قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل التاسع والعشرون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل التاسع والعشرون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل التاسع والعشرون

خطت لداخل منزلها بقلب طائر هائم عاشق حتى النخاع، وجدت ثريا ويسرا ونرمين تجلسن في بهو الفيلا يتناولن مشروبا دافئا
جري عليها مروان إحتصنها بحب قائلا: مااااامي وحشتيني.
جثت على ركبتيها وأحتضنته وقبلته بسعادة وتحدثت: إنت كمان وحشتني يا قلبي، قول لي أكلت إنت وأخوك؟
هز رأسه بإيماء وتحدث: أه أكلنا مع نانا وعمتو يسرا وعمتو نرمين وعلي.
أتي إليها صغيرها مهرولا هو الأخر متحدثا بعتاب: إتأخرتي ليه يا مامي؟

إبتسمت له وقبلته بنهم وحملته بأحضانها وأتجهت حيث الجمع وتحدثت بوجه بشوش: السلام عليكم.
ردوا جميعا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تحدثت وهي ناظرة إلى نرمين بإبتسامة: إزيك يا نرمين.
أجابتها بإبتسامه صفراء: أهلا يا مليكة.
إبتسمت للصغير وحدثته بود: إزيك يا على وحشتني.
أجابها الصغير بإحترام: وحضرتك كمان وحشتيني يا طنط.
تحدثت ثريا موجهه نظرها إلى مليكة: إتأخرتي كده ليه يا بنتي؟

أجابتها بإبتسامة حانية: معلش يا ماما أصل سلمي كانت مجهزة غدا وأصرت إننا نتغدا مع بعض.
تحدثت يسرا: بألف هنا يا ليكة قولي لي سلمي أخبارها ايه؟
اجابتها ببشاشة وجه: الحمدلله يا يسرا بخير وبتسلم عليكي.
نظرت لها نرمين بحنق وتحدثت بإستهجان: وياتري بقي ياسين عارف إن سيادتك كنتي عند صاحبتك وسايبة ولادك هنا وقاعدة ده كله عندها وكمان في وجود راجل غريب معاكم في البيت؟

نظرت لها وتحدثت بكبرياء وقوة إكتسبتها من ياسينها: أولا جوز سلمي مكانش موجود في البيت كان مسافر البحيرة بيزور أهله، وأسترسلت مفسرة: ثانيا يا نرمين جوز سلمي راجل محترم وحطي تحت محترم دي 1 خط وأنا عن نفسي بعتبره زي أخويا بالظبط يعني حتى وجوده بالنسبة لي مكانش هيبقي فيه مشكلة، ثالثا بقي: إطمني أنا مابتحركش من البيت خطوة واحدة من غير علم ياسين.

نظرت ثريا إلى إبنتها وتحدثت بحدة: ايه يا بنتي الكلام إللي بتقوليه ده! أحمد ده راجل محترم وأخوكي الله يرحمه كان بيعتبره زي أخوه بدليل إنه كان دايما يعزمه هنا ويقعد في وسطنا وكأنه واحد مننا.
تلعثمت نرمين من نظرات يسرا الحادة لها وأرادت تهدئة الوضع خوفا من يسرا: يا جماعة أنا مقصدش إللي فهمتوه خالص أنا كل إللي كنت أقصده أنبه مليكة علشان تتفادي غضب ياسين منها مش أكتر.

ثم نظرت إلى مليكة وتحدثت بلؤم: ولا هو ياسين بطل يغضب عليكي خلاص يا مليكة؟
إبتلعت مليكة لعابها وكادت أن تتحدث ولكن قاطعها حديث ثريا حيث وجهة لها الحديث: شوفتي عاليا يا مليكة لاقيناها دلوقتي راجعة من برة وبتقول إنها حجزت و راجعة بكرة على أسوان.

إستغربت مليكة وتحدثت: مسافرة بكرة إزاي يعني! هي مش لسه إمبارح بالليل بتقول إنها كلمت مامتها وإستئذنتها تقعد كمان خمس أيام أيه إللي حصل خلاها تغير رأيها بالسرعة دي؟
حركت ثريا كتفيها وتحدثت: مش عارفة ما تطلعي تشوفيها وحاولي تقنعيها يمكن تسمع كلامك وتتراجع عن قرارها المفاجئ ده إحنا إتكلمنا معاها بس هي رافضة النقاش ومقررة خلاص.

تحدثت نرمين بضيق: يوووو يا ماما ماخلاص بقي واحدة وحابة ترجع بيتها وسط أهلها أيه هتخلوها تقعد بالعافية وبعدين البنت عندها كلية ودراسة يعني وجودها هنا في الوقت ده هو إللي غريب اصلا.
إستمعن لصوته السعيد متحدثا بمرح: مساء الخير على أجمل وأشيك هوانم في إسكندرية كلها.
إلتفتت بوقفتها عليه وأبتسمت له بسعادة وطار قلبها ورفرف حين ألتقت عيناه بعيناها وأصابها بسهم عشقه.
ردوا جميعا على مغازلته الرقيقة.

وتحدثت ثريا بإبتسامة: أهلا يا ياسين تعالي يا حبيبي إشرب قهوتك معايا.
مر طيفه بجانبها كاد قلبها الهائم أن يتركها ويحتضنه فرحا، وجلس بجانب ثريا وقبل يدها بحنان
وتحدث بمجاملة لأجل ثريا ناظرا لنرمين: إزيك يا نرمين عامله أيه؟
إبتسمت له وتحدثت: تمام الحمد لله يا ياسين جرحك أخباره أيه النهاردة؟
أجابها بابتسامة سعيدة: زي الفل الحمدلله.
حول بصره لتلك الواقفة مكانها وتحدث بمراوغة: إنبسطي عند سلمي يا مليكه؟

خجلت من سؤاله لعلمها مغذاه وتحدثت بمراوغة مماثلة قد إكتسبتها منه: الحمدلله وعلى فكرة سلمي بتسلم عليك وبتشكرك.
أجابها بضحكة رجولية مهلكة لقلبها العاشق: قوليلها لا شكر على واجب.
تحدثت يسرا بعدم فهم: بتشكره! وياتري بقي سلمي بتشكرك على أيه يا ياسين؟

ضحك برجولة وأكمل: أولا على إني خليت مليكة قعدت معاها براحتها وأكيد إنبسطوا مع بعض، وأكمل بكبرياء: ثانيا بقي بعتلها علبة شيكولا سويسري فااااخرة، ثم نظر إلى يسرا وتحدث: طب بذمتك كل السعادة إللي عاشتها بسببي دي ما تستاهلش إنها تشكرني عليها؟
تلعثمت من كلماته وإيحائاته ومراوغة حديثه فقررت الإنسحاب من أمام ذلك الساحر بطلته المهلكة وضحكاته المثيرة لقلبها المسكين.

فتحدثت بإنسحاب: طب بعد إذنكم أنا هطلع علشان أبدل هدومي وأشوف عاليا.
أشار لها بتوسل: طب ممكن قبل ماتطلعي تعمليلي فنجانين قهوة بأديكي ليا أنا وعمتي ده طبعا لو مش هيضايقك؟
وأكمل بإبتسامة: خلاص مبقتش بعرف أشرب قهوة واتمزج بيها غير من إيدك قدك بقي.
إبتسمت له وأجابته: ولا يهمك كل ما تحب تشربها قولي وأنا أعملك علطول.
تحدثت ثريا بإهتمام: أجبلك تتغدي الأول يا حبيبي.

أجابها بإنتشاء وهو يتذكر تناوله الطعام داخل غرفته الخاصة بالأوتيل وهو يجلسها فوق ساقيه ويطعمها بدلال وتطعمه هي بيدها داخل فمه: إتغديت يا أمي أكلت أحلي جمبري وإستكوزا وكابوريا أكلتهم ف حياتي كلها.
إبتسمت هي بخجل وتحدثت ثريا: بألف هنا على قلبك يا حبيبي.
ذهبت إلى المطبخ صنعت لهم القهوة بمذاقها المحبب لهم جميعا وقدمتها وأنصرفت.

كانت هناك من تراقب عيناهم والغل والحقد يتأكل قلبها لرؤية عشق ياسين الواضح وضوح الشمس لغريمتها الكريهة التي لم تكتفي بهدم حياتها السابقة بل ظلت تكن لها كل الكره والحقد الغير مبرر.
صعدت هي وجلس هو بجوارهم يحتسي قهوته بمرح وسعادة ظاهرة على ملامحه.

دلفت لغرفتها أولا أخذت حماما وأرتدت ثيابا بيتية مريحة ثم ذهبت إلى غرفة علياء ودقت على بابها بإستئذان، دلفت بعد السماح لها من علياء التي كانت تضع حقيبتها فوق التخت وتضع بداخلها أشيائها وكل ما يخصها.
نظرت لها بإستغراب وتحدثت: ده الكلام إللي بيقولوه تحت حقيقي بقي إنتي بجد مسافرة بكرة يا عاليا؟
تنهدت ووضعت أخر قطعة ملابس بيدها وأغلقت الحقيبة وأنزلتها ووضعتها بجانب الحائط،.

ثم حولت لها بصرها و إبتسمت بمرارة قائلة: هو أنا هفضل قاعدة هنا على طول يا مليكة ما أنا مسيري في يوم هرجع بيتي، مش فارقة بقي بكرة أو بعد أسبوع.
سألتها بحزن وهي تجلس فوق المقعد: طب أيه إللي حصل وخلاكي تغيري رأيك بسرعة كده؟
أجابتها بكذب: ماما وبابا وأخواتي وحشوني أوي، فجأة كده حسيت إن ناقصني حاجة كبيرة أوي وبصراحة مش هقدر أقعد يوم واحد تاني بعيد عنهم.

تنهدت مليكة بألم وتحدثت: أكيد طبعا مش هقدر ألومك أو أراجعك في قرارك وخصوصا بعد كلامك ده، وأكملت بحنان: المشكلة إني إتعودت عليكي وعلى وجودك معايا هنا، إتعودت على قعدتنا في البلكونة بالليل، على مشينا قدام البحر وإستمتاعنا بالكلام، إتعودت على وجودنا مع بعض في المطبخ وإفتكاستنا اللي كنا بنطلعها، خروجتنا وزيارتنا لقريبنا،
وتنهدت بحنين وأردفت: هتوحشيني يا عاليا.

ذهبت إليها علياء وإحتضنتها وتحدثت بحب: إنتي كمان هتوحشيني جدا وأكيد هنفضل نتكلم فيديو كول.
إبتسمت مليكة وتحدثت: هستناكي في أجازة الصيف زي ما وعدتيني؟
إبتسمت نصف ابتسامة وتحدثت: إن شاء الله.

ليلا
صعدت مني لغرفة علياء لتخبرها أن عمتها بإنتظارها بغرفتها بالأسفل طرقت علياء باب غرفة عمتها ودلفت بعد سماعها إذن الدخول، وجدت ثريا تجلس فوق تختها وتمسك بيدها صندوق مجوهراتها الثمين
تحدثت علياء بإحترام: حضرتك بعتيلي يا عمتو؟
إبتسمت ثريا وتحدثت بحب: تعالي يا حبيبتي إقعدي هنا جنبي.
جلست علياء بجانب ثريا وتحدثت ثريا: لسه بردوا مصممة على إنك تسافري بكرة؟

إبتسمت علياء بحزن وتحدثت: إن شاء الله يا عمتو.
تنهدت ثريا وتحدثت بأسي: هتسيبي فراغ كبير أوي يا عاليا، ما علينا المهم أنا كنت حابة أهديكي حاجة من مجوهراتي علشان تفتكري عمتك بيها وإنتي في أسوان.
إبتسمت علياء بسعادة طفولية وتحدثت: ليا أنا حبيبتي يا عمتو للدرجة دي أنا غالية عندك لدرجة إنك تهاديني من مجوهراتك الشخصية؟

إبتسمت ثريا وتحدثت: طبعا يا عاليا وغالية أوي كمان دانتي في غلاوة يسرا ونرمين ومليكة وربنا وحده إللي يعلم، يلا بقى شوفي هتختاري أيه؟
أمسكت علياء الصندوق بحب وبحثت بداخله لتتفقده وإذ بها تخرج قلادة رقيقة للغاية وتنظر لها بإنبهار وتحدثت: الله يا عمتوا حلوة أوي السلسلة دي رقيقة وبتنطق من الذوق إللي فيها.

نظرت لها ثريا وأبتلعت لعابها وأمسكتها من يد علياء ونظرت بها وهي تتذكر حينما أوقفها عز ليهديها إياها، نعم إنها هدية عز إليها حين كانت بالثامنة عشر من عمرها إبتسمت بحنين لماضيها الجميل.
أخرجها من شرودها صوت علياء وهي تقول: دي السلسلة دي شكلها حكايتها حكاية سافرتي لحد فين يا عمتو؟
إبتسمت لدعابة علياء وتحدثت بحنين: معلش يا عاليا ممكن تختاري حاجة غيرها؟

إبتسمت علياء وأمائت برأسها بتفهم وبالفعل إختارت إسوارة رقيقة وجميلة ثم شكرت عمتها وقبلتها وصعدت للأعلي.
وقفت ثريا أمام مرأتها وأرتدت القلادة وأبتسمت بمرارة وحدثت حالها سامحني عز أنا لست بغبية لأغفل عن تلك المشاعر العارمة التي تكنها لي منذ صباك، لكن متي كانت قلوبنا بأيدينا، قلبي إنصاع لأمر العشق وعشق أحمد وقلبك إنساق خلف مشاعره وعشقني لكن ليس الأمر بالهين فقلبي كان قد عشق وحسم الأمر،.

ثم أبتسمت بحب وتحدثت أأخبرك سرا لقد عشقت عشقك لي نعم أحببت غرام عيناك لعيناي إحترمت عشقك وقدرت غرامك
وأصدقك القول لقد إحترمتك كثيرا حين إحتفظت بعشقي داخلك ولم تفصح لي عنه إلى وقتنا هذا، وهذا ما يميز عشقك أيها الفارس النبيل نعم عز إنك لفارس في زمن قل به الفرسان،
فبرغم عشقك لي وبرغم رفضي لك إلا أنك لم تتخلي عني وعن أطفالي يوما ما، يالك من رجل فريد نبيل أشكرك عز حقا من أعماق قلبي.

أتي الصباح ودعت علياء عمتها والجميع بالدموع وذهبت بصحبة طارق الذي أوصلها إلى المطار حيث إستقلت الطائرة وذهبت بصحبة وجعها الجديد.
إستغرب شريف من طريقة سفرها المفاجئ وخصوصا أنها كانت قد أخبرته مسبقا أنها قررت المكوث عدة أيام أخر وبدأ يسترجع ذاكرته ويتلمس النقاط لسبب هذا التغير المفاجئ وتيقن حينها أنه لاحظ ذلك التغير حين أخبرها عن خطبته من سالي.

في صباح اليوم التالي
داخل حديقة فيلا رائف كانت تجلس ثريا بصحبة ياسين وعز وطارق يتناولون إفطارهم ككل يوم لفت إنتباه عز تلك القلادة التي تقتنيها ثريا فوق صدرها إقشعر بدنه وشعر برعشة تسري داخل قلبه وجسده بالكامل، وحدث حاله بتيهة: ياالله هي نعم هي قلادتي التي أهديتها إياها منذ الكثير والكثير من الأعوام، أه ثريا أما زلتي تحتفظين بذكري مني بماذا أفسر هذا؟
قولي لي ثريا بما أفسر هذا التصرف؟

إنتبهت ثريا لذلك الحائر بنظراته التائهة الشاردة وحينها تذكرت أنها تناست وخرجت بتلك القلادة، لامت حالها وحدثتها غبية ثريا، غبية، كيف لكي أن تقدمي على تلك الفعلة الشنعاء مسكين عز سامحني أرجوك بالتأكيد لم أكن أقصد أدخالك ف تلك الحيرة وتلك المشاعر المتضاربة.
أخرجه من شروده حديث ياسين وهو يسأله: إنت كويس يا باشا؟
حول بصره لإبنه سريعا ونظر له بنظرة تائهة وتحدث: سلامتك يا حبيبي سرحت شوية في الشغل.

إبتلعت هي لعابها وأستأذنت بحجة إستعجال القهوة
تحرك هو خلفها وأوقفها بصوته الجهوري: ثريا إستني لو سحمتي.
نظرت له بعيون خجلة وتحدث هو بحديث ذات مغزي: طب ليه يا ثريا ليه؟
نظرت له وتحدثت ببسمة ألم: علشان مكنش ينفع يا عز صدقني ماكنش ينفع.
تحدث بنظرة ألم ونبرة ملامة: مين إللي قالك إنه ماكانش ينفع، وإزاي تقرري لوحدك قرار مصيري زي ده؟

وحدثها بألم: تعرفي إن بقرارك ده دفنتي قلبي بالحيا، أنا عايش من غير قلب يا ثريا والفضل ف ده يرجعلك، من يوم رفضك ليا وأنا وجعي مابينتهيش، ليه عملتي فيا كده، لما أنتي حاسه بيا من الأول ليه دبحتيني ليه يا ثريا ليه؟

نظرت له وتحدثت بتألم لحالته: علشان ياسين وطارق وشرين وعمر ما يكرهونيش يا عز علشان أفضل ف عنيهم عمتهم اللي بتحبهم وبيحبوها وعلشان منال مكانتش تستاهل أعمل فيها كده وعلشان أحمد الله يرحمه، وعلشان مكسرش رائف وأدخل عليه ف بيته راجل غير أبوه،
نظرت له بضعف وأكملت: عرفت ليه ماكنش ينفع يا عز؟

أجابها بعيون متألمة تبكي دون دموع بل بالمعني الأدق تنذف ألما: وأنا يا ثريا ليه مفكرتيش ف ألمي و وجعي، ليه كسرتيني ببعدك عني ورفضك ليا؟
وأكمل بنظرة ملامة: يااااااه يا ثريا تخيلي أول مرة أعرف إنك أنانية أوي كده، للدرجة دي ألمي وعذابي مكنش ليهم عندك أي حسابات، للدرجة دي أنا طلعت حد مش مهم بالنسبة لك علشان تفكري ف كل إللي حواليكي إلا أنا، إلا عز يا ثريا!

كانت تنظر له بقلب مفطور وغيمة من الدموع إكتست مقلتيها بألم لأجله ولأجل ضعفه وألمه التي ولأول مرة تراه داخل عيناه ولكن ما بيدها لتفعله.
نظر إليهم طارق مستغربا حالتهم وتحدث لياسين: هو فيه ايه يا ياسين هي أيه الحكاية بالظبط؟
أجابه ياسين بحزن وهو يعتدل مستعدا للنهوض: دي حسابات قديمة وبتتقفل يا طارق، يلا قوم روح شغلك وأنا هرجع الفيلا أرتاح شوية،
وبالفعل خرجا إثنتيهما ليكفوا عنهم الحرج.

نظرت له وتحدثث بدموع: سامحني يا عز صدقني كان غصب عني أرجوك سامحني.
نظر لها بألم وتحدث: مش مسامحك يا ثريا، مش مسامحك على أد ألمي وعذابي إللي لسه ساكن روحي من بعادك مش مسامحك ولا عمري هسامحك،
كان عذرك عندي إنك محستيش بيا لكن دلوقتي ملكيش عندي أي أعذار.
أعطاها ظهره وخرج متأثرا بحالته ذهب للبحر ليشتم هوائه قليلا عله يهدئ من روعه حتى يذهب إلى مقر عمله.

ودلفت هي لغرفتها تبكي متأثرة بحديثه المميت ولكن للأسف تلك الدموع والندم يأتيان بعد فوات الأوان.

دلف ياسين إلى مكتبه الخاص بالمنزل وأقترب من خزانته وفتحها وأخرج منها داتا خاصه به ثم وضعها على جهاز الحاسوب بعدما أوصله بهاتفه الجديد وبدأ بنسخ المتواجد داخل الداتا ونقله على هاتفه وبعد إنتهاء النسخ أمسك هاتفه ليراجع كل ملفاته المهمة وأرقام الهواتف السرية الخاصة بعمله ف جهاز المخابرات، لفت إنتباهه الفيديو المسجل بإسم رائف كاد أن يفتحه ويري ما يحتويه لكنه زفر بضيق حين تذكر وعده المشؤوم ليسرا.

ألقي الهاتف بإهمال وأرجع رأسه للخلف بضيق، ثم تذكر حديث مليكة عن علم ليالي بعلاقاته النسائية السابقة وبدأ بفحص ذاكرته وأسترجاع تلك الفترة بالتحديد تذكر في ذلك التوقيت أنه وجهاز المخابرات إكتشفوا مراقبة ياسين من جهة أمنية خاصة إيطالية،
فعادة المخابرات أن تضع كل شخص تحت المراقبة الدقيقة من داخل الجهاز شخصيا،.

أولا لأمانه، ثانيا لمراقبة أفعاله، وكان رئيس الجهاز على علم بعلاقات ياسين مسبقا والذي أخبره عنها ياسين شخصيا لتفادي سوء الفهم، وبما أنها كانت ف إطار الزواج وف سرية تامة فلن يعترض وخصوصا أن ياسين من أكفئ ظباط المخابرات وأمهرهم وله وضعية خاصة لديه،
تنهد بألم وغضب من غباء تلك الزوجة وتصرفاتها المتهورة والتي تنم عن شخصيتها الغير مسؤولة.

فبغبائها كادت أن تودي بمسيرته العملية إلى الهاوية لولا ستر الله عليه.
زفر بضيق وتعهد على أن يعاقبها على تلك الفعلة الشنعاء ولكن بهدوء وتخطيط،
وأول عقاب لها هو حرمانها من النقود التي تنفقها على أناقتها وجمالها المزيف وهذا سيكون أشد عقاب لها،.

ثانيا سفرها السنوي إلى لبنان مع والدتها وشقيقتها لإقتناء كل ما يخص عالم الموضة والميك أب وعمليات التجميل والترميم والذي يتحمل هو جميع نفقاتها على حسابه الشخصي لثلاثتهم والذي إقترب موعده
تيقنا منه أن هذا هو العقاب المميت لتلك الفارغة من الداخل التي تدعي بزوجته.
إبتسم بتشفي وحدث حاله: صبرا أيتها الغبية سأجعلكي تندمين وتذرفين الدم بدلا من الدموع على ضياع أحلامك التافهة أمام أم أعينك.

بعد مرور إسبوع
داخل منزل عز كان الجميع جالسا وسط جو أسري يتناولون التسالي بكل أنواعها ويحتسون المشروبات المحببة لكل منهم.
تحدث عز موجها حديثه إلى ولده الأصغر عمر: ماقولتليش نويت على أيه بخصوص شغلك يا عمر؟
اجابه عمر وهو يضع بفمه إحدي حبات الكاجو: جايلي عرض حلو أوي يا داد كنت لسه هكلمك عنه شركة مالتي ناشيونال ليها فرع هنا في إسكندرية
تحدثت منال بغرور: تشتغل في شركة!

ليه ان شاء الله هو إنت قليل في البلد دي أكيد بابا هيأسسلك شركة!
ثم أحالت ببصرها إلى عز وتحدثت: ولا أيه يا عز؟
أجابها عز بنبرة ساخرة: أأسسله شركة وهو أنا كنت لسه شفته شاطر في شغله ولا أيه علشان أأسسله شركة ولا عاوزاني أرمي فلوسنا على الأرض يا هانم.
تحدثت منال: وأيه المشكلة لما يجرب وهو طارق كان عنده خبرة ولا كنا عارفينه هينجح في شغله ولا لاء؟

ومع ذلك الشركة ماشاء الله نجحت وبقت من أكبر شركات التصدير والإستيراد في إسكندرية كلها.
أجابها عز بنبرة جادة: طارق مكانش لوحده يا منال رائف الله يرحمه كان معاه ومسانده و رائف كان شاطر جدا وكان عنده خبرة قبلها من شغله في شركة خاله عبدالسلام علشان كده مترددتش لحظة لما فاتحني في إنه يأسس الشركة ويدخل طارق شريك معاه.
تحدثت بإمتعاض: أااااه رائف طبعا طالما كان فيها رائف كان لازم توافق علشان تنول الرضا.

رمقها بنظرة كادت أن تحرقها لولا تدخل ياسين الذي قرر أن يهدأ تلك المشاحنات التي على وشك ان تتحول إلى معركة وصراع بين ذلك الثنائي العجيب.
تحدث ياسين بتعقل: والله يا ماما أنا من رأيي إنه يقبل العرض بتاع الشركة ويبدأ فيها لحد مايكتسب خبرة وبعدها هو بنفسه إللي هيقرر إذا كان هيقدر يتحمل ويدير شركة بكل أعبائها ومشاكلها ولا يقرر يكمل في الشركة دي،.

وانا عن نفسي شايف إن الشركة دي ممتازة عمر كان قالي عليها ولما سألت لاقيتها شركة عالمية وكمان عمر هيكونله فيها إمتيازات بما إنه خريج كامبريدج فده هيشفعله عندهم في الترقيات وهيديله مكانه مرموقة في الشركة إن شاء الله.
تحدث طارق تأكيدا على حديث ياسين: أنا كمان رأيي من رأي ياسين.
تحدث عمر: خلاص أنا كمان شايف إني أجرب وأكيد مش هخسر حاجه.

تحدث ياسين موجها حديثه إلى أبيه: على فكره يا باشا أنا مسافر بكرة مأمورية تبع الشغل.
صاحت منال بإرتعاب: مسافر إزاي يا حبيبي وإنت لسه تعبان كده؟
تحدثت ليالي: سفر أيه يا ياسين وإنت جرحك لسه مصحيش وبعدين إنت رجعت الشغل أمتي أصلا علشان تلحق تسافر مأموريات؟

نظر ياسين إلى والدته متجاهلا ليالي لغضبه العارم منها وتحدث: رئيس الجهاز إتصل بيا وقالي إن الإنتربول الدولي قبض على المجرم إللي ضربني بالرصاص وأنا لازم أروح أستلمه بنفسي علشان أتأكد من أمان وصوله لمصر علشان نبدأ ف إستجوابه ومحاكمته
نظرت منال إلى عز الجالس بهدوء وتحدثت: شكلك مش متفاجئ بسفر إبنك يا سيادة اللوا؟
أجابها بإستفزاز ونبرة ساخرة: يمكن علشان معاه في نفس الجهاز والأوامر بتعدي عليه قبله.

نظرت منال إلى ياسين وتحدثت بنبرة صوت متوسلة: بلاش تسافر علشان خاطري يا حبيبي، إنت لسه كتفك واجعك أنا خايفة عليك يا ياسين وأكيد الناس دي مش هتسيبك بسهولة وهيحاولوا يأذوك تاني.
أجابها عز ليطمئنها: ماتقلقيش يا منال ياسين مسافر وسط إجرائات أمنية مشددة من أمن الجهاز ومعاه فرقة حراسة من أكفئ رجالتنا ولولا كده أنا عمري ماكنت هوافق إني أعرض إبني لأي خطر من أي نوع.

نظر لها طارق وتحدث: إطمني يا ماما هو ياسين أول مرة يسافر.
تحركت أيسل وجلست بجوار والدها ونظرت له بحنان: ممكن يا بابي تخلي بالك من نفسك علشاني؟
إحتضنها ياسين وقبل وجنتها وتحدث: حاضر يا عيون بابي.
أكملت أيسل بدعابة: طب قولي بقي حضرتك مسافر أي دولة علشان أعرف أختار هديتي كويس.
ضحك الجميع وتحدث ياسين من بين ضحكاته: وأنا أقول أيه الحنية دي كلها، أتاريها مش لوجه الله للأسف طلعت علشان الهدية،.

وأكمل بحب: على العموم يا قلبي إنتي بس أشري على إللي نفسك فيه ويكون عندك في لحظتها لان طبعا وزي ماأنتي عارفه شغل بابي المفروض سري فمينفعش حد يعرف أنا مسافر فين.
أشارت بيدها على حالها بدلال: حتى أنا يا بابي؟
أجابها وهو ينظر إلى منال بحنان: حتى نانا إللي قاعدة قلقانة هناك دي.

تحدث عمر بدعابة: على العموم يا سيلا لما بابي يرجع بالسلامة هنعرف من نوع الهدايا هو كان فين يعني مثلا لو جاب شيكولا يبقي كان في سويسرا، ولو جاب بن يبقي كان في البرازيل، أما بقي لو جاب معاه ستات حلوة يبقي أكيد كان ف باريس بلد الجمال.
تحدث عز بحزم: عمر ده مش وقت هزار ف الحاجات دي بيتهيألي فيه بينا أطفال ومراهقين ولا مش واخد بالك؟

أراد ياسين إخراج والده والجميع من حالة التشنج التي أصابتهم من حديث عز الحاد إلى عمر
فتحدث: أنا جوعت، إنتوا مش هتأكلونا إنهاردة ولا أيه؟
تحدثت منال سريعا: حالا يا حبيبي أخليهم يجهزولك العشا.
تحدث حمزة طفل ياسين: طب أيه رأيك يا بابي نطلب بيتزا دليفري.
وضع ياسين يده فوق رأس طفله بحنان وتحدث: حمزة باشا يؤمر يبقي نطلب بيتزا علشان خاطر عيونك.

نظر له عز وتحدث بحديث ذات مغزي: لازم تجوع بردوا ماأنت بتبذل مجهود ذهني جبار بالراحة على نفسك شوية يا حبيبي وياريت متنساش إنك لسه تعبان.
ضحك طارق ساخرا حين رمقه ياسين بنظرة ملامة مصطنعة
ثم أجاب ياسين والده بحديث ذات مغزي: متقلقش عليا ياباشا أنا بعرف أوزن أموري كويس.
كان الجميع سعيدا وأكملوا سهرتهم.

بعد يومان
سافر ياسين مع الفريق الأمني الخاص بالجهاز وكان التأمين على أعلي مستوي وصلا لمقصدهم وأستلموا من الأنتربول المتهم وتعرف ياسين عليه وبدأو بإستجوابه داخل السفارة المصرية إستعدادا لترحيله داخل البلاد ليستجوبه جهاز المخابرات المصري لمعرفة لأي دوله ولصالح من يعمل ذلك الجبان،
ومر يومان على سفره والأمور مستقرة للجميع.

نزلت مليكة الدرج وجدت ثريا تجلس برفقة يسرا وجيجي ألقت عليهم التحية ردوها بإبتسامات
بعد مده تحدثت مليكة: ماما بعد إذن حضرتك دكتور سيف أخويا باعتلي دعوة علشان أسافرله أنا والولاد نقعد معاه إسبوع فكنت بستأذن حضرتك أخلي شريف يخلصلي ورقي أنا والولاد النهاردة علشان المفروض نسافر بكرة
علشان عيد ميلاد بنته بعد بكرة وهو حابب نكون موجودين معاه أنا والولاد.

إنزعجت ثريا وظهر على وجهها القلق: إسبوع يا مليكة يعني هقعد إسبوع بحاله مشفوش أنس ومروان؟
يا قلبك يا بنتي وأهون عليكي تعملي فيا كده؟
حزنت مليكة لأجل حزن ثريا وأجابتها بمجاملة: صدقيني يا ماما أنا إعتزرتله وماكنتش عاوزه أروح لكن سيف أصر وقال إن الولاد من زمان ماسافروش وأهي فرصة يغيروا جو ويشوفوا بنت خالهم.

نظرت يسرا إلى والدتها وتحدثت: معلش يا ماما ده كله إسبوع يا حبيبتي وهيعدي بسرعة أنا شايفة إن دي فرصة كويسة لمليكة وللأولاد وهيفرق كمان في نفسية الأولاد.
تحدثت جيجي: سبيها تروح يا طنط تفك عن نفسها شويه دول يا حبايبي من وقت إللي حصل وهم مخرجوش برة البلد.
تحدثت مليكة بإرتباك: ولو على البعد حضرتك ممكن تيجي معانا طبعا لو ده هيريح حضرتك.

أجابتها ثريا: ما أنتي عارفه يا مليكة أنا مبحبش أخرج بره بيتي عاوزاني اسافر لندن مرة واحدة.
ثم نظرت لها بتساؤل: إنتي قولتي لياسين؟
إبتلعت لعابها بتوتر وأجابت: أه يا ماما إستئذنت منه بالليل وهو وافق.
إستغربت جيجي وأردفت: غريبة أوي وعرفتي توصليله إزاي؟
ده مش مدي أرقام تخصه لأي حد هو بس إللي بيتصل يطمن طنط منال مرة في اليوم وحتى ليالي مكلمهاش من وقت ما سافر من يومين.

إرتبكت مليكة وتحدثت: بالصدفة كلمني إمبارح كان بيسأل على الأولاد وعلينا وقولتله.
ثم نظرت إلى ثريا بترقب وتحدثت: ما قولتليش يا ماما رأي حضرتك أيه؟
تنهدت ثريا بإستسلام وأردفت: هقول أيه يا بنتي لله الأمر من قبل ومن بعد سافري يا مليكة لكن إعملي حسابك هتكلميني كل يوم مرتين تلاتة فيديو على الأقل علشان أطمن على الولاد.
إبتسمت لها بسعادة وتحدثت: أكيد طبعا يا ماما.

داخل غرفة عز ليلا
كانت منال تجاور زوجها فوق التخت إستعدادا للنوم، تحدثت منال: عز أنا كنت عاوزة أعمل حفلة في البيت هنا بمناسبة إن ربنا نجي ياسين وكمان علشان رجوع عمر بالسلامة قولت أيه؟
نظر لها عز وتحدث بإستهجان: حفلة أيه بس يا منال إللي عاوزة تعمليها كده ممكن ثريا تاخد على خاطرها وتزعل مننا.
تحدثت بإنفعال وغضب متسائلة: وأنا أمتي هتعمل حساب لكسرة خاطري وزعلي زي ما بتعمل حسابها يا عز؟

وأكملت بإنهيار ودموع: ليه دايما أنا إللي يداس عليا وعلى رغباتي وأعمل حساب لزعلها ومشاعرها عشت عمري كله متحملة ظروفها ومستحملة قربك منها ودفاعك عنها وحمايتها هي وولادها، لدرجة إنك كنت ساعات بتيجي عليا أنا و ولادي لحسابها هي وولادها، دايما هما الأول والدنيا كلها تيجي بعدهم ده أنا ليا سنه و8 شهور عايشه حزنها لحد ما أبني كان هيضيع من بين إيديا، وأكملت بنبرة ملامة: ماهو الحزن بيجيب حزن يا عز بيه،.

وأكملت بصياح ودموع: حتى فرحتي برجعة إبني من الموت والتاني من السفر عاوز تحرمني منها، ليه يا عز ليييييه هو أنا مش مراتك؟
كان مصدوما من ردة فعلها ودموعها المنهمرة منها بغزارة وهيئتها التي تدمي القلوب، إنفطر قلبه لأجلها
أدخلها داخل أحضانه بحنان وبدأ بتهدأتها قائلا: إهدي يا منال من فضلك إهدي يا حبيبتي متعمليش في نفسك كده.

مفيش حاجه حصلت تستاهل زعلك ده كله ولو على الحفلة يا ستي أنا موافق هجبلك أكبر متعهد حفلات يساعدك ويعملك أفخم حفله إتعملت في إسكندرية كلها، ثم أكمل بهدوء: أنا بس نفسي تعرفي إني عمري ماجيت على حقك إنتي وولادي علشان ثريا زي ما أنتي فاهمة، وأكمل بتعقل: إللي إنتي مش قادرة تفهميه يا منال إن ثريا وولادها أمانة أخويا ليا وإني عمري ما كنت هقدر أجي عليهم،.

والموضوع إختلف تماما وذاد من بعد موت رائف وده لإن هي وبنات أخويا مبقاش ليهم ضهر غيري لكن إنتي ربنا يباركلك فيا وفي أولادك تلات رجالة يسدوا عين الشمس ويفرحوا بجد،
لكن ثريا مسكينة خسرت إبنها الوحيد وسندها وهو في عز شبابه وفوق ده كله سابلها أطفال يتامي لو أنا موقفتش معاها ورعيت زعلها يبقي مستاهلش يتقال عليا راجل، وأبقي فعلا أثبت إني مش أد الأمانة،.

رفع وجهها ونظر لها قائلا: ياريت تكوني فهمتيني يا حبيبتي علشان تريحي نفسك وتريحيني من الشك إللي فضلتي عمرك كله معيشانا فيه.
تحدثت بدموع ودلال: يعني أنا بفتري عليك يا عز على أساس إنك مكنتش عاوز تتجوزها بعد وفاة أخوك الله يرحمه؟
أجابها بجدية مصطنعة وكذب: لا طبعا ده كان مجرد إقتراح من عمي ناجي الله يرحمه الله يجازيه بقا دبسني وخلع هو.

أجابته بحزن ونبرة ملامة: تقدر تنكر إنك كنت موافق ومرحب لولا ثريا وقتها هي إللي رفضت ودخلت اخواتها وقفوا قدام عمهم وقالت إنها هتقعد تربي ولادها ومش هتدخل راجل غريب عليهم؟
ضحك بألم وتحدث: يااااه دانتي قلبك إسود أوي يا منال إنتي لسه فاكرة التفاصيل دي كلها.

ثم أدلفها داخل أحضانه من جديد وتحدث بكذب ومراوغة ليريح عقله من نكد أتي لا محال: عاوز أقولك بعد السنين دي كلها إني عمري ماحبيت غيرك يا ام ياسين وعمر ما ست دخلت قلبي غيرك بس لو تبطلي العنتظة والغرور إللي إنتي فيهم دول هتبقي هايلة
ضحكا معا وأكملا حديثهما.

داخل مدينة أسوان!
كانت تقف فوق الباخرة السياحية العملاقة ممسكة بسورها تنظر إلى مياه النيل الصافية بلونها الأزرق الشفاف الساحر للنظر بملامح يكسوها الحزن والشرود التام، تتذكر بابتسامة حزينه كيف عاشت أجمل أيام حياتها بتلك الرحلة التي بدأت بحلم جميل وأنتهت بكابوس سحق و بكل قسوة أحلامها الوردية التي عاشت طيلة عامان تنسجها من خيوط الخيال والغرام.
أتي والدها من خلفها وتحدث بدعابة: إللي واخد عقلك.

نظرت له وتحدثت بابتسامة مزيفة خبأت ورائها حزنها العميق: أكيد بفكر فيك إنت يا باشمهندس.
ضحك عاليا وأجابها: طب عيني في عينك كده.
برقت له ناظره بعيناه بدعابة وأبتسمت ثم نظرت مجددا للنيل وأخذت نفسا عميقا
نظر أمامه وتحدث: مش ناوية تقوليلي أيه إللي حصل في إسكندرية خلاكي راجعه متغيرة وعيونك حزينة بالشكل ده؟

تنهدت بأسي وتحدثت بأريحية: عارف يا بابا لما تبقي عايش عمرك كله تحلم وتنسج أحلام وردية في خيالك وتتمناها وفجأه وبدون مقدمات تلاقيها بتتحقق قدامك وبتقرب منك أوي لدرجة إنك بقيت لامسها وحاسسها وقتها بتقرر تطلق لروحك العنان وتسيبها تسرح وتتمني
كانت تتحدث بإبتسامة وعيون هائمة وفجأة توقفت وتحولت ملامحها إلى حزن يدمي القلوب.

وأكملت: ومرة واحدة وبردو بدون مقدمات تكتشف إن إللي إنت عيشته وتعايشت معاه بروحك ووجدانك ماكنش أكتر من وهم وسراب ملوش أي أساس من الصحة غير جوه خيالك إللي خدعك وصورلك الأوهام على إنها حقيقة،
ثم نظرت لأباها متسائلة: إنت فاهمني يا بابا؟
إبتسم لها بوجع فأخر ما تمناه هو رؤية غاليته وهي تتألم هكذا.

أمسك يدها وقبلها بحنان وتحدث: يبقي الحلم مكنش ليكي من الأول ولا كان يستاهل تتعبي نفسك وترهقيها في التفكير علشانه،
أكيد ربنا شايلك الأجمل والأروع علشان كده بعد السراب ده عنك وبعتلك الإشارة علشان يفوقك قبل ماتتمادي أكتر وتضيعي وقتك في حاجة مش هتكون ليكي،
ثم نظر لها بحنان أبوي وتحدث: إنتي جميلة أوي يا عاليا وأكيد ربنا شايلك كل جميل.

إبتسمت له بمرارة ودلفت حالها داخل أحضانه الحانية لتختبئ داخلها هاربة من حزنها المميت.

داخل إحدي كافيهات إسكندرية
كانت تجلس تحتسي مشروبها ناظرة بضيق على الجالس معها بجسده فقط وعقله وروحه بمكان أخر،
أوصله عقله بمكان بعيد شعر بأنه يفتقدها، يفتقد إبتسامتها العذبة حديثها العفوي الذي يخرج من قلبها ويصل سريعا لقلبه، بسمة عيناها حين اللقاء، لمسة ودفئ يداها حين السلام، دعاباتها التي تسعده وتدخل على قلبه السرور.
تحدثت بكبرياء وصوت حاد: فيه ايه يا شريف أيه إللي واخدك مني بالشكل ده؟

أفاق من بين شروده وأجابها بوجه عابس: مفيش يا سالي تعبان شوية وقولتك بلاش نخرج النهاردة لكن إنتي أصريتي.
تحدثت بنبرة عنيفة: قصدك أيه يا شريف أفهم من كده إنك خارج معايا غصب عنك؟
نظر لها بضيق وتحدث: هو إنتي مش ناويه تبطلي إسلوبك المستفز ده دي مابقتش طريقة مناقشة إنتي مش ملاحظة إن مفيش مره بنخرج فيها غير لما نتخانق.

تحدثت بضيق وكبرياء: والله قول لنفسك الكلام ده يا أستاذ إنت إللي بقيت عصبي ونكدي بطريقة مستفزة.
نظر لها بضيق وتحدث بإستفزاز ناهيا النقاش: سالي أنا هطلب الشيك علشان نمشي بجد تعبان ومش قادر أقعد ولا أتناقش أكتر من كده.
نظرت له بغضب وضيق تجاهلهم هو وطلب الشيك من العامل لينهي هذا اللقاء السخيف بالنسبة له.

في إحدي المطاعم الفاخرة كانت تجلس جيجي بجوار طارق تتناول عشائها بسعادة نظرت لزوجها وتحدثت بإنتشاء: الأكل حلو أوي يا طارق.
نظر لها وهو يتناول قطعة اللحم وتحدث: فعلا يا حبيبتي الأكل النهاردة هايل.
نظرت له جيجي بإستفسار: طارق هي العلاقة إللي بين ياسين ومليكة إتطورت ولا أنا إللي بيتهيألي؟
نظر لها بإبتسامة وتحدث بمراوغة: إتطورت إزاي يعني؟

إبتسمت له وتحدثت: ياريت تبطل تتلائم عليا يا طارق إنت فاهم كويس أوي أنا أقصد أيه.
أجابها طارق بضحكة رجولية: طب ممكن تقوليلي أيه إللي خلاكي تسألي السؤال ده؟
أجابته: أصلي ملاحظة كده إن ياسين إتغير وبقي حنين أوي مع مليكة وكمان نظراته ليها كلها حب وإهتمام حتى مليكة ملاحظة إنها مبقتش بتضايق زي الأول من ياسين وتحكماته فيها ولا بقت تشتكي منه،
مش عارفه ليه عندي إحساس إن الوضع بينهم بقي طبيعي جدا كزوجين،.

ثم نظرت له بتساؤل: طارق هما ممكن يبقي حصل بينهم حاجة؟
أجابها طارق بمراوغه: صدقيني معرفش لكن أنا زيي زيك ملاحظ التغيير ده لكن الوضع بينهم وصل لأيه الله أعلم.
تحدثت جيجي: ده لو فعلا حصل بينهم حاجه ليالي وطنط منال هيخربوا الدنيا.
زفر طارق بضيق وتحدث: ملناش دعوه يا جيجي وياريت الكلام اللي قولتيه من شوية ده مايخرجش برة القعدة دي.

وأكمل بضيق ونبرة ملامة: وبعدين هو أحنا خارجين علشان نتكلم عن علاقة ياسين ومليكة ولا أيه يا هانم؟
نظرت له بحب وتحدثت بأسف: أنا أسفة يا بيبي حقك عليا يا طروق،
وأكملت بدلال أنثوي لتسترضيه: بحبك يا طارق.
وبلحظه إختفي غضبه ونظر لها كالأبله وتحدث بعيون عاشقة: يا عيون قلب طارق إنتي.
وأكملا عشائهما وسط أجواء رومانسية متناسين العالم من حولهما.

في اليوم التالي
أوصل طارق وشريف مليكة وأطفالها إلى المطار وأستقلت مليكة الطائرة هي وأطفالها وبعد مدة وصلوا لمطار لندن الدولي،
دلفت مليكة من صالة كبار الزوار كانت تحتضن صغيرها وتمسك بيدها مروان وبجانبها رجل أمن يسحب لها حامل الحقائب بكل إحترام أمسكت هاتفها وأعادت تشغيله
ثم ضغطت زر الإتصال أتاها الرد وتحدثت بإبتسامة جذابة ووجه سعيد وصوت أنثوي رقيق: أيوه يا حبيبي أحنا وصلنا المطار إنت فين؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة