب وليه تعبت نفسك ما أنا كنت هوصلها للبيت وأرجع الشركه تاني.
إبتسم ياسين له بسماجة قائلا: متشكرين يا سيدي مستغنيين عن خدماتك الجليلة، إتفضل يلا على شغلك علشان ماتتأخرش.
ضحك طارق وتحدث: ياباااي عليك، المهم يا مليكة كده محتاجك بكره معايا في المكتب هتمضي شوية أوراق وكده يبقي كله تمام، إتفقنا؟

كادت مليكة أن تتحدث ولكن أوقفها ذلك المتداخل قائلا: مليكة لا رايحة ولا جاية، وبالنسبة للورق اللي عايز يتمضي إبقي هاته معاك وانت جاي علشان تمضيه، ولم يعطي فرصة لأحد ليتحدث
فتح باب سيارته وأشار لها لتدلف وبالفعل جلست على المقعد المجاور له وأغلق هو الباب.
أمسكه طارق من كتفه قبل أن يذهب وتحدث بإستفهام: هي إيه الحكاية بالظبط! ما تفهمني يا كبير.

إرتدي ياسين نظارته الشمسية وتحدث بلا مبالاة: روح يا حبيبي شوف شغلك وماتدخلش في إللي ملكش فيه.
غمز له طارق بعينه قائلا بدعابة: هي بقت كده، الله يسهله يا باشا.
صعد بجانبها وبدأ بتحريك مقود السيارة
وتحدثت هي بحزن: ليه ماخلتنيش أروح الشركة مع طارق، أنا زهقانة وكان نفسي أروح أغير روتين حياتي ولو حتى بمشوار شغل زي ده.
نظر لها بإستغراب: وإنتي علشان زهقانة تروحي الشركة؟

وأكمل بغمزه من عينه قائلا بمرح: طب ايه رأيك أعوضها لك بكره ونخرج نتعشي مع بعض ونروح سينما؟
أجابته سريعا بنفي: لاء مش حابه أخرج، ثم نظرت له تحاول إصلاح ما حدث قائلة: قصدي مش هينفع أسيب مروان وأنس لوحدهم.
تحدث بجدية وهو ناظر أمامه ويبدو على وجهه التشنج: أوك براحتك.
ساد صمت تام بينهما لمدة.

هو غاضب حزين من رفضها الدائم لجميع محاولاته للتقرب منها، وهي أيضا حزينة لأجله ولكن مابيدها لتفعله هي حقا تريد الخروج معه والإستمتاع بحياتها الغائبة منذ الكثير لكنها تخشي نظرات وهمزات الجميع عليها
هي حقا ذات قلب حائر
قطعت هي الصمت قائلة في محاولة لإرضائه: ياسين أنا نفسي أكل ملفيه أوي، هو إنت ممكن توديني Café كويس أكل فيه قطعه مع فنجان قهوة؟

نظر لها بشغف وإبتلع لعابه من شدة تأثره بتلك المحاولة وأجابها بسعاده بالغة: إنتي تؤمريني يا مليكة حالا ايه رأيك في بيعمل الملفيه حلو أوي؟
أجابته بعيون سعيدة لسعادته: تمام حلو أوي فعلا.
وصلا للمكان، صف سيارته ونزل منها سريعا وفتح لها باب السيارة ومد لها يده.

نظرت لأعلي داخل عيناه رأت بهما سعادة وعشق هي تعرفه من قبل نعم، مدت له يدها بإبتسامة أذابت بها قلبه، أخرجها من السيارة وأمسك كف يدها واحتضنه بإهتمام واتجه بها للداخل، كان يتحرك بجانبها محتضنا يدها بتملك يشعر وكأنه ملك وهي تاجه.

سحب لها المقعد بإحترام وأجلسها وذهب وجلس مقابلها، جاء النادل وطلبت هي ما تريد وطلب هو قهوته المعتاده، وبعد مده جاء النادل وأنزل ما بيده وذهب، أمسكت شوكة الطعام والسكين وأخذت بتقطيعه وبدأت بتذوق الحلوي وأغمضت عيناها وهي تتذوقها بتلذذ واستمتاع،
كان ينظر لها وقد ذاب قلبه وانتهي، كم أنت مسكين أيها الياسين
تحدث إليها بعيون سعيدة: للدرجه دي طعمها حلو؟

فتحت عيناها وهي تبلل شفتاها بلسانها باستمتاع وأجابته: أوي، طعمها حلو أوي.
إبتسم لها قائلا: بألف هنا.
إبتسمت له وأكملت: ميرسي
تحدث وهو يبتلع لعابه من حالتها المهلكة لقلبه المسكين وهي تبلل شفتاها قائلا وهو يشار لها على صحنها: هو أنا ممكن أدوق؟
نظرت له بفرحة وابتسمت وهزت رأسها بإيماء قائلة: أكيد بس هتاكل بنفس الشوكة ولا أطلب منهم يجيبوا شوكة نضيفة؟

نظر لها بعيون هائمة وتحدث بغرام: أنا عاوز أدوقها بالشوكة بتاعتك إنتي يا مليكه
خجلت من حديثه ولكنها تلاشته على الفور، وقطعت له قطعة ومدت يدها لتعطيها له لكنه فاجأها وأمسك كفها الرقيق بكف يده بإحتواء وتملك ونظر داخل عيناها بعيون ملتهبة عشقا، والغريب أنها لم تبادر بإنسحاب عيناها مثل سابق وكأن مغنطيسا جذبها لعيناه.
نظرت له بقلب يخفق بشدة من ما؟ هي لا تدري!

إبتلعت لعابها من شدة توترها وهي تنظر له وهو يضع الشوكة داخل فمه ويتلمسها بشفتاه باستمتاع وتلذذ وكأنه يريد أن يصل لها رسالة أنه يريدها، يريد لمسة شفاها المهلكة، يريد راحته بين أحضانها
نسيا العالم من حولهما وكأن المكان قد خلا إلا منهما ضلا على وضعهما هذا حتى أخرجهما رنين هاتفها، إرتعبت وشدت يدها بإرتباك كادت أن توقع كل ما هو فوق المنضدة.

أشفق على حالتها وبدأ بتهدأتها: إهدي يا مليكة، مالك إتوترتي كده ليه؟
نظرت لشاشة هاتفها ثم حولت بصرها له برعب وتحدثت: دي ماما ثريا.
حدثها مهدئا: طب إهدي وردي عليها شوفيها عاوزه ايه.
ضغطت على زر الإجابة وأجابت بتلعثم: أيوه يا ماما.
ثم نظرت له بعيون حائرة وأكملت: أنا مع ياسين أصله جالنا على المصلحة وطارق مشي على الشركة علشان كان متأخر وياسين عزمني على قهوة بنشربها وهنيجي علطول،.

ثم أكملت: حاضر يا حبيبتي باي باي.
نظرت عليه وجدته يحتسي قهوته وهو ينظر جانبا للخارج و يبدو عليه الغضب التام.
حدثته بترقب: مالك يا ياسين؟
أجابها بضيق وبرود وهو مازال ينظر على منظر البحر المجاور له: مفيش.
حزنت من طريقة رده عليها ونظرت ليديها وهي تفرقهما بتوتر ولمعت دمعة ألم بعيونها ولكنها تنفست الصعداء ومنعتها من النزول.

ساد الصمت نظر لها ولام حاله على ما أوصلها له فتحدث بهدوء: مليكة أنا جوزك يعني مش لازم ترتبكي وتخجلي وإنتي بتتكلمي عني أو عن إنك معايا، بالعكس خروجنا مع بعض ده طبيعي جدا إللي مش طبيعي هو خوفك وقلقك الدايم طول ما أنتي معايا، ثم حدثها بتساؤل: ممكن أعرف ليه كنتي بتتكلمي مع عمتي بخجل وإحراج كده؟
زي ما تكوني بنت في ثانوي مامتها ظبطتها هربانة من المدرسة وخارجة مع صديقها.

إبتلعت لعابها وتحدثت بتفسير: مش عاوزه حد يتكلم عليا يا ياسين، طول عمري بخاف من كلام الناس وبعمل حسابهم في كل تصرفاتي وبحط في إعتباري ردة فعلهم على أفعالي.
تحدث بحدة: طظ في كل الناس مش مطلوب منك تعملي حساب لحد ولا في إنهم إزاي هيفكروا ويفسروا تصرفاتك،.

ثم أكمل بحنان وصوت هادئ وعيون مترجية: مليكة أنا جوزك، أنا حابب تقربي مني وتفتحيلي قلبك وتحكيلي على إللي فيه، عاوزك تشاركيني تفاصيلك وتدخليني حياتك، وأكمل بإيضاح: ومش معني كده إني بطلب منك تكونيلي زوجة بالمعني المتعارف عليه يعني أقصد المعاشره وكده،
خجلت وأخذ صدرها يعلو ويهبط وسحبت عيناها عنه.

وأكمل هو بتفهم: أنا قصدي تفتحيلي قلبك يا مليكة نفسي تكوني قريبة مني وتحكيلي على أي حاجه مضيقاكي تعباكي مش حباها في حياتك، عاوز أساعدك على أني أخلي حياتك مريحة أكتر.
نظرت له وشعرت براحة من حديثه وابتسمت بشكر قائلة: متشكره أوي يا ياسين متعرفش أد أيه كلامك ده ريحني، وصدقني هحاول أعمل كده فعلا لأني حقيقي محتاجة صداقتك جدا ونفسي نرجع مع بعض زي الأول من غير مناوشات وخناق كل شويه.

إبتسم لها ومد يده لها بمداعبة قائلا: طب يلا نتفق إننا مش هنتخانق مع بعض تاني.
إبتسمت ومدت يدها
وأنا موافقة، ثم سحبت يدها قائلة: يلا بقا علشان إتأخرنا، ماما بتقولي أنس بيسأل عليا.

وافقها على الفور ونظر للنادل وطلب منه الشيك ثم ذهبا معا بطريقهما للعودة، كان كل منهما سعيد بداخله لتلك البداية الجميلة، وصلا للمنزل وأنزلها ثم إبتسم لها قائلا: هريحك مني النهاردة تقدري تنامي براحتك من غير توتر زي إللي حصل إمبارح.
إبتسمت بإحراج قائلة: ومين إللي قالك إني كنت متوتره؟
أجابها بدعابة: السرير المسكين اللي تعبتيه من كتر ما تقلبتي عليه من شدة توترك.

ضحكت بصوت أنثوي رقيق ثم تحدثت بمرح: طب ممكن بقا تقولي على جدول مواعيدك علشان أبقي أنام قبلها بيوم.
ضحك وأجابها بدعابة وتسلي: والله أنا راجل عادل وأحب أعدل بين مرتاتي يعني يوم عندك ويوم عندها ما أحبش الظلم أنا.
كل هذه الضحكات والهمسات كانت تحدث تحت أعين المستشاطة غضبا الواقفة في شرفتها تراقب الوضع وتقيمه، ظل واقفا حتى دلفت من باب الفيلا الداخلي ثم تحرك على منزله.

صعد لغرفته وبمجرد دخوله وجدها تقف تربع يديها على صدرها وتهز ساقيها بتوتر ويظهر على وجهها علامات الغضب التام
تحدثت بغضب عارم: ممكن البيه يفسر لي ايه إللي أنا شفته من شويه ده؟
كان يفك رابطة عنقه بعدما خلع عنه سترته ولم يعيرها إهتمام
صرخت به بجنون: ياسييييين أنا بكلمك رد عليااااااا.
ذهب إليها وأمسكها من ذراعها بغضب هادرا بها: صوتك ده ما يعلاش طول ماانتي قدامي، فااااااهمه.

ثم تركها بغضب وأولاها ظهره، ذهبت خلفه وأمسكته بتملك: حرام عليك يا ياسين إنت ليه بتعمل فيا كده؟
هو أنا علشان بحبك تقوم تذلني بالشكل ده.
لف جسده لها وتحدث بإستغراب: بتحبيني! إنتي عمرك ما حبتيني يا ليالي إنتي أكتر واحده أنانية ومتسلقة شوفتها في حياتي، إنتي جبارة ولو لاقيتي فرصتك هتدوسي على كل إللي حواليكي من غير رحمة!

نظرت له بصدمة وهي تستمع له وأجابته بإستغراب: أنا! أنا كل ده يا ياسين، للدرجة دي شايفني شريره؟
كل ده ليه؟ علشان بحبك وبغير عليك، علشان بسألك كنت واقف مع الزفتة دي بتتكلموا في ايه؟
قبض ياسين على يده وأغمض عيناه يحاول تهدئة حاله كي لا يفرغ شحنة غضبه بها
وأكمل وهو يجز على أسنانه: أولا إسمها مليكة ياريت ترتقي شويه،
ثانيا بقي يا هانم إنتي مكنتيش بتسأليني إنتي كنتي بتستجوبيني لا ومن جبروتك بتصرخي عليا،.

وأكمل بكبرياء وتعالي: إنتي متخيلة نفسك بتعملي ايه؟ إنتي بتصرخي وبتستجوبي ياسين المغربي! إنتي فاهمة يا ماما إنتي عملتي ايه؟
إحمدي ربنا إنك أم أولادي وبنت خالي،
بس أم أولادك وبنت خالك وبس يا ياسين قالتها بإنكسار ودموع.
نفخ بضيق وهو ينظر بالسقف وتحدث: ليالي أرجوكي أنا راجع من شغلي تعبان وعاوز أنزل أتغدي وأجي أنام شويه، ممكن تأجلي واصلة النكد دي ل بالليل أكون نمت وفوقتلك كده وابقي ساعتها نكدي براحتك.

ذهبت إليه وتحدثت بحزن ودلال: هو أنت علشان عارف إني بحبك وما أقدرش أستغني عنك تعمل فيا كده؟
نظر لها بتسلي وتساؤل: إنتي عاوزه ايه بالظبط يا ليالي؟
أجابته وهي تغمض عيناها بعشق وترمي نفسها داخل أحضانه: عاوزاك، عاوزاك يا ياسين.

إستجاب لها ياسين وأخذها بين أحضانه وعاشا بعالمهما، فهي بالأخير زوجته ولها عليه حقوق شرعيه واجبه، أما ليالي فقد نالت ما خططت له مع منال فالأن هي كسرت حاجز البعد والعقاب حتى لا تعطيه الفرصه للتفكير للتقرب من مليكة.

في المساء
ذهب ياسين للموقع المتواجد به رجاله مع ذلك المغفل تعيس الحظ الذي خيل له غباؤه أنه سيدخل عش الدبابير ويأخذ منه ما يريد ويخرج بسلام، لكن سوء حظه أوقعه بيد من لا يرحم
دلف ياسين للداخل بهيبته المعهوده أدي له رجاله التحية بإحترام
أخرج هاتفه مناولا إياه لعمر وتحدث: إنسخلي الفيديو هنا ياعمر وبعدها أتخلص من كل الأجهزة إللي عليها الفيديو مش عايز يبقاله أثر، فاهم يا عمر؟

أجابه بإحترام: أوامر معاليك يا باشا.
ثم نظر وابتسم ساخرا على ذلك المقيد بإحكام فوق المقعد ومعصوب العينان ويبدو على وجهه أثار الضرب المبرح
تحدث ياسين بنبرة صوت ساخرة موجها حديثه لرجاله: تؤ تؤ تؤ، ايه الهمجيه إللي إنتوا فيها دي يا رجالة ده الراجل وشه إتشوه خااالص، أنا علمتكم كده بردو؟
كان المدعو وائل يحرك رأسه بفزع عندما إستمع لصوت ياسين.

فتحدث بقوه محاولا إخفاء ما بداخله من رعب: أنا هوديكم في ستين داهية، إنتوا فاكرين البلد ايه سايبة مفيهاش قانون؟
نظر ياسين لرجاله وإذ بهم يطلقون الضحكات الساخرة بصوت عالي
حتي صرخ وائل بهستيرية قائلا: إنتوا مين وعاوزين مني اييييييه؟

سحب ياسين مقعدا وجلس به أمامه وقرب وجهه من وائل وتحدث بفحيح مخيف: أنا عملك الإسود في الدنيا دي يا روح أمك، ثم سند ظهره متكئا على ظهر المقعد ووضع ساق فوق الأخرى وتحدث بنبرة صوت ساخرة: يظهر كده إنك كنت مزعل الست الوالدة الله يرحمها جامد فدعت عليك في ليلة مفترجة وربنا إستجاب، أنا بقي أبقي إستجابة دعوه أمك.
أطلق الرجال ضحكاتهم من جديد،.

ثم استكمل ياسين حديثه متهكما: بقي يا ابن ال ما لقيتش غير بنت المغربي إللي تلعب معاها دا أنت وقعة أمك سودا!
هنا تحدث وائل بصوت عالي واثق: أاااااه، طب مش تقولوا كده من الأول إنتوا بقي اللي الهانم بنت العز بعتاكم طب بلغ الهانم إللي مشغلاك إنها طلعت غبية أوي.

وأكمل بوعيد: وبلغها كمان إن أنا عامل إحتيطاتي ومأمن نفسي كويس ومدي نسخة تانية لحد موثوق فيه ومبلغه إن لو جرالي أي حاجه أو اختفيت تحت أي ظروف هو هيتصرف وهيبعت الفيديو لباقي عيلتها وهفضحها في كل مكان.
تحدث ياسين ببرود: قصدك المسكين رأفت أخوك اللي ورطته معاك، لا ما تقلقش إحنا دخلنا خدنا أمانتنا من عنده بكل هدوء وإحترام وبصراحة الراجل طلع متعاون إلى أبعد الحدود علشان كده سبناه في حاله من غير أذية،.

وأكمل ببرود: إحنا كده إللي يحترم نفسه معانا ويريحنا نريحه على الاخر، أما بقا اللي يقل أدبه،
لم يدعه يكمل وتحدث مترجيا إياه بصياح: حرمت يا باشا أنا أسف وحقك عليا.
أجابه ياسين بسخط: ببساطة كده ياروح أمك ماانت كنت عاملي فيها دكر من شويه وبتهددني كمان، خد عندك الكبيره بقي إحنا جهه أمنيه يا روح أمك وأعتبر نفسك في خبر كان، وحياة أمك ما هتشوف الشمس تاني باقي حياتك.
أجابه بتلعثم: بتهمة ايه يا باشا هتحبسني؟

ياسين: هو أنت كمان لسه ليك عين تسأل!
يلاااا ده إنت إللي زيك ملهوش عندي دية، ومع ذلك هخليني معاك للأخر خد عندك التهم خيانة وسرقة وإرهاب.
صاح وائل بدموع: حرام عليك يا بااااشا أنا معملتش أي حاجه من دول.
أجابه ياسين ببرود مميت: طب ما تيجي نفصصهم مع بعض كده ونشوف، أولا خاين خنت الشركة إللي بتاكل من وراها عيش وإستغليت وظيفتك في شغلك القذر،.

ثانيا حرامي سرقت فيديو خاص بتسجيلات الشركة من ورا علم أصحابها، ثالثا إرهابي بقالك إسبوع راعب مواطنة سالمة وبتهددها وتبتزها وبتستغل خوفها وتطلب منها فلوس، ورفع يداه بإستسلام: أهو كله على إيدك أهو لو أنا اتهمتك بحاجة محصلتش قول واعترض وقولي إنت ظالم ومفتري يا باشا،
ثم حول بصره لرجاله المتواجدين حوله يتفاخرون برئيسهم موجها إليهم الحديث: غلطت أنا في حاجة يا رجالة، بفتري عليه ولا حاجة، لو بفتري قولولي؟

ردوا عليه جميعهم: عداك العيب يا معالي الباااشا.
بكي وائل وتحدث بهلع وخوف: أبوس إيدك يا باشا، إرحمني لوجه الله أنا عندي إبن وعايز أربيه.
هدر به بحده وتحدث: يا ابني إذا كان أبوه نفسه مش متربي يبقي الواد هيتربي إزاي؟
وبعدين مفكرتش فيه ليه قبل ما تعمل عملتك السودا دي، على العموم إبنك أحسنله يتربي بعيد عنك على الأقل مش هيورث غبائك.

صاح وائل بصراخ وتوسل: أبوس إيدك يا باشا تسامحني، حرمت والله العظيم ماهعمل كده تاني خرجني من هنا وقسما بالله همشي زي الألف.
هدر به ياسين: إخرص يلااا، لو عاوز تنفد بعمر إبنك ومراتك قول لو شايل نسخ من الفيديو في أي مكان تاني بدل ورحمة أمك أخليك تشوف إبنك ومراتك وهما مدبوحين قدامك، ده طبعا قبل ما أخلص عليك إنت كمان وأخلص الدنيا من غبائك.

صرخ وائل وتحدث: والله العظيم يا باشا ما فيه أي نسخ تانية هي اللي كانت على فوني واللي على اللابتوب وعند أخويا وكلهم بقوا تحت أدين حضرتك، أرجوك إبني ومراتي ملهمش ذنب، أبوس أيدك إعتقني لوجه الله.
وقف ياسين وتحرك للخارج تحت صراخ وائل المستدام، خرج وخرج عمر خلفه مناديا عليه: باشاااا ماقولتلناش هنعمل ايه في الجثة دي؟

أجابه ياسين بإبتسامه سمجه: سيبه يومين تلاتة هنا لحد ما يتربي وبعدين رجعوه بيته علشان خاطر إبنه، أنا وعدت أخوه إني هأدبه الأول وبعدين أرجعه.
تحدث شاب أخر يدعي علي: طب وبالنسبه لمراته يا باشا مش ممكن تبلغ؟
نظر له ياسين وابتسم بتسلي: إنت لسه جديد ولا ايه يا علي؟
علي العموم كل حاجه معمول حسابها ما تقوله يا عمر علشان سيادة النقيب يتعلم ويستفاد.

نظر عمر إلى صديقه وتحدث: بص يا عم على إحنا عندنا أجهزة بتتقمص الصوت لدرجة إنك لايمكن تشك إن ده مش صوت الشخص الحقيقي أصلا، فأخدنا تليفونه وكلمنا مراته منه وقولنالها إنه سافر في مأمورية مستعجلة للشغل، وأكمل بدعابه: ولانها ست مصرية أصيلة شكت فيه إنه بيخونها ونكدت عليه نكد السنين فالحمدلله ده خدمنا خدمة عمرنا وأكدلنا إنها مش هتتصل بيه تاني.

تحدث على مستفسرا: طب إفرض إنها حبت تكلمه تاني يا باشا هتعملوا ايه؟
أجابه ياسين هذه المره: لو فرضنا إنها نسيت كلمتين ما قالتهمش في الخناقه وحبت تكمل وصلة الردح بتاعتها فا دي بسيطه وبردوا معمول حسابها، فيه شباب مسؤلين عن الفون أول ما ترن هيشغلوا برنامج الصوت ويردوا عليها إنت في جهاز المخابرات يا على يعني لازم تكون عامل حساب كل حرف وأي مستجد في قضيتك.

علي بإستفهام: طب وبالنسبة لأخوه يا باشا سكتوه بسهولة كده إزاي؟
أجابه ياسين: لا أخوه ده طلع أغلب من الغلب، طلع القذر ده هو اللي ضاغط عليه وهو أصلا مش بتاع مشاكل وماشي جنب الحيط فكان من السهل جدا إقناعه بإننا ناخد اللي يخصنا من عنده ووعدناه نرجعله أخوه بس لما يتربي الأول علشان يبطل يتشاقي تاني.
تحدث علي: طب
رمقه ياسين بنظرة حادة وتحدث: لا بقولك ايه إنت كلت دماغي أسئلة وأنا مش فاضيلك،.

ثم نظر إلى عمر: عمر إبقي درب رجالتك وفهمهم يا حبيبي أنا دماغي فيها اللي مكفيها أنا بقيت متجوز إتنين يا باشا يعني محتاج صحتي أكتر من الأول يلا سلام.
إبتسم عمر وتحدث بإحترام: كان الله في العون ياباشا وربنا يقوي معاليك.
تحدث عمر متذكرا: ياسين باشا تليفون حضرتك
نظر له ياسين وابتسم له وأخذ الهاتف وشكره.

إنسحب جانبا وأمسك هاتفه وضغط على تشغيل الفيديو مع كتم الصوت وجد رائف وهو يستقبل نرمين بحفاوة تنهد بألم حين رأي أخاه الغالي، أسرع من خطي الفيديو وأوقفه للمنتصف وجد رائف يقف بوجه نرمين ويظهر على وجهه علامات الغضب وأيضا نرمين كانت تتحدث بغضب عارم،
أغمض عيناه بغضب ولعن حاله على أنه أعطي وعدا ليسرا بألا يعرف ما يحتويه هذا الفيديو، ثم أغلقه بغضب ووضع الهاتف داخل جيب بنطاله.

كان الوقت قد تعدي منتصف الليل إستقل سيارته وقادها حتى وصل للمنزل نظر لشرفتها وجدها تقف بها تنظر للبحر الممتد بعيدا ويظهر على وجهها علامات الإستمتاع والراحة.

صف سيارته بالجراج، ثم ذهب لخارج المنزل ووقف بمقابلها نظرت له براحة وقفا ينظران لبعضهما دون إشارات، تنهد وأخرج هاتفه وبدأ بالإتصال بها، إستمعت لصوت هاتفها وهي تراه يجري مكالمة تيقنت أنه هو إبتسمت له برقة ودلفت إلتقطت هاتفها من فوق الكومود وخرجت للشرفة مرة أخرى،
ثم ردت بدلال وصوت هادئ: أيوه
ضحك وتحدث: صاحيه ليه؟
أجابته بدلال: مش جاي لي نوم والجو حلو أوي، بصراحة صعبان عليا أسيبه وأنام.

تنهد قائلا بدعابة: عقبال ماأصعب عليكي أنا كمان.
خجلت من كلماته وبما يقصده بها
تحدث ليخرجها من خجلها: تحبي تتمشي شويه على البحر؟
أجابته: ياريت لكن مينفعش!
سألها ياسين: وليه مينفعش يا مليكة؟
أجابته مليكة بتبرير: ماما نايمة والولاد كمان، مش لذيذة إني أخرج من غير إذنها.
أجابها والحزن يكسو صوته وملامحه: أنا جوزك يا مليكة على فكرة، يعني لو هتستأذني من حد يبقي الحد ده هو أنا، صمتت وهي تنظر عليه.

تنهد بألم وتحدث: إدخلي نامي الجو برد عليكي.
أجابته بإبتسامه وإيماء: حاضر، ياسين. قالتها برقة ونعومة.
أجابها بقلب ذائب: يا نعم
إبتسمت لمراوغته وتحدثت: تصبح على خير.
وأغلقت الهاتف على الفور ودلفت للداخل وهي تبتسم وتدور حول حالها بفرحة،
أما ذلك المسكين الذي أخذ صدره يعلو ويهبط من الإشتياق.

تحرك وكاد أن يدلف لباب منزله إستمع لرنين هاتفه نظر بشاشته إبتسم ولف رأسه لها مجددا وجدها تقف بشرفتها، فتحدث مداعبا إياها: إيه ده بالسرعة دي لحقت أوحشك؟
إبتسمت وتحدثت: لو مبطلتش كلامك ده هقفل وأدخل أنام.
تحدث مبتسما: لا وعلى إيه، كلي أذان صاغية مليكة هانم.
تسائلت بإبتسامة خجولة: لسه عندك إستعداد تتمشي على البحر؟
طار قلبه من شدة سعادته وتحدث: إنزلي يلا مستنيكي.

أغلقت هاتفها وسريعا إرتدت ثوبا ووضعت فوق كتفيها شالا شتويا ليحميها من الصقيع،
بعد مدة قليلة وجدها تخرج بهدوء من البوابة الرئيسيه تحت أنظار رجل أمن البوابة الذي أحني رأسه كتحية منه لها ولياسين ردوها له بإحترام.
تحركا بإتجاه البحر وما ان إقتربت منه واستمعت لإرتطام المياه بصخورها حتى تهللت أساريرها وأغمضت عيناها وبدأت بالإستنشاق العميق لرائحة اليود التي تعشقها.

نظر لها وتحدث بهدوء مبتسما: غيرتي رأيك ونزلتي ليه؟
تهربت بعيناها عنه بإرتباك واكتفت بإبتسامتها التي أشعلت نيران صدره وحدث حاله: قوليها مليكة، أراها ف نظرة عيناكي، أري بوادر عشقي تقتحم عالمك ينقصكي فقط أن تعلنيها
أفاق على صوتها الحماسي: هو أنت بتتأخر في شغلك دايما كده؟
إبتسم لها وأجاب: لا خالص لما بيكون عندي مأموريات مستعجلة زي النهاردة كده.
سألته بإهتمام: بتحب شغلك يا ياسين؟

جدااااا بحبه فوق ماتتخيلي. جملة نطق بها بحماس.
وأكمل بتفاخر: لذة فظيعة وإنتي كاشفه كل إللي حواليكي وعارفة خباياهم، إحساس إنك ملمه بكل الأشياء وعندك دراية بكل إللي بيحصل حواليكي إحساس بيديكي ثقة ويحسسك بالتميز والقوة.

كانت تنظر له بإستغراب مضيقة العينان وتحدثت بإعتراض: غلط جدا على فكرة، ايه اللذة ف إنك تبقي عارف خبايا إللي حواليك وأسرارهم! ده من كرم ربنا علينا إننا مابنعرفش ايه إللي جوه نفوس إللي حوالينا لينا علشان نفسنا تفضل صافية من ناحيتهم وتسود بينا الرحمة والمحبة.

قهقه عاليا ثم نظر لها وحدثها بطريقة عقلانية: الكلام ده بين البشر العادية يا مليكة، الدول ليها مقاييس تانيه خالص، لازم الدولة تبقي قوية وعين رجالتها ملمة لكل أحداث العالم، لازم دايما متديش الأمان لأي حد مهما كان قريب منك، ولا تدي ضهرك لحد وأنت مطمنه وإلا وقتها هتلاقي الطعنة راشقة ف مقتل.

ونظر لها بإهتمام وأكمل بتأكيد: وعلى فكرة بقي الكلام ده ينطبق كمان على الاشخاص. يابنتي إحنا بقينا ف زمن صعب الأخ بيقتل أخوه والأم بتقتل ولادها، إحنا في زمن كله فتن إلا من رحم ربي نصيحة مني ماتديش الأمان الكامل لحد دايما خلي جواكي حتة ذكاء وحرص من إللي قدامك حتى مع أقرب الناس ليكي إنتي بس إللي هتقدري تحمي نفسك واللي بتحبيهم.

كانت تنظر له بإعجاب من حديثه وأفقه الواسع تحدثت بإبتسامة: كلامك صح على فكرة بس أنا يمكن علشان مبخرجش ولا بتعامل مع العالم الخارجي فمعنديش المشكلة دي، كل إللي حوليا واثقة جدا فيهم، وبعدين دول أهلي أكيد مش هيأذوني.
نطق ياسين بنبرة صوت جادة: حتى الأهل يا مليكة، لازم تخلي بالك منهم كويس وتفهمي تفكير الخبيث منهم علشان وقت الجد تكوني سابقة تفكيرهم بخطوة وتهجمي بدل ماتكوني ف خانة الدفاع.

ضيقت عيناها بإستنكار لحديثه الغير مقنع لها.
ضحك هو وتحدث: مستغربة كلامي ومش متقبلاه مش كده؟
أكمل متحديا إياها: أنا بقا هثبت لك إن نظريتي هي إللي صح وبأمثله ومواقف من حياتنا نفسها.
فاكرة اليوم اللي قعدنا فيه مع العيلة يوم توزيع الميراث، تفتكري القعدة دي أنا مكنتش عامل حسابها قبلها بشهور، وعلى فكرة بقي كنت متوقع كل إللي اتقال ومجهز الرد.

ثم زفر بضيق وتحدث: بعد وفاة رائف بفترة صغيرة وليد ونرمين راحوا البنك كل واحد لوحده طبعا، وسألوا على أرصدة رائف الله يرحمه ورصيدك إنتي وعمتي والولاد.
ثم نظر لها بتأكيد وأكمل: وليد بيه كان بيطمن على الأرصدة ولما إتطمن قرر إنه يتجوزك علشان يستولي على مغارة على بابا إللي رائف ساب بابها مفتوح.

نيجي بقي لنرمين هانم إللي رسمت خطة هي كمان، وخطتها كانت إنها تاخد الوصاية على الولاد وتخلي طارق يجهز لها مكتب هي وجوزها وتستولي بيه على حصتك إنتي والولاد وعمتي ويسرا وترمي لكم إنتوا الفتافيت أخر كل سنة
وأستطرد شارحا: أنا بقا قريت أفكارهم كلهم وكنت مراقب تحركاتهم وأنا قاعد ثابت في مكاني وسبتهم يتحركوا ويخططوا سنة بحالها وقبل التنفيذ قعدت مع طارق والباشا واتفقنا على كل حاجة.

واسترسل: على فكرة حتى بيع حصتها كنت عامل حسابه، علشان كده ضيقنا عليها الدايرة في القاعدة وقفلنا كل الأبواب في وشها لحد ماخلناها هي بنفسها إللي تطلب تبيع حصتها، وبكده خلصنا من وجودها في الشركه وللأبد.
كانت واقفة متسمرة تنظر له ببلاهة وعينان متسعة وفاه شاغرة غير مستوعبة حديثه الصادم لها ولبرائتها
تحدثت بشرود وتيهة: إنت بتقول إيه يا ياسين؟ معقول إللي إنت بتقوله ده يكون صحيح!

ثم أشارت بسبابتها على حالها بشرود: للدرجة دي أنا غبية ومش شايفه إللي حواليا كويس؟
للدرجة دي الناس نفوسها بقت ضعيفه، طب ليه؟
هو وليد ده مش المفروض عمهم والمفروض كمان هو إللي يحافظ ويخاف عليهم وعلى مالهم؟
وأكملت بتيهة: ونرمين معقول تعمل كده! وأنا إللي من غبائي كنت فكراها طالبة الوصاية علشان خايفة على ولاد رائف وعايزه تحميهم.
ثم نظرت له وتحدثت بنبرة صوت حزينة: ياااااه يا ياسين، قد إيه أنا طلعت غبية.

إقترب عليها وأمسك كفيها واحتضنهم برعاية وتحدث بحنان وهو ينظر لعيناها: إنتي مش غبية يا مليكة إنتي نقية وروحك نضيفة في وسط عالم معظم نفوسهم بقت ملوثة ومريضة بالطمع، علشان كده بقولك مش عاوزك تثقي في حد لدرجة الإطمئنان.

وأكمل مطمئنا إياها: على العموم أنا مش عاوزك تخافي وطول ما أنا جنبك مش عاوزك تقلقي من أي حاجة، أنا سندك وحمايتك إنتي والولاد ولازم تتأكدي إن طول ما أنا عايش عمري ماهسمح لأي مخلوق على وش الأرض إنه يقرب منك أو يحاول يأذيكي.
كانت تنظر لعيناه وهي تستشعر بهما الصدق والحب، تذكرت إهتمامه بها وبأطفالها، تذكرت كل مواقفه المساندة لها،.

وبدون مقدمات إقتربت عليه واحتضنته متعلقة برقبته وحاوطته بذراعيها تحت ذهول ذلك الواقف متخشب الجسد متسمر بمكانه وكأن عالمه توقف بهذة اللحظة، كاد أن يلف ذراعيه حول خصرها ويقربها منه، لكن تحطمت أماله وهي تبتعد عنه وتنظر له بعيون خجلة وشاكرة بنفس الوقت
وتحدثت: أنا أسفة يا ياسين، أسفة على كل لحظة جرحتك فيها بكلامي، أسفة إني ظلمتك وإنت إللي كنت طول الوقت خايف عليا وعلى أولادي وواقف جنبنا.

تحمحم لينظف حنجرته عله يستطيع إخراج صوته وبالفعل تحدث: أنا مش بحكي لك الكلام ده علشان تتأسفي أو علشان تخافي وتقلقي يا مليكة، بالعكس انا بحكي لك الكلام ده علشان أقويكي وأخليكي تاخدي بالك من كل إللي حواليكي، فهماني يا مليكة؟
أومأت له رأسها بطاعة وابتسامة شكر.
تحركا من جديد وإذا بها تحتضن حالها وتتأفأف من شدة الصقيع نظر لها وتحدث بحنان: بردانه؟

هزت رأسها بإيجاب وهي تفرق يديها ببعضها علها تدفئها بهذا الإحتكاك، وقف من جديد وأمسك يديها وجدها باردة رفعهما على فمه وبدأ بالزفير بهما علها تشعر بسخونة أنفاسه ويدفئها، ثم خلع عنه معطفه وألبسها إياه بحنان تحت سعادة هائلة تمالكت منها وهي تري إهتمامه وعشقه الذي ينبعث من عيناه
نظر لها بعيون هائمة وتحدث: أحسن؟
إبتسمت له وهزت رأسها بإيجاب وتحدثت بنعومة: الحمدلله.
أكمل هو: طب يلا بينا علشان ماتبرديش تاني.

وافقته وتحركت بجانبه وإذ به يحاوطها بذراعه محتضنا إياها برعاية وهو يتحرك بجانبها، إقشعر بدنها بالكامل ولكن هذه المرة ليس نفورا بل فرحا، تملكت السعادة من قلبها وتحركت معه تحت رعايته مستسلمه لدفئ أحضانه الحانية
فهل ستستسلم مليكة لعشق ياسين وتدع عشقه يتغلغل داخلها؟
أم أن قلبها مازال حائر بين ثنايات الماضي والحاضر؟
وهل ستضحك لها الأيام من جديد وتعود بسمتها لقلبها؟
أم أن مازال للحزن بقية؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة