قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الخامس والثلاثون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الخامس والثلاثون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الخامس والثلاثون

بعد مرور يومان على حادث وقوع مليكة
كانت دكتورة مني تجلس بمنزلها بجانب زوجها دكتور أحمد المغربي
تحدثت مني بتعجب: فاكر يا أحمد الممرضة حنان إللي كانت شغالة معايا في عيادتي القديمة؟
إنتبه أحمد لحديثها وأجاب: أه فاكرها، حنان عزت مالها دي كمان؟
أجابته بإستغراب: شفتها النهاردة بالصدفة وأنا في مستشفي الصحة بسألها وبقول لها لسه شغالة مع الدكتورة المشبوهة إياها تخيل ترد عليا وتقول لي إيه؟

نظر لها بإنتباه منتظرا إستكمال حديثها
فأكملت: لاقيتها بتضحك وبتقول لي مالها دي حتى كل يوم سيطها بيعلي وبيسمع في إسكندرية كلها، قالت لي ده حتى سكان الكمبوند بتاعكم وقرايب جوزك بنفسهم بقوا زباينها
إستغربت جدا وقلت لها تقصدي مين، تخيل ردت عليا وقالت لي مين؟
سألها بإهتمام وحيرة: مين ياتري؟
أجابته بعدم تصديق: مليكة، قالت لي على إسمها بالكامل وقالت إنها عملت عملية إجهاض من يومين بالظبط،.

قلت لها إنت متأكدة من الإسم، جاوبتني وقالت لي إن دكتورة عفاف بتشترط تقديم البطاقة الحقيقية عند العملية.
نظر لها بإستغراب وأردف بتساؤل: ومليكة تعمل حاجة زي كده ليه، دي كل اللي عندها ولدين وحتى ياسين عنده ولد وبنت، وبعدين لما هتعمل مصيبة زي دي مجتليش أنا ليه وأنا كنت أتصرفت.

واسترسل مفسرا: - على الأقل كنت هحل لها الموضوع في السر بدل ما تبهدل نفسها مع جزارة زي دي وتخلي سيرتها هي وياسين نماية وسط قعدات الممرضات
رفعت مني كتفيها ومدت شفتاها لعدم رد لديها.

في اليوم التالي كان يدخل بسيارته داخل الحي وجد دكتور أحمد يخرج بسيارته، توقفا إثنتيهما لتبادل السلام
وتحدث أحمد: ألف سلامه على مليكة يا سيادة العقيد.
أجابه ياسين: الله يسلمك يادكتور.
سأله أحمد بإهتمام: وهي عاملة إيه الوقت؟
تحدث ياسين بأسي: والله لسه تعبانة يا دكتور، ضهرها لسه بيألمها جدا.
رد أحمد بجدية وعملية: ماتقلقش، الألم هيختفي مع الوقت هي العمليات إللي من النوع بتأثر على الضهر جامد.

إستغرب ياسين نطق أحمد لكلمة عملية لكنه تلاشاها.
فأكمل أحمد ملاما: ولو أني عاتب عليك إنك تخلي مليكة تتعامل مع الدكتورة المشبوهة دي، و مع إني ضد عمليات الإجهاض لكن كنت هخالف مبدأي علشان خاطرك ولا إنكم تتعاملوا مع واحدة معدومة ضمير وسمعتها مشبوهة زي عفاف صلاح.
كان يستمع لكلمات أحمد بتيهة وعقل شارد
حدث حاله: ماذا يهذي هذا المعتوه، عن أي إجهاض وعن أي مليكة يتحدث؟

نزل بشرود من سيارته وفتح باب سيارة أحمد وجلس بجواره وتحدث بصوت حاد امر: إحكي لي بقي إللي إنت قولته ده كله من تاني وفهمه لي واحدة واحدة.
نظر له أحمد بتساؤل وحيرة: هو أنت مكنتش تعرف إن مليكة أجرت عملية إجهاض؟
نزلت تلك الكلمات كالصاعقة الكهربائية شلت جميع حواسه
حدث حاله: إجهاض! أكانت تحمل داخل أحشائها قطعة منه وبتلك السهولة تخلت عنها!

تحدث بوجه خالي من التعبير: من فضلك يا أحمد إحكي لي الموضوع بكل تفاصيله.
قص له كل ما يعرفه
وبعد حوالي ساعة كان يجلس داخل مسكن دكتور أحمد وزوجته التي إتصلت بالممرضة حنان وأخبرتها أن عليها المجيئ إلى مسكنها على وجه السرعة للتحدث بأمر عاجل يخص العمل وستأخذ عليه أجرا عالي
وذلك وفقا لتوجيهات ياسين ليتأكد قبل إتخاذه أي قرار.

أتت على الفور وجدت ثلاثتهم يجلسون، نظرت لذلك الجالس الذي يتمني من داخله أن يكون كل هذا الهراء ليس له أي أساس من الصحة لأنه وإن صح فالله وحده هو من يعلم ما هو الات؟
نظر لها ياسين وتحدث بوقار وتسائل: دكتورة مني قالت لي إن مدام مليكة جت عندكم من يومين وعملت عملية إجهاض، الكلام ده صحيح؟

نظرت له وهي تبتلع لعابها بقلق ثم حولت بصرها إلى مني التي هزت لها رأسها بإيماء واطمئنان قائلة: إتكلمي يا حنان، محدش هنا هيأذيكي، متقلقيش.
نهضت حنان بغضب وتحدثت بلوم: معنديش كلام علشان أقوله يا دكتورة، أنا فضفضت معاكي بكلمتين تروحي تقوليهم للبيه وكمان جيباني هنا وفتحالي تحقيق
واسترسلت بنبرة غاضبة: - إنت عاوزة تقطعي عيشي؟
هنا إنفجر ياسين بغضب عارم فقد فاق صبره كل الحدود: إقعدي يا روح أمك رايحة على فين؟

إنت فاكرة نفسك هتخرجي من هنا قبل ماتقولي لي على كل إللي أنا عاوز أعرفه؟
وأكمل بتهديد وصوت حاد: إسمعيني كويس يابت، هتحترمي نفسك وتجاوبي على كل اللي هسألك عليه وبمنتهي الصدق، هتاخدي لك قرشين متحلميش بيهم وتغوري من هنا ومحدش هيقرب لك.

واستطرد بنبرة تهديدية: - إنما لو هتسوقي الهبل على الشيطنة وديني وما أعبد أوديكي ورا الشمس وما أخليكي تشوفي الشارع بعنيكي تاني، فخليكي كويسة كده وأسمعي الكلام وأنطقي بالذوق بدل ما أخدك على أمن الدولة وأخليهم هناك ينطقوكي غصب عنك.
جلست حنان برعب من هيئة ياسين الغاضبة وساقيها تهتزتان من شدة رعبها، وتحدثت بطاعة: أنا تحت أمرك في كل إللي سعادتك تؤمر بيه يا باشا.

أخرج ياسين هاتفه وثبته على صورة مليكة وتحدث بصرامة: شفتي صورة الست دي قبل كده؟
هزت رأسها بإيماء وتحدثت بتأكيد: هي دي مدام مليكة إللي جت عندنا من يومين وعملت العملية يا باشا، وكان معاها واحدة كانت بتناديها سلمي.
هنا ظهر ياسين وكأنه وحش كاسر يجهز حاله لإفتراس فريسة له بعد قليل، جز على أسنانه وضيق عيناه وقور يده بغضب وتسائل: كانت في الشهر الكام؟

تحدثت برعب من هيئته: تقريبا كده شهر ونص أو شهرين حاجة زي كده ياباشا، أصل أنا مدخلتش معاها أوضة العمليات، كانت وردية صاحبتي ومعرفش تفاصيل كتير عن إللي حصل جوة.
أخرج من جيبه دفتر للشيكات وحرر شيكا بمبلغا ورماه لتلك الحنان التي كانت على وشك الموت رعبا من هيئته،.

وتحدث مهددا بفحيح كفحيح الأفعي: تاخدي الشيك ده ومتورنيش وشك تاني واللي حصل ده تنسيه وتمسحيه من ذاكرتك نهائي، وده طبعا لمصلحتك أولا، وسيرة مدام مليكة لو جت على لسانك تاني مع أي مخلوق قولي على نفسك يا رحمان يا رحيم
ونظر لها بغضب وعيون تتطاير شررا قائلا بحدة أرعبتها: مفهوم كلامي؟
هزت رأسها سريعا بإيماء وهي فاتحة الفاه من شدة رعبها.

تحرك وكاد أن يذهب أوقفه أحمد بتساؤل: إهدي وفكر وأتكلم مع مليكة الأول وشوفها عملت كده ليه، جايز يكون عندها أسبابها المقنعة.
نظر له بعيون كالصقر وتحدث متلاشيا حديثه: أكون شاكر ليك يا دكتور لو إللي حصل هنا مخرجش برانا إحنا التلاتة.
أماء أحمد بتفهم قائلا بتأكيد: متقلقش يا سيادة العقيد، دي أسرار مرضي والسرية التامة من صميم عملي أنا والدكتورة.
تركه وذهب كالإعصار الذي سيدمر الأخضر واليابس.

إتجهت مني إلى أحمد وتحدثت برعب: إنت إيه بس اللي خلاك تروح تقول له، إحنا مالنا تدخلنا في مشاكل ملناش فيها ليه؟
واسترسلت لائمة: - واحدة وأكيد خايفة من إللي حواليها لا يلوموا عليها إنها نسيت رائف وقوام خلفت من ياسين، إحنا بقي نتدخل ليه؟
أجابها بضيق: وأنا كنت أعرف منين إنها عملت عملتها السودا دي من وراه، ربنا يسترها عليها بقي، محدش يعرف غباء ياسين المغربي لما بيظهر قدي.

ثم نظر لتلك الجالسة بغير عقل تبكي تارة وتبتسم تارة أخري
وهي تنظر لذلك الشيك الذي لم تكن تحلم بالتحصل على ربع مبلغه.
تحدث بهدوء قائلا: يلا يا حنان روحي وياريت تسمعي الكلام و تنسي كل إللي حصل هنا.
وقفت وكأنها وعت على حالها وتحدثت بسعادة: حاضر يا دكتور، بس حضرتك متأكد من إن البيه إللي كان هنا من شوية مش هيجيب سيرتي للدكتورة عفاف؟

تحدثت مني بقلة صبر: يلا يا حنان خدي شيكك وبالسلامة، عندنا شغل يا ماما ومش وقت أسألتك دي.

دخل كالإعصار لداخل الفيلا وجد والدته تجاور ليالي ونرمين وجيجي ويسرا، الكل مجتمع لزيارة تلك الماكرة المخادعة، هرول لغرفتها الماكثة بها دون أن يلقي السلام على من بالخارج
دخل كالإعصار وجهه لا يبشر بخير
وجدها تجلس فوق فراشها وتجاورها ثريا وبيدها طبق الحساء لتلك الكاذبة، أما عن سلمي التي كانت تجاورها الفراش وهي تجلس القرفصاء وترتسم على وجهها إبتسامة وهي تحادث مليكة،.

كانت هيئته لا تبشر بخير مما أقلق ثريا وجعلها تبعد صحن الحساء وتضعه فوق الكومود
وتحدثت بتساؤل: مالك يا ياسين؟
إقترب ياسين من وجه مليكة وتحدث بفحيح مخيف: أخبارك إيه النهاردة، ياتري لسه ضهرك بيوجعك؟
إبتلعت لعابها برعب من نظرته تلك وإقترابه هذا وتحدثت بشرود: الحمدلله، أنا كويسة.
سألها بترقب وهو مازال على نفس الوضعية: إلا قولي لي يا مليكة، هي المستشفي اللي روحتيها بعد ما وقعتي إسمها إيه؟

إنتفض داخلها ونظرت له بتوتر وصمتت،
تبرعت سلمي بالإجابة لتنقذ صديقتها: إحنا ما روحناش مستشفي يا سيادة العقيد.
حول لها بصره ونظر لها نظرة ذات معني وتسائل: أمال روحتوا فين يا أستاذة سلمي؟
ردت بتلعثم: روحنا عيادة خاصة جنب بيتي.
رد عليها بإستفهام: أيوا إسمها إيه بقي العيادة الخاصة دي وإسم دكتورها إيه؟
نظرت له ثريا بإرتياب وتحدثت: فيه إيه يا ياسين، مالك يا إبني؟

نظر إلى عمته مضيقا عيناه وتحدث بهدوء ما قبل العاصفة: عايزة تعرفي فيه إيه يا عمتي، فيه إن ياسين المغربي ولأول مرة إتختم على قفاه واتغفل،
ثم حول بصره إلى تلك المرتعبة ذات القلب المنتفض وتحدث بفحيح: ومن مين، من حتة عيلة
ثم تحدث لها بهدوء: دكتورة عفاف صلاح بعتالك السلام وبتقول لك أخبار العملية إيه.
هنا شهقت وأغمضت عيناها بألم، أمسكت سلمي يدها للمؤازرة.

فتحت عيناها مجددا سريعا ونظرت له بترجي و استعطاف وأردفت: خلينا نتكلم لوحدنا.
ونظرت داخل عيناه بدموع وهي تميل برأسها في حركة توسلية منها له
تحدث بصوت يشوبه خيبة الأمل: هو لسه فاضل حاجة علشان نتكلم فيها؟
ما خلاص، وقت الكلام عدي وفات.
تحدثت سلمي بترجي: من فضلك يا سيادة العقيد إقعد مع مليكة وإديها فرصة تفهمك وتشرح لك إللي حصل بالظبط.

صاح بها بصوت صارخ أرعبها: إنتي تخرسي خالص، إنتي حسابك معايا بعدين إنتي ودكتورة العهر بتاعتك دي كمان.
هرولت نساء المنزل ودخلوا على صوت ذلك الغاضب
تحدثت ثريا بحدة: عيب كده يا ياسين، هو فيه إيه بالظبط يا أبني، مالك طايح ف الكل كده ليه؟
وجهت منال سؤالها لولدها: مالك يا ياسين، فيه إيه يا حبيبي؟
نظرت له وأمسكت يده بإستعطاف وتحدثت بدموع وترجي: أرجوك يا ياسين خلينا نتكلم لوحدنا وأنا هحكي لك على كل حاجه.

نفض يدها بعنف وتحدث بحدة: هو أنا لسه مشبعتش قواله لوحدنا، ماأحنا يااااما إتكلمنا وياما وعدنا وياما صبرنا، وفي الأخر إيه إللي حصل؟
صرخت بإستعطاف ودموع: أرجوك يا ياسين، أرجوك أديني فرصة أشرح لك لوحدنا
تحدثت نرمين بحدة: هو إيه إللي بيحصل هنا بالظبط، ما تتكلم يا ياسين.
نظرت له بإستعطاف وهي تهز رأسها بدموع.
وقف هو منتصب الظهر ينظر إليها وتحدث ساخرا: عاوزانا نتكلم لوحدنا علشان ما يعرفوش؟

واستطرد: - أنا بقي هعرفهم كلهم اللي راعبك طول الوقت ومش عاوزاهم يسمعوه
صرخت بإستعطاف: ياااااااسين، أبوس أيديك بلاش يا ياسين
كانت ليالي تنظر لهما وقد بدأ الشك يتسلل لقلبها ويسرا المشفقة على حال مليكة المنهارة ونرمين الواقفة تنظر لها بشماتة ومنال الواقفة وداخلها يتسائل
ذهب إليها ونظر لها نظرات مليئة بالغضب والغل ثم رفع يده لأعلي حتى يصفعها على وجنتها.

أغمضت عيناها بتألم وثبات وجهزت حالها لتلقي صفعته بصدر رحب، إستمعت لصرخة ثريا وهي تهدر بإسمه وتترجاه بألا يفعل
صمت رهيب حل بالمكان إنتظرت وأنتظرت صفعتها ولكنها تأخرت أفتحت عيناها ببطئ شديد
وجدته رافعا يده لأعلي إستعدادا بوضع صفعته لكن يده توقفت وكأن قلبه أمرها بعدم إيذائها.

أه من قلب أتعبه الهوي، نظر لها بعيون يملؤها الغضب واللوم والتساؤلات الكثيرة، قور يده بغضب ونفضها في الهواء وهو يجز على أسنانه ويلعن داخله وقلبه على عدم قدرته لأذيتها.
ثم تحرك من أمامها ووقف بمنتصف الغرفة وتحدث: عاوزه تعرفي فيه إيه يا عمتي، فيه إن الهانم مراتي بنت الأصول وبنتك زي ما طول عمرك بتوصفيها مش واقعة على ضهرها ولا حاجة،.

واسترسل بصوت غاضب: - الهانم المحترمة القطة المغمضة غفلتنا كلنا وختمتنا على قفانا وكذبت وقالت إنها وقعت وهي عاملة عملية إجهاض!
شهق الجميع ونظر لها بإستغراب وأتهام وكأنها مدانة، أغمضت عيناها بتألم هربا من تلك النظرات المحيطة بها ووضعت كفيها فوق وجهها وأجهشت ببكاء مرير.

ثم صاح ذلك الغاضب وتحدث: الهانم قتلت إبني إللي لسه مكملش شهرين بدم بارد وكل ده ليه؟ علشان محدش يعرف إن الهانم بتتعامل مع جوزها وسلمت له نفسها كأي ست محترمة بتعرف شرع ربنا وتنفذه.
بكت بصوت أجش وتعالت شهقاتها
وقف هو بكل شموخ وتحدث: مش إنت قتلتي إبني علشان تخبي عنهم سرك العظيم
نظر للجميع وتحدث: طب إشهدوا كلكم، أنا والهانم بنتعامل معاملة الأزواج من تاني شهر طلعت فيه لأوضتها.

ثم حول بصره إلى المختبئة وتحدث: يارب الوقت تكوني مبسوطة بالنتيجة إللي وصلنا لها.
عم صمت تام داخل الغرفة
كانت ثريا تجلس بقلب مفطور حزين يتألم ولكن كان داخلها مبعثر مابين حسرة على ماضي فات وألم على مليكة وما أوت إليه بيدها وأياديهم جميعا،
شعرت بالخزي من حالها على ما أوصلت إليه تلك المسكينة ذات القلب الحائر.
نظرت ليالي إلى ياسين وتحدثت بغضب: إنت بتقول إيه يا ياسين؟

صاح بها غاضبا: إللي سمعتيه يا هانم ولا ما بتسمعيش، مراتي ومارست معاها حقوقي الشرعية يعني لا عملت حاجة عيب ولا حرام
ثم مرر بصره عليهم جميعا وتسائل: هاااا، حد تاني عنده أي إعتراض؟
صمت الجميع وأنزلوا أبصارهم أرضا.

ثم إقترب من تلك المنتحبة وهي تنتفض من شدة بكائها أزاح عنها يداها التي تختبئ ورائهم بحدة وأمسك ذقنها وضغط عليه بعنف وتحدث بوعيد: قسما بربي لأدفعك تمن قتلك لإبني وإستغفالك ليا غالي، غالي أوي يا بنت سالم عثمان.
كانت تنظر لعيناه ودموعها تنهمر بحرارة تستعطفه أن يكفلها حق الرد.
أمسكت ثريا يده وتحدثت بإستعطاف: علشان خاطري سيبها يا ياسين، سيبها ياأبني.

أغمضت عيناها بتألم ودموعها تسيل كشلالات وهو يهز ذقنها بعنف يؤلمها ولكن أي ألم ممكن أن يضاهي ألمها الداخلي لأجله، أفلتت ثريا يده من عليها بصعوبة وأخذتها داخل أحضانها برعاية.
ثم أنتصب بوقفته ونظر إلى تلك المنكمشة على حالها المجاورة لصديقتها وصاح بغضب: أما أنت بقي، ماأبقاش ياسين المغربي إن ما سجنتك إنتي والدكتورة بتاعتك وأبقوا قابلوني لو عرفتوا تخرجوا تاني.

وخرج كالبركان من الغرفة وتحركت خلفه ليالي وبعدها منال
أما نرمين التي أستغلت فرصتها لغرس خناجرها في قلب غريمتها تحدثت بشماتة: ونعم الوفاء يا مليكة هانم.
ثم نظرت إلى يسرا وتحدثت بشماتة: مش هي دي اللي كل شوية تدافعي عنها وتقولي انها وفيه ومستحيل تنسي رائف، علشان تبقي تصدقيني، دي عاملة زي الحرباية بتتلون بألف لون، في الأول رسمت علينا دور الزوجة الحزينة المقهورة على فراق حبيبها.

واسترسلت: - وبعدين مثلت علينا رفضها المميت لياسين وده خلاكم كلكم تنبهروا بيها وبموقفها وتوصفوها بالوفاء والنبل العظيم، وبمجرد ما أتقفل عليها باب واحد معاه جريت عليه ورمت نفسها في حضنه، لا وحامل كمان وسقطت البيبي
وأكملت بشماتة وهي تصفق بيداها: ده إيه الأخلاق النبيلة والتربية إللي تشرف دي يا مليكة هانم.
كانت تستمع لكلماتها وكأنها خناجر تطعنها بجميع أجزاء جسدها.

أما ثريا التي وقفت وتحدثت بحدة: نرمين، مليكة معملتش حاجة غلط، ده جوزها وحلالها.
وأشارت بيدها ليسرا الواقفة متسمرة من هول الموقف ولنرمين وتحدثت: يلا نخرج وسيبوها علشان ترتاح.
أخذت إبنتيها وخرجت وأغلقت الباب دون حديث
أمسكت سلمي يد مليكة
وهزتها لتعي على حالها وتحدثت: مليكة، إنت لازم تحكي مع ياسين وتفهميه الحقيقة وتقولي له على إللي حصل بالظبط، ياسين شكله ناوي على الأذية وأنا مش قده ولا قد أذيته.

هزت رأسها بنفي وجسد مرتعش ودموعها تنزل كشلالات: مش هيسمعني يا سلمي مش هيسمعني.
تحدثت سلمي بإصرار: لازم يسمعك ولازم تتكلمي، إنت مراته وبيحبك ومش هيقدر يأذيكي، لكن أنا مش قدة يا مليكة، إنت ماسمعتيش تهديده ليا.
أجابتها بطمئنة: ده مجرد كلام قاله في وقت غضبه يا سلمي وأكيد مش هينفذه.
صرخت بها سلمي برعب: تبقي متعرفيش إنتي متجوزة وعايشة مع مين، ياسين المغربي مبيتكلمش من فراغ يا مليكة ياسين بينفذ.

وأكملت بدموع: مليكة متخلنيش أندم إني ساعدتك.
فلاش بااااك
قبل أربعة أيام من وقتنا الحالي
كانت تخرج من الحمام تستند بيدها على الحائط ويظهر على وجهها علامات التعب
جلست فوق المقعد وأمسكت هاتفها وأتصلت بصديقتها سلمي وبعد مدة جائها الرد
تحدثت مليكة بتعب: سلمي ألحقيني، أنا شكلي حامل.
أجابتها سلمي على الهاتف: حامل إزاي يعني، طب والحبوب إللي بتاخديها؟

أجابتها مليكة بتشتت: مش عارفة إزاي ده حصل، تقريبا كده الحمل حصل من قبلها، شكله حصل في التلات أيام بتوع أسوان يعني من قبل ما أفكر أخد الحبوب بحوالي شهر
وأكملت بإرتياب: - المشكلة الأكبر الوقت إني خايفة جدا وحاسة إن ممكن ياسين يزعل
تحدثت سلمي بتعجب: وياسين هيزعل من حاجة زي كده ليه؟!
أجابتها مليكة بقلق: مش يمكن يكون مش عاوز أولاد؟

ضحكت سلمي على سذاجة صديقتها وتحدثت: بذمتك فيه راجل بيعشق ست وهيموت عليها زي ياسين كده ومايبقاش عاوز يخلف منها، ده أكيد هيطير من فرحته لما يسمع الخبر ده.
إبتسمت مليكة وسعد قلبها وتحدثت بتساؤل: تفتكري ممكن يفرح بجد يا سلمي؟
ردت عليها سلمي: يا بنتي أفتكر إيه أنا متأكدة، روحي إتصلي بيه وقولي له وشوفي هيفرح قد إيه، ده مش بعيد تلاقيه سايب شغله وجاي لك حالا.

إنتفض داخل مليكة بسعادة وتحدثت بتعقل: لا طبعا مش هقوله الوقت خالص غير لما أتأكد، خليه مطلعش حمل وطلعت معدتي وجعاني لأي سبب تاني وكمان ممكن البريود تكون متأخرة عادي، بصي أنا هكلمه الوقت وأستأذنه وأجيلك ونروح سوا للدكتورة بتاعتك
لو أتأكدت من الحمل هقول له ومش هخاف تاني من حد، أكيد هو هيحميني من كلامهم ونظراتهم ليا.
أجابتها سلمي: برافوا عليكي يا مليكة، أيوه كده خليكي قوية وإتعلمي إنك تواجهي.

أجابتها مليكة بجدية: أنا خلاص يا سلمي مبقاش يهمني في الدنيا كلها حد غيره، أنا لازم أخليه يعلن جوازنا الفعلي
وأكملت بحزن: متتصوريش كلام عمر ليه جرحني إزاي وحسسني قد إيه أنا كنت أنانية لما عارضته ورفضت إنه يعلن جوازنا الفعلي، ياسين بيحبني وأستحمل علشاني كتير وأنا لازم أعوضه عن كل حاجة وكل وجع إتحمله وعاشه علشاني.

أغلقت معها الهاتف وهاتفت ياسين وأستئذنته وبعد حوالي الساعتان كانت تقبع فوق سرير الكشف الطبي والطبيبة تحرك جهاز السونار فوق أحشائها
تنهدت الطبيبة بأسي وتحدثت: فيه حمل فعلا،
إنتفض قلب مليكة بسعادة ظهرت على وجهها وهي تنظر إلى سلمي
ثم نظرت الطبيبة لها وتسائلت: قولي لي يا مليكة، إنت بتاخدي أدوية لأي أمراض ولا حاجة؟
نظرت مليكة لوجه الطبيبة الذي لا يبشر بخير وتحدثت: خير يا دكتور هو فيه حاجة؟

أمسكت الطبيبة بعض المحارم ونظفت بها السائل الخاص بالسونار الموضوع فوق أحشائها وتحركت إلى مكتبها لتجلس عليه
تبعتها مليكة بقلق وجلست أمامها وتحدثت الطبيبة بأسي: للأسف يا مدام مليكة الجنين مشوه بنسبة كبيرة جدا، تقريبا حضرتك كنتي بتاخدي أدوية وده غلط جدا وخصوصا في أول شهور الحمل.
لم تستطع تمالك حالها ونزلت دموعها وتحدثت: هو البيبي عمره قد إيه؟

أجابتها الطبيبة بأسي: عمرة شهرين، بس قولي لي إنت إزاي أخدتي أدوية وإنت حامل؟
أجابتها بقلب يتمزق ألما: مكنتش أعرف إني حامل وبدأت أخد حبوب منع الحمل من حوالي شهر.
هزت الطبيبة رأسها بتفهم: علشان كده.
تحدثت سلمي إلى الطبيبة بتسائل: طب والحل إيه الوقت يا دكتور؟

أجابتها الطبيبة بحزن: للأسف يا سلمي مفيش قدامنا حل غير إن الجنين ينزل لإن نسبة التشوه عالية جدا، وده لازم يحصل في أقرب وقت ممكن لان كل يوم بيعدي فيه خطر على حياة مليكة.
تحدثت سلمي على إستحياء: طب هو حضرتك ممكن تعملي لمليكة الموضوع ده؟

أجابتها الطبيبة بتفسير: بصي يا سلمي، أنا واخدة عهد على نفسي إني ما أشتغلش في العمليات إللي من النوع ده نهائي ومع إن القانون بيسمح بعمليات الإجهاض في الحالات إللي زي حالة جنين مليكة إلا إني مش هقدر أخالف مبادئي.

وأكملت: لكن أنا ممكن أبعتكم لدكتورة شاطرة جدا في العمليات إللي من النوع ده، لكن ده طبعا هيكون سر بينا يعني أنا لا بعتكم ولا شفتكم وياريت كمان متجبوش سيرتي للدكتورة دي، ولو سألتكم عرفتوها منين قولوا لها أي حاجة إلا إنكم تجيبوا سيرتي.

خرجت مع صديقتها محطمة القلب جلست بسيارتها وبجانبها سلمي تواسيها وتحدثت: هتعملي إيه يا مليكة، أنا شايفة إنك تقولي لياسين وهو ييجي معانا عند الدكتورة دي ونعمل العملية.
إنتفضت مليكة رعبا وتحدثت بدموع: عاوزاني أروح أقول لياسين إني كذبت عليك وكنت باخد برشام من وراك وشوهت لك إبنك؟ أنا مستحيل أعمل فيه كده.
سألتها سلمي: أمال هتعملي إيه؟

أجابتها بألم: أنا هروح حالا للدكتورة اللي قالت عليها وأحدد معاها ميعاد بكرة وتاخد إللي هي عوزاه وأخلص من، وهنا لم تستطع إكمال حديثها وبكت بمرارة وأكملت: وبعدها هبدأ مع ياسين صفحة جديدة من غير خوف ولا كذب، ياسين حلو أوي يا سلمي ومايستاهلش مني أجرحه وأقوله حاجة زي دي،.

وأكملت ببكاء وندم: هبتدي معاه صفحة جديدة، صفحة بيضة هعوضه فيها عن كل حرمان وألم عاشه وهو بعيد عني، هخلف منه بيبي شبهه وهربيه جوه حضني أنا وهو.
ونظرت لصديقتها وأكملت: أنا بحبه أوي يا سلمي، بحبه وروحي إتعلقت بيه أوي.
تحدثت سلمي: طب قولي لطنط سهير وخليها تيجي معانا علشان منبقاش لوحدنا.

هزت رأسها سريعا وتحدثت: لا يا سلمي أنا عاوزة أقفل الصفحة دي من غير ما حد يعرف عنها حاجة، وإن شاء الله ربنا هيقف معايا ويسندني علشان أبدأ مع جوزي صفحة جديدة ونضيفة
ثم نظرت لسلمي بدموع وألم وتسائلت وهي تضع يدها على أحشائها: هو ممكن ربنا يزعل مني على اللي عملته في إبني يا سلمي؟
خضنتها سلمي وأجابتها بدموع: أكيد لا يا حبيبتي لأنك مكنتيش تعرفي أصلا، هوني على نفسك يا مليكة ومتحملهاش فوق طاقتها.

شددت مليكة من إحتضانها وتحدثت بخوف: ماتسبنيش يا سلمي أرجوكي، أنا محتاجة لك أوي ومعنديش غيرك أأمن له على سري.
تحدثت سلمي وهي تشدد من إحتوائها داخل أحضانها: مش هسيبك يا قلبي أنا معاكي متخافيش.
عوده للحاضر
كان يتحرك داخل غرفته بجنون وغضب عارم دفعت ليالي باب الغرفة بعنف وتحركت إليه ونظرت له بغضب وجنون وتحدثت بصياح: - هو ده وعدك إللي وعدتهولي يا ياسين؟

هو ده الوعد بإنها مجرد جوازة صوري علشان مروان وأنس، إزاي تعمل فيا كده، إزاااااي؟
هدر بها وتحدث بتهديد: إبعدي عن وشي الساعة دي يا ليالي متخلنيش أخرج غضبي كله عليكي.
صرخت به بإعتراض: مش هسكت قبل ما تجاوبني، ليه كسرتني وكسرت وعدك ليا؟

صاح بها وتحدث ساخرا: عن أي وعد بتتكلمي، وعدي كان لمراتي الست المحترمة اللي سمعت كلام جوزها وقدرت موقفه وطاوعته ووقفت جنبه، مش اللي أول ما نرمين بخت لها كلمتين و شاورت لها جريت وراها زي التابع وسابت بيتها وأتخلت عن جوزها وكسرت كلمته وكلمتها معاه
واسترسل بلوم: - إنت إللي خلفتي الوعد مش أنا يا مدام، يبقي بعد كده مش من حقك تيجي وتسأليني عن أي وعود.

دخلت منال إليهم وأغلقت خلفها الباب وتحدثت: صوتكم جايب أخر الجنينة إهدوا شوية
بكت ليالي بحرقة وتحدثت: إزاي قلبك طاوعك تكسرني وتجرحني بالشكل ده، قدرت تاخد واحدة غيري في حضنك إزاي، إزاي جالك قلب تحطني في الموقف ده وتكسرني قدامهم كلهم؟
نظر لها وأبتسم ساخرا وتحدث: أظن شعور إني أخد واحدة غيرك في حضني ده مش جديد عليكي يامدام، ولا إيه؟
نظرت له بتيهة وأبتلعت لعابها.

وأكمل هو: ولا ناسيه شركة الأمن الإيطالية اللي إتفقتي معاها تتجسس عليا وتعرفك أخباري، الشركة إللي طلبتي منها تتجسس على جوزك يا حرم ظابط المخابرات بموقعه الحساس
وأكمل بإشمئزاز: تعرفي يا ليالي، أنا بجد حزين أوي من جوايا على إن أغبي وأتفه ست عرفتها في حياتي القدر يخليها هي بالذات ودونا عن كل إللي عرفتهم أم لأولادي، أنا من كل قلبي حزين على حظ ولادي معاكي.

ثم حول بصره إلى والدته وتحدث بصياح: الهانم بنت أخوكي الأرستقراطية خريجة الجامعة الألمانية أجرت شركة أمن خاصة إيطالية علشان تخليهم يراقبوني، ولولا إني أكتشفت الموضوع بسرعة كان زمان كل أسرار شغلي عندهم أو حتى كان زمانهم إغتالوني زي ما حصل كتير قبل كده مع غيري.
نظرت منال له وتنهدت بألم وأسي
ضيق عيناه ونظر لها بإستغراب وتسائل بحذر: يعني مش شايف أي علامات إندهاش على وش حضرتك يا أمي؟

نظرت له بإرتعاب وتلعثمت بالحديث: أانا، أنا
نظر لها بعيون مصدومة وتحدث بصوت يشوبه خيبة أمل: كنتي عارفة؟
إبتلعت لعابها ونظرت له خجلا وتحدثت مبررة: معرفتش غير بعد ماعملت كل حاجة وكمان بلغوها بنتيجة تحرياتهم، وقتها بس جت وحكيت لي.
كان ينظر لها بقلب يتمزق وعيون جاحظة غير مصدقة ما تراه أمامها وأذن تتمني عدم تصديق ما تستمع إليه.

تحدث بصوت مهزوز: وياتري حضرتك لما عرفتي كان رد فعلك إيه على تصرفها اللي كان هيقضي على مستقبلي ويمكن كان يقضي عليا أنا شخصيا؟
تحدثت سريعا بتبرير: أنا كنت واثقة فيك وفي ذكائك وكنت عارفة إنك أكيد هتكتشف المراقبة بسرعة وتغير سير خطواتك وتتفادي الموضوع، قولت لنفسي مفيش داعي أقول لك وأضايقك وخصوصا إنك في الفترة دي كان عندك مشاكل كتير مع ليالي، محبتش أزود الخلافات والمشاكل إللي بينكم أكتر.

ثم تحركت بإرتياب ووقفت بجانب ليالي المنكمشة وتحدثت متسائلة: أنا مش وقتها بهدلتك وأجبرتك تنهي إتفاقك مع شركة الأمن، حصل ولا لاء؟
ونظرت له وتحدثت بصوت مهزوز: قولي له، قولي له أنا قد إيه بهدلتك وأتخانقت معاكي لما عرفت، أنا ما سكتلهاش يا ياسين صدقني يا أبني ماسكت.
نظر لها بقلب ينزف وعيون حزينة مكسورة وأردف: يااااه يا أمي، للدرجة دي أنا مليش أي قيمه عندك؟

قد كده حياتي ومستقبلي ملهمش عندك قيمة ولا حساب! خوفتي على بنت أخوكي من غضبي ومخوفتيش على حياتي ولا على شغلي ومستقبلي؟
وأكمل بتألم: للدرجة دي أنا قليل أوي كده عندك؟
كانت تبكي وتهز رأسها بنفي وتحدثت: ماتقولش كده يا حبيبي، ماتقولش كده يا ياسين، مفيش حد في الدنيا كلها أغلي منك إنت وإخواتك عندي صدقني يا أبني.

تحدث بشرود وتيهة: طب وأنا زعلان أوي كده ليه من مليكة، إيه يعني لما كذبت عليا وخانت أمانتي عندها وفرطت فيها، دي واحدة لسه متجوزها من مفيش، إذا كانت أمي إللي خلفتني وربتني وكبرتني في حضنها ضحت بيا أنا نفسي علشان تحافظ على بنت أخوها وشكلها قدام الناس.
تحدثت ليالي بتلعثم: صدقني أنا معملتش كده غير من حبي ليك وغيرتي عليك، لما لاقيتك بتتأخر كتير برة كنت عاوزة أعرف إنت بتروح فين،.

ونظرت له بإستعطاف: أنا كنت لسه صغيرة ومش فاهمة خطورة الوضع، أرجوك تسامحني يا ياسين.
تحدث بصياح أرعبها: إنتي عمرك ما حبتيني يا ليالي، أنا عمري ما كنت ضمن إهتماماتك والدليل إنك لما عرفتي علاقاتي مكنش ليكي أي ردة فعل غريبة، وهيبقي لك رد فعل ليه وأنا معنيش ليكي بأي شيئ
وأكمل بألم: أنا عمري ما كنت أكتر من بنك بالنسبة لك.
تحدثت منال بدموع: إهدي يا ياسين من فضلك.

صاح بصوت عالي أرعبهما وتحدث: بتطلبي مني أهدي إزاي وأنا اللي فيه ده أصلا يجنن، يعني مش كفاية إنك غشتيني وإدتيني مواصفات غلط عنها وأنا مشيت وراكي زي الأعمي، والهانم اللي مثلت عليا دور الملاك طول فترة الخطوبة ومظهرتش شخصيتها الأنانية غير بعد ما اتجوزنا للأسف، أنا عيشت عمري كله في خناق ومشاكل وكل مرة كنتي تيجي معاها وتنصريها عليا، بس عمري ما كنت أتخيل إنك ممكن تضحي بيا بالشكل ده علشان راحتها.

نظر لهما وتحدث: إنتوا إزاي قادرين تعيشوا بكل المؤامرات والأسرار إللي جواكم دي، إزاي قادرين تمثلوا طول الوقت واللي جواكم حاجة تانية غير اللي ظاهر منكم؟
وأكمل بصوت يتألم وهو ينظر إلى منال: عارفة يا أمي إيه أكتر حاجة دبحاني ووجعاني، إن كل طعنات الغدر إللي في حياتي مجتليش غير من أعز وأقرب الناس لقلبي، مجتليش غير من حبايبي إللي مأمنهم على نفسي وروحي.

يظهر إن ذنبي الوحيد إني عاملتكم غير باقي الناس وإديت لكم الأمان، دي حتى إللي كنت فاكرها قطة مغمضة طلعت وحش وليه حوافر وبيخربش بيها وبيجرح
وأكمل بوجه غاضب: بس ملحوقة، من هنا ورايح كل واحد لازم يعرف حدوده كويس أوي، لحد هنا وكفاية، كفاية أوي.
تحرك وخرج وصفق خلفه الباب بحدة زلزلت جوانب الغرفة.
إرتمت منال فوق المقعد وأجهشت ببكاء مرير.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة