قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين فصل خاص أول

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين فصل خاص أول

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين فصل خاص أول

في منزل الحاج سليم
كان أدهم يقضي أجازته بإصطحاب مها وأطفاله الصغار في بيت أبيه.

كان الوقت وقت الغروب وقد قام أدهم بإصطحاب والده بسيارته إلى المزرعه التابعه لهم ومعه أطفاله اللذان تمسكا بجدهما ليذهبا معه، وليباشرا أعمالهما ويتفقدا المزرعه والعمال المتواجدون بها، حيث كانت المزرعه على مساحة أرض واسعه جدآ، بها جزء لتربية المواشي والتجاره بها، وجزء أخر مزرعة دواجن كبيره، وباقي المساحه الكبيرة مقسمه بين أشجار المانجو والموالح وبعض الفاكهه الموسميه المربحه!

أخذا سليم أحفاده وتمشي بهما بين أشجار المانجو وهو فرح بهما ويقطف لهما ثمار المانجو ويغسلها بالماء ويعطيها لهما ليتذوقاها بشهيه!
تحدث على البالغ من العمر 4 سنوات جدو أنا عاوز أركب الحصان وأجري بيه زي بابي!
رد عليه سليم بفخر لما تكبر هاتوبجي فارس كيف أبوك بالظبط، هتبجي خيال واد خيال!
تحدث سليم الصغير ب لهفه وهو يقطم قطعة المانجو بفمه وأنا كمان يا جدو عاوز أطلع زي بابي!

نظر له سليم بسعاده وتحدث إن ما كتوش إنتو تطلعوا للغالي أبوكم مين راح يطلعله يا ولاد الزين!
أتي إليهم أدهم بإصطحاب أحمد وتحدث بإبتسامه أوعوا يكون العيال دول غلبوك وياهم يا أبوي، رد سليم بفخر علي جلبي زي العسل، بس سيبهم يغلبوني وروحوا شوفو حالكم إنت ومرتك في مصر، وسيبولي حبايب جلب جدهم ونور عنيه إهني!

وهنا هللا سليم وعلى فرحين وهما ينظران لوالدهم ويترجاه ياريت يا بابي إحنا بنحب هنا أوي وعاوزين نعيش مع جدو سليم ونانا ليلي على طول!
نظرا لهما أدهم بذهول مصطنع وتحدث إكده يا ولاد أدهم بعتوني أنا وأمكم في ثانيه، ثم أيه هدومكم دي بهدلتوها بالمانجه إكده ليه، ثم نظر لهما وتحدث بوعيد إستلجو وعدكم من مها لما تروحوا!

ضحك أحمد وتحدث دانتو هتتنفخو من أمكم أما تشوفكم، وإحتمال ما تدوجكومش المانجه تاني عجابآ ليكم!
ضحكا طفلاه ببرائه وقال سليم الصغير ما فيش حد يقدر يكلمنا، جدو معانا وهيدافع عننا، ثم نظر لجده وتحدث بتأكيد مش كده يا جدو؟
تحدث الحاج سليم وفرحه تملئ وجهه طول ماأني موجود ماحدش يجدر يجربلكم أبدآ، ولا مها ولا أدهم بذات نفسيه!
ضحك أدهم وتحدث مين جدكم يا ولاد أدهم، جدكم سليم بجلالة جدره حاميكم وواجف في ضهركم!

ثم أمسك بيد أبيه وقبلها بإحترام وحنان ربنا يديمك فوج راسنا يا غالي!
رتب سليم على ظهر ولده بحنان وفخر!

كانت ليلي خارج المنزل حيث قامت بإصطحاب بسمه إبنتها للطبيب للإطمئنان عليها وعلى جنينها، إنتهت مها هي وحنان زوجة صلاح من إعداد وجبة العشاء وبدأو بتنضيف المطبخ وإعادة ترتيبه، وأثناء تواجدهم بالمطبخ جائت هنيه والدة سلمي زوجة أحمد لزيارة إبنتها وجلستا سويآ في بهو المنزل فاصنعت لهما مها ذوقيآ مشروبآ وأخرجته لهما مع بعض الفاكهه والحلوي!
مها وهي تقدم لهما أكواب العصير إتفضلي يا طنط!

مدت هنيه يدها بوجه عابس وشفاه ملتويه وتحدثت بسخريه تسلمي يا روح الطنط!
لم تحزن مها من تلك المعامله، فهي متفهمه جيدآ أن هنيه لم تطيقها ولن، وذلك بسبب إلغاء أدهم خطبته لإبنتها وزواجه من مها، فهي كانت تريد إتمام زيجة إبنتها ب خيرة شباب العائله، ألا وهو دكتور أدهم سليم ولكنه القدر!
وضعت مها حامل الأكواب على المنضده الموضوعه أمامهما
وتحدثت بكل ذوق وإحترام بعد إذن حضرتك وذهبت مجددآ للمطبخ لإتمام مهامها!

تحدثت هنيه بغل البت دي كل ما أشوفها جدامي بفتكر خيبة أختك عاليا التجيله، ما طيجاش أبوص في خلجتها، منها لله لولاها كان زمنات عاليا جاعده في شجتها مع أدهم متستته بدل ما مرت خالك اللي ينتجم منها ربنا مشغلاها خدامه عنديها، ده غير اللي عملاه فيها!
تحدثت سلمي بلوم كفياكي عاد ياماي، هنفضلو نولولو على جوازة عاليا العمر كلياته، ما خلاص بجا، ده نصيب وكل واحد منيهم خد نصيبه!

وهنا إنتهت مها من أعمال المنزل وقررت أن تصعد لجناحها لتأخذ حمامآ ليزيل عنها أرقها وأيضآ لتكون لائقه بإستقبال زوجها وحبيبها أدهم، وأثناء صعودها الدرج إلتفتت لها هنيه وهي توجه لها الحديث بتعالي!
هنيه بتعالي وإستفزاز بجولك أيه يا مرت أدهم إنتي، وتحدثت بتساؤل وبرود إسمك أيه؟ والله بنسي إسمك على طول ماهايجيش في بالي، إسمك تجيل على لساني!

إلتفتت لها مها بعدم إستيعاب وبإستغراب من لهجتها الساخره وتحدثت بإستفزاز وبضحكه صفراء قائله مها، إسمي مها حضرتك، خير يا طنط فيه حاجه؟
تحدثت هنيه بكبرياء وفظاظه ماعلينا، تعالي إعمليلي فنجان جهوه، دماغي هتتفرتك بس خليه تجيل وساده!
نظرت لها مها بفاه مفتوح وعدم إستيعاب وتحدثت بسخريه لا معلش أصل ورديتي خلصت، وطالعه أخد شاور قبل جوزي ما ييجي ويشوفني بهدوم المطبخ اللي كلها بصل وتوم، بعد إذنك!

وكادت أن تعطيها ظهرها للصعود مره أخري إلا أن صياح هنيه الغاضب جعلها تنظر مره أخري لها
حيث تحدثت هنيه بكل غضب ماحدش جالك إنك عادمه ربايه جبل إكده؟
تحدثت سلمي برعب وهي تنظر لوالدتها أحب على يدك ياأماي تسكتي، وأني هدخل أعملك الجهوه أني ما نجصاش مشاكل!

تحدثت مها بغضب وهي مازالت تقف بنصف الدرج لاوالله ماحدش قالي، لاني وببساطه محترمه، ومحترمه أوي كمان، ولولا إني محترمه كنت عرفت أرد على حضرتك إزاي، لكن للأسف علشان محترمه هتضر أسكت!

هنا دلف الحاج سليم وأدهم وأولاده وأحمد بسيارتهم وما أن توقف أدهم بالسياره، وعلى غير العاده سمعوا ضجيجآ لأصوات نسائيه عاليه تأتي من الداخل، إنتفض الحج سليم غضبآ كيف يحدث هذا بمنزله المعروف بالإصول والإحترام، دلف للداخل وجد مها تتحدث بغضب وتوجه حديثها ل هنيه زوجة أخيه،.

تحدث سليم بغضب وهو يدق بعصاه ذات الرأس الذهبيه الأرض وهو يردف خبر أيه عاد يا حرمه منك ليها، والله عال يا سليم يارضوان، عيشت وشفت حريم بيتك أصواتهم مسمعه لأخر الشارع ويسمعها اللي يسوا واللي مايسواش!
دلف أدهم بعدما صف سيارته وهو يتلفت حوله ليبحث عن مها رأها تقف بمنتصف الدرج ويبدو على وجهها الإنزعاج الشديد!
تسائل بقلق وهو ينظر عليها فيه أيه يا مها، أيه اللي حوصل؟

هنا بدأ العرض المسرحي الدرامي ل هنيه التي بدأت بالنحيب ودموع التماسيح وهي تنظر ل للحاج سليم وتشتكي له بوهن وضعف ومكر
هنيه ب مكر وهي تتلون كالأفعي يرضيك إكده يا حاج سليم، على أخر الزمن أتبهدل وأتهان في دارك يا أخوي، ومن مين، من واحده من سن بناتي!
توجه إليها سليم بنظره وتحدث بحده أيه اللي حوصل علشان تجولي إكده يا أم إيهاب!

بدأت بالدموع المصطنعه مجددآ يرضيك يا حاج سليم مرت إبنك الدكتور تجولي أني مش خدامه عنديكي ولو عاوزه حاجه جومي إعمليها لحالك، وتجولي أني متربيه أحسن منيكي ومن بناتك كماني!
وأكملت بإنكسار مصطنع وكل ده ليه، عشان بجولها من فضلك يا بتي إعمليلي فنجان جهوه الصداع هيفرتك دماغي،
ثم نظرت لمها الفاتحه فمها بذهول من كذب تلك الأفعي وقالت هو ده كرم الضيافه عنديكي يبت الأصول، توشكري يبتي على كل حال!

نظرت لها سلمي إبنتها بإستعجاب وهي تري والدتها تقلب الحقائق!
تحدثت مها بصوت غاضب أيه الكلام اللي إنتي بتقوليه ده؟
ثم نظرت ل سليم وأدهم وقالت الكلام ده كله كذب أنا ماقولتش كده، صدقني يا بابا، صدقني يا أدهم!
كان أحمد ينظر ل سلمي نظرات ذات مغذي وبدورها سلمي كانت تتهرب منه ففهم أحمد أن زوجة عمه تكذب.

تحدثت هنيه مره أخري بدموع مصطنعه الله يسامحك يابتي هو ده اللي أمك علمتهولك تجولي على واحده من دور أمك كدابه بردك!
هنا تدخل أحمد لينقذ الموقف ونظر ل سلمي أيه اللي حوصل يا سلمي أنطجي، الكلام اللي مرت عمي بتجوله دي صوح؟
وهنا نظرت سلمي لوالدتها وهي تفرك يديها ببعضهما من الخوف والتوتر ونظرت لها هنيه نظره هي تفهمها جيدآ
وتحدثت سلمي بتوتر أيييييوه صح، كل الكلام اللي جالته أماي حوصل!

كاد أحمد أن ينطق لكن سليم أوقفه بإشاره وتحدث وهو ينظر بعيون مها الواقفه تنظر لزوجها الساكن لا يتحرك ويكتفي بالمشاهده!
سليم موجهآ حديثه ل مها بإستفسار أم إيهاب جالتلك إعمليلي جهوه وإنتي رفضتي يا أم سليم؟
أجابت مها وهي تبرر حضرتك يابابا الكلام ماكانش بالسياق ده!
قاطعها سليم بحده سؤالي واضح ومحدد، جالتلك إعمليلي جهوه وإنتي جولتلها لا؟

تحدثت مها وهي تبتلع غصتها من حدة صوته الهادر بها أيوه حضرتك قولتلها إني هاطلع أخذ شاور، لكن أنا حابه أوضح لحضرتك اللي حصل بالظبط علشان تفهم الموضوع صح ومن كل الجوانب!
أشار لها سليم بعدم الحديث وأكمل بغضب ماعايزش أسمع حاجه تاني، وأيه اللي يتجال يبت الأصول بعد ما ضيفة سليم رضوان ماتلاجيش ضيافتها وواجبها، وتلاجي رفض لطلب تافه ومالوش عازه زي ده،.

وهنا تحدث بغضب وصياح ضيوف سليم رضوان يتشالو على الراس ويتخدمو برموش العين من الجميع ومن أول الحاجه ليلي لأصغر واحده في البيت ده، مفهووووم!
دلفت ليلي وبسمه من باب المنزل وهي تنظر بعدم إستيعاب للمشهد وتتسائل بقلق فيه أيه يا حاج سليم مال صوتك عالي إكده ليه يا أخوي؟
أشار لها سليم بعدم الحديث فصمتت وأكمل هو تعالي إهنيه يا أم سليم!
نزلت مها الدرج بخطوات متهاويه وذهبت لتقف بقبالته وتحدثت بحزن نعم يابابا!

تحدث سليم بأمر وحزم إتأسفي ل أم إيهاب وجوليلها حجك علي!
نظرت مها له بعدم إستيعاب لما تفوه به فهو لم يعطها الفرصه لتتحدث وتفهمه ما حدث، بل ويريد منها الإعتذار، لا فهذا حقآ فوق تحملها؟
هنا حولت بصرها ل أدهم الناظر لها بقلة حيله، فهو في موقف لا يحسد عليه، لو كان الأمر بعيدآ عن والده ل قاتل بشراسه لأجلها وخسر الجميع، لكنه والده وهو من له الكلمه الأولي والأخيرة في ذلك المنزل!

نظرت له تستنجد به وتستمد منه العون والقوه ولكن رأت بعيناه نظرة إنسحاب وخذلان، فاقررت أن تدافع بحالها عن حالها!
نظرت لسليم وتحدثت بقوه لكن أنا ماغلطتش فيها يا بابا علشان أعتذر، وصدقني أنا لو كنت غلط كنت أكيد هاعتذر من غير ما حضرتك تقولي!
غضب سليم من ردها ودق بعصاه الأرض معلنآ عن غضبه الشديد وعن كارثه أتيه لا محال!
فتحدث أدهم سريعآ منقذآ للموقف، حتى يقي زوجته شر غضبة أبيه إعتذري يا مها!

نظرت له بذهول، فتفوه بشده وحده وصوت هادر بها جولتلك إعتذري!
نظرت له بخيبة أمل وحزن كسي ملامحها وحدثت حالها
ماذا تريد مني أدهم، أعتذر؟
هي من أهانتني يارجل، وبدلآ من أن تقف بجواري وتساندني، تأتي لي وبكل رعونه وتقل لي أعتذر؟
يالخيبة أملي بك يا رجلي وسندي، يالخيبة أملي!
سحب ببصره بعيدآ عن معاتبة عيناها له فهو لا يتحملها حقآ!

تحدثت ليلي برجاء وهي تري زوجة إبنها تهان أمامها عشان خاطري يا حاج سليم إجعد وإستهدي بالله ونسمعو منيها اللي حوصل، ونظرت ل هنيه بغضب فهي أدري الناس بها وبألاعيبها الشيطانيه فقد ذاقت منها الكثير من الويلات وهما ببيت العائله قديمآ!
نظر لها سليم نظرة غضب أخرستها!
نظرت مها ل هنيه الناظره لها بشماته، وتحدثت ب كسره وذل في صوتها أنا أسفه لحضرتك جدآ وحقك عليا!

ثم نظرت لزوجها بقوه وهي تحاول إذلاله قبل إذلال حالها وتحدثت ولو عاوزاني أبوس على إيدك وعلى رجلك كمان أنا ماعنديش أي مانع!
هنا لم يعد يحتمل أدهم إذلاله وإذلال رجولته أمامها بهذا الشكل المهين، فتحدث بغضب عارم والدماء تغلي في جسده وهو يعلم جيدآ أنها بتلك الكلمات تعلن له أنها لا تراه رجلآ وحاميآ لها!

أدهم بغضب وصوت عالي مهااااا، إطلعي على جناحك فوج، ثم نظر ل هنيه وتحدث بإستهجان وكفايه لحد إكده يا مرت عمي، أظن العرض كان مرضي ومسلي بالنسبالك!
ثم دلف بغضب لغرفه مغلقه قد أخذت حنان أولاده بها كي لا يشهدوا على تلك المسرحيه الهزليه، وخرج وهو ممسك بأبنائه بغضب وأعطاهم لها ونظر لها وتحدث ب عصبيه خدي ولادك وإطلعي حميهم وغيريلهم هدومهم يلا!

نظرت له بدموعها المنكسره التي لم تستطع إمساكها أكثر من ذلك وأمسكت بأطفالها وصعدت الدرج بخيبة أملها وكسرة قلبها وكبريائها المحطم!
رأي هو دموعها وإذ بناااار تسري بجسده ودمائه إبتدت بالغليان في عروقه لأجلها ولكن ما كان بيده ليفعله أيقف بوجه والده لاجل إمرأته؟
لا والله، فلا هذه تربيته، ولا هو هذا الشخص،.

ولكن هذا لا يمنع غضبه من والده الذي لم يعطي الفرصه حتى لزوجته لتقص عليه ما حدث، ولكن هذا والده وما عليه إلا إحترام رغباته وكلمته، كان يوجد بداخله صراع قاتل، فهو وضع في مأزق وخير بين والده الذي يحترمه ويقدره وبين زوجيته التي يعشقها حد الجنون، وأنتصر فيها حبه لأبيه، وأحترامه وأخلاقه التي تربي عليها والتي أمره بيها دينه في معاملة والده!

نظر له سليم رأي غضب وناااار بوجه ولده مما يدل على إشتعال صدره بالغضب، وضع حاله مكانه وحزن على ما أصاب ولده بسببه، ولكن لو عاد الزمن سيعيد ما فعله دون تردد، فهذا هو سليم وهذه شخصيته وتفكيره!
إستأذن أدهم والده بالخروج وهم خارجآ من المنزل بأكمله وذهب إلى المزرعه ليجلس وحيدآ فهو في حاله لا تسمح بالتحدث أو الجلوس مع أحد!

تحدثت هنيه بنعومه مثل الأفعي حجك على يا حاج سليم، حجك على يا حاجه ليلي، ماكتش رايده تزعل مرت ولدك بسببي،
نظرت ليلي بغضب وتحدثت بصوت حاد وذات مغذي منوره يا أم إيهاب، أجعدي إتعشي ويانا!

هنا أدركت هنيه أن ليلي شبه تطردها بالذوق، فأستأذنت ورحلت بعد أن أشعلت حريقآ بالمنزل، وصعد أحمد خلف سلمي المرتبكه والخجوله أمام مها من أفعال والدتها وحدثت أحمد بذلك أنها لن تذل والدتها أمام الجميع وتكذبها وغضب منها أحمد وتركها وخرج!
أما مها أخذت طفليها وحممتهما وهي تبكي بحرقه
مما أستدعي سؤال على لها مامي إنتي بتعيطي ليه؟

مها وهي تجفف جسد صغيرها بالمنشفه مش بعيط يا حبيبي، أنا بس عندي صداع وعيني دخل فيها تراب!
علي وبكل برائه أمسك رأسها بيديه ووضع قبله على رأسها وأخري على عيناها وتحدث خلاص كده يا مامي، أنا بوستلك الوجع، وكده هتخف على طول!

إحتضنته مها بحب وقبلته وأستنشقت رائحته التي كالمسك، سمعت صوت الجرس وهي تلبس صغيرها ثيابه، جري سليم المتواجد ببهو الجناح يلهو بعد أخذه حمامآ وأرتداء ثيابه، ليفتح الباب فإذ بها ليلي دخلت عليها الغرفه وهي تلبس صغيرها
ليلي بحب وهي تحمل سليم مين اللي إستحموا وبجوا ريحتهم ورد وياسمين دول؟
ضحكا الطفلان وأشار بيديهما لاعلي أنااااا.

ضحكت ليلي وتحدثت طب يلا إنزلو لجدكم تحت مستنيكم وجايبلكم شيكولاته، نزلا الطفلان وجلست هي بجانب مها لترضيتها!
جلست ليلي بجانب مها على السرير وتحدثت أني جبت حنان مرت صلاح وأستفهمت منها وعرفت اللي حوصل وجولته لعمك سليم، وحتى من جبل ما أسمع من حنان أني خابره ألاعيب الحيه اللي إسمها هنيه!

ثم أكملت بحنان وهي تضع يدها فوق يد مها أني عارفه إنك زعلانه من عمك سليم، وحجك طبعآ، بس والله عمك مايجصد يضايجك أو يحرجك جدامنا،
هو بس ليه تفكيره، بيجول أني عارف إن هنيه هي اللي غلطانه وكدابه كمان، لكن مايجدرش يخسر أخوه ويطلع مرته كدابه، إنتي بتنا وإحنا نجدروا على بعضينا، لكن هي غريبه وكانت هتعمل من الموضوع حكايه وتغنيه على الربابه!
عشان خاطري يبتي حجك علي، ويلا ننزلو عشان نتعشي.

مها بدموع العفو يا ماما خاطرك على عيني، بس سامحيني مش هاقدر أنزل، أنا تعبانه وهدخل أخد شاور وهنام وبجد مليش نفس ومش هاقدر اتعشي!
ردت ليلي متفهمه وضعها خلاص يا بتي براحتك، بس أني هشيعلك العشا إهني، ماهينفعش تنامي من غير عشا! ونزلت للأسفل، دلفت مها لأخذ حمامآ عله يريحها ويهدئ من حزنها وألمها!
وبعد مده جلست مها وحيده على سريرها تنتحب وبشده وهي تضم رجليها بذراعيها وتضع رأسها على ركبتيها وتبكي!

صعد أدهم إليها ودلف لداخل الغرفه وجدها على وضعها الحالي تنتحب وتبكي بشده جلس بجانبها أدارت هي وجهها للجهه الأخري تعبيرآ منها على غضبها الشديد منه، أسند أدهم ظهره للوراء وتنهد بتعب وهم وتحدث عارف إنك مش طايقه تبصي في وشي، ويمكن كمان مش شيفاني الراجل اللي قادر يحميكي ويدافع عنك، وأكيد خيالك بيقولك إنك إتغشيتي فيا وكنتي فكراني أقوي من كده، وعارف كمان إن معاكي حق في كل ده، وإني كان لازم أدافع عنك وماأقبلش أبدآ بإهانتك قدام أي حد!

ثم نظر لها وأعتدل بجسده بإتجاهها وتحدث بس ده أبويا يا مها، أنا مستعد أدافع عنك بروحي قدام أي حد في الكون ده كله، إلا أبويا، وماأقدرش أكسرله كلمه، حتى لو كنت شايف تصرفه غلط وحتى لو جه عليا وظلمني، عمري ما أقدر أقف في وشه ولا قدامه لا علشاني ولا علشانك ولا حتى علشان ولادي، أرجوكي إفهميني يا مها!
وأمسك يدها ونظر لها نظرت له بدموع وشدت يدها من بين يديه بعنف!

زفر بحزن وتحدث بتفسير أبويا ماعملش كده علشان مابيحبكيش أو علشان يضايقك على حساب مرات عمي، لا خالص، دي عوايدنا في الصعيد، الضيف دايمآ على حق وله واجبه وإحترامه، أبويا إشتري خاطر أخوه وجه عليكي علشان حاسس إنك بنته وهاتستحمليه، صدقيني هو ده تفسير اللي حصل كله،
هنا نظرت له بغضب وتحدثت بنته، وهو لو فعلآ بيعتبرني زي بنته كان قبل عليا الإهانه والظلم ده؟
لو بنته إتعمل فيها كده في بيت جوزها، كان بباك سكت؟

أدهم أيوه يا مها كان هيسكت، أبويا مابيجزأش مبادأه
نظر لها وتحدث برجاء حقك عليا يا حبيبي علشان خاطري ما تزعليش وبطلي عياط، دموعك دي بتدبحني وبتحسسني بضعفي يا مها!
نظرت له بلوم وحزن، أمسك يدها بحب وقبلها وتحدث حطي نفسك مكاني يا حبيبي، لو حد من إخواتك إتحط في نفس موقفي كنتي تحبي أخوكي يقف قدام بباكي ويغلطه قدام الناس علشان خاطر مراته؟

نظرت له وصمتت لإدراجها صحة كلامه، قبل يدها ثم إقترب منها ومسح لها دموعها بيده وقبل وجنتها بحنان، ورفعها بيديه وأجلسها على ساقيه وأحتضنها بحنان وشدد من حضنه لها، شعرت براحه وأخذت نفسآ عميقآ، ثم تحدثت برجاء أدهم أنا عاوزه أرجع شقتي!
قبل جبينها بحنان وتحدث بإيماء حاضر يا نور عيوني، هانسافر بكره إن شاء الله!
خرجت من حضنه ناظره له بجديه وهي تتسائل بجد يا أدهم هانسافر بكره؟

هز لها رأسه بإيماء وتحدث بحنان أيوه يا حبيبي بجد، أنا كلمت شركة الطيران وحجزت رحلة الساعه 1 صباحآ، أنا ماأقدرش أشوفك مش مرتاحه في مكان وأسيبك قاعده فيه غضب عنك يا قلبي!
رمت نفسها داخل أحضانه بحب وتحدثت ربنا يخليك ليا يا حبيبي!
ثحدث مشددآ من إحتضانه لها ويخليكي ليا يا حبيبي، وبجد حقك عليا!

ضلت مها داخل أحضانه وهو يمسح على ظهرها ويلعب بخصلات شعرها بحنان حتى غفت داخل حضنه الحاني، أنزلها من على ساقيه بهدوء، ووضع رأسها على مخدتها براحه وقبل جبينها وجلس بجوارها حتى غفت في ثبات عميق!
نزل للأسفل ليري أطفاله ويجلبهم معه ليغفوا في جناحه لكن وجدهم غارقين بالنوم في أحضان جدهم وجدتهم، أخبر أدهم والده ووالدته أنهم مسافرون بالغد.

فتحدث سليم بتساؤل هتسافرو بكره كيف يا ولدي، مش كت ناوي تجعد أجازتك كليتها إهني، نظرت له ليلي بحزن مش كت بتجول هتجعد كمان أربع أيام يا جلبي، مستعجل ليه، لساتنا مشبعناش منيكم
أدهم وهو يبعد عيناه عنهما بحزن جالي شغل في المكتب مستعجل يا أماي!
رد عليه سليم ما أيمن صاحبك موجود يا ولدي، لازمتو أيه سفرك بجا، لسه ماشبعناش من العيال يا أدهم، دانتا بجالك شهر ماجيتش أجازه يا دكتور!

أدهم معتذرآ من والده معلش يا أبوي تتعوض إن شاء الله، لولا الشغل ماكتش مشيت، وأيمن ماهيسدش لوحديه في الشغل!
ووقف معتذرآ لينهي الحديث أني هاطلع علشان أنام، تصبحو على خير!
بعد مغادرته تحدثت ليلي بعتاب يارب تكون مبسوط يا سليم من اللي عملته، مش نصرت مرت أخوك وخليت مرت إبنك تعتذرلها، إتفضل بجا أها، هياخد ولاده وماشي!
نظر لها بحزن وصمت، وفي اليوم التالي أخذ أدهم مها وأولاده ورجعا إلى شقتهم بالقاهره!

وبعد أسبوع من سفرهما كان أدهم يجلس على أريكته وترتمي مها داخل أحضانه، وأطفاله يلعبون ويلهون حولهما بسعاده وفرح رن هاتفه، نظر به وجده والده، كادت أن تخرج من حضنه لكي تعطيه فرصه للرد، لكنه شدها له وشدد من إحتضانها بحب، وتحدث ببشاشه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا حاج!
هلل سليم وعلى جدوووو جدووو!
أشار لهما أدهم بالصمت لكي يستطيع سماع جدهما
تحدث الحاج سليم على الهاتف حبايب جلب جدهم وعجله!

ضحك أدهم وتحدث أول ماسمعوا إسمك عاملين مظاهره، كيفك يا أبوي وكيف صحتك؟
سليم بحب بخير يا ولدي الحمد لله، أم سليم كيفها هي وحبايب جلبي!
أدهم بخير يا أبوي كلياتنا الحمدلله!
سليم بتساؤل العمال وصلوا لفين في بني البيت يا دكتور؟
إستعجلهم أومال علشان تاخد عيالك في الوسع والجنينه بدل الحبسه في الشجه عنديك، العيال مخنوجه يا أدهم!

تحدث أدهم بجديه ربنا يسهل يا حاج، المهندس جالي هاستلمها منيه كمان شهرين، ربنا يسهل ويطلع جد كلامه!
تحدث سليم بجديه ربنا يسهل يا ولدي ولو عوزت فلوس جولي وأني أحولك على طول، أدهم بحب ربنا يديمك فوج راسي يا حاج كله من خيرك، وأكيد لو أحتجت لحاجه هجولك طبعآ!
سليم بجديه طب إديني أم سليم رايد أكلمها كلمتين!
سعد أدهم لطلب والده لانه يعلم مغذي مكالمته أعطا أدهم الهاتف ل مها
قائلآ الحاج سليم عاوز يكلمك!

نظرت له بحزن فهي ما زالت حزينه من موقفه الأخير معه وأخذت منه الهاتف بهدوء
وتحدثت بإحترام وجديه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
سليم على الجهه الأخرى بصوت حنون وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، كيفك يا بتي، زينه، طمنيني عنيكي!
ردت مها بإحترام الحمدلله حضرتك، أنا بخير، أخبار صحة حضرتك أيه، وماما ليلي أخبارها أيه؟

رد سليم بحنان ومداعبه بخير يا بتي وفي نعمه الحمدلله، أني جولت أم سليم مابتتصلش تطمن على أتصل أني وأتطمن عليها، إتوحشت كلمة بابا منيكي جولت أكلمك أسمعها، بس لحد دالوج لساتني ماسمعتهاش!

إبتسمت مها وهي تري حماها يتودد لها ويتلطف معها بالكلام وفهمت من حديثه هذا أنه إعتذار منه غير مباشر، فا رجل مثل سليم رضوان بالتأكيد لن يعتذر لأي شخص على الإطلاق، ولكن تكفيها محاولته تلك التي أسعدتها وبثت في روحها الرضي!
ردت عليه بإبتسامه أسعدت أدهم الناظر لها بإهتمام وحب ربنا يخليك ليا يا بابا، وحضرتك كمان وحشتنا كلنا، وماما ليلي وبجد متشكره جدآ على مكالمة حضرتك ليا وإهتمامك الواضح!

سليم بحنان ماتجوليش إكده يا بتي، ربنا يعلم غلاوتك جد أيه في جلبي، وإن معزتك من معزت سوميه وبسمه وربي يشهد!
مها بسعاده ووجه مبتسم تسلملي يا بابا ويخليك لينا وبجد مبسوطه أوي بمكالمة حضرتك!
وأنهت معه المكالمه وأعطت لزوجها الهاتف أكمل حديثه مع والده وبعد مده أغلق أدهم الهاتف ونظر لحبيبته بعيون سعيده وهو يقبل يدها.

وتحدث شفتي يا نور عيني إنتي غاليه أد أيه عند الحاج وإزاي ماأستحملش زعلك ورضاكي مع إنه مابيعملش كده مع أي حد على فكره، ده إستثناء ل مها رأفت وبس!
كانت تستمع له وهي حاضنه كفيه بيدها ووجهها سعيد وتحدثت أنا مبسوطه أوي يا أدهم لأن بجد حسيت إني مهمه عند بابا سليم وإن زعلي فارق معاه، ماتتصورش كنت فرحانه إزاي وأنا وصلالي نبرة صوته الحنينه اللي كلها جبر خاطر ليا!
تحدث أدهم تعرفي إنك كبرتي أوي في نظر الحاج.

بسبب الموضوع ده، قال ل لوله من يومين مرت إبنك طلعت أصيله وماحاولتش تدخل أبوها ولا أمها في الموضوع، وسمعت كلام جوزها وكلامي رغم إنها كانت معترضه!
إرتمت مها بسعاده داخل أحضانه الملاذ الآمن لها نظر ل أولاده اللذان مازالا يلهوان بسعاده
أدهم ناظرآ لطفليه وهو يتحدث بغيظ أيه يا على باشا إنت وسليم بيه مش ناويين تنامو إنهارده ولا أيه؟
سليم بضحك وبرائه لا يا بابي إحنا عاوزين نقعد معاكم!

علي بتفكير بابي أيه رأيك ننام كلنا مع بعض إنهارده زي الأسبوع اللي فات، لما ضمينا السرير بتاعي وسرير سليم مع بعض ونمنا
نظر لها أدهم بغيظ وتحدث إتفضلي يا هانم شوفي القرود اللي مخلفاهملي عاوزين ينامو معانا، ماهو فعلآ ده اللي كان ناقص!
ضحكت مها وهي داخل أحضانه وتحدثت لإستفزازه وماله يا بابي، الولاد عاوزين ينامو في حضن بابي الدافي الحنون ليه تحرمهم بس منه!

نظر لها بغيظ لا والله، طب أنا داخل أنام يا مها وأبقي خلي ولادك بقا ينفعوكي!
وقام من جلسته وهي تضحك بشده وبعد مده كانت داخل أحضانه على سريرهما بعد أن غفا صغيريها ودلفت لزوجها الذي لم يكتفي للأن من شهد عسلها وفي كل مره كأنه يتذوق شهدها لأول مره فهكذا هو عشقهما، ولأنهما يرووه بالإهتمام والإحترام المتبادل يكبر ويطرح ثماره.

بعد أربعة أشهر وفي الشتاء في شهر يناير المثلج وهوائه الصاقع، كانت تقف على شاطيئ البحر بملابسها الشتويه الثقيله وأدهم يقف خلفها محاوطآ إياها بذراعيه القويه حول خصرها بتملك،
وهما ينظران إلى البحر وأمواجه الثائرة الهائجه ومها تتنفس هواء البحر التي تعشقه وهي مغمضة العينان بسعاده، فماذا تطلب أكثر من ذلك فهي بين أحضان معشوقها الوحيد وأمام البحر الذي تمنت دومآ زيارته في الشتاء.

وأدهم يفي بوعده لها، فمنذ زواجهما وهو كل شتاء يأتي بها إلى الإسكندرية ويقضيا معآ أجمل أيام حياتهما، وذلك بعد إرسال أطفاله لوالدته بسوهاج خوفآ عليهما من برودة طقس الإسكندرية في هذا الشهر ذات الصقيع البارد!
كان يقف ورائها محتضنآ إياها بتملك ويهمس بأذنها بحب بحبك يا مها بحبك أوي وكل يوم بحبك أكتر من اليوم اللي قبله وكل يوم معاكي هو بالنسبالي حياه جديده!

ردت عليه حبيبته بهيام وهي تنظر للبحر وسحره ربنا يخليك ليا يا أدهم، أنا معاك بس عرفت معني لحياتي
ثم نظرت له بحب وأكملت بترجي ممكن تفضل تحبني كده على طول؟ مش عاوزه حبك ليا يقل أبدآ يا أدهم، دايمآ عاوزه أحس إني أهم حاجه في حياتك؟
أجابها بعشق إنتي مش أهم حد في حياتي بس يا مها، إنتي كل حياتي، كفايه إني ماعرفتش طعم الحب ولا دوقته إلا على أديكي، أوعدك هفضل أحبك لآخر نفس فيا زي أول يوم حبيتك فيه!

نظرت له بهيام وتحدثت بنعومه يا أدهم
رد عليه بعيون هائمه بعشقها يانعم
مها بحب هو أنا ليه بحبك أوي كده؟
رد عليها بإبتسامه وحب يمكن علشان أنا بعشقك؟
ضحكا سويآ ونظر أمامهما للبحر وسحره والشتاء القارص، وبدأت السماء تنزل عليهم بقطرات المطر، فتحت مها يدها وهي تنظر للسماء بسعاده وقطرات المطر تهبط على وجهها السعيد وتبلله وتداعبه بحب!

كان ينظر لسعادتها ويشعر وكأنه ملك، لقدرته على رسم البسمه والسعاده على وجه إمرأته، فحقآ أدهم مثال للزوج المثالي الذي يتباهي بإسعاد زوجته والتفنن في رسم البسمه على وجهها
فهنيئآ لكي مها بذلك الزوج الحنون.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة