قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثلاثون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثلاثون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثلاثون

وصلت مليكة إلى مطار لندن الدولي بصحبة أطفالها وسط إستقبال يليق بها مسبق الترتيب منه شخصيا
تحدثت بالجوال بصوت يملئه الحنين والإشتياق: أنا وصلت يا حبيبي إنت فين عاوزة أشوفك؟

أجابها الجالس بإنتظار أمام المطار داخل سيارته الخاصة بجهاز الإنتربول منتظرا وصولها مع طفليها: أنا بره المطار يا حبيبي وسيف جوه عندك مستنيكي في صالة الوصول، وأكمل بمعاتبة لطيفة يحاول بها كظم غيظه من تصرفاتها التي ستصيبه بذبحة صدرية حتما، ولكن ماذا بيده ليفعله فقد جعله العشق طائع تابع لرغباتها وأوامرها التي أصبحت سيفا على رقبته مطيعا لها بقلب مسالم راضي مستسلما لأمر الهوي وأمرها،.

تحدث ياسين بعتاب لطيف: مش لو كنا أعلنا للكل إن جوازنا بقي فعلي كان زماني أنا إللي مستنيكي في المطار وبستقبلك أنتي والولاد بدل ما أنا عامل زي المراهق كده ومستني في العربية بره علشان بس أشوفك وقلبي يهدي.

فلاش بااااك
مليكة على الهاتف بصوت متلهف: وحشتني يا ياسين وحشتني أوي.
أجابها ياسين بقلب هائم: وإنتي وحشتيني أوي يا قلب ياسين، وأكمل بحب: ليكي عندي خبر حلو أوي.
تحدثت بسعادة: خبر إيه قول بسرعة؟
أجابها بحب: أنا كلمت دكتور سيف أخوكي وأتفقت معاه على أنه يستضيفك في لندن إنتي والولاد إسبوع وأنا هكون في إنتظارك يا قلبي، وأكمل بصوت هائم عاشق: نفسي أقضي معاكي شهر عسل يا مليكة.

إنتفض قلبها بسعادة من تأثير كلماته عليها ولكنها تحدثت سريعا بخجل: إخص عليك يا ياسين إنت قولت لسيف على إللي بينا؟
تحدث بحدة أرجفت جسدها: أه يا مليكة قولتله أظن سيف مش هيفكر بالعقلية المتخلفة ولا هيشوفك بالصورة إللي سيادتك خايفة ومتصورة إن الكل هيبصولك بيها،.

وأكمل حديثه بلوم: وبعدين ده بدل ما تبقي فرحانة علشان هنقضي كام يوم مع بعض لوحدنا تفكري في شكل سيادتك قدام سيف، وأكمل بضيق: إطمني يا هانم أنا نبهت عليه إن الموضوع هيكون سر بينا وطبعا مراته الوحيدة إللي هتكون عارفة.
تحدثت بهدوء في محاولة منها لإمتصاص غضبته تلك: خلاص يا حبيبي حقك عليا أنا أسفة أرجوك علشان خاطري متزعلش مني.

إنفطر قلبه وبلحظة تحول من نار إلى رماد من تأثير كلماتها بصوتها الحنون وتحدث بهدوء: خلاص يا حبيبي مش زعلان المهم لازم تقولي لعمتي بكره الصبح علشان سيف هيبعتلك الدعوة على أخر اليوم ان شاء الله،
وأكمل بجديه: أه وبالمناسبة ماتجبيش الناني بتاعت أنس معاكي أنا إتفقت هنا مع شركة محترمة هتبعتلنا بيبي سيتر تقعد مع الولاد في الوقت إللي هنكون فيه مع بعض مش عاوزين نتقل على مرات دكتور سيف ونشغلها معانا.

إبتسمت بسعادة لإهتمامه بأدق التفاصيل الخاصة بها وبصغارها وتحدثت بصوت يكسوه السعادة: ربنا يخليك ليا يا ياسين بحبك بحبك أوي.
أجابها بصوت هائم في دنيا غرامها: وأنا بعشقك يا قلب ياسين من جوه.
عودة للحاضر
مليكة: خلاص يا حبيبي أنا هقفل معاك علشان شفت سيف خلاص وقربنا نخرج للصالة
وأكملت بمرح متذكرة: أه بالمناسبة متشكرين أوي يا سيادة العقيد على الإستقبال الملكي ده.

أجابها بغرور مصطنع: يا بنتي ده أقل واجب يتعمل لإستقبال مرات العقيد ياسين المغربي رجل المخابرات الأول، يا حبيبي جوزك معروف بالإسم في الإنتربول العالمي.
أجابته بحب: أنا جوزي أعظم راجل في الدنيا كلها.
أغلقت معه وخرجت إلى سيف الذي إستقبلها بحفاوة هو وطفلته جاسي.
سيف وهو يحتضن أنس: أنوس باشا إللي كبر وبقي راجل أد الدنيا
إبتسم له أنس وتحدث بطفولة: حضرتك ليه خسيت هو أنت مش بتخلص طبقك كله؟

ضحكت مليكة وتحدثت: ليه هو زي أنوس خالو شاطر وبيخلص طبقه كله لكن كاميرا الفيديو بتجيب الناس أتخن شوية يا أنوس يعني خالو هو كمان شايف انوس خاسس.
ضحكوا جميعا وبعد مدة قليلة كانوا خارج المطار وقفت تتلفت بلهفة علها تري سيارة حبيبها العاشق بجنون.

وبالفعل وجدته أشار لها من شباك سيارته كان مرتديا نظارته الشمسية حتى لا يتعرف عليه الصغيران وذلك حسب تعليماتها التي ينساق لها لما لا توجد إجابة مقنعة لديه ولكنه العشق يا سادة فتبا له.

نظرت له وبدأ صدرها يعلو ويهبط بسعادة من شدة الإشتياق لمجرد لمحها له من بعيد إبتسم لها وابتسمت وضع سيف يده فوق كتفها وتحدث بسعادة: يلا يا حبيبتي علشان الولاد مستنيين في العربية نروح وتسلمي على نهي وتطمني على الأولاد مع البيبي سيتر ونهي وأنا بنفسي هوصلك للأوتيل إللي مستنيكي فيه ياسين.

نظرت لأخاها بابتسامة خجله إبتسم لها سيف وأخذها داخل أحضانه بحنان، إستقلت بصحبته السيارة وعيناها معلقة على ذلك العاشق الناظر لها من بعيد بهيام
تحرك سيف بسيارته
وبعد مدة قليلة تحدث سيف محاولا إخراجها من تلك الحالة: نورتي لندن يا ليكة وحشتيني أوي يا قلبي ماتتصوريش نهي فرحانه أد أيه إنها هتشوفك وإنك هتقعدي معانا الإسبوع ده.
نظرت له مليكة بإرتياب وتحدثت بخجل: سيف ممكن تقول لنهي موضوع ياسين يبقي سر بينا.

أجابها أخاها بنظرات مطمأنة: ما تقلقيش يا حبيبتي أنا وضحتلها وفهمتها كل حاجة،
وتنهد بإعتراض: مع إني أنا نفسي مش مقتنع باللي بيحصل ده وعلى فكرة ياسين كمان متضايق من الوضع يا مليكة مش قادر أفهم بجد أيه وجهة نظرك إن علاقتك مع جوزك تكون في السر ولو خايفة منهم أحب أقولك إن ياسين راجل قوي وهيقدر يحميكي ويدافع عنك قصاد الكل،.

وأكمل معاتبا: غلط يا مليكة إللي بتعمليه ده ياسين لولا بيحبك عمره ما كان هيقبل بوضع مهين بالشكل ده.
تنهدت بحيرة وتحدثت: غصب عني والله يا سيف إنت أصلك ماتعرفش الموضوع ده ممكن يحزن ماما ثريا ويقهرها أد أيه.

وأكملت بنبرة صوت خجلة: وأنا هيكون شكلي إيه قدامهم هيبصولي إزاي لما يلاقوني نسيت حب حياتي وهو لسه مكملش سنتين متوفي أنا متضايقة أوي يا سيف، أنا ساعات بخجل من نفسي وبلومها بس غصب عني حبيته واتشديتله فجأة لقيته إمتلك كل جوارحي أمتي وإزاي أنا مش عارفة.

أمسك يدها بحنان داعما إياها وتحدث: سيبي نفسك وأديها فرصة تانية تعيش يا مليكة الدنيا ما بتقفش على حد وقلوبنا ملناش عليها سلطان العمر بيجري يا حبيبتي وياسين جوزك وبيحبك وأتحمل رفضك ليه وسوء معاملتك طول الفترة اللي فاتت بصبر لو ما بيحبكيش بجد مكنش استحمل كل ده، صدقيني إنتوا الإتنين تستاهلوا فرصة تانية.

بعد مده كانت مليكة داخل منزل سيف حيث إستقبلتها نهي زوجة اخاها بحفاوة وإهتمام وبعد السلام كانت مليكة تتحدث فيديو كول عبر جهاز الحاسوب لديها (اللاب توب)
مليكة بابتسامة: وإنتي كمان يا ماما وحشتينا جدا الكام ساعه دول
تحدثت ثريا وهي تنظر إلى أطفال غاليها بحنان: يا حبايبي وحشتوني أوي وحشتوا نانا يا نور عيون نانا.

إبتسم الصغير بسعادة وتحدث ببرائة: إنتي كمان وحشتيني يا نانا كتير أوي ياريتك جيتي معانا مكنتيش وحشتيني كدةه.
بعد مدة ليست بالقصيرة كانت مليكة قد إطمئنت على طفليها بعد تناولهما الطعام ونومهما بثبات عميق بعد سفر شاق على صغار مثلهما
تحدثت مليكة وهي متمسكة بأيدي نهي: معلش يا نهي عارفة إني بتقل عليكي واسفة بجد بس ياريت تخلي بالك من الولاد وأنا ان شاء الله مش هتأخر.

إبتسمت لها نهي وربتت على يدها لتطمئنها وتحدثت: إيه يا بنتي الكلام اللي بتقوليه ده تتقلي إيه بس إطمني وروحي مشوارك ومتشغليش بالك بالولاد صدقيني هحطهم جوه عيوني وبعدين أكيد هيتأخروا في نومهم دول أطفال والسفر أكيد أجهدهم ومحتاجين يرتاحوا.
إبتسمت لها مليكة ونظرت لها بعرفان وتحدثت: بجد مش عارفة أشكرك إزاي يا نهي ربنا يخليكي ليا.

تحدثت نهي بدعابة: طب يلا روحي للعاشق الولهان وارحميه من نار الإنتظار حرام عليكي دوبتي الراجل.
إبتسمت مليكة ونظرت لها بخجل ثم تحركت للخارج حيث ينتظرها سيف ليوصلها لذلك العاشق الولهان الذي أدماه الهوي.

بعد مدة ليست باالقليلة دلفت بصحبة سيف لإحدي الأوتيلات الفخمة وجدت عاشق عيناها بإنتظارها
كان يجلس بإستراحة الأوتيل ناظرا بترقب وإهتمام لمدخل الأوتيل وجدها تدلف للداخل بصحبة سيف وقف سريعا بقلب هائم أسرع لإستقبالها وقف أمامها بعيون متلهفة مشتاقة وقلب ينبض بشدة مطالبا إياه بإحتضانها داخل صدره عله يهدئ ولو قليلا.
لم يختلف حالها عنه فقد كانت تشتاق عيناه والنظر داخلهم حد الجنون،.

إلتقت الأعين بإشتياق وذابت بنظراتها، وتشابكت الأيادي واحتضنت القلوب بعضها، وهامت أرواحهم في سماء عشقهما الفريد،
كان كل هذا يحدث أمام ذلك الواقف بجوارهم ولم يشعروا بوجوده من الأساس،
كان ينظر لهما بإستغراب وتيهة وتسائل داخله: ياإلهي هل ما اراه بأم أعيني هذا حقيقيا أم أنها تهيؤات؟
هل هذه حقا مليكة التي كانت تبكي وتنتحب رافضة دلوف ياسين لحياتها؟
متي خلق هذا كل العشق العظيم؟

تلك النظرات العاشقة المتملكة التي أراها ليست وليدة اللحظة بل من يراها يتيقن أنهما عاشقان منذ نعومة أظافرهم.
تحمحم سيف ليخرج حاله من ذلك الموقف الحرج بالنسبة له: طب أستأذن أنا يا سيادة العقيد
وأكمل بدعابة: أظن أنا كده عملت إللي عليا
أستفاق من سحر عيناها وتأثيرها على كل كيانه
وحمحم بحنجرته مجاهدا في محاولة لإخراج صوته برجولة تليق به كرجل قد تخطي الأربعون.

ياسين: علطول كده طب تعالي نشرب حاجة في الكافيتربا الأول.
إبتسمت ونظرت لأخاها بخجل ومازالت يد ياسين ممسكة بيدها بتملك.
تحدث سيف معتذرا: معلش مش وقته عندي عملية ولازم اتحرك حالا،
ثم نظر لشقيقته: مليكة لما تحبي تروحي رني عليا يا حبيبي وأنا هاجي أخدك علطول.
سبقها بالحديث: متشغلش بالك إنت يا دكتور خليك في شغلك وأنا هوصلها لحد البيت وبجد متشكر جدا تعبتك معايا.

إبتسم سيف وتحدث: تعب إيه بس يا سيادة العقيد إنت متتصورش أنا مبسوط قد إيه، أولا لاني إطمنت على مليكة معاك، وثانيا إني شاركت بحاجة صغيرة وقدرت أشوف السعادة إللي في عيونها دي كلها،
ونظر له بإمتنان وشكر: أنا إللي بشكرك على الفرصة إللي أديتها لأختي علشان ترجع تعيش وتحب تاني، ونظر له نظرة بها رجاء: أرجوك خلي بالك منها.
أجابه وهي ينظر داخل مقلتيها مسحورا: بتوصيني على روحي طب هو ينفع كده يا دكتور.

هامت روحها في ملكوت سحر كلماته،
ثم إبتسمت لأخاها وشكرته بعيناها وانصرف سيف وصعدا معا داخل المصعد الكهربائي ومنه إلى غرفتهما التي حجزها لها ياسين،
أدخلها وأغلق بابها وبدون سابق إنذار رفعها لأعلي واختضنها بشدة وهو يدور بها ويردد بهيام: يا حبيبي ياحبيبي وحشتيني يا مليكة وحشتيني.
ذابت داخل احضانه الحانية فقد إشتاقته حقا وبجنون وعاشا بعالمهم عالم العشاق.

بعد حوالي أكثر من ساعتان كانت تقطن داخل أحضانه تتراقص بهدوء على أنغام الموسيقي داخل مطعم الأوتيل ناظرة له بعيون عاشقة ويبادلها نظراته الولهة التائهة في بحر عيناها التي أصبحت مرساه.
تحدثت بنبرة صوت عاشقة: أنا مش مصدقة نفسي إني معاك وبين حضنك وبنرقص كده عادي وكمان في مكان عام، وأردفت بهمس أذابه: ياسين.
أجابها بسحر وهيام من نظرة عيناها المهلكة لقلبه: يا عيون ياسين.

أكملت بعيون هائمة: هو أنت بجد معايا ولا ده مجرد حلم جميل؟
أجابها بعشق: من هنا ورايح حياتك كلها هتبقي عبارة عن أحلام جميلة هعيشك أحلي حياه يا مليكة هنلف الدنيا كلها مع بعض،
هنسرق من الزمن لحظاتنا الحلوة ونعيشها، هنمد إيدينا ونخطف سعادتنا بنفسنا ده حقنا يا مليكة ولازم ناخده من الدنيا أنا وإنت نستاهل نعيش أحلي حياة.

كانت تستمع له ناظرة لشفتاه وهي تنطق الكلمات وعيونه التي تنطق عشقا كانت روحها تحلق في سماء عشقهما وتحوم بهيام
تحدثت بصوت هائم هامس: بحبك يا ياسين بحبك.
أفاقا من حالتهما على إنتهاء صوت الموسيقي
وجاء النادل له بإحترام وتحدث بلغته الأم وهي الإنجليزية: سيدي لقد إنتهينا من تجهيز طعامكم فهل إنتهيتم من رقصتكم حتى نخرجه لكم على طاولة الطعام؟

أجابه ياسين بالإنجليزية وهو يتحرك محتضنا يدها بتملك: نعم لقد إنتهينا فلتخرج لنا الطعام إذا فنحن جائعون حقا.
إبتسم النادل وهز رأسه بطاعة وانصرف.
وصلا للطاولة سحب لها المقعد بإحترام وأجلسها ثم تحرك بخفة وشياكة وجلس بالمقعد المقابل لها نظر لها وابتسم بعشق
وتحدث بمشاكسة: هو إنتي إزاي حلوة كده طول الوقت؟
ضحكت بإنوثة وتحدثت برومانسية: عيونك الحلوين علشان كده بتشوفني طول الوقت حلوة.

أجابها بغرور: منا عارف إن عيوني حلوة وعلشان كده أي ست بتبص فيهم بتعشقني من النظرة الأولي.
نظرت له بضيق مصتنع وأجابته: مغرور أوي يا سيادة العقيد.
ضحك برجولة أهلكتها: ده مش غرور يا بنتي على قد ما هي ثقة بالنفس.
جاء النادل يحمل الطعام وبدأ بوضعه بحرفية فوق الطاولة حتى إنتهي من رصه بعناية وانسحب بهدوء، وجاء نادل أخر وضع لهما قنينة نبيذ وبدأ بصب كأسين.

تحدثت هي بإعتراض: إيه ده يا ياسين هو بيصبلي إيه أنا مستحيل أشرب ده طبعا.
إبتسم لها وتحدث: ده نبيذ أحمر يا حبيبي ويعتبر مش خمور ده نوع فاتح للشهية بالنسبة لهم ولازم يتقدم مع الأكل دوقي منه حبه هيعجبك أوي.
هزت رأسها برفض وتحدثت بإعتراض: لا طبعا أنا لايمكن أشرب القرف ده وبعدين على فكرة بقي دي خمور ومن فضلك إنت كمان ماتشربش.

تأفأف قائلا بملل: أوووه يا مليكة متبقيش حنبلية أوي كده فكيها شوية يا قلبي إحنا مش كل يوم هنتعشي في لندن لوحدنا.
نظرت له بضيق وأشاحت بوجهها للجهة الأخري، إبتسم على غضبها الطفولي،
أشار للنادل من جديد وتحدث: من فضلك إرفع تلك الزجاجة وتلك الكؤوس من جديد لم نعد بحاجتها الأن واجلب لنا مشروبا غازيا بديل ولكن بشرط خلوه من الكحول،.

ونظر لها ولإبتسامتها له وأكمل: فزوحتي الحسناء لاتريد مشروبا به كحولا إذا فليكن ماتريد حسنائي وينفذ في الحال.
إبتسمت له بسعادة وأخذ النادل الزجاجة وأبدلها بمشروب غازي
نظرت له بعيون تشع سعادة وتحدثت: يا ياسين بحبك.
أجابها بحب: وياسين بيعشقك يا عيون ياسين.
أشرعت في تناول الطعام بإستمتاع فحقا كانت جائعة وكان مذاق الطعام لذيذا.

كان ينظر لها بسعادة وهو يمد يده لفمها ممسكا بالشوكة بها قطعة من اللحم المغمسة بالصوص اللذيذ المحبذ لديها وتحدث وهو يضعها بفمها: عجبك الأكل؟
أمائت له برأسها بسعادة واضعة يدها فوق فمها حتى إنتهت من مضغها وبلعها وتحدثت بإنتشاء: حلو أوي يا ياسين النجرسكو تجنن واللحمة صوصها مظبوط جدا والتسوية بتاعتها تجنن كمان السوتيه بصراحة كل حاجة مظبوطة أوي وعلى الشعرة.

إبتسم لها بسعادة وتحدث: بالهنا والشفا ياروح قلبي، قطع بالسكين قطعة أخري من اللحم وناولها إياها بسعادة.
تحدثت بإعتراض: هو أنت هتفضل تأكلني كده ومش هتاكل؟
هز رأسه وتحدث: مش مهم أنا لو تحسي شعوري بالسعادة وأنا بأكلك بإيدي وشايفك قد إيه مبسوطة ومستمتعة وإنتي بتتذوقي الأكل هتعذريني.
أجابته بحب وناولته بيدها قطعة لحم بفمه وتحدثت: خلاص أنا هأكلك بإيديا طالما إنت مش عاوز تاكل.

أغمض عيناه والتقط بفمه قطعة اللحم وتذوقها وبدأ بمضغها مستمتعا وتحدث بهمهمة: أممممم إيه ده،
ثم أفتح عيناه وتحدث بعشق: هتصدقيني لو قولتلك إن دي أطعم وأجمل قطعة لحمة دوقتها في حياتي كلها وده طبعا يرجع للمسة إيدك فيها.
إبتسمت له وأكملا طعامهما وسط نظرات وكلمات وهمسات الحب.

بعد مدة كبيرة كانت تستقل سيارته جالسه بجواره واضعة رأسها فوق كتفه بإستمتاع وكفها موضوع فوق قلبه بعناية وتحدثت: ياسين مش قادرة أسيبك نفسي أبات في حضنك.
إبتسم وتحدث بنبرة ساخرة: والله الموضوع ده تقدري تلومي فيه سيادتك كان المفروض إننا نبقي نازلين إحنا والولاد في الأوتيل دلوقتي زينا زي أي أسرة طبيعية،
وأكمل ساخرا وهو يقلدها: لكن إزاي شكلنا قدام المجتمع و الناس يا ياسين.

ضحكت ثم أمسكت يده بنظرات مترجية وتحدثت بدلال أنثوي: خلاص بقي يا بيبي علشان خاطري متفتحش الموضوع ده خلينا مبسوطين زي ما إحنا.
إبتسم لها وتحدث بحب ورضا: والله يا مليكة أنا مبسوط وراضي منك بأي حاجة أهم حاجة تفضلي معايا وجوه حضني ومتبعديش عني تاني،
وأكمل بنظرات مترجية: أوعديني إنك مش هتبعدي عن حضني تاني يا مليكة.

إبتسمت وأجابت بحب: مش هقدر ياياسين حتى لو حبيت أبعد تاني مش هقدر إنت خلاص بقيت بتجري في دمي.
أوقف سيارته أمام منزل أخاها إحتضنته وبادلها هو العناق بشدة
وبعد مدة تحدث هو: يلا يا حبيبي أدخلي علشان تطمني على الأولاد وأنا هاجي أخدك بكرة ان شاء الله وهلففك لندن كلها.
إبتسمت بحب وقبلها هو فوق شفتاها بنهم وودعته ودلفت داخل منزل شقيقها بسعادة وانصرف هو بسيارته.

بعد مدة كبيرة كان يقنط داخل غرفته سعيدا أمسك هاتفه وهاتفها من جديد ليكملا معا وصلة غرامهما الفريد.

بعد يومان.
كان يقود سيارته يستمع إلى المذياع الراديو كانت غنوة لمحمد منير قلبي ما يشبهنيش فعلا ما يشبهنيش، تذكرها بمرحها بسمار بشرتها الخمرية الساحرة بإبتسامتها المشرقة التي ما أن رأها سعد قلبه تلقائيا بحديثها المرح الذي يجلب السعادة والتفاؤل شعر بفقدانها حقا لم يتعرف عليها منذ بعيد لكنها أثرته وأثرت روحه،.

نعم فقد إشتاقها منذ أن سافرت فجأة وبدون إنذار لم يعد بإمكانه الوصول إليها حتى المذياع التي كانت تنتظر ميعاد برنامجه اليومي لتحدثه ماعادت لتفعل، فقد قطعت إتصالاتها بالبرنامج منذ أن سافرت منذ عدة أيام
أخرج هاتفه وهاتف مليكة،
كانت تتحرك مع أطفالها وزوجة أخيها وإبنته داخل متجر ألعاب لتختار لطفليها ألعابا تناسبهم
ردت بإبتسامة: زعلانة منك على فكرة بقي يا ندل ليا يومين مسافرة ماتتصلش حتى تطمن عليا؟

إبتسم لها وتحدث: يا حبيبتي ماأنا إطمنت عليكي من ماما وعرفت إنك وصلتي بالسلامة وكلمتيها إنتي وسيف،
المهم إنتي أخبارك إيه طمنيني عليكي وعلى مروان وأنس؟
اجابته وهي تتحرك: الحمدلله إحنا كويسين جدا.
أجابها: الحمدلله يا حبيبتي.
تحدثت نهي بإبتسامة: سلميلي عليه.
مليكة: نهي بتسلم عليك يا شريف.
شريف: سلمي عليها كتير
ثم تحدث بنبرة صوت مرتبكة: مليكة هو أنا ممكن أطلب منك خدمة؟

تحدثت بإبتسامة: والله كنت حاسة إنك بتتصل علشان مصلحتك طول عمرك ندل يا حبيبي، ماعلينا إتفضل حضرتك أتحفني.
تحدث بإستحياء: مليكة أنا عاوز رقم عاليا.
إستغربت مليكة وأجابته بترقب: خير يا شريف هو فيه حاجة؟

إبتلع لعابه وتحدث بمراوغة: لا أبدا مفيش حاجة كل الحكاية إني كنت عاوز أطمن عليها أصلها ليها كام يوم مابتتصلش بالبرنامج فقلقت عليها، وبعدين قولت إن من الذوق أتصل بيها وأطمن انها وصلت بالسلامة ولا أنتي شايفة إيه؟
ضحكت بمرح وتحدثت بمراوغة: طب ماتجيب رقم فونها من أرشيف البرنامج؟
تحدث بتملل: رقمها إللي بتتصل بيه برايفت نمبر يا ستي ومابيظهرش إرتاحتي خلصي بقي وبطلي رخامة.

إبتسمت على بوادر العشق التي لمستها بصوت شقيقها وقد أيقنت الأن لما غادرت علياء سريعا وبدون أسباب
تحدثت: أممممممم على العموم أنا هطلع أجدع منك وأديك الرقم لكن بشرط لما أنزل إسكندرية هتحكيلي كل حاجة وبالتفصيل يا حضرة الباشمذيع.
أغلق الخط مع شقيقته بعد أن أخذ رقم علياء أوقف سيارته وصفها بجانب الرصيف وأودع رقمها على هاتفه وضغط زر الإتصال
كانت جالسة بغرفتها تذاكر دروسها بجدية إنتبهت لرنين هاتفها.

أمسكته ونظرت به وجدته رقم غير مسجل ألقته بإهمال
حتي إنتهي تكرر الإتصال مرة أخري
إستسلمت وأجابت مضطرة تحدثت بجدية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنتفض قلبه وثار حين إستمع صوتها أجاب سريعا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
وأكمل بمرح: الناس إللي سافرت ونسيت إن فيه ناس قلقانة عليها هنا في إسكندرية ده ماكانش عيش وأيس كريم ده.

إنتفضت بجلستها وفتحت فاهها حين إستمعت لصوته فهي تعرفه عن ظهر قلب وكيف لا تتعرف على صوته وقد عشقته أذناها قبل العين.
أجابت بإبتسامة سعيدة رغم الحزن الساكن داخلها: شريف، معقولة إزيك.
أجابها بصوت يملئه الشوق: أنا كويس طمنيني عليكي.
أجابت بسعادة: الحمدلله أنا كمان كويسة، ثم تحدثت بإستغراب: إنت جبت رقمي منين؟
ضحك وأجابها: أخدته من مليكة تخيلي إكتشقت إننا ماأخدناش أرقام بعض.

سألته بمكر: وإحنا كنا هناخد أرقام بعض ليه؟
توتر ثم تمالك من حاله سربعا وأجاب بمراوغة: علشان لما سيادتك تمشي كده من غير حتى ما تقوليلي وتبطلي تتصلي بالبرنامج زي ما عودتيني أعرف أطمن عليكي إيه هو إحنا مش بقينا أصحاب ومن حقنا نطمن على بعض؟
أجابته بحزن ملئ صوتها حين ذكر كلمة أصحاب: طبعا أصحاب.

شعر بحزنها الذي أصاب صوتها وسعد كثيرا لأجل ذلك وتحدث: قوليلي بقا يا حضرة الباشمحامية العظيمة إيه إللي خلاكي غيرتي قرارك بإنك ترجعي أسوان فجأة كده ومن غير حتى ماتبلغيني
مش كنا متفقين نخرج تاني يوم ونتغدا بره؟
تنهدت بألم وصل لقلبه وأخترقه: مفيش لاقيت نفسي فجأة حاسة بالوحدة وأهلي وحشوني أوي حجزت وجيت، بس هي دي كل الحكاية.

كان يشعر بها وبألمها فالأن قد تيقن أن الحزن إمتلك قلبها عندما شاهدت سالي وعلمت بخطبتهم
تحدث بدعابة ليخرجها من حزنها هذا: طب ياتري حضرة الباشمحامية فاضية تستقبلني في بلدها وتردلي الواجب إللي عملته معاها في إسكندرية ولا هتندل معايا؟
إنتفض قلبها فرحا وتحدثت بلهجة سعيدة متسرعة: إنت في أسوان؟

سعد قلبه وطار فرحا وتحدث: جايلكم زيارة بعد يومين أخدت أجازة كام يوم أستجم فيهم وأفصل من ضغط الشغل شوية وقلت لنفسي مفيش أجمل من جو أسوان الدافي هو إللي هيديني دفعة ويصفي ذهني من توتر الشغل.
أجابته بسعادة: أسوان هتنور يا باشا حضرتك بس تشرف وشوف الإستقبال الملكي إللي هتحظي بيه حضرتك وهوريلك الكرم على حق ربنا يا بتاع الأيس كريم إنت.
ضحكا إثنتيهما وضلا يتحدثان كثيرا وتناسوا الزمن.

كان عز يتحرك على الشاطئ بجوار شقيقه عبدالرحمن
تحدث عبدالرحمن بإستغراب: إنت عاوز تقولي إن ثريا كانت حاسة بحبك ليها حتى من قبل ما تتخطب لأحمد؟
معقولة الكلام ده يا عز!
أجابه عز بأسي وصوت محبط: بالظبط كده يا عبدالرحمن.
ده إللي أنا فهمته من كلامي معاها.

نظر له عبدالرحمن وتحدث: معلش يا عز ربنا مش كاتبلكم تكونوا مع بعض، لكن متزعلش مني ثريا عملت الصح وحافظت على بيتك وبيتها من التشتت والضياع إختارت وجعك ووجعها قصاد راحة الكل ولمة العيلة وفتح البيوت صدقني أنا أحترمتها أكتر ما كنت بحترمها.
وبعد مدة من الحديث والمازرة من عبدالرحمن إلى شقيقه الغالي تحدث بإستفسار: إلا قولي يا عز هو ياسين ظروفه إيه مع مليكة لسه بردوا البنت على شرطها معاه؟

نظر له عز وضحك وأجابه: عيب عليك يا عبدالرحمن دي حتى تبقي عيبه ف حق إبن أخوك.
ضحكا إثنتيهما وتحدث عبدالرحمن: بس إنت شكلك مبسوط ومتكيف من الموضوع هو ياسين بيحبها ولا إيه؟
نظر له وتحدث: وهو أنا لو مش عارف ومتأكد إنه بيحبها كنت ساعدته وخليته يتجوزها ويعيش نفسه في نكد منال وليالي إللي مبيخلصش.
تحدث عبدالرحمن مستفسرا: هو ياسين كان بيحب مليكة قبل ما يتجوزها طب والله برافوا عليك إنك أخدت بالك من حاجه زي دي.

تحدث عز بألم ظهر داخل عيناه: مش عاوزني أخد بالي من ولادي يا عبدالرحمن، ده أنا بعد أبويا عني وعدم إحساسه بمشاعري واللي جوايا هو إللي دمرني ساعات بسأل نفسي وأقولها ياتري لو أبويا الله يرحمه كان قريب مني وبيفهمني من نظرة عنيا زي ما بعمل أنا مع ولادي مش كان فهم إني بحب ثريا وكان إخترهالي وريح قلبي من الوجع،.

وأكمل بحزن: بدل مانا عيشت عمري كله ف حرمان وعذاب من بعد الحبيب وقربه ف نفس الوقت، تعرف يا عبدالرحمن أنا من يوم ما ربنا رزقني بياسين وإخواته وأنا قررت أكرس ليهم كل حياتي وكل قوتي وأقرب منهم لدرجة إني أكون أقرب ليهم من روحهم، قررت أعرف ولادي عاوزين أيه وأقربهولهم وأحاول أشوف ف عنيهم سعادتهم بقرب الحبيب إللي أنا إتحرمت منه، بقيت بحس شعورهم بدالهم، أنا بستمتع وأنا بحقق لأولادي رغباتهم وبحس سعادتهم يا عبدالرحمن تخيل.

وقف عبدالرحمن ونظر لأخاه
والحزن يكتسي عيناه وتحدث: ربنا يباركلك فيهم يا حبيبي وياعالم يمكن ربنا بعد عنك شر كان لابد منه ف جوازك من ثريا محدش عارف الخير فين يا عز ربنا وحده سبحانه وتعالى هو إللي عالم باللي فيه الخير لينا.
إبتسم له بمرارة وهز رأسه بإيجاب ورضا وتحدث: الحمدلله على كل حال الحمدلله
وأكملا سيرهما معا في صمت حزين.

كانت تخرج من باب المرحاض ترتدي رداء الحمام(البرنس) وتحاوط شعرها بالمنشفة تسمرت حين وجدته يحادث ليالي وهذا بعدما توسلت إليه منال وطلبت منه أن يهاتفها ويجاملها ببعض الكلمات وذلك بعدما خدعته أنها بحالة نفسية سيئة لعدم تقديره لها وغضبه منها وبدون سبب،.

وأيضا أخبرته أن أطفاله تأثروا كثيرا بحالتها النفسية وهذا ما أكدته له أيسل بعد تعليمات منال لها، فانصاع ياسين لحديث والدته ليريح رأسه من صداع والدته وأيضا فهو يجهز حاله ليصدمها بقراراته المؤلمة لها
إبتلعت لعابها وشعرت بنار الغيرة تقتحم قلبها العاشق من مجرد سماعها نطقه لإسمها وفقط، نظر إليها وأبتسم حين إكتشف وجودها
أنهي إتصاله سريعا متحججا: أنا هقفل علشان عندي ميعاد مهم هبقى أكلمك تاني أوك سلام.

أغلق الهاتف وتحرك بإتجاه ذات القلب المشتعل وقف خلفها وهي تجفف شعرها بالمنشفة وتحاول الهرب من الإلتقاء بعيناه حتى لا يري غيرتها وحزنها داخل عيناها لكنها بالفعل وصلته
حاوطها بذراعيه ودفن انفه داخل عنقها ليشتم عبيرها.

وتحدث بجدية: هي كمان مراتي وليها عليا حق إني أكلمها، لكن إللي في قلبي ليكي ومكانتك مفيش مخلوق في الدنيا قدر يتحصل على 1% منه، إنتي وأيسل وحمزه مالكين قلبي من جوه يا مليكة ومكانتك محدش يقدر يقربلها، عاوزك تطمني ومش عاوز أشوف نظرة الحزن إللي في عيونك دي تاني.

نظرت له من خلال المراة وتحدثت بحزن لم تستطع مداراته: أنا أسفه يا حبيبي بس والله غصب عني أنا بحبك أوي يا ياسين وغصب عني ساعات مش بقدر أتحمل فكرة إن حد تاني بيشاركني فيك،
وأكملت بألم وخجل من حالها: عارفة إن الإحساس ده مش من حقي وإن لو فيه حد من حقه يحس الإحساس ده ويعترض على الوضع فهي ليالي وبس لكن أعمل إيه في قلبي إللي حبك وعشقك بجنون،.

ونظرت له بعشق: ياسين أنا حبيتك لدرجة إني نفسي أروح معاك مكان محدش يعرفنا فيه ونعيش فيه لوحدنا إحنا وولادنا وبس مش حابة عيونك تشوف حد غيري وبجد بدأت أشفق على ليالي وأديها الحق في معاملتها العدائية ليا من بعد جوازنا.
كان يستمع لها بعيون هائمة وقلب يتناغم من شدة سعادته بإعتراف حبيبته بكل ذلك العشق الوهاج الذي يحمله قلبها العاشق له.

أدارها إليه وحاوط وجهها بكفيه بكل رعاية ونظر لها بعيون سعيدة متحدثا: للدرجة دي بتحبيني يامليكة أنا مش مصدق نفسي إني بسمع الكلام ده منك أنا كنت عارف ومتأكد إني هعرف أخليكي تحبيني بس بصراحة إللي شايفه جوه عيونك وحالة العشق والغيرة والتملك إللي بتتكلمي بيهم عمري ماكنت أتخيل إني أوصلهم،.

وضمها لصدره بحنان وشدد من ضمته وتحدث: بحبك يا مليكة، بحبك ومبسوط أوي وأنا شايف شعور الغيرة اللي ملوش عندي غير تفسير واحد وهو حالة العشق المجنون إللي أخيرا وصلتيلها وأوعدك إني هعمل أقصي جهدي علشان أخليكي سعيدة ومتحسيش إن ناقصك أي حاجة فيا.
قضي معا وقتا سعيدا ثم أوصلها إلى منزل شقيقها حتى تري طفليها وتطمئن عليهما.

كانت تتحرك بالحديقة ليلا تتحدث بهاتفها بسعادة: ياريت يا سيادة القبطان لكن للاسف مش هينفع نسافر أسوان تاني السنة دي.
حدثها سليم عبر الهاتف: يسرا ممكن تندهيلي سليم وبلاش سيادة القبطان دي إلا إذا كنتي متضايقة إني بندهلك بيسرا.
تحدثت سريعا: لا طبعا مش متضايقة خالص بالعكس
ثم وعت على حالها وتحدثت بخجل: قصدي يعني براحتك.

ضحك برجولة أهلكت قلبها المسكين وتحدث: هو أنا ليه حاسس إنك متحفظة أوي في الكلام معايا يا يسرا بالرغم إننا بنتكلم لينا فترة وبرغم إنك وافقتي على إني أكلمك فون إلا إني دايما حاسس إنك حاطه حاجز بيني وبينك ف الكلام،
سيبي نفسك وإحساسك أطلقي لروحك العنان وسبيها تتنفس وترجع تعيش تاني،
وأكمل بصوت حنون: يسرا أنا حاسس ناحيتك بمشاعر حلوة أوي لكن خجلك ورفضك وتحفظك بيمنعني أني أصرحلك بيها.

تحدثت يسرا بإرتباك: أرجوك يا سليم إديني وقتي في إني أخد عليك نا أصلا لحد دلوقتي مش متخيلة إزاي جتلي الجرأة إني أديلك رقم فوني وأتكلم معاك كده عادي،
وأكملت براحه وحنان: كل إللي أقدر أقولهولك إني ببقي مرتاحة ومبسوطة جدا وأنا بتكلم معاك وإن اليوم إللي مش بنتكلم فيه بحس يومي ناقصه حاجة.

تحدث سليم بطمأنينة وحب: طب وهو إيه غير كده يا يسرا، وأكمل بعشق وصوت حنون: يسرا أنا بحبك وأقدر أقولهالك دلوقتي وأنا مطمن جدا لإني خلاص إتأكدت من حبك ليا،
وأكمل برجاء: قوليها يا يسرا قوليها أرجوكي خليني أقدر أخد خطوة جادة ف علاقتنا.
إبتلعت لعابها وتحدثت بقلق ظهر بصوتها: إنت تقصد إيه بخطوة جادة دي يا سليم؟

أجابها سليم برجولة: خطوة جادة يعني إرتباط يا يسرا إيه كنتي فكراني داخل أكلم واحدة وأنا متأكد إنها بنت ناس ومحترمة علشان أسلي وقتي مثلا، يسرا إنتي شدتيني من أول ماشوفتك وحسيت إنك عوض ليا من ربنا، أرجوكي يا يسرا فكري ف كلامي كويس وحددي أنا إيه بالنسبة لك وإنتي عاوزه إيه،.

وأكمل برجولة: لاني مش هقبل عليكي ولا على نفسي أفضل أكلمك كده من غير إرتباط رسمي وإلا كده هتخليني أبص لنفسي نظرة عدم إحترام لكوني ما أحترمتش عشرتي بالباشمهندش حسن وخونت ثقته فيا.
كانت تستمع له بسعادة تيقنت حينها أنها تحادث رجلا في زمن قل به الرجال تحدثت: طبعا مش هاأقدر أنكر ولا أخبي عليك مدي سعادتي بكلامك وتقديرك ليا لكن أرجوك يا سليم إدينا وقت أكتر نتعرف فيه على بعض.

أجابها بتفهم وحب: أنا مستعد أستناكي عمري كله يا يسرا بس أبقي متأكد إن فيه بوادر أمل طمنيني يا يسرا وقوليلي إن فيه أمل.
ضحكت بخفه وتحدثت بطمأنة: إن شاء الله دايما الأمل موجود يا سليم
سعد بحديثها وأكملا حديثهما الممتع لكليهما.

ف اليوم التالي على التوالي
كانت تجاوره سيارته التي يقودها وهي في قمة سعادتها وإنتشائها تحدثت بمرح: إحنا رايحين فين يا حبيبي ده مش طريق الأوتيل؟
رفع يدها إلى فمه ووضع بها قبلة رقيقة ونظر لها بغرام وتحدث: محضرلك مفاجأة هتعجبك.
نظرت له بسعادة وتحدثت بتشوق: مفاجأة، مفاجأة إيه يا بيبي يلا قولي بسرعة بقي.
ضحك برجولة على طفولتها وتحدث بإعتراض: طب ولو قولتلك هتبقي مفاجأة إزاي؟

ضمت شفتاها بغضب مصطنع، أهمله هو متعمدا وتابع قيادة سيارته بعد قليل وصل إلى إحدي مراكز التجميل الكبري وصف سيارته وأنزلها تحت إستغرابها
وغمز بعيناه بوقاحة وتحدث: فاكرة اليوم بتاع الحمام المغربي والمساج؟
ضحكت بسعادة وتحدثت: هو أنت مبتنساش حاجة خالص؟
أجابها بحب: أي حاجة تخص مليكة الحلوة ممنوع أنساها،.

ثم أمسكها من يدها وتحدث وهما يدلفان للداخل: على فكرة يا حبيبي المكان هنا امن جدا يعني خدي راحتك فيه على الأخر وأنا متفق معاهم على 3 ساعات وهاجي أخدك.
توقفت عن الحركة ونظرت له بعدم إستيعاب وتحدثت: تلات ساعات ليه يا ياسين كل الوقت ده؟
نظر لها بغرام وتحدث: ما هي دي المفاجأة إدخلي وهتعرفي كل حاجة،
قبل يدها وبالفعل دلفت للداخل وبعد مرور ثلاث ساعات،.

كان ينتظرها بإستراحة المكان وهو بكامل أناقته بحلته السوداء ورابطة عنقه الأنيقة
وفجأة تسمر مكانه وبرق بعيناها وأنتفض قلبه بسعادة حين وجدها
تخرج عليه كأميرة من أميرات الأساطير العظيمة
كانت ترتدي ثوبها الأبيض المنتقي بعناية فائقه والذي جعلها كحورية من حوريات الجنة،
نعم كانت ترتدي ثوب زفاف أبيض وفوق رأسها حجابها الأبيض الذي مازادها إلا نورا وجمالا موضوع فوقه تاج جعلها كملكة متوجة،.

نظر لها بعيون هائمة بهما غيمة تكاد تكون دمعا لكن صخر المخابرات تحكم بها إلى أبعد الحدود تحرك بإتجاهها وأحاط وجهها ونظر داخل عيناها الهائمة السعيدة وقبل جانب شفاها بحب وتحدث: جوزك بيعشقك يا مليكة.
نزلت دمعة من عيناها من فرط سعادتها وتحدثت: ومليكةذق بتعشق فارسها وحبيب أيامها.

إعتدل بوقفته ثم أخرج من داخل جيبه علبة وفتحها وإذ بها خاتم يبدوا أن أحدهم قد صنعه بعناية فائقة كي يظهر بكل تلك الأناقة والإبهار،
أمسكه بيده وتحدث بإرتباك من شدة سعادته: الخاتم ده عمره فوق العشر سنين يارب يبقي لسه على مقاس صباعك؟
إبتسمت وهي تنظر داخل عيناه بوله ودموع السعادة تملئ مقلتيها غير منتبهة لجملته وتحدثت بدعابة: عشر سنين ده على كده عمره أكبر من سن مروان إبني.

إبتسم لها بمرارة وتحدث بحزن: من قبله بكتير يا مليكة،
ثم ألبسها إياه وابتسم وتحدث: الحمدلله طلع لسه نفس المقاس.
إبتسمت ونظرت ليدها بإنبهار وتحدثت: ياسين ده حلو أوي ده أجمل ما شافت عيوني.
إحتضنها بسعادة وقلب حائر ما بين وأخيرا تحقيق حلمه الضائع وبين تأخره كثيرا،
كان يشدد من إحتضانها وقد رفعها لمستواه وبدأ يتحرك بها بحب وعدم تصديق لكل ما يجري،.

شعرا على حالهما حين إستمعا لتصفيق حار إستفاقا على حالهما ونظرا لمصدر التصفيق وجدا ما يقرب من عشرات النساء المتواجدات بالمركز وهن يبكين بالدموع ويصفقن بحب وتأثر على تلك الثنائي وعشقهما الفريد وتأثرهما بحالتهم،
إبتسمن لهما وشكرهما ياسين بعيناه
واختطف حوريته وخرج بها إلى الشارع وهما يتحركان ويسرعان بمرح وسعادة لا توصف.

وصلا بها إلى ساحة خاصة بالعاشقين أمسك بيده مفتاحا وقفلا وسلسال من الحديد خاص بذلك المعتقد المتعارف عليه عند أهل المدينة،
نظر لها وتحدث: أتمني أمنية قبل ما أقفل الجنزير.
نظرت له بحب وتحدثت: تفضل تحبني على طول ودايما أشوف في عيونك نظرة العشق الخاصة بيا لوحدي وأنت بتبص لعيوني،
ثم أبتسمت له وتحدثت: دورك يا سيادة العقيد،
نظر داخل عيناها وتعمق بعشق وأجاب: نفسي أموت وأنا جوه حضنك.

وضعت يدها سريعا على فمه ونظرات رعب وهلع وأعتراض ظهرت بعيناها وتحدثت: بعد الشر عليك يا حبيبي مش مسموح لك تجيب سيرة الموت أبدا إنت فاهم.
أجابها بعشق: الموت ف حضن أميرتي بقي مبتغايا ومع ذلك حاضر مش هجيب سيرته تاني.
أكملت هي بأمر: يلا إختار أمنية واتمناها
إبتسم على إستمتاعه بتسلطتها عليه وأجاب بحب: بتمني أقضي عمري كله جوه حضنك.

إبتسمت برضا وأمسك هو الجنزار ولفه حول حلقة من حلقات السور الحديدي ووضع به القفل وأغلقه ثم أعطاها المفتاح برضا
نظرت له بسعادة ثم حولت بصرها إلى بحيرة المياة المملوئة بنوعية تلك المفاتيح قبلت المفتاح بحب ثم ألقته داخل البحيرة،
وقام هو برفعها على ساعديه وبدأ يدور بها بسعادة مع التصفيق الحار من جميع العشاق المتواجدين بالمكان.

كانت تفتح ذراعيها ناظرة للسماء بسعادة وفرحة لم تعش مثلها على مر سنوات حياتها جميعا،
وهو يدور بها بسعادة لم توصف ثم توقف واحتضنها وتحرك بها سريعا وهما يجريان بمرح وبعد مدة من التسكع بسعادة داخل شوارع لندن أشار لسائقه الذي يتبعهما ويتحرك خلفهما وذلك حسب تعليمات ياسين له،
صعدت السيارة بالخلف وجاورها هو وتحرك السائق وضعت رأسها على كتفه بسعادة وحب، وبعد مده وصلا لباب غرفتهما،.

أوقفها ثم وقف خلفها وأحاط خصرها بدلال ثم فتح باب الغرفة وإذا بالغرفة تتناثر أوراق الورود بجميع أنحائها والبالون المنتفخ بمادة الهليوم ومعلق به هدايا وصورهما معا من إحتفالهما الذي كان من مجرد ما يقرب من الساعة
جرت عليه مسرعة وهي تضحك بسعادة وأمسكت صورها معه وهي بثوب زفافها وتحدثت بإنبهار: معقولة! وإمتي وصلتهم لهنا.
ثم أكملت بعيون عاشقة: ياسين أنا حاسة إني ف حلم جميل وخايفة أصحي منه.

إبتسم لها وتحدث بحب: معايا كل أحلامك هتلاقيها بين أديكي إنتي بس احلمي وأشري يا ملكة أحلامي.
جرت مسرعة بمرح تتلفق البالون وتجلب منه هداياها الثمينة المعلقة بداخله وتمسك بصورها معه من أول رحلتهما معا، أكان يصورهما ليحتفظ بذكري من الحبيب، يالك من رجل أيها الياسين.
إقترب عليها ولف يداه حول خصرها وضم جسدها عليه بعناية وتحدث بعيون مملؤة بالحب والعشق والحنين.

وتحدث بكلمات متأثرة: مليكة، أنا حابب إن ليلتنا دي تكون بداية حياتنا مع بعض، نفسي تنسي كل حاجه حصلت في حياتك قبلي نفسي تكوني لي السكن والسكينة، هدوئي وجنوني، عشقي وغرامي
واسترسل متسائلا بعيناي مترقبة: مليكة، تقبلي تكوني رفيقة روحي في رحلتي؟

كانت تنظر له متأثرة من حالته وعشقه الواصل لعيناها، أجابته بحب وعيون سعيدة: موافقة يا ياسين، موافقة ومسلمة لك روحي وقلبي وحياتي كلها، أنا ملكك يا حبيبي، ملكك لوحدك، وخلاص مبقتش عاوزة من الدنيا دي كلها غيرك،
وأكملت برجاء: أهم حاجة تفضل تحبني وأشوف في عيونك نظرة العشق دي.
إبتسم لها وتحدث بعشق: وأنا كلي ملكك يا مليكة، نظرة عيوني وقلبي ورحي وجوارحي كلهم ملكك وبين أديكي.

أحاط وجهها بعناية ومال على شفتاها وذاب معها بقبلته الأولي بعد أتفاقهما وذهبا معا برحلة جديدة من رحلات عشق الياسين لمليكته.
كان سعيدا لوصوله مبتغاه فهل السعادة ستبقي في عقب دارهم أم انها سعادة مؤقتة؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة