قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثالث والثلاثون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثالث والثلاثون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثالث والثلاثون

عادت مليكة بأطفالها إلى أرض الوطن بإشراقة وطلة جديدة عليهم فسرها الجميع إلى راحتها عند شقيقها واهتمامه بحالتها النفسية والمزاجية كانت عائدة محملة بالهدايا الثمينة للجميع،.

وبعدها بيومان رجع ياسين مشتاقا لإمرأة حياته التي لم يعد يطيق الإبتعاد عنها حتى ولو دقائق، كان يشتاقها حد الجنون حتى أنه قضي ليلته الاولي داخل أحضانها وكانت حجته هي إشتياقه للصغير الذي غفي داخل أحضانه من شدة إشتياقه له، وبعدها إستدعي ياسين مني حتى توصله إلى ثريا ليغفي داخل أحضانها.

وقضي ياسين ليلته داخل أحضان مليكته فوق أريكته الخاصة به لحين إيجاد طريقة يخبر بها ثريا عن نيته لتغيير الغرفة بل والجناح بأكمله، وهذا بعدما إستعطفته مليكة بأن لا يعلن عن زواجهما على الأقل في الوقت الراهن مراعاة لحالة ثريا وأطاعها كعادته لنيل رضاها الذي تمناه طيلة عمر بأكمله.

كانت ليالي تدور حول حالها كالمجنونة تحادث والدتها في الهاتف: ما قالش يا مامي، كل اللي قاله مافيش سفر السنة دي وأقعدي إهتمي بولادك، بقوله لازم أروح الدكتور مأكد لي علشان ميعاد حقن الخطوط الرفيعة اللي في وشي
تخيلي البارد يرد عليا ويقول لي أنا حابك ومتقبلك على كده، حرق دمي،.

واستطردت غاضبة: عارفة إيه أكتر حاجة حارقة دمي يا مامي، إنه فضل منيمني لحد ما دخلت الموقع وحجزت ميعادنا عند الدكتور حتى تذاكر الطيران لما حجزتها، كان فاضل بس أدفع وأكد الحجز،
وصاحت بغضب: تخيلي إنه ما حوليش على الكريدت كارد غير مصروفي الشخصي اللي بالعافية يكفيني مشاريب أو غدا برة.
صاحت قسمت على الهاتف والغل يتاكل من صدرها: اتجنن ده ولا إيه، والهانم عمتك رأيها إيه في عمايل إبنها السودا دي؟

أجابتها ليالي: عمتو مش موجودة، معزومة على العشا هي وعمو عز عند رئيس الجهاز ولسه ماقولتلهاش.
صاحت قسمت وتحدثت بغل: طبعا الهانم خارجة ولا على بالها وسايبة إبنها يبهدل فيكي براحته،
واستطردت بتحريض: ليالي إنتي لازم تشوفي لك حل مع ياسين، إحنا لازم نسافر السنة دي، إنتي ناسية إن فرح بنت أميرة عصمت صاحبتي قرب و لازم نحضره وإحنا في أبهي صورنا.

وأكملت بأمر: راضيه يا ليالي، شوفي إيه اللي مزعله منك ولو وصلت إنك تتأسفي له أعملي كده،
ضلتا تتحدثان والغل يتأكل داخلهما من صفعة ياسين لليالي التي لم تعي حتى الأن أنها ردا على غبائها.

مرت الأيام وجاء موعد الحفل الصاخب الذي أشرفت منال على تجهيزه ليظهر للعلن بأعلي مستوي يليق بسيادة اللواء عز المغربي ونجله سيادة العقيد ياسين المغربي
وصل الحضور جميعا عدا مليكة التي مازالت بمنزلها تتزين بأبهي صورها بثوبها الأنيق الفريد الذي أختاره ياسينها بعناية فائقة
نزلت الدرج وجدت شريف بإنتظارها على أحر من الجمر ليذهب ليري عليائه التي منعت عن عيناه النوم.

ولكن وللأسف كانت تجاوره سالي التي بعث لها عز بطاقة دعوة لكونها خطيبة شريف
نظرت سالي على الهابطة من فوق الدرج وكأنها حورية نزلت من الجنة والحقد يتاكلها
نظر لها شريف بإنبهار وتحدث: واااااو، إيه يا بنتي الجمال والأناقة والشياكة دي كلها، معقولة جمالك ده يا ليكة؟
وصلت إليه وهي تقبله وتحدثت: عيونك الحلوين يا حبيبي.

ثم أحالت وجهها إلى سالي وتحدثت بمجاملة وهي تمد يدها دون تقبيلها: أهلا يا سالي نورتي حي المغربي.
إبتسمت بسماجة وتحدثت بمجاملة: ميرسي يا مليكة.
تحدثت علية: بسم الله الله أكبر ماشاء الله عليكي يا ست البنات، إللي يشوفك يقول رجعتي لورا عشر سنين على الأقل.
إبتسمت مليكة لذكر علية عشر سنوات وتحدثت: حبيبتي يا داده، أمال فين ماما ويسرا؟

أجابتها علية بإحترام: كلهم مشيوا وسبقوكي علشان يكونوا مع منال هانم في إستقبال الضيوف.
تحدثت مليكة بإهتمام: طب من فضلك يا داده خلي بالك كويس من الولاد، هما فوق كلهم ومعاهم أيسل وسارة فياريت كل شوية تشوفيهم ليكونوا محتاجين حاجة، وياريت تبعتي هدي تقعد مع الناني وتساعدها في رعايتهم علشان ميغلبوهاش.

تحدث شريف: يلا يا بنتي إتأخرنا، ده ياسين كلمني من بدري وقالي أعدي عليكي أجيبك علشان معاه ناس مهمة ومش هينفع يسيبهم، وقال لي لما أقرب عند البوابة أرن عليه يطلع لك.
أما داخل الحفل خرجت ليالي من باب الفيلا كالعادة متأخرة ظنا منها أنها أميرة الحفل المتوجة التي لابد أن تصل مؤخرا، كانت أنيقة وجميلة كعادتها.

نظرت إلى ياسين وجدته يقف مع رئيس الجهاز وزوجته ذهبت إليه بكل كبرياء نظر ياسين إليها وابتسم لها وأمسك يدها بإحترام تقدمت هي بكل ثقة وألقت السلام بإبتسامة مجاملة على رئيس الجهاز وزوجته،
رن هاتف ياسين أخرجه من جيب سترته نظر به وابتسم وتحدث: بعد إذن سعادتك يا باشا، البيت بيت حضرتك
وذهب بإتجاه البوابة تاركا ليالي مستغربة ردة فعله
خرج من البوابة نظر لها وإذا بقلبه يرتجف من شدة إنبهاره بجمالها الأخاذ،.

أمسك يدها وهو يقبلها بهيام متناسيا تواجد شريف وتلك السالي التي تكاد تصاب بذبحة صدرية من شدة ضيقها.
أفاق على حاله فمد يده بإحترام إلى شريف متحدثا: مذيعنا العظيم، شرفتنا.
هز له شريف رأسه بحب فقد بدأ بتقبله بل وبمحبته وذلك لإهتمامه الزائد بشقيقته.
تحدث شريف: الشرف ليا ياسين باشا
ثم حول بصره إلى الواقفة تنظر إليه بإبتسامة وتحدث: أستاذة سالي نورتي حي المغربي يا أفندم ونورتينا.

إبتسمت بسعادة حقيقية وتحدثت: ميرسي يا ياسين باشا
سبقهم شريف وسالي إلى الدخول.

كانت تقف بجانب شقيقها تسلط بصرها بلهفة على البوابة الرئيسية لتراه فقد إشتاقت رؤياه حد الجنون وما إن رأته وبجواره تلك التي تتأبط ذراعه وتجاوره بتفاخر حتى غزي الإحباط والحزن داخلها حولت بصرها بخيبة أمل إلى الجهة الأخري
وبعد قليل دلف ياسين محاوطا أميرته من خصرها في حركة تملكية
تحولت الأنظار جميعا إلى تلك الساحرة وطلتها البهية وهالتها التي حاوطتها وجعلت منها أميرة،.

كانت كملكة متوجة بذلك الثوب الذي أقل ما يقال عنه أنه صمم خصيصا لتلك الحورية لتظهر بكل هذا السحر، كانت ترتدي خاتمها الفريد الذي لم ترتديه إلا بعد رجوع ياسين مدعية أنه هديتها منه،
وأيضا ذلك العقد الثمين الذي أهداها إياه ليلية الاوتيل بعد الحادث، كانت جميلة جذابة وكأن العشق صنع وجعل منها مليكة جديدة منطلقة جميلة.

نظرت لهما ليالي وأبتدي داخلها في الاشتغال وخصوصا أن هذا يحدث أمام صديقاتها وأصدقاء زوجها وزوجاتهم علاوة إلى جميع الأقرباء والمعارف
كان يحاوطها ويتحرك بها ويظهر على وجهه كم التفاخر والعشق الذي يكنهما لها داخلها
وصل بها إلى مكان الفرقة العازفة ثم أمسك المايك وتحدث: مساء الخير على ضيوفنا الكرام إللي شرفونا بحضورهم الكريم.

ثم نظر للجميع وتحدث بفخر: كلكم طبعا عارفين مراتي الأولي وأم أولادي، ليالي هانم العشري
وألتفت لها وأشار إليها بإبتسامة وأماء برأسه كتحية لها وإحترام، ردتها هي بإبتسامة مجاملة تداري بها إشتعالها الداخلي الذي كاد أن يشعل الحفل بأكمله
وكانت جميع صديقاتها يتهامزون فيما بينهم
ثم نظر لمليكته بعشق ظهر بعيناه وتحدث بفخر واعتزاز: حابب النهاردة أقدم لكم مراتي التانية، مليكة هانم المغربي،.

تهامس البعض بينهم فبعض المعازيم مثل زوجات زملائه بالعمل لم يكن لديهم علم بزواجه الثاني
وتحدث بدعابة لطيفة: حبيت بس أوريكوا أنا قد إيه راجل محظوظ مش بس كده، لا ومسيطر كمان، وغمز بعينه لأبيه.
ضحك الجميع وأمائوا له وصفق الجميع كتحية له ولإمرأتيه شديدتان السحر والجمال
نظر له عز وأشار بأيديه كتحية منه
نظرت يسرا لوالدتها بترقب أمائت لها ثريا بابتسامة وتحدثت: أنا كويسة يا حبيبتي ماتقلقيش.

أما داليدا التي حدثت والدتها بوجه كاد أن يشتعل من غضبه: الوضع ده ما بقاش يتسكت عليه يا مامي، ياسين خلاص بيتصرف على أساس ان البنت بقت مراته بجد، أنا حاسة إنه تمم جوازه منها.
أجابتها قسمت بغل: ياسين خلاص أعلن الحرب على أختك وأنا شايفة إن لازم له وقفة.
وبلحظة إشتغلت الموسقي على غنوة أمال ماهر أنا بعشق الغني قدام عنيك، أمسك يدها وتحرك بها للمكان المخصص بالرقص ولف يده حول خصرها وأمسك يدها بيده الأخري.

تحدثت هي خجلا: أرجوك يا ياسين بطل إللي بتعمله ده، إنت كده بتكسفني أوي على فكرة.
أجابها بحب: فيه حد يتكسف من جوزه بردوا
وأكمل بحب ليخرجها من خجلها: تعرفي إني ندمان أوي إني إشتريت لك الفستان ده.
تحدثت بقلق: ليه يا ياسين، هو للدرجة دي مش حلو؟
أجابها بنفي: تؤ، هو للدرجة دي يهوس، للدرجة دي يجنن، للدرجة دي بان جماله وأناقته لما لبسته مليكة الحلوة.

وأكمل بوقاحة: - لدرجة إني غيران منه عليكي وقررت خلاص إنه مش هيتلبس تاني برة أوضة النوم.
إبتسمت له وتحدثت برضي: اللي إنت عاوزه كله أنا هعمله لك يا ياسين
تنهد وتحدث بحب: الله يكون في عونك يا ياسين يا مسكين.

كانت تقف بجوار بعض أصدقائها تحدثت إحداهن: هو مش المفروض الرقصة الأولي دي تبقي مخصصة علشانك يا لي لي؟
تحدثت أخري ساخرة: هو المفروض يا ديما تبقي الأولي والأخيرة وده بناء على كلام لي لي إنها مجرد جوازة صوري مش أكتر.
ثم نظرت لها ونطقت بتساؤل خبيث: ولا هي خلاص مبقتش صوري يا لي لي؟

تحدثت ليالي بكبرياء وتعالي وثقة مصطنعة: تفتكروا إن ليالي العشري بجلالة قدرها كانت هتقبل بوضع زي ده لو مكانتش فعلا مش أكتر من مجرد عقد إتفاق؟
ثم تحدثت بغرور: ياسين بيحاول يداري حقيقة الأمر علشان يا حرام شكلها ما يبقاش وحش قدام المعازيم، وهي دي كل الحكاية مش أكتر
وقالت بإنسحاب: بعد إذنكم هروح أشوف باقي المعازيم.

ضحكن جميعهن بعد ذهاب تلك المغرورة وتحدثت إحداهن ساخرة: قال صوري قال، مبقاش ديما الصراف إن ما كانت ليالي هي اللي بقت مجرد جوازة صوري والدليل على صحة كلامي إنه لما جه يقدمهم للمعازيم قدم ليالي ولقبها بالعشري، لكن لما جه يقدم مليكة قال مليكة المغربي في إشارة واضحة وصريحة منه للجميع إنها أصبحت ملكية خاصة.

ضحكن جميعهن وتحدثت إحداهن بتأكيد: وأنا رأيي من رأيك يا ديما، ده الباشا هياكلها بعنيه وهي جنبه يا بنتي، ده بيبص لها بصة أول مرة أشوفها جوه عيونه
ضحكت إحداهن وتحدثت بخبث: ده انتي مركزة بقي مع عيون الباشا لدرجة إنك حافظة وعارفة كل نظراته.
أجابتها بمكر ودعابة: هاتي لي ست فيكي يا إسكندرية كلها مش مركزة مع ياسين المغربي وعيون ياسين المغربي
ضحكن بصوت عالي وأكملن نميمتهن.

إنتهت الرقصة، أخذها بكل فخر ووصل بها إلى حيث جلوس ثريا وسهير ويسرا وإبتسام
وتحدث بدعابة وبشاشة وجه وسعادة: معقولة جمال هوانم المغربي ده كله، سبتوا إيه لباقي ستات إسكندرية يا هوانم؟
إنسحبت مليكة خجلا من قبضة يده المحاطة بخصرها بتملك وتحركت وجاورت يسرا بالجلوس
إبتسم هو وعذر حيائها.
وتحدثت سهير بإعتراض مصطنع: طب وياتري إللي مش من المغربي زيي أنا ومدام إبتسام نظامه إيه معاك يا ياسين باشا؟

إبتسم وتحدث بإحترام: يا أفندم جمال حضرتك وإبتسام هانم خارج المقارنة أساسا، لانه مع إحترامي للجميع ملوش زي.
تحدثت إبتسام بدعابة: طب وياتري مليكة كده معانا خارج الحسبة هي كمان؟
إبتسم لها وتحدث بتملك: مين قال، مليكة بقت مغربي قلبا وقالبا.
إبتسمت خجلا وسحبت عيناها بعيدا عنه
أما شريف الذي تحرك بخطيبته إلى مقر جلوس والدته وترك سالي بصحبتهم بعد إلقاء التحية إليهم وخاصة إبتسام التي رحب بها بحرارة.

تحرك نحو تواجد علياء التي كانت تضحك بإنوثة مغرية بالنسبة له وهي تتحدث مع شقيقها إسلام
إقترب عليهم وتحدث بترحاب: ده إيه النور ده كله، إسكندرية كلها نورت يا شباب.
نظر له إسلام بإنبهار وتحدث: إسكندرية منورة بأهلها مذيعي المفضل.
نظر إليه بإحترام وتحدث: حبيبي يا إسلام، ثم أحال ببصره على تلك الواقفة ولم تعيره أية إهتمام وتحدث بهيام فقد إشتاقها حد الجنون: إزيك يا عاليا أخبارك إيه؟

نظرت له بفتور وتحدثت بنبرة باردة: أهلا أستاذ شريف.
إستغرب حالها وتسائل داخله لما تلك المعامله عاليتي؟
في نفس التوقيت جاء عمر وتحدث: منورين يا شباب.
إبتسمت له علياء ورمقته بنظرة جذابة وتحدثت عن قصد: عمر إزيك، زعلانة منك على فكرة، بقي أبقي موجودة في إسكندرية من إمبارح ومتفكرش حتى تعزم عليا بخروجة زي المرة إللي فاتت؟

إستغرب عمر من طريقتها وتحدث بسعادة وغرور ظهرا عليه: برنسيس عالية تؤمر، ليكي عليا هسهرك بكرة سهراية هتعيشي باقي عمرك كله وإنتي مش قادرة تنسيها.
أجابته بابتسامة ودعابة: أرجوك
وضحكا إثنتيهم
كان يقف والغيرة تتاكل وتنهش داخله
حدث حاله: أجننتي يا فتاة، ماذا تفعلين أيتها الغبية، أقسم بربي علياء إن لم تكفي عن تلك الأفعال الصبيانية لأفعل ما لا يحمد عقباه وليكن ما يكون!

فاق من تفكيره وغضبه على يد سالي التي أتت وإحتضنت يده بتملك وهي تنظر لعلياء بغرور وكبرياء قائلة: إزيك يااااا، إسمك إيه ممكن تفكريني؟
نظر لها إسلام بضيق وتحدث بإعتزاز: إسمها حضرة الأستاذة المحامية علياء حسن المغربي بنت الباشمهندس حسن المغربي
نظر شريف سريع إلى إسلام وتحدث معتذرا: أكيد سالي متقصدش يا إسلام
ثم رمقها بنظرة غضب وتحدث: هي بس خانها التعبير ليس إلا، مش كده ولا إيه يا سالي؟

إرتبكت من حدة صوت شريف فتحدثت بلطف مصطنع: أكيد يا حبيبي طبعا
ثم نظرت إلى علياء الواقفة بفخر وعلى وجهها إبتسامة نصر وتحدثت سالي: إزيك يا عالية، أخبارك إيه؟
إبتسمت لها بطريقة ساخرة وتحدثت: أنا تمام، إنتي بقي إللي أخبارك إيه؟
تحدث عمر هامسا لشريف بصوت هادئ: يا أخي البنات الشرقيين دول عليهم حركات، مقضينها طول الوقت قصف جبهات وغيرة ويمكن ده اللي بيخليهم مميزين ويجذبوا الواحد ويشدوه ليهم.

رمقه شريف بنظرة غاضبة، رفع عمر يداه بإستسلام ثم وجه بصره إلى علياء حين إستمع بدأ الموسيقي وتحدث: ممكن الليدي علياء المغربي تسمح لي بالرقصة دي؟
نظر له بحقد لاحظته سالي بقلب مشتعل ثم حول بصره بجنون على تلك المبتسمة بدهاء
وتحدثت: سوري يا عمر ما برقصش، لكن ممكن أتمشي معاك لحد البوفيه وتعزمني على عصير فريش
نظرت بكبرياء إلى الواقف يستشيط غضبا وتلك المجاورة له وتحدثت: بعد إذنكم.

ثم نظرت لأخيها متحدثة بدعابة: بعد إذنك صديقي العزيز.
أماء لها إسلام وتحركت بصحبة عمر تحت أنظار ذلك الذي سيصاب بذبحة صدرية لا محال،
إنسحب إسلام معتذرا
أحالت بصرها لذلك الناظر بغضب على تلك العلياء وتحدثت سالي بغضب: هو فيه إيه بالظبط يا شريف؟
نظر لها وتحدث: تقصدي إيه يا سالي؟

أجابته بغضب: أقصد أجازتك اللي أخدتها في غير ميعادها، وسفرك لأسوان إللي بالصدفة عرفته من مامتك، سؤالي المهم بقى لحضرتك إشمعنا أخدت أجازة في الوقت ده وبالتحديد لأسوان وكل ده بعد البنت دي ما ظهرت في حياتنا؟
نظر لها بضيق وتحدث: أظن ده لا وقت خناقات ونكد ولا ده وقت أسأله، واتفضلي قدامي علشان أوصلك لمكان ماما ومليكة علشان أروح أسلم على سيادة اللوا،.

أوصلها ووقف بعيدا وداخله يحترق وهو ينظر عليها وهي تجاور عمر وتتحرك بدلال تحتسي مشروبها وهما يتحدثان ويضحكان بسعادة ظاهرة على وجوههما.

أمسك طارق يد جيجي وتحدث: ليدي جيجي تسمحي لي بالرقصة دي؟
إبتسمت له بعشق وتحدثت: بس عاوزة رقصة فرفوشة يا طارق، حاسة نفسي مبسوطة النهاردة وعاوزة رقصة كده تفرفشني.
أجابها بتساؤل: إنتي تؤمري يا قلبي، قولي لي حابة ترقصي على إيه؟
تحدتث بتفكر: أممممم نانسي عجرم الدنيا بتحلي وأنا وياك.

وبالفعل طلب طارق غنوة جيجي وبدأ بالرقص بمرح وسعادة أبهر الجميع وبلحظة نشر حالة من السعادة الهائلة بالمكان، بدأ الكابلز بالتجمع على الإستيدج والرقص حول تلك الثنائي المنطلق.

كان يقف بجانب والده يختلس النظر إليها، فهمس عز بجانب أذنه متحدثا: يا أبني إتقل شوية مش كده، ده أنا قولت بعد إسبوع العسل بتاع لندن هترجع هادي وعاقل ومستكفي.
أجابه بدعابة: هو فيه حد بردوا بيكتفي من شهد العسل يا باشا؟
إبتسم عز وأجاب: براحتك أنا بس خايف عليك من مواعة النفس
ثم نظر إلى ليالي وتحدث: لازم تحدق شوية علشان تعمل توازن في حاسة التذوق، ولا إيه؟

ضحك ياسين برجولة وتحدث: أوامر سعادتك يا باشا، وماله نحدق منحدقش ليه.
نظر له عز وتحدث بجدية: مش ناوي تعلن عن الموضوع؟
أجابه ياسين بضيق: مليكة خايفة وقلقانة علشان عمتي، بتقول لي إنها مش هتقدر تتحمل الخبر ولا هتتقبله،.

تحدث عز بعقلانية: طبيعي يا أبني إن ثريا مش هتتقبل الوضع بسهولة ويمكن كمان تتصدم في الأول، لكن كمان ثريا ست مؤمنة وأكيد لما تهدي وتفكر هتتقبله بالتدريج وبعدها الموضوع هيتحول لأمر واقع للجميع
وغمز بعينه وتحدث: أنا بس خايف ليكون جاي لنا ضيف جديد قريب وساعتها هتضروا مرغمين تعلنوا، وشكلكم هيبقي وحش أوي بصراحة.

إبتسم ياسين بسعادة وأجاب: طب ياريت، ده أنا كل صبري عليها وعلى تأجيلها الغير مبرر إن فعلا الموضوع ده يكون حصل، وقتها هحطها قدام الأمر الواقع علشان تبقي تعارضني بعد كده تاني.
نظر له بتساؤل: طب وأمك وليالي هتعمل معاهم إيه؟
أجاب بثقة وقوة: ساعتها الكل هيتحط قدام الأمر الواقع، أنا راجل ومارست حقي الشرعي مع مراتي وده حق مكتسب ليا لا هو عيب ولا حرام علشان حد يتجرأ ويقف يقول لي إنت عملت كده ليه؟

إبتسم عز وتحدث بتفاخر: جبروت يا ابني والله.
أجابه بفخر: تربية معاليك يا باشا وليا الفخر.
تحدث عز بمداعبة: لا تربيتي إيه بقي، ده أنا بفكر أخد عندك درس وأتربي من جديد.
ضحكا إثنتيهما وتابع حديثهما.

كانت تجلس بجانب يسرا السعيدة بوجهها المنير تحدثت بدعابة: مفيش حاجة عاوزة تقوليها لي؟
أجابتها يسرا بإبتسامة: حاجة! حاجة زي إيه مثلا؟
أجابتها مليكة بمداعبة: مثلا زي سيادة القبطان إللي فجأة ظهر عندك في الأصدقاء ومابيسبش بوست غير لما يعمل لاف عليه، ده غير بوستات وفيديوهات الحب إللي بدأ ينزلها على صفحته.

إرتبكت يسرا وتحدثت بتلبك: أنا كنت هقول لك إنه بعت لي طلب صداقة ودخل لي سألني على ياسين أيام الحادثة، بس نسيت صدقيني.
نظرت لها مليكة وتحدثت: ما تيجي نتمشي شوية
وبالفعل وقفتا وتحدثت مليكة بنبرة ودودة: يسرا، ممكن تفتحي لي قلبك وتحكي لي على إللي جواه أنا أكيد هفهمك وصدقيني كل إللي هتحكيه هيبقي سر بينا، محدش هيعرفه غيرنا إحنا الإتنين.

نظرت لها بتيهة وتحدثت: بحبه يا مليكة بس خايفة، خايفة أخوض التجربة دي تاني، خايفة من نظرة ولادي ليا، ماما وأنتوا وعيلة جوزي، خايفة من الكل يا مليكة
وفي نفس الوقت بحبه واتعلقت بيه، أمتي وإزاي ده حصل مش عارفة، لكن أهو حصل وخلاص، المشكلة إنه فاتحني في جواز.

إبتسمت مليكة وأجابتها بحماس: طب دي خطوة بيثبت بيها مدي إحترامه ليكي قبل نفسه، سليم بطلبه ده أثبت إنه راجل محترم يا يسرا، إنسي عقلك شوية وادي له أجازه وأمشي ورا قلبك وشوفيه هيقول لك إيه.
أجابتها بتوتر: أيوة يا مليكة بس ده عاوزني أعيش معاه أنا وولادي في أسوان وهيجيب إبنه يعيش معانا.
تحدثت مليكة: طب وإيه المشكلة في كده يا يسرا ما هو ده الوضع الطبيعي إنك هتعيشي معاه، ولا إنتي معترضة على وجود إبنه؟

نفت سريع: بالعكس يا مليكة، الولد زي الملاك يا حبيبي وكمان يتيم يعني هيكون إبني التالت أكيد، حتي ولادي سليم بعت لهم اد وفكرهم بنفسه أيام الرحلة واتصاحب عليهم جدا وهما كمان حبوه أوي وبيكلموني دايما عنه.
ردت مليكة بعيون ووجه بشوش: طب والله برافو عليه إنه قرب للولاد بالشكل ده، بس بردو مش فاهمة إيه هو سبب خوفك وقلقك؟

تنهدت يسرا وأردفت: أولا لو سافرت أسوان ده معناه إني هسيب ماما، وأنا مقدرش أبعد عنها يا مليكة، ماما مابتقدرش تقعد لحظة واحدة من غيري، ثانيا لو إتجوزت أهل جوزي ممكن ياخدوا الولاد مني ولو ده حصل وقتها أنا ممكن أموت فيها.
أجابتها بطمئنة: أول حاجة بالنسبة لماما ملكيش حق خالص إنك تقلقي عليها لان أنا وياسين والولاد معاها، ثانيا بقي أهل جوزك مين دول إللي تقلقي منهم،.

وأجابت بفخر: أكيد ياسين مش هيسمح لهم بحاجة زي كده.
كانت تنظر لها وفجأة وبدون شعور حزن داخلها من فرحة عيناي مليكة وهي تنطق لإسم ياسين بعيون عاشقة وصوت هائم
نظرت لها يسرا وتسائلت: مليكة هو أنا ممكن أسألك سؤال؟
أمائت برأسها بموافقة: طبعا يا يسرا إتفضلي.
تحدثت يسرا على إستحياء: هو أنتي حبيتي ياسين؟
إبتلعت لعابها وشحب وجهها وسحبت بصرها خجلا.

أمسكت يسرا يدها لتطمئنها وأبتسمت بمرارة وتحدثت: يلا بينا نقعد مع ماما.

إقتربت ليالي من ياسين الواقف مع أحد أصدقائه وتحدثت بدلال: ممكن أمير باشا يسمح لي أخد منه ياسين دقيقة.
أجابها بإحترام: أكيد يا أفندم بعد إذنكم.
نظرت له بابتسامة مصطنعة كي لا يلاحظ الحضور وتحدثت: ممكن البيه يفهمني إيه إللي حصل من شوية ده إنت، إزاي تسمح لنفسك تمسك وسط الهانم وتتحرك بيها كده وكأنها مراتك بجد لا وكمان ترقص معاها رقصتك الأولي،.

إيه إللي عاوز توصله ليا من تصرفاتك دي يا ياسين، عاوز تخليني أغير مثلا؟ بس ده بعدك، مش ليالي العشري إللي تغير من واحدة زي دي، أنا فين وهي فين يا بيه.

وأكملت بتساؤل وحيرة: أنا مش فاهمة إنت بتتصرف معايا كده ليه؟ خليك صريح وواضح وقولي سبب تصرفاتك دي إيه، الأول تمنعني من السفر ومتحوليش فلوسي بتاعة كل شهر، والوقت تحرجني وتخلي إللي يسوي واللي مايسواش يبص لي على إني الست إللي جوزها متجوز عليها فعلا مش مجرد حتة ورقة،
كانت تتحدث بغضب عارم ظهر بصوتها ولكنها تحاول كظمه.

إستمع إليها بإبتسامة هادئة وبرود مميت ثم تحدث: خلصتي كل كلامك ولا لسه فيه كلام تاني عاوزة تقوليه، على العموم مش وقت كلام، لما يتقفل علينا باب أوضتنا نبقي نتكلم ونحاول نعالج مشاكلك العميقة ونشوف حل لشكل سيادتك إللي مبقاش تمام قدام الناس
ثم إبتسم ساخرا وتحرك تاركا إياها تستشيط غضبا.

كان يقف بعيدا عن الضوضاء ليستعيد نشاط ذهنه ولو قليلا
إقتربت منه وتحدثت بنبرة ملاطفة: مساء الخير على الناس إللي نسيتنا وأوام نسيت عشرتنا، بقي زعلان من ثريا ومقاطعها يا سيادة اللوا؟
نظر لها نظرة إشتياق رغم تحكمه بحاله حتى يظهر أمام عيناها بثبات و تحدث ساخرا: قولت أريحك مني خالص علشان وجودي ما يسببلكيش أي إزعاج وما أكونش تقيل عليكي وما أظنش إن بعادي فارق معاكي في حاجة.

نظرت له وتسائلت: تفتكر إنه فعلا مش فارق معايا يا سيادة اللوا؟
أجابها بثقة: مش أفتكر، أنا متأكد من ده.
أجابته بابتسامة خفيفة: تبقي غلطان ومتعرفش معزتك وغلاوتك في قلوبنا قد إيه.
نظر لها بعتاب وتحدث بنبرة ملامة: أنا لو فعلا غالي عندك مكنتيش عملتي فيا كده يا ثريا، مكنتيش رضيتي بظلمي البين على أديكي طول السنين دي كلها.

تنهدت بألم وتحدثت: الدنيا مبتديش للإنسان كل حاجه يا عز، وإحنا كفايه علينا لمة ولادنا وسعادتهم حوالينا
وإحنا يا ثريا: قالها بألم يمزق داخله
أجابته بإبتسامة رضا: ما إحنا كويسين أهو والحمدلله، عيلتنا بخير ومترابطة ومتماسكة وقلبنا على قلب بعض، وأحفادنا حوالينا ضحكتهم بتضوي وتنور ليالينا، هنعوز إيه تاني أكتر من كده؟

ونظرت له وتحدثت بملاطفة واستسماح: جالك قلب تزعل مني وتقاطعني، طب بذمتك موحشكش فطار ثريا، طب والله طول الفترة اللي فاتت وأنا شايلة همك علشان عارفة إنك أكيد بتروح شغلك من غير فطار.
أجابها بمعاتبة مرحة ومداعبة: لو شايلة همي بجد كنتي عملتي لي شوية محشي ولا شوية ملوخية وجوزين حمام وبعتهوملي بدل أكل منال إللي نشف معدتي طول الفترة اللي فاتت.

ضحكا إثنتيهما وتحدثت هي: بس كده، إنت تؤمر يا سيادة اللوا بكرة هجهزل لك سفرة من بتوع أمي وأمك الله يرحمهم وكل يا سيدي وعوض معدتك عن فترة الجفاف والحرمان إللي فاتت.
حدثها بعيون عاشقة وصوت لأول مرة يظهره لها: ثريا أنا روحي بترد فيا لما بسمع إسمي من بين شفايفك، ممكن متحرمنيش من المتعة دي،.

وأكمل مترجيا: أنا عارف إنه خلاص مبقاش ينفع نصيبنا يتلاقي ونتجمع، بس على الأقل متحرمنيش من نظرة عنيكي ولا نطق شفايفك لإسمي، ممكن تعملي كده علشان عز يا كل حياة عز.
إبتلعت لعابها وأهتز كيانها من نظرة ذلك العاشق المسكين وحزن داخلها لأجله ولأجل حرمانه الظاهر بصوته،
أمائت له بابتسامة هادئه وأنصرفت سريع من أمامه حتى لا يتجرأ ويطلب المزيد وتضعف هي.

أما هو فكان في عالمه الخاص فاليوم هو أسعد ليالي حياته فلقد رأي ضحكتها وسمع إسمه من بين شفتاها وهي تنظر داخل عيناه فماذا سيتمني بعد، مسكين عز أيها العاشق الذي أدمي الهوي قلبه
أما منال التي كانت تتحرك بين المعازيم وتشعر بحالها وكأنها الملكة الأم غير مبالية بما يجري من حولها من ياسين أو عز أو ليالي.

بعد قليل كانت تخرج من الحمام في طريقها للخارج، وجدت من يسحبها بيده بعنف ويشدها داخل غرفه مغلقة
نظرت له بقوة وتحدثت: إيه الهمجية إللي إنت فيها دي يا أستاذ؟ إنت إزاي تسمح لنفسك تشدني وتدخلني هنا غصب عني وكمان تقفل الباب؟
يظهر إني كنت غلطانة في نظرتي بالحكم عليك
كادت ان تتحرك أسرع ووقف خلف الباب وأغلقه بجسده العريض مانعا إياها من الخروج.

قائلا بشرار يتطاير من داخل عيناه: إنتي فاكرة نفسك هتخرجي من هنا قبل ما تفهميني وتشرحي لي إيه الهبل اللي بتعمليه برة ده؟
وأكمل بغضب وعيون تشتعل نارا: إنت إزاي تسمحي لنفسك يا محترمة تتكلمي مع الزفت اللي إسمع عمر بالطريقة المايعة دي، لا وكمان تروحي تقفي لوحدك معاه وتشربوا عصير، أنا بجد مصدوم فيكي ومش قادر أستوعب تصرفاتك معاه.

ربعت يداها فوق صدرها وتحدثت ببرود أعصاب: وحضرتك تضايق وتتصدم ليه إن شاء الله، أنا اللي بجد مستغربة ردة فعلك وحمقتك دي،
واسترسلت بنبرة ساخرة: تكونش قريبي وأنا مش واخدة بالي، ده أحنا حتى ما نعرفش بعض للدرجة اللي تسمح لك تكلمني بالطريقة دي.
أجابها بغضب: عاااااليا، ما تحاوليش تستفزيني وتخليني أخرج غضبي عليكي.
ردت بغضب: نعم يا أستاذ، غضبك عليا، وإنت تكون لي إيه إن شاء الله علشان تغضب عليا؟

أمسك يدها وتحدث بثقة: إنتي عارفة كويس أوي أنا أبقي لك إيه وإنتي بتمثلي لي إيه.
صاحت به وهي تنفض يدها عنه: لا والله مش عارفة وأحب إنك تعرفني؟
إقترب منها ونظر داخل عيناها بهيام وأمسك يدها وتحدث بحب: إنتي حبيبتي وأنا حبيبك يا عالية، إنتي حلمي اللي كنت بدور عليه وأخيرا لقيته،.

وأنا حبيبك إللي عشقي مدوب قلبك في غرامه، حبيبك اللي عيونك الحلوة فتنت عليكي من أول مرة شفتك وقالت لي على كل اللي جواكي، بحبك يا عالية، بحبك.
كادت أن تضعف أمام سحر عيناه ورعشة شفتاه وهو يتحدث بصدق يظهر بصوته، لكنها عادت لرشدها سريع فهي علياء العالية ذات الأصل الشامخ.
شدت يدها من بين يده وتحدثت بكبرياء: والله أنا كل اللي أعرفه إن سيادتك خاطب وجاي الحفلة وبكل جبروت وحاطت إيدك في إيديها.

أمسك يدها من جديد وتحدث بحب: النهاردة هنهي كل حاجة بيني وبينها، مش هيكون لها أي وجود في حياتي من النهاردة،
إقترب من عيناها كمسحور وتحدث: عالية، موافقة تكوني شريكة حياتي، أنا عاوزك تكوني أم ولادي يا عاليا.
أخذ صدرها يعلو ويهبط
لم تشعر بحالها إلا ودموعها تهبط من عيناها من هول ما إستمعت، فكم تمنت وحلمت وسرحت بخيالها أن تستمع لتلك الكلمات التي بها حياة قلبها.

نظر لها بحنان ومد يده وجفف لها دموعها وتحدث: دموعك غالية أوي يا عالية، هقبلها بس المرة دي علشان عارفها دموع الفرح
وتحدث بتأثر: تتجوزيني يا عالية.
إبتسمت بدموع وهزت رأسها بإيماء وسعادة.
تحدث بلهفة محاوطا وجهها بعناية: بحبك يا عالية، بحبك أوي.

ضحكت بسعادة وتحدثت: إتمنيت كتير أسمعها منك وياما استنيتها، مع إني كنت شايفاك حلم بعيد ومستحيل يتحقق، بس دايما قلبي كان بيطمني ويطبطب عليا ويقول لي متقلقيش، شريف ليكي وإنتي ليه يا عالية، سنتين وأنا قلبي بينكوي بنار حبك مكلش ولا مل ولا فقد الأمل.
إبتسم لها وتحدث بوعد: هعوضك يا حبيبي، صدقيني هعوضك عن كل حاجة عيشتيها في بعدي.
ثم جفف لها دموعها وتحدث: يلا أخرجي علشان محدش ياخد باله ونبقي نتكلم بالليل.

وبالفعل خرجا ولكن بقلوب بالحب هائمة بالعشق نابضة
كان يقف بجوار شقيقته ينظر إلى علياء بشرود ووجه مبتسم حدثته مليكة: شريف، أنت عاوز إيه من عالية بالظبط؟
نظر لها وابتسم وأردف بصراحة: هتجوزها يا مليكة، بحبها وهتجوزها.
أجابته مليكة بعيون سعيدة: بجد يا شريف، تعرف إن من وقت ما أتصلت بيا وطلبت رقمها وأنا أتمنيت إنها تكون من نصيبك.

نظر لها بإستغراب وتحدث: تصوري افتكرتك هتعترضي وتقعدي بقي تفحميني بمثالياتك الهبلة وتقولي لي مينعش تغدر بسالي بعد ما أمنت لك والكلام بتاعك ده.
إبتسمت بمرارة وأردفت: حكايتك مع سالي مسيرها للفشل، يبقي تنتهي دلوقتي أحسن ما يكون فيه بيت وولاد وبردوا هتنتهي، ربنا يسهلها بعيد عننا.
نظر لها بإستغراب وتحدث: هو أنا ليه ليا فترة حاسس إنك بتتجنبي أي حديث معايا عن سالي، حتى الوقت حسيت إنك مبسوطة باللي حصل.

تحدثت: بصراحة يا شريف حصل منها موقف قفلني أوي وخوفني منها عليك،
وقصت له ما جري.
تحدث هو بغضب: وإنتي إزاي يا مليكة تسمحي لها تتكلم معاكي بالطريقة دي، إنتي من إمتي بقيتي سلبية كده؟
في تلك اللحظات كان يأتي إليها عاشقها الذي أشتاقها حد الجنون ولكن مجاملة الضيوف والتحدث إليهم أخذ منه الكثير من الوقت وجد شريف يحتد في حواره معها
تحدث منزعجا: فيه إيه يا جماعة، مالك يا شريف؟

نظرت لأخاها تستعطف نظراته زفر شريف من تصرفاتها وتحدث: مفيش يا سيادة العقيد، كان عندي مشكلة كده وكنت بحكي لمليكة عليها، بعد إذنكم.
كاد أن يتحدث ولكن قاطع صوته صوت ليالي في المايك وهي تناديه بدلال: حبيبي، ممكن تطلع على الاستدج علشان غنوتنا لرقصتنا سوا هتبدأ.
نظر لها بإستغراب ثم حول بصره لتلك المشتعلة داخليا وقلبها المتألم وتحدث: حقك على قلبي والله غصب عني.

إبتسمت له بمرارة وتحدثت كي لا تحزنه: ولا يهمك يا حبيبي أنا مش زعلانة يلا روح لها.
تحرك إليها بإبتسامة مزيفة من أجل الحضور وبدأت رقصتهم وضعت ليالي رأسها فوق كتفه ولفت ذراعها بدلال حول عنقه مع إشتعال مليكة بنارها الحارقة لقلبها العاشق.
إقترب أحدهم من مليكة ويبدوا عليه عدم الإتزان وتحدث: هو الجميل واقف لوحده ليه، ماتيجي أعزمك على الرقصة دي.
إرتعبت مليكة من حالته وتحدثت بتوتر: ممكن تبعد لو سمحت.

أجابها وهو يقترب عليها ممسكا بذراعها: أبعد إيه بس وإنتي قمر كده، أنا بقول تيجي معايا نكمل سهرتنا في شقتي، هتعجبك أوي صدقيني.
تحدثت مليكة وهي تنفض يدها برعب: أيدك يا حيوان.
لم تكمل جملتها ووجدت من يسحبه بعنف ويلكمه على أنفه عدة لكمات جعلت أنفه ينزف بغزارة،
ثم أشار لرجال الأمن الذين تجمعوا وتحدث بعنف وقلب يشتعل: الزبالة ده يترمي في أوضة الجنايني ويتربط زي الحيوان لحد الحفلة ما تخلص علشان أربيه بإيدي.

حالة من الهرج والمرج أصابت الجميع وأمسك شريف ذلك المتحرش ولكمه وتحدث: لا ده يخصني يا باشا، ده لازم يموت من الضرب النهاردة علشان يحرم يمد إيده ويلمس أسياده بعد كده.
كان ياسين محتضن تلك المرتعشة بين يديه تحدث إلى شريف بلهجة أمرة: شريف، مش وقته علشان الناس الموجودة، تعالي معايا ندخل مليكة جوة.

وبالفعل تحرك ياسين وهو محتضنا إياها برعاية وكأنه محتضن طفلته الصغيرة ودلفا للداخل ودلفت خلفهم سهير التي إرتعبت على صغيرتها وثريا ويسرا وعلياء وأبتسام،
حاوط وجهها بكفيه وتحدث: إهدي يا حبيبي وما تخافيش، قسما بربي لأخسفه ورا الشمس وما هخلي الدبان الأزرق يعرف له طريق.

هزت له رأسها وهي تبكي وتهتز من شدة رعبها جرت عليه سهير شدتها من بين يديه وأدخلتها أحضانها وتحدثت: إهدي يا قلبي أنا معاكي يا ماما متخافيش.
خرج ياسين للخارج وجد ليالي متخشبة مكانها بعدما تركها وجري إلى مليكته بعدما وجد أحدهم يقترب من وقفتها
تحرك بجانبها وتحدث سريع: إنزلي اقعدي مع مامتك ومتقفليش كده.

وذهب إلى المايك وأمسكه وتحدث بإبتسامة هادئة عكس ما يدور داخله: معلش يا بشوات، أنا أسف على المشهد إللي حصل من شوية وأتمني تنسوة وتكملوا حفلتكم عادي، مشرفينا يا جماعة
أماء له الجميع بموافقة وانطلق الحفل من جديد.

دلف عمر للداخل ويبدوا عليه أيضا عدم الإتزان ولكن متماسك إلى حد كبير وتحدث إلى مليكة الجالسة بأحضان سهير: سوري يا مليكة على إللي حصل بس أكيد چو ما كانش يقصد إللي فهمتيه، إنتي بصراحة كبرتي الموضوع أوي وكمان ياسين عامل چو بهمجية غير مقبولة.

تحدث شريف بغضب عارم: إنت إتجننت يا بني أدم إنت، هي مين دي إللي كبرت الموضوع وهمجية إيه اللي بتتكلم عنها، الهمجية دي أنا هوريها لك على حق لما الناس إللي برة دي تمشي.
تحدث عمر ببرود: لا ده يظهر إن مش بس ياسين إللي همجي.
تحدثت علياء بغضب: بذمتك مش مكسوف من نفسك، بقي أنت راجل ومحسوب على رجالة المغربي؟
نظر لها بتسلي وتحدث بوقاحة لا متناهية: على فكرة بقي أنا راجل وراجل أوي وأعجبك كمان، تحبي تجربي؟

وقف شريف وبدون مقدمات لكمه على أنفه وتحدث: شكلك كده يلا ناقص رباية وأنا بقي نويت أكملها لك.
وقفت ثريا هي وأبتسام وأبعدا عمر من قبضة يد شريف وتحدثت ثريا: إخص عليك الله يكسفك، قد كده بلاد الغرب جعلت منك مسخ، يا خسارتك يا ابن سيادة اللوا.
دلفت منال وجدت عمر أنفه ينزف وثريا تعنفه بالكلام تحدثت بغضب: هو إيه إللي بيحصل هنا بالظبط؟
وجرت على صغيرها وهي تحاوط وجهه بهلع وتحدثت: مالك يا موري؟

مين إللي جت له الجرأة يعمل فيك كده يا حبيبي؟
كاد أن يتحدث دلف ياسين للداخل وأمسكه من يدها بعنف وتحدث: هي دي الأشكال إللي عازمها لنا ف حفلة اللوا عز المغربي يا محترم؟
أجابه عمر ببرود: نزل أيدك يا ياسين وبطل الهمجية بتاعتك دي وأتعامل زي الناس المتحضرة الراقية، وبعدين إنت عارف إللي بتتكلم عنه ده يبقي إبن مين؟

أجابه ياسين ومازال ممسكا بتلابيب حلته ويهزه بعنف: أكيد إبن راجل تافه مش فاضي يربي إبنه وبلا المجتمع بشبه المذكر ده.
شدت منال عمر من بين قبضة ياسين: إهدي يا ياسين مينفعش تعامل أخوك كده قدام الناس.
أجابها ياسين بغضب عارم: هو ده كل اللي يهم جنابك يا منال هانم؟
الناس وكلام الناس؟
طب وشكلنا اللي بقي يكسف من الأشكال الضالة اللي إبنك مدخلها بيوتنا،
البيه اللي واقفة تدافعي عنه شارب هو وأصحابه.

البيه مدخل خمور وسجاير محشية في حفلة فيها رئيس جهاز المخابرات وجميع قامات الجهاز، إنتي متخيلة حجم المصيبة والإحراج إللي إبنك حطنا فيه؟
أشاح بيده بتأفف وتحدث وهو يتأرجح: يا أخي قرفتنا بقا بكلامك ده، وبعدين هو چو كان عمل إيه يعني، انتوا اللي عالم مقفل وراجعي أنا مش فاهم فيها إيه لما يمسك ايدها ويطلبها للرقص؟

جري عليه ياسين وأمسكه من تلابيبه وتحدث بعنف: هي حصلت تتكلم كده على مرات أخوك يا عديم النخوة يا عرة الرجالة.
جرت ثريا ومنال وإبتسام عليه ليسحبوه من قبضة يده أما شريف ضل جالسا يشاهد ما يفعله ياسين بذلك البارد بإستمتاع
دلفت ليالي ونرمين يهرولوا إلى ياسين ليفضوا ذلك الإشتباك تحت رعب مليكة ودموعها وقلقها على ياسين.

تحدث عمر بغضب وصفاقة: كل الثورة إللي إنت عاملها دي علشان مليكة، أومال لو كانت معتبراك جوزها بجد وقدرتك كراجل ونولتك المراد كنت عملت فينا إيه؟
نزلت الكلمة على قلبها كالصاعقة حزنا لأجل رجلها وحبيب حياتها.
لم يشعر بحاله إلا وهو يصفعه على وجهه عدة صفعات متتالية تحت صريخ منال ومحاولة جذب ثريا ويسرا عمر من بين يديه ولكن هيهات، فقد تملك منه الغضب ولم يستطع أحد فكاك قبضته من على عمر.

تحدثت ثريا ونرمين: سيبه يا ياسين سيبه مينفعش كده.
صاح بهما بغضب: أوعي حد منكم يقرب ده قليل الأدب ومحتاج يتربي من جديد،
وسحبه وتحرك به داخل الغرفة تحت صياح منال وتوسلاتها: أبوس أيدك يا ياسين تسيبه ده مش في وعيه يا أبني ومش عارف هو بيقول إيه.
كاد أن يغلق الباب وتحدث بغضب: ماما إبعدي لو سمحتي وأوعي حد يحاول يتدخل.

جرت عليه بإرتعاب قبل أن يغلق باب الغرفة عليهما وأمسكت يده برعب ونظرت له متوسلة: سيبه يا ياسين.
نظر لها وتحدث بحدة: إبعدي يا مليكة وملكيش دعوة بالموضوع ده.
تحدثت بتوسل وهي ممسكة بيده بترجي ودموع وخوف: أرجوك يا ياسين سيبه، علشان خاطري سيبه.
نظر لها ولم يستطع مجابهة توسلات عيناها له وخوفها الشديد
تركه بعنف أوقعه أرضا وخرج لوالده وطارق لإكمال الحفل واستقبال الضيوف.

تحت نظرات الجميع المستغربة من تأثير مليكة الهادئة على ذلك الثائر الهائج بتلك البساطة.
جرت منال على ولدها وهي تحتضنه وتقبله ثم نظرت إلى مليكة وتحدثت بشكر: متشكرة يا مليكة، متشكرة أوي.
تحدثت ليالي بغل: بتشكريها على إيه، ماهي كل المصايب إللي حصلت دي بسببها هي.
نظرت نرمين بغل على مليكة
صاحت سهير بها: حاسبي على كلامك يا ليالي ومتغلطيش وإلا هحاسبك على كل حرف هتنطقيه في حق بنتي.

دلف طارق وجد الداخل مشتعل تحدث مهدئا للوضع: إهدوا يا جماعة من فضلكم، ماما من فضلك خدي عمتي وليالي والبنات واخرجوا بره علشان الناس بتسأل عليكم علشان الحفلة انتهت والناس هتبتدي تمشي.
وأنت ياشريف من فضلك أخرج أقعد برة ومليكة وطنط ويسرا هيفضلوا هنا لحد ما الناس تمشي.

ثم تحرك إلى عمر الذي بدأ يترنح من مفعول الخمر وجذبه من يد والدته وتحدث: وأنت يا بيه تعالي أطلعك أوضتك علشان تنام شوية قبل ماتدخل على ليفل الوحش وتتحاسب حساب الملكين.
إنتهي الحفل ودلف عز واعتذر من مليكة وسالم وسهير وشريف، ذهبت مليكة بصحبة والدتها التي أصرت على المبيت وأخذ إبنتها داخل أحضانها وهذا ما أزعج ياسين كثيرا،
وانصرف الجميع.

هل ياسين سيقف متكتف الأيدي بعدما حدث وخصوصا حديث عمر المهين لكرامته ورجولته؟
أم أنه سيعلن عن إتمام زيجته بها حتى ولو إعترضت هي وليحدث ما يحدث؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة