قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل السابع

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل السابع

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل السابع

رمقه عبدالرحمن بنظرات ناريه وتحدث بتحذير: وليد أظن لا ده وقت ولا مكان الكلام في الموضوع ده.
تحدث وليد بإنفعال: أومال أمتي وقته يا بابا، رائف وخلاص عدت السنويه بتاعته، وأظن مليكه من حقها تعيش وتلاقي راجل ياخد باله منها هي و أولادها.
تحدث عز بوجه مبهم: هو فيه أيه بالظبط يا وليد
ممكن تفهمنا أيه سبب كلامك ده؟

وجه وليد نظره إلى عمه وبكل جرأه تحدث: بعد إذن حضرتك يا عمي وبعد إذن حضرتك ياسالم بيه، أنا قررت أتجوز مليكه.
نظر له الجميع بذهول تام، عدا ياسين الذي كان يعلم بطلبه قبل أن يتفوه به بتلك الحماقه والتسرع.
وضع ياسين يده على ذقنه وبدأ يتلمسها بتسلي وبات يراقب الوضع وكأنه غير معني بالأمر، في حين نظر عز إلى ياسين وتبادلا الإبتسامات الخفيفه والإيماءات.

نطق طارق بجنون موجها حديثه إلى وليد: إنت أتجننت يا وليد، إنت سامع إنت بتقول أيه!
ده إبن عمك لسه يدوب مكمل سنه النهارده، وأنت جاي عاوز تتجوز مراته، ياأخي خلي عندك دم.

إنفعل وليد وأجاب طارق بغضب: أولا ما اسمهاش مراته يا طارق، إسمها أرملته، ثانيا بقي مش من حقك تقرر عنها، أظن مليكه ليها أب يقدر هو وهي يقرروا أيه إللي ينفع وأيه ما ينفعش، وكمان مليكه لسه صغيره وأكيد هتتجوز وتعيش حياتها، فأظن أنا أولي من الغريب إني أربي ولاد إبن عمي.
تحدث عبدالرحمن محرج من سالم وعز وياسين: ايه يا أبني الكلام اللي إنت بتقوله ده!

إنت شايف إن ده الوقت المناسب للكلام في موضوع زي ده، دا أحنا لسه راجعين حالا من سنوية ابن عمك، وبعدين جواز أيه اللي بتتكلم فيه ده، طب وبالنسبه لمراتك هتقول لها أيه؟
كان وليد ينظر إلى ياسين ويشعر بالإنتصار عليه، فهو يعلم أن ياسين يعشق مليكه، نعم فقد أخذ وليد مؤخرا على عاتقه مراقبة عين ياسين في حضرة مليكه، فتأكد من عشق ياسين لها وفضحته نظرة عينيه العاشقه.

نظر وليد بغضب إلى ياسين الموجه نظره له وعلى ثغره إبتسامه واسعه مستفزه
تحدث وليد بقوه: لو على موضوع مراتي متحملش هم يابابا، أنا هعرف أقنعها كويس جدا، وحتى لو ما اقتنعتش هطلقها،
وأكمل بنبرة باردة غير مسؤله: أنا أساسا كنت عاوز أطلقها من أخر مره أتخانقنا فيها وسابت البيت، لولا حضرتك وقتها إللي أصريت إني أرجعها علشان خاطر البنت.

نظر له ياسين بإبتسامه بارده وأخيرا نطق بعد صمته المريب وتحدث بنبرة مستفزه: ملوش لزوم تعمل مشاكل مع مراتك على الفاضي يا وليد الموضوع منتهي أساسا.
نظر له وليد بوجه مبهم وتحدث بتساؤل: يعني ايه على الفاضي دي، وتقصد أيه بالموضوع المنتهي ده يا ياسين؟
أجابه ياسين ببرود ونظرة إنتصار تكسو عيناه: يعني مليكه بالفعل مخطوبه.

ثم مرر نظره إلى والده وبعدها أستقر نظره على سالم الذي نظر له بعدم إستيعاب لكلماته التي نطقها بغموض، وأكمل ياسين بنبرة جاده: أقصد إني طلبت إيد مليكه من سالم بيه وده طبعا بعد ما أخدت موافقة عز باشا، واتفقنا إننا نأجل الإعلان عن الخطوبه لبعد سنوية إبن عمك وده طبعا مراعة لمشاعر مرات عمك وبنات عمك إللي سيادتك معملتش أي إعتبار لمشاعرهم.

وعاد ياسين بذاكرته لإسبوعين ماضيين
فلاااااش بااااك
إنتفض عز بوجه غاضب قائلا: إتجنن إللي إسمه سالم ده ولا أيه، يعني أيه ياخد البنت وولادها من بيتها؟
ثم نظر إلى ياسين وتحدث بإستفهام: إنت عرفت الكلام ده منين يا ياسين، متأكد يعني من صحته؟

أجابه ياسين بنبرة صوت جاده: طارق هو إللي قال لي يا باشا، حضرتك عارف إن هو و شريف أصحاب وهو إللي حكي له علشان لما ييجو يتكلموا في الموضوع معانا طارق يبقي عنده خلفيه وميزعلش من شريف،
وأكمل مغتاظا: ده كمان غير البيه إللي عامل لي فيها دنجوان وداخل خارج على مليكه في البيت وبيرسم على إنه يتجوزها.
نظر له عز وتحدث بتيهه: قصدك مين؟

أجابه ياسين بغضب: أقصد وليد عبدالرحمن، مسألتش نفسك يا باشا من إمتي وليد كان بيدخل بيت عمه ولا حتى بيهتم بأي حد من العيله أساسا؟
البيه طمعان في ورث مليكه وولادها، وقال لنفسه أما أتجوزها وأحط إيدي على الكنز وأبقي أنا الكل فالكل، واكمل بإستحقار: تخيل ياباشا الواد الندل راح سأل في البنك على رصيد مليكه والولاد؟
نظر له بعدم إستيعاب وتحدث: يا نهاره إسود! إتجنن ده ولا أيه؟
وأكمل بتساؤل: طب والعمل يا ياسين؟

هنعمل أيه في الموضوع ده، دي عمتك ثريا ممكن يجرا لها حاجه لو فعلا سالم نفذ إللي في دماغه وأخد منها الولاد.
تحدث ياسين بتعقل: مفيش غير حل واحد يا باشا، وهو إني أتجوز مليكه، ووقتها هوقف الكل عند حده، وليد هيكش ويدخل جحره من تاني، وسالم هيهدي ويطمن على بنته ونخلص من تدخله في حياتها هي والولاد، وبكده نكون خلصنا من الوش ده كله وريحنا دماغنا.
نظر لوالده بترقب وتساءل: قولت إيه يا باشا؟

نظر له عز بتمعن وتحدث بتساؤل: ومراتك وأمك هتعمل فيهم أيه يا ياسين؟
أجابه ياسين بهدوء: سيب الموضوع ده عليا ياباشا، المهم إن حضرتك معندكش مانع من حيث المبدأ.
أجابه عز بإبتسامه خبيثة: لا معنديش يا سيادة العقيد طالما ده هيريحك.
نظر ياسين بنصف عين لوالده وتحدث بنصف إبتسامه ونفي: يريحني أيه بس يا باشا، أنا مجرد بحل مشكله مش أكتر.

قهقه عز وتحدث بمراوغه: وأنا قولت حاجه غير كده، الله يقويك على حل المشاكل يا حبيبي.

عوده إلى الوقت الحالي
نظر له سالم بإستغراب فهو ولأول مره يستمع لهذا الحديث، بادله ياسين بنظره تأكيدا على جديه حديثه، فاطمئن سالم وأشار بعينه بموافقه، وبرضي كامل، وكيف له أن يرفض عرضه وهو ياسين المغربي! فهو حقا نسبه شرف لأي عائله، وبزواج إبنته منه سيطمئن قلبه عليها وللأبد، فهو رجل بمعني الكلمه وسيحمي مليكه وطفليها من الطامعين.

أما وليد فالكل يعلم علم اليقين أن سبب طلبه هذا، ماهو إلا طمع بثروة رائف وولديه، فهو جشع ولا يهتم سوي بأمر المال.
هب وليد واقف بغضب وتحدث بإنفعال موجها حديثه إلى سالم مشكك بحديث ياسين: الكلام ده حصل يا سالم بيه؟
قاطعه ياسين بنظرات غاضبه وصوت حاد مرعب: إنت أتجننت يا وليد! معناه ايه سؤالك ده، إنت بتكذبني؟
إبتلع وليد لعابه برعب من هيئة ياسين الغاضبه وأردف بلين: مقصدش طبعا يا سيادة العقيد، أنا أقصد.

وهنا قاطعه سالم الذي قرر إنهاء ذلك الإشتباك الدائر قائلا: أيوه الكلام ده حقيقي يا أستاذ وليد، سيادة العقيد فعلا طلب مني إيد مليكه وأنا وافقت.
تساءل وليد بخبث وهو ينظر إلى سالم: وياتري بقا مليكه موافقه على كده؟
أجابه ياسين بنفاذ صبر: أظن ده شيئ ميخصكش يا وليد، وياريت تقفل على الموضوع ده نهائي، ولا مش شايف عمتك ثريا وبنات عمك حالتهم عامله إزاي،.

وأكمل ناهيا الحديث بإنسحاب: بعد إذنكم أنا طالع أخد شاور وأنام شويه علشان كان عندي شغل بالليل ومنمتش،
وأكمل ناظرا إلى سالم بإحترام وإستإذان: بعد إذن حضرتك يا سالم بيه، البيت بيتك طبعا.
هب سالم واقف وتحدث بإنسحاب: أنا كمان هروح أخد المدام ونروح علشان نرتاح، اليوم كان طويل وصعب على الجميع وأظن كلنا محتاجين للراحه.
إستأذن ورحل ثم نهض الجميع وذهب كل على منزله.

بنفس التوقيت داخل منزل رائف
كان الجميع يجلس بوجه حزين ثريا ونرمين وزوجها وشريف ووالدته ويسرا ومليكه وطفليها
كانت ثريا تجلس بحزن وهي محتضنه أنس الناظر لها بحب ومروان الجالس بجانبها ويسألها: نانا هو بابي مجاش معاكم ليه؟

أدمعت عين مليكه الماكثه بأحضان سهير، وتماسكت ثريا وتحدثت: بابي مسافر بعيد أوي يا حبيبي وللأسف مش هيعرف ييجي الوقت، لكن هو بيبعت لك إنت وأنس الهدايا والشيكولا والحجات الحلوه الكتير أوي إللي بتوصل لكم.

كانت نرمين تنظر بحقد على مليكه وكأن كل ماحدث لها لم يكفيها لتتوقف عن حقدها والكره الذي تكنه لها بقلبها، كانت تراقب زوجها وهو يختلس النظر من مليكه دون أن يلاحظ شريف وعيناه تنحدر على منحنيات جسدها بكل وقاحه وحقاره.
دلف سالم من باب الفيلا بعد الإستئذان، طلب من سهير أن تستعد لرحيلهم لمنزلهم وذهب إلى مليكه التي مازالت على تلك الحاله من الحزن والألم وكأن لم يمر عام على وفاة رائف، بل كانت البارحه.

أمسك يدها وأوقفها لتقابله ونظر لها بحب قائلا: إحنا ماشيين يا حبيبتي، مش عاوزه أي حاجه؟
هزت رأسها بنفي وتحدثت: عاوزه سلامتك يا بابا، أبقوا طمنوني عليكم لما توصلوا البيت.
إحتضنها بحنان وأبتعد.
أوشي شريف بأذن أباه: بابا إتكلمت مع سيادة اللوا بخصوص مليكه؟
أجابه سالم بهمس: مش وقته يا شريف نتكلم في البيت لما نروح.

إقترب منها شريف محتضنا إياها وتحدث: خلي بالك على نفسك يا مليكه، ولو إحتاجتي أي حاجه في أي وقت إتصلي عليا فورا وأنا هكون عندك في لحظتها.
إحتضنته وقالت بحب: ربنا يخليك ليا يا شريف، خلي بالك من بابا وماما.
أردفت سهير بحنان: إطلعي يا حبيبتي خدي لك شاور وحاولي تنامي شويه، شكلك تعبان أوي.
أمائت لها مليكه قائلة بهدوء: حاضر يا ماما.

وخرجوا واستأذنت مليكه وصعدت على الفور بعد خروجهم تحت أنظار نرمين الغاضبه، ومحمد العاشق، أخذت حماما دافئا وغفت بثبات عميق من شدة الإرهاق والدموع.

ظهر اليوم التالي
خرجت مليكه متوجهه إلى الحديقه وجدت يسرا وليالي وجيجي يجلسن، يتبادلن الأحاديث و يتناولن الحلوي والعصائر
إتجهت إليهم وتحدثت بوجه منهك يبدو عليه الحزن: مساء الخير يا بنات.
ردوا لها التحيه وجلست بجانبهن
أتت إليها العامله وتحدثت بإحترام: تحبي أجيب لحضرتك الفطار هنا يا مدام مليكه؟
نظرت إليها مليكه وأجابتها بنفي: لا يا مني مليش نفس، ياريت بس مج نسكافيه باللبن بعد إذنك.

أمائت لها العامله بإحترام ودلفت لصنع النسكافيه
نظرت ليالي إلى مليكه وتحدثت: عامله أيه النهارده يا مليكه؟
تحدثت بنصف إبتسامه منكسره: الحمدلله ياليالي، أنا كويسه.
تحدثت جيجي بأسي: ياريت متسبيش نفسك ترجعي تاني لمود الحزن ده يا مليكه، حاولي تخرجي من حالتك دي علشان مروان وأنس، إحنا ما صدقنا الولاد نفسيتهم بدأت تتحسن بعد إهتمام بابا عز وياسين وطارق بيهم وخروجهم معاهم شخصيا.

تحدثت ليالي تأكيدا على حديث جيجي: جيجي عندها حق يا مليكه، الولاد لو شافوكي رجعتي تاني للحزن ده ممكن يحصل لهم إنتكاسه، بصي لنفسك النهاردة كده في المرايا، عيونك منفخه والحزن كأنه محفور على ملامحك بعد ما كنتي بدأتي تهدي الفتره إللي فاتت
وأكملت أه مرجعتيش لطبيعتك الأولي، لكن كنت بتحاولي تخرجي من حزنك علشان نفسية ولادك.

تنهدت بألم وحسره ملئت عيناها وأردفت قائلة: صدقوني بجاهد نفسي وبحاول، لكن بجد الموضوع صعب أوي، فاهمه يعني أيه شريك حياتك إللي كنتي بتحبسي أنفاسك وهو بعيد عنك وأول ما تسمعي صوت عربيته وتعرفي إنه رجع من شغله يرجع لك النفس تاني وتشوفي الدنيا في نظرة عيونه ليكي،.

وأكملت بألم وحسره: ده رائف يا جماعه مش أي راجل والسلام، أنا لو حزنت عليه العمر كله مش هقدر أوفيه حقه، ولاهعرف أعبر عن مدي حزني وفقداني ليه ولحبه ولحنانه، أنا حياتي بقت بارده وكئيبه أوي من بعده.
كانت تتحدث وهي تجاهد نزول دموع عيناها المتحجره داخل مقلتيها وهي تصرخ و تريد من يطلق لها العنان، ولكنها تجاهد وتمنعها حفظا لكبريائها.

تحدثت يسرا بألم: والله يا ليالي كلنا بنجاهد نفسنا علشان الولاد، كم من المرات إللي دخلت فيها على ماما لاقيتها منهاره من العياط، وهي بتموت حرفيا من شدة حزنها على رائف وإشتياقها ليه.
أردفت جيجي قائلة بنبرة حزينه: ربنا يصبركم يا يسرا، بصراحه رائف ميتعوضش وخسارتنا كلنا فيه حقيقي كبيره أوي.

تحدثت ليالي في محاوله منها لتغيير مجري ذاك الحديث المؤلم للجميع: مين فيكم شافت كولكشن الصيف السنة دي يا بنات، شفته إمبارح على النت حقيقي تحفه، الألوان مبهجه جدا وكمان الموديلات حلوه أوي، حجزت منهم كام قطعه كده عجبوني، لما يوصلوا أكيد هتشفوهم ومتأكده إنكم هتنبهروا بيهم زيي تمام
نظرت إليها مليكه وتحدثت بإبتسامه: مبروك عليكي يا ليالي، تلبسيهم في الخير إن شاء الله.

دلفت أيسل إبنة ياسين من داخل البوابه الحديديه بإبتسامه وإشراقه وسحر فتاه في بداية أنوثتها، فقد تخطت الرابعة عشر من عمرها
أيسل بإبتسامه: هاااي
تحدثت إليها مليكه بإبتسامه ووجه بشوش: إزيك يا سيلا، وحشاني جدا.
أجابتها أيسل بوجه سعيد: إنت كمان يا ليكه وحشاني كتيرررر أوي، لكن أنا زعلانه منك.
ردت مليكه بتساؤل متعجب: زعلانه مني أنا، ليه يا سيلا؟ وبعدين أنا أقدر بردوا أزعل برنسيس عيلة المغربي.

أجابتها أيسل وهي تمد شفتاها بدلال: أيوه قدرتي، كام مره طلبت منك ترجعي تعلميني الرسم من تاني زي زمان، وإنت طنشتيني خالص ولا كأني قولت لك أي حاجة.
تحدثت ليالي بضحك: كل الزعل ده علشان تتعلمي الرسم، طب ليه مقولتليش وأنا أجيب لك أفضل مدرسين هنا ويعلموكي.
أردفت أيسل قائلة برفض: لا يا مامي أنا حابه أتعلمه من مليكه، أصل حضرتك مشفتيش رسوماتها وجمالهم يا مامي يجننوا.

إبتسمت مليكه وهي تنظر إلى أيسل بحب وتحدثت: من عيوني يا سيلا إن شاء الله الأسبوع ده نرجع نتدرب تاني وأعلمك وتبقي أعظم من بيكاسو كمان.
ضحكت أيسل ببرائه وسحر.

وقت غروب اليوم التالي
في منزل عبدالرحمن المجاور لمنزل رائف وعز
كان وليد يجلس داخل حديقة منزله ينفث سيجارته بشراهه أتت إليه والدته وتحدثت
راقيه بتهكم: وأنت هتفضل قاعدلي كده زي خيبتهم؟
نفخ بضيق وتحدث: وعايزاني أعمل أيه إن شاء الله، ما خلاص قفلها ياسين بيه زي الدومنه.

تحدثت راقيه بخبث: لسه متقفلتش ولا حاجة، الحل عند مليكه، روح لها وافتح الموضوع وأقلب الدنيا على دماغ ياسين، حسسها إن قلبك على مصلحتها هي وولادها، دي في النهايه ست يعني بكلمتين هتاكل عقلها وتبلفها،.

وأكملت بإبتسامة ساخره: وبعدين إطمن، أنا متأكده إن منال وبنت أخوها لايمكن يسمحوا إن ده يحصل أبدا، منال ست قويه ومفتريه، وإللي ماقبلتهوش على نفسها ومنعته من إنه يحصل زمان، أكيد مش هتيجي وتقبله على بنت أخوها الوقت.
إنفرجت أسارير وليد وتحدث ببلاهه وجشع: تفتكري كده؟
أجابته راقيه بتأكيد: أكيد، وبعدين لازم تحاول يا وليد الموضوع بجد يستاهل، ده مال سايب وملوش أصحاب، كلهم ولايا والعيال لسه صغيرين،.

وأكملت بلؤم: وإنت لاسمح الله مش هتأذيهم في حاجه بالعكس دانت هتتجوزها وتحافظ لها هي وولادها على فلوسهم وتحميها من أي حد طمعان فيها،
وأكملت بتمني
وواحده واحده لما ثريا ويسرا يطمنولك هتلاقي نفسك حاطط إيدك على مغارة على بابا كلها، وساعتها بقا هتبقي أعلي من ياسين وطارق إللي الكل طالع لي بيهم السما
وأكملت بتمني وجشع ظهر على ملامحها: يااااااا لو ده إتحقق يا وليد تبقي أبواب السما اتفتحت لنا والروس إتساوت،.

وتبقي رفعت لي راسي وعملت لي قيمه قدامهم كلهم بدل أبوك إللي وكسنا معاه وراح بهدل فلوسه وخسرها على مشاريع خايبه وهبله زيه.
أجابها وليد بعيون سعيده: إن شاء الله هيحصل يا ماما، أنا شويه كده وهروح لعمتي ثريا ومليكه وأتكلم معاهم في الموضوع وأوعدك مش هخرج من عندهم غير وهما موافقين.

مساء
في فيلا رائف تجلس مليكه فوق الأريكه تقرأ قصه لطفليها لتسليتهم، وتجلس بجانبها ثريا ويسرا يستمعان أيضا ويداعبان الطفلان في جو أسري دافئ
خرجت عليهم عليه من داخل المطبخ تخبرهم: ست ثريا عصام بتاع الأمن اتصل وبيبلغ حضرتك إن وليد بيه بره وبيستأذن للدخول.

أخذت ثريا حجابها من جانبها وأحكمته على رأسها، أما يسرا دلفت لغرفتها لإرتداء ملابس محتشمه تليق بحجابها فقد كانت ثريا ومليكه ويسرا هم الثلاثه المحجبات فقط من العائله أما باقي نساء عائلة المغربي يتحررن بلباسهن ولن يلتزمن بالثياب الشرعيه الواجبه على المسلمه
هبت مليكه مستأذنه: بعد إذنك يا ماما أنا هاخد الولاد وأطلع أكمل لهم الحكايه فوق.

وافقت ثريا بتفهم لعلمها عدم رغبة مليكه بالجلوس مع وليد ولعدم إرتياحها له: براحتك يا حبيبتي، لكن إبقي نزلي لي أنس علشان ينام معايا.
أمائت لها بالموافقه وصعدت بصحبة طفليها للأعلي وهاتفت عليه حارس المنزل بالسماح إلى وليد بالدخول.
دلف وليد وعلى ثغره إبتسامه سمجه وتحدث: مساء الخير يا عمتي، أخبارك ايه؟
أجابته ثريا بوجه بشوش: أهلا يا وليد، إتفضل يا حبيبي.
نظر وليد إلى يسرا: ازيك يا يسرا، أخبارك ايه؟

ردت عليه يسرا بإبتسامة شكر: الحمدلله يا وليد أنا كويسه.
نظر حوله مستطلعا المكان وتساءل بفضول: أمال فين مليكه؟
تحدثت ثريا بإستغراب من سؤاله: مليكه فوق مع ولادها بتنيمهم.
تحدث وليد: طب لو سمحتي يا عمتي أنا كنت عاوزكم في موضوع مهم ولازم مليكه تكون موجوده، فبعد إذنك تبعتي تندهي لها.
تبادلت ثريا ويسرا نظرات الإستغراب بينهما من حديث وليد
وتحدثت ثريا: خير يا ابني، موضوع إيه ده إللي عايزنا كلنا كده فيه؟

أجابها وليد بإبتسامته السمجه: لما مليكه تنزل يا عمتي هتعرفي.
إستسلمت ثريا له وأبلغت الفتاه المساعده لعليه لتبلغ مليكه بالهبوط للأسفل وبالفعل وافقت.
بعد مده نزلت مليكه الدرج، أسرع وليد بالوقوف لإستقبال مليكه، ولكنها تحاشته وحولت بصرها إلى ثريا حتى لا تعطه الفرصه ليصافحها، فهي لا تتقبله ودائما ما يراودها شعور بعدم الإرتياح في حضرته.

جلست مليكه بجانب ثريا ثم نظرت إلى وليد الذي مازال واقفا بإحراج وتحدثت: خير يا أستاذ وليد، بلغوني إن حضرتك عاوزني في موضوع مهم إتفضل أنا سمعاك.
جلس وليد وحدث حاله، لما تلك المعامله أيتها الجميله؟ ماعليكي عزيزتي، لم أحزن حالي الان سأنتظر حتى أنول مقصدي، وهو أنتي أيتها الحسناء وفوقك ثروة رائف وأبنائه الطائله!
تحدث وليد بمداعبه وأبتسامه سمجه: طب الأول طمنيني عليك يا مليكه، وبعدين أتكلم.

تحدثت ثريا بنفاذ صبر: خير يا ابني فيه ايه قلقتنا؟
تحدث وليد بجديه: بصي يا عمتي أنا طول عمري راجل دغري ومليش في اللوع والمراوغه، علشان كده هدخل في الموضوع على طول
أنا فكرت مع نفسي في أمر مليكه وولادها وحضرتك وشفت إن مينفعش حضرتك ومليكه ويسرا تقعدوا لوحدكم في الفيلا الطويله العريضه دي من غير راجل يحميكم ويشوف مصالحكم،.

واكمل بتشكيك: وحضرتك عارفه إن المال السايب بيعلم السرقه، ومينفعش خالص تسيبوا نصيبكم في الشركه كده لطارق من غير ما تديروه بنفسكم.
نظرت له ثريا بإستغراب وتحدثت بحده: ايه يا وليد الكلام إللي بتقوله ده! طارق يتامن على الدهب، ومش هو أبدا إللي يتشكك في ذمته، ده طارق عز المغربي يا وليد.

أجابها وليد بإرتباك من حدة حديثها: أه طبعا يا عمتي، أنا مقصدش إللي حضرتك فهمتيه، أنا أقصد إن المال لازم له حد يحميه وياخد باله منه، وإلا النفوس كده ممكن تتغير.
تحدثت مليكه هي الأخري بنفاذ صبر: ياريت يا أستاذ وليد تدخل في الموضوع على طول وبلاش المقدمات الطويله دي، أنا سايبه ولادي مع الناني لوحدهم فوق وعاوزه ألحقهم قبل ماينامو.

أجابها وليد بإبتسامه بارده: حاضر يا مليكه أنا بصراحه كده قررت أكون راجلكم وسندكم و طلبت إيدك من بباكي، لكن للأسف الأستاذ ياسين كالعاده مش عاوز يدي لحد فرصه يعمل حاجه كويسه، غروره دايما بيصور له إن مفيش راجل يقدر يتحمل المسؤليه غيره، بباكي كان هيوافق لولا ياسين قال قدام إللي موجودين كلهم إنه طلبك من بباكي.

وللأسف عمي عز موافقه على كده وبباكي كمان وافق، فأنا بصراحه شايف إن ياسين مش مناسب ليكي خالص، ده راجل عدي ال 4 سنه، يعني أكبر منك على الاقل ب 12 سنه،
وأكمل بتفاخر: لكن أنا راجل في عز شبابي عندي 33 سنه، وأظن إني زوج مناسب جدا ليكي، أنا قولت أجي لك إنت ومتأكد إنك هتختاري الراجل الصح.
كانت تستمع له بذهول وقلب مفتور وهي تحادث حالها: ماذا تهذي أيها المعتوه؟ أواع أنت لما تنطق به شفاك، أجننت!

أحقا تطلب مني أن أدخلك حياتي بديلا عن رائف، أجننت يا رجل!
أما ثريا كانت تتحسر على صغيرها وأطفاله وزوجته التي يريد هذا الطامع نهب ثرواتهم دون خجل.
ويسرا التي كانت تستمع له والدموع تحجرت بعيناها وقلبها الذي ينزف دم على عزيز عيناها، أخاها الغالي.
وأخيرا إنتفضت مليكه من جلستها ووقفت بغضب قائله: إنت أتجننت! إنت سامع نفسك بتقول أيه؟

إنت إزاي جات لك الجرأه تفاتحني في موضوع زي ده، تفتكر إني ممكن أوافق أدخل أي راجل لحياتي تاني من بعد ما كنت متجوزه سيدهم.
نهض وليد وتحدث ببرود: إهدي يا مليكه وفكري بالعقل.
إنتفضت يسرا هي الأخري من جلستها وتحدثت بدموع: عقل! هو أنت خليت فيها عقل، بقا تبقي سنوية أخويا لسه إمبارح وإحنا قلبنا محروق عليه، وسيادتك جاي إنهاردة تتكلم في جوازك من مراته!

تحدث وليد مهدئا الوضع: يا جماعه إهدوا وفكروا، أنا قولت أجي أقول لكم علشان تبقوا في الصوره قبل ما ياسين يلعب لعبته ويجيب سالم بيه ومليكه تلاقي نفسها متجوزه ياسين غصب عنها، لو مليكه وافقت بجوازنا كده نبقا إحنا إللي فاجأنا ياسين مش هو.
نظرت له مليكه بإشمئزاز وتحدثت: لا ده أنت فعلا مش طبيعي، إنت مين أصلا علشان تتجرأ وتطلب مني طلب زي ده؟

وأكملت بعدم تصديق: وعلى فكره بقا، أنا مش مصدقه ولا كلمه من إللي إنت قولتها دي، أبيه ياسين لا يمكن يفكر بالطريقه الرخيصه دي، ده كان روحه في رائف، وهو عارف ومتأكد إني مستحيل أفكر أتجوز بعد رائف.
أجابها بنبرة واثقه: طب ما تسألي سالم بيه وساعتها هتعرفي إني بقول لك الحقيقه فعلا.

وأخيرا ثريا قررت أن تخرج من صمتها وتحدثت بحزن: مكنش ليه لزوم تفتح الموضوع في الوقت ده يا وليد، على الأقل كنت احترمت حزننا على رائف وصبرت كمان إسبوع، وأظن ياسين إمبارح نهي الكلام معاك في الموضوع ده هو وسالم بيه وعمك عز.
نظرت لها مليكه بتساؤل وحيره: معناه أيه كلام حضرتك ده يا ماما، أفهم منه أيه جاوبيني أرجوكي.
أجابتها ثريا بضعف وأنكسار وقلب مفتور: مش وقته الكلام ده يا مليكه، بعدين هبقي أقول لك.

نطقت يسرا بتساؤل ناظره إلى ثريا: أفهم من كلامك إن إللي قاله وليد ده حقيقي يا ماما، هو فعلا ياسين طلب إيد مليكه من بباها؟
صاح وليد بتهليل: علشان تعرفوا إن كلامي حقيقي، وأهي كمان عمتي ثريا طلع عندها علم بالموضوع.
هزت مليكه رأسها بحزن وإنكار: أنا أكيد بحلم ماهو مش طبيعي إن إللي أنا بسمعه ده يكون حقيقي!
أخر حد ممكن أتخيل إنه يعمل كده هو أبيه ياسين، لا والأفظع من كده إن حضرتك تبقي عارفه الموضوع وساكته،.

ثم نظرت لها بإستجواب قائله بنبرة ساخره: وياتري بقا حضرتك إنت كمان موافقه على جوازي من ياسين بيه ولا لسه بتفكري؟

هنا إنفجرت دموع ثريا ولم تعد لديها القدرة على تمالك حالها أكثر وتحدثت بتألم: حرام عليكم، ارحموني، أنا أم فقدت أعز ما ليها في الدنيا ولسه قلبي بينزف عليه ومطلوب مني أفكر وأقرر في أكتر حاجه ممكن تدبحني، محطوطه بين سلاح ذو حدين، يا إما أوافق إن راجل تاني غير إبني يتجوز حبيبته إللي كان بيعشقها وأشوفها بعيني في حضن راجل غيره، يا إما بباكي ياخدك وياخد ولاد رائف من حضني وتروحوا تعيشوا معاه في بيته وأنا أموت هنا بالبطئ كل يوم ألف مره من غير أنس ومروان،.

وصرخت إرحموني بقا محدش فيكم حاسس بالنار إللي بتحرق في قلبي
كلكم بتتغطوا على جرحي وهو بينزف من غير رحمه، ناسيين إني لولا عندي إيمان بربنا ويقين برحمته، كان زماني ميته وراه أو مرميه في مستشفي أمراض نفسيه!
وأكملت بصوت حزين وضعيف: - أنا محدش مصبرني على مصيبتي غير أنس ومروان ووجودهم في حضني هو إللي بيعوضني عن الغالي وبشوفه في عيونهم وبشم ريحته فيهم، وعلشان كده ممكن أعمل أي حاجه علشان ميبعدوش عن حضني.

ثم نظرت إلى مليكه وتحدثت بمراره وضعف: شفتي يا ست مليكه الموضوع سهل بالنسبة لي إزاي؟
جرت عليها يسرا وجلست بجوارها تربت على كتفها: إهدي يا ماما من فضلك صحتك يا حبيبتي، كده السكر ممكن يرتفع تاني.
كانت مليكه تنظر لها والدموع تهبط على وجنتيها وهي تضع يدها على فمها وتهز رأسها بمراره
تحدث وليد أخيرا: إهدي يا عمتي من فضلك.

نظرت له مليكه بغل وكأنها إستفاقت على وجوده الغير مرحب به وتحدثت بنبرة جامدة: من فضلك يا أستاذ وليد إتفضل الوقت أظن حضرتك شايف الوضع وإن مينفعش تكون موجود في وضع زي ده.
أجابها وليد بتبجح وسماجة: أنا قاعد علشان لو إحتاجتوا حاجه، أو لاقدر الله عمتي تعبت، وبعدين أنا لسه مسمعتش ردك على طلبي.

نظرت له مليكه بإشمئزاز وأردفت قائلة بقوة: طلبك مرفوض وبالثلث كمان، أنا مبفكرش في الجواز نهائي، وياريت بقا تروح تهتم بمراتك وبنتك أظن هما أولي بإهتمامك ده مش إحنا.
إستمع منها لتلك الكلمات اللازعه ونظر لها بحقد وتحدث: أنا همشي الوقت، بس ياريت تفكري بهدوء في الموضوع وتراجعي نفسك قبل ماترجعي تندمي.
وذهب للخارج وترك خلفه ثلاث قلوب محترقه تنزف دما نظرت لهما مليكه وصعدت لأعلي بدون حديث.

وأسندت يسرا والدتها وأدخلتها غرفتها لتستريح.
بعد مده أرسلت أنس للأسفل ليغفو داخل أحضان جدته الحنون، وأدخلت مروان داخل تخته في غرفته ودثرته بالغطاء المحكم وأطمئنت عليه،
وذهبت لغرفتها توضأت وصلت قيام الليل وناجت ربها أن يرزقها الصواب ويفعل لها الخير هي وطفليها اليتيمان.
خرجت بالشرفه لتنظر للسماء كعادتها وتشتكي هما إلى ربها كانت سارحه تناجي ربها وتطلب العون منه في ما هو أت،.

لم تشعر بذلك المراقب لها، الثائر المشاعر، الناظر عليها بهيام وكأنه بخروجها للشرفه قد أعادت له الروح ووجد ضالته، فقد تعود كل ليله يقف بشرفته يراقب خروجها ليسعد عيناه برؤيتها وتكون أخر ما رأته عيناه قبل أن يغلقهما ويغفي للإستمتاع بأحلامه الورديه المنتظره.

لاحظ بكائها فانفطر قلبه وأرتعب عليها، ولولا تأخر الوقت لكان ذهب إليهم ليطمئن عليها، بعد مده نظرت حولها بإستطلاع المكان، . لمحته وكأنه يقصدها هي، كان موجه بصره وجسده لوقفتها نظرت له بغضب ولم تبعث له بإشاراتها المبتسمه كعادتها، دلفت للداخل سريع كمن لدغها عقرب
نظر في طيفها بشرود وأستغراب وحدث حاله: ماذا حدث مليكه؟
لما تلك النظره الغاضبه! ماذا فعلت لكي أغضبكي هكذا؟

فكر وفكر بعقل مخابراتي لم يجد سوي أن تكن قد علمت بتقدمه بطلبه للزواج منها
دلف للداخل بشرود تمدد على سريرة بجوار الجالسه الممسكه بيدها جهاز اللاب توب تتصفح عليه بإهتمام غير مباليه بذلك الولهان الممدد بجانبها.
تحدث ياسين بشرود: ليالي من فضلك إقفلي النور عاوز أنام.
نظرت له بحب وتحدثت: حاضر يا حبيبي أنا هخرج أقعد بره في الرسيبشن علشان لسه مش جاي لي نوم
ووضعت قبله على وجنته قائلة: تصبح على خير يا ياسين.

أجابها ياسين بتنهيده شقت صدره: وإنتي من أهله ياليالي.
بعد خروجها أخذ نفس عميق وأخرجه بألم فهو أيضا حزين لأجلها هي الأخري، كيف له أن يذهب إليها ويخبرها بكل بساطه أنه قرر أن يأتي بإمرأه أخري لتشاركها به!
الأمر حقا صعب ومؤلم، ولكنه سيتصدي لكل الصعاب ويتخطاها
لأجل الوصول لقلب وعيون مليكه
الذي أصبح عشقها يسري بوريده كسريان الدم في الشريان.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة