قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الرابع عشر

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الرابع عشر

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الرابع عشر

كانت تشدد من إحتضانه وهي تتخيله رائف حبيبها الراحل، إندمجت معه لأبعد الحدود، كان سعيدا للغاية، بل كاد قلبه أن يتوقف من شدة سعادته.

أبعد وجهها عن حضنه وأمسك ذقنها ومال برقة على شفتاها بإستمتاع، وضع فوقهما قبله رقيقة أذابته وأخبرته كم هو مسكين وأنه وبرغم تعدد علاقاته إلا أنه لم يتذوق شهد قبلة العشق من ذي قبل، فهي حقا تختلف بمذاقها، جن جنونه كاد أن يلتهم شفتاها بنهم ويذوب معها أكثر وأكثر، حتي أفتحت عيناها بعشق لتنظر إلى رائف، ولكنها نظرت له بصدمة واستغراب، وفجأه أفلتت حالها من بين أحضانه بحدة ودفعته عنها بطريقة عنيفة، أولته ظهرها خجلا ووضعت كفيها فوق عيناها وبكت، بكت بندم وحزن وخزي من حالها ومنه.

إنصدم من ردة فعلها العنيفة تلك، لقد هدمت أحلامه بلحظة
تحرك إليها ببطئ ولمس كتفها ليطمئن عليها، إقشعر بدنها وأنتفضت برعب رافضة تلك اللمسة
ثم إستدارت ونظرت له بندم وخزي وتحدثت بإرتياب وهي تهز رأسها: أنا أسفه أنا مش عارفة ده حصل إزاي أرجوك يا أبيه تسامحني، أنا مش فاهمة إزاي للحظة تخيلتك رائف، أنا أسفة بجد، والله أسفة.

كان ينظر لها بعيون مصدومة وداخله يصرخ ويتمزق، لم يعد لقلبه التحمل رفضها له بتلك الطريقة المهينه لرجولته
نظر لها بحدة وأستغراب وتحدث بنبرة تهكمية: أسفه! أسفه على أيه يا مدام!
المفروض إنك مراتي وإن إللي حصل بينا من شوية ده طبيعي جدا إنه يحصل، لكن إللي مش طبيعي يا هانم إنك تتأسفي لي
وأكمل بصياح عالي أرعبها: وكمان تقولي لي وبكل بجاحة أسفة أصلي تخيلتك رائف!

وأكمل بصراخ أرعب أوصالها وجعل جسدها ينتفض: بتتأسفي لجوزك وبكل جرأة وبجاحة بتعترفي إنك كنتي بتتخيليه راجل غيره! يا بجاحتك وجبروتك!
ثم صفق بيداه وهتف ساخرا: برا و يا مدام، لا بجد زوجة محترمة ومتربية!
كانت تستمع له ودموعها تنهمر على وجنتيها وتضع يدها على فمها وتهز رأسها بإستنكار من حديثه الغير مقنع لها: انت بتقول أيه!

نظر لها بإشمئزاز وهدر بها بقوة وحدة: اخرسي يا مليكة، مش عاوز أسمع صوتك ولا حتى طايق أشوفك قدامي
ثم أشار لها بيده لمقدمة الطريق: اتفضلي قدامي يا محترمة علشان تروحي لأولادك، يلااااااااااا
إرتعبت أوصالها وأنتفض جسدها خوفا من لهجته وصراخه المرتفع عليها
تقدمت أمامه وتحركت بصمت تام وهي تجفف دموعها وتتنفس الصعداء حتى تهدئ من روعها قبل الرجوع لمنزلها كي لا يراها أحدا وهي بتلك الهيئة المزرية.

كانت تتحرك بجانبه بصمت تام وسخط عليه من حديثه التي إشمئزت منه
حتي أقتربا من دلوف الممر المؤدي إلى موضع سكنهم، وجدا دكتور أحمد حسين المغربي، والده يكون إبن عم عز المغربي، يتمشي بصحبة زوجته الشابة دكتورة مني وبالمناسبة هما يمتلكان مشفي خاص بالنساء والتوليد حيث مجالهما
وقفا الثنائي إحتراما لهما، ألقيا عليهما التحية ردت مليكة وياسين بإبتسامات مزيفة.

تحدث دكتور أحمد بإستفسار: شكلكم انتوا كمان كنتم بتتمشوا، بس غريبة أوي مشفناكمش يعني؟!
تحدث ياسين مفسرا: كنا بنتكلم وسرحنا شوية في الكلام وبعدنا عن المكان
نظرت مني إلى مليكة وتحدثت بوجه بشوش: إزيك يا مليكة، أيه يا بنتي مبقاش حد بيشوفك ليه؟
أجابتها مليكه بإبتسامة خافتة: إزيك إنتي يا مني، موجودة بس إنتي عارفة بقا الولاد وطلباتهم اللي مبتخلصش.

تحدث ياسين بعملية حتى ينهي هذا اللقاء الغير مناسب على الإطلاق: طب ما تتفضلوا معانا يا جماعة
أجابه دكتور أحمد بإحترام: متشكرين ياسين باشا.
ثم حول بصره إلى مليكة بإبتسامة ذات مغزي: عاوزين نشوفك عندنا قريب يا مليكة
إبتسمت له بخجل من تلميحاته وتحدثت بإختصار: إن شاء الله يا دكتور، بعد إذنكم
وتفرقا كل ثنائي إلى إتجاهه
تحدثت مني وهي تضرب كتف أحمد بمعاتبه لطيفة: ده كلام تقوله بردوا، إنت مالك!

ضحك أحمد وأجابها بلا مبالاة: أيه المشكلة في كدة، أنا عاوز أفرح بإبن عمي ونكتر نسل العيلة.
إبتسمت مني وتحدثت إلى زوجها بدعابة: رخم
رافق ياسين مليكة حتى دلفت من باب الفيلا تحت أعين الحرس المتواجدون أمام البوابة، دلفت هي ولم تنظر لذلك الواقف ينظر عليها بغضب بجسدا مشتعل، وقف حتى تأكد من دلوفها لباب الفيلا الداخلي ثم أنصرف وبداخله ثورة غضب كفيلة بتدمير كل ما يواجهه.

صعدت لغرفتها وجرت مسرعة إلى الحمام، إنتزعت عنها ثيابها وألقتها أرضا بغضب وعنف، وقفت تحت صنبور الماء وفتحته عليها وبدأت بغسل فمها وجميع جسدها بإشمئزاز وهي تبكي بهيستريا، ضلت تضع سائل الإستحمام على شفاها وتحكها بعنف علها تزيل عنها أثر قبلة ذلك الياسين
حدثت حالها ببكاء: ااه مليكه، ماذا دهاكي يا فتاة، أجننتي لهذه الدرجة، أتتخيليه رائف؟

ما بال ذاك برائف أيتها الغبية، يا ويلي ماذا فعلت بحالي، سامحني رائف، سامحني حبيبي فلم أفي بوعدي الذي قطعته على حالي بأن لا أكون لغيرك مهما حدث.

أما ياسين فقد صعد لغرفته وأخبرهم أنه لا يريد الإزعاج تحت أي ظرف، وقضي معظم الليل وهو يجوب الغرفة إيابا وذهابا والغضب يتأكل جسده، وهو يفكر كيف سينتقم منها ويرد لها الصاع صاعين، على إهانته بتلك الطريقة المهينة لرجولته ورفضها له.

مساء اليوم التالي
ذهب ياسين بصحبة أيسل لإرجاع ليالي منزلها وسط فرحة منال وسعادة أطفاله، أيضا ذهبت مليكة بصحبة طفليها لمنزل والدها وقضت اليوم بالكامل مع عائلتها.
صعد ياسين مع إبنته لمنزل ليالي ألقي السلام على خاله وزوجته ثم نزل للأسفل سريع وأنتظرهم، بعد مدة قليلة نزلت ليالي بصحبة أيسل وأستقلت السيارة بجوار ذلك الجالس بوجه عابس لم ينظر حتى لها، أدار مقود سيارته وتحرك عائدا لمنزله بوقت متأخر.

وصل أمام منزله وجدها تدلف بسيارتها لداخل الفيلا نظر عليها وجدها بصحبة طفليها فقط، جن جنونه وأشتعل غضبا، على خروجها دون إستئذانه وبمفردها!
دلف للداخل سريع نزل من سيارته على عجل ويبدو على وجهه الغضب والإنزعاج
حدثته ليالي بإستغراب من حالته تلك: رايح فين يا ياسين! مش هتركن العربية في الجراچ وتدخل معانا؟
نظر لها على عجل وتحدث وهو يخرج من باب الفيلا: سبيها مكانها لما أرجع هركنها، إدخلي إنتي وأيسل جوه يلا.

ناداه طارق الذي كان خارجا من الفيلا لإستقبالهم: رايح فين يا ياسين؟ فيه حاجة ولا أيه؟
لم يجبه وأنطلق سريع وعلامات الغضب تظهر على ملامحه
وجهت ليالي حديثها إلى طارق بنبرة صوت لائمه: شفت أخوك وعمايله يا طارق، هي دي مقابلته ليا بعد كل الغياب ده؟
طب حتى كان دخلنا الفيلا
أجابها طارق على عجل وهو ينطلق خلف أخاه ليري ما به: معلش ياليالي، إدخلي جوة وأنا هروح أشوف فيه إيه.

دلف لداخل الفيلا ووجهه لايبشر بخير، وجد الصغيران يجلسان بين أحضان ثريا تقبلهما بنهم كما لو كانا غائبان عنها منذ عدة أسابيع وليس بضعة ساعات فقط
ووجدها تقف تنظر لهم بوجه مشرق مبتسم وسعيد
هدر بها بصوت عالي أرعب الأطفال جميع متناسيا وجودهم من شدة غضبه: حمدالله على السلامة يامدام
وأكمل بنبرة تهكمية: والهانم بقا كانت فين إن شاء الله و راجعه أخر الليل لوحدها كده؟!

إنتفض الصغير، إحتضنته ثريا وتحدثت موجهة نظرها إلى ياسين: فيه أيه يا ياسين، بالراحة يا أبني فزعت الولاد
لم ينظر لها ولا لحديثها وهدر بصوته مناديا: مني. إنتي يا مني!
أتت مني على عجل وتحدثت وهي ترتجف من نبرة ذلك الغاضب: تحت أمرك يا ياسين باشا.
أشار لها بيده على أطفال رائف وأطفال يسرا أيضا وهتف: خدي الولاد وطلعيهم أوضهم فوق وخليهم مع الناني بتاعتهم، بسررررعة.

أمائت له برعب وهي تحمل الصغير وتسحب بيدها باقي الأطفال تحت إستغراب الجميع من تلك الحالة التي وصل لها ياسين
دلف طارق سريع للداخل، وقف بجانب أخاه دون حديث فوجهه يتحدث عنه
وبعد أن إطمئن على صعود الأطفال أكمل صياحه عليها وهدر قائلا بنبرة ساخرة: مبترديش عليا ليه يا هانم، ولا القطه بلعت لسانك؟
أجابته بإستغراب وبلاهه أشعلت بها ما تبقي من صبره: فيه أيه يا أبيه! أيه إللي حصل وليه حضرتك بتكلمني بالطريقة دي؟

وإلي هنا وفاض به الكيل وطفح، صاح هادرا بها بعيون تطلق شزرا: أنا مش أبيه يا مدام! أنااااااا مش أبييييه
وأكمل بنبرة تهديدية: وأخر مره أسمعها منك وإلا قسما بالله هتشوفي مني وش مش هيعجبك أبدا، إنتي فاهمممممممه!
إنكمشت على حالها وأقشعر وجهها من شدة صراخه
وأكمل هو بنبرة غاضبة: سؤالي ما أتجاوبش عليه لحد الوقت ليه، كنتي فييييييين؟!

أجابته ثريا مفسره كي تنهي تلك المهزلة: كانت عند بباها يا أبني، هتروح فين المسكينة يعني؟
حول بصره إلى ثريا وتحدث ساخرا: وأنا هعرف منين يا ماما، ما الهانم مستغفلاني ومعتبراني كيس جوافه مش جوزها
أجابت مليكة بعفوية وهي منكمشة على حالها وعيونها ترقرق بالدموع: أنا أخدت الإذن من ماما ثريا قبل ما أخرج.

وكأن بجوابها ذاك قد سكبت مادة شديدة الإشتعال، هدر بها ياسين بغضب وحده قائلا بنبرة ساخرة: نعم يا اختي! وهو أنتي كنتي متجوزة ماما ثريا علشان تاخدي الإذن منها؟
وأكمل متهكما: ولا أهلك ما علموكيش إن بنت الإصول لازم تستأذن جوزها قبل الخروج، ده حتى من أصول الدين يا متدينة يا محترمة!
ذهب له طارق ووضع يده على كتفه بحرص خشية غضبة وتحدث بهدوء: بالراحة يا ياسين، ميصحش كدة!

حول بصره إلى أخاه ونظر له بغضب وتحدث: أومال إيه إللي يصح يا طارق باشا، إستغفال الهانم ليا وأبقي أخر من يعلم بخروج مراتي من البيت هو ده إللي يصح ف نظر سعادتك؟
أنا مش مراتك: قالتها مليكة بمزيج غريب من الحدة والغضب والدموع والضعف!
وأكملت بقوة وهي تجفف دموعها: مصدق نفسك إنت أوي وداخل تزعق وتهين فيا براحتك ولا كأنك جوزي بجد
فوق يا ياسين بيه، إحنا إللي بينا مجرد إتفاق ولو كنت ناسي أفكرك.

وأكملت بإعتزاز: ولو على الدين والشرع والإصول فأنا متربية وعارفاهم كويس أوي.
لكن بستعملهم في مكانهم الصحيح، وأنا عملت إللي عليا وبلغت الست إللي أنا عايشة معاها وفي خيرها
وأكملت بأهانة لشخصه: غير كدة أنا مش مطالبة بأي شكليات فارغة.
وجهت ثريا لها الحديث بهدوء: إهدي يا مليكة، ويلا إطلعي فوق لأولادك.
نظر لها ياسين مصدوما من ردة فعلها وتحدث بلهجة حادة وهو ينظر لزوجة عمه: إهدي يا مليكه؟

وببساطه كده حضرتك بتقولي لها تطلع فوق؟
وأكمل بنبرة صوت لائمة: ده بدل ما تقولي لها عيب إحترمي جوزك وأعتذري له فورا!
تحدثت يسرا بنبرة تعقلية كي تهدئ من حدة الموقف: ياسين من فضلك إهدي، أنا أول مرة أشوفك عصبي بالطريقه دي!
نظرت له ثريا بعيون مترجية: خلاص يا ياسين علشان خاطري يا أبني، بجد الموضوع مش مستاهل كل الثوره إللي إنت عاملها دي.

وأكملت بوعد وهي تشير على الباب بسبابتها: ووعد مني أنا مليكة مش هتخرج من باب البيت بعد كده غير بإذنك.
نظرت لها بإستنكار وتحدثت بعناد وقوة: حضرتك بتقولي أيه يا ماما!
مين دي إللي تستأذنه؟!
وأكملت برفض تام: لا طبعا، الكلام ده عمره ما هيحصل.

إشتعل جسده من حديثها المثير للأعصاب، ولم يدري بحاله إلا وهو يسرع إليها ويمسك ذراعها بعنف تحت نظرة رعب منها وتحدث بفحيح: شكلك كدة مش ناوية تجبيها لبر إنهاردة، أنا بقا هعرفك إزاي تحترمي كلمتي وتسمعيها ومن غير نقاش!
جري عليه طارق وثريا ويسرا وأفلتت ثريا يد مليكه من قبضته وتراجعت بها للخلف وتحدثت بحده بالغة: إنت إتجننت يا ياسين، فيه أيه ياأبني مالك؟

جذبه طارق من ذراعه وسحبه بعيدا وتحدث بنبرة صوت حادة: جرا لك إيه يا ياسين، هي وصلت معاك لكده!
إبتلع لعابه وأنتفض جسده حين رأي دموع الألم والإنكسار بعيونها وهي تنظر له برعب من هيئته
تحدث متلعثما: أنا، أنا مكنتش هأذيها يا جماعة، إنتوا فهمتوا غلط أنا بس إتعصبت من كلامها
ثم نظر لها بحسرة قلب، بادلته إياها بجسد منتفض ودموع ونظرت إنكسار ورعب من هيأته.

حدثها بعيون نادمة ونبرة صوت هادئة: أنا مكنتش هأذيكي صدقيني!
نظر لحالتها المزرية وخرج مسرع
تحرك طارق نحو مليكة الباكية بحزن ورؤيتها التي تدمي القلوب متحدثا بأسف: حقك عليا أنا يا مليكة، ياسين طيب والله وعمره ما كان همجي أو عصبي بالطريقه دي
واسترسل حديثه موضح: أكيد فيه حاجة في الشغل مضايقاه ومخلياه عصبي ومش طايق نفسه بالشكل ده.

هدرت يسرا بنبرة غاضبة من رؤيتها لتلك المسكينة: على نفسه يا طارق، غضبه وعصبيته يخرجها على نفسه مش على المسكينة دي، إيه مش كفايه إللي هي فيه، هييجي هو كمان عليها؟
تحدثت ثريا بحده وهي تحتضن مليكة وتربت على ظهرها بحنان: خلاص يا يسرا إللي حصل حصل، خدي مليكة طلعيها أوضتها وخلي مني تحضر لها حمام دافي علشان ترتاح شويه.

ثم أخرجتها من داخل حضنها وجففت لها دمعتها بحنان قائلة: إطلعي يا حبيبتي إرتاحي في أوضتك، وأنا بقا ليا كلام تاني مع سيادة اللوا.
هزت لها رأسها بموافقه وأنكسار ودموع، ورافقت يسرا للصعود للأعلي
جلست ثريا بشرود وحزن
وجاورها الجلوس طارق الذي تحدث بتعقل: من فضلك يا عمتي إهدي وماتزعليش نفسك، صحتك يا حبيبتي
وأكمل برجاء: ومن فضلك بلاش تبلغي بابا باللي حصل ده، أنا متأكد إن دي غلطة من ياسين ومش هتتكرر تاني.

أنا هتكلم معاه وأفهم منه هو ليه عمل كده!
تحدثت ثريا بنظرات حزن وأنكسار: بذمتك إللي حصل من البنت يستاهل إللي أخوك عمله فيها ده يا طارق؟
وأكملت بنبرة ملامة: هي دي أمانة رائف إللي أخوك طلب أنه يصونها؟
وأكملت بنبرة حادة: لا. لو فاكر إنها علشان طيبة ومحترمة تبقي ضعيفة ويبهدل فيها براحته لاء، يبقي غلطان.

ساعتها أنا إللي هقف له بكل قوتي، مليكة مش أرملة إبني وأم أحفادي بس لاء، دي بنتي التالتة وأنا كفيلة إني أحميها من ياسين واللي أقوي منه كمان
وياريت يا طارق تبلغ أخوك بالكلام ده.
نظر طارق بإستغراب من ردة فعل ثريا القوي: أيه يا عمتي الكلام إللي بتقوليه ده؟
إللي بتتكلمي عنه كده يبقي ياسين يا عمتي، ياسين، إبنك إللي إنتي مربياه، إبنك البكري زي ما دايما بتقولي له!

أجابته ثريا بحده: لحد مليكة ولا يا طارق، إبني وحبيبي على عيني وراسي بس إلا مليكة، إللي هيمسها بسوء هيشوف ثريا تانية غير إللي قدامكم دي.
ثم نزلت دمعة ضعف منها وأردفت بضعف وانكسار: دي مليكة، حبيبة الغالي وكانت نور عيونه، ده أنا بشم ريحته في ريحتها وبشوف سعادته من وسط ضحكتها.

أخذها طارق بين أحضانه بألم وقبل رأسها قائلا: حقك على راسي يا عمتي، حقك عليا، أرجوكي يا حبيبتي إهدي، وكل إللي تؤمري بيه أنا هعملهولك بس من فضلك إهدي.

داخل غرفة ليالي...
كانت تجوب المكان بغضب بعد رؤيتها دلوف ياسين من البوابة الخارجيه مستقلا سيارته بغضب وخروجه مسرعا للخارج ولم يعير وجودها أمامه أية إهتمام!
تحدثت ليالي وهي تفرك يديها ببعضهما بعصبية: شفتي يا عمتو البيه إبنك، ده حتى ما عبرنيش ولا دخل معايا حفاظا على شكلي قدامكم
وأكملت بعدم إستيعاب: نفسي أفهم أيه إللي حصل، كنا داخلين عادي جدا وفجأه دخل هنا وأتحول!

تحدثت أيسل بخفوت وقلق وهي تفرك كفيها ببعضيهما بتوتر: أنا عارفة أيه إللي غير بابي كدة يا مامي.
جرت عليها منال وليالي وأمسكاها بإهتمام وسألتها منال: إنتي تعرفي حاجه إحنا ما نعرفهاش يا أيسل؟
أجابت أيسل بحزن خشية أذية مشاعر والدتها: وإحنا راجعين بابي كان مبسوط وعادي جدا وكان عمال يبص لي في المرايه ويضحك لي
لحد ما كنا داخلين من باب الفيلا، بابي بص ورا وهو بيدخل من الباب.

لقي مليكة جاية بعربيتها، أنا كنت ببص على بابي في المرايا لما لاقيته مرة واحدة ملامحه إتحولت لغضب، بصيت ورا لاقيت مليكة داخلة الفيلا بعربيتها
هتفت ليالي وهي تنظر إلى منال بجنون وأستفهام: يعني أيه الكلام ده يا عمتو مش فاهمه؟
أجابتها أيسل: أكيد زعل علشان خايف عليها من السواقة لوحدها يا مامي.

تحدثت منال وهي تضيق عيناها بغموض: ما أظنش إن ده السبب يا أيسل، على العموم كويس إنك قولتي لنا على الموضوع ده يا حبيبتي، روحي إنتي الوقت على أوضتك.
تحدثت أيسل وهي تذهب لوالدتها بإعتراض: لا يا نانا، أنا هقعد مع مامي.
تحدثت ليالي بشرود: إسمعي كلام نانا يا سيلا، ماتقلقيش عليا يا قلبي أنا كويسة.
قبلت إبنتها وخرجت الطفلة.

وأنفجرت ليالي بغضب قائلة: ممكن بقا تفهميني معناه أيه الكلام ده، مش حضرتك قولتي لي وأكدتي لي إن ما حصلش بينهم حاجه، يبقي أيه إللي قلبه وغيره كدة ومن إيه؟
أنا هتجنن
تحدثت منال بتذكر: وإحنا قاعدين ناكل في نفسنا هنا ليه، إنتي مش بتقولي إن طارق راح وراه، يعني أكيد عارف إللي حصل، أنا هنزل أسأله.
أسرعت عليها ليالي وهتفت بعدم صبر: أنا جايه معاكي، ما أنا مش هقعد هنا لوحدي علشان أتجنن.

نزلا الدرج وجدا جيجي وطفلها يجلسان سويا تقرأ له قصة
نظرت لها منال وتحدثت بتساؤل: أومال فين طارق يا چيچي، دا أنا قولت هلاقيه قاعد معاكم
أجابتها چيچي بهدوء: طارق لسه ما رجعش من وقت ما خرج مع ياسين يا طنط.
نطقت العامل وهي تضع كوب الحليب للطفل على المنضدة: طارق بيه في الجنينه حضرتك، تقريبا بيتكلم في التليفون.
نظرت لها چيچي وأردفت قائلة بإستغراب: غريبه أوي، طب ما دخلش ليه لما هو في الجنينه؟

إندفعت ليالي وهرولت إلى الخارج وتابعتها منال
إقتربت ليالي من وقوف طارق وتحدثت بتساؤل: ياسين فين يا طارق؟
نظر لها طارق وأجابها وهو يرفع كتفيه بإستسلام: مش عارف يا ليالي، مشي وهو متنرفز وعمال أحاول أتصل بيه بيكنسل عليا
بعتله فويس يارب يشوفها ويرد.
منال وهي تسحبه لأريكة الإرجوحه وتجلسه وتسأله بإستجواب أكثر منه إستفسار: أقعد هنا وقول لي إللي حصل بالحرف الواحد، أخوك أيه إللي حصل بينه وبين مليكه؟

أجابها طارق بإستغراب لحالة شقيقه: صدقيني يا ماما أنا نفسي ما أعرفش أيه إللي حصل ووصل ياسين لحالة الجنون إللي شفته عليها دي
وأكمل موضح: وكل ده ليه، علشان مليكة خرجت وراحت قضت اليوم في بيت بباها من غير ما تقوله!
ثم قص عليهما كل ما حدث
نطقت ليالي وهي تنظر أمامها بشرود: يعني أيه يا طارق الكلام ده، هو ممكن يكون ياسين بيحبها؟

ضحك طارق بإستخفاف على حديثها وأردف قائلا: أيه التخاريف إللي بتقوليها دي يا ليالي، ده ياسين مسكها من إيدها وشوية وكان هيضربها لولا عمتي ويسرا وأنا
واسترسل حديثه موضح: كمان ياسين أعقل من إنه يعمل ف نفسه كدة، هو عارف ومتأكد إن مليكة عمرها ما هتبص له ولا تشوفه جوزها الفعلي
دي قالتها له في وشه وقدامنا كلنا، ده مش جواااز يا سيادة العقيد، ده إتفاق.

وأكمل بحسب ما أتي بمخيلته: كل الحكاية إن ياسين عنده شوية مشاكل في شغله ومعرفش يطلع ضغطه في ليالي لانه طبعا بيحبها ومايستحملش زعلها
قام جابها في المسكينه دي، بما إنه ما يفرقش معاه زعلها من رضاها
إرتفعت قامة ليالي تفاخرا بتفسير طارق المقنع لها، لقد إقتنعت بالتفسير وأرضي غرورها وكبريائها وصعدت لغرفتها بعد إطمئنانها وهذا ما قصده طارق من حديثه ذاك.

بعد صعود ليالي نظرت منال إلى طارق وتحدثت بترقب: وثريا ما قالتلكش هي ناويه على إيه بعد اللي حصل من ياسين؟
أجابها طارق بشرود: مش عارف يا ماما، لكن لو شفتيها هتصعب عليكي بجد.

تحدثت منال بتهكم وحقد ظهر بعيناها: ما يصعبش عليك غالي يا حبيبي، خليها تشرب من جبروت ياسين وعصبيته المجنونة، هي كانت فاكره أيه، فاكره إنها سحبته عندها وبقا حامي الحما بتاعها هي ومليكة هانم وبقا خاتم في صباعها، يلا بالشفا على قلبها.
تحدث طارق بتعجب وهو ينظر لها بإستغراب: ليه كل الشماتة دي في عمتي يا ماما!
عمتي ماتستاهلش منك كده أبدا!

أجابته منال بنبرة حقود: أومال تستاهل أيه يا طارق بيه، دي واحدة إختارت خراب بيت أخوك علشان تعمر بيتها وما يتقفلش
وأكملت: دي حقودة وحرباية ومحدش فاهمها غيري، خايل عليكم كهنها ووش الملاك البرئ إللي رسماهولكم وأنتوا زي الهبل ومصدقينه.
تحدث إليها طارق برجاء: أرجوكي يا ماما ماتتكلميش كدة على عمتي،.

وأكمل نافي: عمتي مش كدة أبدا، وكمان أنا مش جابب أشوفك كدة، حضرتك أرقي وأنضف من التفكير والشماتة في الناس بالطريقة دي.
في تلك الأثناء أتت عليهم چيچي وقفت منال وتحدثت: أنا طالعه أوضتي أرتاح، وأنت أوعي تجيب سيرة لأبوك عن إللي حصل من ياسين، ملناش دعوة وخليها هي منها لياسين هما أحرار مع بعض.

جلست چيچي بجانب طارق وتحدثت بإستفهام بعدما رأت حالة منال وليالي: هو فيه إيه يا طارق، طنط وليالي مالهم، وفين ياسين؟
أخبرها طارق بكل ما حدث وبعد مدة تحدثت چيچي بشرود: تفتكر ياسين يكون بيحب مليكة؟

ضحك طارق عاليا وتحدث: هو أنتم جرا لكم إيه إنهاردة، كل إللي طالع عليكم إن ياسين بيحب مليكة، يابنتي ياسين أعقل من إنه يحط نفسه في وضع حساس زي ده، هو عارف ومتأكد كويس أوي إن مليكة قفلت قلبها على رائف ومش هتسمح بوجود أي راجل مكانه مهما كان هو مين!
أجابته جيجي بتعقل: ومال الحب ومال الحسبات يا طارق، القلب لما بيدق بيلغي وجود العقل من الأساس.

نظر لها طارق وتحدث بتأكيد: إسمعي مني، ياسين أخويا أساسا معندوش قلب ولا مشاعر علشان يحب بيهم مليكة أو غيرها!
وأكمل بشرود: هي مرة يتيمة قلبه دق لما شاف واحدة بالصدفة كانت في زيارة مع وفد من كليتها عندهم في الجهاز، شافها في الأسانسير ومعرفش هي مين أساسا
كانت وقتها ليالي زعلانه عند بباها وياسين كان مصر على الطلاق بسبب موضوع الحجاب، حب البنت من أول نظره زي ما بيقولوا.

وقتها جه حكا لي أنا ورائف الله يرحمه وقال إنه هيدور على البنت ويسأل عليها ويتجوزها، لكن بعدها جاله سفر تبع شغله وغاب مدة طويلة
أردفت جيجي بتذكر: أنا فاكره إنك حكيت لي الموضوع ده قبل كده، بس مكملتليش هو ليه مدورش عليها وأتجوزها؟
تحدث طارق مفسرا: مش عارف يا جيجي، كل إللي فاكره وقتها إنه لما رجع من السفر ماما أجبرته إنه يرجع ليالي وحطت شرط طلاقها قصاد طلاق ليالي علشان تجبر ياسين يرجعها.

بعدها بمدة سألت ياسين عن البنت قالي إنه شال الفكرة من دماغه ونسي البنت أساسا، علشان كده بقول لك إن ياسين معندوش قلب أصلا علشان يعرف يحب بيه.
نظرت له وتحدثت بإستفهام: ااه بالمناسبة، إنت قولت أيه ل ليالي خلاها داخلة مبسوطة ونافشة ريشها علينا كدة، إللي كان يشوفها وهي خارجة تدور عليك والغضب مالي وشها مايشوفها وهي داخله بكل غرور وكبرياء وملامحها رايقة ومرتاحة!

ضحك بطريقة ساخرة وتحدث بذكاء: مافيش، بلفتها بكلمتين هي وماما بس شكل الكلام دخل عليها أوي وأرضي غرورها.
إبتسمت جيجي وتحدثت بدعابة: وياتري قولت لها إيه أشجيني وأطربني؟
أردف طارق ساخرا: بصي ياستي، أنا لاقيتها شايطة هي وماما ومقومين الدنيا على ياسين، هديتهم بكلمتين وقولت لهم إن ياسين شكله عنده مشاكل في الشغل فحب يطلعها على مليكة بدل ما ييجي ويضايق ليالي ويجرحها وهو مايقدرش على زعلها.

وأكمل وهو يبتسم: لا واللي يجنن إنها صدقت!
إبتسمت چيچي رغما عنها وتحدثت بدعابة: إنت. ده أنت داهية، ياخوفي يا طروق لكلام الغرام إللي مغرقني فيه ليل ونهار يطلع بكش وتكون بتبلفني بيه أنا كمان!
نظر لها بعيون يكسوها العشق قائلا بصدق بصوت حنون: طب لو فرضنا إن لساني مابيقولش الحقيقة وده طبعا مش صحيح، معقول إللي في قلبي وظاهر في عيوني مش واصل لك يانور عيون طروق.

إبتسمت جيجي لزوجها ونظرت له بعيون عاشقة وتحدثت بهيام: ربنا يخليك ليا يا طارق، بحبك.

في مكان بعيد حيث الأجواء الصاخبة والأنوار الخافتة والموسيقي العالية كان يجلس ياسين يحتسي مشروبا ويظهر على وجهه قمة الغضب، ينظر بشاشة هاتفه ويغلقه دون النظر به، ضل على وضعه بضعة ساعات حتى أوشك الليل على الإنتهاء
إستقل سيارته وأدار محركها وتحرك حتى وجد حاله يقف بسيارته أمام شرفتها وينظر لظلمتها وهو يتسائل.
كيف أصبحتي غاليتي، أخبريني عن حالك.

إنا أتألم لأجلك مليكتي، أرجوكي إصفحي عني وأحبيني، أحبيني مليكة، أرجوكي.
فليس من العدل أن لا تشعري بي وبقلبي بينما أذوب عشقا أنا
قاد سيارته ودلف بها للداخل صفها بالجراج وخرج
وجد طارق أمامه يضع يداه داخل جيب بنطاله وينظر له، سأله طارق بترقب وهو ينظر على حالته تلك: ياسين إنت كويس؟
نظر له بوجه شاحب متعب قائلا: إنت أيه إللي مصحيك لحد دالوقتي؟

رد طارق بنبرة صوت ساخرة: ما هو لو سيادتك كنت رديت على تليفوناتي وطمنتني عليك كنت إرتاحت وطلعت نمت، بدل ماأنا واقف متذنب كده و مستني حضرتك!
أشار له بيده ليسكته مهمهما: ششششششش خلاص، إنت هتفتح لي تحقيق!
رمقه طارق بنظرات إستغراب وهو مضيقا عيناه بتساؤل: ياسين. إنت شارب؟

أزاحه عن طريقه وهو يترنح كاد أن يسقط لولا أسنده طارق بيده قائلا: يا نهارك إسود يا ياسين، ده لو أبوك شافك هتبقي مصيبة، تعال أدخلك مكتبك نام فيه على الكنبة للصبح، لو طلعت ل ليالي كدة يبقي فضيحتك هتلف إسكندرية كلها في مسافة يومين.

وبالفعل أدخله مكتبه بهدوء تام حتى لا يشعر بهما أحد وساعده بخلع سترة بدلته، ألقي ياسين بجسده بإهمال على الأريكة، وأستسلم للنوم بسرعة البرق، أما طارق فصعد بهدوء لغرفته بعد الإطمئنان على أخيه.

في الصباح.
أفاقت نرمين بتكاسل وهي تتمطئ بعد سماعها صوت المنبه، نظرت لزوجها وأبتسمت، أمالت عليه بحب وقبلته ثم أخذت هاتفها ونزلت للدرج لتشرف بنفسها وتتأكد أن العامله قامت بتجهيز وجبة الإفطار قبل أن تصعد مرة أخري وتيقظ زوجها للذهاب لعمله وطفلها لمدرسته
دلفت للمطبخ وجدت العاملة بالفعل تقوم بتحضيره، إستعجلتها ثم أمسكت هاتفها لتفتحه وتتصفح المواقع لتري ما الجديد،.

وجدت فيديو على تطبيق الواتساب من رقم مجهول إقشعر جبينها وضيقت عيناها بإستغراب
ثم شرعت بفتح الفيديو لتري ما بداخله، وما ان شاهدت ما بداخله حتى جحظت عيناها برعب ووضعت يدها على فمها وهي تردد بإنزعاج وذهول: يااااادي المصيبة، يادي المصيبة!
إرتعبت العامله نظرت لها وتحدثت بلكنه رديئه: خير مادام، أي مصيبة!
نظرت لها برعب وصرخت بها وهي تدفعها بعنف: غوري من وشي الساعة دي!

ثم جلست على الكرسي وأخذت بالخبط على ساقيها بوجه يكسو ملامحه الرعب وباتت تردد بهلع: يادي المصيبة، روحتي في داهية يا نرمين
تري ما محتوي هذا الفيديو الذي أرعب نرمين بتلك الطريقه؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة