قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الخامس

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الخامس

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الخامس

بعد مرور ثلاثة أسابيع على تلك النكبة التي أصابت عائلة المغربي، كانت ثريا تجلس في ردهة المنزل تجاورها إبنتيها وأطفالهم وأطفال رائف،
حيث كانت أول زيارة لنرمين بعد إنتهاء العزاء، فهي حقا تشعر بالذنب والخذلان من حالها ولذلك فضلت الإبتعاد، لكنها أتت لزيارة والدتها المريضة الحزينة على فراق فلذة كبدها وأيضا لرؤية صغار أخاها اللذان أصبحا يتيمان وبفضلها.

دلف ياسين وطارق معا من باب الفيلا بعد الإستئذان، وجدا نرمين تحتضن مروان ويبدو على وجهها التأثر والألم، أمال عليها ياسين وقبل مقدمة رأسها بحنو قائلا: إزيك يا نرمين، عامله أيه ياحبيبتي؟
أجابته نرمين بتأثر وحزن نابع من داخلها: الحمدلله يا أبيه أنا كويسة.
نظر لها طارق وسألها بفضول: إلا قولي لي يا نرمين إنتي كنتي عند رائف في المكتب يوم الحادثة بتعملي إيه؟

إلتفتت إليه برعب ظهر بعيناها ثم أجابته بتلعثم: ولا حاجة، كنت رايحة أطمن عليه، كان واحشني وروحت أزوره عادي يعني.
نظرت إليها يسرا بإستغراب وتحدثت بتساءل: مقلتليش يعني إنك روحتي لرائف مكتبه يوم الحادثة؟
ردت عليها نرمين بتلعثم وهي تحجب عيناها عن عيون شقيقتها: مجتش مناسبة يا يسرا، وبعدين هو أحنا كنا في إيه ولا في إيه؟

تسائلت ثريا بتأثر وألم وشغف لمعرفة تفاصيل حالة إبنها قبل ساعات الرحيل: يعني إنتي شوفتي أخوكي قبل الحادثة يا بنتي؟ طب قال لك إيه؟
وإتكلمتوا في إيه؟ كان خايف ولا مطمن؟ طب ماقلكيش على أي حاجة مضيقاه؟
كانت نرمين تبكي بحرقة على رؤية والدتها وهي تتسائل بلهفة وعيناي متألمة، حينها تذكرت كيف كانت حالة رائف وغضبه من حديثها الذي نزل كالرصاص الملقاه بدون رحمة على قلبه البرئ.

أجابتها نرمين ببكاء مرير والذنب يتأكل قلبها: مقلش حاجه يا ماما كان عادي جدا، وأكملت بكذب: بالعكس كان مبسوط ومرتاح جدا بسبب زيارتي ليه.
تحدث طارق موجه حديثه لها بشك: غريبه! مع إن سحر سكرتيرة رائف الله يرحمه قالت لي إنها سمعت صوتكم عالي قبل متخرجي من عنده، وبعد ماخرجتي قالت لي إن رائف خرج بسرعه وهو متضايق ومتنرفز وقال لها تلغي الميعاد إللي كان عنده.

نظرت يسرا إلى شقيقتها بريبه من حالتها التي تحولت وبد على وجهها الهلع والقلق!
نظرت له ثريا بحزن وتحدثت بدموع وألم: كان متضايق إزاي يعني يا طارق؟
نظر ياسين إلى طارق وتحدث بحزم وهو يري إنهيار زوجة عمه ونرمين ويسرا وبكائهم الهيستيري لذكر تفاصيل ذاك اليوم الأليم.
تحدث ياسين إلى طارق بحده وحزم: خلاص يا طارق لزمته أيه الكلام في الموضوع ده الوقت؟
ثم تحدث بجديه مغيرا الموضوع: هي مليكه فين ياماما؟

تحدثت ثريا وهي تجفف دموع عيناها: مليكه حابسه نفسها في أوضتها يا ياسين من يوم إللي حصل وهي منزلتش تحت أبدا، حتي شريف أخوها جه إمبارح وطلع لها وفضل يتحايل عليها تنزل تخرج معاه شويه تشم هوا أو حتى تنزل تقعد معاه شويه في الجنينه، لكن للأسف حتى شريف إللي بتحبه وعمرها ما رفضت له طلب فشل في إنه يخرجها من حالتها دي، ربنا يصبرها ويصبرني على فراق الغالي يا أبني.

شعر بألم يجتاح قلبه لأجلها وتحدث بتعقل: بس كده مش هينفع يا ماما، مليكه لازم تنزل وتحاول تكمل حياتها على الأقل علشان ولادها يقدروا يتجاوزا الحاله إللي وصلولها من يوم ما سمعوا الصراخ في اليوم أياه،
وأكمل بضيق: كمان أنس إللي وخداه في حضنها ليل ونهار مبتسبهوش لحد ما جابت له إكتئاب، ده الولد يا حبيبي طول الوقت ساكت ولا بقا بيضحك زي الأول ولابياكل ولا عاوز حتى يلعب.

تحدثت ثريا بحزن: الولد يا حبيبي زي إللي قلبه حاسس، مع إن كل ما يسأل عليه بنقول له إنه سافر وهيرجع قريب.

في المساء،
خرج لشرفة غرفته يشتم هواء البحر ويدخله إلى رأتيه لينعش روحه بعد عناء يوم متعب في العمل، طار قلبه وسعد حين رأها جالسه في شرفتها تنظر أمامها بشرود، حاضنه صغيرها الغافي بسلام بين أحضانها.
إبتسم تلقائيا من رؤية عيناه لها برغم إبتعادها عنه بضع مترات وبرغم الظلمه التي حجبت عنه وضوح ملامحها، إلا أن قلبه كان يكفيه رؤية حتى ظلها.

تحمحم بصوت عالي علها تستمع وتلتفت له ليري عيناها، ولكن لا حياة لمن تنادي.
هي سارحه في ملكوتها الخاص، تتذكر حبيبها الذي رحل عنها وتركها غارقه بأحزانها ولم يتبقي منه سوي ذكرياته التي أصبحت لا تفارقها لا ليلا ولا نهارا.
كانت شارده تنظر للبحر الذي بالكاد تستمع إلى صوته لبعد المسافه بينهما إلى حد ما، فزعت بهلع وهي تنظر إلى اليد التي تتلمس كتفها!
تنهدت براحه حين وجدتها يسرا التي إستغربت من هلعها هذا.

وتحدثت بتهدئه: بسم الله إهدي يا حبيبتي دي أنا.
تنهدت وهي تغلق عيناها متحدثه: خضتيني يا يسرا.
أجابتها يسرا بأسف: معلش يا مليكه أكيد مكنتش أقصد، أنا بخبط عليكي من بدري ولما مردتيش قلت أكيد في الحمام ولا في البلكونة، وحتى لما دخلت ندهت عليكي، لكن يظهر إنك كنت سرحانه لدرجة إنك مسمعتيش حتى صوتي.
تنهدت وأجابتها بضعف: ولا يهمك يا يسرا، أقعدي واقفه ليه؟

أجابتها يسرا: مش وقته يا روحي الوقت متأخر وإنتي أكيد تعبانه ومحتاجه ترتاحي، أنا بس كنت جايه أستأذنك لو ينفع تديني أنس يبات مع ماما علشان نفسيتها وحشه جدا إنهاردة؟
وأكملت بأسي: يمكن وجوده معاها يهون عليها حزنها شويه.
نظرت مليكه لصغيرها الغافي فوق ذراعيها وقبلت وجنته ودفنت أنفها بعنقه وأخذت نفس عميق لتدخل رائحته الذكيه وتحتفظ بها داخل رئتيها لأطول وقت.

ثم نظرت إلى يسرا وتحدثت بخفوت: سمي الله وخديه يا يسرا.
أجابتها يسرا ببسمه خفيفه: متشكره أوي يا مليكه، تحبي أخلي مني تجيب لك مروان يبات معاكي؟
هزت رأسها بنفي وتحدثت بهدوء: ملوش لزوم، خليه مرتاح في أوضته أحسن وكفايه عليه تشتت لحد كده، من يوم إللي حصل وهو يا حبيبي متبهدل معانا شويه معايا هنا وشويه عند ماما تحت وكده ممكن الولد يتأثر نفسيا.

إلتقطت يسرا الصغير وحملته فوق صدرها وتحركت خلفها مليكه للداخل تحت أنظار ذاك المسلط بصره عليها، تنهد بيأس وعاود النظر من جديد للبحر وأستنشاق هوائه النقي.

بعد مرور خمسة أشهر على وفاة رائف،
كان جالسا خلف مكتبه ساندا ظهره بأريحيه راسما على ثغره إبتسامه جذابه ممسكا بقلمه يدق به على مكتبه بتسلي، وهو يتذكرها يوم حادث رائف،
نعم كان يوما حزينا ومريرا بالنسبة له، ولكن بقي له ذكري تسعده من ذاك اليوم،
فهو ولأول مره يراها بثيابها المتحرره من القيود، وشعرها المنسدل كشلالات على ظهرها مما زاد سحرها ودلالها، وثنايات جسدها المثير الذي طالما تخيله من قبل.

فكم من المرات قد سرح بخياله يتخيل شعرها ويتسائل، كيف هو لونه؟
وكم هو طوله؟
وكيف ملمسه؟
كان يسرح دون وعي منه وكأنه مسلوب الإرادة، ولا يدري لما كان يفعل هذا؟
ولكن سرعان ماكان ينفض تلك الأفكار المتداخله على رأسه بعيدا، ويلم حاله بغضب، فهي زوجة أخاه الغالي رائف، فكيف يسمح لخياله بتلك الشطحات؟

لكنها الان لم تعد زوجة رائف، ولم يوجد ما يمنع التفكير بها من وجهة نظره، ولم يعد أيضا التفكير بها خيانه كما كان يؤنبه ضميره بتلك الكلمات.
إبتسم وتنهد براحه، ثم إستمع لطرقات على الباب، اعتدل بجلسته وسمح للطارق بالدخول، دلف الطارق وكان أحد رجاله في جهاز المخابرات يدعي الرائد محمد، ألقي عليه السلام وجلس أمامه.

تحدث الرائد محمد بإحترام: سيادة اللوا أحمد العسال طلب مني أجي علشان أساعد حضرتك في قضية العيال بتوع شقة المعموره يا أفندم.
رد ياسين بجديه وحزم: عارف ياسيادة الرائد، سيادة اللوا كلمني وبلغني، المهم يا محمد بيه العيال دي مش لازم تحس إنها متراقبه ولا يشعروا بأي حاجه غريبه حواليهم،.

وأكمل بحرص شديد: يعني من الأخر كده عايزك تختار إللي هيراقبوهم من أكفئ رجالتنا وأمهرهم، العيال دول أذكيه جدا ودماغهم شغاله مبتهداش.
تحدث محمد بطاعه: أمر سعادتك يا باشا.
وأكمل ياسين بتوجيه: تاني حاجه لازم خطوط تليفونات المنطقه كلها تبقي تحت إدينا ومتراقبه 24 ساعه بمنتهي الدقه علشان نعرف لو فيه حد تاني متعاون معاهم، وكل ده طبعا هيكون في سريه تامه، لحد مانعرف مين إللي بيمولهم ولصالح أي دوله بيشتغلوا؟

وأكمل بتحذير: بس خلي بالك يا باشا العيال دي في منتهي الذكاء وواخدين إحتيطاتهم وتدابيرهم كويس جدا، ده لولا بس ربنا بيحبنا والصدفه هي إللي وقعتهم في أدينا مكناش كشفناهم بسهولة.
تحدث الرائد محمد بإحترام وطاعة: تمام يا باشا تحت أمر معاليك، أنا هشوف هكر كويس من إللي شغالين معانا في الجهاز يخترق لنا كل مايخصهم في مجال الاتصالات، سواء خطوط تليفوناتهم أو الواتس، أو أي وسائل إتصالات تانيه.

هز ياسين رأسه بإيماء وتحدث: تمام، وكمان عاوزك توسع لي المجموعه إللي هتشتغل في مراقبتهم علشان ما نضغطش عليهم في الشغل ويعرفوا يركزوا كويس، وإبقي بلغني بكل الخطوات أول بأول.
وقف الرائد محمد وتحدث بإحترام: علم وينفذ يا باشا، أي أوامر تانيه سيادتك؟
أجابه ياسين بجديه: شكرا يا سيادة الرائد، تقدر تتفضل على مكتبك.
أنهي ياسين إجتماعه مع الرائد محمد وبعد مده عاد لمنزله بعد أنتهاء دوام عمله.

كانت جالسه بحديقة المنزل، تنظر أمامها بتيهه وشرود! فقد أصبح هذا حالها منذ وفاة رائف قبل خمسة أشهر.
أخرجها رنين هاتفها من شرودها، أمسكت هاتفها تنظر به بإهمال وجدته رقم إدارة مدرسة طفلها مروان، أجابت على الفور، أبلغتها المتصله أن إدارة المدرسه تبلغها بأن عليها التوجه غدا إلى المدرسه للتحدث مع المتخصصه بخصوص أمر يهم مروان،.

أبلغت المتصله بالحضور غدا وأغلقت الهاتف وزفرت بضيق، وتذكرت أن رائف لم يكن يسمح لها بالذهاب لمدرسة مروان وكان يقوم هو بتلك المهام لكي لايرهقها، فقد كان يعاملها رائف وكأنها ملكه متوجه.

في نفس التوقيت صف ياسين سيارته بجانب سور فيلا رائف بدلا من أن يدلف بها لداخل جراج العائله، فقد أراد أن يدلف للداخل عله يراها ويطفئ لهيب قلبه المشتعل لعدم رؤيته لها منذ اليومين الماضيين لإنشغاله في جهاز المخابرات بقضيه مهمه، حيث كان يصل بوقت متأخر من الليل.
ألقي السلام على رجل الأمن المكلف بحماية المنزل، ودلف للداخل، إنتفض قلبه فرح حين رأها وهي تجلس أمامه بوجهها البريئ.

كم كانت جميله وجذابه رغم حزنها الواضح الذي أصبح ملازما لملامحها، كان ينظر لها وسط شرودها كي يشبع نظره بتلك الملامح التي بات يعشقها
كان يود أن يذهب إليها ويمسك بيدها ويحاوط وجنتيها بعنايه، ينظر داخل عيناها ويتوه داخل سحرهما، ثم يخبئها داخل أحضانه الدافئه كي يرضي حنينه وقلبه المشتاقان لها بجنون
وأخيرا حمحم كي تشعر بوجوده وتنظر بعيناها ليري مقلتيها ويذوب بداخلهما.

نظرت له بفتور وبدت منها نصف إبتسامه حزينه
وتحدثت بهدوء: أهلا يا أبيه، إتفضل.
إبتسم لها بحنان وجلس مقابلا لها وتحدث بعيون لامعه بنظرات العشق: إزيك يا مليكه، عامله أيه؟
أجابته بتنهيدة محملة بالألم: الحمدلله يا أبيه.
نظر لها بأسي على حالتها تلك وتحدث بنبرة ملامه: وبعدين معاكي يا مليكه، لازم تخرجي من الحاله إللي إنتي حابسه نفسك فيها دي، لو مش علشانك يبقي على الأقل علشان خاطر أنس ومروان،.

ثم أخرج تنهيدة ألم وحزن قائلا بصدق: كفايه عليهم خسارة أبوهم وحرمانهم منه، مش هتحرميهم منك إنتي كمان وإنتي لسه على وش الدنيا.
تنهدت وتحدثت بألم: غصب عني صدقني، مش قادره أتقبل ولا أتخيل إن خلاص رائف مبقاش موجود في حياتي! أنا كل يوم بقوم من النوم زي المجنونه أدور عليه جنبي، ولما ملقهوش أجري أفتح باب الحمام على أمل إني ألاقيه ويطلع كل إللي عيشته الفتره إللي فاتت دي مش أكتر من كابوس وإنتهي.

وأكملت بعيون متمنيه، وأرجع أعيش حياتي تاني معاه وأترمي في حضنه أنا وولاده، ومن جديد نحس بالأمان إللي راح وسابني من يوم فراقه.
كان يستمع لها وقلبه ينزف دما، تاره عليها وعلى ألمها الواضح، وتاره على رائف فقيدهم الغالي، وتارة أخري على قلبه المحطم وهو يستمع لحبيبته وهي تتألم من فقدان رجل أخر!
نعم يعلم أنه رائف، ويعلم أنه حبيبها الأول وربما يكون الأبدي،.

ولكن، ماذا عساه فاعلا لذاك القلب العاشق الذي فك وثاقه وأنطلق بأريحيه منذ وفاة رائف؟
وكأن قلبه إستشعر أن من كان وجوده يحجمه ويكبح جماحه قد فارق الحياه ورحل،
ليعطي فرصة أخري لقلب كبح جماحه وضغط عليه كي يهدأ ولا ينبض بحبها مجددا،
ولكنه الان نهض ونبض بعشقها من جديد وبحراره، ولن يمنعه عن عشقها إلا توقفه وعدم نبضه للحياه بأكملها.

تحدث ياسين بجديه وعقلانيه: بصي يا مليكه إنتي واحده بتصلي وعندك إيمان بربنا سبحانه وتعالي، إللي بتعمليه ده إسمه إعتراض على أمر ربنا ونكران للواقع! حاولي تتخطي إللي حصل وتحتوي أولادك وتعيشي حياتك من تاني، لازم تستمري في حياتك، الحياه مبتوقفش على حد.
وأكمل بأسي: عارف إنك كنت بتحبي رائف جدا، وعارف كمان إنه صعب يتنسي، لكن مش لدرجة إنك تدفني حياتك وشبابك معاه.

نظرت له مليكه بإستغراب لكلامه! فاخر شخص كانت تتوقع منه سماع تلك الكلمات هو ياسين، فهي تعلم كم كانا قريبين من بعضهما وكم كان ياسين يحترمه ويحبه كثيرا كأخ له بل وأكثر،
حتي بعد رحيل رائف كان ياسين أكثر من تأثر برحيله ودخل بنوبة إكتئاب لفتره معينه، ثم عاود مرة أخري لطبيعته، ولكنها فسرت كلماته كخوف عليها ودعم منه كأخ، لتخطيها أزمة فقدان حبيبها الغالي لا أكثر.

في تلك اللحظه أتت إليهم ثريا وهي تحمل صغير رائف على قلبها وتتمسك بيد مروان، فهي ومنذ وفاة عزيزها أصبحت لا تفارق الصغيرين ولو للحظه.
نهض سريعا ومد يده بإحترام والتقط الصغير من فوق ذراع زوجة عمه، منه ليريحها، ومنه لتقبيل الصغير فهو حقا يشتاقه بشده لعدم رؤيته ليومان متتاليان، بادله الصغير قبلاته بمحبه.

نظرت له ثريا وتحدثت بإبتسامة ترحاب على ثغرها: إزيك يا ياسين، ليا يومين مشوفتكش حاسه إنهم شهر مش مجرد يومين.
أجابها ياسين بإبتسامه: والله وأنا كمان يا ماما حاسس إني بقالي كتير مشفتش حضرتك، وبجد وحشتوني أوي كلكم.
وهنا وجه نظره بإتجاه مليكه.
أجابته ثريا: وإنت كمان يا أبني وحشتني.
تحدث ياسين وهو ينظر إلى مروان بحب: مروان باشا، عامل أيه في مدرستك؟ أنا عاوزك تتشطر وتطلع السنة دي الأول على المدرسه كلها.

أجابه مروان ببرائه وأحترام: حاضر يا أنكل.
تحدثت مليكه بوجه حزين موجهة حديثها إلى ثريا: إدارة المدرسه بتاعة مروان إتصلوا بيا من شويه و طلبوا مني أروح لهم بكره، المختصه قالت لي إن المديره عاوزاني في أمر يخص مروان ومهم جدا الحضور،
تنهدت مليكه بأسي وأكملت: الله يرحمك يا رائف، كنت شايل عني كتير.
تحدثت ثريا بتأثر على ذكر إسم فقيدها: الله يرحمك ياغالي، مقلتش عايزاكي بخصوص أيه يا حبيبتي؟

أجابتها مليكه بنفي: لا يا ماما مقلتش حضرتك.
تحدث ياسين بعمليه ليطمئنهما: متقلقيش أوي كده يا ماما، أكيد هيعملوا توسعات في المدرسه وعايزين يلموا تبرعات، ماأنتي عارفه المدارس دي مبتشبعش.
ثم وجه بصره إلى مليكه وتحدث: خليكي إنت يا مليكه، أنا هروح بكره وأتكلم مع المديره وأشوفها عاوزه أيه.
تحدثت مليكه بهدوء: لا يا أبيه متشكره جدا مش عاوزه أتعب حضرتك، وبعدين أنا لازم أروح بنفسي علشان أطمن على إبني.

تحدثت ثريا: خلاص يا بنتي روحي مع ياسين ماهو مش هينفع كمان تروحي لوحدك.
تهللت أساريره لسماع كلمات عمته وأنه سيحظي بمجالستها بسيارته جنبا إلى جنب.
هزت رأسها بموافقه وتحدثت ثريا ناظره إليه: شكلك لسه متغديتش زينا يا ياسين؟
هز رأسه بنفي قائلا: أنا لسه راجع من شغلي حالا يا ماما وقولت أجي أشوفكم الأول لتكونوا محتاجين حاجه.

أردفت ثريا قائلة بنبرة حنون: مااتحرمش منك يا حبيبي، بص بقا أنا عامله نجرسكو، وكشك ألمظ، وبط محشي ولحمه بصوص الدمجلاس هتاكل صوابعك وراهم،
وأكملت وهي تتنهد بثقل: مروان وساره بنت يسرا طالبينهم مني بقالهم إسبوع، وأخيرا النهاردة اتشجعت ودخلت المطبخ إللي ليا شهور مدخلتهوش وعملت لهم إللي طلبوه، هتتغدي معانا أكيد.

نظر لها بسعاده وتحدث مداعب إياها: طب هو ينفع بعد الأصناف إللي حضرتك قولتي عليها دي أسيبها كده بالساهل وأروح أتغدي شوربة خضار ولحمه مسلوقه عند منال هانم!
وضحك وأردف قائلا: أمي محسساني هي وليالي إنهم داخلين مسابقة ملكات الجمال والرشاقه، ومش ملاحظين إننا خلاص جبنا أخرنا من أكل العيانين بتاع كل يوم ده.
أردفت ثريا بحب: تعالي يا حبيبي كل يوم إتغدي معانا وأهو حتى تفتح نفسنا على الأكل إحنا والولاد.

أتت يسرا إليهم ونظرت إلى ياسين بإبتسامه أخويه: إزيك يا ياسين؟
أجابها ياسين بإبتسامه مقابله: إزيك إنتي يايسرا، عامله ايه وساره وياسر أخبارهم أيه؟
أجابته يسرا بوجه بشوش: الحمدلله كلنا بخير.
ثم نظرت إلى ثريا: السفره جاهزه يا ماما، يلا بينا.
نهضوا جميعا متوجهين إلى الداخل وألتفوا حول مائده الطعام ليتناولوا غدائهم وسط سعادة ياسين لجلوسه أمام مليكته وهو يراها أمامه بوجهها البرئ وملامحها التي بات يعشقها.

رفع ياسين صحنه مشيرا إلى مليكه بإبتسامه سعيده متحدثا: ممكن يا مليكه تحطي لي قطعة لحمه وتكتري الصوص؟
إنتبهت له وأجابته بإبتسامة مجامله: أكيد طبعا يا أبيه.
وضعت له ثم نظرت له بإهتمام وأردفت بتساؤل: تحب أحط لحضرتك بط؟
إبتسم لها بعيون عاشقه وأردف قائلا بمداعبه: والله أنا سايب لك نفسي إعملي فيا إللي إنتي عاوزاه.
هزت رأسها بجديه وبدأت بغرف الطعام له تحت سعادته ونظرات لعيون محبه وقلب أدماه الغرام.

في صباح اليوم التالي
فاق ياسين مبكرا بنشاط وحيويه، أخذ حماما دافئا ليجدد به نشاطه وينعش روحه،
إرتدي أجمل ثيابه و وضع عطره المفضل لديه، وارتدي نظارته الشمسيه مما زاد من وسامته وأصبح أيقونة رجوله وجاذبية متحركه على الأرض.
كل هذا يحدث في غرفة تغيير الملابس الموصوله بغرفة نومه وتلك الغافيه بجواره ولا تشعر به ولا بما وصل إليه زوجها من عشق لإمرأة أخري.

فقد تحول ياسين ذاك الصخرة القويه مثلما يلقبوه في جهاز المخابرات وذلك لشدة صلابته وقوته وحزمه، لعاشق ولهان
ألقي نظره أخيره على حاله وحرك أصابع يده بين خصلات شعره الجذاب وأبتسم برضي وتحرك برجوله وكبرياء منطلق للخارج.

نزل الدرج وجد طارق بوجهه، نظر إليه طارق بإعجاب وتحدث بإنبهار: إش إش إش، ده أيه الجمال والأناقة والشياكه دي كلها ياسيادة العقيد، أيه يا ابني ده كله هو أنت مش ناوي تكبر أبدا ط، ده إللي يشوفنا جنب بعض يفتكر إني أكبر منك ب 15 سنه على الأقل.

إبتسم ياسين وقد بد على وجهه علامات السرور من مغازلة أخيه الراقيه له وتغزله بشياكته وعمره الذي لا يظهر على الإطلاق، فما إن رأه أحدا أيا كان إلا وأستغرب بشده لعلمه أنه برتبة عقيد!
تحدث ياسين بإبتسامه واسعه تظهر صف أسنانه ناصعة البياض: وإنت أمتي بقا هتبطل بكش يا طروق باشا؟
أطلق طارق ضحكه سعيده متحدثا: والله يا أبني ما بكش، إنت معندكش مرايه في أوضتك ولا أيه؟

ثم أكمل بتساؤل: إنت لابس ملكي ليه إنهارده ورايح فين بدري كده؟
أجابه ياسين بجديه: رايح مع مليكه مدرسة مروان، إتصلوا بيها إمبارح علشان عاوزينها في أمر مهم بخصوص الولد، أنا كنت هروح لوحدي لكن هي أصرت تروح بنفسها علشان تطمن على مروان.
هنا أطلق طارق صافره وتحدث وهو يغمز بعيناه لأخاه: قولت لي بقااااااا، وأنا إللي كنت مستغرب أيه الشياكه دي كلها! أتاريك ياباشا رايح مع مليكه المدرسه.

إرتعب ياسين من فكرة أن يكون أخاه على علم بمشاعره تجاه مليكه فهو ليس مستعد حاليا لمواجهة هذا الأمر وخصوصا أن رائف لم يمر على وفاته سوي عدة أشهر لاتذكر.
تحدث ياسين بإبهام ونظره ثاقبه حذره قائلا: تقصد أيه بكلامك ده؟
تحدث طارق بحذر بعدما رأي تلك النظره وفهم منها أن ياسين قد غضب: مقصدش حاجه يا ياسين، مالك قلبت مره واحده كده ليه؟

تحدث إليه ياسين بحزم: طارق من فضلك، إنت عارف إني مبحبش الكلام بالطريقه دي، مش هترد عليا السؤال بسؤال، فمن فضلك قول لي تقصد أيه بكلامك ده؟
أجابه طارق بوجه مبهم: مالك كبرت الموضوع كده ليه يا ياسين؟
وأكمل مبررا حديثه السابق: أنا كل إللي أقصده إنك رايح مع مليكه مدرسة مروان، والمدرسه دي بريطاني وكل الميس بتاعتها موزز وصغيرين وجمال جدا، متنقيين على الفرازه زي مابيقول الكتاب، بس أدي كل الحكايه.

هنا تنهد ياسين بإرتياح بعد تبرير طارق له لتلك الكلمات وتحدث: طب يلا لو خارج علشان منتأخرش.
خرجا معا ووصلا لفيلا رائف كعادتهم صباحا، فحتي بعد وفاة رائف مازالت ثريا تحضر سفرة الإفطار في حديقتها وتستقبل عز وياسين وطارق يوميا.
ما زاد عليهم هو وليد عبدالرحمن، إبن عمهم الذي قرر وبدون مقدمات بعد وفاة رائف أن يذهب يوميا إلى ثريا يتناول معها وجبة الإفطار بحجة تعويضها عن وجود رائف.

دلفا سويا وجدا عز يجلس وبجانبه وليد وثريا التي تسكب لهما الشاي، إحتقن وجه ياسين بغضب لرؤيته لجلوس ذلك الوليد بأريحيه وكأنه يجلس بحديقة منزله
تحدث ياسين بوجه مبهم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رددو السلام ثلاثتهم.
وجه عز نظره إلى ياسين وتحدث: إنت لابس ملكي ليه إنهارده يا سيادة العقيد، مش رايح الجهاز إنهارده ولا أيه؟

رد ياسين على والده بإحترام: لا يا باشا مش رايح الجهاز، رايح مع مليكه مدرسة مروان، إدارة المدرسه إتصلوا بمليكه وعاوزنها في أمر مهم بخصوص مروان.
تحدث وليد بلهفه: متعطلش نفسك إنت يا سيادة العقيد، روح شغلك وأنا هاخد مليكه وأوديها المدرسه ونشوف أيه الموضوع.
نظر له ياسين بحده وتحدث بتهكم: لا متشغلش بالك إنت يا وليد، أنا عامل حسابي من إمبارح ومجهز نفسي للمشوار ومبلغهم في المكتب إني مش جاي إنهارده،.

وأكمل بنبرة ذات مغزي: يعني إرتاح وإهدي كده يا وليد وقوم روح شغلك علشان متتأخرش.
نظر له وليد بضيق ثم أكمل تناول طعامه.
تحدث عز ناظرا إلى وليد: هو إنت يا أبني مش ناوي ترجع مراتك؟
أجابه وليد وهو يبتلع طعامه بلامبالاه: لا يا عمي مش ناوي، وشكلي كده هطلق قريب!

نظرت ثريا إلى وليد وتحدثت بتأثر: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، ايه يا أبني الكلام اللي بتقوله ده، إستهدي بالله كده ورجع مراتك علشان خاطر بنتك إللي ملهاش ذنب دي.
أجابها وليد بلا مبالاه: بنتي هجيبها أربيها معايا يا عمتي، مش هغلب يعني، أنا وهالة خلاص مبقاش ينفع نكمل مع بعض، وصلنا لأخر الطريق.

نظر له ياسين بعيون مستغربه متسائلا: - وياتري بقا أيه السبب في إنك فجأه كده وبدون مقدمات حسيت إنك خلاص مبقاش ينفع تكمل مع مراتك؟
وليد وهو ينظر إلى ياسين بتهكم وتحدي: تخيل بقا يا ياسين فجأه كده حسيت إني عمري ما حبيتها وإن قلبي مش معاها خالص.
وهنا جحظت عين وليد ناظرا لمدخل الفيلا بنظرات إعجاب وانجذاب.

حول ياسين بصره بإتجاه ماينظر إليه وليد وجد مليكه تخرج من الباب وهاله من الجمال والسحر تحوم حولها، و برغم إرتدائها الأسود الحزين، وبرغم حزنها وأنكسارها الظاهر على ملامحها منذ رحيل رفيقها الغالي، إلا أنها وحقا،
الأسود يليق بك أيتها الجميله
إستشاط غضبا من نظرات ذلك الحقير لجوهرته الثمينه، وتمني لو أن له الحق ليبرحه ضربا ويلكمه على تلك النظرات الوقحه.

هلت عليهم بنصف إبتسامه حزينه وأردفت قائلة بنبرة هادئة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ردو جميعا عليها السلام.
نظر لها عز بحب أبوي: إزيك يا مليكه، عامله أيه يا حبيبتي؟
أجابته مليكه بحب: الحمدلله يا عمو أنا بخير.
وقف ياسين سريعا كي يختفي بها من أمام أعين ذلك الوقح.
تحدث وليد بثقه ناظرا إلى مليكه: مقولتليش ليه يا مليكه إنك رايحه مدرسة مروان كنت جيت أنا معاكي ومعطلناش سيادة العقيد عن شغله؟

نظرت له مليكه بإستغراب لحديثه، فالعلاقه بينهما لا تسمح له بطرح ذلك السؤال أو أن تطلب منه هي خدمه.
كادت أن تتحدث لكن ياسين سبقها وأجابه
نظر له ياسين وأجاب بحده وثبات: إنت ليه بتحب تهلك كلام كتير يا وليد، ثم امتي مليكه طلبت منك أي حاجه علشان تطلب دالوقت؟
ثم نظر إلى مليكه الغير مباليه بحديثهما ولا غضبهما هذا، فحقا اخر همها هو صراع ذاك الثنائي، وكل مايهمها الان هو أن تطمئن على صغيرها وفقط.

نظر لها ياسين وتحدث بنبرة حاده: يلا بينا يا مليكه.
أمائت له بموافقه وخرجا.
أخذها وانطلق سريعا بسيارته وقاد السياره بغضب وبسرعه زائده إلى حد ما
نظرت له مليكه بخوف وتحدثت بإرتعاب: أبيه من فضلك هدي السرعه شويه!
نظر لها وجدها ترتعب والزعر والهلع يظهران بعيونها، هدئ السرعه أولا.
ثم نظر إليها وتحدث بأسي: إهدي يا مليكه، أنا أسف مخدتش بالي، معلش حقك عليا.

وضعت يدها على صدرها، إبتلعت لعابها برعب وتنهدت براحه ثم تحدثت: حصل خير يا أبيه، لكن من فضلك خد بالك دايما من سرعة العربيه، طب أنا موجوده معاك النهاردة ونبهتك، لكن لو لوحدك ولاقدر الله سرحت تاني وسوقت بالسرعه دي أيه إللي ممكن يحصل، أرجوك يا أبيه خلي بالك على نفسك.
كان يستمع لكلماتها وخوفها عليه وقلبه يتراقص فرحا
نظر لها وعلى ثغريه إبتسامه واسعه قائلا: حاضر يا مليكه، هخلي بالي على نفسي علشان خاطرك.

هزت له رأسها بإيماء ثم نظرت أمامها غير مباليه من كلماته التي نطقها بعشق وعيونه التي كانت تتراقص بها السعاده، فهي غير مباليه بكل هذه المشاعر التي تجتاح قلب الجالس بجوارها.
فقد أصبحت بعالم اخر ولا عادت تشعر بأحاسيس البشر، وأخر همها هو ذاك الياسين ومشاعره!
رن هاتفها فأخرجته من حقيبتها لتري من المتصل وما إن نظرت لشاشته حتى إنفرج فمها مبتسما
ردت بإبتسامه: أيوه يا حبيبي، أخبارك أيه؟

نظر لها بإستغراب وضيق وحدث حاله، أجننتي يا فتاه؟
لمن تقولين حبيبي أيتها البلهاء؟ يبدو أنكي تستعجلين على فقدان حياتك على يدي!
نظر لها ونطق بغضب وبحده شعرت هي بها: بتكلمي مين؟
نظرت له بإستغراب من حدة صوته وأجابته: ده شريف أخويا.
هز لها رأسه بإيماء ولكنه مازال غاضبا!
مليكه وهي تحادث شريف: مش هقدر يا شريف صدقني، ياحبيبي إنت كمان وحشتني جدا، ووحشتني قعدتنا وكل حاجه، لكن صدقني مش هقدر،.

وبعد مده تحدثت: خلاص يا حبيبي، هجيلك بكره عند ماما ونقضي اليوم كله مع بعض.
أغلقت معه الهاتف ولا تدري بإشتعال القابع بجوارها وجنونه من نطقها كلمة حبيبي لأخاها.
فياسين رجل غيور جدا وأناني بحبه، فهو عندما يعشق إمرأه، يريدها إمرأة الرجل الواحد، وليس بمنطق الخيانه، لا هو يريدها إمرأة الرجل الواحد بكل ما تحمله الكلمه من معني، بما يعني أن لا تلاطف أباها أو أخاها أو حتى طفلها، هذه هي شخصيته الغريبه!

تمللت مليكه بجانبه ونطق هو يحادثها بتساؤل: هو شريف كان عاوز منك أيه؟
نظرت له بإستغراب وحدثت حالها: ماذا أصاب هذا الرجل اليوم، هل أصابه الجنون؟
حقا غريبا أمرك اليوم أيها الياسين! تاره تسأل بحده من يحادثني؟! وتاره أخري تسأل ماذا يريد مني أخي؟!
ماشأنك أنت بي وبأخي أيها المتداخل؟ ولما تحشر أنفك بما لا يعنيك؟!

تحدثت بلامبالاه وهي تحاول تخبأت غضبها من تداخله: عادي يعني، كان عاوز يعزمني على العشا بره النهاردة وأنا قولت له مش قادره.
تسائل بتداخل: هو إنتي رايحه بكره عند بباكي؟
أجابته بنعم.

ياسين: طب أنا إللي هوصلك، ثم تحمحم مبررا موقفه: بصراحه أخاف عليكي من السواقه وخصوصا إن الولاد هيكونوا معاكي، وبعدين إنتي عارفه إن عمتي بقي عندها فوبيا من السواقه والعربيات من يوم الحادثه بتاعت رائف الله يرحمه، وأكيد هتخاف على الأولاد.
أقنعها رده، حتى هي شخصيا أصبح لديها رعب من فكرة القياده، فوافقت بترحاب.
وأخيرا وصلا، صف سيارته بجراج المدرسه ونزلا من السياره سويا متجهين إلى مكتب المديره.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة