قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل التاسع

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل التاسع

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل التاسع

بعد مرور يومان
خرجت ثريا من المشفي بعد إلحاح منها على عدم الرغبة بوجودها داخل المشفي
فهي لا تحبذ تلك الأجواء وتنزعج بشدة من وجودها بها، وأيضا تفتقد أطفال رائف وتريد إحتضانهما، وافق الأطباء على خروجها بعد تشديد منهم بإتباع الإرشادات والمحذورات على ياسين وأهمها أن لا يحزنها أحد أو يرهقاها بالحديث.

مر أسبوعا منذ خروج ثريا وتحسنت حالتها سريع بعد إهتمامهم جميعا بها وإلتفافهم حولها بحب وحنان وأيضا بعد إطمئنانها على أطفال رائف ومليكة، وقد أخذ ياسين إجازة من عمله كما أنه قد كرس كل وقته للإهتمام بها، وأيضا ليكن بجانب حبيبته التي بات يعشق قربها منه وبات يعشق وجوده معها بذات المكان حتى وإن لم تعطه إهتماما كقبل بل ويصل للتجاهل الشديد أحيانا إلا أنه أصبح عاشقا لكل ما فيها.

تطورت مراحل عشقه بوتيرة سريعة حتى أنه بات يحلم باليوم الذي سيجمعه بها حتى وإن لم تكن له زوجه بالنمط المعتاد ولكن يكفي أنه ستجمعها به غرفة وسرير مشترك، أو هكذا هو تخيل.
كان يجلس على مقعد مجاور إلى تخت ثريا الموضوع بغرفتها وهو يحمل أنس ويجلسه على ساقيه ينظر بعشق على تلك الجالسة بجانب ثريا وهي تحمل لها كأسا من العصير،.

دلفت نرمين من باب الغرفة فمنذ خروج والدتها من المشفي وهي مقيمة معهم وكان محمد يريد المكوث معها بحجة الوقوف بجانبهم
ولكنها رفضت بشدة معللتا بأن ياسين وعز لم يوافقا على مبيت رجل في المنزل بعد وفاة رائف وهذا ما كان سيحدث بالفعل، فذهب هو للمكوث عند والدته وبات يأتي لزيارتها كل فترة بحجة الإطمئنان عنها وعن إبنه.
جلست نرمين فوق السرير تحت قدمي والدتها وتحدثت: عاملة إيه الوقت يا ماما؟

نظرت لها ثريا بحنان وتحدثت مطمئنة إياها: الحمدلله يا حبيبتي أنا بقيت أحسن بفضل الله ياريت يا نرمين تروحي بقا لجوزك بدل ما هو قاعد عند مامته كده، وكمان متبهدل رايح جاي عليكي إنتي وإبنك، وأكملت بإستحياء: تعبتكم معايا يا بنتي.
تحدث ياسين بمرح: تعبك راحة يا ماما، وبعدين إيه المشكلة لما تتعبيها شوية، ماهي طول عمرها تعباكي وتعبانا كلنا معاها.

نظرت له بعتاب مصطنع وتحدثت بمشاكسة: أنا يا أبيه، أنا تعباكم معايا طول عمركم، متشكره يا سيدي، متشكره جدا.
ضحكوا جميعا ما عدا تلك الحزينة الجالسة بإمتعاض جراء وجوده فمؤخرا باتت تتجنب تواجدها معه بنفس المكان والحديث معه
نظر لها ياسين موجها حديثه لها بمشاكسة: مليكة ممكن أتعبك معايا وأطلب منك فنجان قهوة.
نظرت له بحنق وتحدثت بصوت رخيم: حاضر، هطلب من عليه تعملهولك حالا.

لكن أنا عاوز أشربه من إيدك إنتي. جملة قالها بترجي.
تحدثت ثريا وهي تري معاملتها السيئة له مؤخرا
معلش يا مليكة، قومي إعملي القهوة لياسين وإعملي لي فنجان معاه بعد إذنك.
قاطعها ياسين بحزم: وبعدين معاكي يا ماما، مش قولنا القهوة ممنوعة بأمر من الدكتور.
تحدثت مليكة بحب وهي تنظر لها بحنان: معلش يا ماما إتحملي كمان إسبوعين زي الدكتور ما أمر، وبعدها صدقيني هعمل لك أحلا فنجان قهوة في الدنيا كلها.

إبتسمت لهما ثريا وتحدثت: طب يلا روحي إعملي القهوة لياسين.
نظرت له بضيق وتحدثت بحنق: حاضر يا ماما، بعد إذنكم.
إبتسم ياسين وهو ينظر إلى ثريا التي بدورها إبتسمت أيضا بوهن.
نظرت لهما نرمين بإستغراب وتحدثت بتهكم: هو فيه إيه بالظبط، ومالها الكونتيسة مليكة قالبة وشها علينا كده ليه؟
وبعدين هي إزاي بتتكلم كده مع ياسين!
نظرت لها ثريا وتنهدت: هبقا أقول لك بعدين يا نرمين.

وقف ياسين حاملا أنس وتحدث متحججا: بعد إذنك يا ماما هروح أشرب القهوة بره علشان أشرب معاها سيجارة.
أشار الصغير بيده على جدته وتحدث: أنا هقعد مع نانا.
نظرت له ثريا ومدت يداها قائلة بحنان: تعالي يا قلب نانا
وأخذته بحضنها وهي تشتم رائحته بسعاده.

دلف إلى المطبخ بعد أن حمحم وأستأذن وجدها تقف أمام الموقد تصنع له قهوته وعليه تجلس على المنضدة تقوم بتقطع الخضار لتسويته وتجلس بجوارها مني الفتاة المساعدة لها تقوم ببعض الأعمال.
وقفت عليه بإحترام وتحدثت: إتفضل يا باشا، حضرتك بنفسك جاي المطبخ، ده المطبخ نور والله يا ياسين باشا.
إبتسم لها وهو مثبت نظره على تلك التي مازالت توليه ظهرها بدون إهتمام لحمحمته وتحدث: ده نورك يا علية، أخبارك ايه طمنيني عليكي؟

أجابته عليه بسعادة ووجه بشوش: الحمدلله يا باشا، أنا بخير طول ما حسك في الدنيا.
تحرك بإتجاه الواقفة غير مهتمة بتواجده ووقف خلفها وتحدث بمداعبة لها: على أقل من مهلك وإنتي بتعملي القهوة يا مليكة، أصل أنا بحب كل حاجة خاصة بيا تتعمل على الهادي، يعني لازم الحاجة تاخد حقها أوي علشان تطلع في أبهي صورها والواحد يعرف يستمتع بيها كويس، ولا أنتي ايه رأيك؟

زفرت بضيق وتحدثت بمغزي وهي مازالت تواليه ظهرها: مش دايما ياسيادة العقيد، ساعات فيه حاجات مابيبقاش منها رجا والإنتظار عليها بيبقي مجرد تضييع وقت مش أكتر، الذكي بقا هو إللي مايضيعش وقته وينتظر حاجة مش هتحصل ولا هتتحسن بمجرد مرور الوقت.
تحدث بثقة وبرود مميت: بيتهيئ لك شغلي علمني إن مفيش حاجة إسمها مستحيل كل شيئ بيبقا في أوله صعب بس بعد كده بيلين ويهدي.

إلتفتت ونظرت له بغضب وابتسمت بسماجة وهي تعطيه قدح القهوة: إتفضل قهوتك ياااا يا أبيه.
أصرت أن تتكأ على كلمة أبيه ليصل له أنها تراه أخاها وفقط ولا يحق له بأن يحلم بالأكثر من ذلك.
نظر لها بحب وعيون هائمة عاشقة وتحدث بإبتسامة ساحرة: ميرسي يا مليكة تسلم إيدك.
إرتبكت من تلك النظرة الجديدة عليها منه إهتز فنجان القهوة وهي تناوله إياه نظر لها وإبتسم بتسلي إرتبكت وأرادت أن تذهب لكنه كان يحتجزها بجسده العريض.

تحدثت بغضب وتلعثم قائلة: مممم ممكن حضرتك توسع شويه علشان أعرف أعدي؟
إبتسم ومرر لسانه على شفتاه بتسلي بحركة جعلتها ترتبك أكثر وتحرك جانبا قائلا: إتفضلي.
تحركت واختفت بسرعة البرق من أمامه ودلفت لثريا من جديد.
تنهد هو براحة وحب وأدار ظهره ليخرج لكنه تفاجأ بعليه والفتاة المجاورة لها ينظران له فاتحين فاههم غير مستوعبين ما يحدث ولا يفهماه حمحم قائلا: طب يا عليه أنا خارج عاوزة حاجة؟

تحدثت بإبتسامه: عاوزة سلامتك يا ياسين باشا.
بعد خروجه تحدثت مني بفضول: إنتي فهمتي حاجة من إللي حصل ده يا خالتي عليه؟
أجابتها عليه بإستغراب: لا يا مني مفهمتش.
تحدثت مني بذكاء: فيه حاجة غريبة بتحصل هنا في البيت من يوم ما ست ثريا طلبت مننا نخرج كلنا في في الإستراحة بتاعت الجنينة بعد أهل الست مليكة ما وصلوا وبعدها وأنا باصه من الشباك شفت عز باشا وياسين باشا وهما داخلين مستعجلين،.

وبعدها الست ثريا توقع من طولها ونسمع صريخهم،
أنا الفار إبتدي يلعب في عبي يا خالتي عليه ومش هيهدالي بال غير لما أعرف أيه إللي حصل يوميها بالظبط،
أكملت بذكاء بس إللي أقدر أقولهولك من إللي أنا شفته قدامي دلوقتي إننا هنشرب شربات قريب أوي،
ثم أكملت بشرود بس شربات ايه إللي هنشربه دي الدنيا كده ممكن تولع ربنا يستر من إللي جاي.

كانت عليه تستمع لها بإهتمام شديد وبعدها نفضت أفكارها وتحدثت بجدية وحزم: كلي عيش وخليكي في حالك يا مني الناس دي إحنا مش قدهم يا بنتي،
مايغركيش معاملتهم الحلوة لينا دول جبابرة ولو وقعتي تحت إيديهم بأي غلطه مش هيرحموكي، خديها نصيحه من واحده في سن أمك خليكي في حالك أحسن لك يا بنت الناس وكلي عيش.

دلف لمنزله ليلا بعد الإطمئنان على ثريا وصعود مليكة لغرفتها وجد أباه يجلس بمكتبه ألقي عليه السلام وذهب له وجلس أمام مكتبه واضعا قدما فوق الأخري.
نظر له عز بتفاخر وتحدث: وحش المخابرات إللي مشرفني، جهاز المخابرات كله بقاله أسبوع ملهوش سيرة غير على ياسين المغربي إللي وقع أكبر تخطيط إرهابي كان هيدمر البلد، وتخطيته إللي مفيهوش غلطه ووقع بيه الخلية من غير نقطة دم واحدة.

كان يستمع إلى وصف أبيه له وتفاخره الشديد به وهو سعيد وتحدث مبتسما: كله بفضل الله وتوجيهات سعادتك عز باشا بنتعلم من سيادتك، ثم أنا أجي أيه في تاريخ حضرتك المشرف في المخابرات، أنا نقطه في بحرك يا باشا.
إبتسم له عز وتحدث بكبرياء: رئيس الجهاز النهارده قال لي بكل تفاخر مبروك ياسيادة اللوا هذا الشبل من ذاك الأسد.
تحدث ياسين بكبرياء: وليا الشرف يا باشا.

نظر له عز وتحدث بجدية وقلق: بس أنا عاوزك تاخد بالك من نفسك كويس أوي بعد كده يا ياسين، الناس إللي ورا المجموعه دي مش هتسكت وهيحاولوا ينتقموا منك على كشف خيبتهم قدام العالم كله، لازم تخلي بالك وكويس أوي ومتنساش إنك قدام تخطيط دولي يعني مش هايستسلموا بسهولة.
أجابه ياسين بيقين: خليها على ربنا يا باشا وأهلا بيهم في أي جولات جديدة إحنا بعون الله قدها وقدود.

ثم نظر ل أبيه وتحدث بإرتباك: بعد إذن حضرتك يا باشا أنا كنت بفكر أتمم جوازي من مليكة الإسبوع ده،
وتحدث معللا بتصنع يعني عمتي ثريا بقت أحسن، وكمان أنا كل شويه عندهم وطارق وكل رجالة العيله بيدخلوا يطمنوا عليها فممكن باباها يكون متضايق من زيارتنا دي ومحروج يتكلم، فاأنا بقول أكتب كتابي عليها وأمنع أي كلام ممكن يتقال من أي حد.
تنهد عز مهموما وأرجع بظهره للخلف قائلا بقلق: قولت لمراتك يا ياسين؟

تحدث ياسين بضيق: لسه يا باشا، بس ناوي أفاتحها النهاردة في الموضوع.
تحدث عز بوجه عابس: أنا قلقان جدا من رد فعلها هي وأمك، تفتكر أمك هتسكت وتعدي الموضوع كده بالساهل دي مهما كانت ليالي بنت أخوها وأكيد هتزعل علشانها وتقوم الدنيا علينا وعليا أنا بالذات
وأكمل بنبرة قلقة: إنت كده بتفتح عليا طاقة من أبواب جهنم يا ياسين.

تحدث ياسين بثقة: سيب موضوع ماما وليالي عليا يا باشا أنا كفيل إني أهديهم هما الإتنين وأقنعهم
واسترسل بترقب شديد: لكن مسمعتش رأي حضرتك في إللي أنا قولته؟

تحدث عز: طبعا معنديش مانع أنا كل إللي شاغلني حاليا هو إنك تبلغ امك وليالي غير كده كله سهل وبيني وبينك يا ابني أنا قلقان لحماك يعند هو كمان وليالي يوصل بيها الحال إنها تطلب الطلاق، واكمل: وقتها با ابني متزعلش مني أنا مش هشوفك بتخرب بيتك بإيدك وأقف أتفرج.
نظر له ياسين بعدم إستيعاب لكلماته وتحدث بنبرة صوت قلقة مضيقا عيناه قائلا: تقصد ايه بكلامك ده يا باشا؟

نظر له عز وتحدث بجدية: أقصد إن لما خراب بيتك يتحط قصاد أي حاجة تانيه هضحي بأي حاجة وقتها بمعني لو والد مليكه أصر ياخدها هي والولاد وقتها هتدخل وأخد أولادنا بأي طريقة حتى لو هنتضر نعادي بعض ووقتها بقا يبقي ياخد بنته ويشبع بيها هو حر فيها.
هنا تغير وجه ياسين وظهر غضبه عنوة عنه وتحدث بحنق وغضب: مفيش حاجة هتحصل من الكلام ده كله يا باشا أنا قولت لحضرتك إني كفيل بإقناع ماما وليالي،.

وأكمل متحججا: وبعدين أنا ضميري ما يسمحليش إني أحرم مليكة من أولادها ولا أحرم الولاد منها أسلم حل هو جوازي منها ومفيش غير كده.
نظر له عز وإبتسم داخليا بعدما رأي عشق ولده الظاهر بعيونه لمليكة وتأكد أن ياسين يعشقها ويريدها زوجة له وليس حفاظا على نفسية ثريا والأطفال مثلما إدعي ولكنه أيضا قلق من ردة فعل منال وليالي ووالدها.

نظر له عز وتحدث بلؤم: اللي تشوفه يا ياسين الكورة الوقت في ملعبك إلعب وخطط براحتك أهم حاجة تجيب إجوان واللعبه تبقي حلوه وتستاهل.
نظر له ياسين بعدم فهم لحديث أبيه وتحدث: كلام حضرتك كله ألغاز ليه كده ياباشا تقصد إيه بيه فهمني؟
ضحك عز وغمره بغمزه من عينيه وتحدث بمرح: إنت فاهمني كويس أوي يا سيادة العقيد فبلاش نتلائم على بعض المهم حاول تخلص من موضوع كلامك مع ليالي بأسرع وقت.

تحدث ياسين بجديه وحماس: النهاردة كله هيبقي تمام ياباشا
نظر له عز بإستغراب وأبتسم قائلا بلؤم: يااااا للدرجة دي مستعجل؟
نظر له ياسين وتحدث بإرتباك: ايه مستعجل دي يا باشا لا طبعا أناااا بس عاوز أطمن قلب عمتي وأحسم لها موضوع قلقها على أولاد رائف.
ضحك عز وتحدث بمداعبة: طب ماهو ده إللي أنا كنت أقصده بكلامي يلا إنت بقا فهمت ايه من كلامي يا ياسين باشا.

قرر ياسين الإنسحاب من أمام والده الذي يبدوا عليه أنه كشف ما بداخله وقرأه بعيونه فوقف معتذرا ومنسحبا
قائلا
طب بعد إذن حضرتك يا باشا أنا هطلع علشان أفاتح ليالي في الموضوع تصبح على خير يا سيادة اللوا.
أوقفه عز بجديه وتعقل: ياسين إتكلم مع مراتك بحكمه وعقل واهدي وخدها بالراحه مش عاوزين مشاكل يا حبيبي يلا تصبح على خير.
تحدث ياسين بجديه وثقه: مش عاوزك تقلق يا باشا.

في نفس التوقيت الذي دلف ياسين إلى أبيه المكتب قررت نرمين التوجه لغرفة شقيقتها لتستفسر منها سبب حزن مليكه ومعاملتها الجافه لياسين
دقت باب شقيقتها فاستمعت لصوتها وهي تأذن بالدخول فدلفت، رأتها يسرا وتجاهلتها فهي منذ ذلك اليوم توترت علاقتهما ولم تعد كما كانت للأن.
تحدثت نرمين بجديه: يسرا لو سمحتي عاوزه أتكلم معاكي شويه.

يسرا وهي تتجه لسريرها وتجلس عليه إستعدادا للنوم: إنتي شايفه إن ده وقت كلام أظن الوقت إتأخر و البيت كله نايم.
نظرت لها نرمين بترجي وتحدثت بإصرار: يا يسرا من فضلك لازم نتخطي إللي حصل ونرجع تاني زي الأول في النهايه أنا وإنتي ملناش غير بعض، بلاش علشاني ياستي علشان خاطر ماما إللي كل شويه تسألنا مالكم وفيه أيه؟
وليه بعدتوا عن بعض ومابقتوش زي الأول؟

أجابتها يسرا بغضب: ماما معذوره مسكينه ماتعرفش إللي فيها، وبيتهيألي لو عرفت ساعتها ممكن تزعل مني على إني لسه بتعامل معاكي أصلا بعد إللي عرفته إحمدي ربنا يا نرمين إني دفنت إللي عرفته ما بينا وماقولتهوش لحد.

زفرت نرمين بقلة صبر: خلاص يا يسرا مش كل شويه هتزليني وتفكريني بالموضوع ده، المهم أنا كنت جيالك علشان أعرف أيه إللي حصل بين ياسين ومليكه مخليها تعامله بالطريقه دي، وعلي فكره أنا سألت ماما قدام ياسين وقالتلي إنها هتقولي لما نبقا لوحدنا
لكن بعدها مرات عمو عبدالرحمن جت لزيارة ماما وبعدها على طول ماما نامت فاأنا بصراحه حاسه الموضوع كبير وقولت أسألك أكيد تعرفي.

تنهدت يسرا وظهر على وجهها الحزن والهم وتحدثت: ياسين عاوز يتجوز مليكه.
جحظت عيناي نرمين وتحدثت بصدمه: إنتي بتقولي أيه يا يسرا، إتجنن ده ولا ايه، وايه إللي خلاه يفكر فيها بالشكل ده لتكون شغلته ولعبت عليه هو كمان؟
تحدثت يسرا بغضب: ايه التخاريف اللي بتقوليها دي! ياريت تشيلي مليكه من دماغك يا نرمين وإلا ورحمة بابا أنا إللي هقف لك، وأكملت بشرود الحكايه مش زي ماأنتي فاهمه وبدأت بقص كل ما حدث عليها.

بعد مده تحدثت نرمين برضي: يعني مليكه مش موافقه؟
أجابتها يسرا: أيوه وإختارت تاخد ولادها وتعيش بيهم عند باباها
تحدثت نرمين بإعجاب: والله برافوا عليها أول مره تتصرف كويس وبعقل، أنا شايفه إن مليكه عندها حق ولازم تاخد أولادها وتبعد عند باباها وبكده هتريحنا كلنا ياسين ومراته ومامته وأنا هارتاح وأرجع أجي تاني زي الأول
وإحنا كمان نعرف نطالب وناخد حقنا إللي إتنسي بموت رائف.

كانت يسرا تنظر لها بعدم تصديق لما تراه عيناها من جشع وطمع شقيقتها تحدثت بصدمه: إنتي امتي بقيتي كده؟ امتي بقيتي بالجشع والطمع ده، خلاص مابقاش يهمك غير الفلوس وإزاي تخلصي من مليكه وولادها!
وأكملت طب وأمك إللي وقعت من طولها وكانت هتروح مننا لمجرد ما سمعت مليكه بتقول هتمشي وتاخد الولاد، مافكرتيش فيها، مجاش على بالك ايه اللي ممكن يجرالها تاني؟

إزاي بقيتي بالأنانيه دي كلها ومبتفكريش غير في نفسك ومصلحتك وبس!
تحدثت نرمين بجديه وتهكم: بقولك يا يسرا مش وقت مثاليات وعواطف هبله إنتي فاهمه يعني ايه ياسين يتجوز مليكه؟

يعني هاتكون تحت حمايته هي وولادها، يعني حقنا هايضيع ويموت وسطيهم، وياسلام بقا لو ياسين بيه حب الهانم وعرفت تلعب عليه وتاكل عقله زي رائف الله يرحمه يبقا وقتها قولي على حقنا يارحمان يا رحيم، لكن لو غارت في داهيه هي وأولادها، ساعتها مع الوقت هيتنسوا وممكن كمان تتجوز وتاخد الولاد معاها
وساعتها أنا وإنتي وأولادنا اللي هانعيش في الخير ده كله!

وأكملت وماتقلقيش هنديهم حقهم مش هناكله عليهم لكن بالعقل حقهم بالعقل يايسرا مش ياخدوا الجمل بما حمل.
ذهبت يسرا سريعا بإتجاه الباب وأشارت بيدها لها وتحدثت: إطلعي بره يا نرمين ومش عاوزه أشوف وشك في أوضتي تاني.
نظرت لها نرمين بغضب وتحدثت: براحتك يا حنينه لكن بكره تجيلي زاحفه على رجليكي علشان نشوف حل بعد ما الهانم تكون كوشت على كل حاجه وساعتها الندم مش هيفيدك يا يسرا وهافكرك،.

وخرجت وصفقت يسرا خلفها الباب وبدأت بالبكاء على حال شقيقتها التي تحولت لشخص عديم الرحمه والإنسانيه حتى أنها لم تعد تهتم لأمر والدتها المريضه أو لأبناء أخيها الأيتام، .

عوده إلى ياسين.

دلف إلى جناحه بعد إستعداده واتخاذه قرارا بمواجهة ليالي بالأمر وجدها بإنتظاره وهي في حاله مغريه لرجولته ترتدي ثيابا مثيره للغايه وتنظر له بنظرات ذات مغذي ومعني، نظر لها وابتسم بإغراء ذهب لها على الفور وجذبها بعنف إرتدمت بصدره، فقد سهلت عليه مهمته وقرر أن يستغل ذلك الوضع لصالحه فالأن سيعيش معها أوقاتا سعيده ويذيقها من عشقه ألوانا من العسل المصفي حتى يثملها فتكون بحاله مزاجيه أفضل ويكون الحديث أهدي وألطف، هكذا تخيل ياسين، لكن مالايعرفه عن النساء هو أن أهون عليها الأن أن تدفنه بيدها تحت الثري ولا يتفوه بتلك الكلمات المميته لأي أنثي.

قضا معا وقتا سعيدا ليس بالقليل وبعد مده خرج من المرحاض وهو يرتدي رداء الحمام وجدها تجلس على السرير وتمسك بيدها كأسا من المشروب تناوله إياه بسحر جلس بجانبها وأخذه منها وتجرعه،
نظر لها بجديه وتحدث: ليالي كنت عاوز أتكلم معاكي في موضوع كده بس عاوزك تسمعيني للأخر من غير ماتقاطعيني وعاوزك تبقي هاديه أوي وتحاولي تفهميني.

أجابته وهي تنظر بعيونه بعشق وتحدثت بإثاره: ومين غيري يفهمك يا ياسين باشا لو لوله حبيبتك ما فهمتكش؟
وتحدثت بتساؤل وشغف: لكن قولي الأول هاتسفرني فين بمناسبة ترقيتك؟
وأكملت بتفاخر وكبرياء: ما تتصورش موضوع العمليه الأخيره ده مسمع في البلد كلها إزاي صاحباتي كلهم هيتجننوا وبيحسدوني على أسد المخابرات إللي أنا متجوزاه.

نظر لها ببريق بعيناه وتحدث بنشوه: حبيبي إسمعيني الأول وبعدها كل طلباتك مجابه هبقي تحت أمرك فاللي إنتي عاوزاه كله، سفر، مجوهرات، كل حاجه هاتطلبيها تتنفذ فورا
وأكمل مخدرا مشاعرها وقبل كل ده لازم تعرفي إني بحبك أوي وإني ماعنديش أغلي منك علشان أسعدك بشتي الطرق.

لمعت عيناها طامعه و تحدثت بدهاء: يااااه ده شكله موضوع مهم أوي إللي يخليك توافق على كل طلباتي بسهوله كده حتى من غير ماتعرفها على العموم إتفضل يا سيدي أنا سمعاك.
جلس بجانبها وأمسك يدها وقبلها وتحدث بجديه: إنتي تعرفي ايه السبب إللي خلي عمتي ثريا جتلها أزمه قلبيه؟
نظرت له بإستغراب وحدثت حالها، ماذا يريد أن يتحدث؟ مالي أنا بتلك الثريا أو أزمتها! تري ماالذي يدور بعقلك الذري ياسين؟

تحدثت بإستغراب: لا يا ياسين ماأعرفش ولما سألناك وقتها أنا وعمتو أيه إللي حصل ووصلها لكده قولت لنا إن مفيش سبب معين.
تنهد ياسين وأكمل: وقتها ما كانش ينفع أقول يا ليالي، في اليوم ده أبو مليكه إتصل عليا أنا وبابا علشان يبلغنا إنه عاوزنا نروحله ضروري عند عمتي ثريا، ولما روحنا بلغنا إنه قرر ياخد مليكه هي والولاد يعيشوا معاه هو شايف إنه مايصحش بنته تعيش في البيت من غير راجل،.

وخصوصا إننا كلنا بندخل عندهم علشان نتطمن على عمتي ويسرا وأولاد رائف الله يرحمه، يعني تقدري تقولي إنه مش متقبل و رافض فكرة إن فيه رجاله غريبه بتدخل البيت في وجود بنته فقرر ياخدها هي وولادها، عمتي أول ما سمعت كده وقعت من طولها لولا ستر ربنا علينا كان زمانها حصلت رائف.
تحدثت ليالي بتعالي وإستهزاء: ايه الراجل ده هو لسه فيه ناس بتفكر بالرجعيه والتخلف ده؟ طب وبعدين ايه اللي حصل كمل؟

أكمل ياسين بجديه: للأسف تفكيرك غلط يا ليالي سالم عثمان مش راجعي ولا متخلف زي ما وصفتيه.

كل الحكايه إنه راجل بيفهم في الدين والأصول كويس يا حبيبتي وفعلا لو بصنالها من ناحية الشرع وكمان العرف هنعرف إنه ليه كل الحق، مليكه لسه صغيره وحلوه وإحنا كلنا بندخل علشان نتطمن عليهم الراجل عاوز يجتنب الشبهات وياخد بنته في حضنه وبصراحه هو معاه حق، لكن لما نيجي نحسبها من وجهة نظرنا كعيلة المغربي هنلاقي إن إحنا كمان مش هنقدر نبعد ولاد رائف عننا دول رجالتنا ومانقدرش نسيبهم يتربوا بعيد عن بيت وعز أبوهم.

ليالي تأكيدا على حديثه: عندك حق طبعا وخصوصا إن فعلا الولاد محبوبين جدا من الكل، ده عمو عز لازم يشوفهم أول ما يصحي وقبل ماينام كلنا بصراحه بنحبهم ده حتى أنا اللي مابحبش الأطفال بحب أنس جدا
ده طبعا غير وضع طنط ثريا ويسرا هايكون ايه ده كده البيت هايبقي فاضي أوي عليهم.
تحدث ياسين ولمعه ظهرت بعيونه من حديثها المثمر: بالظبط كده الله ينور عليكي يا حبيبتي.

وأكمل بتخابث وهو ينظر داخل عيناها: دي حتى عمتي ثريا ما هديتش وحالتها إتحسنت غير لما طمناها وقولنا لها على حل للمعضلة دي كلها، منه ها يرضي سالم بيه ومنه أولاد رائف يفضلوا في حضنها وحضن عيلة المغربي.
تسائلت بإستغراب وحيرة: حل ايه ده يا ياسين إللي طنط ثريا وسالم بيه إتفقوا ووافقوا بيه؟

إبتلع لعابه ونظر لها بدقه قائلا: لما هدينا وفكرنا كويس لاقينا إن مفيش غير حل واحد إللي ممكن يخرجنا من المشكلة دي ويقفل الموضوع ده خالص وللأبد، والحل هو إن واحد من رجالة المغربي يتجوز مليكه وبكده سالم بيه هيهدي ويشيل ايده من التحكم في مليكه وأولادها كمان أولاد رائف هيفضلوا هنا في حضن ثريا ومليكه.

نظرت له بذهول ودق قلبها بوتيرة سريعة وقد باتت تعرف ما هو السر وراء تلك المحاضرة والحديث الطويل التي لم تدري منذ البداية المغزي من ورائه لكنها الان باتت على دراية شبة كاملة من هو الزوج المنتظر،
نظرت له بترقب وتحدثت بتلعثم: وياتري بقا مين هو اللي العيله الكريمه إستقرت وأختارت إنه ينال شرف إنقاذ العيله وإنقاذ قلب ثريا هانم؟
نظر لها بتعاطف وتحدث بحذر: ليالي أنا قررت أتجوز مليكة.

تري ماذا ستكون ردة فعل ليالي على قرار ياسين؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة