قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الخامس عشر

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الخامس عشر

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الخامس عشر

كانت جالسة على المقعد تندب حظها العثر وهي تشاهد الفيديو الخاص بذلك اليوم المشؤم يوم وفاة رائف وحديثها الوقح معه
حدثت حالها: من أين ظهر ذلك الفيديو الملعون بعد مرور كل تلك المدة؟ لقد مر أكثر من سنة!
أكان رائف يضع كاميرات تسجيل في مكتبه؟
لما لم يكن لدي علم بذلك؟
غبيه نرمين غبيه ياالله، لقد إنتهيتي نرمين، لقد هلكتي يا فتاة، تري من يقتني هذا الفيديو الملعون؟ ومن أين عثر عليه، ولما بعثه لي؟

ماذا يريد مني ذلك اللعين؟
في تلك الأثناء سمعت صوت زوجها الغاضب يأتي من أعلي الدرج وقفت لملمت شتاتها برعب وأغلقت هاتفها بيد مرتعشه خوفا من أن يتصل بها ذلك المجهول في حضرة زوجها، دلف محمد وهو يضع رابطة العنق بضيق وتحدث بوجه عابس: إنتي قاعدة هنا ولا على بالك يا هانم وسايباني نايم كل ده، عاجبك كده أديني إتأخرت على شغلي!

جرت عليه بإرتباك وتحدثت بتلعثم: معلش يا حبيبي أصلي سرحت شوية وأنا بقلب في الفيس بوك.
رمقها بنظرة إشمئزاز قائلا: لا برافو عليكي يا مدام، سيادتك سرحتي في الفيس بوك والنتيجه إني إتأخرت على شغلي وإبنك كمان ضاع عليه اليوم الدراسي لا بجد شابوه
وتوجه سريعا بإتجاه الباب ليخرج
جرت عليه تمسك ذراعه بتساؤل: طب إفطر الأول يا محمد هتخرج من غير فطار؟

رمقها بنظرة إشمئزاز ولم يعير حديثها أي إهتمام وخرج وصفق خلفه الباب بشدة كادت أن تخلعه، دبت بأرجلها الأرض ونفضت يديها في الهواء بغضب ولعنة حظها العثر عادت مسرعه للمطبخ وأمسكت هاتفها
صعدت لغرفتها وأغلقت بابها وبدأت بالإتصال على الرقم الذي بعث منه الفيديو.

أجابها صوت لرجل يبدوا عليه الشباب قائلا بنبره واثقه وهادئه: كنت عارف ومتأكد إنك هتتصلي، لكن بصراحة ماتوقعتش يكون بالسرعة دي، وأكمل ساخرا: إيه، للدرجة دي مرعوبة؟
حاولت تماسك حالها وأظهرت عكس ما يدور بداخلها من رعب قائلة بنبرة صوت حادة: إنت مين يا حيوان إنت وعايز مني إيه؟

هدر بها وتحدث بصوت حاد أرعبها: مش عايز قلة أدب وطولة لسان على الصبح، إنتي تسمعيني كويس وتنفذي كل طلباتي وإنتي زي الجزمه القديمة، وإلاااااااا،
وإلا إيه؟ قالتها برعب.
أجابها بصوت ساخر وتسلي: وإلا الفيديو الجميل ده هيكون منور على تليفونات عيلة المغربي واحد واحد علشان يشوفوا بنتهم المصون المحترمة وهي بتشكك أخوها في مراته لحد ما جننته وخلته يا حراااام، جري وساق عربيته بجنون يعني.

كاد أن يكمل لكنها قاطعته لا تريد الإستماع للمذيد من كلماته المجلدة لذاتها: طلباتك إيه؟
تحدث بتسلي: أيوووووا أنا عاوزك شطورة كدة وبتسمعي الكلام أحب أنا أوي إللي يقول حاضر بيريح ويستريح، وأكمل بهدوء وعلشان تعرفي إني براعي ظروفك فضلت قاعد مستني الفترة دي كلها لحد ما استلمتي ورثك وحولتي فلوسك في البنك ونمتي عليهم، قولت لنفسي يا واد كده عداك العيب وأزح.

تحدثت بصياح وصوت غاضب: قولي عاوز إيه وارحمني بقااااا.
5 مليون جنيه، جملة نطق بها ببرود!
فتحت فاهها وشهقت وتحدثت بغضب: نعم ياروح أمك!
أجابها ببرود قاتل: تؤ تؤ تؤ تؤ مش أنا قولت ما بحبش قلة الأدب، طب علشان قلة أدبك وطولة لسانك دي أنا خليتهم 6 مليون وكلمه كمان وهخليهم 7!
تحدثت بدموع: إنت أكيد مجنون أنا هجيب لك المبلغ ده كله منين؟
ده أنا كل ورثي أول عن أخر ما يكملش نص المبلغ ده.

تحدث بكل ثقة: إحنا هنكدب من أولها كدة، مش عيب عليكي تستغفليني وتكدبي عليا، ده أنتي نصيبك إللي طلع لك من الشركة بس عامل 3 مليون، غير حسابك إللي عمران بقاله سنين ده طبعا غير الأراضي والعقارات.
صاحت به بإرتعاب: إنت مين؟
وعرفت عني كل المعلومات دي إزاي؟
ضحك ساخرا وتحدث بفحيح: أنا عملك الإسود في الدنيا يا نرمين وجاي علشان أحاسبك على إللي فات كله.

تحدثت بترجي: طب لو سمحت إسمعني وخلينا نتكلم بالعقل، المبلغ إللي إنت طالبة ده هو كل إللي حيلتي في البنك، يعني لو سمعت كلامك وادتهم لك هقول لجوزي وأمي وديتهم فين؟
وبعدين أنا ماحلتيش غيرهم وباقي الورث أرض وفيلا وممنوع كمان أبيعهم إلا لحد من العيلة، ده قانون عيلتنا، وقتها لو إحتجت فلوس لأي ظرف هقول لهم هبعهم ليه!

وأكملت بإستعطاف وخبث: أرجوك إنت شكلك محترم ومتفهم خلينا نتفق على مبلغ معقول أقدر أدهولك من غير ما يسبب لي مشاكل،
وأكملت بثقه: إيه رأيك أنا هديك 1 ألف جنيه، هااا قولت إيه؟

إنفجر ضاحكا بسخرية مما أغضبها وتحدث قائلا: بصي يا بنت الناس أنا هقفل الوقت وهكلمك كمان يومين علشان تقولي لي إن ال 6 مليون جاهزين، وساعتها هبلغك بميعاد التسليم تسلميني فلوسي أسلمك الفيديو والداتا بتاعته، غير كده بقااااااا ماتلوميش إلا نفسك، وأغلق الهاتف بدون إنتظار ردها،
وصرخت هي بشدة كالمجنونة وباتت تلقي بكل ما تطاله يدها في عرض الحائط بعنف وغضب حتى هدأت وجلست لتفكر فيما ستفعل بتلك المصيبه.

أفاق على صوت أبيه مضيقا عيناه وهو ينظر حوله للمكان بإستغراب ويفرق عيناه بنعاس ثم إعتدل جالسا ينظر إلى أباه بتيهه
تحدث عز ساخرا: ياتري البيه إيه إللي مسيبه أوضته ومنيمه بالشكل ده على الكنبة وبهدومه كمان؟
نظر للأعلي ووضع يده على فمه بتثاؤب ونعاس، ثم وضع يده على شعره عله يهندمه ولو قليلا فياسين يهتم لمظهره حتى وهو بأسوء حالاته.

أجاب والده بكذب وتحدث بصوت متحشرج: كان عندي شغل مهم في الجهاز يا باشا ورجعت متأخر جدا وكنت تعبان وماحبتش أقلق ليالي فدخلت نمت هنا.
نظر له عز بعدم تصديق قائلا: ومن امتي الحنية دي كلها يا حبيبي؟
ماطول عمرك بترجع وش الصبح وتطلع عندها وترزع وتخبط في البيبان وتاخد شاور ولا بيهمك حد،
ثم أكمل: شوف لك حجة غير دي يا حنين علشان ما دخلتش عليا.
وقف بوجه أباه ورفع يده بإستسلام قائلا برضوخ: صباحك فل يا باشا.

نظر له عز بوجه عابس من رائحة الكحول التي تفوح منه وتحدث ساخرا: صباح الخير يا أخويا، إطلع خد لك دش يضيع الريحة الزفت والتلزيق إللي إنت فيهم دول ويلا علشان تلحق تروح مكتبك ياااااا، يا سيادة العقيد.
تحرك مواليا أباه ظهره ولكن أوقفه صوت أباه الغاضب: ياسين، أول وأخر مرة أشوفك بالمنظر ده، مفهوم.
أماء رأسه بطاعة وخجل وإنسحب بهدوء من أمام والده الساخط عليه.

خرج من المكتب وجد طارق ينزل من أعلي الدرج وقف بوجهه وتحدث بدعابة: وشك بيقول إنك اتقفشت واتروقت على الصبح من الباشا الكبير،
أجابه بوجه عابس وهو يصعد الدرج على عجل: طارق مش ناقصة روشنتك على الصبح.
ضحك طارق وتحدث: يبقي حصل يا باشا، على العموم إحمد ربنا إنها جت على أد الباشا الكبير.

ترك أخاه وصعد للأعلي ودلف إلى الحمام أخذ حماما ودلف لغرفة الملابس إرتدي ثيابه وخرج ليكمل إرتداء إكسسواراته من ساعه إلى أزرار بدلته،
صفف شعره بعناية فائقة ونثر عطره فوق جسده بسخاء، ثم ألقي نظرة على تلك الغافية بثبات ولا تشعر بوجوده من الأساس، إبتسم بسخرية على حاله معها،
وانطلق إلى مقر عمله دون المرور عند فيلا ثريا ككل يوم، أراد أن يأخذ هدنه ليرتب كيف سيعتذر من ثريا على بذائاته تلك الليلة.

في حديقة ثريا ظهرا
كانت تجلس هي ومليكة ويسرا يتناولون الإفطار
كانت تجلس معهما بوجه حزين وخاطر مكسور وعيون منتفخه دلالة على شدة البكاء وعدم النوم براحه فهي لم تتجاوز ما حدث بالأمس بعد.
تحدثت يسرا بهدوء: عليه قالتلي إن ياسين رجع ليالي البيت إمبارح بالليل.
إستغربت ثريا وتحدثت: وعليه عرفت منين؟
أجابتها يسرا موضحة: هنيه قالت لها في التليفون، ما انتي عارفه يا ماما إنهم أصحاب.

وأكملت بتساؤل: هنروح نسلم عليها ولا هنعمل إيه يا ماما؟
تنهدت ثريا بأسي قائلة بتردد: مش عارفة يا يسرا، منال في الفترة الأخيرة بتتعامل معانا على إننا أعدائها، دي جت يوم الجمعة في الفطار مانطقتش كلمة واحدة، واسترسلت بحيرة: لكن في نفس الوقت لو ما روحناش هتستغل الموقف وتقول زعلانين إن ليالي رجعت بيتها،
ثم أكملت بتعقل: بصي يا يسرا إحنا نروح علشان ليالي، نسلم ونقعد عشر دقايق مش أكتر ونستأذن.

تحدثت يسرا بموافقة: تمام يا ماما، نروح بعد مانفطر وطبعا مليكة هتيجي معانا.
أجابتها ثريا بنفي سريع: لا طبعا، أنا ما اضمنش ليالي ممكن تعاملها إزاي، وأكملت بنبرة حادة: وأنا لو أي حد إتعرض لها بأي كلمة تأذيها مش هاسكت، يبقي على ايه المشاكل يا بنتي، ماتروحش أفضل.

نظرت لها مليكة بعرفان وتحدثت شاكرة: ربنا يخليكي ليا يا ماما، أنا كمان تعبانة جدا ومش قادرة أتحرك، هقعد هنا في الشمس شوية مع أنس وبعدين هطلع أنام شوية علشان منمتش كويس بالليل وعندي صداع.
أجابتها ثريا بحنان: براحتك يا حبيبتي.

بعد حوالي ساعتان، في فيلا عز جلست ثريا ويسرا في بهو الفيلا مع سيدات المنزل بعد الترحاب بعودة ليالي
تحدثت ثريا بوجه بشوش: حمدالله على السلامة يا ليالي نورتي بيتك يا حبيبتي.
تحدثت ليالي بتفاخر وبرود: ميرسي لحضرتك يا طنط.
تحدثت يسرا بإبتسامة صافية: والله وحشتيني يا لي لي ووحشني كلامنا وقعدتنا مع بعض.
نظرت لها ليالي بضيق وتحدثت بإستفزاز: بجد يا يسرا وحشتك؟

وعلشان كده ما جتيش تزوريني عند بابا ولو مره واحدة.
أجابتها يسرا بإحراج: أنا أسفة بجد لو قصرت معاكي لكن إنتي كنتي شايفه الظروف إللي إحنا كنا فيها، إوعي تفتكري إن إللي حصل أذاكي لوحدك، بالعكس أنا وأمي ومليكة أكتر ناس إتأذينا في الموضوع ده، وأكملت بألم ظهر بعيناها: إحنا يومها بس حسينا إن فعلا رائف مات.

تنهدت جيجي بأسي وهي تنظر لتأثر ثريا السلبي بحديث يسرا وكم الألم الذي ظهر بوجهها وتحدثت: خلاص يا يسرا لو سمحتي ملوش لازمه الكلام ده علشان صحة طنط.
نظرت لها منال ولوت فاهها بسخرية وتحدثت بتهكم: أحلي حاجة بحبها فيكي هي حنيتك المفرطة دي يا جيجي،.

وأكملت بتفاخر: ملوش لازمة فعلا الكلام ده يا يسرا، وبعدين الموضوع خلاص إنتهي وخصوصا إن كلنا فاهمين ظروف الجوازة دي وسببها، وكلنا عارفين أد ايه ياسين بيعشق ليالي ويتمني رضاها.

وأكملت بشماتة: أه بالمناسبة يا ثريا، أنا زعلت جدا من ياسين علشان إللي عمله في مليكة إمبارح، ميصحش البهدلة إللي بهدلها لها دي كلها، واسترسلت بدهاء: وحتى ولو كان متضايق من جوازه منها ومش طايقها مينفعش، ده طارق بيقول لي إن وصل بيه الأمر إنه كان هيضربها!
أجابتها ثريا وهي تبتسم بإستفزاز من كلماتها اللازعة: وياتري طارق قال لك كان هيضربها ليه يا منال؟

أجابتها ليالي بكبرياء وتعالي: مش مهم السبب يا طنط، المهم الحدث.
تحدثت ثريا بحده وحزم: على العموم ربنا يهدي سرك يا بنتي، أما بقا بالنسبة ل ياسين فهو ليه حدود في بيتي والحدود دي حطاها له مليكة بنفسها، واللي حصل إمبارح ده غلطة وأنا هعرف إزاي أخليها ماتتكررش تاني.

وأكملت بعتاب: بس ما كنتش أتمني إن طارق ييجي ويقول لكم على إللي حصل في بيتي، وخصوصا إني كنت هكبر الموضوع وأوصله لسيادة اللوا وطارق بنفسه إللي إترجاني وخلاني إتراجعت.
وأكملت وهي تقف ومعها يسرا:
نستأذن إحنا ولتاني مره نورتي بيتك يا ليالي
وقف الجميع ومعهم منال التي وقفت على مضض ليودعوها بإحترام هي ويسرا
كادت أن تتحرك وجدت عز وياسين يدلفان من الباب.

تهللت أسارير عز عندما رأها وتحدث بسعادة: يا أهلا يا أهلا يا ثريا، وأنا أقول البيت منور كدة ليه، ده إيه المفاجأة الحلوة دي؟
إبتسمت له وتحدثت بود: أهلا بيك يا سيادة اللوا البيت منور بأصحابه وبيك.
أسرع الخطي إليها ووقف أمامها وبنظرات معتذره وعيونه تطلب السماح
نظرت له بعتاب فقبل رأسها وأخذها بين أحضانه بحب وأخذ يقبل جبينها ويديها بأسف دون كلام،
كل هذا ومنال وليالي داخلهما يستشيطا غضبا.

نظرت له بعيون محبه وربتت على ظهره بحنان ومسامحه إبتسم لها بصفاء كطفل سعد لإرضاء أمه الغاضبة من تصرفه الخطأ
تحدث عز بإبتسامة: ده إيه الرضا ده كله يا ست ثريا، ده ياسين شكله راضي عنك أوي.
أردفت ثريا بحب وهي تنظر إلى ياسين: ياسين ده إبني البكري ربنا يبارك فيه ويحميه من كل شر.
تحدث ياسين وهو يقبل يدها بإحترام: ويخليكي ليا يا حبيبتي.

تحدث عز مبتسما: خليكي قاعدة معانا يا ثريا وأنا هبعت اجيب مليكة والولاد ونتغدا كلنا مع بعض
أجابته ثريا بإبتسامة شكر وود: مرة تانية يا سيادة اللوا.
تحدثت منال على مضص لأجل مظهرها أمامهم: وليه مرة تانية إحنا فيها جيجي تنده لمليكة وللأولاد ونتغدي كلنا مع بعض.
إبتسمت لها ثريا وتحدثت: بالهنا والشفا على قلوبكم يا منال بس بجد مش هينفع خالص النهاردة مرة تانية ان شاء الله.

في فيلا رائف أتت نرمين بعد مغادرة والدتها ويسرا مباشرة، كانت تجلس هي ومليكة في حديقة المنزل تنتظر يسرا على أحر من الجمر
نظرت نرمين إلى مليكة وحدثتها بتساؤل وقلق: هي ماما هتتأخر؟
تحدثت مليكه بنفي: ما أظنش، هي قالت ربع ساعة وهتكون هنا، هما لسه ماشيين حالا لو قدمتي دقيقتين بس كنتي لحقتيهم
وأكملت بتعقل: طب ما تقومي تروحي لهم وبالمرة تسلمي على ليالي.

هزت رأسها بنفي ويبدو على وجهها القلق وهي تنظر بساعة يدها: أنا مصدعة ومش عاوزة أشوف ولا قادرة أتكلم مع حد.
نظرت مليكة لها بترقب وسألتها: مالك يا نرمين، إنتي عندك مشكلة ولا حاجة؟
إرتعبت نرمين وابتلعت لعابها بصعوبة وردت بنبرة حادة: مالي يعني ما أنا كويسة أهو، وبعدين مشكلة إيه دي إللي هتكون عندي هو إنتي قاعدة تتكلمي وتألفي وخلاص!

ردت مليكه بإستغراب من حدتها: خلاص خلاص حقك عليا، أنا غلطانة إني قلقت وقولت أسألك وأطمن عليكي.
تحدثت نرمين بحده وضيق: لا يا حبيبتي خليكي في حالك ولا تسأليني ولا أسألك.
نظرت لها مليكة بإستغراب وحدثت حالها، أيعقل أن تكون تلك العقرباء إبنة إمرأة لينه جميله مثل ثريا أو شقيقة يسرا ذات اللسان العذب، ورائف رحمة الله عليه ذو القلب اللين!
يا حفيظ من لسانك السليط أيتها الكئيبه ذات المزاج والوجه العكر.

دلفت ثريا من البوابة الخارجية إبتسمت بحنان حين رأت صغيرتها فمهما كانت جاحدة بعض الشيئ وقلبها قاسي إلا أنها تزال فلذة كبدها وغاليتها الصغري.
نظرت لها ثريا بإبتسامة وترحاب: وأنا أقول الجنينه نورها زايد ليه كده أتاري حبيبة ماما منوراها.
وقفت تحتضن والدتها بحنان وابتسامة مزيفة لتداري بها القلق الذي ينهش بقلبها ويتأكله منذ الصباح.
تحدثت نرمين: وحشتيني يا ماما، عاملة إيه يا حبيبتي، طمنيني عليكي وعلى صحتك.

أجابتها ثريا بعتاب محب: إنتي لو تهمك صحتي بجد كنتي تجيلي تسألي عليا وتشوفيني
أجابتها نرمين بإعتذار: غصب عني والله يا ماما، إنتي عارفة شغل محمد والبيت وعلى ومدرسته ومذاكرته، صدقيني لو كنت قريبة منك كنت جت لك كل يوم.
تحدثت ثريا بنبرة عاتبة: ما انتي كنتي ساكنة جنبنا يا بنتي مش عارفة ايه إللي طلعها في دماغك وسبتينا وروحتي تسكني في أخر الدنيا!

ألقت السلام على يسرا واتخذتها داخل أحضانها وهي توشي بأذنها: يسرا أنا واقعة في مصيبة ومحتاجة لك أوي.
أخرجتها يسرا من أحضانها ناظرة لها بهلع بينما تابعت نرمين وهي تنظر لوالدتها
وتتحدث بإبتسامة مزيفة: ماما معلش هاخد منك يسرا لمدة ساعتين بس هنروح معرض أدوات منزليه أصلي بشتري شوية حاجات نقصاني في المطبخ وإنتي عارفه بقا إن يسرا شاطرة في الحاجات دي.

أجابتها ثريا بحب: وماله يا حبيبتي ربنا يخليكم لبعض محتاجة فلوس؟
أجابتها نرمين بإستعجال: متشكره يا ماما، معايا يا حبيبتي يلا يا يسرا علشان ألحق أشتري وأروح قبل محمد ما يرجع من شغله.
ردت عليها يسرا بشرود وقلق: يلا أنا لابسه وجاهزة
ذهبتا معا بسيارة نرمين
أما مليكة كانت تجلس بموضع المشاهد الصامت لكل ما يحدث، وبعد ذهابهما جلست ثريا وأخذت الصغير أجلسته بأحضانها وهي تقبله وتحتضنه بشدة.

ناظرة إلى مليكة بتساؤل: أمال فين مروان يا مليكة؟
أجابتها مليكه بهدوء: بيتفرج على أفلام كرتون مع سارة وياسر، أخبار ليالي ايه يا ماما، كويسة؟
تنهدت ثريا بضيق وتحدثت: كويسة يا مليكة، لكن ياريت ماتحاوليش تحتكي بيها هي ومنال بعد كده، لأن طريقة تعاملهم وكلامهم بقت صعبة أوي.
أجابتها مليكة بنبرة طائعة: حاضر يا ماما.
كانت تتطلع بالمكان بملل وجدت من يقف بشرفته مصوبا نظره عليها بإهتمام.

إنه ياسين، ومن غيره عاشق عيناها وروحها، فلقد صعد لغرفته لتبديل ثيابه وأخذ حماما حتى إنتظار موعد وجبة الغداء،
إنتفضت من جلستها بغضب وهي تنظر له بحدة تحت أنظار ثريا التي صوبت نظرها لتري ما الذي أغضبها هكذا وجعلها بتلك الحالة؟
وجدت ياسين إبتسمت بحسرة حزنا على مليكة.
ثم تحدثت مليكة: أنا طالعة أرتاح في أوضتي يا ماما، تعبانة ومحتاجه أنام شوية.

أجابتها ثريا بتفهم: إطلعي يا حبيبتي والولاد معايا ماتقلقيش عليهم، كمان ساعة كدة هخلي مني تنده لك علشان الغدا.
أجابتها مليكة: تمام يا حبيبتي، بعد إذنك
وذهبت تحت أنظار ذلك النادم ذو القلب الهائم الموجوع لأجلها ولأجله.
دلفت ليالي ووقفت بجانبه تترقب ماينظر إليه، تنهدت بإرتياح حين وجدت ثريا تجلس بصحبة الصغير فقط
وجهت حديثها له بحدة بالغة: ممكن أعرف سيادتك نمت فين إمبارح؟

ضل ناظرا أمامه وتحدث ببرود: ليه هما جواسيسك إللي ماليين البيت وطلقاهم عليا في كل مكان إنتي ومنال هانم مبلغوكيش؟
قال كلمته وتركها تشتعل غضبا ونزل للأسفل.

أما نرمين التي صفت سيارتها على الرصيف، ودموعها تنهمر على خديها بعدما قصت ماحدث على شقيقتها، في حين باتت يسرا تحاول تهدئتها
وتحدثت: ممكن تبطلي عياط وتهدي وخلينا نفكر في المصيبة دي وإزاي هنحلها؟
تحدثت نرمين بدموع ممسكة بيد شقيقتها برجاء: أرجوكي يا يسرا ماتتخليش عني أنا مبقاليش حد غيرك ألجئ له.

أنا لو إديته الفلوس محمد هيعرف وهيسألني راحوا فين ووقتها هيبهدلني، بعدين دي فلوس إبني ومعنديش غيرهم وفي نفس الوقت لو ماأدتهوش الفلوس أكيد هينفذ تهديده، وأنا وقتها ممكن أموت نفسي!
نظرت لها يسرا وتحدثت بحده: بطلي الهبل إللي بتقوليه ده وإن شاء الله هنلاقي حل،.

وأكملت بحزن: إوعي تفتكري إني هساعدك وأقف جنبك علشانك يا نرمين لاء أنا بساعدك علشان المسكينه إللي لو عرفت حاجه زي دي هتقع من طولها ومش هنلحق حتى نوديها المستشفي.
نظرت لها نرمين بحزن وظلت تبكي
ثم نظرت لها بشك وفركت ذقنها بيدها وتحدثت: تفتكري مين ده إللي الفيديو موجود معاه وبيهددك بيه، وإزاي قدر يوصل له أصلا؟

أجابتها نرمين بشرود: أكيد حد من جوه مكتب رائف إحتمال تكون السكرتيره أو حد مسؤل عن الكاميرات وصيانتها، وهنا جحظت عيناها ونطقت بهلع: وممكن يكون طارق!
نظرت لها يسرا بإستهزاء وتحدثت: طارق!
لا دانتي إتجننتي رسمي، طارق لو شم خبر بالفيديو ده كان زمانا بنترحم عليكي، طارق ممكن يقتلك بدون رحمه لو عرف إنك كنتي سبب غير مباشر للي وصله رائف الله يرحمه.

وأكملت بإستفهام: قولي لي، الصوت إللي كلمك ده صوت حد سمعتيه قبل كده؟
هزت رأسها بنفي: خالص، أنا أول مره أسمع نبرة الصوت دي.
إنتفضت يسرا بحماس قائلة: خلاص يا نرمين أنا لقيت الحل.
تري ما الحل الذي وجدته يسرا؟
ومن هو الشخص الذي يهدد نرمين؟
ومن أين عثر على الفيديو؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة