قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثامن والعشرون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثامن والعشرون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثامن والعشرون

تمللت في فراشها بدلال وجدته ينظر لها بعيون عاشقة هائمة في ملكوت سحرها
إبتسمت له بسعادة قائلة بصوت متحشرج: صباح الخير يا حبيبي.
أجابها وهو يداعب أنفها بأنفه: صباح الفل.
إبتسمت وسألته: هو أنت صاحي من بدري؟
أجابها وهو يهز رأسه بإيماء: صحيت ومرضيتش أزعجك، فضلت أبص عليكي وأتملي في جمالك وهدوئك وإنتي نايمة، ثم أكمل بإنبهار: هو فيه حد بيصحي من النوم زي القمر كده؟

ضحكت ودفنت وجهها داخل أحضانه محتضنة إياه بسعادة ودلال وغاصت معه من جديد في عالم العشاق
بعد مدة كانت تضع رأسها على صدره، وضع يده وأزاح عنها خصلة شعرها وأرجعها خلف أذنها ونظر لها بوله وتحدث بإعجاب: معقولة جمالك ده، هو إنت إزاي حلوة أوي كدة طول الوقت؟
إبتسمت ودفت وجهها داخل صدرة خجلا، رفع وجهها إليه مرة أخري ونظر داخل عيناها وتحدث بإنبهار: تعرفي إيه أحلي حاجة بحبها فيكي يا مليكة؟

نظرت له وهزت رأسها بنفي وتحدثت بإستفهام: إيه؟
أجابها بعيون عاشقة: خجلك ورقتك، برغم عدد سنين جوازك إلا إنك لسه بيور وخجولة ودي أحلي حاجة بتميز الست وللأسف بقت قليلة جدا ف زمنا ده.
إبتسمت له فمال على شفتاها ليشرب من شهد عسلها المميز، ثم تحرك وحملها ودلف بها داخل الحمام تحت سعادتها المطلقة من دلاله الزائد لها.

بعد مدة من الوقت تحدثت مليكة على إستحياء وهي تمشط شعرها أمام مراتها: حبيبي ممكن تنزل إنت الأول وأنا شوية كدة وهحصلك؟
نظر لها مضيقا عيناه بإستغراب وتحدث مستفهما: وليه مننزلش إحنا الإتنين مع بعض؟
تحمحمت بخجل وتحدثت مفسرة: معلش يا حبيبي، بس أنا مش حابة حد ياخد باله من علاقتنا وكمان ياريت نتعامل مع بعض قدامهم زي الأول، يعني مش عاوزة ماما ثريا تزعل لو حست بحاجة.

نظر لها بتساؤل: وعمتي إيه إللي هيزعلها من حاجة زي كده، أنا مش قادر أفهمك بصراحة يا مليكة!

شعرت بالحزن يكتسي عيناه فاقتربت منه بدلال وتحدثت: مش إنت كل إللي يهمك إننا نكون كويسين وبنحب بعض يا ياسين، هتفرق إيه بقى حد يعرف بحبنا ده ولا لا، وتحسست صدره بيدها في حركة أذابت حصونه: ياسين أنا بحبك أوي ومش عاوزه أي حاجة تحصل تاني وتتسبب في زعلنا، خلينا نعيش حبنا في هدوء من غير ماحد يحس ولا يشعر بينا، أرجوك يا ياسين.

إبتلع لعابه من تقاربها وهيأتها المهلكة لرجولته وتحدث بإنصياع: إللي تشوفيه صح أنا موافق عليه يا قلبي.
وأكمل بتمني: المهم حبيب جوزه يفضل يحبه ويهتم بيه ويدلعه زي إمبارح كده، وغمز بعينه بوقاحة.
إبتسمت بخجل وتحدثت: إتفقنا.
وبالفعل نزل ياسين وتجهزت هي الأخري وكادت أن تتحرك أوقفتها صورة رائف الموضوعة بعناية فوق الكومود، إقتربت منها وأمسكتها ونظرت له بحنين وغيمة من الدموع إكتست مقلتيها.

وتحدثت بصوت مسموع: متزعلش مني يا رائف، غصب عني والله معرفش أمتي وإزاي حبيته وأتشديت له بالشكل ده، قاومت كتير صدقني كنت بشوف العشق والغرام في نظرة عيونه وهو بيبص لي، ومع ذلك قاومت، بس غصب عني قلبي داب في حبه وعشقه
ونزلت من عيناها دمعة وهي تقول: سبحانه مقلب القلوب، بس عاوزة أقول لك إنك هتفضل في قلبي لأخر يوم ف عمري،.

وأكملت بحنين: أصل مش إنت الراجل إللي تتنسي يا رائف، هفضل فاكرة لك عشرتك الهادية وقلبك الطيب وحنانك وحبك ليا، وحشتني يا طيب والله وحشني قلبك الطيب، الله يرحمك يا حبيبي ويجعلك من أهل الجنة
ثم أكملت بإبتسامة وحماس: أنا هاجي أزورك قريب إتفقنا أرجوك متزعلش مني وسامحني أرجوك يا رائف، ثم وضعت الصورة بمكانها ودلفت للحمام إغتسلت من دموعها وتحركت للأسفل.

نزل ياسين إلى الأسفل، وجهت ثريا علية لإحضار الإفطار له وبعدها لحقت به مليكة وجلسا في الحديقة يتناولان إفطارهم بجانب يسرا وثريا
في تلك الأثناء دلفت ليالي من البوابة الحديدية تبحث بعيناها عن ياسين، وجدته يجلس بإرتياح يتناول طعامه وترتسم على وجهه علامات السعادة والراحة
تمالكت حالها وكتمت غيظها ورسمت إبتسامة مزيفة على وجهها وتحدثت: صباح الخير.

رد الجميع وتحدثت ثريا بوجه بشوش: إقعدي يا ليالي إفطري مع ياسين ويسرا ومليكة، أكيد لسه ما فطرتيش؟
تحدثت ليالي بإبتسامة كاذبة وهي تجلس بجوار ياسين: أنا فعلا لسه مافطرتش يا طنط.
ثم أمسكت بأناملها وجنة ياسين ووضعت بها قبلة ناعمة ونظرت له بدلال وسحر وتحدثت: عامل إيه يا بيبي النهاردة؟
نظر لها بشك وريبة من إهتمامها الزائد الغير معهود وتحدث: الحمدلله كويس.
وشرعت هي بتناول طعامها.

أما مليكة فكانت بحال لاتحسد عليه فرغما عنها شعرت ببركان ألم وغيرة من لمسات ليالي لياسين وبرغم أنها الزوجه الثانية وتعرف موقفها جيدا وأنها لا يحق لها تلك المشاعر إلا أن ذلك الشعور تمكن من قلبها وغزاه فأصبح كقطعة فحم شديدة الإشتعال.
شعر هو بها بالرغم من محاولتها المستميتة لتخبئة ما يدور داخل صدرها
لكنه عاشق ومن غير العاشق يشعر بنار معشوقه.

تحدث ياسين لإخراج مليكتة من حزنها: أمال فين عالية يا عمتي مش سامع جنانها وهيبرتها في البيت النهاردة؟
أجابته ثريا مع إطلاق ضحكات خفيفة: دي خرجت مع جيجي تشتري شوية حاجات، قولت لها إستني مليكة لما تصحي قالت لي مليكة شكلها هتتأخر واستعجلت ومشيت.
تحدثت مليكة بجدية ووجه عابس: لو كانت قالت لي إمبارح إنها هتخرج ومحتجاني معاها كنت صحيت بدري مخصوص علشانها.

نظر لها بأسي لحالتها وتحدث ليخرجها من تلك الحالة: مليكة هو أنا ممكن أتجرأ وأطلب فنجان قهوة من إيدك، بجد وحشتني قهوتك جدا.
إبتسمت رغما عنها وأجابته بموافقة: أكيد طبعا.
وقفت ونظرت للجميع متسائلة بوجه سعيد: مين تاني يحب يشرب قهوة مع ياسين؟
نظرت لها ليالي بضيق وتحدثت بإستهجان ولهجة ساخرة: هو من أمتي بقا أسمه ياسين يا مليكة، مش كان سيادة العقيد بعد مابطلنا أبيه؟

إرتبكت بوقفتها وأحمرت وجنتيها خجلا وتعالت أنفاسها
حين نظر هو إلى ليالي بتحدي وتحدث ساخرا: من يوم ما بقت مراتي وأنا بقيت بالنسبة لها ياسين يا مدام، ولو مطلوب منها تقولي يا سيادة العقيد يبقي أنتي كمان هتقولي قبلها.
إنتفضت بجلستها واعتدلت له وتحدثت بحدة وتعالي: إنت بتشبهني بيها يا ياسين، بتشبه مراتك أم أولادك بواحدة كل إللي بيربطك بيها حتة ورقة وبالغصب كمان؟

صاح بها عاليا بغضب: ليااالي، إلزمي حدودك وماتتكلميش في إللي مايخصكيش علشان ماتسمعيش كلام يضايقك ويأذيكي.
تدخلت ثريا لفض ذلك الإشتباك: خلاص يا بنتي إنتي هتعملي مشكلة على موضوع ما يستاهلش.
تحدثت يسرا بهدوء: إهدي يا ليالي ملهاش لازمة عصبيتك دي وخصوصا إنك زي ما قولتي دي مجرد ورقة وما تستاهلش إنك تعملي عليها مشكلة.

إشتعل بركان الغضب داخله من حديثهم الثائر لكرامته كرجل يعشق إمرأته ويقدسها ولم يستطع حتى البوح بما يكنه لها داخل صدره أمام الجميع
نظر لها بغضب مكتوم إرتبكت بوقفتها وأرتجف جسدها وأمتلئت مقلتيها بدموع الألم والحزن،
إنسحبت بهدوء للداخل وأسرعت متجهة إلى غرفتها بالأعلي
إرتمت على تختها وأجهشت بالبكاء المرير على حالتها التي وصلت إليها.

هي متزوجة وتعشق زوجها ولكن لايحق لها حتى الإفصاح أو التعبير عن تلك المشاعر التي تنفجر عشقا بداخلها
أما ياسين فقد وجه بصره إلى ليالي ونظر لها نظرات تنفجر من داخلها نيران الغضب وتحدث بحدة: أخر مره هسمح لك بإنك تتكلمي بالشكل الهمجي ده مع مليكة ولو ده حصل تاني قسما بربي هتشوفي مني وش عمره ماعدي عليكي طول سنين جوازنا إللي فاتت، إنت فاهمة؟

وأكمل ساخرا: والوقت يلا روحي شوفي ولادك بيعملوا إيه ده لو كنتي لسه فاكرة إن عندك ولاد ومسؤولية، وصاح بها بحدة: يلاااااااا.
إنتفضت برعب من تحوله المفاجئ وغضبه العارم هزت رأسها بإيماء وتحركت سريع للخارج متوجهة إلى منزلها
وقف ياسين وهو يتنفس بغضب ينم عن ما بداخله من ثورة بركان غاضب
حاول تهدئة حاله ثم تحدث متأسفا: أنا أسف يا عمتي إني إتنرفزت وعليت صوتي في وجودك، بعد إذنكم.

وأنسحب هو الأخر للخارج ذاهبا بإتجاه البحر بقلب ثائر حائر ما بين غاضب منها لأنها هي من وضعتهم في تلك الخانة، وبين قلب مفطور حزين لأجل دموعها التي رأها بعيناها وهي تترجاه ألا يغضب منها
زفر بضيق وبدأ ينظم أنفاسه ويأخذ شهيقا وزفير عل هواء البحر النقي يريح قلبه ورأسه المشتعلان بنار الغضب،.

نظرت يسرا لوالدتها التي بدا على وجهها الحزن والشرود أخرجتها يسرا وهي تربت على يدها بحنان وتحدثت: إهدي يا حبيبتي أرجوكي.
نظرت لها ثريا وتحدثت بأسي: ياتري أخوكي حاسس باللي بيحصل ده يا يسرا، ياتري شايف مراته وحبيبته ونور عيونه وهي قلبها بدأ يلين و يروح لغيره؟

تحدثت يسرا وهي تهز رأسها برفض: إيه بس إللي بتقوليه ده يا ماما حضرتك ست مؤمنة ماينفعش تفكري بالطريقة دي، رائف الله يرحمه في مكان أحسن وكل الدنيا دي باللي عليها مبقاش يعني له أي شيئ،
وأكملت بكذب حتى تطمئن والدتها: وبعدين مليكة عمرها ما حبت ولا هتحب غير رائف، طمني قلبك يا حبيبتي وارتاحي من الناحية دي.

أجابتها ثريا بتأكيد: ليه هو إنت مشفتيش دموعها ونظرت الألم إللي في عيونها وهي بتبص لياسين بعد كلام ليالي ليها؟
تحدثت يسرا بتعقل: عادي يا ماما، واحدة وأتهانت وسمعت كلمتين فارغين ملهمش لازمة عاوزاها تبقي مبسوطة مثلا
ثم تنهدت بأسي وأكملت: يا ماما أنا مبحبش أشوفك كده، إللي عند حضرتك ده وسواس من الشيطان عاوز يدخلك في حالة رفض للأمر الواقع والرضا بقضاء ربنا وقدره.

وتحدثت محاوله إخراج والدتها من حالتها تلك: رائف خلاص يا ماما راح عند ربه يعني الدنيا واللي عليها مبقوش يفرقوله صدقيني، أنا إللي هقول لك الكلام ده وإنت ست مؤمنة وحافظة وفاهمة كلام ربنا كويس.

تنهدت ثريا وتحدثت ناظرة للسماء مناجية الله سبحانه وتعالي: اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، سامحني يا رب على غفلتي، إنت عالم بقلبي واللي جواه وأنت أدري بحالي مني، سامحني على جهلي الغير مقصود.
ربتت يسرا على يد والدتها ونظرت لها بابتسامة حانية.

دفعت ليالي باب غرفة منال بعد أن طرقت عدة طرقات سريعة لتقتحم خصوصيتها
إنتفضت منال من جلستها على المقعد وألقت بالمجلة التي بيدها فوق المنضدة بإهمال وتحدثت بفزع: فيه إيه، ياسين جرا له حاجة؟
أجابتها بسخرية وتهكم: متخافيش أوي كده حضرتك، ياسين بيه مبيجرالوش حاجة، لكن أنا إللي هيجرا لي قريب من عمايله.

تنهدت بإرتياح وجلست فوق مقعدها مجددا قائله بتهكم: خير يا ليالي، إيه إللي حصل مخليكي داخلة عليا داخلة المخبرين دي؟
أجابتها بغضب: البيه إبنك، وقصت على مسامعها ماحدث
وبعدها أكملت بإستياء وقلق: عمتو، أنا بدأت أقلق من موضوع مليكة ده، ياسين مش طبيعي يا عمتو، ياسين بقي عامل زي المسحور.

ده ما بقاش قادر يسيطر على حاله في وجودها، بمجرد ما بيشوفها بيبقي عامل زي المراهق وشه بيبتسم ويفضل يبص عليها بنظرات عمره ما بصها لي حتى في أشد أوقاتنا الخاصة
وأكملت بجنون: حضرتك لازم تشوفي لي حل، ما أنا مش هفضل قاعدة لحد ما ألاقي جوازه منها بقي طبيعي وألاقي نفسي مجبورة أتحمل وأقاسم جوزي مع ضرة.

أجابتها منال بكل هدوء: إهدي يا ليالي ومتتهوريش وتعملي تصرفات ترجعي تندمي عليها، ياسين مش هيرحمك لو وقعتي تحت إيده ده إبني وأنا أدري بيه،
وأسترسلت بتوقع: بالنسبة لمليكة مش عاوزاكي تقلقي، ياسين لسه ما طالش منها حاجه ولا حتى لمسها، لأنه ببساطة لو كان طالها كان سابها ورمي طوبتها زي إللي قبلها وقبلها.

ثم نظرت لها بشك وتحدثت: وبعدين يا ستي حتى لو خلاها زوجة فعلية ليه، معتقدش إن ده هيفرق معاكي كتير، وأكملت بنبرة ساخرة: بدليل الستات إللي فضلتي تنخربي ورا ياسين وأجرتي واحد من شركة أمن إيطالية يراقبه وعرفتي علاقاته النسائية إللي مابتخلصش وبعدها ماكانش ليكي أي ردة فعل وكملتي حياتك معاه ولا كأنك عرفتي حاجة،.

وأكملت بتعقل: وأهو زهق من جوزات العرفي لوحده وبطلها من سنين وبقي ليكي لوحدك وحتى مبقاش يخرجش برة البيت.
أجابتها بغضب وغل: لا تفرق كتير أوي لما جوزي يبقي بيعط برة في السر ومحدش عارف بلاويه وأبقى قدام الناس أنا الزوجة الوحيدة وليا كل الصلاحيات والإحترام، وما بين لما يبقا لي ضرة فعلية وتقاسمني جوزي في كل شيئ
وأكملت بإستنكار: ده مش بعيد وقتها ياخدها في حفلاته وخروجاته إللي تبع شغله عادي جدا،.

وأكملت بتسائل: ساعتها بقي تقدري تقولي لي شكلي أنا هيكون إيه قدام الكل؟
تمللت منال وتحدثت: يييييه يا لي لي مخلاص بقي، لما يبقى يحصل وقتها نبقي نفكر لها في حاجة تبعدها عننا، بطلي كلام بقي وأتفضلي روحي شوفي وراكي إيه صدعتيني.

مازال ممتثلا أمام البحر يتنفس الصعداء عله يهدئ من روعه، إستمع إلى صوت هاتفه معلنا عن وصول مكالمة أخرجه من جيب بنطاله ونظر به وجدها هي، نظر للسماء وزفر بضيق لا يدري بما سيجيبها
ضغط على زر الأستقبال وأستمع لها بصمت تام
وإذ بها تتحدث بدموع وأسف: أنا أسفة والله أسفة، أرجوك يا حبيبي متزعلش مني.

أجابها برجاء: خليني أعلن للكل عن علاقتنا يا مليكة، خلي كل واحد يعرف حدوده و يحط لسانه جوه بقه ويبطل يتدخل في حياتنا
وأكمل بتساؤل غاضب: أنا مش قادر أفهم أيه إللي يجبرنا على إننا نسمع كلام سخيف من هنا وهناك ومنردش ونعرف الكل حدوده.

وأكمل بضيق: ايه إللي يجبرنا نتحمل كلامهم ونظراتهم السخيفة لينا، أيه إللي يجبرنا على إننا نخبي مشاعرنا ويكون كل شغلنا الشاغل إن محدش ياخد باله من نظراتنا لبعض أو حبنا يظهر في عيونا غصب عننا؟
وأسترسل بنبرة عالية: أنا جوزك وإنت مراتي قدام ربنا وقدام الناس، ليه مصرة تحسسيني إننا إتنين مراهقين ماشيين مع بعض من ورا أهلنا وبنعمل حاجة غلط، ليه؟

أجهشت في البكاء وهي تترجاه: بلاش يا ياسين أرجوك لو فعلا بتحبني زي ما بتقول بلاش تعمل كده وخلينا على إتفقنا، إنت متعرفش ماما ثريا ممكن يحصل لها أيه لو عرفت حاجة زي كده، أنا أكتر واحدة حاسة بيها كويس، هي تبان جامدة وصلبة قدامكم لكن هي من جواها متدمرة والموضوع ده فارق معاها جدا،.

وأكملت بتألم: أنا بشوف أسألتها في عنيها وهي بتبص لي، بحسها وهي بتترجاني وعيونها تقولي أوعي تعملي فيا كده يا مليكة، أوعي تخلينا أحس إن إبني مات فعلا، صدقني يا ياسين ماما ممكن يجرا لها حاجة لو عرفت حاجة عن الموضوع ده.
تحدث بغضب وأستنكار: إنتي ليه محسساني إنك بتتكلمي عن حد أنا معرفهوش، عمتي ست متفتحة وعقلها كبير، ست مؤمنة وتعرف حدود ربنا كويس مش عمتي إللي تحرم حلال ربنا وتزعل منه.

إستجدته بإستعطاف ودموع: علشان خاطري يا ياسين لو فعلا بتحبني أعمل كده علشاني؟

تنهد وتحدث بألم: وهو أنا مصبرني على كل إللي بيحصل ده غير إني بحبك، وأكمل: يا مليكة أنا بعشقك وعلشان كده نفسي أصرخ وأسمع الدنيا كلها إنك حبيبتي ومراتي وإني خلاص بقيت جوزك إللي بتعشقيه ومتقدريش تستغني عنه، وأكمل بعشق منصاعا لأمر الهوي: لكن طالما إنت أمرتي بكده يبقى إللي إنت عوزاه أنا هنفذهولك حاليا يا مليكة، لكن هنتكلم في الموضوع ده تاني.
إبتسمت وذاب قلبها عشقا وتحدثت بصوت أنثوي ناعم: يا ياسين بحبك.

أجابها بحب محاولا مداراة ألمه الساكن روحه: يا قلب ياسين أنا بعشقك.
ثم أكمل بنبرة جادة: مليكة أنا عاوز أشوفك برة النهاردة.
أجابته بتساؤل: طب إزاي وإنت لسه مابتخرجش بره البيت من وقت الحادثة، وكمان أنا هقول لماما رايحة فين؟
تحدث بضيق: إتصرفي يا مليكة، قولي لها رايحة تزوري سلمي وأنا هاجي أخدك من عندها.
إبتسمت وتسائلت: طب هنروح فين؟
أجابها بحب وهيام: لما تيجي هبقى أقول لك هنروح فين.

أغلقت هاتفها بعد أن إتفقا على أن يلتقيا بعد ساعة من الأن.
دلفت سعيدة إلى الحمام لتأخذ حماما ينعشها ويغسل عنها حزنها الذي أصابها من حديث تلك الليالي.
بعد ساعة كانت تجلس بشقة صديقتها سلمي وهي تتحدث بسعادة: مش عارفة إذا كان إللي بعمله ده غلط ولا صح، كل إللي أنا عارفاه وحساه إني بكون مبسوطة أوي وطايرة في السما وأنا معاه،
وأكملت بخجل ممزوج بسعادة وهي تنظر داخل أعين صديقتها: أنا شكلي حبيته أوي يا سلمي.

إبتسمت لها سلمي وتحدثت: ربنا يسعدك يا مليكة، ماتتصوريش أنا فرحت لك أد إيه، ياسين حد محترم ويستاهلك بجد، بس ياريت تحافظي عليه وما تحاوليش تبعديه عنك تاني علشان ده لو حصل تاني ممكن ساعتها تخسريه للأبد.
أجابتها بعيون هائمة عاشقة: أبعد عن مين يا بنتي ده أنا مبقتش أقدر أبعد عنه ولو يوم واحد، بقيت بشتاق له أوي يا سلمي، إمبارح لما دخل أوضتي جريت عليه وحضنته وكأن روحي كانت مفرقاني ورجعت لي تاني برجوعه.

إبتسمت سلمي وهي تري عشق صديقتها التي كانت تعتقد أن حياتها إنتهت برحيل رائف لكن الحياة تثبت أنها أقوي وتستطيع التغلب على تغير قلوب البشر فسبحان الذي يغير ولا يتغير،
وبعد مدة هاتفها وصعد لها ليلقي السلام على سلمي وأعطاها علبة من الشيكولا السويسرية الفاخرة،
وإصطحب مليكة ووصل بها إلى فندق فخم كان قد حجز به غرفة خاصة ودلفا بها وأغلق بابها.

نظر لها بهيام وبدون سابق إنذار دثرها داخل أحضانه بإشتياق وتحدث بهيام وهو يشتم رائحتها بسعادة: وحشتيني يا حبيبي وحشتيني أوي.
إبتسمت وتحدثت وهي تخرج من داخل أحضانه: هو أنا لحقت أوحشك يا ياسين، ده أنا لسة كنت معاك من ساعات؟
تحدث بعيون عاشقة متلهفة: هتصدقيني لو قولت لك إنك بتوحشيني حتى وإنت في حضني؟
نظرت له بعيون سعيدة وتحدثت بهيام: للدرجة دي بتحبني يا ياسين؟

أجابها بحب: وأكتر من الدرجة دي يا قلب ياسين، يا مليكة أنا عشقي ليكي وصل لمرحلة إن مبقاش فيه كلام يقدر يعبر عن أحساسي وشعوري إللي جوايا ليكي.
أخذ صدرها يعلو ويهبط من شدة سعادتها وعشقها له، تحرك وجلب كيس كان قد بعثه إلى الغرفة قبل مجيئهم، أخرج من داخل الكيس علبة فخمة وفتحها أمام أعينها وأخرج منها عقدا أقل ما يقال عنه أنه تحفة فنية صنعت خصيصا بعناية ودقة هائلة.

نظرت للعقد بذهول وتحدثت بإنبهار: واو، أيه الجمال ده كله يا ياسين ده تحفة فنية ملهوش مثيل.
إبتسم بسعادة وتحرك ليلبسها إياه متحدثا: لازم يكون تحفة وملوش مثيل ده هيتحط على صدر البرنسيس مليكة عثمان مش أي حد والسلام،
فكت حجابها وأعتطه ظهرها وأعتدلت ألبسها إياه ومال على عنقها وقبله بنعومة وأحتضنها وتحدث بهمس أذابها: ياسين بيعشقك يا مليكة.

ثم لف وجهها إليه وأخذها داخل أحضانه وعاشا معا أجمل لحظات الهوي ليروي قلبهما العطش لحبهما السعيد.

كانت تتحرك بسعادة مفرطة وهي تجاوره في طريقهما لغرفة الإستوديو الخاص بإذاعة برنامجه الخاص، كان ينظر لها بسعادة لسعادة عيناها وفرحتها المفرطة التي يراها أمامه،
وتحدث بتساؤل: إيه يا بنتي السعادة إللي إنتي فيها دي كلها كل ده علشان جاية معايا الإستوديو؟
أجابته بسعادة وهي تتحرك بطفولة بخلف ظهرها ناظرة له بوجهها البريئ: ليك حق طبعا تستغرب وتهون من الموقف يا أستاذ،.

أصل إنت ما تعرفش أنا أد أيه حلمت وأتمنيت إني أجي أزور الإذاعة وأشوف وأحس الأجواء عاملة إزاي، وأكملت بعيون حالمة: ده أنا ياما إتخيلت المكان وأتخيلتك وإنت قاعد كده وماسك الميكرفون وبتكلم فيه المستمعين، وأكملت بإنتشاء: الإذاعه دي إختراع وعالم تاني، عالم كله سحر مبني على التخيلات، طب تعرف إني مكنتش حابه أشوف صورتك علشان تفضل بالصورة إللي رسمتها لك في خيالي،.

ثم حمحمت خجلا وأكملت مفسرة حديثها: أقصد يعني كلكم مذيعين الراديو بلا إستثناء.
نظر لها بإستغراب ثم أبتسم وتحدث مستفسرا: وإنت بقا شوفتي صورتي فين؟
أجابته بمرح: أبدا كنت قاعدة في يوم على الاكونت بتاعي وبقلب لاقيت إعلان ممول لإذاعتك بتنوه فيه عن مواعيد البرامج على المحطة الإذاعية، كانوا منزلين صورة كل مذيع وتحتها إسمه وإسم برنامجه وميعاده.

إبتسم وتحدث بمراوغة: وياتري بقي لاقيتي صورتي زي ما رسمتيها في خيالك ولا إتصدمتي من الواقع؟
نظرت له بخجل وأستغراب من سؤاله!
أجابها سريع بمراوغة: أقصد يعني صورنا كلنا هو مش إنت بردوا كنتي متخيلانا كلنا وراسمه لكل واحد فينا صورة في خيالك ولا أيه؟
هزت رأسها بتوتر وتحدثت سريع: أه طبعا أومال يعني كنت راسمة صورة جنابك بس، طبعا كل المذيعين يا حضرة الباشمذيع.

ضحك برجولة مهلكة لها وأشار بيده: طب إتفضلي أدخلي إحنا خلاص وصلنا.
دلفت داخل غرفة التسجيل تنظر لها بإنبهار وعيون عاشقة حقا لشكل الإستوديو ومحتوياته بدأت تتحرك في جميع أنحاء الغرفة تنظر لأدوات التسجيل بإنبهار تام وتتلمسها بحذر وحب وكأنها تتلمس لوجنة طفل حديث الولادة.

نظر لها بإستغراب وحدث حاله: من أين خرجت لي تلك الساحرة ذات التفاصيل المبهرة، تلك الفتاة أشبه بحورية من حوريات الأساطير، عاشقة هي لكل شيئ أصيل، حالمة بروحها السارحة في ملكوت عالمها الحالم
كم أنت غريبة وساحرة أيتها الجميلة، من أين جئتي وظهرتي وإلي أين ستصلي، كم انت بريئة أصيلة، نادرة، ذات طابع خاص وسط عالم سريع أشبه بوجباته.

فض تخيلاتهم صوت معد البرنامج وهو يتحدث بجدية: يلا يا أستاذ شريف إحنا جاهزين فاضل 1 دقايق ونطلع هوا
ثم نظر لها وتحدث: إتفضلي يا أنسة برة لو سمحتي علشان الصوت.
نظر لها شريف وتحدث بإهتمام: أخرجي يا عالية أقفي برة وإنت هتشوفي كل حاجة لكن طبعا لازم تشغلي الفون على المحطة لإنك مش هتسمعي حاجة من الإزاز لأنه عازل للصوت.
ثم وجه حديثه لشخص ما يقف: سامح ياريت كرسي برة وعصير فريش للأنسة لو سمحت.

أجابه الشاب بطاعة: تحت أمرك يا أستاذ شريف، إتفضلي معايا يا أفندم.
خرجت وهي تتلفت حولها ومازال الإنبهار يسيطر على حالتها، وقفت تنظر عليه وهي سعيدة من خلال الغرفة ذات الحوائط الزجاجية التي يقطن داخلها.
تحدث مخرج البرنامج بجدية: هنبدأ يا شريف يلا كله يستعد هوااااااا، 1,2,3,.

تحدث شريف بسعادة وهو ينظر لها من خلف الحائط الزجاجي: مستمعين الأعزاء أهلا بيكم في حلقة جديدة من برنامجكم اليومي ساعة مع شريف وحشتوني جدا،
حلقتنا النهاردة هنتكلم فيها عن الصدف، الصدف إللي بتغير حياتك أو بتحقق لك حلم كنت شايفه بعيد عنك ومستحيل إنك تحققه، هنتكلم كمان عن الشعور إللي ممكن الشخص مننا يحس بيه لو فجأة كده وبدون مقدمات شاف حلمه بيتحقق قدام عنيه وكل ده بمحض الصدفة،.

كانت تضع سماعات الأذن وتستمع له من خلال هاتفها وأبتسمت بسعادة حين أدركت أنه يقصدها بكلامه ويتحدث عن صدفتها معه،
أكمل هو: حابب كمان أقول لكم إن موضوع حلقتي النهاردة مش صدفة، لا خالص، وهقول لكم ليه بقول كده، لكن بعد مانسمع أغنية كلنا بنحبها جدا.
وأكمل بمرح: وبالصدفة بردوا إسمها صدفة الغنوة دي للفنانة الجميلة أروي، صدفة
أدار شريف الغنوة ووجه بصره لها وأبتسم لسعادة عيناها اللامتناهية.
بعد انتهاء الأغنيه،.

تحدث شريف وهو ينظر لعيناها: مستمعينا ورجعنا لكم تاني ونكمل كلامنا وهقول لكم السبب فإني ليه إخترت موضوع الحلقة النهاردة، الحكاية تخص واحده من أشهر أصدقاء برنامجنا هنا وإللي أكيد معظم متابعين برنامجنا عارفينها كويس وإللي بمحض الصدفة شافتني وشفتها في مكان عمري ما كنت اتخيل إني أشوفها فيه،.

الحقيقة أنا كنت داخل عند حد من قرايبي وفجأة ظهرت قدامي بنت وبدون مقدمات قعدت تبرق لي وهي مش مستوعبة إنها شيفاني قدامها،
وضحك وأكمل بدعابة: والأغرب من كده كمان إنها زعلت جدا مني علشان معرفتش أميز صوتها
وأكمل وهو ينظر داخل عيناها: البنت إللي بحكي لكم عليها دي هي صديقة البرنامج اللمضة أم أراء حرة الباشمحامية الأسوانية، وبالمناسبة هي موجودة معايا هنا في الإستوديو وبتبعت لكم السلام.

ضحكت وهي سعيدة وأشارت له بيدها بمرح من وراء الحائط الزجاجي.
كانت تجلس بمكتبها الخاص بالإذاعة وكالعادة تستمع برنامجه وتتصيد له الأخطاء كي تفعل المشاكل وتتحكم بأرائها المستبدة، إستمعت لإطرائه لتلك المستمعة وجن جنونها حين إستمعته وهو ينوه عن وجودها داخل المبني الإذاعي
إنتفضت واقفه وتحركت سريع لتذهب له كي تشاهد من تلك المشاغبة التي طالما إفتعلت معه المشاكل بسببها.

وصلت لمكان وقوفها وجدتها تحادثه من هاتفها على خط البرنامج وجدتها تتحدث بمرح: وأنا بجد مش قادرة أقول لكم أنا قد أيه مبسوطة إني موجودة في الأستوديو وقدامي مذيعي المثقف الواعي، بجد تجربة حلوة جدا وشكرا ليك يا شريف على إنك أدتني الفرصة دي وبجد بجد ثانك يو.
إبتسم لها نصف إبتسامة حين رأي تلك الغاضبة تجاورها وتنظر لها بإشمئزاز ثم حولت بصرها له بغضب وضيق.

تحدث شريف بإحترام: أنا إللي متشكر جدا يا عالية وبجد مبسوط إني قدرت أحقق لك حلمك وأشوف سعادتك دي كلها في عيونك وإنتي بتعيشي أجمل صدفة قابلتك من خلال زيارتك للإسكندرية عروس البحر المتوسط.
أنهت علياء مكالمتها وهي تنظر له بإبتسامة سعيدة أخرجتها من سعادتها صوت تلك الغليظة: إنتي بقا الباشمحامية إللي واجعة دماغنا ليل ونهار في البرنامج؟

ضيقت عيناها واستغربت من طريقة تلك المتعجرفة التي تربع يديها فوق صدرها وتنظر لها بكبرياء
أجابتها عليا بتهكم: واجعة دماغك؟
سوري يعني هو أنا أعرفك ولا عمري شفتك علشان أوجع دماغك؟
كادت أن تتحدث قاطعها شريف وهو يفتح باب الإستوديو مناديا عليهما: إيه ده إنتوا إتعرفتوا على بعض.

أجابته علياء بإستهجان ونبرة ساخرة: لا والله محصليش الشرف، أنا كل إللي أعرفه عن الأستاذة إني يا حرام واجعة لها دماغها ومصدعاها طول الوقت وبس كده.
ضحك شريف على طريقتها العفوية حين نظرت له سالي بغضب وتحدثت: لا والله
عجبتك أوي طريقة الهانم وهي بتتريق عليا وعلى طريقة كلامي.
توقف عن الضحك ونظر لها بجدية وتحدث: فيه إيه يا سالي، البنت بتهزر مش أكتر، كبرتي الموضوع كده ليه؟

صمت تام عم المكان وألف سؤال وسؤال بدأ يقتحم رأس علياء وتسائلت بحيرة: تري من تكون تلك المتعجرفة ذات الوجه البارد وما صلتها بشريف، وبأي حق تتهكم عليه هكذا؟
تراجعت سالي من حدتها وتحدثت بلين في محاولة منها لعدم إزعاج شريف وأكتسابه بصفها من جديد: إنت زعلت كده ليه يا حبيبي أنا كمان بهزر على فكرة وعلشان تصدق.

مدت يدها بإبتسامة مزيفة وتحدثت: نورتي إسكندرية كلها يا حضرة الباشمحامية، بس قولي لي بقي إنتي محامية بجد ولا ده لقب إدتيه لنفسك؟
أصلي حساكي صغيرة على إنك تكوني محامية.
أجابتها علياء بعدم إرتياح: انا لسه في كلية حقوق الفرقة التالتة، يعني فاضل لي سنة واحدة وأكون حضرة المحامية رسميا.
تحدث شريف محاولا تخطيه لحديث سالي المثير للأعصاب: طب تعالوا بقا اعرفكم على بعض،.

ونظر إلى سالي مشيرا إلى علياء متحدثا: دي علياء ياسالي، بنت عمو حسن أخو طنط ثريا حماة مليكة.
حدثت سالي حالها: مليكة، أية كارثة خاصة بحياتي تقطن بداخلها مليكة، تلك المليكة أصبحت تسبب لي صداعا مزمنا.
ثم أدار بصره إلى علياء وتحدث بإبتسامة: ودي بقا سالي مذيعة برنامج أيام وليالي أكيد متبعاه
وأقترب من سالي وأحاط بيده على خصرها ونظرا بأعين بعضهما قائلا: وخطيبتي وقريب أوي هتبقي مراتي.

نزلت عليها كلماته كالصاعقة المدمرة لكل ما يواجهها، تبا، بماذا هذي ذلك الشريف منذ قليل؟ أقال خطيبته! وهل لديك خطيبة أيها القاسي، يا لكسرة قلبك علياء
وبلحظة تحولت فرحتها إلى إنكسار وألم داخل قلبها البريئ
تحدثت بإستفهام بوجه حزين: هو أنت خاطب؟
أجابها بإستغراب لتغير ملامحها للحزن: هي مليكة ما قالتلكيش.
حاولت التماسك وابتلعت لعابها وتحدثت بتماسك: مجتش مناسبه علشان تقولي.

ثم مدت يدها له وتحدثت بابتسامة كاذبة: ألف مبروك عروستك زي القمر.
شدت يدها سريع من يده وحولتها إلى سالي وبنفس تلك الابتسامة الزائفة تحدثت: مبروك.
ثم تحدثت بمحاولة للهروب: أنا همشي بقا علشان إتأخرت ومتشكرة مرة تانية على إنك خلتني أعيش اليوم الحلو ده.
تحدث هو: إستني أجيب حاجتي علشان أوصلك.

تحدثت سالي سريع بعدما رأت كل ذاك الحزن داخل أعين تلك الفتاة التي يبدو عليها العشق: توصل مين يا شريف، إنت ناسي إن مامي عزماك على الغدا وأكيد قاعدة مستنيانا؟
نظر لها شريف وكاد ان يتحدث
قاطعته علياء وهي تستعد للمغادرة: إتفضل إنت روح معادك وأنا هركب تاكسي وأروح.
تحدث شريف: يا بنتي هوصلك وأرجع أروح معادي، أساسا لسه بدري وبعدين إنت أمانة أنا اللي جايبك
وأكمل بدعابة: بعدين تتوهي ويحسبوكي عليا نفر.

إبتسمت بمرارة وتحدثت بدعابة ساخرة: لو توهت هبقى أقول لعمو إللي في الشارع إني تبع عمو شريف بتاع الإذاعة
وأستأذنت تحت أنظاره وألم تملك من قلبه، لما؟ هو لا يعلم!
نزلت إلى الشارع أوقفت إحدي السيارات المستأجرة وأنطلقت بها
سندت برأسها على زجاج السيارة شاردة ناظرة للسماء وبدون أية مقدمات نزلت دموع عيناها بهدوء
حدثت دموعها: لما تنهمرين أيتها العزيزه، هل كنتي تعتقدين أنه سيعشقني؟

ومن أكون أنا بالنسبة له حتى يعشقني، ومن أنا من تلك الجميلة المتألقة ذات الشهرة الواسعة، ذات الجمال الأخاد،
لقد خدعني قلبي حينما أشعرني أنه يتلمسني، خدعني حسي حينما أبلغني بميل إحساسه لإحساسي، خدعتني عيناي حين إتصلت بشعاع عيناه الساحرة فأصابت جسدي بالقشعريرة، أه بقلب أتعبه التمني، لوأستطيع لانتزعت عشقه مني
ليتني لم أتي تلك الرحلة، ليتني لم أتعرف به ولم أعلق عليه أحلامي وأمنياتي ورغباتي،.

ليتني لم أري بسمة عيناه حين يلتقيني، لمسة كفه حين يتلمس كفي، نبرته الحنون حين يناديني،
إستفيقي علياء وكفاكي هراء أيتها الغبية، كفي أوهام لهذا الحد إستفيقي وعودي لرشدك، عودي لدراستك ومستقبلك عودي علياء عودي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة