قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الحادي والثلاثون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الحادي والثلاثون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الحادي والثلاثون

وقت الظهيرة داخل حديقة رائف
كانت ثريا تجلس أمام المسبح تنظر لمائه الصافية وتتنهد بإشتياق قلبها إلى قرة أعينها أولاد عزيزها الغالي الغائبان عن أحضانها منذ خمسة أيام
دلفت منال من البوابة الحديدية ناظرة لها واقتربت منها متحدثة بوجه بشوش: قاعدة لوحدك ليه يا ثريا؟
أفاقت من شرودها على صوتها نظرت لها وابتسمت وتحدثت بترحاب: أهلا يا منال إتفضلي، يسرا جوه بتجهز الغدا مع علية وأنا قولت أقعد شوية في الشمس.

جلست منال وتحدثت بوجه بشوش: شكلك كده كنتي سرحانة في الولاد.
أجابتها ثريا بإبتسامة وعيون يملؤها الإشتياق: وحشوني أوي وواجعني بعادهم عني.
تحدثت منال: والله ووحشوني أنا كمان وخصوصا أنس أبو نص لسان ييجوا بالسلامة إن شاء الله، وأكملت بتوتر ظهر على ملامحها: ثريا أنا كنت عاوزة أطلب منك طلب بس عاوزاكي تفهميني كويس وتعذريني فيه.
نظرت لها ثريا بإستفهام وتحدثت: خير يا منال إتكلمي إنتي كده قلقتيني؟

أجابتها منال: خير إن شاء الله طبعا إنتي عارفة إن عمر رجع من سفره وأخد شهادته الحمدلله وكمان ياسين رجعلي من الموت بأعجوبة بعد ما عشنا أيام صعبة وإنتي بنفسك عيشتيها معايا،
تحدثت ثريا لتشجيعها: إتكلمي يا منال من غير مقدمات إحنا أهل وعشرة عمر قولي إللي جواكي وأنا أكيد هفهمك وهعذرك.

نظرت لها منال وتحدثت بخجل: رائف الله يرحمه قرب يكمل سنتين ومن وقتها حرمنا الفرح على البيت مراعاة لشعورك وشعور البنات لكن أنا نفسي أعمل حفلة لأولادي،
وأكملت بعيون مترجية: فرحانة برجوع عمر ونجاة ياسين ورجوعه ليا ونفسي أفرح بيهم يا ثريا، وبصراحة عز خايف من زعلك وقالي ثريا هتزعل لكن أنا قو.

لم تكمل حديثها إبتسمت لها ثريا وتحدثت بهدوء: وماله يا منال من حقك تفرحي بأولادك وأنا كمان يعلم ربنا فرحانة قد إيه بيهم دول مش ولادك لوحدك يا منال.
أجابتها منال بسعادة: طبعا يا ثريا مش إنتي إللي مربياهم معايا، وأكملت على إستحياء: يعني مش هتزعلي يا ثريا؟
أجابتها بإبتسامة: لا يا منال مش هزعل وبعدين إنتوا كتر خيركم صبرتوا معايا كتير وخوفتوا على زعلي.

تنهدت منال بإرتياح لحديثها مع ثريا وتحدثت بتساؤل: ثريا هو أنا ممكن أسألك سؤال وتجاوبيني عليه بصراحة؟
إبتسمت ثريا وتحدثت بهدوء: وأنا من إمتي كذبت عليكي في حاجة يا منال إسألي وأنا هجاوبك.
تنهدت وقالت: إنتي ليه وافقتي إن ياسين يتجوز مليكة مع إنك كنتي في نفس ظروفها ورفضتي تتجوزي عز ووقفتي قدام الكل؟

ليه وجعتي ليالي مع إنك بنفسك رفضتي توجعيني وحلتيلي مشكلتي إللي مكانش ليها حل غير بإيدك إنتي ومنعتي خراب بيتي وقتها؟
ثم تحدثت بخجل: أنا عارفة ومتأكدة إن حل مشكلتي كان بإيدك مهما حاولت أبرر لنفسي وأقول قدام الكل إني أنا إللي منعت جواز عز منك بس الحقيقة أنا وأنتي عارفينها كويس.

إبتسمت ثريا بحزن وتحدثت: مين قالك إن ظروفي أنا ومليكة كانت تشبه بعض يا ثريا بالعكس أنا ومليكة عمر ظروفنا ماكانت واحدة، أنا ولادي كان ليهم سند وعزوة يتسندوا عليها لو الزمن جه عليهم ودار، إعمامهم كانوا ف ضهرهم والبيت جنب البيت وأنا بنت عمهم لحمهم ودمهم وعمرهم ما كانوا هيفرطوا فيا ولا في ولاد أخوهم،.

وإخواتي إللي هما ولاد عم جوزي كانوا موافقيني كلنا إتفقنا وإتقابلنا عند نقطة حماية الولاد، وأكملت بحزن: لكن مليكة وولادها ملهمش ضهر إبني كان وحيد ملهوش سند يسند ولاده من بعده كنتي عاوزاني أسيبهم لكلاب السكك تقطع فيهم وهما لسه لحمة حمرا يا قلبي،.

وأكملت بتفسير: ده أقرب الناس ليهم طمع فيهم متزعليش مني يا منال أنا عارفه إنك شيفاني واحدة أنانية وفضلت مصلحة ولاد أبنها على مصلحة إبنك وده طبعا حقك ومش هلومك فيه، بس أنا فعلا بعترفلك إني كنت بحمي ولاد إبني من غدر الزمن وملقتش قدامي غير ياسين علشان أتعلق بيه وأعلق ولاد أبني في رقبته علشان يبقي سندهم وحمايتهم من غدر البشر والزمن.

أجابتها منال: طب ما ياسين وطارق وعز ما كانوش هيسبوهم وكانوا هيقفوا معاكي إنتي ومليكة والولاد ويربوهم بالظبط زي ماعملوا معاكي زمان ومن غير جواز؟
أجابتها ثريا بنفي: هقولهالك تاني يا منال أنا ومليكة عمر ظروفنا ماكانت واحدة، أولا مليكة أبوها ماكانش هيسيبها هنا وعز وياسين ماكنوش هيسمحوا لسالم إنه ياخد الولاد دي أول حرب كنت هدخل فيها أولاد إبني،.

نيجي بقى للمهم عز وعبدالرحمن لما وقفوا معايا في تربية ولادي كان واجب عليهم وزي ما قلتلك دول لحمهم
لكن ياسين وطارق هيربوا ولاد رائف ويقفوا ف ضهرهم ليه؟
وأكملت بتعقل: الدنيا بتلهي الناس يا منال وبعد عمر سواء طويل أو قصير لما أحنا نفارق ونرجع لدار الحق ياسين وطارق وولادهم هيبعدوا ومحدش يقدر يلوم عليهم دي سنة الحياة دول هيبقوا مجرد أعمام ولاد رائف من بعيد.

لكن إسمحيلي لما يبقي ياسين جوز مليكة هيبقوا الولاد مسؤولين منه شرعي ويفضل رابطهم بيت واحد.
وأكملت بغيمة من الدموع: وأرجوكي متزعليش مني ساعات الدنيا بتجبرنا وتحطنا قدام أختيارات كلها أصعب من بعض وتودينا لطرق عمرنا ما كنا نفكر إننا نمشي فيها وغصب عننا لازم نمشي ونكمل المشوار،
وأكملت بحزن: أنا عارفة إني كنت أنانية بس لو رجع بيا الزمن تاني هعمل وأختار نفس إللي عملته سامحيني يا منال أرجوكي وأعذريني.

دول ولاد الغالي ومكنش ينفع أقف وأتفرج عليهم وهما تايهين في الدنيا من غير ما أعمل حاجة وصدقيني وجعك إنتي وليالي من جواز مليكة من ياسين ميجيش 1% من وجعي على إني أسلم مرات الغالي وحبيبتة بإيدي لراجل تاني حتى ولو كان مجرد جواز صوري محدش حاسس بالنار اللي بتنهش في قلبي من الموضوع ده غير رب العباد.

إبتسمت منال بقهر على صدق مشاعر ثريا الذي وصلها وألمها الظاهر بعيونها وهي تتحدث عن مصير أبناء غاليها وعن فقدان وحيدها
وتحدثت: أنا أسفة يا ثريا سامحيني إني مفهمتش موقفك ده ولا حتى فكرت فيه بإنسانية إنتي معاكي كل الحق ويمكن أنا لو كنت مكانك كنت فكرت بنفس طريقتك.

تحدثت ثريا بلهفة: بعد الشر يا منال ربنا ما يحطك مكاني ولا يدوقك إللي أنا دوقته أبدا، بدعي من ربي دايما يكون رحيم بالبشر وميخليش حد يدوق المرار إللي أنا دوقته في وجعي على وحيدي وعزيز عيني،
وأكملت بحزن وعيون مغيمة بدموع الألم: أصعب إختبار وأمر أحساس ممكن الست تحسه هو فقدان الإبن من كل قلبي متمناش لحد يعيش الشعور ده أبدا،.

وأدمعت عيناها ومعها منال التي شعرت بالخزي من حالها على عدم تفهم ثريا منذ زمن بعيد.

في مدينة لندن مدينة الضباب
كانت تجلس داخل مطعم بصحبة عاشق عيناها وشقيقها وزوجته يتناولون الطعام بشهية مفتوحة: تحدث سيف بإحترام: معلش يا سيادة العقيد المفروض العشا ده كان يبقي في البيت عندنا
ثم حول بصره إلى شقيقته متحدثا بدعابة: لكن هنعمل إيه بقي حكم القوي يا سيدي.
نظرت له بقشعريرة مصطنعة: تقصد مين حضرتك بالقوي ده؟
قهقه ياسين عاليا وتحدث: الدكتور أكيد يقصد القوة الناعمة يا حبيبي.
إبتسمت له بحب.

ثم نظر هو إلى سيف وتحدث: ولا يهمك يا دكتور إن شاء الله تتعوض وبجد متشكر جدا على العشا والوقت اللطيف ده.
تحدثت نهي بوجه بشوش: إن شاء الله هنستناكم تيجو لنا زيارة وتكون الظروف أحسن من كده وتنزلوا عندنا في البيت.
أجابها ياسين بإحترام: إن شاء الله يا أفندم بس الأول عاوزين نشوفكم في إسكندرية قريب، ثم أحال ببصره إلى سيف وتحدث: أنا ملاحظ إنكم مقلين أوي في نزولكم مصر يا دكتور؟

أجابه سيف بعملية: ده حقيقي للأسف أخر مرة نزلنا فيها وقت وفاة رائف الله يرحمه،
شعر بالغيرة ونظر لها حتى يستكشف ملامحها وجدها تنظر له وقد شعرت به وبغيرته إبتسمت له وأمائت بعيناها في إشارة منها ليطمئن قلبه فلم يعد لأحد مكان بجانبه داخل قلبها.
إرتخي بجلسته بإرتياح وتنهد براحة.
وأكمل سيف: الحقيقة الحياة هنا صعبة أوي وروتين الحياة وتيرته سريعة جدا تقدر تقول إن للأسف دوامة الشغل خدتنا حتى من نفسنا.

نظر له ياسين وتحدث بنبرة جادة: طب ليه ماترجعش مصر وتفتح مستشفي إستثماري هناك وتستقر بدل الغربة الباردة دي؟
المستشفيات الإستثمارية بتكسب كويس أوي ف مصر.

أجابه سيف بعملية: فكرت في ده فعلا لكن بصراحة كده إتراجعت تاني، خلينا واقعيين الطب هنا ليه وضعه وأنا بقي ليا مكانة كبيرة ومستقبلي هنا أحسن من مصر بكتير، للأسف يا سيادة العقيد محدش بياخد كل حاجة وأنا علشان أعمل إسم كبير لنفسي لازم أتحمل مرارة الغربة ودي الضريبة إللي لازم أدفعها.
وافقه الجميع الرأي، بعد إنتهائهم من العشاء إنطلقت أصوات الموسيقي الهادئة.

وقف ياسين بكل رجولة أغلق زرار حلته ومد يده لها بإحترام يدعوها لرقصتها معه وتحدث برقي: برنسس مليكة تسمحيلي؟
إبتسمت بسعادة من رقي تعامله معها وعشقه الواضح داخل عيناه، نظرت لشقيقها وزوجته إبتسموا لها وأشاروا لها بالنهوض ونهضوا هما الأخرين،
مدت يدها له ناظرة بعيناها الساحرة وقفت حاوط خصرها بإمتلاك وذهبا معا للمكان المخصص للرقص،
مد يده محاوطا خصرها وضعت رأسها فوق صدره وبدأت بخطوات رقصتهم بإحترافية.

تحدث بصوت عاشق مترجيا إياها: مليكة أنا حابب أوي تباتي معايا النهاردة في الأوتيل ممكن تعملي كده علشان خاطري؟
هزت رأسها بإيماء وهي مازالت داخل أحضانه مغمضمة العينان سارحة في ملكوت عشقه وهمهمت بصوت مغري: أمممممم
أبعد رأسها وأمسك ذقنها رفع بصرها لمواجهة عيناه العاشقة وتحدث بلهفة: حبيبي إنتي موافقة فعلا؟
هزت رأسها وتحدثت بحب: أيوه يا ياسين أنا كمان حابة أنام في حضنك أوي النهاردة.

أجابها بفرحة: يا حبيبي بحبك يا مليكة.
تحدثت بحب: أنا كمان بحبك أوي يا ياسين،
ووضعت رأسها مجددا فوق صدره لتستمع لدقات قلبه التي تنبض بعشقها،
بعد مده تحدث هو: عرفتي إن ماما عاملة حفلة الإسبوع ده علشان رجوع عمر وعلشاني؟
أبعدت رأسها ونظرت له ومازالت تتراقص بين يداه بهيام: يسرا قالتلي.
تحدث هو بحماس: هاخدك بكرة وننزل علشان أختار لك فستان يليق بالحفلة.

أجابته: ماأنت جبتلي كذا واحد إمبارح يا حبيبي وكلهم أشيك وأجمل من بعض.
أجابها بسحر: تؤ دي حفلة جوزك ولازم تبقي أشيك واحدة في الحفلة كلها ده بقى هنقيهولك على مزاج مزاجي،
تحدثت بتساؤل: ياسين هو أنت مش المفروض هتسافر بكرة اخر النهار؟
أجابها بعملية: المفروض يا حبيبي بس أجلتها يومين كمان أطمن عليكم إنكم سافرتم وأنزل تاني يوم علطول.

مدت شفاها بإستغراب: وهتقعد هنا تعمل إيه لوحدك إن شاء الله ماتنزل في نفس اليوم.
إبتسم بتسلي وتحدث وهو يمرر لسانه فوق شفتاه: أنا شامم ريحة غيرة في الموضوع،
ثم نظر لها بتساؤل وعيون عاشقة: هو حبيب جوزه غيران ولا إيه؟
تحدثت بدلال: أه طبعا غيرانة وأظن ده حقي يا ياسين أنا بقيت بحبك لدرجة إني بغير عليك حتى من نسمة الهوا.
أجابها بعيون عاشقة: طب ولو قولتلك إن عيوني ما بتشفش حد غيرك أصلا هتغيري بردوا؟

أجابته بإيماء: أيوه هغير ولو مغيرتش عليك يبقي مش بحبك يا ياسين.
تحدث بمداعبة: هو أنا قولتلك إني بحبك قبل كده؟
ضحكت بإنوثة وأجابت: كتيرررررر
ضحكا سويا وأكملا رقصتهما.

داخل حديقة عز
كانت منال وليالي يتحركان بكبرياء بصحبة فريق إحدي شركات تنظيم الحفلات،
تحدثت منال موجهة حديثها إلى المسؤول: عاوزاك بقي تستغللي المكان إللي جنب البول ده كله عاوزاه يطلع ف أبهي صورة ليه ومفارش التربيزات عاوزاها باللون الأبيض
تحدث الشاب بإحترام وتساؤول: وبالنسبة للزهور إللي هتكون على التربيزات يا أفندم ياتري حاباها تكون بأي لون؟

نظرت له بتيهة ثم وجهت بصرها إلى ليالي وتحدثت: إيه رأيك في الموف يا لي لي؟
إبتسمت ليالي وتحدثت برأس مرفوع: جميل يا عمتو.
هزت لها رأسها وتحدثت للشاب: أوك يبقي الموف.
أتي إليها عمر قبلها من وجنتها وتحدث: وحشتني حفلاتك منال هانم شكلك راجعة لمجدك القديم تاني وبقوة
تحركت ليالي بصحبة الفريق بعيدا عن منال وعمر
إبتسمت منال ببشاشة وتحدثت: أهلا يا قلب مامي أنا هعملك حفلة إسكندرية كلها هتقعد تحكي عنها شهور.

أجابها بغمزة من عينه: أيوا بقي يا منول أنا سايبلك نفسي و عاوزك تدلعيني على الاخر.
أكملت منال بتحذير: أه يا حبيبي بس خلي بالك من ضيوفك إللي هتعزمهم باباك إمبارح قالي أنبه عليك وأقولك تختار أصحابك إللي هتعزمهم وتبلغهم إنهم يخلوا بالهم من تصرفاتهم كويس أوي،.

وأكملت: الحفلة هتبقي فيها ناس مهمة جدا تقدر تقول إن الحفلة هيحضرها كريمة المجتمع الإسكندراني كله، قامات جهاز المخابرات عند باباك وياسين هيكونوا موجودين، فبجد ياريت تاخد بالك من النقطة دي يا عمر علشان متضايقش بابا.
تأفأف عمر وتحدث بغضب: يبقي مكنش ليه لزوم إن حضرتك تقولي إنك عاملة الحفلة علشاني، كنتي من الأول قولي إنك عملاها لسيادة اللوا هو وسيادة العقيد وكريمة المجتمع تبعهم،.

وأكمل بإعتراض: أحب أعرفك إن من الطبيعي إن أصحابي إللي بتتراوح اعمارهم بين 25 ,24 سنة لما يحضروا حفلة أكيد هيرقصوا وهيشربوا ويهيصوا غير كده بقى أعزمهم أنا ليه ممكن تقوليلي؟
وضعت يدها على وجنته وتحدثت بحنان: متزعلش يا موري عدي الحفلة على خير وليك عليا هعملك حفلة في فيلا المعمورة لوحدك إنت وزمايلك إعمل فيها كل إللي إنت عاوزه.
اماء لها بضيق وتحدث: أوك مامي يلا سلام علشان خارج مع أصحابي،.

وانسحب من المكان وانضمت منال من جديد إلى ليالي وفريق التجهيز لتباشر التجهيزات.

دلفت علياء إلى المطبخ واتجهت إلى والدتها التي تقف أمام الحوض تجلي الصحون وقفت خلفها واحتضنتها بسعادة وتحدثت: صباح الفل يا بسوم.
تحدثت إبتسام وهي مازالت تجلي الصحون: إنجزي وقولي عاوزة إيه؟
ضحكت علياء عاليا وتحدثت: هو إنتي دايما قفشاني كده؟

أجابتها إبتسام: اللي ربي خير من اللي إشتري يا حبيبتي وطالما قولتي بسوم وبدأتي كلامك بالدلع والأحضان تبقي عاوزة تطلبي حاجة وحاجة كبيرة كمان فياريت تنجزي وتجيبي من الاخر وتقولي عاوزة إيه بدل اللف والدوران ده كله.
إبتعدت عنها ووقفت بجوارها ناظرة إليها وتحدثت بفخر: تعرفي إيه أكتر حاجة بحبها فيكي يا ماما، فطانتك وسرعة بديهتك،
وأكملت بدعابة: ماشاء الله عليكي طالعة لي.

إنتهت إبتسام وجففت يداها ثم تحركت للمنضدة الموضوعة بوسط المطبخ وجلست، نظرت إلى إبنتها وتحدثت: هاتي إللي عندك واتحفيني خليني أشوف.
جلست علياء وتحدثت خجلا: شريف عثمان مذيع الراديو إللي قولتلك إنه طلع أخو مليكة موجود هنا في أسوان بيقضي أجازتة فكنت يعني ده طبعا لو تحبي نعزمه هنا على العشا النهاردة.

نظرت لإبنتها بإبتسامة وتحدثت: أه قولتيلي شريف عثماااان وإشمعنا بقي سي شريف ماافتكرش يقضي أجازته غير اليومين دول وبالتحديد هنا في أسوان؟
ثم ضيقت عيناها وأكملت بتساؤل: هي إيه الحكاية بالظبط يا لولو ماترسيني معاكي على الحوار.
تنهدت علياء وتحدثت بحزن ظهر على ملامحها: لا حكاية ولا رواية يا ماما وعلشان ترتاحي شريف خاطب مذيعة معاه في نفس الإذاعة.

نظرت لها والدتها وتحدثت بتأثر: طب وإنتي زعلانة كده ليه يا قلبي؟
إبتسمت علياء بألم لم تستطع مداراته وتحدثت: وأنا إيه بس إللي هيزعلني المهم ماقولتليش رأيك؟
أجابتها بترحاب: ودي محتاجة رأي بردوا يا بنتي طبعا يشرف وينور ده كفاية إنه من ريحة مليكة الغالية وأهي فرصة كمان نردله بعض من جمايل وعزومات والدته ليكي.

وقفت علياء بسعادة: خلاص أنا هروح أبدل هدومي وأقابله وأفرجه شوية على أسوان وأخر النهار أجيبه وأجي تكوني حضرتك جهزتي العشا.
جهظت عيناها وتحدثت بإعتراض: نعم يا ست هانم تكونيش فاكراني الفلبينية إللي جابها لكم الباشمهندس بقي سيادتك تعزميلي البيه وتدبسيني معاه وكمان عاوزة تخرجي وتتفسحي وتسبيني في الهم ده لوحدي؟

نظرت لها بحزن مصطنع وتحدثت: علشان خاطري يا ماما توافقي أنا وعدت مليكة إني أخد بالي من أخوها كويس، يرضيكي أطلع قدامها عيلة ومش قد كلمتي؟
نظرت لها إبتسام وصاحت بذهول: هو إنتي يابنتي فاكراني هبلة، مليكة مين دي إللي وعدتيها وأخوها مين ده كمان إللي هتاخدي بالك منه، على أساس إن شريف ده عيل عنده أربع سنين ويا حرام خايفين عليه لا يتوه لوحده.

حزن وجه علياء ونظرت أرضا شعرت والدتها بحزنها فتحدثت باستسلام: خلاص روحي بس خدي رؤوف معاكي ماتروحيش تقابليه لوحدك.
نظرت لها علياء وتحدثت بإعتراض وتذمر: روؤف إيه بس إللي أخده معايا هو حضرتك شايفاني عيلة قدامك وبعدين روؤف مش هيوافق ما حضرتك عارفة إبنك ورخامته ده غير إن عنده مذاكرة ومش هينفع يسيبها،
وأكملت بحزن: وعلى فكرة بقي يا ماما المفروض حضرتك تكون عندك ثقة فيا أكتر من كده.

تحدثت والدتها بتأكيد: أنا ثقتي فيكي ملهاش حدود لكن بابا لو عرف هيزعل منك أوي يا عاليا.
أجابتها: وهو حضرتك فاكراني هخرج من غير إذن بابا لو على الباشمهندس سيبي موافقته عليا،
وقبلت والدتها وهاتفت والدها واستأذنته ثم هاتفت شريف وبعد أقل من ساعة كانت تنتظره ف إحدي الكافيهات الشهيرة بالمدينة
دلف للمكان يبحث عنها بنظرات متلهفة
رأته يدلف للمكان بطلته الساحرة المهلكة لقلبها الصغير دق قلبها بأعلي وتيرة له.

تحاملت على حالها ووقفت وأشارت له،
نظر لها وشعر بإحساس غريب عليه ولأول مرة يزوره ذلك الشعور رعشة أصابت جسده بالكامل، حلاوة اللقاء، لهفة النظرات،
إقترب عليها ومد يده مسحورا بجمال عيناها وسحرهما الفريد،
تحدث بإشتياق: عاليا إزيك.
لم يكن حالها بأفضل منه مدت يدها وتلامست الأيادي واحتضنت العيون اشتياقا وتحدثت: الحمد لله أنا تمام.

حاولت لملمت شتاتها وتحدثت بترحاب وابتسامة جذابة بأسنانها اللؤلؤ قضت بها على ما تبقي من حصونه: نورت أسوان يا شريف إتفضل أقعد واقف ليه.
جلس بمقابلها وتحدث: أنا نورت أسوان وحضرتك ضلمتي إسكندرية بعد ما هربتي
إرتجفت وتحدثت بهلع أسعده: إيه يا حضرت هربت دي إنت قد الكلام الكبير ده؟
نظر داخل مقلتيها وتحدث بحنان: مشيتي ليه يا عاليا؟
إرتبكت بجلستها وتحدثت: مانا قولتلك يا شريف.

إبتسم بتسلي وأجابها: هحاول أعمل نفسي مصدقك.
تحدثت كي تخرج حالها من حصاره لها: على فكرة يا حضرة الباشمذيع الواعد ماما عزماك النهاردة على العشا جهز نفسك هتدوق أحلي بط بالتوابل الأسوانية وعلى فكرة بقي البط الأسواني ملوش زي،
وأكملت بدعابة: لا تقولي بقي جمبري ولا سبيط ولا الكلام ده كله.
إبتسم لها وتحدث بنظرة أربكتها: مش بس البط الأسواني إللي ملوش مثيل كل حاجة في أسوان ملهاش زي وأولهم إنتي يا عاليا.

إرتبكت وارتجف داخلها لكنها حاولت الثبات وتحدثت بدعابة: خلي بالك من كلامك يا حضرت وياريت متنساش إنك قاعد قدام الباشمحامية يعني ممكن أعتبر كلامك ده تحرش بيا وأتمرن على قضيتك وألبسك محضر تمام وبدل ما تتفسح وسط النيل والمعابد تتفسح على البورش يا خفيف.

أطلق ضحكات من أعماق قلبه بصوت عالي وتحدث من بين ضحكاته: إيه يابنتي الكلام إللي إنتي بتقوليه ده عاوزة تفسحيني على البورش مرة واحدة لا بجد ونعم الكرم الأسواني.
ضحكت وتحدثت بخفة: أنا بس حبيت أنبهك علشان تكون على دراية من أولها أه لتفكر حضرتك إن بنات أسوان سهلة ولا حاجة.
نظر لها وتحدث بصوت حنون: بنات أسوان دول أجدع وأحلي بنات شفتهم ف حياتي كلها.

نظرت له وحدثت حالها: كفي شريف أرجوك، كف عني تلك النظرات والإبتسامات المرهقة لقلبي المسكين، أتركني بشأني ولا تعلقني بك أكثر فقلبي الجريح لم يعد لديه القدرة على التحمل بعد.
شعر بحيرتها وألمها الساكن عيناها فأراد أن يخرجها من تلك الحالة: أكيد هتيجي إسكندرية تحضري حفلة عز باشا.
إبتسمت له وتحدثت: مش عارفة عمو عز كلم بابا من يومين وعزمنا لكن الباشمهندس لسه ماقررش.

نظر لها بعيون هائمة أرهقتها وتحدث مستعطفا إياها: بس أنا عاوزك تكوني موجودة يا عاليا لسه فيه أماكن كتير ف إسكندرية حابب نروحها سوا،
ونظر لها بتساؤل وصوت حنون: هتيجي؟
تاهت داخل نظرت عيناه وسحرها هزت رأسها بإيجاب وكأنها مسحورة وتحدثت بصوت هائم ولأول مرة يستمع إليه: حاضر يا شريف هاجي.
إقشعر جسده وانتفض قلبه لسماع إسمه منها بكل تلك الرقة والأنوثة إضافة إلى سحر عيناها.
وأه من سحر عيناكي عاليتي.

كان يشعر معها بأحاسيس ولأول مرة تجتاح عالمه أكملا حديثهما بين نظرات وهمسات وإبتسامات
ودلفا معا وخطي خطوتهما الأولي إلى عالم العشاق الصامت.

جاء المساء كان شريف يجلس حول طاولة الطعام داخل منزل عائلة حسن كان يشعر بسعادة لم يشعر بها من قبل فتلك العائلة لها هالة غريبة تحوم حول كل من يدخل دارهم،
تحدث شريف ناظرا إلى إبتسام بإحترام: بجد تسلم إيد حضرتك الأكل حلو جدا،
ثم نظر إلى علياء وتحدث: أما بالنسبة للبط ده لوحده حكاية.
إبتسمت له وتحدثت: مش قولتلك هتاكل أحلي بط من إيد الأستاذة إبتسام.

إبتسمت له إبتسام وتحدثت ببشاشة وجه: بألف هنا على قلبك.
تحدث حسن بوجه بشوش: ياريتك جبت بابا معاك يا شريف حتى كان فصل من ضغط الشغل شوية.
أجابه شريف بإحترام: حضرتك أدري مني بضغط شغل البنوك اليومين دول تتعوض إن شاء الله.
هز له حسن بإيماء
نظر له إسلام بإنبهار وتحدث: على فكرة يا أستاذ شريف أنا بحبك أوي وكل يوم لازم أسمع البرنامج بتاعك.

إبتسم له شريف وتحدث: حبيبي يا إسلام وعلى كده بقى بتتصل بالبرنامج ولا مستمع صامت؟
ضحكت إبتسام وتحدثت إليه: مش كفاية عليك لماضة الباشمحامية في البرنامج هيبقي إسلام كمان دول مجنني معاهم يوميا قبل برنامجك ما يبدأ بربع ساعة بيقلبوبلي البيت طوارئ،
ونظرت إلى إسلام: الأستاذ ياخد الفون بتاعه ويخرج على الجنينة علشان يسمعك بهدوء،.

أما بقي الأستاذة فليها طقوسها الخاصة، أولا تحضر لنفسها مج النسكافية التمام وبعدها تقفل على نفسها أوضتها وتشغل جهاز الراديو إللي شرياه مخصوص لبرنامجك ومشوفش وشها برة الأوضة غير بعد ما يخلص البرنامج.
كانت تنظر له خجلة لذكر والدتها تفاصيلها ضحك هو وتحدث: ده أنا شكلي أنا وبرنامجي عاملين لكم إزعاج كبير أوي ف البيت؟
نظر له روؤف بإبتسامة: وأنا هلحقهم إن شاء الله لكن أخلص من كليتي الأول وبعدها أفضالك.

تحدث حسن: على فكرة يا شريف أنا وإبتسام من قدامي المستمعين للإذاعة، الإذاعة دي يا أبني عالم من الخيال والسحر بيشدك لبعيد وليها جمالها ورونقها الخاص،
وبعد التحديث اللي طرئ عليها مؤخرا بقت متنوعة وفيها كل ما يحتاجه الإنسان، من برامج دينية، ثقافية، سياسية، توعوية، ترفيهية، بجد الإذاعة بقت موسوعة كاملة.

تحدث روؤف: هي بصراحة نفعت سكان القاهرة أكتر حاجة الناس اللي بتقف ف الإشارات بالساعات بيشغلوا البرامج ويتصلوا منه يتسلوا ويكسروا الملل وميحسوش بالوقت ومنه بينبسطوا بمشاركة أرائهم عبر البرامج.
رد عليه شريف بموافقة: معاك جدا في كلامك ده يا روؤف إحنا معظم متصلينا بيكونوا فعلا من داخل الإشارات.

تحدثت علياء: أنا حقيقي بشفق على سكان القاهرة من كل قلبي ودايما بسأل نفسي هما إزاي قادرين يتحملوا الزحمة وأصوات كلكسات العربيات طول الوقت.
أجابها شريف: مش يمكن إتعودوا على كده وحبوا نمط الحياة بالطريقة دي؟
هزت كتفها وتحدثت بإبتسامة: ممكن ليه لاء.
وجه حسن حديثه إلى شريف: ما تجيب حاجتك يا شربف وتيجي تقعد معانا هنا البيت زي ما أنت شايف كبير ووجودك أكيد هيسعدنا ويشرفنا.

أجابه شريف بإحترام: متشكر جدا لحضرتك يا باشمهندس بس الحقيقة أنا هكون مرتاح أكتر ف الأوتيل
أجابه حسن: على راحتك يا ابني مش هضغط عليك لكن طبعا إنت مش محتاج أقولك إن البيت بيتك وفي أي وقت تشرفنا وروؤف وإسلام تحت أمرك ف أي حاجة تحتاجها طول ما أنت هنا.
أماء له بإحترام وأجاب: أكيد طبعا حضرتك.
أكملا عشائهما وسهرتهم المريحة وسط ضحكات وسرد الحكايات من حسن وحكاياته الجميلة التي يعشقها الجميع.

تمللت بفراشها وهي تمد يدها بجوارها تبحث عنه إنزعجت حين وجدت جوارها فارغ، أفتحت عيناها تبحث عنه داخل الغرفة لم تجده تحركت لتبحث عنه داخل ال Suite وجدته يقف بشرفته يشعل سيجارته وينفث بها بعنف ذهبت إليه مستغربة
وتحدثت وهي تدفن حالها داخل أحضانه: ياسين إيه إللي صحاك يا حبيبي؟
حاوطها بذراعه وشدد من إحتضانها وتحدث: مجاليش نوم قومت أشرب سيجارة،.

ثم مال على شفاها وضع قبلة سريعة وتحدث: إنتي إيه إللي صحاكي يا حبيبي؟
أجابته بوجه عابس: إنت فاكر إنك لما تقوم وتبعد عن حضني وتسيبني مش هحس بغيابك وهكمل نومي كده عادي؟
تنهد وتحدث وهو يطفئ سيجارته ويتخلص منها: أنا أسف يا مليكة مكنش قصدي أقلقك صدقيني.
نظرت له مضيقة عيناها وتسائلت: مالك يا ياسين إنت فيه حاجة مضيقاك؟

نظر أمامه وزفر بضيق محاولا تهدئة حاله: بصراحة يا حبيبي أنا متضايق أوي من الوضع إللي إحنا فيه،
نظر لها بتمعن وتحدث بتمني: مليكة أنا نفسي الناس كلها تعرف إننا بنحب بعض نفسي أمشي وسط الناس وأنا حاضن إيدك من غير ماتتكسفي ولا تسحبيها علشان محدش يحس بحبنا،.

وزفر بضيق وغيرة ظهرت بمقلتيه وتحدث بصوت يملئه الغضب رغم محاولته لمداراته والسيطرة عليه: نفسي أغير أوضة النوم يا مليكة مش حابب أبدا فكرة إننا نبقي مع بعض ف نفس أوضة رائف الله يرحمه،
وأكمل بضيق: أنا راجل بحب مراتي وبغير عليها ومن حقي يكون لي حياة جديدة معاها بكل تفاصيلها،
وأكمل وهو يسحب بصره بعيدا عن مقلتيها: مش قابلها على نفسي يا مليكة مش حابب الأوضة، مش طايق فكرة نومك لسه على نفس سريره،.

ثم نظر لها وتحدث بتساؤل وعيون متألمة: إنتي فهماني يا مليكة؟
إبتلعت لعابها بمرارة لما تشاهده من كم الألم الذي يظهر بعيناه ويمتزج بصوته
حاوطت وجهه بكفيها بعناية وتحدثت بنبرة رقيقة وهادئة: طبعا فاهماك يا ياسين ومين غيري يقدر يفهمك،
وأكملت بتمني: بس أنا مش حابة أبدا أشوفك في الحالة دي إنت ياسين المغربي القوي إللي مفيش حاجة في الدنيا كلها تقدر تهزه،.

وكل إللي ممكن أقولهولك وأطمنك بيه هو إن مبقاش فيه حد في حياتي غيرك إنت يا ياسين،
أنا قلبي وروحي بقوا ملك أديك إنت وبس،
وأكملت بتعقل: بس أنا عاوزاك تتصالح مع نفسك أكثر من كده يا حبيبي ومتنساش إن رائف هيفضل موجود ف حياتنا بحكم درجة القرابة إللي بينك وبينه وبحكم ولادي، وكمان بحكم ماما ويسرا ووجودنا معاهم في نفس البيت،.

وأكملت بحب لطمئنته: أنا يمكن حبيته قبل منك وهو حبني قبل منك لكن صدقني حبك محي جوايا أي حاجة عشتها قبلك
وأكملت بغرام: إنت جوزي وحبيبي ونور عيوني عاوز إيه تاني أكتر من كده.
أمسك وجهها بتملك ونظر داخل عيناها وتحدث بعيون ترقرق بها قطرات الدمع قائلا: فيه حاجة لازم تعرفيها يا مليكة
نظرت له بإهتمام وترقب وأكمل هو:
أنا حبيتك قبله بس هو وصل لك قبلي.

ضيقت عيناها وتحدثت بعدم فهم: أنا مش فاهماك يا ياسين، تقصد إيه ياريت توضح أكتر.
أجابها بقلب موجوع ونظرات متألمة: أنا شفتك وحبيتك قبل رائف يا مليكة
شفتك ومن أول نظرة عيونك صابت قلبي بسهم عشقك، دوبت فيكي وعشقتك من أول نظرة، عشقتك وقلبي إنصاع لأمر الهوي ومشيت ورا حبك وأنا مسلوب الإرادة.

وأكمل مفسرا بجدية: وقتها كنتي في الجهاز عندنا في زيارة تدريب تبع كليتك دخلتي عليا الأسانسير وأنا نازل إنتي وصاحبتك كنتوا ناسيين حاجة وطلعتوا تجبوها وباص الكلية كان هيسبكم ويمشي،
وقتها عمر الظابط المساعد بتاعي إعترض على إنكم تنزلوا معانا وأنا قولت له سيبهم يا عمر،
وأكمل بتأثر وعيون مغيمة عاتبا عليها: إزاي قدرتي تنسي نظرة عيونك لما دوبتيني وإنتي بتبصي لي بحنان وتقولي لي ميرسي بجد أنا متشكرة أوي ليك،.

يمكن كانوا كلمتين بساط بالنسبة لك، بس كانوا بالنسبة لي الكلمتين والنظرة إللي عشت أصبر نفسي بيهم العمر بحاله
وأكمل معاتبا عيناها بحنان: نستيني إزاي يا مليكة، إزاي قدرتي تنسي عيوني إللي عشقتك من أول نظرة
سألتها عيناه قبل لسانه ناطق بتعجب مميت: لما شفتك في الخطوبة ومديت لك أيدي علشان أسلم عليكي إزاي معرفتنيش؟
إزاي يا مليكة؟

وأكمل متأثرا بصوت مهزوز: وأكتر حاجة دبحتني ووجعتني أوي لما سلمتي عليا بكل برود ولا كأنك شفتيني قبل كده
واسترسل بعيناي متألمة لائمة: للدرجة دي مشفتنيش، للدرجة دي مقابلتنا مأثرتش جواكي ولا سابت فيكي أي أثر؟
إزاي مشفتيش عيوني ولهفتي عليكي؟
محستيش بقلبي إللي إتخلع من مكانه وخدتيه وإنتي خارجة من الأسانسير إزاي؟
ده أنا عشت بعدك من غير قلب يا مليكة، قضيت عمري جسد وروح بيتحركوا من غير قلب.

وأكمل بقلب يتمزق ألما: وكل ألمي إللي فات كان كوم واللحظة إللي مديتي إيدك فيها وقولتي لي أهلا يا أبيه كانت كوم تاني.

كانت تسمع له ودموعها تنهمر على خديها كشلالات تنظر له تارة بحزن وتارة بإبتسامة ألم ووجع
تحدثت بقلب يتمزق: ياسين إنت بتقول إيه؟
أجابها بدمعة أفلتت من عين الصخر الجبل الذي لن يهتز طوال حياته إرتعش ونزلت دموعه أمام جبروت عشقها وأجاب: أنا حبيبك إللي عاش عمره كله دافن حبك جوه ضلوعه،.

أنا إللي عشت عمري كله أنكوي بنار حبك الضايع، أنا إللي عشت عمري كله أداري نظرة ألمي وأنا شايف حب عمري جوه حضن غيري، أنا حبك المفقود أنا إللي عشت أنكوي بنارك يا مليكة،
أنا إللي حبيتك قبله، بس هو إللي وصل لك قبلي
بكت بقلب يحترق على حبيبها العاشق وتحدثت: ياااه ياياسين، يااااه يا حبيبي، وطول السنين دي وإنت شايل في قلبك كل الوجع ده وساكت! إزاي قدرت تتحمل كل الوجع ده إزاي يا حبيبي؟

سحبها وضمها لصدره بكل قوة وتملك كاد أن يكسر عظامها من شدة ضمته وتحدث: بس إنت خلاص يا مليكة، خلاص بقيتي معايا وبتحبيني، بقيتي في حضني ومحدش هيقدر ياخدك من حضني تاني،
وأكمل بتمني: أوعديني إنك مش هتبعدي عن حضني تاني وتسبيني، أوعديني يا مليكة.
شددت هي أيضا من إحتضانه وهي تتلمس ظهره بحنان وتحدثت: عمري ما أقدر أسيبك يا ياسين، عمري ما أقدر أسيبك أبدا.

ثم سحبت حالها من بين أحضانه ونظرت له بإبتسامة من بين دموعها الغزيرة وتحدثت بحنين: إحكي لي الحكاية من اولها، عاوزة أسمع قصة غرامي الضايع من بدايتها،
وأكملت بألم ودموع: عاوزة أعرف قد إيه أنا كنت غبية وضيعت من إيدي حب أسطوري بالشكل ده، عاوزة أعرف كل حاجة يا ياسين، أرجوك أحكي لي.
إبتسم لها بمرارة وعيون مغيمة قائلا: أنا كمان عاوز أحكي لك يا مليكة، عاوز أخرج وجع السنين اللي محبوس جوا ضلوعي وتاعبني.

وبدأ بالحديث.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة