قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الأول

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الأول

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الأول

في مدينة الإسكندرية، في إحدي الأحياء الراقيه القريبه جدا من شاطئ البحر، تقطن عائلة المغربي في أرقي تجمع سكني (كمبوند) حيث المساحات الخضراء والماء والطبيعه الخلابه، يسكن عز المغربي داخل فيلا راقيه هو وزوجته وولديه ياسين وطارق وزوجتيهما وأولادهما، بجواره مباشرة توجد فيلا رائف أحمد المغربي يسكن بها هو وزوجته وأبنائه ووالدته وأخته يسرا وأولادها.

تجاورهم فيلا عبدالرحمن المغربي يسكن بها هو وزوجته راقيه، وأبنائهم وليد وزوجته وباقي أبنائه، وباقي التجمع ملك لعائلة المغربي المقيمين به، سنتعرف عليهم داخل الأحداث.

في فيلا رائف ليلا
كان التصفيق حاد من الجميع وهم يرفعون قاماتهم لأعلي ليشاهدون تلك الهابطه فوق الدرج بدلال وجمال وأناقه، وهي تتأبط بذراع زوجها بفخر وعشق
زوجها الناظر لها بعيون عاشقه ذائبه في سحر عيناها وأبتسامتها الخلابه.

إنها مليكة بسحرها وجمالها الروحي الطابع على وجهها وهي ترتدي الساري الهندي الذي صنع خصيصا ليتناسب مع حجابها وأحتشامها، بلونه النبيتي الجذاب الذي إختاره لها رائف خصيصا للإحتفال بذكري زواجهما الثامن الذي أقامه رائف في فيلته بمساعدة إحدي كبريات شركات تنظيم الحفلات
تهافت عليهما المهنئون من الأهل والأصدقاء والأحباء.

تحدثت ثريا ب وجه بشوش وهي تحتضن ولدها بحنان: كل سنة وإنت طيب يا حبيبي وعقبال 1 سنه مع بعض في سعادة
نظر إليها رائف بحب وأمسك يدها وضع بها قبلة إحترام وتقدير قائلا: وإنت طيبة وبخير ومنورة حياتي يا ماما، ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي.
ثم حولت بصرها إلى مليكة بإبتسامة رضي وتحدثت: أيه الجمال ده كله يا مليكة، الساري هياكل منك حتة.

نظرت لها مليكة بحب وسعادة وتحدثت بنبرة رقيقة كعادتها: حبيبتي يا ماما عيونك الحلوين
ثم نظرت إلى رائف بعيون تنطق عشقا وتحدثت: ده ذوق حبيبي وطبعا لازم يكون جميل وهايل زيه
نظر لها رائف بحب وقبل وجنتها برقة
وتحدث: حبيبتي هي اللي جميلة أوي وأي حاجة بتلبسها بتزيدها جمال
إبتسمت له وانزلت بصرها للأسفل بخجل
جاء إليهم ياسين وضحكة على ثغريه أحتضن رائف بأخوة وأحتواء وتحدث بنبرة هادئة: كل سنه وإنت طيب يا حبيبي.

ثم نظر إلى مليكة بإبتسامة جذابة وتحدث: كل سنة وانت طيبة يا مليكة وعقبال 1 سنه مع بعض
وأخرج من جيبه علبه من القطيفه بها خاتم ألماس ثمين وفريد من نوعه، ثم نظر لها بإبتسامة حانية وأعطاها إياه
نظرت له بسعادة ووجه بشوش وهي تمد يدها وتأخذ منه الخاتم وتحدثت برقة: متشكره أوي يا أبيه تعبت نفسك ليه بس
ونظرت إلى الخاتم وهي منبهره بجماله وأناقته قائلة بإعجاب شديد: وااااو تحفه يا أبيه، وكالعاده ذوقك يجنن.

ثم نظرت له بإبتسامة ساحرة ونطقت برقة: بجد ميرسي ليك، كل سنة بنتظر هديتك مخصوص علشان بتبهرني بيها وبكون متأكدة إنها هتبقي تحفة وأضيفها جنب باقي هداياك القيمة
نظر لها بإبتسامة سعاده وتحدث برضي: كل سنه وإنتي سعيده، وبجد مبسوط جدا إن الخاتم عجبك
نظرت له وتحدثت بإنبهار: عجبني بس، ده يجنن يا أبيه
ثم نظرت له بشكر وإمتنان قائلة: ميرسي بجد.
وهنا نظر له رائف وتحدث بعرفان: كتير أوي يا ياسين اللي بتعمله معانا ده.

رد عليه ياسين مبتسما: مفيش حاجة تكتر عليك يا غالي، الدنيا كلها تحت رجليك إنت ومليكة.
كان كل هذا يحدث أمام عيناي ليالي المستشاطة غضب من تلك الهدية الثمينة التي أهداها زوجها إلى زوجة إبن عمه والتي دائما ما يغمرها بالهدايا الثمينة المنتقاه بعناية فائقة في مناسباتها.

ليالي وهي تهمس له ببرود عكس ما يدور بداخلها: ذوقك يجنن يا حبيبي، لكن لهدايا مليكة بس، نفسي في مره تجيب لي هدية وتفاجئني كده زي ما بتفاجأ مليكه؟
شملها ياسين بنظرة إستغراب وتحدث ساخرا بنبرة باردة: لما يبقي ذوقي يعجبك زي ما بيعجب مليكة ويبهرها كده هبقي أجيب لك يا حبيبتي، إنتي بتنسي ولا أيه؟

وأسترسل مذكرا إياها: ده أنا أخر كوليه جبتهولك من سنتين روحتي بدلتيله في نفس اليوم من الجواهرجي ومعجبكيش ذوقي، مع إني كنت موصي عليه
وأكمل بتفاخر: والجواهرجي كان عامله مخصوص قطعة نادرة ل حرم ياسين المغربي
نظرت له ليالي ثم تحدثت بغرور وتعالي: أعمل أيه يا ياسين، قدرك بقا يا حبيبي إنك متجوز هانم أرستقراطية وليها ذوقها الفريد النادر في شياكتها وأناقتها واللي لا يمكن تتنازل عنه بأي شكل.

وأكملت لإسترضائه: والدليل على كده إني إختارتك تكون شريك لحياتي، بحب أختار كل حاجة بعناية فائقة ومش بيعجبني ذوق أي شخص على الإطلاق،
نظر لها ياسين وتحدث ببرود: يبقي مش من حقك تشتكي يا ليالي لما أجيب هدايا لناس بتقدر ذوقي وبيعجبها.
وتركها ببرود وذهب ليقف بجانب أبيه
كظمت غيظها ثم حولت نظرها إلى مليكة ومدت يدها تعطيها هديتها وتحدثت بإبتسامة مجاملة: كل سنه وإنتي طيبة يا مليكة ويارب ذوقي يعجبك.

تحدثت مليكه بإبتسامه وشكر: يا خبر يا ليالي، إنتي كمان جايبة لي هدية، كان كفاية أوي هدية أبيه ياسين وخصوصا إنها غالية جدا
ومدت يدها بإحترام وأمسكت هدية ليالي وأخرجتها كانت عبارة عن حقيبة يد ماركة عالميه عالية الجودة
نظرت لها مليكة بإبتسامة قائلة بإستحسان: واااو تجنن يا لي لي، طول عمر ذوقك لا يعلي عليه، بس أنا كده غرمتكم أوي هديتك وهدية أبيه ياسين وكمان الهديتين غاليين جدا بجد ميرسي أوي يا لي لي.

تحدثت ليالي: إنتي قيمتك عندنا عالية أوي يا مليكة وبعدين أنا حاجة وياسين حاجة تانيه
ذهبت مليكة إلى أبيها الناظر إليها بإبتسامة عريضة ووجه بشوش دلفت داخل أحضانه بحنان وبدوره ملس سالم على ظهرها بحنان أبوي لا مثيل له
وتحدث سالم وهو يقدم لها هديتها التي كانت عباره عن طقم من الألماس يحتوي على قلاده وخاتم وفرط وإسواره،
تحدث سالم بإبتسامة وحب: كل سنة وانتي طيبة يا حبيبتي، وعقبال كل سنة وإنتي سعيده.

نظرت له مليكة بعيون مبتسمة وسعيدة قاىلة بنبرة حنون: ربنا يخليك ليا يا بابا، الحقيقه بقا أجمل هدية في حياتي كلها هي إن حضرتك أبويا وإني بنتك يا حبيبي
سحبتها سهير داخل أحضانها بحب وتحدثت بدعابه: وأنا ياست مليكه، مش هدية بالنسبة لك ولا أيه؟
شددت مليكة من إحتضان والدتها وتحدثت بمداعبة: إنتي حبيبتي يا سو، ربنا يخليكي ليا يا ماما، ده أنا من غيرك ولا حاجة
ردت سهير بحب ورضي: كل سنة وانتي طيبة يا حبيبتى.

إحتضنتها سلمي صديقتها المقربة وهتفت بحماس: كل سنه وإنتي طيبة يا ليكة، مش قادرة أقول لك الساري جميل فيكي إزاي، تحفه عليكي
تحدثت مليكة بإبتسامة سعيدة: ميرسي يا سلمي، ده بس علشان إنتي بتحبيني فدايما بتشوفيني جميلة
وبعد مدة والإنتهاء من السلام إشتغلت الموسيقي كي تعلن عن بدأ رقصة رائف مع حبيبته مليكة.

أمسك بيدها بحنان ونظر داخل عيناها بوله، وضعت هي رأسها على كتفه بحنان وبدأ برقصتهما الرومانسية التي تنم عن مدي عشقهما وحبهما بعضهما البعض
كان الجميع ينظر لهما نظرات متناقضة ومختلفة، فمنهم الفرح السعيد بعشق ذاك الثنائي، مثل سالم وسهير وشريف أهل مليكة، وثريا وعز وطارق وأخت رائف الكبري يسرا، ومنهم الحاقد على مليكة مثل أخت رائف الصغري نرمين، ومنهم المحب الغائر، ومنهم الحاسد،
إنتها من رقصتهما.

وذهب رائف يجلس بجانب أعمامه وأبنائهم، ذهبت مليكة هي الأخري لتجلس مع نساء العائله
تحدثت ليالي بوجه مبتسم: حلوة أوي فكرة الساري دي يا مليكه، لاء وجديده في حفلات عيلتنا، وبصراحه لايق عليكي جدا
تحدثت مليكة بفخر وحب لزوجها: ميرسي يا ليالي، لكن الحقيقه دي فكرة رائف وأختياره وذوقه، هو اللي جابه وعملهولي مفاجأه
تحدثت چيچي زوجة طارق الأخ الأصغر ل ياسين وشريك رائف بالشركة.

چيچي بإبتسامة وإعجاب: بصراحه يا بختك بحب رائف ليكي وإهتمامه بكل تفاصيلك يا مليكة، ياريت يعلم طارق شويه من الإهتمام ده، حقيقي الساري حلو أوي عليكي
أكملت سلمي بإستحسان: بجد شابوه لرائف على ذوقه يا مليكة
تحدثت يسرا أخت رائف الكبري بفخر وأعتزاز: هو فيه زي رائف ولا ذوق رائف، ربنا يحميه حبيبي ويبارك لنا فيه.

نظرت لهم نرمين الأخت الصغري ل رائف وتحدثت بإستعلاء وغرور: إيه يا بنات الأوفر اللي إنتو فيه ده، الساري شكله عادي وأقل من العادي كمان، وفكرته قديمة جدا، ده أتهرس في حفلات وأفراح إسكندريه كلها
ثم نظرت إلى مليكة وتحدثت بإستهجان: وكمان سوري يا مليكة، مش متناسق مع جسمك خالص.

إحمرت وجنتي مليكة خجلا وإحراج ثم تمالكت من حالها وتحدثت بثبات وهدوء جاهدت في إخراجه: دي أذواق يا نرمين، لولا إختلاف الأذواق ل بارت السلع
وأكملت بعيون عاشقة: وبعدين كفايه أوي إن رائف إهتم بيا وأفتكرني في وسط إنشغاله بأعماله وشركته، وده عندي يساوي الدنيا كلها.

إستشاطت نرمين غضب من رد مليكة عليها وأنها لم تستطيع أن تحزنها وتغضبها بتلك الكلمات المسمومة، فا نرمين غاضبه بشدة من مليكة ومن إهتمام رائف والجميع بها،
وإغراقها من الجميع بالهدايا الثمينة والقيمة، ولكن أكثر ما أغضبها هي نظرات الإعجاب والرغبة التي شاهدتها بعيون زوجها الوقح الموجهه إلى مليكة والنظر بعيناه لجسدها ومفاتنها بكل جرأه ووقاحه.

وحمدت الله أن رائف أو ياسين أو عمها أو حتى والد مليكة، لم يروا تلك النظرات وإلا كانوا دفنوه حيا تحت أقدامهم، ولكنه أيضا ذكي وحذر للغاية، فهو يسترق النظر لها دون أن يراه أحد، إلا نرمين التي تسلط عليه نظرها طيلة الوقت، ولن يفارق عيناها للحظة من وقت مجيئهما لحضور الحفل.

ولهذا فهي الوحيدة التي إبتعدت عن الحي الساكن به جميع عائلتها وسكنت بعيدا عنهم رغم إلحاح زوجها وأهلها عليها بالمكوث بجوارهم لكنها رفضت بشدة، وفسرت لزوجها وأهلها أنها تريد الإستقرار والإستقلال بعيدا
فهي تعشق زوجها ولا تريد خسارته ورغم تأكدها من إعجاب زوجها بمليكة إلا أنها لم تخبره قط بذلك الموضوع حفظا لكرامتها وغرورها أيضا كإمرأه.

دلف شاب من باب الفيلا وهمس بأذن رائف يبدو أنه يخبره عن وصول هدية رائف لمليكة فؤاده
ذهب لها وبسمة على ثغريه تنير وجهه العاشق وأمسك بيدها وأوقفها قبالته وتحت أنظار جميع المتواجدون
تحدث بحب وأحترام لتلك الخلوقة: هديتك وصلت يا حبيبتي، يلا بينا علشان تشوفيها
أجابته مليكة برقة وهي تنظر داخل عيناه بعشق: هديتي وصلت من زمان يا رائف، إنت أغلي هديه ربنا أهداها لي.

صفق طارق بكفاه وتحدث بدعابة: ياسلام على الحب والرومانسية، أيه بس الجمال ده كله
ثم تحدث شريف أخاها مداعبا إياهما: طب خلوا الكلام الحلو ده بينكم وبين بعض، وياريت تعملوا حساب إن في سناجل بائسة في الحفلة زي حالاتي مثلا.
تحدث رائف بإبتسامة وهو يسحب مليكة من يدها ويخرج بها إلى الخارج: محدش قال لك تبقي سنجل لحد الوقت يا حضرة المذيع المحترم.
خرج جميع الحضور ليروا بأعينهم ما هي هدية رائف لمدللته مليكة.

وإذا بشابين يقفان بوجه بشوش ويرفعا غطاء سياره فراري أحدث موديل باللون السيلفر المحبب لقلب مليكة
نظرت لها بإنبهار وسعادة ثم حولت نظرها إليه وأحتضنته وشدد هو من إحتضانها بحب ثم أخرجها من حضنه وأحاط وجهها بيداه وهمس بصوت لا يصل إلا لها: كل سنه وإنت طيبة يا قلبي، كل سنة وإنت معايا وجوه حضني، كل سنه وأنا شايف سعادتك طله عليا من بين سحر عيونك الحلوين.

تحدثت وهي تنظر له بعيون مغيمة بدموع الفرح: كل سنه وأنت معايا يا حبيبي، بحبك يا رائف
إنهالت عليهم المباركات من الجميع عدا نرمين التي دلفت لداخل الفيلا بغضب عارم لاحظته والدتها وأختها اللتان دلفتا إليها سريعا ليرا ماذا أصابها
تحدثث ثريا متسائلة بنبرة قلقة: خير يا نرمين، مالك يا حبيبتي فيكي أيه؟
نرمين وهي تدور حول نفسها بغضب وتفرك يداها ببعضيهما من شدة العصبية: حضرتك مش عارفه مالي يا ماما؟

وأكملت بنبرة حقودة وعيناي متسعة من شدة غضبها: مالي كله أتاخد مني و بيتصرف على رضي الهانم، البرنسيس مليكة
تلفتت ثريا حولها يمينا ويسارا بحذر تخوفا من أن يستمع أحدا بما تهذيه إبنتها الثائرة الغاضبة
أمسكتها من يدها وسحبتها لداخل غرفتها الخاصة وأغلقت الباب بعد دخول يسرا معهما
وتحدثت ثريا بغضب عارم: ممكن أفهم أيه الكلام الفارغ اللي بتقوليه ده، مال أيه وزفت ايه اللي بتتكلمي عنه؟

تحدثت نرمين بصياح والغضب يسيطر على ملامحها: بتكلم عن فلوسي يا ماما، ورثي أنا ويسرا من بابا الله يرحمه إللي البيه إبنك حارمنا منه وعمال يصرفه على البرنسيس بتاعته
وأشارت بيدها بغضب: العربية اللي جايبها لها دي مين الأولي فينا إنها تركبها، أنا نرمين أحمد المغربي، ولا مليكة سالم؟

نظرت يسرا بحزن على حال شقيقتها وما وصلت إليه وتحدثت برضا: وهو رائف كان قصر معانا في أيه بس يا نرمين، ده يا حبيبي مش مخلينا محتاجين أي حاجة
هنا صاحت نرمين بنبرة غاضبة: محدش بيدينا حاجه من جيبه يا يسرا، دي فلوسنا وحقنا وورثنا إللي البيه حاطط إيده عليه في شركته ومش راضي يدينا حقنا، ومكتفي بشوية الأرباح اللي بيرميها لنا كل أخر السنة.

صاحت بها ثريا بنبرة صارمة: إحترمي نفسك وإنتي بتتكلمي عن أخوك، أوعي تفتكري إنك علشان بنتي هسمح لك تغلطي فيه وتتهميه في أخلاقه، وهو ربنا يعلم بيديكم أكتر من حقكم وزياده كمان
وأكملت بنبرة صوت لائمة: بقا علشان خاف على ورثكم وأخده شغله ليكم معاه في شركته وكبره يكون ده جزاءه؟
تحدثت يسرا لتهدئة والدتها: إهدي يا ماما أرجوكي علشان صحتك، أكيد نرمين متقصدش المعني اللي وصل لحضرتك ده.

ثم نظرت إلى نرمين بعتاب: رائف مفيش أحن منه في الدنيا دي كلها يا نرمين، ده كفايه من يوم وفاة جوزي وهو متكفل بيا وبأولادي من ماله الخاص، حتى مدارس أولادي الإنترناشيونال بيدفع أقساطها من فلوسه وكل أرباحي بيحولها؛ لي على البنك مباشر
واكملت بنبرة حزينة: حرام عليك يانرمين تفتري على رائف بالشكل ده.

تحدثت ثريا وما زال الغضب يسيطر على ملامحها ونبرة صوتها: ليه، وهي نفسها لما حبت تشتري شقة بعيد عن هنا وفلوس جوزها مكفتش تشتري الدوبليكس اللي كان نفسها فيه
وهنا حولت ثريا بصرها إلى نرمين وقامت بتوجيه سؤالا لها: مين وقتها اللي كمل لك على فلوسك ومن معاه، مش رائف يا ست نرمين؟

نرمين وقد شعرت بغضب والدتها عليها ففضلت التراجع عن حدة غضبها كي لا تخسر إصطفاف والدتها بجانبها ودعمها الدائم لها، سواء كان دعم مادي أو معنوي
خرج صوت نرمين أقل حده وهي تحاول السيطره على غضبها وتحاول إستعطاف ثريا لها: خلاص يا ماما، إهدي من فضلك علشان صحتك
وأكملت مدعية الحزن: أنا بس صعبان عليا تبقي فلوس بابا وغيرنا اللي يتمتع بيها ويركب عربيات أخر موديل وأنا وأختي مغيرناش عربياتنا من أكتر من سنتين.

وأومأت رأسها للأسفل بحزن وأنكسار مصطنع
هنا لم تتحمل ثريا بقلب الأم إنكسار صغيرتها هكذا، ذهبت إليها وأخذتها داخل أحضانها بحنان
وتحدثت ثريا: ليه بس نظرت الحزن اللي في عيونك دي يا حبيبتي؟
نظرت لها نرمين بإنكسار وتحدثت: لازم أحزن يا ماما لما ألاقي حضرتك دايما واقفه في صف مليكة ضدي، تفتكري ده شيئ ممكن يسعدني مثلا؟

ربتت ثريا على ظهر إبنتها بحنان وتحدثت قائلة بتبرير: يا حبيبتي أنا لا يمكن أجي في صف حد على حسابك إنتي وإخواتك، أنا بس مبحبش الظلم لأخوك أو لمراته
وأكملت بنبرة تعقلية: مليكة مرات رائف ومن حقها عليه إنه يهاديها ويعيشها في مستوي يليق بيه قبلها.

وبالنسبة لعربيتك إنتي ويسرا أنا هغيرهم لكم من حسابي الشخصي، روحي بكره إنتي ويسرا وأختارو أغلا وأفخم عربيتين من المعرض إللي تختاروه، وقولي له يبعت الفواتير على هنا وأنا هسددهم
أرتمت نرمين بأحضان والدتها بسعادة وتحدثت بنبرة حماسية: يا حبيبتي يا ماما ربنا يخليكي ليا
أما يسرا التي ردت معترضه على عرض والدتها: لا يا ماما أنا مش عاوزه أغير عربيتي، غيري عربية نرمين كفاية.

أنا عربيتي كويسة ومرتاحة معاها جدا، وبعدين دي فلوس حضرتك وأنا معايا فلوس لو عاوزة أغير العربية هغيرها لنفسي، الحمدلله رائف مش مخليني محتاجه حاجة وفلوسي متوفرة في البنك.
نظرت لها ثريا وتحدثت بنبرة تصميمية: أنا قولت إنتم الاتنين هتغيرو عربياتكم وده أمر ومش عاوزة أي نقاش فيه.

هنا إستمعن إلى دقات فوق باب الغرفة سمحت بعدها ثريا للطارق بالدخول ففتح الباب وظهر منه رائف بإبتسامته الخلابة المليئة بالبرائة والنقاء
تحدث بوجه بشوش: إيه يا ماما قاعدين هنا ليه؟
الناس بيسألوا عليكم برة، خير فيه مشكلة ولا حاجة؟
ذهبت إليه ثريا و وضعت كف يدها على وجنته بحنان و تحدثت: ربنا ما يجيب مشاكل أبدا يا حبيبي.

ثم نظرت لإبنتيها وأردفت بنبرة زائفة كي لا تحزن صغيرها: كل الحكاية إن بناتي واحشيني قوي وقولت أقعد معاهم شويه على إنفراد.
تحدث رائف وهو ينظر لشقيقتاه بحنان: مقولتش حاجه طبعا، وواحشيني أنا كمان جدا والله، لكن مش في وسط الحفلة كده يا حبيبتي.
ثم وجه بصره إلى نرمين قائلا: خليكي بايتة مع ماما إنهاردة يا نرمين إنت وجوزك وإبنك علشان ماما تشبع منك.

هتفت سريعا برفض تام ووجه عابس مما إستدعي إستغرابهم جميعا: لا يا رائف، أنا مبحبش أبات برة بيتي وإنت عارف كدة كويس
نظر لها الجميع بإستغراب على رفضها بتلك الطريقة العنيفة
أكملت بإرتباك وهي تحاول إصلاح ما أفسدته: أنا قصدي يعني علشان ما أضايقكش إنت ومراتك وإنهاردة عيد جوازكم.

تحدث رائف ببرائة وعفوية: ولا هتضيقينا ولا حاجه ياحبيبتي، ولو ده اللي مخليكي رافضة إطمني، أنا أصلا حاجز Suite في فندق هنقضي فيه ليلتنا أنا ومليكة، يعني مش هنكون موجودين هنا أساسا
وبجوابه هذا قد أشعل النار بداخلها من جديد وجعلها تحقد على تلك المليكة المدلله بمال أبيها، هي من تستحق كل ذاك الدلال، هو مال أبيها وأخيها كيف لمليكة التنعم به لحالها وهي تحرم منه هكذا.

ولكنها بنفس التوقيت أمائت بموافقتها على المبيت بالمنزل فقد إطمئن قلبها بإبتعاد مليكة، فالأن يمكنها المبيت وهي لا تخشي على زوجها من وجود مليكة أمام أعينها، فقد أصبحت مليكة تسبب لها كابوسا مزعجا ولو بيدها الأمر لتخلصت منها وللأبد لتنعم هي بسلامها النفسي والداخلي بعدم وجودها
في الخارج كانت مليكة تنزل الدرج بدلال بعد إطمئنانها على صغيريها والتأكد من سلامتهما ونومهما بسلام.

لمحها ياسين فذهب إليها ووقف بإنتظارها وأسند بذراعه القوي على ترابزين السلم حتى وصلت لمكان وقوفه
نظرت له وأبتسمت برقة فأبتسم لها وتحدث: كل سنه وإنت طيبة يا مليكة
ردت عليه بصوت رقيق كالنسيم: وإنت طيب يا أبيه، ميرسي أوي، الخاتم بجد يجنن وعجبني جدا
تحدث وهو ينظر داخل عيناها بإهتمام: أنا موصي الجواهرجي عليه من شهرين علشان يجهزه لك، يعني معمول مخصوص لمليكة.

نظرت له بسعادة وأردفت بنبرة صادقة: ربنا يخليك ليا يا أبيه، أنا عندي أخين وحضرتك التالت، أخويا الكبير وسندي اللي دايما موجود.
تحدث ياسين بسعاده ووجه بشوش: طبعا يا مليكة، أنا سندك إللي دايما موجود وإللي وقت متحتاجي له بإشارة واحدة هتلاقيه.
إبتسمت برقة وشكرته بإمتنان
في تلك اللحظه أتت إليهم أيسل إبنة ياسين الجميلة التي تشبه والدتها بجمالها وورثت من ياسين زرقة عيناه فأصبحت أيقونة جمال صغيرة.

فتح ياسين أحضانه ليستقبل قرة عيناه الجميلة
دلفت أيسل تختبئ داخل أحضان والدها الذي قابلها بإبتسامة سعيدة وحاوطها بذراعه بإحتواء وتحدث بدلال: أهلا بأميرة بابي الجميلة
قابلته أيسل ببسمة وحب وهي تدفن حالها داخل أحضانه: بابي حبيبي
أما مليكة فكانت تنظر لهما بإعجاب لعلاقة ياسين الجميلة بإبنته
تحدثت أيسل وهي تنظر إلى مليكة بإنبهار: حلو أوي الساري يا ليكة.

أردفت مليكة بإبتسامة ساحرة: ياقلبي يا سيلا، إنتي اللي حلوه أوي.
وجه ياسين حديثه إلى أيسل: والأجمل الحجاب اللي لبساه مليكة يا سيلا ومنور وشها
أجابته أيسل بتملل وضجر: أوووو يا بابي بقا، هنرجع تاني لموضوع الحجاب، سبق وقولت لحضرتك أنا لسه صغيرة ولسه بدري قوي على الكلام في الموضوع ده
وأكملت معللة: وكمان مامي مش محجبة، يبقي ليه أنا ألبس حجاب مش فاهمة.

كاد ياسين أن يجيب على سؤال إبنته لكن لفت إنتباهه نظرات مليكة الساحرة وأبتسامتها المهلكة وهي تنظر على يمينها، لف نظره سريع ليري من ذلك السعيد الذي تنظر له بكل ذاك السحر والهيام، وجده بالطبع رائف، معشوق عيناها
هنا علم ما سر تلك اللمعة التي برقت بعيناها فجأة وبدون مقدمات.

أتي إليها رائف وحاوطها من خصرها وقبل وجنتها أمام ياسين وأيسل، وبدورها خجلت مليكة وأحمرت وجنتيها مما زادها سحرا ودلالا وهي تنظر لأسفل قدميها
في تلك اللحظات خرجت نرمين وجدت محمد عيونه معلقة بضيق على مكان ما، نظرت وجدتها مليكة ورائف يحتضنها بحنان، إستشاطت غضب ولكنها تمالكت حالها أمام الجميع وذهبت إليه لتقف بجانبه.

هنا ذهب شريف إلى حيث تقف مليكة وتحدث إلى رائف وياسين: ممكن رائف باشا يسمح لي أخطف منه مليكته شويه؟
نظر له رائف وتحدث بتملك وهو يشدد من إحتضان خصرها: وبعدين معاك بقا يا حضرت المذيع، هو أنا مش هخلص من تطفلك ده، ده انت بقيت موجود في حياتي طول الوقت.

وأكمل بدعابة أضحكت الجميع: ده حتى يا أخي وإنت مش موجود بتطلع لي من الراديو وأختك تسيب الدنيا كلها ولازم تتصل بيك في البرنامج وتتناقش معاك في موضوع الحلقه، ده أنا خايف في مره تطلع لي من جوه الدولاب.
ضحكت مليكة بسحر وتحدثت بإستإذان: معلش يا حبيبي، هشوفه عاوز إيه وأرجع لك على طول.
نظر لها بإستسلام وتحدث بطاعة: وهو أنا بعد كلمة حبيبي دي هقدر أرفض، إتفضلي يا قلبي بس متتأخريش عليا.

وأكمل وهو يهمس لها بأذنها: ما إنت عارفة، بتوحشيني وإنت في حضني
أمائت له ونظرت للناظر عليها بإهتمام وتحدثت منسحبة: بعد إذن حضرتك يا أبيه
أماء لها رأسه بإحترام وأبتسامة
نظرت ل أيسل بحب وتحدثت: بعد إذنك يا سيلا
ذهبت مع أخيها ونظر رائف إلى ياسين وتحدث متسائلا بإهتمام: أخبار شغلك أيه يا وحش المخابرات؟
أجاب ياسين وهو مازال محتضن أيسل: تمام يا حبيبي، كله ماشي تمام.

نظر رائف إلى أيسل وإبتسم بحب قائلا بمداعبة لطيفة: أيه يا سيلا الجمال ده كله، هو أحنا كل ما نكبر نحلو ونبقا قمرات كده؟
هتوصلي بجمالك ده لحد فين يا بنت؟
ضحكت أيسل وتحدثت قائله بإحترام: عيونك الحلوين يا حبيبي، وبعدين أنا هاجي أيه في جمال مليكة
إبتسم ياسين وشدد من إحتضانها قائلا بإستحسان وفخر: شايف يا رائف، سيلا مش بس جميلة، لا دي كمان لبقه وذوق في كلامها.

إبتسم رائف وأجابه بتأكيد: طبعا يا ياسين لازم تكون كده دي بنت ياسين عز المغربي، سيلا أيقونة الجمال والسحر واللباقة، ربنا يبارك لك فيها هي وحمزه يا حبيبي.
إبتسم ياسين له قائلا: ويبارك لك في مروان وأنس يا رائف
عند مليكه تحدث شريف قائلا بنبرة حماسية: عاوز أحكي لك عن حاجة هتفرحك أوي.

نظرت له بحب وتحدثت بلهفة وهي تمسك يداه بتساؤل: لا متقولش، أخيرا يا شريف، إسمها أيه وشوفتها فين وعرفتها إزاي، وهتعرفني عليها أمتي؟
كان ينظر إليها بإستغراب وهتف قائلا بتعجب: إنت عرفتي إزاي أنا عاوز أكلمك في أيه؟!
نظرت له بتفاخر وأشارت بأصبع السبابة على حالها: يا أبني أنا مليكة عثمان، يعني أفهم إللي قدامي عاوز يقول أيه من غير ما ينطق، كفاية بس أبص جوة عيونه أعرف كل حاجة من غير كلام.

تحدث بغرور متصنع: طالعه ذكيه زي أخوكي، المهم، هي إسمها سالي بتشتغل مذيعة معايا في الإذاعة، كلمتها عنك كتير ونفسها تشوفك وتتعرف عليكي.
نظرت له بحب وأمسكت يده وتحدثت: أخيرا حبيت يا شريف، ربنا يسعدك يا حبيبي
وأكملت: إن شاء الله في أقرب وقت هخليك تحدد لنا معاد علشان نتقابل ونتعرف فيه على بعض.

وبعد مدة كانت مليكة تقف بجانب رائف في الحديقة لتستقل معه سيارته ليذهبا للفندق ليحتفلا معا بعيد زواجهما السعيد، كانت ثريا تقف بجانبهما هي وياسين الناظر لهما بحب وحنان
ياسين وهو يرتب على كتف رائف بحنان: كل سنه وإنت طيب يا حبيبي، خلي بالك من مليكه وإنبسطوا
إبتسم له رائف وتحدث قائلا: وإنت طيب يا ياسين، إنت كمان خلي بالك من ماما ويسرا والولاد.

أجابه ياسين بنبرة مطمأنة: متشغلش بالك بأي حاجة إنهاردة غير إنك تنبسط إنت ومليكة وبس، وأنا موجود، يعني ما تقلقش يارائف.
إبتسم له رائف وتحدث بإمتنان: ربنا يخليك ليا يا ياسين، طول ما أنت موجود أنا دايما مطمن وعمري ما أقلق.
ذهب رائف بإتجاه مليكة وفتح لها باب السيارة
نظرت إلى ياسين وثريا وتحدثت بنبرة حماسية أظهرت كم السعادة التي تشعر بها: تصبحي على خير يا ماما.

ثم نظرت إلى ياسين وتحدثت: تصبح على خير يا أبيه.
أجابها بوجه سعيد: وإنت من أهله يا مليكة
إنطلق رائف بسيارته، حول ياسين نظره لثريا وتحدث بدعابة: بس أيه الجمال والرشاقة دي كلها يا عمتي.
يناديها عمتي لأنها إبنة عم والده وزوجة عمه
تحدثت ثريا بإبتسامة خافتة ورضي: جمال إيه بس يا ياسين، ماخلاص يا أبني راحت عليا، البركة في الجيل الجديد بقا.

رد عليها ياسين وهو يحاوطها بذراعه بإحتواء ويتجها للداخل معا: جيل جديد إيه بس يا باشا، دول جيل عمليات التجميل والنفخ والشد، إنما أنت بقا يا جميل جمالك طبيعي ملوش مثيل.
ضحكت ثريا بشدة ودلفا للداخل ليكملا سهرتهم مع باقي العائله بسعاده
تري ماالذي يخبأه القدر لتلك العائلة؟
وهل رائف ومليكة سيظل الحب هائم هكذا على منزلهما السعيد؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة