قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثاني

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثاني

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثاني

وصلا رائف ومليكه إلى الفندق
دلفا داخل المصعد ومنه لداخل الممر المؤدي إلى ال Suite الذي إحتجزه رائف لقضاء ليلتهما المميزة داخله، كان الممر خالي تماما من البشر إلا من العاملة التي تذهب أمامهما لترشدهما للطريق، هنا إنطلقت مليكة بحرية وجرت بدعابة وسعادة أمام رائف وهي تستدير له وتنظر إليه بمرحها المعتاد معه
سعد لرؤيتها بمرحها المعتاد التي تمارسه لرائف فقط لا غير.

أدخلت العامله الكارت الخاص بال Suite وفتحته، دلفت مليكة بسعادة ثم تسمرت فجأة وهي تنظر أمامها بإنبهار إلى المكان وتجهيزاته الساحره
حيث الورود المتناثرة فوق التخت بشكل متناسق برسمة قلب، وباقات الزهور الجميلة باللونين الأبيض والبنفسجي المحبب لها، والشموع الخافتة ذات الرائحة الجذابة التي تملئ المكان بعبقها.

والستائر الشفافة التي ترفرف بسحر من أثر مداعبة نسمات سبتمبر الليلية المنعشة لها، وقالب الحلوي الكبير المطبوع عليه صورتهما معا وهي بفستان زفافها
والفاكهة ونوع الشيكولا المحببة إليها، حقا كانت أجواء المكان أشبه بحلم إليها
إلتفت بوجهها للناظر خلفها يتأملها وسعادة الدنيا ترتسم فوق ملامحه، نظرت له بحنان وعشق وجرت عليه لترتمي داخل أحضانه قابلها هو بقبلات شغوفه متناثرة على وجهها مما جعل تلك العاملة تخجل.

وهنا إنتبه لها رائف وأخرج من جيبه بضعة ورقات ذات الفئه المتوسطة وأعطاها إياها وشكرها، وأنسحبت العاملة من المكان بهدوء
ثم خرجت مليكة من بين أحضانه تنظر له بعيون عاشقة قائلة بنبرة شغوفة: كل ده عملته علشاني يا رائف؟
للدرجة دي بتحبني؟

شدها عليه حاوطها من خصرها وألصقها به تماما ونظر لها بحب وهو يداعب أنفه بأنفها قائلا بصوت هامس: أنا بعشقك يا مليكة، ولو أقدر أجيب لك نجمة من السما أحطها بين إديكي علشان بس أشوفك سعيدة أكيد عمري ما هتأخر.

كانت تستمع له وأبتسامة عشق ووله مرسومة على وجهها، وضعت أناملها الرقيقة تتخلل بها خصلات شعره الناعم التي تعشقها بحركه أذابت حصونه، فأخذ يدور بها داخل المكان وهو مازال محتضنها ثم ألصقها بجدار الحائط وهو ينهال على شفتاها بالقبلات الهادئة التي سرعان ماتحولت إلى عنيفة ومليئة بالشغف، ثم غاصا بعيدا في عالمهما الخاص بهما، عالم العشاق.

داخل فيلا رائف
مازالت العائلة متجمعة، إلا من عائلة مليكة التي إنسحبت من المكان بعد ذهاب إبنتهم
خرجت نرمين إلى الحديقه تبحث عن زوجها وجدته ينفث بسيجارته بشراهة
ذهبت إليه وتحدثت بإستفسار: أيه يا محمد قاعد لوحدك هنا ليه وسايبني جوه لوحدي؟
نظر لها محمد مضيقا عيناه بإستغراب وأجابها بتساؤل: سايبك لوحدك إزاي وإنتي مع مامتك وأختك وعيلتك؟

نظرت له بإستغراب لحاله وتحدثت بتساؤل: مالك يا محمد، إنت فيه حاجة مضايقاك؟
رد عليها محمد بملل: مش متضايق ولا حاجة، بس مكنش ليه لزوم بياتنا هنا، كنا رجعنا بيتنا نمنا فيه براحتنا.
أردفت قائلة بصوت عالي وغاضب: يسلام، وإيه بقا اللي غير رأيك فجأه كده يا أستاذ، ده أنت من أسبوعين في عيد ميلاد ماما فضلت تتحايل عليا علشان نبات هنا، ولما أنا رفضت وروحنا بيتنا فضلت قالب وشك عليا إسبوع بحاله.

تحمحم هو خوفا من أن تكتشف زوجته أنه لايري روح ولا معني بذلك المكان بدون مليكة، فهو حقا يعشقها ويختلس النظر إليها طيلة الوقت ولكن بحذر حتى لا يشعر به رائف أو أي من رجال المنزل.
إلتفت لها بحب بمحاولة منه بتمويه لإمرأته، وحاوط وجهها بكفاه ونظر لها بنظرات حب مصطنعة قائلا: أيوه الكلام ده كان المرة اللي فاتت، لكن إنهاردة بالذات كنت حابب نبقي لوحدنا، أصل عندي كلام كتير أوي كنت عاوز أقوله لك،.

وقبل وجنتها وغمز لها بعينيه
تبدلت نظراتها بلحظه من نظرة غاضبة لأخرى عاشقة، فهي حقا تعشقه حد الجنون وتغار عليه من نسمة الهواء الطائرة
وتحدثت بصوت أنثوي ناعم: طب ما أحنا ممكن نقول هنا كل اللي كنا هنقوله في بيتنا وأكتر، إحنا عندنا جناحنا الخاص بينا فوق نعمل فيه كل اللي إحنا عاوزينه براحتنا.
أردف قائلا بنبرة تأكيدية، وإبتسامة مزيفة: عندك حق يا حبيبتي، وماله، نقول كل إللي إحنا عاوزينه هو أحنا بيهمنا.

وضحكا سويا ودلفا إلى الداخل.

كانت تتمدد بجانبه بسعادة تحت الغطاء فوق التخت وتضع رأسها براحة وهيام على صدره العاري وهو يلعب بخصلات شعرها البني الحريري بهيام، أمسك ذقنها بأنامله ورفع وجهها له لتقابل عيناه ثم وضع قبلة ناعمة على شفتاها
وتحدث بعيون عاشق: كل سنه وإنت طيبة يا مليكة قلبي
نظرت له بهيام وتحدثت: كل سنه وإنت في حضني، كل سنه وأنا بحبك أكتر وبعشق نظرت عيونك ليا أكتر.

إبتسم لها ثم تحدث معتذرا لها: معلش يا حبيبتي مقدرتش أسفرك برة السنة دي علشان ضغط الشغل، لكن أوعدك في أقرب فرصة هخدك ونسافر للمكان اللي إنتي تختاريه.
أجابته مليكه بعيون عاشقة ورضا: المكان عمره ما كان مهم يا رائف قد ما مهم الناس اللي بنكون معاهم وإحنا مبسوطين وبنضحك من قلبنا، وأنا أهم حاجه عندي إني أكون معاك في أي مكان، وده المهم بالنسبة لي.

قبلها رائف بحب وأردف قائلا: بحبك يا مليكه وبحب كل ما فيكي، فاتت سنين كتير على أول يوم شفتك وحبيتك فيه، لكن عمر شغفي بيكي وحبي ليكي ما قل أبدا، بالعكس، ده بيزيد كل يوم عن إللي قبله
لفت ذراعيها عليه بحب وتحدثت: ربنا يخليك ليا يا رائف
ثم هبت واقفه بمرحها المعتاد وهي تداري جسدها العاري وترتدي ثوب للنوم كانت بجانبها قائلة: طب يلا قوم بقا علشان ناكل الشيكولا بتاعتي وتشغل لي الميوزك اللي بحبها وترقصني.

وتحدثت بمرح: أوعي تكون فاكر نفسك جايبني هنا علشان ننام يا أستاذ؟
ضحك على مرحها الذي يعشقه وأجابها: لا يا قلبي مش جايبك علشان ننام، بس كنت باخد هدنه في حبك شويه وهعمل لك كل اللي إنتي عاوزاه حاضر.
بعد مدة من رقصهما خرجا للشرفة وجلس وأجلسها على ساقيه وهو يدللها ويطعمها الفاكهة بفمها بدلال وحب، كانت تتنهد وهي تنظر إلى اليل وصفائه وسحره، تتنفس الهواء النقي وتخرجه براحة.

بنفس التوقيت كان يقف بشرفته ينظر إلى السماء بذهن شارد كليا، يتنفس الهواء ويخرجه براحة وإستكانة، أتت إليه ليالي تتحرك بتناسق وهي ترتدي ملابس بيتيه ملفتة للنظر، وقفت بجواره وسندت برأسها على كتفه بإنوثه، نظر لها بدون حديث، ثم أرجع ببصره إلى السماء مجددا
وتحدث بذهن صافي: السما إنهاردة صافية أوي، القمر مكتمل والجو فيه نسمة هوا منعشة ترد الروح.

نظرت له وتحدثت بضحكة خفيفة: اللي يسمعك وأنت بتتكلم عن القمر والنجوم يقول عليك شاعر يا ياسين، مش عقيد في المخابرات الحربية!
نظر لها بإبتسامة وتحدث بإنتشاء وحماس لتذكره ماضية الجميل: تعرفي إني زمان كنت فعلا بكتب شعر، وفي مرة عز باشا إكتشف ده وشاف الدفتر وكان يوم، يااااا
نظرت له بحب وأمسكت يده تتلمسها برقة، نظر لها وفهم أن إمرأته تشتاقه، إبتسم لها براحة وأمسك بيدها ودلفا للداخل ليعيشا بعالمهما الخاص.

بعد مدة كانت مليكة غافية بثبات بين أحضان رائف وهو ينظر عليها ويتأمل ملامح وجهها بعيناي عاشقة، حقا كان يعشقها ويعشق تفاصيلها، إستسلم هو أيضا للنوم وهو يحاوطها بذراعيه بحب وعناية.

وفي الصباح
كانت ثريا تجلس داخل حديقة منزلها هي وإبنتيها ومحمد زوج نرمين وأحفادها يلتفون جميع حول منضدة الطعام وهي تجلس أنس صغير رائف على ساقيها وتطعمه بحنان.
أردفت ثريا وهي توجه حديثها إلى نرمين وزوجها: إقعدوا كملوا معانا اليوم إنهارده يا محمد، رائف هيكون هنا على الغذا إتغدوا معانا وكملوا اليوم ونسهر سوا مع بعض، إمبارح كان زحمه ومعرفناش نقعد براحتنا.

ردت نرمين سريع وهي تري إبداء الموافقة والسعادة على وجه زوجها: لا يا ماما مش هينفع، حضرتك عارفه أنا مبقدرش أبعد عن بيتي وقت كتير، وبعدين حضرتك نسيتي ولا إيه، أنا هاخد يسرا وهنروح نختار العربيات بتاعتنا
زفر محمد بضيق فور رفض زوجته الغبية بعرض ثريا فحقا كان يريد أن يكمل يومه هنا ليري مليكة ويشبع نظره وأشتياقه منها ولكن سبقته تلك الحمقاء بالرفض القاطع.

تحدثت يسرا برضي: لا يا نرمين أنا مش هروح، روحي إنت يا حبيبتي وأختاري العربيه اللي نفسك فيها، لكن أنا عربيتي الحمدلله عجباني ومريحاني ومش حابة أغيرها، وبعدين هو أنا بروح فين يعني
ردت عليها ثريا وتحدثت بنبرة حازمة: أنا مش هعيد كلامي تاني يا يسرا، أنا قولت هتروحي مع أختك وتغيري عربيتك ومش عاوزه نقاش تاني.

أجابت يسرا بإستسلام: خلاص يا ماما اللي تشوفيه حضرتك، هنروح وندي له عربياتنا القديمة وناخد الجديدة وحضرتك تبقي تدفعي له الفرق.
ردت عليها نرمين بنبرة معارضة لحديثها: إتكلمي عن نفسك يا يسرا، أنا عن نفسي محتاجة فلوس عربيتي، عاوزة أشتري بتمنها شوية حاجات نقصاني.

نظرت لها ثريا وتحدثت بتفسير: وأنا يا بنتي ما قولتش تبدلوا، أنا كلامي كان واضح ليكم إمبارح، أنا قولت روحوا إختاروا اللي نفسكم فيه وأنا هدفع تمنها.
نظر لها محمد وتحدث بإستحسان: ربنا يخليك ليهم يا ماما.
نظرت يسرا بحزن وهي تري طمع شقيقتها الواضح بالرغم من مستوي زوجها وأهله المادي المعقول إلا أن غيرتها من مليكة جعلتها تريد أن تأخذ كل ما تطاله يدها حتى وإن لم تكن بحاجة له.

فتحت عيناها بتثاقل ونعاس وجدت حالها مقيدة داخل أحضانه، إبتسمت بسعادة حينما تذكرت ليلتها المميزه معه، كادت أن تسحب حالها من بين أحضانه لتهاتف يسرا للإطمئنان منها على طفليها، وما أن شعر بها حتى شدها إليه من جديد
وتحدث بصوت متحشرج ناعس: رايحة فين وسايبة حضني.
ردت عليه وهي تضع قبلة سريعة على شفتيه بحب: هروح أتصل بيسرا علشان أطمن على مروان وأنس وأجي لك بسرعة.

نظر لها وتحدث قائلا بصوت متحشرج: نامي يا حبيبي وإطمني، أكيد ماما واخدة بالها منهم كويس أوي، نامي يا ليكة أحنا نايمين الساعة 5 بعد الفجر
إستسلمت له ودفنت نفسها داخل أحضانه وغفت من جديد
في حديقة فيلا رائف دلف عز المغربي من باب الفيلا الحديدي الملاصق لفيلته وجد ثريا وأبنتيها ومحمد يحتسيان قهوة الصباح
تحدث عز مبتسم: صباح الخير، ردوا جميعهم الصباح.

نظر عليه أنس صغير مليكة الجالس بحضن ثريا وهلل بصياح: جدووو
أردف عز قائلا وهو يلتقطه من حضن ثريا بسعادة: يا قلب جدو و روحه
وأخذ يقبله بنهم ويفرق قبلاته الحنون على وجهه وشعره ويداه، فعز يعشق صغيراي رائف اللذان ينادوه جدو، ويناديه رائف بأبي لكثرة حنينه عليه منذ وفاة والده، وأعتباره إبن رابع له.
نظرت له يسرا وتساءلت بإبتسامة حنون: أعمل لحضرتك فنجان قهوه يا عمو؟

نظرت له ثريا وتساءلت بإهتمام: فطرت يا سيادة اللوا ولا أجهز لك فطار الأول؟
رد عليها عز بإبتسامة شكر وهو مازال يقبل أنس الذي يبادله القبل بسعادة: متشكر يا ثريا، أنا فطرت الحمدلله.
ثم نظر إلى يسرا وتحدث: هو فنجان قهوه بس يا يسرا، ياريت تخلي عليه تعمله لي
أجابته يسرا بإبتسامة حنون: عليه مين بس يا عمو إللي تعمل لك قهوتك، محدش هيعمل لحضرتك القهوه غيري.
إبتسم لها بحب وتحدث: ربنا يخليكي ليا يا بنتي.

جلس عز وتساءل وهو يتلفت حوله بإهتمام: هو رائف ومراته لسه ما وصلوش؟
هتفت نرمين بنبرة تهكمية: لا يا عمو لسه، الهانم هتيجي اخر النهار، طبعا ما هي لاقية اللي بيدلعها ويهتم بأولادها، متتغرش علينا ليه بقا؟
نظرت لها ثريا وتنهدت بإستسلام ويأس وهي تري تهكم إبنتها الناقمة على زوجة أخيها.
نظر لها عز مستغرب هجومها الحاد وتحدث بإستهجان: ولادها؟

وهما ولادها هي برضوا يا بنتي، دول ولادنا إحنا، أولاد المغربي ورجالته، وبعدين ده عيد جوازها ومن حقها على جوزها إنه يحتفل بيها ويدللها في يوم زي ده.
نظرت لها ثريا وتحدثت بصدق: دي حتى مليكة الوحيدة اللي بتهتم بأولادها بنفسها، و الناني بتاعت أنس مش بتسمح لها تعمله أي حاجة، هي اللي بتحميه هو وأخوه وتأكله وتغير له وبتهتم بكل تفاصيله، وبتذاكر كمان ل مروان.

نظر لها محمد وتحدث ساخرا ليهدئ من حدة الوضع: لا وشوفوا مين إللي بتتكلم، ده إنت في عيد جوازنا اللي فات سيبتي الولد هنا عند ماما ثريا وسافرنا بيروت إسبوع بحاله.
نظرت لهم بغضب وتحدثت بتذمر: هو أنتم ماصدقتم وكلكم نازلين جلد فيا، كل ده علشان غلطت في الكونتيسة مليكة؟
تحدث أنس صغير مليكة وهو ينظر إلى عز ببرائة: جدو هو بابي ومامي فين؟

أجابه عز بإبتسامه عذبة: بابي ومامي في مشوار وبعد شوية هييجوا ويجيبوا معاهم حاجات حلوة كتير لأنوس حبيبنا كلنا
ضحك أنس ببرائة وقام بوضع قبلة فوق خد عز
وبعد مدة أخذ محمد نرمين ويسرا ليقوم بتوصيلهما إلى معرض السيارات التي تتعامل معه عائلة المغربي لإختيار سيارتيهما الجديدة.

عند رائف ومليكة بالفندق، كانت تجلس على ساقية في الشرفة تتناول إفطارها بشهية مفتوحة وهو ينظر إليها مبتسم بسعادة، أمسك قطعة من التوست وقام بوضع خليط من المربي ووضعها بفمها، إقتطمتها وهي تنظر له بسعادة
نظرت إليه بعيناي عاشقة وتحدثت بنبرة حنون: ربنا يخليك ليا يا رائف، هو إنت إزاي بتقدر توصلني للمستوي العالي ده من السعادة؟
أجابها بثقة: دي قدرات بقا يا ليكة.

وأكمل بتساؤل: بقول لك يا حبيبتي، أيه رأيك نقضي الليلة كمان هنا
هزت رأسها بنفي وتحدثت بإعتذار: ياريت يا رائف كان ينفع، للأسف مش هقدر أبعد عن أنس ومروان أكتر من كده، إنت بنفسك شوفت أنس متضايق إزاي وإحنا بنكلمه من شويه وعمال يسأل إتأخرتوا ليه
تحدث رائف بتفهم: خلاص يا حبيبي، إن شاء الله نكررها الويك إند الجاي
نظرت له وأجابت بنبرة هادئة: إن شاء الله يا حبيبي.

كانت الساعة قد تخطت الرابعة عصرا ومازال رائف ومليكة بالفندق، ولكنه أيضا توقيت إذاعة برنامج شقيقها شريف الذي يقدمه مباشر من الإذاعة المصرية (الراديو)
جرت على الجوال المحمول وألتقطته وشغلت به الإذاعة لتستمع مع زوجها إلى برنامج أخاها التي تعودت أن تستمع إليه يوميا مهما كانت الظروف.

تحدث شريف بصوت متفائل محبب إلى أذن مستمعيه: مساء الخير أعزائي المستمعين ورجعنا لكم تاني في حلقه جديدة من برنامج ساعة مع شريف
، الحب، حلقتنا إنهارده بتتكلم عن الحب وأهميته في حياتنا، خلينا نستقبل إتصالتكم على تليفون البرنامج
وأي حد عاش قصة حب ياريت يحكي لنا عنها، ويحكي لنا كمان قد أيه فاده الحب ده في حياته
وهل الحب ده كان دافع ليه إن حياته تتحول للأفضل ولا العكس.

ونستقبل أول إتصال من صديقة البرنامج مليكة ونقول ألووو
تحدثت مليكه بسعادة ومرح وهي تنظر إلى رائف: ألو يا شريف إزيك
أردف شريف بسعادة ومرح: أنا تمام وكله كويس، إحكي لنا يا مليكة، ياتري حبيتي قبل كده؟
ولو حبيتي ياريت تحكي لنا وتقولي لنا إيه إللي غيره فيكي الحب.

نظرت إلى زوجها الناظر لها بسعادة وتحدثت بهيام: أول حاجة عاوزة أقول لك إن الحب ده أحلا حاجة في الدنيا، ومن غيره الحياة تبقي صعبة أوي، الحب أسمى معاني الوجود، الحب بيملي قلوبنا خير ويخلينا نرحم بعض ونعذر بعض
من غير الحب الحياة تبقي صعبة أوي يا شريف
وأكملت بنبرة سعيدة: وبالنسبة لسؤالك، أه طبعا الحب غيرني كتير خلاني سعيدة، رحيمة، متفهمة، وبقيت ببص للحياه بشكل أفضل وأحسن.

وأخيرا أتمني لك إنك تلاقي نصك الحلو وتعيش معاه أحلا قصة حب في الدنيا، علشان إنت بجد حد يستاهل
أجابها شريف بسعادة وامتنان: متشكر جدا يا مليكه، وطبعا أعزائي المستمعين كلنا عارفين إن مليكة بتحب فيروز جدا، فهنسمع غنوة فيروز كيفك إنت لعيون مليكة.
أغلقت الهاتف وأحتضنت ذاك الناظر لها بعشق وهيام وتحدثت: أنا بحبك أوي يا رائف، ربنا يخليك ليا يا حبيبي
أردف رائف قائلا بسعادة: ويخليكي ليا يا حبيبتي،.

وأكمل بنبرة دعابية: ويخلي لنا سي شريف اللي مبتفوتيش ولا حلقة في البرنامج بتاعه، حتى في عيد جوازنا
ضحكت بسعاده وتحدثت بتبرير: مش أخويا ولازم أشجعه، وبعدين أنا ببقا مبسوطة أوي وأنا بتكلم معاه وبتناقش، وبصراحة شريف بيطرح مواضيع للنقاش حلوة أوي.
إبتسم لها وتحدث مداعب إياها بمرح: طبعا، ومين يشهد للعروسه.

عند شريف تحدث قائلا بصوته المميز: ورجعنا لكم تاني بعد فيروز ومعانا إتصال تاني ونقول ألووووووو
هتفت المتصلة بنبرة مرحة كعادتها: ألو، أزيك يا حضرة الباشمذيع
أجابها شريف: أهلا وسهلا يا أفندم، نتعرف بحضرتك؟
تحدثت بصوت ملام حزين: أزاي معرفتش صوتي وميزته، طب هقول إنك إتلغبطت في نبرة صوتي، طب بالنسبة لحضرة الباشمذيع إيه، ما أخدتش بالك إن ماحدش بيقولها لك غير الباشمحاميه؟

ضحك شريف على تلك المستمعة المشاغبة وتحدث: خلاص خلاص حقك علينا يا حضرة الباشمحاميه
وأكمل ليؤكد لها تذكره: وأهلا بيكي مستمعتنا الكريمة إللي بتكلمنا من أجمل مكان في مصر حيث الدفئ والسياحة والجمال والسحر، أسوان الساحرة بلد النيل
تحدثت بكبرياء ومداعبة: أيوا كده أنا أتأكدت إن الذاكرة رجعت لك تاني
ضحك شريف من قلبه وتحدث: إنتي مشكله والله،.

وأكمل بنبرة جادة وتحدث متسائلا: طب نرجع بقا لموضوع حلقتنا علشان وقت البرنامج ونقول ياتري الحب بيمثل إيه للباشمحاميه؟

في المساء
ذهبت مليكه إلى فيلا عز المغربي المجاورة لفيلا رائف وهي تحمل أنس الذي بدأ بالبكاء والصريخ يريد والده المتواجد بفيلا عمه
دلفت للداخل وألقت السلام على الجالسين في البهو، كانت منال والدة ياسين تجلس وتجاورها ليالي زوجة ياسين وإبنة أخ منال، وأيضا جيجي زوجة طارق التي كانت تجاورهما الجلوس.

تحدثت منال بإبتسامة حانية وهي تنظر إلى أنس الباكي والتي تحبه كثيرا ككل العائلة: مالك يا أنوس، بتعيط ليه يا قلبي؟
أجابتها مليكة بإنزعاج وهي تهدهد طفلها بين ذراعيها: عاوز بباه ومش مبطل عياط، معرفش ليه كام يوم كل ما رائف يخرج برة يزن ويفضل يعيط ويسأل عليه؟
ثم سألتها بنبرة جادة: هو رائف فين يا طنط؟

أجابتها منال وهي تنظر إلى باب المكتب: جوة في المكتب مع ياسين وطارق بيقفلوا حسابات الشركة.
تحدثت ليالي بنبرة هادئة: إدخلي لهم يا مليكة تلاقيهم خلصوا.
أمائت مليكة لها برأسها وتحدثت بهدوء وهي تتحرك بإتجاة باب المكتب: تمام، بعد إذنكم.
وذهبت بإتجاه المكتب وطرقت فوق بابه بإستئذان، حتى إستمعت إلى صوت ياسين وهو يأذن لها بالدخول، دلفت وعلى وجهها إبتسامة ساحرة كعادتها دائما.

وتحدثت مبتسمة وهي تفرق نظراتها عليهم: مساء الخير
ردو عليها ثلاثتهم بإهتمام
نظر لها ياسين مبتسما وتحدث بإهتمام: إزيك يا مليكة.
نظرت له بإبتسامتها الساحرة ووجهها البشوش وأردفت قائلة: أنا تمام، إنت كويس؟
هز لها رأسه بإبتسامة على طريقتها المميزه له: كويس جدا.
وهنا بكي الصغير مجددا وهو يلوح بيداه على والده ويردد إسمه، إنتفض رائف من جلسته وأسرع إلى طفله وألتقطه من بين أحضان أمه.

وأخذ يهدهده بحنان وسأله بدلال: أيه يا قلب بابي، مالك يا حبيبي زعلان ليه؟
إرتمي الصغير بحضن أبيه ولف ذراعيه حول عنقه بتملك، مما إستدعي إستغراب رائف وهو ينظر إلى مليكة متسائلا
سأل رائف مليكة بإنزعاج ظهر على ملامح وجهه: ماله أنس يا مليكه، حد مزعله؟
أجابته بنفي وهي تهز رأسها: خالص يا رائف، هو كده ليه كام يوم كل شوية يسأل عليك ويعيط لو لقاك مش موجود.

إبتسم الصغير لأبيه وتحدث بكل برائة وهو يضع كف يده الرقيق فوق وجنة والده: أنت حبيبي يا بابي.
أجابه رائف وهو يقبله بنهم: وإنت قلب بابي من جوه ونور عيونه.
إنتفض ياسين وطارق من جلستهما وأتجها إلى الصغير وأخذا يقبلاه ويحتضناه ولكن وهو داخل حضن أبيه
فقد أبي أنس أن يخرج من حضن أبيه وكان ممسكا به لدرجة كبيره إستدعت إستغراب الجميع.
تري ما الذي جعل الصغير يبكي هكذا؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة