قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الرابع والثلاثون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الرابع والثلاثون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الرابع والثلاثون

في اليوم التالي على التوالي
كان الجميع يجلس داخل غرفة عمر عز، ياسين، طارق، منال
تحدث عز موجها حديثه إلى عمر بعيون غاضبة: مع إني طول عمري ضد مبدأ الضرب وربيتكم كلكم من غير ما أمد أيدي على واحد فيكم ومع ذلك أنا مع ياسين في كل إللي عمله معاك ولو وصل الأمر بيه بإنه يضربك بجزمته مكنتش هقدر ألوم عليه.

وتحدث بغضب: إزاي جتلك الجرأة تتكلم مع أخوك الكبير بالطريقة إللي أقل ما يقال عنها إنها طريقة شوارعية لواحد مشفش يوم واحد تربية في حياته،
إزاي جتلك الجرأة تهين أخوك الكبير إللي في مقام أبوك بكلامك البزيئ وياريتكم كنتوا لوحدكم ده اللي يحزن ويقهر إنه حصل قدام كل ستات العيلة،
تحدث عز بخيبة أمل: أنا مش قادر أصدق إن أنت إبني عمر اللي ربيته وتعبت عليه.

تحدث مطأطأ الرأس خجلا: داد أنا أسف بس صدقني أنا مكنش قصدي أقول الكلام ده لياسين أنا أصلا مكنت
وصمت خجلا
أكمل عز معنفا إياه: سكت ليه ما تكمل يا عمر بيه كمل يا باشمهندس يا خريج الكامبريدج يا ابن عيلة المغربي يا متربي،.

وأكمل بصياح وغضب: كمل وقول جملتك قول مكنتش في وعيي يا بابا، بص في عنيا يا أبن سيادة اللوا وقول أصلي كنت شارب خمور وضارب حشيش يا بابا، قول لي إن أنا إتجرأت ووصل بيا الأمر إني أدخل حشيش وخمور في بيتك يا بابا،
قول لي إني عيل تافه ومش مقدر مسؤلية منصب حضرتك إنت وأخويا وضيوفكم يا بابا،.

وأكمل بحدة: للدرجة دي هونت عليك أنا وأخوك علشان تخاطر بتاريخنا إللي قعدنا نبني فيه سنين أكتر من عمرك، علشان في الأخر ييجي عيل تافه إمعه زيك ما يساويش تمن البدلة اللي لابسها ويحرجني بالشكل ده،
ده لولا إن أخوك إتصرف بسرعة وبرر للي موجودين إن الولد نفسيته مش طبيعية وبحنكة وهدوء خلي رجالته لموا الصيع اللي إنت عازمهم وخرجوهم من غير ماحد ياخد باله يا عالم كان أيه إللي حصل تاني منهم،.

واحتد صوته بغضب وأكمل: للدرجة دي مبقتش راجل ولا عندك نخوة ولا كرامة لما تبرر لعيل قذر أنه يلمس أيد مرات أخوك وبدل ما تيجي تتأسف لأخوك وتبوس على رجله تهينه قدام ستات العيلة بالطريقة القذرة دي،
تعرف إيه إنت عن أخوك واللي إتحمله علشان العيلة وعلشان بيت أبن عمك ميتقفلش، تعرف إيه أصلا عن إللي بينه وبين مراته علشان تقوله كده.
نظر ياسين سريعا إلى والده خوفا من أن يكمل.

ثم تنهد عز بضيق و أكمل أمرا: ياسين إسحب لي منه العربية ووقف لي كل الكريدت كارد اللي معاه،
ونظر له وأكمل: وخروج من البيت تاني مفيش، السواق بتاع عربية منال هيوديك شغلك ويجيبك.
نظر له بإعتراض وتحدث: لكن ده ماينفعش يا داد أنا مش صغير علشان تحبسني في البيت وتعاملني بالطريقة اللاأدمية دي.

وقف عز وتحدث بصياح: أخرس يلا ومسمعلكش صوت وإلا قسما بربي أحبسك ف أوضة الكلب إللي في الجنينة وأعرفك بجد المعاملة اللاأدمية بتكون إزاي.
وقفت منال وتحدثت بهدوء وحذر خوفا من عز: إهدي يا عز الأمور ماتتاخدش كده، الولد عنده حق هو فعلا مش صغير علشان تعامله كده.
هدر بها بصوت عالي وكأنه كان ينتظر منها الإشارة ليعطيها هي الأخري نصيبها: إنتي بالذات ماأسمعش صوتك نهائي علشان إنت اللي وصلتيه للنتيجة دي.

تحدثت بهدوء: هو كان عمل إيه يعني زيادة عن إللي الشباب بيعملوه ما كل إللي في سنه بيعملوا كده وأهي فترة وتعدي.
صاح بها عاليا: مش مكسوفة من نفسك وأنتي قاعدة تبرري لننوس عينك الحرام والغلط بتحللي وتستهيني بكبيرة من كبائر الدين علشان تدافعي عنه في الباطل،.

وصاح بغضب: وأنا مستغرب كلامك ليه إذا كنتي إنتي أصلا إللي وصلتيه لكده، وصلتيه بدلعك وإهمالك والفلوس إللي كنتي بتحولهاله وهو برة من ورايا واللي كذا مرة نبهتك ليها وقولتلك ابنك شاب ولوحده برة بدون رقيب والفلوس هتفسده مش هتصلحه،.

كنتي تردي بكل عنتظة وكبرياء وتقولي لي ابني مصاحب ولاد ناس كبار أوي ولازم يبقي قدهم ويصرف زيهم، وأدي النتيجة قدامك إبن عز المغربي سكري وحشاش ومعندوش لانخوة ولا غيرة على أهل بيته، من الاخر كده إبنك مش راجل يا مدام يارب تكوني مبسوطة بنتيجة تربيتك يا هانم.
وقف عمر بوجه أبيه وتحدث برفض: أنا بقي مش موافق بقرارات حضرتك دي وأظن إن القانون بيمنع إنك تعاملني بالطريقة دي.

لم يدري بحاله إلا وصفعة قوية نزلت على وجهه جعلته يترنح من شدتها.
جري ياسين وطارق إلى والدهما وأمسكاه وتحدث ياسين: إهدي يا باشا لو سمحت خلينا نتفاهم.
نفض عز يد ياسين وطارق وتحدث بغضب ناظرا إلى عمر: قانون مين يلا إللي هيمنعني إني أربي أبني الفاسد إنت فاكرلي نفسك في بلاد الغرب إللي معندهمش غير كلام بيرددوه زي البغبغانات،.

خايل عليك كلام الإنشا بتاعهم عن الديمقراطية وحرية الأفراد وأول ما واحد بيقع تحت أديهم يرددو جملتهم الشهيرة فلتذهب الديمقراطية إلى الجحيم أمام أمن الأوطان،
وصاح بحدة: أنا هنا القانون بيسمح لي وبيديلي كل الحق فأني أربي إبني الفاسد ومسيبوش يمشي يفسد في خلق الله،.

وهدر به ساخرا: فهمت يا أبن منال ومش هقول يا أبن عز علشان أنت مش تربيتي إنت تربية أمك الغير مسؤولة ونتيجة دلعها الأعوج يعني من الأخر تربية ماتشرفش.
أمسك طارق عمر وضغط على يده وتحدث ناظرا لأبيه: عمر مايقصدش اللي قاله لحضرتك يا باشا هدي نفسك وكل اللي حضرتك أمرت بيه هيتنفذ،
ثم وجه حديثه إلى عمر قائلا: مش كده يا عمر؟

إبتلع عمر لعابه من هيئة أبيه الغاضبة التي ولأول مرة يراها وتحدث: سوري يا داد وأنا موافق على أي حاجة حضرتك تشوفها.
تحدث عز أمرا بغضب: أول حاجة مش عاوز أسمع كلمة داد دي تاني إسترجل يلا وقول يا بابا،
تاني حاجة ودي الأهم قسما بربي لو وقعت تحت إيدي تاني في أي غلطة مهما كانت صغيرة ما هرحمك يا عمر،
وتحدث بغضب ونبرة امرة: ودلوقتي أعتذر لأخوك وبوس على راسه يلااااا.

إبتعد ياسين بضيق وتحدث رافضا: وأنا بعد إذنك مايلزمنيش منه أسف يا باشا.
ذهب عمر إليه وتحدث بأسي وندم فهو حقا يحترم ياسين ويقدره: أنا أسف يا ياسين والله ما كنت في وعيي ولا كنت عارف أنا بقول إيه أرجوك سامحني وحاول تنسي وأنا هروح لمليكة أعتذرلها.
تحدث ياسين بضيق: متروحش لمليكة يا عمر الموضوع إنتهي وخلصنا.

إقترب عمر منه وقبل رأسه وتحدث بندم فمهما كانت أفعاله وتغير شخصيته إلا أنه توجد بداخله البذرة الطيبة: أنا أسف يا ياسين أرجوك تسامحني.
هز ياسين رأسه بإيماء وتحدث بنبرة جادة: خلاص يا عمر لكن ياريت تخلي بالك من تصرفاتك بعد كده المرة دي العقاب سهل علشان أول غلطة بعد كده هتتحاسب حساب عسير لأنك أصبحت على دراية بكل قوانين العيلة فمن الطبيعي العقاب هيكون أشد.

نظر عز إلى ياسين وطارق وتحدث بنبرة حازمة: ياسين، طارق من النهاردة البيه بقي مسؤليتكم قدامي عاوز من النهاردة ما يغبش لحظة واحدة عن عنيكم وأي غلطة تانية ليه هعتبركم مسؤولين قدامي زيكم زيه بالظبط.
رد ياسين وطارق: ما تقلقش يا باشا.
إنسحبا عز وياسين من الغرفة وبقيا طارق ومنال مع عمر.

التي ما إن خرج زوجها حتى صاحت وتحدثت بغضب: عاجبك إللي حصلي بسببك ده يا عمر بيه أنا يا أبني مش منبهة عليك وقولت لك باباك بيقولك إختار أصحابك اللي هيحضروا ووعدتك وقولت لك بلاش شرب وأنا هعمل لك حفلة أبقي أعمل فيها إللي إنت عاوزة.
نظر لها طارق بذهول وتحدث: إيه يا ماما إللي حضرتك بتقوليه ده حضرتك فاهمة وواعية إنتي بتقولي إيه،.

ده بابا لو عرف الكلام ده هيخرب الدنيا وبعدين الكلام إللي حضرتك بتقوليه ده من الكبائر وتشيلي وزر كبير عليه، طب حتى خافي عليه لا قدر الله يجراله حاجة وهو بيتنيل يشرب القرف ده ولا حتى خافي من أنه يفقد عقله ويعمل جريمة وهو مش داري بنفسه.
تنهدت منال وتحدثت بإستسلام: خلاص يا طارق لو سمحت أنا مش مستحملة وبعدين أنا بفكره بكلامنا قبل الحفلة لكن طبعا كل ده اتلغي بعد قرارات باباك،.

ثم نظرت إلى عمر وتحدثت بنبرة أمرة: إللي طبعا لازم تتنفذ بالحرف الواحد وإلا وقتها متلومش غير نفسك عز غضبه غبي إسألني أنا عنه مايغركش وش الحنية اللي بيعاملكم بيه ده لو قلب عليك هتشوف أيام ما يعلم بيها إلا ربنا.

كان يتحرك بجانب أبيه حتى وصلا للحديقة نظر عز إلى ياسين وتحدث بجدية: بيتهيألي يا سيادة العقيد أن الأوان الكل يعرف موضوع جوازكم الفعلي علشان الكل يحط لسانه جوه بقه ويسكت وكفاية دلع ودلال على الهانم لحد كده ولا أنت يه رأيك؟
هز رأسه بتأكيد وتحدث: عند حضرتك حق يا باشا الموضوع فعلا باخ أوي ولازم الصورة توضح للكل أنا بس هسيبها يوم ولا أتنين تهدي فيهم وهبلغها بالموضوع.

تحدث عز بجدية وصوت حاد: ياسين إجمد شوية مع البنت أنا مش عجباني طريقتك دي معاها دور ياسين الخاضع المفعول به ده مش لايق عليك إنشف شوية معاها يا سيادة العقيد، يا سيدي حب ودوب زي ما أنت عاوز بس تفضل ياسين القوي إللي مفيش حاجة تقدر تأثر عليه وعلى شخصيته الحاسمة مفهوم.
أجابه بهدوء وإحترام: حاضر يا باشا إن شاء الله الإسبوع ده مش هيعدي إلا والموضوع ده منتهي.

كانت تجلس بمكتبها داخل الإذاعة دلف إليها بعد الإستئذان وجلس أمامها و بدون مقدمات تحدث: سالي إحنا مش هينفع نكمل أكتر من كده مع بعض للأسف إحنا وصلنا لطريق مسدود وبقي من المستحيل إننا نكمل فيه.
جحظت عيناها من هول ما استمعت فهي حقا تريده وتعشقه لكن عشقها مميت خانق له، عشق مرضي مرتبط بحب السيطرة والتملك وهذا ما لا يتماشي مع شخصية شريف الرجولية.

تحدثت بإرتباك وحزن ظهر عليها: إنت بتقول إيه يا شريف إيه الهزار البايخ بتاعك ده؟
تنهد بألم لأجلها ولأجل عظمة اللحظة وتحدث: للأسف يا سالي ده مش هزار إحنا فعلا مش هينفع نكمل مع بعض وأنا بتمنى لك من كل قلبي إنك تلاقي الإنسان إللي يستاهلك ويقدرك وتعيشي معاه سعيدة.
إنتفضت بغضب قائلة: وياتري بقي سيادتك إنت كمان لقيت الإنسانة إللي هتقدر تسعدك وتستاهلك؟

وأكملت بغضب وحدة: وطبعا الإنسانة إللي قدرت تقدرك وتحسسك بقيمتك إسمها عاليا مش كده يا محترم.
نظر لها وحاول تماسك حاله وتحدث: متخلطيش الأوراق ببعضها يا سالي لو سمحتي وياريت تخلينا في موضوعنا ومتصعبيهاش علينا أكتر من كده.
صرخت به وتحدثت: مصعبهاش الموضوع فعلا مستحيل يا شريف إنت متخيل إني ممكن أعيش واتقبل فكرة إني ماأكونش معاك كده عادي؟

زفر بضيق وأجابها بهدوء: سالي من فضلك بعادنا أصبح حتمي وضروري إحنا كده كده مبقناش متفاهمين ده غير إن مؤخرا كترت خلافاتنا ومشاكلنا وده يمكن يكون مؤشر لينا وإشارة من ربنا على إننا ننهي في الوقت المناسب بدل مانتجوز ونضطر ننفصل وده هيكون أصعب بكتير من موقفنا الحالي.
تحدثت بحزن: إنت زعلان مني علشان مسألتش على مليكة بعد الحفلة هي إشتكت لك مني صح؟

صاح بها وتحدث: مليكة ما اشتكتش يا سالي حتى لما عملت لها إستدعاء وضايقتيها بكلامك اللي معرفش جبتي منين الجرأة علشان تقولي لها كده واللي بالصدفة عرفته إمبارح.
تحدثت بإنفعال وتأكيد: شفت هو ده إللي أنا بقصده مليكة مابتحبنيش يا شريف من أول مره شافتني فيها، مليكة عاوزة تبعدك عني علشان تستحوذ عليك هي عارفة ومتأكدة إنك بتحبني وإني هقدر أشدك لدنيتي منها ومن كل اللي حواليك علشان كده هي بتحاول تبعدك عني.

أجابها بإستغراب: إنتي مش طبيعية ياسالي إنتي بتتكلمي كده على مليكة! مليكة مبتعرفش تكره وتخطط زي ما بتدعي عليها أنا أول ما ارتبطنا لو تفتكري قولت لك إن أهلي وأولهم مليكة خط أحمر، لكن للأسف عديتي على الكلمة مرور الكرام ومفهمتيهاش كويس، أنا إللي يحب أهلي ويحترمهم أحطه جوه عيوني وأقفل عليه حتى ولو كان مقصر في حقي أنا شخصيا، لكن إللي يكره أهلي ويحقد عليهم ميلزمنيش حتى لو كنت أنا كل دنيته،.

وقف وخلع عنه خاتم خطبته ووضعه أمامها وتحدث: الشبكة شرعا من حقك وأنا متنازل لك عنها بنفس راضية وربنا يوفقك مع شخص يقدرك ويحبك.
وخرج وأغلق الباب بهدوء
نظرت بشرود إلى طيفه وتحدثت بغل: مليكة مليكة.

كانت تجلس بغرفتها ودموعها تنساب بغزارة فوق وجنتيها فقد مر يومان منذ تلك الواقعة ولم يذهب إليها أو حتى حدثها خلال الهاتف جففت دموعها وأمسكت هاتفها وصغطت زر الإتصال
كان يجلس بمكتبه يتفحص بعض الأوراق الموجودة أمامه بدقة فجأة رن هاتفه إلتقطه ونظر به وجد رقمها إنتفض صدره وتنهد بألم،
خلع عنه نظارته الطبية المخصصة للقراءة التي ما زاداته إلا وسامة فوق وسامته وضعها على مكتبه.

وتحرك نحو الشباك وتحدث بصوت هادئ بارد: أيوة يا مليكة
إنتفض قلبها بسعادة حين إستمعت لصوت حبيبها الغائب منذ يومين وتحدثت بدموع: أنا أسفة والله أسفة حقك عليا يا حبيبي.
كانت تنطق حبيبي بمنتهي العشق والصدق مما أثار قلبه، تمالك من حاله جاهدا أن يظهر صوته بثبات أمام سحر صوتها ومناداته حبيبي بكل هذا السحر تحدث جادا: خلاص يا مليكة من فضلك ما تعيطيش.

تحدثت بلهفة وتساؤل: أنا عارفة إنك زعلان ويمكن تكون زعلان مني أنا كمان وعلشان كده ليك يومين مبتجيش عندي وعارفة كمان إن من حقك تزعل، وأكملت بهيام وضعف: بس إنت وحشتني أوي يا ياسين وحشني حضنك، وحشتني نظرة عيونك، أنا محتاجة لحضنك أوي يا ياسين أرجوك تعال عندي النهاردة.
كانت كلماتها تنزل على قلبه تنعشه كقطرات مياه مثلجة في نهار صيف شديد الحرارة.

تحدث بإشتياق لم يعد لديه القدرة لمداراته: إنتي كمان وحشتيني أوي، وعلى فكرة يا حبيبي أنا مبعرفش أزعل منك أنا بس إللي حصل ربكني وضايقني وحبيت أقعد مع نفسي شوية.
تحدثت بغيرة ظهرت بصوتها: وياتري ليالي هي نفسك إللي حبيت تقعد معاها يا ياسين؟
ضحك برجولة أهلكتها وتحدث: وهو ده بقي سبب عياط مليكة الحلوة، طمني قلبك يا حبيبي أنا كنت بايت في المكتب تحت طول اليومين إللي فاتوا.

تنهدت بإرتياح مبتسمة وتحدثت: مش عيب على فكرة إني أحب جوزي وأغير عليه من أي حد.
تحدث بهيام: وجوزك بيعشق غيرتك عليه وعاوز يشوف ردة فعل الغيرة دي عملي لما أجيلك بالليل.
إبتسمت وتحدثت: بس إنت تعالي يا حبيبي وأنا أنسيك أي حاجة ضايقتك طول الفترة إللي فاتت،
ثم أكملت بإرتباك: ياسين كنت بستأذنك علشان أروح عند سلمي كانت عايزاني أروح معاها مشوار خاص بيها ضروري.
تحدث بتساؤل: مشوار إيه ده؟

إبتلعت لعابها وأجابت: هتروح تشتري شوية حاجات ليها ومحتجاني أكون معاها.
أجابها ياسين: تمام يا حبيبي بس حاولي ماتتأخريش علشان الولاد.
أجابته بطاعة: حاضر يا ياسين أنا هستناك أوعي تتأخر عليا.
أجابها بصوت عاشق: لو كان ينفع أسيب شغلي وأجيلك حالا مكنتش هتأخر صدقيني.
ضل يتحدثان بكلمات الغزل التي لم تنتهي وبعد مدة أغلقت معه وجهزت حالها لتذهب إلى سلمي.

كانت تتحدث بهاتفها بتأثر من داخل غرفتها: يا سليم أرجوك أفهمني أنا كل إللي بطلبه منك تديني وقتي مش أكتر.
أجابها سليم بنبرة حادة: ياريت يا يسرا تحترمي عقلي شوية وتصارحيني بحقيقة تأجيلك الغير مبرر بالنسبة لي وبلاش نغمة الخوف والقلق إللي كل شوية تبرري بيهم تأجيل موضوعنا
أنا مش صغير علشان كل شوية تمطوحي فيا بالشكل المهين ده،.

وأكمل بنبرة بالغة الجدية: قدامك يومين بالظبط تفكري فيهم وبعدها تبلغيني بقرارك النهائي يا أجيب أهلي بعدها وأجي أتقدم لك زي أي راجل بيحترم ذاته، يا إما يا بنت الناس كل واحد فينا ينسي إنه أتعرف على التاني ولا حتى مر في حياته.
جحظت عيناها وأهتز قلبها رعبا من مجرد ذكره للفكرة وتحدثت بتألم: كده يا سليم وقدرت تقولها ليسرا؟

تحدث بحدة: أنا راجل بحترم ذاتي وبقدرها يا يسرا وعمري ما هسمح إني أهنها مش هستني لما ألاقي خالك جاي يتهمني إني إتعديت على حرمة بيته وخونت أمانته لما أعتبرني من أهله وعرفني بيكم وقدمكم ليا.

ولا ألاقي واحد من أهلك جاي يقول لي بمناسبة إيه بتكلم بنتنا، لو إنتي مش خايفة على نفسك إللي أنا عارف قيمتها كويس أوي وطالب أغليها وأقدرها وأحطها في الإطار الصحيح يبقي ملوش لزوم نكمل مع بعض قدامك يومين زي ما قولت لك وبعدها هعرف أنا أبقي إيه بالنسبة لك بالظبط
مع السلامه يا يسرا،
وأغلق الهاتف دون إعطائها حق الرد.

نزلت دموعها بغزارة وتألم داخلها شعرت بألم داخل قلبها لم تشعر بمثيله طيلة حياتها بأكملها جلست تبكي وفجأة تذكرت مليكة وقررت أن تتحدث معها دلفت للمرحاض واغتسلت وخرجت
كادت أن تصعد الدرج وجدت مليكة تنزل الدرج بثياب تظهر نية خروجها،
نظرت لها وتحدثت بتساؤل: انتي خارجة؟
أجابتها بوجه شاحب: أه يا يسرا رايحة لسلمي، ثم دققت النظر لها وتحدثت: مالك يا يسرا إنتي كنتي بتعيطي؟

أجابتها: سليم كلمني وخيرني يا إما أحدد له ميعاد مع أهلي، يا إما كل واحد مننا يروح لحاله.
تنهدت مليكة بألم وتحدثت بنبرة جادة: بصراحة يا يسرا سليم عنده حق لو عايزة نصيحتي خليني أكلم لك ياسين النهاردة وأخليه يكلم ماما ثريا طالما إنتي مكسوفة تفاتحيها، سليم فرصة حلوة أوي ليكي يا يسرا وحرام تضيع منك.
هزت رأسها بإستسلام: خلاص يا مليكة كلمي ياسين ويلا روحي لسلمي علشان متتأخريش.

أمائت لها وخرجت للحديقة وجدت ثريا تجلس بجانب أحفادها تحدثت: أنا ماشية يا ماما ومش هتأخر إن شاء الله.
اجابتها ثريا: تمام يا حبيبتي خلي بالك من نفسك وأكلك اليومين دول يا مليكة وشك أصفر ومش عاجبني.
أجابتها: حاضر يا ماما بعد إذنك.

عند نرمين كانت تحادث ليالي بنبرة يكسوها الغل: ياما قولت لك ونبهتك يا ليالي لكن سيادتك مكنتيش بتصدقيني، ياما قولت لك خلي بالك من ياسين، قولت لك إني حاسة إنه حبها ومش بعيد يخليها تسلم له وتحبه هي كمان وده إللي أنا متأكدة من إنه حصل.
أجابتها ليالي بنفي: لا طبعا أنا متأكدة من إنها مسلمتلوش نفسها هي بس مبسوطة بإهتمامه بيها وعاجبها سهوكته وهو بيبصلها وأبن عمك أستاذ في كده ماشاء الله عليه.

أجابتها نرمين بنبرة ساخرة: والله شكلك ما هتقتنعي غير لما تلاقي ياسين بيجهز لسبوع النونو الجديد.
تحدثت بصياح تأكيدا لكلام مني جاسوسة ياسين لعمتها: بتقولي إيه إنتي يا نرمين بقولك أنا متأكدة من إنه ملمسهاش.
أجابتها نرمين بضيق: خلاص يا ليالي براحتك خليكي قاعدة تتفرجي بس أبقي إفتكري إني نبهتك،.

وأكملت بخبث: أظن إن إنتي أخدتي بالك من الكولية والخاتم إللي الهانم كانت لبساهم ماأظنش إن واحد هيجيب لواحدة هدايا غالية بالطريقة المبالغ فيها دي من غير ما يكون أخد منها اللي عاوزة وزيادة كمان أصلك متعرفيش إللي إسمها مليكة دي قدي دي عامله زي الحية بتتلون بألف لون ولون.

تنهدت ليالي بألم وتحدثت: سبيني في حالي أرجوكي يا نرمين أصلا البيت مولع من يوم الحفلة المشؤومة دي البيه واخد إللي حصل حجة وبيبات في المكتب ولا معبرني وعمتو طول الوقت دايرة ورا عمو عز وبتحاول تراضيه علشان ينسي المصيبة إللي عمر بيه عملها ومنفضة ليا خالص،.

وأكملت بحزن ظهر بصوتها: ده غير إني بقيت تسلية الهوانم في قعدات النوادي والكافيهات الكل بيتكلم عن ليالي العشري إللي جوزها رقص رقصته الأولي مع مراته الجديدة ومشلش عينه من عليها لحظة واحدة طول الحفلة كانت حفلة مشؤومة ياريتها ما أتعملت.
أجابتها نرمين بغل: مهو المفروض إن كل إللي بتقوليه ده يكون دافع ليكي علشان تتخلصي منها بسرعة.

أجابتها ساخرة: أتخلص منها أروح أقتلها مثلا وحياتك بلاش كلام فارغ يا نرمين ده أبن عمك أعلن عليا الحرب من غير ما أعمل أي حاجة تخيلي بقي لو عملت مشاكل هيعمل فيا أيه؟
تحدثت نرمين: طول ماأنتي جبانة وسلبية كده من حقه يبهدل فيكي براحته.
أجابتها بثقة: وأنا أحط نفسي في وش مدفعه ليه عمتو تخلص بس من موضوع عمر وأكيد هتشوف لي حل لموضوعي أنا متأكدة من كده.

أغلقت نرمين هاتفها بخيبة أمل بعد تلك المكالمة الغير مجدية بالمرة فا ليالي مهما كانت متعالية ومغرورة ولكن داخلها ليس بالسئ الذي يجعلها تخطط وتؤذي الأخرين بهذا الشكل.

ليلا داخل جناح مليكة
كانت تجلس فوق ساقيه على أريكته تقطع له الفواكه المتنوعة وتطعمه بفمه بدلال ويلتقطها هو من يدها بسعادة
تحدثت بهيام: ممكن ماتبعدش عن حضني تاني أبدا حتى لو في يوم زعلت مني لأي سبب كان أزعل مني بس وأنت في حضني أرجوك يا ياسين.
نظر لها بهيام وتحدث بصوت حنون: أنا عمري ماأقدر أبعد عنك يا مليكة وأبعد إزاي وحضنك بقي بالنسبة لي هو النفس والحياة.

أخذ صحن الفاكهة ووضعه جانبا فوق المنضدة حاوط وجهها بيداه بعناية وتحدث بنبرة جادة: مليكة إحنا لازم نعلن إن جوازنا بقي فعلي وإننا عايشين مع بعض زي أي أتنين متجوزين طبيعي.
نظر لها بترقب وجد غيمة من الدموع تجمعت بمقلتيها ثم هزت رأسها بإيماء وتحدثت بصوت ضعيف: تمام يا ياسين أعمل إللي إنت شايفه صح.

تنهد بإنتشاء وتحدث بفرحة: أنا بكرة هفاتح عمتي في الموضوع وأقولها وكمان هفاتحها في إننا نتنقل في الجناح اللي كنت ساكن فيه قبل ده مش قادر أقعد هنا أكتر من كده يا مليكة، حاسس إني بتخنق وتاني يوم هجمع الكل عندنا وهبلغهم بالموضوع.
إنتفض داخلها وارتعبت وضعت كف يدها على وجنته وتحدثت بإستعطاف: أستني يومين كمان يا ياسين يومين بس أكيد مش هيفرقو معاك في حاجة وبعدين كلمها.

نظر لها بإستعراب وتحدث: إشمعنا يومين يعني وبعدين أيه إللي ممكن يتغير في اليومين دول مش فاهم أنا؟
إرتبكت وتحدثت: أنا قصدي علشان تخلص موضوع يسرا أقعد بكرة إتكلم مع يسرا وقولها تخلي سليم يكلمك وبعدها هتحتاج تتكلم مع ماما علشان تحاول تقنعها بالموضوع.
نظرت له بقلق وهي تترقب ردة فعله.

هز رأسه بإيماء وتحدث: خلاص أنا بكرة هخلص من الموضوع ده كله بس تاني يوم هتكلم مع عمتي ومش عاوز أسمع منك أي إعتراض تاني في الموضوع ده مفهوم يا مليكة؟
رمت حالها داخل أحضانه وشددت من إحتضانه وتحدثت بدموع: حاضر يا حبيبي والله حاضر.
أخرجها من بين أحضانه ونظر لها بإستغراب وتحدث بقلب يتمزق لأجل دموعها: مالك يا حبيبي، ليه دموعك دي يا مليكة؟
تحدثت بدموع وحب: أنا بحبك أوي يا ياسين والله بحبك أوي.

أدخلها داخل أحضانه وشدد عليها وهو يتحدث: وأنا بعشقك يا قلب وروح وعمر ياسين كله.
وأخذ يهدهدها بحنان وبعد مدة من إستكانتها داخل أحضانه خرجت ونظرت له وتحدثت بإرتباك: ياسين بعد إذنك أنا عاوزة بكرة أروح عند سلمي.
نظر لها وتحدث بإستغراب: مش كنتي عند سلمي النهاردة هتروحي تاني تعملي لها إيه؟

تلعثمت وتحدثت: أصلها جابت كذا قطعة ملابس أون لاين وحابة تاخد رأيي فيهم وهي بتقيسهم كمان أنا حابة أقعد معاها وأفضفض شوية.
نظر لها بريبة وتحدث متسائلا: مالك يا مليكة أنا ليه من وقت ما جيت وأنا حاسس إنك قلقانة ومرتبكة؟
هو فيه حاجة أنا معرفهاش؟
إبتلعت لعابها وتحدثت مبررة: هيكون فيه إيه بس يا حبيبي كل الحكاية إني متوترة علشان رد فعل ماما ثريا على موضوعنا مش أكتر.

أمسك وجهها ثم مال على شفتاها ووضع قبلة حميمية ثم أبتعد ونظر لها بحب وتحدث مطمئنا إياها: مش عايزك تقلقي من أي حاجة طول ماأنا جنبك أنا كفيل إني أحميكي وأبعد عنك أي شيئ ممكن يأذيكي أو يأذي مشاعرك جوزك حمايتك وسدك المنيع يا قلب جوزك.
إبتسمت له بطمئنة وتحدثت: ربنا يخليك ليا يا ياسين إنت أحلي حاجة حصلت لي في حياتي.

تسطح على ظهره وأخذها فوق صدره يهدهدها كطفلته وبمرور الوقت إستكانت وغفت بسلام بين أحضانه قبل جبهتها وغفي بعد إطمئنانه عليها.

اليوم التالي وقت الغروب
كانت ثريا تجلس ويجاورها عز وياسين بالحديقة
إقترب مروان من ياسين وتحدث: هي مامي إتأخرت كده ليه يا عمو ياسين؟
أجابه ياسين وهو يمسح على شعر رأسه بحنان أبوي: الوقت تيجي يا حبيبي متقلقش.
نظر له عز وتحدث: عامل إيه في دراستك يا مروان؟
تحدث الصغير بإنتشاء: كويس أوي يا جدوا علاماتي كلها دايما الأعلي.
قبله عز بسعادة: برافوا عليك يا وحش عاوزك كده دايما رافع راسنا ومشرفنا.

جري الصغير ليلهو مع أخيه وباقي أطفال العائلة وتحدث ياسين: مقولتليش رأي حضرتك إيه في الكلام إللي أنا قولته يا ماما؟
تحدثت بتيهة: . مش عارفة أقولك إيه يا ياسين بصراحة يا إبني أنا عمري ما تخيلت إن يسرا تتجوز وتسيبني وتبعد عني،.

ثم نظرت إلى عز وتحدثت بتأثر: أنا تعبت من بعد حبايبي عني يا عز الأول أبويا وأمي وبعدهم أحمد وبعده رائف حتى يسرا اللي ربنا عوضني بيها وطبطب عليا بحنيتها تتجوز في أخر الدنيا وتسيبني مش كفاية عليا حسن وولاده إللي مبشفهمش غير من السنة للسنة.
أجابها عز بهدوء: وإحنا رحنا فين يا ثريا، ما إحنا كلنا جنبك أهو وياسين ومليكة والولاد حواليكي ومعاكي،.

وبعدين أنا عازر تفكيرك بس أسمحي لي ده تفكير أناني جدا إنتي كده بتحكمي على يسرا بإنها تعيش وحيدة باقي عمرها يا ثريا إحنا مش هنعيش لهم العمر كله حتى ولادها مسيرهم يكبروا ويتجوزا ويبعدوا عنها ودي سنة الحياة.
نظرت له بتيهة:.

فأكمل ياسين حديث والده: الباشا عنده حق يا عمتي، ده غير إني سألت على سليم ولقيته حد محترم جدا وابن ناس وبجد يسرا محتاجة في حياتها راجل زي ده يعوضها عن كل اللي شافته في حياتها ويكون لها سند وعون، سبيها تعيش حياتها يا عمتي علشان يسرا تستاهل كده بجد،
ومش عاوزك تقلقي على نفسك يا حبيبتي طول ما أنا جنبك.

كادت أن ترد عليه ولكنهم فوجئوا بدخول سيارة سلمي للداخل ووقوفها ثم ترجلت سلمي منها وفتحت الباب المجاور وهي تسند مليكة لتخرجها ويبدوا عليها التعب التام
إنتفض قلبه رعبا وجري عليها بسرعة شديدة وتبعه الجميع بهلع حتى أطفالها.
وقف أمامها يتفحصها بجنون ورعب قائلا: فيه إيه يا مليكة، مالك؟
إبتسمت له بضعف ووجه شاحب وتحدثت سريعا كي تطمئنه: أنا كويسة يا ياسين متقلقش.

حملها بين ساعديه وتحرك للداخل مع تساؤل ثريا ورعبها: مالها مليكة يا سلمي و إيه حالتها دي؟
تحدثت سلمي بإرتياب: مليكة إتزحلقت ووقعت عندي يا طنط.
وصل بها ياسين لغرفة الضيوف ووضعها بعناية فوق التخت
تحدث عز بقلق: أنا هتصل بالدكتور ييجي يفحصها حالا.
إرتبكت سلمي وتحدثت سريعا: مفيش داعي يا عمو أنا أخدتها وروحنا لدكتور جنبنا كشف عليها وقال إنها كويسة هي بس محتاجة ترتاح شوية مع تغذية مش أكتر.

سألتها ثريا بإستفسار: مليكة وقعت إزاي يا سلمي؟
أجابتها سلمي شارحة: أسر إبني كان بياكل موزه وللأسف رمي قشرتها على الأرض و مليكة بالصدفة كانت رايحة الحمام داست عليها من غير ما تشوفها ووقعت، أخدتها للدكتور والحمدلله طمنا وقال انها كويسة
كان يجلس بجوارها والقلق ينهش داخله يريد أن يدخلها بين أحضانها ليطمئنها ويطمئن حالة، أمسك يدها بحنان ونظر لعيناها الساكن بداخلهما حزن عميق إستغربه هو وتحدث: إنتي كويسة؟

هزت له رأسها بإيماء مع لمعة دمعة حبيسة داخل عيناها.
تحدث وهو يتحرك: يلا بينا هاخدك على المستشفي وأعمل لك إشاعة علشان أطمن عليكي.
أجابته سلمي سريعا: الدكتور إللي رحنا له عملها إشاعة على ضهرها ودماغها والحمدلله طمنا.
نظر لها ياسين وتحدث: كويس يعني يا سلمي الدكتور ده ولا إيه؟
أمسكت هي يده وتحدثت بصوت مختنق بالدموع: صدقني أنا كويسة أرجوك ماتقلقش.
تحدث عز: سلامتك يا حبيبتي ألف سلامة عليكي.

أجابته بضعف: الله يسلمك يا عمو.
تحدثت ثريا وهي تأخذها بأحضانها: سلامتك يا مليكة ألف سلامة عليكي يا قلبي
قفز الصغير لأحضانها مع تألمها الشديد الذي كتمته حتى لا يشعر بها ياسين ولكنه بالفعل شعر وأبعد الصغير وأدخله بأحضانه قائلا: تعالي في حضني أنا يا أنس علشان مامي تعبانه شوية.
أمسك مروان الجالس بجانبها يدها وقبلها بقلق متحدثا: إنت كويسة يا مامي؟

ملست على شعره بحنان قائلة بصوت متعب: أنا كويسة يا قلبي ماتقلقش.
تحدث أنس ببرائه: سلامتك يا مامي.
إبتسمت لصغيرها القاطن بأحضان حبيبها وتحدثت: يسلم لي عمرك يا قلب مامي.
وقفت ثريا وتحدثت بإهتمام: أنا هروح أعمل لك حبة شوربة تدفي لك معدتك وأشوف يسرا فين.
تحدث عز وهو يتحرك خلفها: لو مش هضايقك تعملي لي فنجان قهوة معاكي يا ثريا، دماغي هتنفجر من الصداع.
تحركت سلمي وجلست بجانبها فوق التخت.

أما هو فكان ينظر لها بقلب ينزف ويتألم لأجل وجهها الشاحب وتعبها الظاهر داخل عيناها.
أمسكت يده من جديد وابتسمت بوهن وتحدثت لطمأنته: أنا كويسة يا ياسين، إطمن.
إحتضن يدها بعنايه وأماء لها بابتسامة حزينه.
تري ما سر تلك النظرات الحزينة والدموع القاطنة بعيون تلك الحائرة؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة