قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل السابع والعشرون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل السابع والعشرون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل السابع والعشرون

بعد يومان
خرج ياسين من المشفي إلى منزله وقد تحسنت حالته كثيرا بفضل إهتمام الأطباء به لدرجة عالية وأيضا ساعده على ذلك حالته النفسية والمزاجية التي إرتفعت عنان السماء بفضل إعتراف مليكة له بحبها ومدي تعلقها به
ومكالماتهم الغرامية التي إستمرت طيلة الأيام الماضية فقد شعر وكأنه تحول إلى مراهق، ينتظر مهاتفة حبيبته العاشقة بفارغ الصبر،.

بعد عدة أيام أخري، كانت تجلس داخل حديقتها أمام المسبح تراقب طفليها وهما يسبحان بصحبة سارة وياسر أبناء يسرا، كانت شاردة حزينة لعدم قدرتها على الذهاب والجلوس مع ياسين، فقد ذهبت له منذ خروجه بيت عز مرات قليلة جدا بصحبة ثريا ويسرا،
أفاقت من شرودها على صوت يسرا التي تحدثت وهي تمسك بيدها كأسان من المشروب البارد وتحدثت: إيه رأيك أعزمك على عصير بارد نشربه مع بعض.

إبتمست بإشراق لوجه يسرا المحب لها وأجابتها: وأنا قبلت العزومة.
جلست يسرا بعد وضعها الأكواب فوق المنضدة وإمساكها لكأس العصير وناولته إلى مليكة بإهتمام،
تناولته منها بابتسامة قائلة: تسلم إيدك يا سو.
إرتشفت يسرا من كأسها وهي تنظر لأطفالها وأطفال أخيها الغالي وهم يمرحون بسعادة داخل المسبح قائلة: مروان بقي هايل في السباحة ماشاء الله مستواه بيتقدم كل يوم عن اليوم إللي قبله.

أجابتها مليكة وهي تنظر لطفلها بسعادة: ده حقيقي يا يسرا والحقيقة الفضل كله يرجع لياسين بعد ربنا، لولا المدرب الجديد إللي جابه كان زمان مروان محلك سر.
كانت يسرا تراقب ملامح مليكة وتعبيرات وجهها السعيد حين ذكرت إسم ياسين.

تنهدت يسرا وأبتسمت بحزن فقد شعرت بمزيج من الأحاسيس المتضاربة التي لم تقوي على تفسيرها، شعور بالألم، المرارة، الحزن على الراحل الذي أصبح يتلاشي رويدا رويدا، أيضا بداخلها شعور باللوم على حالها
حدثت داخلها بلوم: لما حزنتي هكذا يسرا؟
مليكة فتاة بمقتبل عمرها ولديها الحق أيضا في أخذ نصيبها من الحب والحياة من أعطي لكي أو لغيرك الحق بأن تحجبي عنها هذا الحق؟

إبتسمت يسرا بمرارة وتحدثت للناظرة لطفليها تراقبهما بترقب و اهتمام بالغ: مليكة، هو أنتي ليه مابتروحيش تزوري ياسين كل يوم؟

نظرت لها بإهتمام وتحدثت بملامح بدا عليها الحزن رغم محاولاتها المستميتة بتخبأة تلك الحزن الساكن روحها: مش حابه أضايق ليالي ولا سيلا بزيارتي ليه، ما إنتي عارفه يا يسرا، من يوم جوازي من ياسين وهما اتحولوا واتبدلوا في معاملتهم معايا وكأنهم بقوا أشخاص تانية، حتى طنط منال شوية تعاملني كويس وشوية ألاقيها مش طايقة حتى تبص في وشي.

مع إني مليش ذنب في كل إللي حصل وهما بنفسهم شافوا أنا رفضت إزاي وعملت إيه علشان الجوازة دي متمش ولولا تعب ماما ثريا صدقيني عمري ماكنت هسمح بإن أسمي يرتبط بأسم راجل تاني بعد رائف الله يرحمه
ثم أكملت بهدوء وأسترخاء ظهر على ملامحها: بس خلاص اللي حصل حصل.
تنفست يسرا بألم وتحدثت: بس كدة ياسين ممكن يزعل، مهما كان يا مليكة هو إسمه جوزك وواجب عليكي تقفي جنبه في ظرف زي ده.

تحدثت وهي مضيقة عيناها بلا مبالاة: ياسين عاقل وأكيد هيقدر ظروفي وإني مينفعش أدخل عنده كل يوم.
أشار أنس إلى مليكة وتحدث: مااااااامي. أنا تعبت وجوعت كتير ممكن أخرج علشان عاوز أكل البيتزا بتاعتي قبل ما تبرد؟
إبتسمت له بسعادة وهي تتحرك مسرعة بإتجاهه ممسكة برداء الحمام (البرنس) وتحدثت: طبعا ممكن يا قلب مامي، يلا يا قلبي ناخد شاور جميل وبعدها ننزل ناكل البيتزا.

بالطبع خرج جميع الأطفال كانت مليكة بطريقها لدلوف باب الفيلا الداخلي وهي تحمل صغيرها وتحتويه داخل أحضانها ويسير بجانبها مروان، وجدت علياء بمقابلتها
تحدثت علياء بمرح وهي تداعب الصغير: على فين يا أنوس باشا دانا كنت جايه أعوم معاك.
أنس وهو يتحدث ويلومها: إنت إللي أتأخرتي أوي، أعمل لك إيه بقي، وبعدين أنا جوعت كتير وعاوز أكل البيتزا إللي مامي عملتها لي.

إبتسمت علياء وداعبته: بالهنا والشفا يا قلبي، تتعوض بكره إن شاء الله.
تحدثت مليكة: هحميهم وأنزل لك على طول.
أجابتها علياء وهي تتحرك بإتجاه المقعد المقابل لحمام السباحة: هستناكي أوعي تتأخري.
دلفت يسرا هي الأخري لتحضير حماما دافئا لأطفالها.
كانت علياء تدندن بسعادة وهي تستنشق هواء الحديقة النقي الذي يأتي من البحر مباشرة.

وفجأة رأت أخر شخص تخيلت أن تراه أمامها يدخل من البوابة الحديدية للمنزل مرتديا نظارته الشمسية بأناقة وملابسه العصرية الذي ذادته رجولة وسحرا
وبلحظة تجمدت جميع ملامحها ناظرة إليه بفاه مفتوح وعيون جاحظة غير مصدقة لما تراه!
وقفت سريع حين رأته مقبلا عليها بابتسامة ساحرة وما زاد الطين بله أنه خلع عنه نظارته ونظر لها مبتسما وهو يقترب قائلا بصوت ملئ بالسحر: مساء الخير يا أفندم.

أشارت له بسبابتها غير مصدقة: هو أنت هنا بجد ولا أنا إللي بيتهيئ لي من كتر ما أتمنيت إني أشوفك وأقابلك.
ضحك برجولة مهلكة لحصونها وتحدث: والله على حسب إذا كنت أنا الشخص إللي تقصديه فعلا ولا لاء.
أجابته سريع بتأكيد: أكيد طبعا إنت الباشمذيع هو أنا هتوه عنك.
نظر لها مضيقا عيناه بعدم إستيعاب لذكرها لقب الباشمذيع الذي تلقبه به صديقة البرنامج إبتسم وكاد أن يتحدث.

ولكنها أسرعت مشيرة بسبابتها على حالها متحدثة بلهفة: أنا الباشمحامية
ثم مدت شفتاها بحركة طفولية غاضبة قائلة بأسي: إزاي معرفتش تميز صوتي؟
كان ينظر لها بإعجاب وأستغراب من حكمة القدر
إلتفت إثنتيهم على صوت مليكة وهي تقترب منه ناظرة عليه بسعادة وهي تتحدث: شريف، أهلا يا حبيبي، إنت جيت أمتي؟

إبتسم لها وفتح ذراعيه لإستقبال عزيزة عينه شقيقته الغالية وأخذها بين أحضانه مقبلا وجنتيها وهو يقول: لسه واصل حالا يا حبيبتي.
نظرت لهما فاتحة فاهها بعدم إستيعاب لما تراه ويحدث أمامها بطريقة مضحكة وكوميدية،
نظرت إليها مليكة وتحدثت وهي تشير إلى شقيقها: إتعرفتي على شريف يا عالية، ثم أردفت بإطراء: ده بقا شريف أخويا أحلي وأجمل وأشيك مذيع إذاعي فيكي يا مصر.

ثم أكملت وهي تنظر إلى شريف وتشير إلى علياء: ودي بقي تبقي علياء حسن المغربي.
تحدث شريف وهو ينظر لها بإستغراب: مغربي! مغربي إزاي يعني، هي مش الباشمحامية بردوا من أسوان؟
إتسعت إبتسامتها لتظهر صف أسنانها البيضاء مما زادها سحرا وتحدثت بسعادة مطلقة لمعرفته لشخصيتها: أيوه أيوه أنا الباشمحامية صديقة البرنامج إللي بكلمك دايما من أسوان أنا هي فعلا.

وأكملت بإستغراب: لكن غريبة أوي إنك تطلع أخو مليكة، والأغرب إني شيفاك هنا قدامي، أنا بجد مش مصدقة وحاسة إني بحلم!
إبتسمت مليكة وتحدثت: واضح إنكم تعرفوا بعض عن طريق البرنامج.
تحدث شريف بإستفهام: بردوا مش فاهم إزاي من عيلة المغربي وقاعدة في أسوان؟
أجابته مليكة: دي بنت الباشمهندس حسن أحمد المغربي أخو ماما ثريا إللي عايش في أسوان يا شريف، إيه يا أبني عمرك ما سمعت عنه؟

أجابها وهو ينظر إلى علياء بإعجاب فهو معجب بعقليتها وطريقة تفكيرها المتحضرة الناضجة وأرائها عبر البرنامج،
والأن أصبح معجبا بجمالها البرئ الطبيعي وسمارها الساحر أكثر وأكثر
وتحدث: بصراحة محالفنيش الحظ إني أسمع عن الباشمهندس، لكن أكيد الباشمحامية هتحكي لي القصة كاملة
ونظر لها بتأكيد: ولا إيه يا عاليا؟
وأكمل بإعجاب: حلو أوي إسمك يا عاليا.
هزت رأسها بإيجاب وسعادة قائلة بتأكيد: أكيد طبعا.

تحدث هو: طب حيث إننا طلعنا نسايب وقرايب والباشمحامية في بلدنا ومشرفانا، فأيه رأيكم بكرة تقضوا اليوم معانا إنتي ومليكة والأولاد وأعرفك على ماما، وبعدها أخدك إنت ومليكة وألففك إسكندرية كلها، وكمان هأكلك أيس كريم علشان بس ماتقوليش علينا بخلة.
ضحكت بمرح وتحدثت بدعابة: ومالك جاي على نفسك كده ليه؟
أيس كريم مرة واحدة؟
يظهر إنك كريم أوي يا حضرة الباشمذيع الواعد.
ضحك شريف برجولة وتحدث: ده إنت مشكلة بجد،.

ثم حول ببصره إلى مليكة وتحدث بجدية: المهم يا مليكة، تعالي أدخلي معايا علشان أزور سيادة العقيد، مش حابب أدخل هناك لوحدي وبعدها أبقي اجي أسلم على ثريا هانم ومدام يسرا والأولاد.
تحدثت علياء بمرح: هو أنا ممكن أجي معاك أنا كمان؟
ضحك وحدثها بدعابة: أكيد طبعا البيت بيتك حضرتك.
تحدثت مليكة بجدية: تعال أدخل معايا الأول سلم على ماما ويسرا وأنا هستأذن من ماما ونروح لياسين مع بعض.

وافقها الرأي ودلف للداخل وبعد مدة قصيرة إتجهوا معا إلى فيلا عز المغربي وكانت السعادة تملئ قلب مليكة لتمكنها برؤية حبيبها والجلوس في حضرته،
كان يقطن في غرفة بالدور الأرضي خصصها له عز حتى يشفي تماما وأيضا ليكون قريبا من الزائرين الذين يتوافدون لزيارته.
دلفت بصحبة شقيقها داخل الغرفة المزدحمة بالزائرين، والد ليالي ووالدتها وشقيقتها وزوجها طارق وجيجي، عز، ومنال، ليالي وعبدالرحمن.

كان يجلس فوق تخته ساندا رأسه وظهره للخلف وجدها تدلف من باب الغرفة بإطلالتها الساحرة لعيناه، تهللت أساريره وأنتفض بجلسته،
إعتدل ينظر إليها بشغف تحت أنظار الجميع المستغربة، ألقت التحية على الجميع هي وشريف وعلياء، وقف عز كي يبادر شريف بالسلام وأوصله حيث تواجد ياسين
مد يده له بإحترام مردفا: حمدالله على السلامة يا سيادة العقيد، طمني عليك أخبارك إيه النهاردة؟

أجابه ياسين بإحترام وود: الحمدلله يا شريف أنا بقيت أحسن.
تحدثت علياء بمرح: عيني عليك باردة يا سيادة العقيد، شكلك مرتاح النهاردة.
أجابها بابتسامة: الحمدلله يا عالية، أنا فعلا حاسس نفسي أحسن النهاردة.
نظرت له بعيون مشتاقة وتحدثت: إزيك يا ياسين، جرحك أخباره إيه؟
تبسم لها وتحدث بعيون متشوقة عاشقة لم يستطع السيطرة عليها: أنا كويس جدا، إنت إللي عاملة إيه؟

أمائت بابتسامة خجلة من نظراته الصريحة: أنا كويسة الحمدلله
وبدون شعور منها وجدت حالها تمسك بوسادة صغيرة وتضعها خلف رأسه بإهتمام لجلوسه براحة.
إبتسم لها وتحدث: تسلم إيدك.
تحدث طارق وهو يشير إلى شريف وعلياء للمقاعد: أقعد يا شريف واقف ليه، تعالي أقعدي هنا يا عالية.
تحدثت جيجي مشيرة إلى مليكة وهي تقف لتفسح لها مقعدها لتجلس عليه.

فقد كانت الغرفة تأج بالتجمع ولم يتبقي مقاعد خالية بعد: تعالي أقعدي هنا يا مليكة.
وبدون سابق إنذار أمسكها من يدها قبل أن تتحرك وجذبها برقة ألجمت لسانها وتحدث وهو يتحرك قليلا ليفسح لها المجال ليجلسها بجانبه: خليكي مكانك يا جيجي
ونظر داخل عيناها وتحدث بعشق وعيون هائمة: مليكة هتقعد جنبي.

إستشاطت ليالي بصمت وجن جنونها لموقفها الحرج أمام الجمع المتواجد بالغرفة ثم نظرت لزوجها وجدته ينظر بوله لتلك الخجولة من ذاك التصرف العفوي الذي وإن دل فإنما يدل على عشقه وجنونه بتلك الصغيرة.
جلست مليكة وهي منكمشة على حالها خجلة من ذلك التصرف الجريئ حاولت جاهدة أن لا تنظر داخل عيناه حتى لا تنهار أمامهم جميعا وترتمي داخل أحضانه فهي أيضا إشتاقته وأشتاقت رائحة أنفاسه العطرة حد الجنون.

مالت والدة ليالي بجانب أذن منال وتحدثت بصوت حاد لكنه ضعيف: عيب أوي إللي إبنك بيعمله ده يا منال طب لو مش محترم وجود مراته على الأقل يحترم وجودنا إحنا.
أجابتها منال بهدوء: إهدي يا قسمت علشان محدش ياخد باله، نتكلم بعدين لما نبقي لوحدنا.

كانت ليالي تنهار داخليا من تلك الحركات الصبيانية من رجلها العاقل الرزين الذي تجاوز عامه الأربعين بعامين ولكنه أصبح مراهقا غير مسؤول عن تصرفاته أمام أعين الناظرين، أمسكت شقيقتها داليدا يدها مازرة إياها ونظرت داخل عيناها والغل يتأكل قلبيهما سويا،
تحدثت داليدا بكبرياء: إثبتي وإهدي، إنت ليالي العشري إللي مينفعش تتضايق أو تغير من أي مخلوقة على وجه الأرض.

نظرت لها وأمائت بموافقة مرغمة وتحدثت بغرور: أكيد مش أنا إللي هغير من حتة عيلة زي دي متسواش جنب جمالي وأناقتي حاجة.
جلست بجانبه تفرك أيديها بتوتر وقلق يظهران على وجهها للجميع حدثها بهدوء وصوت خفيض بالكاد وصل لمسمعيها: مالك يا بنتي قلقانة كده ليه، على فكرة أنا جوزك والله!
ألقت نظرة سريعة على عيناه وأبتسمت بخفة.

تحدث عز ليخرج الجميع من تلك اللحظات المتشاحنة: إيه أخبار الإذاعة المصرية على حس مذيعنا المحترم.
إبتسم شريف وأجابه بإحترام: كله تمام في وجود أمثال سعادتك عز باشا إحنا شغالين بتوجيهات معاليكم.
إستغل إنشغال الجميع بالحديث وتحدث بصوت لائم: بقالك يومين مجتيش ليه، للدرجة دي جوزك حبيبك موحشكيش؟

أجابته بعتاب: مبجيش علشان إللي بتعمله ده، حرام عليك يا ياسين، طب أعمل حساب لشكلي قدامهم، إنت كده بتحرجني جدا على فكرة.
أجابها بتحدي: وأنا ميهمنيش حد في الدنيا دي كلها غيرك، أي حد بعدك مش مهم.
تحدثت بنبرة ملامة: طب على الأقل أعمل حساب لمراتك.
إبتسم وأجابها بمراوغة: أنا أصلا مبقتش بعمل حساب لأي حد في الدنيا دي غير مراتي، مراتي وبس.
تحدثت بابتسامة ولوم لطيف: يااااسين
أجابها بنبرة عاشقة: يا عيون ياسين.

وقفت علياء وذهبت إليهم وجلست بجانبهم وتحدثت بدعابة: أيه يا أستاذ نحن هنا، إنت قاعد تتغزل في القمر ده ولا عامل حساب لأي حد، طب على الأقل إعمل حساب لوجودي.
قهقه عاليا مما أثار دهشة الجميع وخصوصا شريف الذي نظر لعلياء وضحكها وحديثها مع ياسين بإستفاضة وكأنهما تربوا معا بنفس المنزل.

دلف عمر للداخل ألقي السلام على الجميع ثم ذهب إلى ياسين ونظر له وبغمزة من عيناه تحدث: ايه يا أبني القدر اللي إنت فيه ده، بقى مقعد القمر جنبك عيني عينك كده ف وجود الجبروت وأهلها، بس هقول إيه، ما أنت ياسين المغربي!
أنزلت وجهها خجلا من حديث عمر وتحدث هو: بطل روشنة وروح أستلقي وعدك من الباشا وشوف هتقول له إيه بعد ما أكتشف إنك كنت بايت برة البيت إمبارح.

إقشعر وجه عمر وتحدث مستعطفا: أكيد الباشا هيقف ف صف أخوه الصغير ويحميه من غضب سيادة اللوا.
أجابه ياسين ببرود: ولا أعرفك، وأتحرك من هنا يلا، دخلتك سحبت الأكسجين من المكان.
نظر عمر إلى علياء وغمز لها وتحدث: يرضيكي إللي بيعمله سيادة العقيد معايا ده يا عالية؟
رفعت كتفيها بلا مبالاة وتحدثت: وأنا إيه دخلي حضرتك تدخلني في مواضيعكم الشخصية.

وقفت قسمت بغضب وتحدثت بوجه مكفهر: يلا بينا يا ليالي إنت ودليدا نخرج في الجنينة، المكان بقي زحمة أوي ومش متحمل
ثم نظرت إلى ياسين وتحدثت بكبرياء رافعة رأسها للأعلي ووجه مكفهر: ألف سلامة عليك يا سيادة العقيد.
أجابها بابتسامة جانبية مصطنعة: متشكر لحضرتك.
نظرت داليدا وليالي له بضيق وتحركوا للخارج جميعا.
نظر طارق للجميع وتحدث وهو يقف: طب ما تيجو يا جماعة إحنا كمان نقعد في الشمس برة، ده الجو تحفة النهاردة.

وقف أحمد وزوج داليدا وخرجا ثم أمسك طارق كتف شريف وتحدث: واحشني يا شريف ونفسي أقعد أتكلم معاك زي زمان، أجابه شريف بابتسامة: وإنت كمان والله يا طروق
وتحركوا جميعا للخارج ماعدا عز، وقفت مليكة وهي تفرك بيداها خجلا ونظرت إلى ياسين وتحدثت: أنا كمان هروح علشان مروان وأنس.

تحرك عز سريع وأمسك يدها وأجلسها بجانب ياسين وتحدث: هتروحي فين بس هو إنت لحقتي تقعدي، وبعدين ياسين لسه متغداش، إقعدي معاه وحاولي تقنعيه ياكل أي حاجة علشان الأدوية اللي بياخدها.
نظرت له بتساؤل وتحدثت بقلق وعتاب: هو أنت فعلا لسه ماأكلتش لحد الوقت يا ياسين؟
نظر له عز بعيون هائمة وتحدث ساخرا: ما ترد عليها يا ياسين.
إبتسم ياسين بوهن لأبيه وتحدث: مليش نفس يا مليكة.

وقفت بحماس قائلة: مفيش حاجة إسمها ملكش نفس، أنا هروح أجيب لك غدا من عندنا، دي ماما عاملة ورق عنب وعرق تربيانكو هتاكل صوابعك وراه.
نظر لها عز وتحدث بدعابة: هي ثريا مش عاملة حمام بالفريك النهاردة ولا إيه؟
إبتسمت له وأجابت: لا يا عمو لكن لو تحب أقول لها تعملهولك النهاردة معنديش مانع.

أجابها عز بلؤم: خليكي إنت هنا جنب ياسين وأنا هروح لثريا أخليها تبعت غدا لياسين مع مني وبالمرة أطلب أنا منها الحمام، بس خلي بالك منه وأكليه كويس.
إبتسمت بخجل وتحدثت: حاضر يا عمو.

خرج عز وأغلق الباب خلفه وبدون مقدمات سحبها هو أوقعها فوقه وأجلسها فوق ساقيه ومال على شفتاها وقبلهم بنهم وهو ينظر داخل عيناها بهيام وعشق ذابت معه وشددت من إحتضانه، تحدث هو بوله وهو يقبل عنقها: وحشتيني يا مليكة، وحشتي جوزك أوي.
وبعد مدة كبيرة إستمعا لدقات فوق الباب وقفت سريع تهندب من ثيابها وهيئتها المزرية من شدة إحتضانه لها، ضحك عليها وتحدث بصوت رجولي: أدخل.

دلفت مني وبيدها حامل كبير وعليه تشكيلة من الطعام اللذيذ الذي يعشقه ياسين.
تحدثت مني بوجه بشوش: مسائك هنا يا باشا، الست ثريا هانم بتقول لسعادتك عاوزة الصينية ترجع فاضية وإلا هتزعل من سعادتك، والبركة في الست مليكة بقا تاخد بالها من حضرتك وتأكلك بنفسها.
إبتسم لها وتحدث: طب ياستي متشكرين، يلا روحي علشان زمانهم محتاجينك ف المطبخ.
أمسكت مليكة منها حامل الطعام وخرجت مني وأغلقت خلفها الباب.

جلست مليكة بجانبه ووضعت الطعام على ساقيها وأمسكت الشوكة وكادت أن تغرسها بالطعام
إلا أنه إعترض وحدثها قائلا برفض: أنا مش عاوز أكل بالشوكة
وأكمل بعيون هائمة: عاوز أدوق لمسة صوابعك مع الأكل في بوقي.
إبتلعت لعابها من تأثير نظرة عيناه وأمسكت واحدة من ورق العنب ووضعته داخل فمه أمسك يدها يتحسسها وأقتضم الطعام منها مع لمس أصبع يدها بين شفتيه بطريقة جعلت جسدها يقشعر.

نظرت له بغرام وتحدثت: بحبك يا ياسين، يلا قوم لي بسرعة بقي وأرجع لي علشان إنت وحشتني أوي.
أجابها بعيون سعيدة: ما لو سيادتك كل يوم تيجي لي وتقعدي تأكليني كده بإديكي كان زماني قومت وخفيت من زمان، بس أعمل إيه في حظي، مراتي سيباني وأنا تعبان ولا معبراني.

وضعت بيدها قطعة لحم داخل فمه إقتضمها منها بحنان مع لمس أصبعها من جديد وتحدثت: غصب عني يا حبيبي وأنت عارف كده كويس، مش حابة أجي هنا كتير علشان مضايقش ليالي.
نظر لها وتحدث بحديث ذات مغزي: أقوم بس على رجليا إن شاء الله وكل حاجة هتتغير.
تحدثت بهلع: تقصد إيه يا ياسين بكلامك ده؟

أجابها بحب وعيون عاشقة: الكل لازم يعرف إننا تممنا جوازنا يا مليكة، والكل لازم يعرف إنك بقيتي مراتي حبيبتي إللي مش مسموح لمخلوق في الدنيا كلها يجرحها ولو بكلمة واحدة
وأكمل بوعيد: وأولهم ليالي اللي هحاسبها على كل حرف قالتهولك وضايقتك بيه، وكمان نرمين والكلام إللي قالتهولك يوم الحادثة، كل واحدة فيهم هدفعها تمن جرحك وألمك إللي سببهولك غالي أوي.

إرتعبت أوصالها من حديثه وتحدثت: بلاش يا ياسين لو سمحت، أنا مش عاوزة أعمل مشاكل مع حد، لو عملت كده هيقولوا جريت وحكت له وولعت الدنيا وأخترعت مشاكل.
ثم نظرت له بإستغراب وتحدثت: هو أنت عرفت منين الكلام إللي نرمين قالتهولي؟

أجابها بثقة: مش مهم عرفت إزاي يا مليكة، المهم إني هوقفها عند حدها وهعرفها إن مليكة بتاعت زمان غير مليكة مرات وحبيبة ياسين المغربي، وإن ماينفعش تتعامل معاكي زي زمان، لازم كلهم يعرفوا إنك بقيتي خط أحمر وممنوع لحد مهما كان هو مين إنه يتخطاه أو حتى يقرب منه.

أمسكت يدة برجاء وتحدثت: علشان خاطري بلاش يا حبيبي، ماما ثريا كده هتزعل علشان نرمين، هتقول إني بستقوي بيك على بنتها، لو أنا فعلا غالية عندك يبقي بلاش تعمل كده،
وضع يده على وجنتها بإهتمام وتحدث بحب: ما هو علشان إنتي غالية عندي أوي يبقي لازم أوقف الكل عند حده، وبعدين ليالي دي كمان أنا لازم أحاسبها على الكلام ده وأسألها عرفته منين؟

وتحدث بأسي: غريبة أوي الست دي، يعني عارفة كل الكلام ده وعمرها حتى ما لمحت لي بيه أفسر ده بإيه؟
تحدثت مليكة: يمكن لسة عارفة من قريب ومستنية لما تقوم بالسلامة وتفاتحك فيه.
أجابها نافيا: لا طبعا لان الموضوع ده إنتهي من سنين فأكيد هي عارفة من زمان، علشان كده أنا لازم أعريها قدام نفسها و أواجها بيه.

تحدثت برجاء: وحياتي عندك يا ياسين بلاش تحطني في الموقف ده، أنا مش حابة أكون طرف في مشكلة بينك وبينها، أرجوك علشان خاطري.
إحتضن وجهها بتملك بين راحتيه وتحدث بهدوء: حاضر يا حبيبي، أنا هعمل لك إللي إنت عوزاه بس علشان متزعليش، لكن نرمين وليالي ليهم معايا جولة تانية وقريب أوي إن شاء الله.
ثم غمز بعينه: متشيلي الصينية دي بقى وتعالي إقعدي جنبي شوية.
إبتسمت بخجل وتحدثت: كمل أكلك الأول.

أجابها بهيام: خلاص شبعت، أنا عاوز أحلي.
إبتسمت وتحدثت: مش هينفع يا ياسين، حد يدخل علينا فجأة يقول عليا إيه لما يشوفني في حضنك.
أجابها بحب: هيقول واحدة بتعشق جوزها ومش قادرة على بعاده، وبعدين متقلقيش عز باشا أكيد عامل إحتيطاته وموقف لنا ندورجية على الباب، ده مش بعيد يكون هو بنفسه إللي واقف.
إرتعبت أوصالها وتحدثت: ياسين، هو عمو عز يعرف حاجة عن إللي بينا؟

ضحك وتحدث: عمو عز يعرف كل واحد فينا بيتنفس كام مرة في اليوم، وبعدين مالك محسساني إنك زميلتي في ثانوي كده ليه، ده أنا جوزك يا ليكة، قومي بس إبعدي الصينية دي وتعالي هقول لك كلمة سر.
وقفت ووضعت حامل الطعام فوق المنضدة وأمسكت منديلا مبللا ونظفت يدها جيدا وأتجهت إليه، أجلسها فوق ساقيه وأحتضنها وتنهد براحة كمن وجد ضالته بعد عناء، وأنهال على شفتاها ليشرب من شهد عسلها الذي مهما تجرعه يشتاقه أكثر وأكثر.

نظر لها بهيام وتحدث وهو يحك أنفه بأنفها: جننتيني يا مليكة مبقتش قادر أعيش من غيرك لحظة واحدة.
تحدثت وهي تنظر لعيناه بهيام: تعرف إن ماما قالت لي إنها شافت حبي جوه عيونك، كمان قالت لي إن بابا شاف عشقي في نظرتك وإنت بتبص لي.
أجابها بلوم وهو يضع قبلة ناعمة فوق شفاها: الدنيا كلها شافت عشقك في عيوني من زمان إلا إنت يا مليكة.

إبتسمت وهي تحتضنه: ومين قال لك إني مكنتش شيفاه، بس كنت بكدب نفسي وعاملة مش شايفة، وبعدين ما أنا خلاص عشقتك وأعترفت لك بحبي أنا كمان
دفن وجهه داخل عنقها ليشتم عبيرها وتحدث: مع إنه متأخر يا قلب ياسين، بس أنا راضي منك بأي حاجة والله راضي بأي حاجة يا مليكة.
وشدد من إحتضانها حتى كاد أن يكسر عظامها وتحدث: أهم حاجة متبعديش عن حضني تاني، أنا ماصدقت إني أخدتك ف حضني وأرتحت.

أبعدت وجهها ووضعت يدها على وجنتيه ووضعت قبلة فوق عينه وتحدثت: أنا مقدرش أبعد عنك تاني يا ياسين، حضنك بقا بالنسبة لي هو الحياة
إلتهم شفتاها وذاب معا
فاقا على خبطات فوق الباب، قامت بفزع وقفزت من فوقه وبلحظة كانت تقف على الأرض
تأوه هو وتحدث بألم: أنا حاسس إن موتي هيكون على إيدك ف مرة وأنتي بتنطي زي الكونجر كده.
نظرت له وتحدثت بأسف: أسفة يا حبيبي أصلي أتخضيت.

تأوه وتحدث: إتخضيتي إيه بس يا مليكة، هتموتيني يا ماما.
ثم سمح للطارق بالدخول ودلف عز مبتسما: إيه يا حبيبي، هو للدرجة دي الأكل طعم أوي؟
إبتسم ياسين وأجابه بإنتشاء: جدا يا باشا، مش قادر أوصف لك درجة طعامته قد أيه.
رد عليه عز بمراوغة: طب يا سيدي ألف هنا على قلبك، بس بالراحة على نفسك شويه إنت لسه تعبان، يعني كل بالراحة واحدة واحدة علشان ميحصلكش تخمة.

نظرت له مضيقتا عيناها بعدم فهم فأكمل وهو ينظر لها بمراوغة: من المحشي يعني.
أجابته بسذاجة: تخمة إيه بس يا عمو، ده حتى ما أكلش كتير والأكل زي ما هو.
نظر ياسين وعز كليهما للأخر وأنفجرا ضاحكين على تلك الساذجة
وهي تنظر لهما ببلاهة وعدم إستيعاب، وكيف لكي أن تفهمين أيتها الصغيرة
فأين أنتي من دهاء عز وياسين المغربي أيتها البريئة.

كانت تسرع وهي تنزل الدرج بخفة خلفه لتلحق به
وهي تتحدث بإستغراب: أما إنت أمرك بقي عجيب أوي يا محمد، يعني إيه أروح لوحدي، مش كفاية إنك من وقت الحادثة مزرتوش في المستشفي غير مرة واحدة وبالعافية كمان، و من وقت ما خرج وروح البيت وأنا بتحايل عليك تروح معايا وسيادتك كل مرة تتهرب مني بحجة شكل!
إستقر بوقفته ومال بجسده وهو يجلس فوق الأريكة وتحدث بتأفأف: أنا بردوا إللي أمري عجيب يا نرمين؟

ده إنت كنتي بتعملي مية مشكلة ومشكلة لمجرد ما كنت بقول لك تعالي نروح نزور مامتك، وكان بيبقي يوم مايعلم بيه غير ربنا يوم ما بنروح هناك
وأكمل بتهكم: البوز مكانش بيتفرد إسبوع بحاله بعدها، الوقت بقيت أنا إللي أمري عجيب علشان عاوز أريحك وأريح نفسي من نكد ملوش ليه عندي أي مبرر؟

جلست بجواره ونظرت له بحيرة وإستغراب وتحدثت بتساؤل: أنا بقي عاوزه أفهم أيه إللي غيرك بالشكل ده بعد ماكنت بتحب تروح هناك دايما وكان بيبقي يوم عيد عندك لما تضطرنا الظروف إننا نبات، إيه اللي حصل ووصلك لإنك مبقتش طايق حتى تزور إبن عمي المريض!
وأسترسلت: ما تصارحني وتقول لي إيه الحكاية بالظبط يا محمد؟

تأفف محمد وأجابها بتملل وغضب: وبعدين معاكي يا نرمين مش هنخلص من تحقيقات النيابة إللي فتحها لي من إمبارح دي، أنا صدعت منك على فكرة
واسترسل بعناد ورفض قاطع: ومش هروح يا نرمين وده أخر كلام عندي، ياريت بقا ترتاحي وتريحيني وتتفضلي تروحي تزوري إنتي إبن عمك لوحدك،
وأكمل بصياح وغضب: أنا أساسا مش مجبر إني أزوره أكتر من مرة، ما أنا روحت له المستشفي وخلصنا إيه، هي حكاية.

وأكمل بضيق: وبعدين ما إنت شفتي بنفسك مقابلته ليا، ده عاملني بمنتهي قلة الذوق، ده مسلمش عليا يا مدام، مد إيده وسلم على كل اللي موجودين وجه على دوري وسحب إيده قال إيه إيده تعبته ومش قادر يحركها، إنسان بارد وجلياط.
تحدثت بدفاع: أكيد ياسين مكنش يقصد التصرف ده وأكيد فعلا وقتها إيده كانت وجعاه.
تحدث ناهيا الحديث: مش هروح يا نرمين ومش عاوز أسمع كلمة تاني في الموضوع ده.

نظرت له بريبة وبدت علامات التشكيك تظهر على وجهها ولكنها إكتفت بهذا القدر من الحديث حتى لا تختلق المشاكل معه وتحدثت: تمام يا محمد أعمل إللي يريحك.
زفر بضيق وهو يلتقط ريمود التلفاز ويعيد تشغيله دون أدني إهتمام للرد على حديثها.

داخل غرفة منال
كانت قسمت تدور حول نفسها بغل وتحدثت بغضب عارم: إنت لازم تشوفي حل في قلة ذوق إبنك دي يا منال، يعني ايه يمسك إيد البنت دي ويقعدها جنبه ولا كأنها هي إللي مراته أم ولاده، إتجنن ده ولا ايه؟
إزاي يسمح لنفسه يعمل كده مع ليالي العشري وقدامنا كمان!

تحدثت داليدا بغضب: ماما عندها حق يا عمتو، حضرتك لازم تتكلمي معاه وتعرفيه حدوده كويس في التعامل مع أختي قدام الناس، هو فاكر نفسه متجوز أي واحدة ولا إيه.
نظرت لهم منال بغضب وتحدثت بنبرة حادة: هو فيه إيه إنت وهي، إنتوا بتتكلموا عن ياسين المغربي على فكرة، يعني تتعدلوا كده و تتكلموا كويس.

وأكملت بدفاع عن نجلها: وعلى فكرة بقي، أنا مش شايفه إبني غلطان في حاجة، المكان فعلا كان زحمة ومكنش فيه مكان علشان البنت تقعد وفي الأول والأخر دي إسمها مراته حتى لو كان قدام الناس، وكان لازم يعمل على شكله وشكلها.
صاحت بها ليالي بغضب: طبعا لازم تبرري له إللي عمله مش إبنك، لكن أنا بقي مش هسكت له المرة دي وهدخل أتكلم معاه وأعرفه إن مش أنا إللي يتعمل معايا كده.

ضحكت منال وتحدثت ساخرة: إتكلمي على قدك يا ليالي وبلاش النفخة الكدابة إللي إنتي فيها دي، علشان كلنا عارفين كويس أوي إنك مبتقدريش حتى تتنفسي قدامه.
تدخلت قسمت وتحدثت بلوم: ده إنت عاجبك بقي إللي ببحصل يا منال وشكلك موافقة عليه، مكنش العشم تيجي مع بنت زي دي على حساب بنت أخوكي.

زفرت منال بضيق وتحدثت: أنا مش جايه مع حد ضد حد يا قسمت، لكن الظاهر إن إنتي وبناتك ناسيين إن إللي بتتكلموا عنه ده يبقي إبني اللي لسه راجع لي من الموت
وأكملت بلوم: وبنتك بدل ماتروح تقف مع جوزها في تعبه وتقعد جنبه، سيباه إمبارح طول اليوم ورايحة البيوتي سنتر تعمل باديكير ومانيكير علشان تحضر عيد ميلاد واحدة صاحبتها بالليل وفعلا راحت وكملت السهرة
والنهاردة عاوزه تدخل تعاتبه وتتخانق معاه وهو تعبان كده.

وأكملت ساخرة: وكل ده ليه، علشان قعد مليكة جنبه!
وأكملت بتفسير: مليكة دي إللي المفروض إنها مراته شكلا ومش مطلوب منها حاجة كل يوم بتجهز له الأكل والعصاير الفريش هي وثريا وتبعتها له، وبعد كل ده جايين تلوموا عليه هو؟
ثم نظرت إليهم وتحدثت بغضب: تصدقوا بالله لو واحد غير إبني كان زمانه مطلق بنتك من زمان.

وأكملت بلوم: للأسف يا قسمت، بنتك لا عندها حنكة ولا عقل تقدر تروض بيهم ياسين وتشده وتجذبه ليها، وللأسف إنت بدل ما تعقليها وتعرفيها مصلحتها بتقويها زيادة على اللي هي بتعمله، وبعد ده كله جايين تطلعوا إبني كمان هو اللي غلطان؟
ثم نظرت إليهم بغضب وتحدثت: يا جبروتكم!

بعد يومان كانت علياء بصحبة مليكة داخل شقة سالم عثمان والجميع يلتف حول مائدة الطعام وهم يتناولون كل ما لذ وطاب من صنع أيدي سهير بمساعدة مليكة التي حضرت باكرا هي وعلياء.
كانت علياء سعيدة غير مستوعبة ما يحدث حولها وتحادث حالها: أحقا أجلس بجوارك وتراك عيني مذيعي المفضل؟

أحقا تحققت أمنياتي وأنا الأن أجلس معك؟ وليس هذا فقط فأنا أيضا أجلس معك على نفس الطاولة وأتناول من طعامك داخل منزلك، يا لسعادة قلبي الصغير
نظر لها سالم وتحدث بترحاب شديد: نورتي إسكندرية كلها يا بنتي، تعرفي إن أنا وباباكي أصحاب جدا.
نظرت له بسعادة وتحدثت بإستفسار: بجد يا عمو، طب ليه حضرتك مكنتش بتيجي عندنا أسوان ولا كنا بنشوفك هنا لما بننزل زيارة؟

إبتسم لها وتحدث مفسرا: أنا وأبوكي ظروف شغلنا فارضة علينا حياة خاصة جدا، يعني باباكي وإنت أدري بشغله وقد إيه شغله صعب وواخد معظم وقته،
وأنا مدير بنك ونادرا لو عرفت أخد أجازة، وبصراحة كده لما باخدها طنطك سهير بتستحوذ عليها بالكامل، وبصراحة أكتر عندها حق، ما أنا بردو مقصر معاها.

تحدثت سهير بابتسامة و مداعبة لزوجها: إللي يسمعك كده يا سالم يقول إنك بتخرجني وتسفرني وتلففني الدنيا كلها فيها، دي الكنبة إللي هناك دي تشهد علينا يا راجل.
ضحك الجميع وتحدثت مليكة بدعابة: خلاص بقا يا سو خلي الطابق مستور، مش لازم تسيحي لسيادة المدير قدامنا كده.
أجابها سالم بدعابة مماثلة: متبقاش سهير سامي لو ما عملتش كده.
ضحك الجميع بسعادة.

وتحدث شريف مستفسرا: وياتري حضرتك وعمو حسن أصحاب من أيام الدراسة يا بابا؟
أجابه سالم: لا يا شريف، الحقيقة أنا وعمك حسن منعرفش بعض إلا من بعد جواز مليكة من رائف الله يرحمه، قابلته كذا مره مع سيادة اللوا وأتعرفنا وأكتشفنا إن تفكيرنا واحد وبينا حاجات كتير مشتركة، ومن وقتها وأنا وهو بنتواصل بالتليفون ولما بينزل إسكندرية لازم نتقابل، لما كان هنا الإسبوع إللي فات مثلا إتقابلنا بالليل وخرجنا سهرنا مع بعض.

كانت تنظر لهم جميعا بإنبهار وخاصة مذيعها المفضل التي لم ولن تتوقع ذات يوم أنها ستجلس معه حول طاولة واحدة بل وبمنزله وسط عائلته
غريبة الحياة حقا وأمرها عجيب!
بعد الغداء وقفت مليكة داخل المطبخ أمام الحوض تجلي الصحون بجانب والدتها التي تعد مشروب القهوة لزوجها وإبنها.
تحدثت بإنبهار: عسولة أوي عالية، ماشاء الله عليها لا ودمها شربات.
إبتسمت مليكة وتحدثت: وست بيت ممتازة وتربية ست عظيمة وأصيلة فعلا.

سألت سهير: هي قاعدة معاكوا كتير يا مليكة؟
أجابتها مليكة: مش عارفة والله يا ماما، هي مامتها كانت سامحة لها بإسبوع وأهو خلاص فاضل يوم ويخلص، لكن ماما ثريا النهاردة كانت بتقول لها انها هتتصل بباباها وتستأذنه فإنها تقعد معانا إسبوع كمان، أصل ماما ثريا بتحبها جدا.

حملت سهير فناجين القهوة وكؤوس من العصير البارد لعلياء وأطفال مليكة وخرجت متوجهة إلى زوجها أعطته فنجان قهوته ثم إتجهت إلى الشرفة حيث تتواجد علياء بصحبة شريف والطفلين.
أقبلت سهير حاملة للأكواب إستقبلتها علياء بابتسامة وود وحملت عنها ما تحمله ووضعته على المنضدة الموضوعة وهي تتحدث: تسلم إيد حضرتك يا طنط، تعبتك معايا النهاردة.

أجابتها سهير بإبتسامه: ولا يهمك يا روحي تعبك راحة، إنت بس تعالي كل يوم وأنا أتعب لك وعلى قلبي هيبقى زي العسل.
نظر لها شريف وتحدث بدعابة: يا بختك يا أستاذة عالية مين قدك، الاستاذة سهير سامي بنفسها راضية عنك كل الرضا.
إبتسمت سهير وأشارت لأطفال مليكة: يلا بينا يا حبايب تيتا نقعد مع جدو سالم.
تحدث مروان وهو يجري بمرح وسعادة: أنا هسبقك يا أنس وهوصل لجدو قبل منك.

تأفأف الصغير وتحدث بصياح وهو يتسابق مع أخيه: يا ماااامي، أمسكي مروان متخلهوش يوصل لجدوا قبلي.
إبتسمت علياء لشقاوة أطفال مليكة ثم أحالت ببصرها لتلتقط كأس العصير خاصتها وجدته ينظر إليها بإبتسامته ووسامته التي أسرت قلبها المسكين.
تحدثت علياء بعفوية مطلقة: بتبص لي كده ليه؟
ضحك بخفة على عفويتها وتحدث: ايه يا بنتي العفوية إللي إنتي فيها دي؟
هو ينفع بردو تقولي لحد إنت بتبص لي كده ليه؟
إكبري بقا.

ضحكت وتحدثت بجدية: أه طبعا ينفع جدا، بص يا حضرة الباشمذيع كل ما تبقي طبيعي غير متكلف في كلامك مع الناس كل ما توصل لقلوبهم أسرع، وكده هيبقي فيه تواصل أفكار بينكم، صدقني أنا بشوف الناس المتكلفة إللي بتحط حدود في كلامها دي ناس تعبانة جدا في حياتها ومش قادرين يعيشوا مرتاحين ولا ينبسطوا، دايما شاغلهم نظرة الناس ليهم وبيحاولوا جاهدين إنهم يرضوهم، وأكملت بحكمة: لكن للأسف نسيوا إن الناس من المستحيل إن حاجة ترضيهم وتمنعهم من الكلام على حد، فياريت بقي الناس تريح نفسها وتعيش مرتاحه لنفسها وبنفسها.

كان يستمع لها وهو يتكيف من حديثها تارة، وتارة أخري من إرتشافه قهوته فحقا إثنتيهم أدخلوه بحالة مزاجية رائعة.
تحدث شريفا مبتسما: إيه يا بنتي الكلام الكبير أوي ده، إنت بتقولي كلام عظمة على فكرة والمفروض يدرس في الكتب كمان، بجد يا عاليا برافوا عليكي دماغك حلوة أوي وبتعجبني.
حدثت حالها وهي سعيدة داخليا من حديثه: أأعجبتك دماغي حقا، أتمني أن يلحق قلبي وشخصي إلى قطار إعجاباتك مذيعي المفضل.

أكملا حديثهما المتعقل وكانا كل منهما سعيدا للغاية من هذا الحديث المثمر المرضي لفكره وشخصه.

في اليوم التالي عند الغروب
خرجت علياء متجهة إلى الشاطئ لإستنشاق هواء البحر المنعش وقفت تتطلع إلى البحر شاردة في مذيعها المفضل وكيف أكمل على قلبها المسكين بطلته الساحرة ونظرة عيناه المهلكة
فاقت من شرودها على الواقف بجوارها واضعا يده داخل جيب بنطاله وتحدث بدعابة: أكيد سرحانة فيا صح، قولي قولي متنكسفيش؟
نظرت بجانبها على ذلك المدلل المغرور وتحدثت: وهسرح فيك ليه إن شاء الله؟

أجابها عمر بغرور: يمكن علشان شاب زي القمر طول بعرض وعيون زرقا وملامح أجنبية، ولا يمكن علشان مهندس قد الدنيا وكمان إبن عز المغربي، إيه كل ده ميخلكيش تعجبي وتسرحي فيا؟
وأكمل بكبرياء: على فكرة بقي يا عاليا، أنا من وقت ما شفتك وأنا شايف ف عيونك نظرة إنبهار بيا بس مكسوفة تقولي، فأنا جيت النهاردة علشان أشجعك إنك تقوليها، مش عيب على فكرة إن بنت تعترف لولد إنها معجبة بيه في لندن الكلام ده عادي جدا.

نظرت له بإستغراب من جرأته وغروره وتحدثت: ده إيه الثقة والغرور اللي بتتكلم بيهم دول، ثم أنت مين أداك الحق تقتحم لحظات إسترخائي بالشكل ده!
أجابها بغرور: الحق عليا قولت أجي أونسك وأعزمك على سهرة هتعجبك أوي.

نظرت له بإستغراب وتحدثت: متشكرة يا سيدي ومستغنية عن خدماتك، وعلى فكرة بقي عيب أوي لما تيجي لبنت وتقولها أنا واخد بالي منك وعارف إنك معجبة بيا، وأحب أقول لك إنك واحد مغرور وأن كلامك كله غلط لسبب بسيط جدا، وهو إن أنا ما بيعجبنيش الشباب الملزق بتاع اليومين دول،
وأكملت بإنتشاء: أنا يوم ما أفكر أبص لواحد هبص لراجل يملي عيني قبل قلبي
ثم نظرت له وتحدثت ساخرة: سلام يااا، يا ابن المغربي.

وذهبت وتركته يغلي من تلك الصفعة الذي تلقاها للتو على يد تلك السمراء الجميلة بنت أبيها.

ف غرفة يسرا ليلا
كانت تجلس فوق تختها تمسك بهاتفها وتتصفح من خلاله مواقع التواصل الإجتماعي وجدت رسالة بعثت لها عبر تطبيق الماسنجر من حساب بإسم القبطان سليم الدمنهوري
فتحتها ووجدت نصها كالأتي: السلام عليكم
إزي حضرتك مدام يسرا، أنا سليم الدمنهوري صديق الباشمهندس حسن إللي قابلت حضرتك في أسوان وأسف جدا لو كنت تطفلت على حضرتك.

إبتسمت حين تذكرت نظرة عيناه لها وكتبت له: أهلا سيادة القبطان مفيش تطفل ولا حاجة حضرتك.
إبتسم سليم وسعد قلبه لتقبلها الحديث معه وكتب عبر الرسائل: متشكر جدا لذوق حضرتك وبعد إذنك كنت حابب أطمن على سيادة العقيد يارب يكون بقي كويس.
أجابته يسرا وبعد مدة من المحادثة تعرفت يسرا أكثر عن سليم وقص لها أنه أرمل منذ خمسة أعوام ولديه طفل يبلغ من العمر 8 سنوات يقطن مع والدته بمحافظة القاهرة حيث مسكن عائلته.

وبعث لها طلب صداقة قبلته هي
بعد إنتهاء المحادثة تنهدت يسرا بإرتياح وشعرت وكأنها تعرفه منذ عقود.

بعد عدة أيام.
دلف ياسين لفيلا رائف ليلا وجد ثريا تجلس فوق الأريكة ممسكة بمسبحتها وتسبح لله الواحد الأحد وبجانبها علية ممسكة بمسبحتها هي الأخري
تحدث بوجه بشوش: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إيه حلقة الذكر الجميلة دي، ماشاء الله عليكم ربنا يتقبل اللهم امين
وقفت علية مهللة: الله أكبر لا حول ولا قوة الا بالله ألف بركة يا باشا ألف حمدالله على سلامتك نورت الفيلا.

نظر لها ياسين وأبتسم بسعادة: الله يسلمك يا علية متشكر أوي.
وقفت ثريا إحتراما له وأحتضنته بعناية وحب متحدثة بعيون سعيدة: حمدالله على سلامتك يا ياسين، الله لا يعودها تاني إلا بالخير يا حبيبي.
قبل جبهتها بحب قائلا: تسلميلي يا أمي.
سألته بإهتمام: جرحك أخباره ايه النهاردة؟
أجابها: الحمدلله بخير خلاص ما بقاش بيتعبني خالص، الدكتور قالي ممكن أمارس حياتي عادي بدون قلق.

تحدثت بدعابة وهي تجلس: قولتي لي بقي علشان كده سيادة اللوا سمح لك تخرج بره الفيلا.
إبتسم وتحدث: والله أنا لو عليا كان نفسي أخرج من أول يوم رجعت فيه من المستشفي لكن أقول أيه سيادة اللوا كان ناقص يجيب اترينا ويبروزني جواها.
تحدثت علية بسعادة: ربنا يخليكم لبعض يا باشا، ربنا ما يعودها تاني ده الباشا الكبير كان هيتجنن علشان حضرتك.
تحدثت ثريا للواقف متسمرا بمكانه: أقعد يا حبيبي واقف ليه؟

تحمحم وتحدث بإحراج: متشكر يا ماما أنا تعبان وهطلع أرتاح، هي مليكة فوق؟
وأكمل مبررا: أصل الحقيقة إتخنقت من جو المستشفي طلعت أوضتي نمت فيها إمبارح وقولت أجي أبات هنا النهاردة، حاسس إني غبت كتير أوي البيت واحشني و الدنيا كلها وحشاني.
تحدثت بإبتسامة رضا وتفهم: وماله يا حبيبي، بيتك وتيجي وقت ما تحب، مليكة فوق قاعدة مع عاليا إطلعلها.
إبتسم لها وصعد للأعلي قلبه يتراقص فرحا كاد أن يتركه ويذهب إليها طائرا.

دق بيده فوق الباب طرقات خفيفة إستمع لصوت حبيبته تسمح للطارق بالدخول
فتح الباب بخفة وتحدث من الخارج مناديا بإسمها لإعطاء علياء الفرصة للإعتدال
إنتفضت حين أستمعت لصوته أتت من الشرفه مسرعتا بقلب سعيد تنظر له بعيون متلهفة ولم يكن حاله بأفضل منها إلتقت العيون بإشتياق وهيام
أخرجهما مما كان عليه صوت علياء التي كانت شاهدة على كل تلك المشاعر الجياشة فأرادت الإنسحاب بهدوء لإعطائهما فرصة التلاقي.

خرجت علياء وأغلقت الباب خلفها.
وما هي إلا لحظات وبدون مقدمات هرولت مسرعة بسعادة وأرتمت داخل أحضانه مغمضة العينان وهي تتحسس ظهره بحنان دافنة أنفها داخل عنقه تشتم رائحة جسده بوله، قابلها هو بإحتضانها بشدة كاد أن يكسر عظامها من شدة إشتياقه ثم رفعها إليه وبدأ بتقبيل كل إنش بوجهها وعنقها.

تحدثت وهي تختبئ داخل عنقه وتشدد من إحتضانه بعنف: وحشتني يا ياسين، وحشتني أوي، هو إنت فعلا هنا ومعايا ولا أنا بحلم زي كل يوم؟
أخرجها من داخل أحضانه وهو ينظر داخل عيناها الساحرتان وتحدث بوله وولع: هو بجد حبيبي كان بيحلم بيا كل يوم؟
أجابته وهي تهز رأسها بإيماء وعيون عاشقة: كنت بحسب الأيام والليالي علشان ترجع لي وتنور أوضتك تاني، من كتر ما أتمنيت وجودك جنبي بقيت بتيجي لي في أحلامي يا ياسين.

أنزلها وأحاط وجنتيها بكفيه بعناية وتحدث بلهفة وتساؤل: أوضتي، هي خلاص بقت أوضتي يا مليكة؟
أجابته بهيام: أيوه أوضتك يا ياسين، أوضتك مع مراتك حبيبتك إللي خلاص مبقتش تقدر تبعد عنك ولو ليوم واحد
كان ينظر لها بعيون غير مصدقة لما يستمعه ويراه من حالة جنون العشق التي تحاط بها مليكته، مال على شفتاها ليتأكد إن كان ما يراه حقا واقع أم أنه يتخيل مثلما عاش يتخيلها قبل، وجد عشقا وأشتياقا جارفا منها إليه.

سحبها من يدها وكاد أن يصل بها إلى التخت ولكنه توقف متسمرا ثم نظر إلى الأريكة وأبتسم برضا وأخذها إليها وفردها وأجلسها عليها.
تحركت سريعا وكأنها تذكرت شيئا ما وتحدثت: حبيبي ثواني هدخل التواليت وأجي بسرعة
أجابها بلهفة: متتأخريش عليا.
هزت رأسها وذهبت سريعا وأغلقت الباب خلفها، إتجهت إلى إحدي الأدراج وأخرجت منه حبوب لمنع الحمل، نظرت بها وتنهدت بأسي ثم إبتلعت إحدي الأقراص سريع بتوتر وخرجت إليه.

ذهب إليها بلهفة وحملها بين ساعديه وتحرك بها إلى الأريكة
ثم غاصا معا في عالم عشقهما الخاص، قضي ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة، ليلة مليئة بالحب والوله والإشتياق بثا فيها كل منهما للأخر مدي عشقه وهيامه وأشتياقه
ليلة كانت عوضا عن شهورا عاشاها في تألم وحرمان ودموع
فهل إنتهت سنوات عجافهما وبدأت سنوات الرخاء والحصاد لقطف ثمار عشقهما والعيش بهناء لم يشقيا بعده أبدا؟
وهل ان الأوان لترتاح أرواحهم المهلكه؟

أم أن للحزن داخل قلوبهم المتبعة بقية؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة