قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الحادي والأربعون والأخير

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الحادي والأربعون والأخير

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الحادي والأربعون والأخير

بعد مرور شهر من واقعة الفيديو
صباح جديد مشرق داخل حديقة فيلا رائف، تجلس ثريا وتجاورها منال التي أبدلت من عاداتها اليومية وأعادت تأهيل نظام حياتها الكلي وبدأت بالتقرب من عز وأيضا الإهتمام بأدق تفاصيل أبنائها ومنزلها.

وكل ذلك بفضل جلستها الصريحة مع ياسين التي كانت بمثابة صفعة إفاقة لها بعد إعتراف ياسين لها بأنها هي من دمرت علاقته بليالي، فقد قررت منذ قدوم عز الصغير أن تذهب يوميا مع زوجها وأبنائها لحضور سفرة الإفطار ببيت رائف وذلك جبرا لخاطر تلك الثريا حتى لا تشعر أن منزلها أصبح خاويا.

إلتف الحضور حول المنضدة التي تتواجد عليها جميع أصناف الطعام المحببة لدي الجميع وبدأوا بتناول إفطارهم وبدأت منال بسكب مشروب الشاي لزوجها تحت إبتسامتها له، تناوله منها بإبتسامة حانية وشكرها، نظرت لهما ثريا بقلب سعيد مما تراه من بوادر راحة و هدوء على وجه عز من إهتمام منال به، إطمئن داخل ثريا من إتجاة عز وسعدت لتقربه بزوجته ودعت لهما الله أن يؤلف بين قلبيهما ويسعدهما، ودعت أيضا أن يرحم حبيبها الأول والأخير ورجلها الوحيد الذي لم تري عيناها سواه طيلة حياتها وحتى موعد مماتها حتى تلتقيه على خير.

خرجت مليكة وهي تحمل الصغير بوجه بشوش وسعيد تحركت إليهم، أفلت أنس من فوق ساق طارق وجري عليها وأسرع وهو يهتف بسعادة: عز باشا الصغير صحي.
نظر له الصغير وأشار بيده له بإبتسامتة العريضة الجذابة بعيونه الزرقاء الخاطفة للأنفاس، تحدثت مليكة وهي تنظر إلى أنس: صباح الفل يا أنوس، صاحي بدري ليه يا قلبي؟
أجابها أنس وهو يتحرك بجانبها بحماس ويداعب أرجل الصغير: صحيت علشان ألعب مع عز.

وصلت إليهم قائلة بوجة بشوش: صباح الخير.
إنتفض قلب ياسين لرؤية طفله البريئ وأيضا لرؤية مليكته التي غاب عنها ليلة أمس لمبيته عند ليالي، إرتمي الصغير على أبيه بسعادة وهو يلاغي ويهمهم له إلتقطه ياسين بقلب يتراقص وهو يردف: يا صباح الفل والورد على أحلي عيون في الدنيا كلها
وأكمل بدلال وهو يقبله: قلب بابي القمر إللي خلي حياة بابي جنة من وقت ما نورها.
ضحك الصغير بسعادة لدلال أبيه له.

كانت تشاهد زوجها وهو يدلل صغيرهما بسعادة وضعت يدها على ظهره وتحسسته بحنان قائلة: صباح الخير يا ياسين.
رفع بصره إليها بعيون متفحصة لكل إنش بوجهها الصابح وتحدث بحنان: صباح الفل يا حبيبي.
مد عز يده ليلتقط منه الصغير مداعبا إياه: حبيب جدو الندل إللي جري على أبوه الأول.
حدثته منال بدعابة: أمال عاوزه يجي لك إنت قبل باباه؟
حملت مليكة أنس وقبلته وهي تحدثه: فطرت يا حبيبي؟

أجابها بسعادة: نانا عملت لي الكورن فليكس بتاعي وأكلته وبابي خلاني أكلت بيضة ومش كنت حابب، بس هو وعدني إني لو أكلتها هيخرجني بكرة أنا وهو وحدنا.
ثم نظر إلى ياسين وتحدث: صح يا بابي مش إنت وعدتني؟
إلتقطه ياسين من بين أحضان مليكة وأجلسه فوق ساقيه وتحدث بحب وهو يناوله قطعة توست مغطاة بالعسل ويقربها من فمه: أكيد طبعا بس لو حبيبي أكل قطعة التوست دي هحبه أكتر وهخرجه أكتر وأكتر.

إبتسم له الصغير وقضم الطعام بفمه من يد ياسين.
نظر لها بحب وحدثها: واقفة ليه يا حبيبي أقعدي.
جلست بجواره نظرت لها منال التي كانت تحتضن الصغير وتقبله بسعادة قائلة: أخدتي ميعاد من دكتور عز علشان تروحي له قبل السفر يا مليكة؟
هزت رأسها بإيماء وأجابت: أه يا طنط بكرة إن شاء الله وهروح أنا وليالي.
نظر عز إلى مليكة وتسائل: خير ماله حبيب جدو؟
أجابته بطمأنة: رايح متابعة علشان أسنانه يا عمو.

نظر طارق إلى ياسين وتحدث بحديث ذات مغزي: إنت ليه ماتفكرش تتدخل في المصالحة الفلسطينية ولم الشمل يا ياسين؟
نظر إلى شقيقه بإستغراب فأكمل عز حديث طارق ساخرا: والله يا أبني عندك حق ما هو اللي يقدر يقنع الضراير يشتركوا في تربية إبنه ويخليهم رايحين جايين مع بعض هما وولادهم مش بعيد إنه يقدر على الشيطان نفسه.

ضحك الجميع وتحدث طارق: ده مش بعيد لو أتدخل في مباحثات السلام يخلي إسرائيل تنسحب من الأراضي الفلسطينية وتكتب للفلسطينيين إعتذار كمان، ضحكت مليكة وضحك الجميع على خفة ظل عز اللامتناهية
فتحدثت ثريا: قل أعوذ برب الفلق يا حضرات.

حين أكملت منال: إهدي أنت وأبنك كده وسيبوا إبني في حاله، ده أنا ماصدقت الأمور هديت وليالي ربنا هداها ونفسيتها بقت في السما من وقت ما بدأت تهتم بعز الصغير وكمان بدأت تحضر تمرينات ولادهم مع بعض هي ومليكة وجيجي
وأكملت بإهتمام وهي تنظر إلى عز: المهم هنسافر شرم إمتي بالظبط علشان نجهز حالنا؟

أجابها عز: شوفي إنتي وثريا الوقت المناسب ليكم وأنا وياسين وطارق وعمر نظبط أجازاتنا بناء عليه وأحجز لكم تذاكر الطيران.
نظرت منال إلى ثريا وتحدثت: إيه رأيك في بداية الإسبوع يا ثريا بيتهيأ لي مناسب للكل؟
تنهدت ثريا وظهر الحزن فوق ملامحها وأردفت: اللي تشوفيه يا منال.
إنفطر قلب عز حين شاهد ذلك الحزن المرسوم على وجهها وتسائل: مالك يا ثريا، فيه حاجة مزعلاكي؟

نظرت إليه بحزن وأردفت: البنات مش عاوزين يسافروا معانا يا سيادة اللوا يسرا قالت لي إنها مش هينفع تيجي علشان شغل سليم مع إن ولادها زعلانين جدا ونفسهم ييجوا معانا زي عوايدهم،
ونرمين وأمورها إللي إتلغبطت ومبقتش عارفة جرالها إيه، حتى زيارتها ليا لما منعتها وبقت يدوب تكتفي بالتليفونات، لدرجة إنها لما بتوحشني أنا اللي بقيت أروح لها.

حزن عز لأجلها ونظر إلى ياسين وطارق اللذان ظهر حزنهما داخل عيناهم وأيضا مليكة التي كست غشاوة من الدموع لأجل تلك الأم الحزينة قليلة الحظ، نظرت مليكة لزوجها بألم أمسك يدها وربت عليها بحنان
ثم بادر بالحديث وهو ينظر إلى ثريا بحنان: ماتزعليش يا أمي، أنا هكلم يسرا وإعتبريها خلاص مسافرة معانا إن شاء الله
إنفرجت أساريرها قائلة بسعادة: ياريت يا ياسين هي بتحبك أوي وبتقتنع بكلامك وأكيد إن شاء الله هتوافق،.

وأكملت بإنتشاء: وكلم نرمين هي كمان وأقنعها يا حبيبي.
نظر لأبيه ولطارق وتحدث ببرود: نرمين ما تضغطيش عليها يا أمي جايز يكون جوزها مابيرتحش في السفر معانا وبعدين نرمين من زمان وهي حابة تبعد فاياريت تسييها على راحتها.
تنهدت بإستسلام قائلة: طب حاول معاها بردوا يا ياسين يمكن تقدر تقنعها هي كمان؟
رد عز رافع الحرج عن ياسين: أنا هكلمها بنفسي يا ثريا.

إبتسمت له بسعادة وتحدثت: متشكرة أوي يا سيادة اللوا ربنا يخليك ليهم.
إبتسم لأجل سعادة حبيبته وهز لها رأسه بإيماء.

بعد مرور إسبوع
كانت جميع العائلة متواجدة داخل فيلا بمدينة شرم الشيخ حيث إستأجر عز فيلتان بجانب بعضهما فيلا إلى ثريا ويسرا وزوجها وأطفال رائف
والفيلا الأخري لعائلته ومليكة المتواجدة بالطبع بجانب زوجها
كانت مليكة ويسرا وليالي وجيجي تسبحن داخل المسبح الخاص بالفيلا
وجهت ليالي حديثها إلى يسرا بتساؤل: أخبارك إيه مع سليم يا يسرا؟
أجابتها يسرا بسعادة: الحمدلله يا ليالي سليم ده هدية ربنا ليا أنا وولادي.

ردت عليها مليكة: إنتي كمان إنسانة جميلة يا يسرا وتستاهلي كل حاجة حلوة.
إبتسمت لها يسرا بحنان
نظرت لها جيجي بتساؤل: ياتري مبسوطة في أسوان يا يسرا وقدرتي تتأقلمي هناك إنتي والولاد؟
أجابتها بإبتسامة: جدااااا يا جيجي بجد مش قادرة أقولك على كم الراحة النفسية والهدوء اللي موجود في المدينة دي، وده طبعا يرجع لناسها الطيبين وقلوبهم الصافية إللي بتنشر حواليهم السلام النفسي للجميع.

نظرت ليالي إلى مليكة وتحدثت بإهتمام: مليكة الدوا بتاع عز المفروض يتاخد بعد شوية
إبتسمت مليكة وتحدثت: ياسين عارف الميعاد وهيدهوله يا ليالي.
ردت بإهتمام: خلاص أنا هطلع أشوفه وأتأكد أنه فاكر.
هزت لها رأسها بإيماء وأجابتها: أوك يا لي لي ومعلش أبقي إتأكدي إن طنط منال غيرت له البامبرز.
أمائت لها بإيجاب وخرجت من المسبح حين نظرت يسرا إلى مليكة وجيجي وتحدثت بإنبهار: هي مين إللي خرجت من شوية دي يا بنات؟

ضحكتا إثنتيهم وأجابتها جيجي: ليكي حق تستغربي طبعا أنا عن نفسي ساعات بقعد متنحة قدامها وقدام تصرفاتها وأبقي مش مصدقة إللي هي بتعمله.
أجابتهم مليكة بحكمة: مستغربين ليه بس على فكرة بقى، ليالي حد كويس جدا وجواها بذرة طيبة وأصيلة لكن كانت تايهة مش لاقية مرساها،.

والسبب في كدة طريقة نشأتها وتربيتها، واللي عقد الأمور أكتر مساندة طنط منال ووقوفها معاها طول الوقت معتقدة إنها بكدة بتحميها لكن للأسف وقوفها ده كان زي السد المنيع اللي زود الفجوة وبعد بينها وبين ياسين،
وأكملت بتفسير: لكن لما طنط منال بعدت وسابتها منها لياسين، ياسين قدر يوجهها صح وهي أستجابت، وده يدل على معدنها الأصيل ونبتتها الصالحة.

نظرت يسرا إلى مليكة وتحدثت بفخر: إنتي إزاي جميلة أوي كده يا مليكة بحييكي جدا على التصالح النفسي إللي جواكي ومخليكي واقفه قدامنا تدافعي عن ضرتك وتخلقي لها أعذار.
إبتسمت لها وأكملت: دي شهادة حق يا يسرا ولازم أقولها.
تسائلت يسرا بإستفسار: طب وموضوع هوسها بالشوبينج وعمليات التجميل نسيتها هي كمان ولا إيه؟

ضحكت مليكة وأجابتها: لا طبعا مبطلتش لان ده طبع وخلاص إتطبعت بيه ومن المستحيل نسيانه لكن بصراحة خفت عن الأول كتير وأجمل ما في الموضوع إنها قدرت توازن حياتها،
وأكملت مفسرة: بمعني إنها بتعمل الحاجات إللي بتسعدها وتبث الثقة في نفسها وفي جمالها وفي نفس الوقت بتابع تمرينات ولادها وبتقعد معاهم تشاركهم إهتمامتهم،.

ده غير إهتمامها بعز الصغير إللي خلي نفسيتها في السما وكل ده خلي ياسين يبص لها بنظرة تانية وبقي يعاملها بطريقة مرضية جدا بالنسبة لها وده حسن كتير من نفسيتها وأداها ثقة بنفسها بعد ما كانت بدأت تدخل في إكتئاب.
بادرت جيجي بسؤال مليكة بإهتمام: بس بصراحة كدة يا مليكة وبدون زعل مبتغريش جواكي من فكرة إن فيه ست تانية بتشاركك جوزك؟

أجابتها بصدق: أبقي بكذب عليكي لو قولت لك الموضوع عادي بالعكس الموضوع صعب جدا بل ومميت على الأقل بالنسبة لي لدرجة إن فيه أيام ياسين بيكون بايت فيها عند ليالي بقضيها طول الليل صاحية ودموعي على خدي وبموت من مجرد فكرة إنه ممكن يكون نايم جنبها وواخدها في حضنه،.

وأكملت بيقين وإيمان: لكن برجع أستغفر ربنا وأقوم أتوضي وأصلي وأسأل ربنا الثبات وأدعي له أنه يقويني علشان أقدر أقف جنب جوزي ونربي ولادنا في جو هادي ومريح وسبحان الله ربنا فعلا بيربط على قلبي وبهدي وبقدر إني أكمل
وأكملت بتعقل ويقين: فيه ناس بتتكتب عليهم ظروف معينة ولازم يتقبلوها ويكملوا في طريقهم علشان الدنيا تستمر.

وأكملت بإبتسامة عشق: وبصراحة بقي ياسين راجل يجنن ومفيش زيه حنين ورومانسي لأبعد الحدود، وبيعاملنا إحنا الإتنين بما يرضي الله ومدي لكل واحدة حقها فيه كأنها هي لوحدها إللي مراته،
يعني أنا مثلا عمري ما حسيت إن حقي في ياسين ناقص بالعكس، غير بس موضوع إنه بيبات عندها وده ممكن نمشيه ونعتبر إنه بيكون عنده شغل مثلا أو مسافر وأهي الدنيا بتمشي.

كانت يسرا وجيجي تستمعان لها بإحترام وإعجاب على عقليتها المتزنة وسلامها النفسي والداخلي.
أما ليالي التي وقفت تحمل الصغير بحب وسعادة وهي تداعبه وبدوره الصغير يهمهم لها بسعادة ممسك بوجهها بحب وذلك بعدما أعتطه الدواء الخاص بتقوية العظام ليساعدة في بروز أنيابه،
إقترب منها ياسين وحاوطها بذراعه بإهتمام وحب قائلا: إيه يا حبيبتي منزلتيش المايه ليه؟

أجابته بسعادة وهي تهدهد الصغير: الولد الشقي ده وحشني وقولت أقعد ألاعبه شوية
إبتسم لها وأكملت وهي تطلق تنهيدة محملة بالأثقال: تعرف يا ياسين أنا أكتشفت إني ضيعت مني فرص ومشاعر حلوة أوي كان ممكن أعيشها مع ولادي وأكتشفت كمان إني كان ممكن أعمل كل اللي نفسي فيه وفي نفس الوقت أتابع ولادي وأقرب منهم.
إبتسم لها وأكمل ليخفف عنها: وأديكي يا ستي بتعوضيه في الأستاذ عز،.

ثم غمز لها بعينه وأكمل: وعلى فكرة بقي إحنا لسه فيها إيه رأيك نجيب لنا نونو جميل كده ونعيش معاه إللي فاتنا كله.
ضحكت بسعادة وأجابته: ماخلاص يا ياسين الوقت فات وعدي.
أجابها بمداعبة: مين قال كده دانتي لسه في عزك ومجدك يا ليالي هانم.
نظرت له بحب وعيون سعيدة وتحدثت: حقيقي يا ياسين لسه بتشوفني حلوة بعيونك زي زمان.

أجابها بإبتسامة حنون: مش أنا بس إللي بشوفك حلوة ياليالي، الدنيا كلها بتشوفك أجمل ست في الكون ده كله لإن إنتي فعلا كده.
تنهدت بإنتشاء وسعادة ودبت بروحها الثقة من جديد من حديث زوجها العذب لها.
بعد قليل كان جميع الرجال يقفون بالحديقة أمام المشاعل الخاصة بشواء اللحوم كان ياسين ممسك بيده مروحة التهوية ويحركها بحرفية فوق اللحوم لإكمال عملية نضوجها،.

أما النساء كن يجلسن حول طاولة الطعام الطويلة المرصوص فوقها بعض أنواع المقبلات والسلطات ينتظرن رجالهن ليحضروا لهن الطعام
أمسكت مليكة بعض الخبز وغرسته داخل صحن به سلطة الطحينة وأكلتها.
وجهت ثريا لها الحديث: أصبري يا حبيبتي لما يخلصوا المشاوي وكلي بالمرة.
أجابتها: جعانة جدا يا ماما وبجد مش قادرة أصبر.
أمائت لها بتفهم قائلة: ده من الرضاعة يا حبيبتي.

كان ينظر إلى مليكته التي دائما وأبدا تشغل باله وتفكيرة وجدها تلتهم بعض الخبز مما يدل على جوعها الشديد،
إلتقط بعض قطع اللحم وصوابع الكفتاء ووضعهم سريعا داخل صحن وأسند مهمته إلى طارق وذهب مسرع إليها.
إقترب عليها وتحدث: إيه يا ماما للدرجة دي جوعناكي؟
إبتلعت لعابها وهي تنظر لما بيده وتحدثت: جعانه أوي يا ياسين.
وضع الصحن سريعا أمامها وبدأت هي بإلتهام الطعام بشهية مفتوحة.

حين تحرك عمر إليه ووضع يده في جيب بنطاله قائلا بإعتراض مصطنع: هي بقت كده يا باشا حتى الكفتة لما بقت بالوسايط في البلد دي.
إنفرط الجميع من شدة ضحكاتهم على كلمات عمر
حين وضع ياسين يده فوق كتفه ونظر له نظرة ذات معني وأجابه بدعابة: أه بقت كدة يا حبيبي عند سيادتك أي إعتراض؟
رفع يداه مستسلما وأجابه: وأنا أقدر يا باشا وحش المخابرات يعمل إللي هو عاوزة وأحنا نشجع ونصفق تصفيق حار كمان.

رد ياسين: أيوة كده يا حبيبي أظبط الأداء.
ثم نظر إلى حبيبته وهي تأكل بشهية مفتوحة وتنهد بسعادة.
تمللت أيسل بدلال وتحدثت إلى والدها: يلا بقى يا بابي أنتوا جوعتونا أوي أنا كمان جوعت كتير.
تحدث وهو يتحرك إلى مكان الشواء: حالا يا قلبي الأكل هيكون جاهز.
وبعد قليل كان الجميع مجتمع فوق الطاولة يتناولون طعامهم ويتسامرون بالأحاديث الشيقة
تحدث عز إلى سليم: أخبار السياحة في أسوان إيه يا سيادة القبطان؟

أجابه سليم بإحترام: الحمدلله يا سيادة اللوا السياحة مريحة
حاليا لإننا في الصيف وأسوان معروف موسم الشغل فيها بيكون في الشتا،
وأكمل: إن شاء الله أجازة الشتا هتقضوها معانا في أسوان ومش هنقبل أعذار طبعا.
أماء له عز برأسه ثم نظر إلى يسرا بحنان قائلا: وحشتيني أوي يا يسرا وبجد بعادك فرق معايا جدا وأفتقدت صباحك وفنجان القهوة إللي كنت بشربه من إيدك،.

وأكمل بحب: بس عزائي الوحيد إنك عايشة مبسوطة مع راجل محترم صاينك وصاين أولادك وهقول إيه هي دي سنة الحياه.
وضعت ثريا يدها على يد إبنتها الجالسة بجوارها وأبتسمت لها بحنان نظرت لها يسرا وقبلت يدها ثم نظرت إلى عمها وتحدثت: تسلم لي يا حبيبي أنا كمان والله مفتقداكم كلكم بس زي حضرتك ما قولت سنة الحياة.
تحدثت ليالي: ياريت كانت نرمين هي كمان جت كانت لمتنا كملت.

تنهد عز وتوجعت ثريا وأكملا طعامهم جميعا وسط الاحاديث المثمرة.

بعد قليل كان ياسين يقف أمام البحر توجهت يسرا إليه وتحمحمت خجلا ثم تحدثت: أنا متشكرة جدا يا ياسين إنك سمحت لي أجي معاكم أنا وولادي الرحلة دي لأني بجد كنت محتاجة أحس إني لسه ليا مكان وسطكم مع إني عارفة إنك لسه زعلان مني.
نظر لها بإبتسامة حانية وتحدث: تبقي متعرفيش غلاوتك عندي ولا تعرفي إنتي إيه بالنسبة لي يا يسرا، يا بنتي إنتي مش بنت عمي وبس إنتي فعلا أختي،.

وأكمل مفسرا: أنا بس زعلت منك وقتها علشان متعود منك دايما على الصراحة والوضوح ماتوقعتش الموضوع مش أكتر،
وأكمل بأسي: واللي ضايقني أكتر إن موقفي مع مليكة كان وحش جدا إنتي متخيلة ظابط مخابرات مراته تكتشف فيديو على تليفونه كله إهانة وسب لشرفها والمفروض إن أنا أقف وأبرر لها إن جوزها سعادة ظابط المخابرات إللي خاربها مش عارف محتوي فيديو موجود على تليفونه!

بجد موقفي كان وحش جدا قدامها حتى مليكة شكت إني عارف الكلام وساكت وبرغم إني زعلت منها وقتها وعنفتها، إلا إني عذرتها في تفكيرها لأنه مش من المنطقي إني أكون مش عارف محتوي فيديو موجود على تليفوني!
ثم زفر بضيق وأكمل: ما علينا إنسي إللي حصل وخلينا ننبسط بأجازتنا ونصفي فيها ذهننا المهم يا حبيبتي طمنيني عليكي أخبارك إيه مع سليم؟
إبتسمت على ذكر إسم فارسها النبيل وبدأت بقص أخبارها لأخيها الذي لم تلده أمها.

ليلا
كانت تتمشي هي وعاشق عيناها على شاطئ البحر
فتحدثت وهي تنظر له بهيام: بتحبني يا ياسين؟
بادلها نظرتها وأجابها: إيه السؤال الغريب ده يا مليكة أنتي أكيد عارفة الإجابة من غير ما أقولها.
أجابته بعشق: عارفاها بس دايما بحب أسمعها وأشوف شفايفك وهي بتنطقها
أجابها: وأنا عمري ما هبطل أقولها يا مليكة وحتى لو الظروف اللي حوالينا منعتني أقولها لبعض الوقت بشفايفي أكيد هتشوفيها وتحسيها في نظرة عيوني ليكي.

تحدثت إليه وهي تشدد من إحتضانها لذراعه بتملك: أنا أمتي حبيتك الحب ده كله، أمتي درجة عشقي ووله حبي ليك وصل للمرحلة دي؟
وأكملت: تعرف يا ياسين إن حبك خلاني أفكر وأسأل نفسي هو أنا فعلا حبيت قبلك؟
وإجابتي على نفسي كانت أكيد لاء لأن المشاعر والأحاسيس اللي بحسها في حبك عمري ما عيشتها غير وأنا في حضنك ومعاك وبس.
كانت عيناه تطلق لمعة بارقة من شدة سعادته بعشق مليكته التي وأخيرا إمتلك كل جوارحها وما فيها.

تنهد بإنتشاء وتحدث بسعادة: أقول لك على سر؟
هزت رأسها بإيماء فأكمل هو: زمان قبل ما ربنا يرضي عليا ويجعلك من نصيبي ويرجعك لحضني، كنت بدعي له إن يكون لي نصيب فيكي وتقفي قدامي وتقولي لي بحبك يا ياسين وأشوف جوة عيونك درجة من العشق محدش غيرنا قدر يوصل لها
وأكمل بعيون عاشقة: وكنت بقول لربنا إني مستعد بعد اللحظة دي أسلم روحي للموت وأنا راضي جدا ومبسوط
نطقت سريعا: بعد الشر عنك يا حبيبي.

وأكمل هو بعيون عاشقة مغيمة بغشاوة دموع حنين وإبتسامة هادئة: لكن الوقت باستسمح ربنا وبدعي له إنه يديني عمرين على عمري علشان أعيشهم جوه حضنك
وأكمل: حبك خلاني أطمع في الدنيا وأتمسك أكتر بيها يا مليكة.
إبتسمت له بحنان وعيون عاشقة: بحبك يا ياسين بحبك وكل يوم بحبك أكتر لدرجة إني مش عارفة هوصل بحبك لفين تاني.

إبتسم وتحدث إليها بدعابة: طب يلا بينا نرجع علشان كلمة تانية منك وجوزك المحترم الهيبة ده هيتقبض عليه بتهمة فعل فاضح في الطريق العام
ضحكت بإنوثة أهلكت حصونه وتحركت بجانبه عائدين حيث تجمع عائلتهم.

في صباح اليوم التالي.
عند شريف وعلياء كانت تستقل بجانبه السيارة وهي تحتضن طفلها الرضيع بعناية في طريقهما إلى سهير ليعطياها الطفل ويذهبان هما لأعمالهما
تحدثت علياء بإعتراض مصطنع: يعني كان لازم يا حضرة الباشمذيع المحترم تقبل بشغلك في القناة التلفزيونية دي؟

وأكملت: ما كنا مرتاحين ومكتفيين بشغلك في الإذاعة بالليل الوقت سيادتك بقيت بتشتغل صبح وليل، وبدل ما كان زمانك قاعد الصبح بكارم بقي الولد متشحطت معانا ورايح جاي عند ماما إللي إحنا مغلبينها معانا.
نظر لها بإستنكار وتحدث: قاعد بكارم تكونيش فاكرة نفسك متجوزة دادة فلبينية،
ثم أكمل مداعبا إياها: ثم أنا ليه شامم ريحة قر ونبر من بين كلامك؟

تحولت هيئتها وحدثته: قرررر وأنا أقر عليك ليه إن شاء الله ناقصة شغل ولا يمكن ناقصة شغل أصبر عليا بس كام سنة كده وأنا هوريك إسم علياء المغربي هيكون إيه في عالم المحاماة.
أجابها بدعابة: أديني مستني يا حضرة المحامية الواعدة يعني إحنا هنروح من بعض فين، وبعدين على فكرة بقي ماما ما صدقت تشريف الاستاذ كارم ليها كل يوم،
ده اليوم اللي مبيكونش عندك شغل فيه وتقعدي بيه في البيت بيحصل لها إكتئاب.

إبتسمت بحب وتحدثت بنبرة صادقة: طنط سهير دي حنية الدنيا كلها فيها بجد يا شريف أنا وكارم محظوظين جدا بوجودها في حياتنا.
أجابها بدعابة: يعني إنتي وأبنك محظوظين بيها هي بس يا حضرة الباشمحامية؟
فكت حزام أمانها وإقتربت منه ووضعت يدها فوق وجنته وقربت شفاها من شفاه ووضعت له قبلة جانبية
نظر لها بحب وتحدث: تعرفي إنك أجمل حاجة حصلت لي في حياتي كلها.

نظرت له بعيون عاشقة وتحدثت: وأنت أجمل حلم حلمته ونسجت خيوطه من خيالي وعيشت جواه، وفجأة الزمن رضي عليا وقرر يهديهولي.
ورجعت مكانها وساعدها هو بربط حزام الأمان لأمانها هي وطفله ونظر لها بعيون عاشقة وتحدث: بحبك يا عاليا.

داخل مدينة شرم الشيخ.
كان يجري وينظم أنفاسه وسط جميلتيه وهم يمارسون رياضة الجري منذ الصباح ثم توقفوا جميعا وبدأوا بالرجوع إلى مسكنهم
لف ذاعيه حول خصر إثنتيهم بتملك ونظر لهما وتحدث مداعب إياهم: هو فيه كده طب بذمتكم مش أنا أكتر راجل محظوظ في الدنيا دي كلها متجوز أجمل وأشيك وأرق إتنين ستات في الدنيا.

إبتسمت إثنتيهم برضا وتحركا بجانبه حتى وصلا لمقر الفيلا وجدوا الجميع يجلسون بإنتظارهم ليتناولون وجبة الفطار
قبل إنتهاء الأجازة بيوم كان الجميع يجلس ليلا يتسامرون ويتبادلون الاحاديث وفجاة أتت يسرا على عجل ويبدوا على وجهها القلق
جلست بجوار والدتها وتحدثت: ماما
نظرت لها ثريا بقلق فأكملت يسرا: على إبن نرمين تعبان أوي.
إنتفضت ثريا وأرتعب داخلها على حفيدها وسألتها: تعبان إزاي يا يسرا؟

نزلت دموع يسرا وتحدثت: معرفش يا ماما أنا كنت بكلم نرمين بطمن عليها لقيتها منهارة وقالت لي ان الولد سخن جدا منهم من يومين وجريوا بيه على المستشفي وبعد التحاليل والأشعة قالو لها ان الولد عنده مرض نادر ومحتاج عملية ويغير دمه كله والعملية مكلفة جدا هتتعدي ال 3 مليون ولازم تتعمل في ألمانيا.

وقف عز وتحدث إلى ثريا مطمئنا إياها: متقلقيش يا ثريا أنا مش هسيبها، وهسفر لها الولد حتى لو اضطريت إني أبيع كل ما أملك،
ثم حول بصره إلى ياسين وطارق وتحدث: ياسين إحجز لنا طيارة علشان هنرجع إسكندرية النهاردة
وأنت يا طارق أعمل cash out حالا
وقفت منال سريعا وأتجهت إلى ثريا الباكية وأخذتها داخل أحضانها وطمئنتها: متقلقيش يا ثريا ان شاء الله الولد هيبقي كويس.

أما مليكة التي تملكها الشعور بالرعب والذنب بدأ يتأكل من قلبها خوف من فكرة أن يكون هذا هو رد دعوتها وحقها من نرمين،
نعم هي لجأت إلى الله ودعته من حرقة قلبها وشعورها بالظلم والإفتراء الذي وقع عليها منها ولكنها لا تريد إية إيذاء لأحد وخصوصا ذلك الطفل الجميل التي تكن له معزة خاصة.

صعد لها ياسين غرفتها وهي تلملم أشياء أطفالها إستعدادا للمغادرة وقف بجانبها وتحدث: أنا عارف إنها ظلمتك بس بطلب منك تسامحيها علشان خاطر الولد وتدعي له وياريت متزعليش مني لأني هروح لها وهقف معاها علشان في النهاية دي أختي ومش هينفع أسيبها لوحدها في ازمتها.

حدثته بتفهم: أكيد مش هزعل منك يا حبيبي دي بنت عمك وأختك ووقوفك جنبها واجب عليك وصدقني أنا من وقت ما عرفت وأنا بدعي ربنا يشفيه لأنه طفل بريئ و ملوش ذنب يدفع فاتورة أخطاء وذنوب أمه
أخذها داخل أحضانه وقبل جبهتها بحب.

صباح اليوم التالي كان الجميع مجتمع داخل المشفي المتواجد به الطفل والكل يواسي نرمين المنهارة حزن على طفلها
كان عز يحتضنها ويواسيها
أتي أليها ياسين ووقف بقبالتها يتقطع لدموع عيناها ونظرتها المرة،
مد يده وقبل رأسها وحدثها بحنان: متخافيش يا حبيبتي ومتشليش هم أنا عملت إتصالاتي والولد هيسافر بكرة لألمانيا يتعالج على حساب الدولة.

أمسكت يده وتحدثت بإمتنان: ربنا يخليك ليا يا ياسين أرجوك خليك معايا ومتسبنيش.
ربت على يدها وحدثها بحنان وأطمئنان: مش هسيبك يا حبيبتي متقلقيش
ربت أباه على ظهره وهز له رأسه برضا
أما طارق فقد أتي هو الاخر ووقف جانبها وهدأها حتى ولو كانت سببا في موت صديقه وأخيه إلا انها لاتزال شقيقته الغالية.

وبالفعل أخذت نرمين وزوجها طفلهما وسافرا بصحبة ياسين ويسرا التي رافقت شقيقتها حتى لا تدعها وحيدة ضل ياسين معهم لمدة يومان حتى إطمئن على كل الترتيبات ورجع إلى الأسكندرية من جديد ليباشر عمله
بينما ضلت نرمين وزوجها ويسرا وأجري الطفل كل مايلزم حتى يعود كالسابق وبالفعل تعافي الصغير ولكن طلب منهم الأطباء المكوث به شهرا أخر للنقاهة والمتابعة.

إضطر محمد أن يعود إلى الأسكندرية لمتابعة وظيفته وذلك بعدما إطمئن على طفله وتأكد من شفائه التام وبقيت يسرا مع نرمين.
كانت نرمين تحادث زوجها عبر تطبيق الفيديو كول
تحدث محمد متيم: يلا بقي إرجعي يا قلبي إنتي وحشتيني أوي.
أجابته بحب وأبتسامة: خلاص يا حبيبي هانت الدكتور قال لي هعمل لك شوية فوحصات بكرة للتأكيد وإن شاء الله بعد بكرة هنسافر.

وتنهدت بإرتياح: يااااه يا محمد كان كابوس وعدي الحمدلله أنا كان ممكن يجرالي حاجه لو على بعد الشر
لم تكمل وتحدث هو: الحمدلله يا حبيبتي أهم حاجة إن على بقي كويس.
حدثته بتفكر: أه يا محمد بالمناسبة أوعي تنسي تبعت تجيب الشغالة من عند ماما علشان تلحق تنضف البيت كويس قبل ماأجي زمانك يا روحي قلبته لي.
تحدث على عجل: حاضر يا نرمين حاضر أنا هقفل بقي يا حبيبتي علشان تعبان جدا وعاوز أنام.

أجابته بحب: تمام يا حبيبي تصبح على خير يا قلبي.
أجابها: وإنتي من اهله يا روحي.
تحركت ونست أن تغلق الجهاز دلفت يسرا من باب الغرفة وكادت أن تتحدث إليها
إلا أنهما إستمعا لصوت محمد وهو يتحدث لإحداهما يبدو وكأنه هو الأخر غفل عن قفل جهازه
محمد بدلال: تعالي يا موزة قلبي قفلت معاها خلاص.

تحدثت إحداهن بضيق: يا ساااتر أنا مش فاهمة إنت مستحمل التقلة دي إزاي دنا مش متحملة أقعد في ببتها يوم واحد وحاسة إن ريحتها في البيت كاتمة على نفسي.
أجابها بوقاحة: جري أيه يا موزة هو أحنا هنقضي طول الليل نتكلم في سيرة بنت الاكابر ماخلاص تعالي بقي نقول الكلمتين بتوعنا ونعيش لنا يومين دلع قبل ماتيجي وتكتم على نفسي من جديد.

ضحكت بدلال وحدثته: يعني أنت هتغلب يا مودي ماأنت كمان بتمشي حالك يا حبيبي ويمكن ياسيدي تيجي تقعد بإبنها عند أمها وربنا يكرمنا بأسبوع زي اللي قضته في أسوان قبل كده ونعيش ونتدلع فيه.
كانت تستمع لصوتهما بذهول وهي تهز رأسها بعدم تصديق إلى ما إستمعته أذناها للتو،
وأيضا يسرا التي أصابها الذهول،.

جرت على الشاشة تنظر بها كالمجنونة لم تري شيئا لبعدهما عن مكان الكاميرا لكنها إستمعت لما هو أفظع من المشاهدة إستمعت لزوجها وهو يتغزل بمفاتن إمرأة أخري بكل وقاحة وبذائة.
جرت يسرا وأغلقت الجهاز لترحم شقيقتها مما تستمع إليه
نظرت نرمين لها بذهول وتحدثت: يسرا قولي لي إن أنا في كابوس وإن اللي أنا سمعته ده مجرد هزيان ملوش وجود غير في دماغي وبس.

هزت يسرا رأسها وتحدثت: للأسف يا نرمين محمد طول عمره وهو كده لكن إنتي اللي كنتي طول الوقت بتغالطي نفسك وتخدعيها وتحاولي تلاقي مبرر لتصرفاته اللاأخلاقية
وللأسف بدل ماتواجهي الحقيقة وتقفي في وشه وتحاولي تعرفي إيه هي أسبابه وتقوميه من جديد أتهمتي مرات أخوكي البريئة بأبشع تهمة وأخدتي جوزك وهربتي وعملتي زي النعامة وحطيتي راسك في الرمل علشان ماتواجهيش الحقيقة.

بكت نرمين وتحدثت بجنون: إنتي شمتانة فيا يا يسرا؟
جرت عليها وضمتها إليها بحنان وتحدثت: أنا يا نرمين هشمت فيكي ده أنا ربنا يعلم قلبي بيتقطع علشانك إزاي أنا بس بعرفك حقيقة الندل إللي إنتي متجوزاه علشان متزعليش وتنزل دموعك على حد ما يستاهلش.

تحدثت نرمين بتيهة: الندل الحقير سايبني هنا بإبنه لوحدي وداير يعط مع الاشكال الزبالة اللي زيه هو ده رد جميلي عليه، دأنا من يوم ماأتجوزته ماخلتهوش إتحمل مسؤلية حاجة حتى البيت اللي روحناه لما جينا نشتريه وفلوسه مكفتش روحت لرائف وهو كملي، هدومي وكل أحتياجاتي أنا وأبني أنا اللي بجبهم من فلوسي حتى إحتياجات البيت من أكل لشرب لمرتب الشغالة أنا اللي بدفعه من فلوسي،.

وأكملت بإنهيار: حتى مرض إبني ياسين هو اللي عملي الورق ومدفعهوش جنيه واحد يعني خيري أنا وأهلي مغرقه من ساسه لراسه وفي النهاية يكون دي جزائي
وتحولت وبرقت عيناها بغضب: ورحمة بابا لأخرب بيته وأخلي ياسين يدمره ويجيب لي منه كل مليم صرفته على بيته من يوم جوازنا لحد النهاردة.
نظرت لها يسرا وحدثتها بترقب: ناوية على أيه معاه يا نرمين؟

صاحت بغضب: هطلق منه طبعا ده راجل زبالة ومش هينفع أأمن على نفسي معاه بعد النهاردة بس قبل ماأطلق هخرب بيته وهخليه على الحديدة.
وصاحت بغضب: شفتي الزبالة اللي معاه وطريقتها في الكلام هو ده مستواه وذوقه في الستات اللي بيرمرم معاهم،
واكملت بحقد: بقي يازبالة تبقي متجوز نرمين المغربي وتبص للزبالة دي بس هقول إيه مهي شبهه.

بعد يومان رجعت نرمين ويسرا بصحبة الطفل وهو بكامل معافاته وقصت نرمين ما حدث إلى عمها وياسين وباقي العائلة التي وقفت بجانبها حتى أستردت منه كامل حقوقها، وذلك بعدما أكتشفوا حقيقتة القذرة وهي أنه للاسف يستحل ما حرمة الله ولدية العديد من العلاقات المحرمة مع فتيات مشبوهة.
وقف بجانبها ياسين وأجبر طليقها على بيع المنزل وأخذ ثمنه وأشتري لها ولإبنها منزلا بجوارهم لتكون تحت رعايتهم.

كانت تجلس في حديقة منزل والدتها أتت إليها مليكة وهي تحمل صغيرها وجلست بجوارها بهدوء،
نظرت لها نرمين وتحدثت بهدوء وندم: حقك جالك ودعوتك أستجابت يا مليكة.
تحدثت مليكة بهدوء: عمري ما كنت أتمني يحصل لك كده أبدا ربنا يعلم أنا حزينة علشانك أد إيه، مش بس علشان حزن ماما اللي سكن روحها علشانك ولا علشان رائف الله يرحمه لا يا نرمين.

علشان إنتي ست زيي وحاسة بيكي وعارفة إن أكتر حاجة بتكسر الست وتهدها هي الخيانة وخصوصا لو مش متوقعة زي حالتك كده.
وأكملت لمواساتها: بس كل اللي أقدر أقوله لك هو إن قدر الله وماشاء فعل وإنك لازم تحمدي ربنا إنك اكتشفتي خيانته وخلصتي منه
وكمان لازم تحمدي ربنا إنه نجا لك إبنك ودي أحسن حاجة حصلت لك وإن شاء الله ربنا هيعوضك فيه خير.

تنهدت بهدوء وتحدثت بنبرة نادمة: سامحيني يا مليكة أول مرة أعرف إن إستجابة دعوة المظلوم مؤكدة من ربنا وأد إيه إستجابتها بتكون صعبة ونتايجها بتكون مدمرة.
ربتت مليكة على يدها بهدوء وأبتسمت لها نرمين بعيون مترجية طالبة السماح.

بعد مرور حوالي سنه.
كان الجميع داخل حديقة رائف يقفون على قدم وساق يجهزون لإفطار أول يوم من شهر رمضان المبارك قبل إقتراب مدفع الإفطار بحوالي نصف ساعه.
كانت ثريا ومنال ومليكة وليالي وجيجي ونرمين ويسرا وراقية وزوجة وليد يقفون حول المائدة المستطيلة يرتبون الصحون وأدوات الطعام.

أما الأطفال يفترشون الأرض فوق المفارش المخصصة لهم ويلتفون حول الصغير التي تحمله أيسل بعناية شديدة وباقي الأطفال يداعبونه بسعادة
دلف وليد عبدالرحمن وتحدث بمرح: كل سنه وأنتم طيبين يا نساء أل عائلة المغربي.
إبتسم له الجميع وتحدثت ثريا: وأنت طيب وبخير وسعادة يا وليد.
سألها بلهفة: أوعي تكوني نسيتي السوبيا والقمر الدين يا عمتي؟
ضحكت له منال وأجابته: كله جاهز يا وليد وبإنتظار مدفع الإفطار.

دلف ياسين من البوابة بصحبة رجل أمن البوابة الخارجية وبيده صندوقان كبيران
تحرك وتحدث بإبتسامتة الجذابة ووجهه البشوش: كل سنه وأنتوا طيبين.
تحدث وليد بدعابة: بابا ياسين جه يا ولاد وجايب لنا معاه الهدايا.
نظرت سريع لعاشق عيناها وتحدثت: وأنت طيب وبخير وسعادة يا سيادة العقيد.
تحرك إلى مكان وجود الأطفال وتحدث وهو يفتح تلك الصناديق: مين هنا مستني فانوسه اللي عليه صورته وغنوة بإسمه؟

هلل جميع الصغار بسعادة وبدأ ياسين يخرج لكل طفل فانوسه الذي صنع له خصيصا ووضع عليه صورته وغنوة بإسمه
تحدث مروان: الله عليك يا بابي بجد إنت ساحر ودايما بتقدر تعمل لنا كل شيئ بيسعدنا.
إبتسم له ياسين وأجابه: هو أنا مش قولت لك من زمان أعتبرني الفانوس السحري بتاعك.
جري عليه أنس وأحتضنه وتحدث: والفانوس السحري بتاعي أنا كمان يا بابي.
شدد ياسين من أحتضانه وأجابه: والفانوس السحري بتاع أنس باشا كمان.

وقفت بجوار الجالس وهو يحتضن أطفالها برعاية
وضعت يدها فوق ظهرة وتحسسته بحنان وتحدثت: ربنا يبارك لنا فيك يا حبيبي.
رفع بصره لها بحب وأجاب: ويخليكي لينا يا حبيبي.
جري عليه صغيره الذي بدأ بتعلم المشي وأحتضنه غائرا من أنس.
قبله ياسين وتحدث إليه بسعادة: حبيب بابي إللي جاله أحلي فانوس كل سنة وأنت طيب يا عمري.

وقف ياسين وهو يحمل طفله بيد واليد الأخري ممسك بها فانوسا عليه صورة وجه مليكته ومد يده بحنان: كل سنة وأنتي طيبة يا أحلي وأجمل وأرق زوجة، كل سنة وأنتي منورة حياتي وماليا عليا دنيتي.
إبتسمت له وهي تنظر إلى الفانوس بإنبهار وسعادة وتحدثت: الله يا ياسين ده علشاني؟
ثم نظرت له وأمالت رأسها بحنان وتحدثت: كل سنة وأنت جوزي وسندي، كل سنة وأنت هدية ربنا ليا كل سنة وأنت حبيبي.

إبتسم لها وأعطاها عز ثم أمسك الصندوق الاخر وذهب به إلى نساء العائلة وأعطي إلى ليالي فانوسها تحت سعادتها اللامتناهية وهي تحدثه: وأنا كمان يا ياسين عملت حسابي؟
وضع يده فوق كتفها وأحتضنها بحنان وحدثها بحب: إنتي أول واحدة عملت حسابك يا ليالي كل سنه وإنتي طيبة يا حبيبتى.
حدثته بعيون تنطق سعادة وحب: وأنت طيب يا حبيبي.
ثم ذهب لوالدته وثريا وأعط لكل منهما فانوسها تحت ضحكاتهم وسعادتهم.

وأيضا يسرا ونرمين وزوجة وليد
حتي راقية التي حدثته: حتى أنا كمان عملت حسابي ومنستنيش يا سيادة العقيد؟
أجابها بضحكة رجولية: وهو حضرتك تتنسي بردوا يا طنط
حضرتك من الأشخاص اللي ليها علامة جوانا وصعب تناسيها أو نسيانها.
ضحكت منال وثريا على مغزي ياسين من حديثه إلى راقية
نظرت مليكة إلى ليالي وحدثتها: ليالي عز محتاج يغير هدومه ممكن تغيرهاله له علشان هدخل أشوف الفراخ اللي في الفرن وأخرجها.

أمائت لها ليالي: تمام بس هي فين غياراته؟
أجابتها مليكة وهي تتحرك للداخل: في أوضة الضيوف جوة هتلاقيها على السرير.
وبعد مدة كان الجميع يجلس بإنتظار الأذان إنطلق المدفع وأذن الأذان فتحدث عز: كل سنة وأنتوا طيبين ودايما متجمعين في الخير يارب.
أمن الجميع وأكملت ثريا: كل سنة وأنت كبيرنا وحامينا يا سيادة اللوا كل سنة وإحنا عايشين تحت ضلك إنت وعبدالرحمن وياسين وطارق ووليد.

حدثها عمر بدعابة: وأنا يا سو اللي وقعت من حساباتك، ولا مش معتبراني راجل من الاساس؟
ضحكت بسعادة واجابته: إزاي بقي يا عمر باشا ده أنت سيد الرجالة كلهم.
وبدأ الجميع يتناولون إفطارهم
نظر له والده وتحدث بفخر: أنا مبسوط منك أوي يا عمر لأنك أثبت إنك فعلا إبن المغربي
مدير الفرع بتاعك كان معايا في إحتفال قريب وقعد يشكرلي فيك وفي شغلك المنضبط وجديتك.

أكمل طارق بفخر: هو فيه زي عمر وعقله ده ماشاء الله بيترقي في شغله بسرعة الصاروخ.
ردت ثريا سريعا خوف من عين راقية: قل أعوذ برب الفلق يا طارق إهدي شوية يا حبيبي.
إبتسمت منال وهي تري خوف ثريا على أولادها
وأكمل عمر بدعابة وهو ينظر لأباه: طب بمناسبة الكلام الحلو ده مفيش حفلة حلوة كده بعد العيد نفك بيها عن نفسنا شوية؟
ضحك طارق وتحدث وهو ينظر إلى ياسين: مابلاش علشان بتقلب في الأخر على دماغك.

ضحك ياسين وهو ينظر إلى مليكة التي خجلت ووضعت عيناها داخل صحنها وعاودت بتناول طعامها
تحدثت يسرا إلى طارق: قلبك أبيض يا طروق.
رد عمر: يا راجل إفتكر حاجة حلوة.
نظر ياسين إلى نرمين وتحدث: إن شاء الله هيبقي عندنا حفلة بعد العيد.
إبتسمت نرمين وتحدث عز إليها: لما نرمين تقول رأيها الأخير.
ردت ثريا بإبتسامة: ونرمين موافقة.
نظر لها ياسين وتحدث: موافقة فعلا يا نرمين؟

إبتسمت نرمين وتحدثت: اللي تشوفه في مصلحتي أنا وأبني يا ياسين أنا موافقة عليه.
تحدث عبدالرحمن: ربنا يهديكي ويصلح حالك يا بنتي وكفاية أوي إن العريس عقيد مخابرات وصديق ياسين وعارفينه كويس وضامنين أخلاقه.
هزت لعمها رأسها بإيماء
إنفض الفطار وجلست العائله يتسامرون حتى موعد صلاة التراويح وذهب الرجال إلى المسجد للصلاة وأيضا النساء صلين جماعة.

وبعد الصلاة صعد ياسين مع مليكة لجناحهما سويا، وبعد مدة كانت تقف أمام المرأة تجفف شعرها المبتل وقف خلفها وضمها لصدره ودفن وجهه بعنقها ليشتمه بإنتشاء وسعادة،
ثم أمسك ممشطة الشعر وبدأ بتمشيط شعرها تحت نظراتها وقلبها المتراقص حتى أنتهي،
إستدارت له وحاوطها هو ووضع قبلة ملتهبة فوق شفتاها تجاوبت معها إلى أبعد الحدود، إبتعدت بعد مده ونظرت داخل عيناه ونظراته الذائبة بعيونها.

وتحدثت بهيام: لسه مزهقتش مني ومن حبي؟
إبتسم لها وتحدث بعيون هائمة: هو فيه حد بردوا يزهق من وجوده في الجنة؟
ردت عليه: هسألك السؤال بطريقة تانية لسه درجة حبك ليا زي ما هي؟
أجابها وهو يقبل خدها: بالعكس كل ما الوقت يعدي وألاقي نفسي بدأت أهدي من عشقك أفتكر أيام حرماني منك وأد إيه أنا أتحرمت وأتعذبت في بعدك عن قلبي ألاقي حبك زاد توهج وعشقك شعلل في قلبي من جديد وأكتر كمان من الأول،.

وأكمل بعيون متوهجة عشق: يا مليكة إنتي فرحة زماني اللي ربنا كان شايلها لي وكافأني بيها.
نظرت له وتحدثت بهيام: بحبك يا ياسين، بحبك وكل يوم حبك في قلبي بيزيد ومقامك في عيوني بيعلي.
إنتفض قلبه من شدة سعادته وضمها إليه ورفعها لأعلي مما جعل ساقيها معلقة في الهواء وبدأ بتقبيل كل إنش بوجهها وعنقها بسعادة وغاصا معا من جديد داخل جولة عشقية جديدة من عشقهما الفريد عشقهما المميز المخصص لها هي وفقط.

عشق الياسين لمليكته
ولهنا عزيزاتي نكون قد إنتهينا من سرد حكاية #قلوب حائره التي لم تعد حائرة بل أصبحت قلوب مستقرة عاشقة بالحب هائمة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة