قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين فصل خاص ثاني

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين فصل خاص ثاني

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين فصل خاص ثاني

ليلا داخل منزل رأفت كانت مها وطفليها يجلسون بجانب أبيها ووالدتها وأخواتها وسط أجواء أسرية مبهجة وسعيدة حيث أتت في زيارة إلى منزل أبيها إستمرت ثلاثة أيام
نظر سليم الصغير الذي تجاوز عامه السادس إلى جده رأفت وتحدث بنبرة طفولية: - جدو رأفت، تعالي إنت وتيتا إقعدوا معانا في بيتنا الجديد؟
هلل تؤأمه على وصفق بسعادة تأكيدا على إقتراح أخيه الذي نال إستحسانه وتحدث: - أه يا جدو حضرتك مش بتيجي عندنا خالص.

تحدث رأفت بنبرة حنون: - طب ما تقعدوا إنتوا هنا معايا على طول وسيبكم من مها وادهم
ضحك الصغيران وتحدثت مها إلى أبيها بنبرة جادة: - ما تيجي معانا بجد يا بابا إنت وماما وتقعدوا معانا إسبوع تغيروا فيه جو
أردف رأفت معتذرا لإبنته بلطافة: - ما أنتي عارفة أبوك يا مها، مابحبش أغير مكاني ولا بعرف أنام برة سريري، خليكي إنتي قاعدة معانا كمان كام يوم علشان نشبع منك ومن الولاد.

تحدثت بإعتذار لابيها الحنون: - للأسف مش هينفع يابابا، إحنا لينا تلات أيام قاعدين هنا، ما يصحش أسيب أدهم لوحده أكتر من كدة، ده بيكلمنا كل كام ساعة وهايتجنن علشان الأولاد وحشوه جدآ
واستطردت بايضاح: - إن شاء الله هاييجي ياخدنا بكرة
وضعت ماجده يدها على خدها وتحدثت بعيناي حزينة: - هو انتوا لحقتوا يا بنتي، ما لحقتش أشبع منك يا مها.

إبتسمت إلى والدتها بهدوء وتحدثت: - تتعوض مرة تانية يا حبيبتي، إن شاء الله أجيب الولاد فؤ أقرب وقت ونييجي نقعد معاكم اسبوع بحاله
مر الليل بسلام وأتي الصباح وحضر أدهم إلى منزل والد زوجته ثم تناول وجبة الغداء مع الجميع وبعدها إستقل سيارته بصحبة زوجته وأطفاله وتحرك بهم عائدين إلى القاهرة حيث منزلهم السعيد.

كان يجلس خلف مقود السيارة يقودها بحرص، تجاوره الجلوس تلك المتشوقة لحبيبها، فكت وثاق حزام الأمان وإقتربت عليه ثم وضعت رأسها على كتفه بحنان وهي تحتضن ذراعه بتملك
وتحدثت وهي تشدد من إحتضانه: - وحشتني أوي يا أدهم، الكام يوم اللي بعدناهم عنك عدوا عليا كأنهم شهر
راقب الطريق جيدا وحينما تأكد من خلوه من السيارات، نظر بعيونها بإشتياق وتحدث: - وإنت وحشتيني جدآ يا حبيبتي، البيت وحش أوي من غيرك إنت وعلى وسليم.

واسترسل بعيناي حنون: - أوعوا تسبوني لوحدي تاني يا مها، لما تحبي تزوري عمي وماما ماجدة هاجي معاكم ونبات ونيجي كلنا تاني يوم على طول، أنا مابعرفش أقعد في البيت من غيركم
أومأت له بحبور ثم وضعت رأسها على كتفه من جديد وتابع هو قيادته للسيارة مع لهو طفلاه بالخلف.

وصل بزوجته وطفلاه ودخل إلى الحديقة بعدما صف أدهم سيارته بالجراج الخاص بالمنزل، إستقبلتهم العاملة وأخذت الحقائب خطت مها بساقيها إلى غرفتها وأتي خلفها حبيبها العاشق المشتاق نظر بعيونها بإشتياق وحنين وأخذها بأحضانه وشدد من ضمته لها وبات يشتم عبيرها بإشتياق
وتحدث: - وحشتيني يا قلبي، وحشتيني أوي
بنظرات يملؤها الهيام نظرت داخل عيناه التي تعشقهم وذابت بداخلهم وأردفت قائلة بصوت مغروم: - بحبك يا أدهم.

قالت كلماتها ثم أرتمت بأحضانه قائلة باشتياق جارف: - وحشتني ووحشني حضنك وعيونك وكلامك وهمسك، كل حاجه فيك وحشتني
بنظرات رجل عاشق تطلع إليها ثم أنهال على شفتاها بنهم وأشتياق بادلته إياها بنفس بتلك الشغف، وغاصا بجنتهما الساحره سويآ.

في الصباح أفاقت مها على صوت المنبه وجدت حالها محاطة بذراعيه بتملك شديد من ذاك العاشقة وكأنها ستهرب منه، ضحكت وحاولت التملص من بين أحضان ذلك الغافي بسلام وسكينة، وضعت قبله على شفتاه، أفتح عيناه ببطئ ثم. إبتسم حين رأها وتحدث بصوت متحشرج من أثر النعاس: - صباح الفل يا حبيبتي
أردفت مها ببشاشة ووجه ضاحك: - صباح الفل يا روح قلبي، يلا يا حبيبي فوق كده علشان تاخد الشاور بتاعك وتفطر وتلحق محاضرتك الأولي.

واستطردت بلطافة: - ولا عاوز الطلبة بتوعك يقولوا عليك دكتور كسول وبييجي متأخر، وعميد الجامعة يقول عليا إني كنت سبب في تغيير حياتك للأسوء
نظر لها وتحدث بدعابة وهو يغمز لها بعيناه للتذكرة: - مش يمكن تأخيري ده يبقي فرصة حلوة لبنوتة جميلة إنها تترحم من طردي ليها وسخريتي منها قدام زملائها؟

جحظت عيناها بصدمة متصنعة وتحدثت بعيناي يتطاير منها الشزر: - لا والله، تصدق أنا غلطانة إني إعتذرت عن تعييني كامعيدة في الجامعة بعد ما طلعت من الخمسة الأوائل وطبعا ده كان بنائا على رغبة سيادتك، على الأقل كنت راقبتك طول الوقت وعرفت تحركات عيونك يا أدهم يا سليم.

ثم وضعت يدها على ذقنها ولوت فاهها بتفكر وضيقت عيناها قائلة: - الوقت بس فهمت إنت ليه رفضت تعييني معاك يا دكتور، طبعا علشان تبص بعيونك على البنات الجمال وتسيبهم يدوبوا في عيونك على حريتهم يا أستاذ
قهقه عاليآ ثم تمالك من حالة الضحك وتحدث بعيناي عاشق: - وأنا موافق إني أبصلهم وأدوب كمان في عيونهم، لكن بشرط، يبقوا كلهم مها رأفت.

نظرت له بغرور مصتنع ورفعت قامتها للاعلي قائلة: - للأسف ياودكتور، مافيش غير مها رأفت واحدة بس
عقب ذاك المحب على حديثها قائلا بسعادة: - علشان كده خطفتها وحبستها جوة قلبي
واسترسل بإبانة: - كنتي عاوزاني أسيبك تتعيني علشان الطلبة يقعدوا يبصوا عليكي ويدوبوا في عيونك يا أستاذة؟
واستطرد موضحا: - إذا كان أدهم سليم رضوان اللي عمر ما بنت شغلتني ولا هزت شعره مني، جيتي إنتي بكل بساطه وسحرتيني.

واستطرد بعيناي عاشقة: - دوبتني عيونك، سحرتني طلتك، أثرني إسلوبك وإتزانك وثقتك في نفسك اللي ملهاش حدود، ما بالك بقي بالطلبه الغلابة كنتي هاتعملي أيه فيهم يا ست مها
واسترسل بمشاكسة: - أنا بقا خدمتهم وخدمت نفسي وإقتصرت الشر زي ما بيقولوا
ضحكا سويا ثم إحتضنها بشدة وبعدها تحرك هو إلى الحمام ليغتسل ونزلت هي إلى الأسفل لتحضير وجبة الإفطار لزوجها الحبيب وطفلاها.

بعد مرور تلاتة أيام
أيقظت مها أدهم كعادتها وأحضرت له وجبة الإفطار الذي تناولها بشهية بصحبتها وطفلاه وأحتسي قهوته المحببة من صنع يداها وذهب إلى مكتب المحاسبات الخاص به بعد تقبيلها هي وأطفاله اللذان كانا بإنتظار الحافلة الخاصة بمدرستهما.

وفي المساء إرتدت أجمل ثيابها ثم إستقلت سيارتها بصحبة ولديها، وتحركت في طريقها حتى وصلت إلى صديقتها المقربة أريج، تركت لها سليم وعلى حسب إتفاقهما مسبقا، حيث ستذهب هي إلى مكتب أدهم بعد تحضيرها مفاجأه له وأصطحابه لتناول العشاء معا في مكان هادئ قد حجزت به مسبقا دون علمة، وذلك من باب كسر روتين الحياه وتجدد علاقتها بزوجها الحبيب.

دخلت من باب المكتب الذي أصبح أيقونه في عالم المحاسبات بفضل ذكاء ومجهود أدهم وأيمن معا
لمحها أيمن الذي ذهب إليها على الفور وقام بالرحيب بها ببشاشة وجه متحدثا برسمية ويرجع هذا لحزم أدهم والحفاظ على الثوابت ووضع حواجز بين زوجته واصدقائة: - أهلا أهلا مدام مها، نورتي المكتب يا أفندم
عقبت مها على استقباله بإحترام: - أهلا بحضرتك أستاذ أيمن، المكتب منور بأصحابه يا أفندم.

أشار لها بيده إلى الأمام ثم أردف بإحترام: - إتفضلي يا أفندم، أدهم جوة في مكتبه
كانت تتحرك بجانبه بداخل الممر المؤدي لمكتب أدهم وهي مبتسمة وإذ فجأة تري بوجهها أخر شخص ممكن أن تتخيل أنها تراه هنا بمكتب زوجها
تحركت إليها وهي تنظر لها بكبرياء وابتسامة سمجة إرتسمت على وجهها، مدت يدها بتفاخر وتحدثت بمنتهي البرود كي تستفز داخلها: - إزيك يا مها، أخبارك أيه، طمنيني عليكي وعلى طنط ماجده وعمو رأفت؟

نظرت لها بصدمة وذهول عندما وجدتها تقف أمامها ممسكة بيدها أحد الملفات وتتحرك داخل المكتب بأريحية تامة، تساءلت مضيقتآ عيناها بإستفسار: - أيه؟
إنتي بتعملي أيه هنا؟
إبتسامة نصر إرتسمت فوق شفة تلك الحقود وتحدثت ساخرة منها: - بعمل أيه؟ باشتغل يا مها
ثم تساءلت ساخرة قاصدة إظهار تغفيل أدهم لها: - هو دكتور أدهم ما قالكيش إني إتعينت في مكتبه بقالي شهرين؟

هنا وجدت أدهم يأتي إليها مهرولا ينظر إليها بسعادة بالغة بعدما أخبرته سكرتيرته الجديدة أنها رأت مها بالخارج، إقترب منها وتحدث وهو ينظر إليها بلهفة ظهرت داخل عيناه تحت أنظار أية الحارقة من شدة غيرتها من عدوتها اللدود والتي لم تبغض مثلها بطليلة حياتها: - أهلآ أهلآ يا حبيبتي، ده إيه المفاجأه الحلوة دي.

نظرت له بإبتسامة زائفة كي لا تشمت بها عدوتها اللدود وتحدثت بنبرة جاهدت بإخراجها هادئة: - أعمل إيه يا دكتور، لاقيت دوامة الشغل عندك ما بتخلصش قولت أجي أخطفك منها شوية ونخرج نتعشي مع بعض في مكان هادي
تحدثت السكرتيرة الواقفة بإحترام: - لو ما فيش في دماغ حضرتك مكان معين هتروحيه، أنا ممكن أحجز لك حالآ في مطعم كويس جدا يا أفندم؟

نظرت إليها بإبتسامة وتحدثت بنبرة شاكرة: - متشكره جدآ يا نهي، أنا حاجزة المطعم ومجهزة كل الترتيبات
شعر بسعادة لا متناهية عندما وجد إهتمام حبيبته به، إبتسم ثم أمسك يدها بحب وتحدث بحبور: - دقايق يا حبيبي وأبقي تحت أمرك
ثم نظر إلى أيمن وأية وتحدث بنبرة عملية: - خلاص يا أستاذة أية، هنضطر نأجل إجتماعنا لبكرة، وأقعد معاها يا أستاذ أيمن وشوفوا النقاط المهمة اللي هنتناقش فيها في الاجتماع وسجلها عندك.

ولا يهمك يا دكتور، أنا تحت أمرك في أي وقت، كلمات نطقتها بطريقة أشعرت مها بالغضب الشديد حتى أنها تمنت بداخلها بأن تجلبها من شعر رأسها في الحال وتطرحها أرضا ثم تبرحها ضربا حتى تلقنها درسا لن ينتسي وليذهب المظهر الإجتماعي إلى الجحيم، لكنها تمالكت حالها إلى أبعد حد
واسترسلت تلك الخبيثة قائلة بمكر: - إبقي خلينا نشوفك في المكتب تاني يا مها.

رمقتها بنظرة استخفافية وابتسمت ساخرة بجانب فمها ولم تعر لحديثها إهتمام ثم تحركت بجانب زوجها الذي إصطحبها معه على مكتبه محاوطا خصرها بتملك وحب تحت أنظار أية المستشاطة غضبا من حبه الهائل لها وأهتمامه بها وبتجاهل تلك المها لها وكأنها غير موجوده بالمرة.

وما زاد من حقدها عليها هو عشق أدهم لمها الواضح للعلن والتي كانت تتمني أن تراه قد أخذ زهوته وأنقضي، ولكنها وجدته العكس، فقد زاد أضعافا مضاعفة وهذا ما رأته بأم أعينها اليوم داخل أعين أدهم العاشق الولهان حينما رأي متيمته أمامه
خطت مها بساقيها إلى الداخل وانتظرت حتى أغلق هو الباب وكاد أن يدخلها بأحضانه لكنها باغتته بإبتعادها عنه ونفضها ليده المحاوطة لها بشدة وغضب وهي تنظر إليه بعيناي مشتعلة.

قطب جبينه وتحدث متسائلا بإستغراب: - فيه أيه يا مها، مالك؟
أردفت بإستنكار وصوت غاضب: - إنت إزاي يا دكتور يا محترم تقبل بتعيين اللي إسمها أية في مكتبك؟
لا وكمان معينها من شهرين وأنا قاعدة في البيت زي المغفلة
واستطردت بحنق شديد وهي تدور حول حالها: - الهانم كانت بتضحك وهي بتقول لي إيه ده يا مها، هو الدكتور ماقالكيش إني بشتغل هنا من شهرين
عاوزه تبلغني وتقول لي إنك مغفلة وقاعدة في البيت زيك زي الكرسي.

كان ينظر إليها ببرود كعادته وهي تتحدث بإنفعال وغضب تام
ثم تحدث بنبرة هادئة: - إهدي يا مها وفكري بعقل قبل ماتتكلمي وتهجمي عليا بالشكل الأ ر ده
وأكمل بإعتراض أشعل روحها: - أولا أنا مش ملزم أحكي لك عن موظفيني ولا أنت من حقك تتدخلي ولا تعترضي على أي حاجة تخص شغلي.

واسترسل بإبانة علها تفهم الموقف وتقدره: - ثانيا أنا ما أعرفش إن أية إتعينت هنا غير بعدها بإسبوع، إنت عارفة إن ماشاء الله كل يوم المكتب بيكبر والشغل بيتوسع، وكنا محتاجين لمحاسبين زيادة علشان نسد العجز، ف أيمن نزل إعلان على صفحة المكتب جالنا طلبات للشغل ووقتها كنا مسافرين الغردقة إحنا والولاد، لما أيمن إتصل بيا قولت له إختار إنت علشان مش عاوز أشغل دماغي بالشغل وأنا معاكي، ولما جيت إتفاجأت بيها ضمن إللي أيمن عينهم.

نظرت له بضيق وردت عليه بإنفعال حاد: - ياسلام، ولما جيت واتفاجأت زي ما بتقول، ما رفدتهاش ليه يا أستاذ؟
أجابها مبررا بهدوء: - وأرفدها ليه يا مها، البنت كويسة جدا في شغلها
واستطرد ساخرا من ضألة تفكيرها: - بلاش دي، هروح أقول ل أيمن إيه، بعد إذنك يا شريكي أنا هارفد البنت اللي إنت عينتها أصلها ما كانتش بتحب مراتي وهما في الجامعة؟!

ثم نظر لها وتحدث بعقلانية: - عيب يا مها، إنت أكبر وأعقل من التفكير السطحي واللاواعي ده
نظرت له باستشاطة وتحدثت بإستهجان: - قصدك إيه يا أدهم، قصدك إن أنا تافهة وتفكيري ساذج وطفولي؟
واستطردت بنبرة حادة: - طيب يا أدهم جنان بجنان بقا، البنت دي لازم تمشي النهاردة ومش هاتقعد ساعة واحدة في المكتب ده تاني.

نظر لها بذهول وأجابها بلكنة تحذيرية غاضبة: - إتكلمي على قدك يا مها وفي اللي يخصك، شغلي خط أحمر يا بنت الناس، ومالكيش الحق في إنك تتدخلي فيه أو تقولي رأيك في أي شيئ يخصه
واسترسل ليحثها على التحرك: - ويلا بينا بقا إن كنا هانتعشي
نظرت إليه بغضب وتساءلت بنبرة صارمة: - ده أخر كلام عندك يا دكتور؟
أجابها بعناد وصرامة: - وماعنديش غيره يا مها.

رفعت رأسها وهي تشمله بكبرياء وأردفت ببرود بما أحرق روحه: - تمام يا دكتور، خليك لشغلك ولإجتماعك علشان ما أعطلكش، وأنا راجعه أخد ولادي من عند أريج
قالت كلماتها ورحلت كالإعصار تاركة إياه يغلي ويستشيط من أفعال تلك المتمردة الثائرة، وخرجت كالبركان واستقلت سيارتها وذهبت إلى أريج.

داخل منزل أريج قصت مها لها ما حدث بدموع وأنهيار تام
أردفت أريج وهي تحتضنها وتربت على ظهرها بحنان كعادتها: - خلاص يا مها بطلي عياط يا حبيبتي، عيونك إنتفخوا من كتر العياط
واسترسلت بتعقل لتهدأتها: - أنا من رأيي تكبري دماغك وماتعمليش مشاكل مع أدهم علشان واحده ما تستاهلش زي أية، وكفايه أوي إنها نكدت عليكي وخليتك كنسلتي الخروجه اللي ليكي يومين بتحضري لها ومستنياها.

نظرت لها وأردفت بإستهجان: - يعني أيه أكبر دماغي يا ريجا، عاوزاني أرضي بالأمر الواقع وأستسلم وأوافق إنها تبقي مع أدهم في المكتب؟
أجابتها أريج بتعقل: - أظن يا مها إنتي أكتر واحده تعرفي دماغ دكتور أدهم، وعارفة قد إيه هو صعب وما بيقبلش أي حد يتدخل في قراراته وخصوصآ إذا كانت القرارات دي مرتبطه بشغله.

نظرت لها بعيناي متألمة وردت بدموعها الحزينة ونبرة صوت إنهزامية: - ده مش تدخل على قد ما هو خوف على بيتي وعلى حياتي مع أدهم ياريجا، عاوزاني إزاي أئمن لواحدة زي أية وأسيبها في المكتب مع جوزي وأنا عارفه إنها كانت بتحبه وبتخطط تتجوزه، وياما عملت خطط علشان تفرق بيني وبينه زمان وإنت أكتر واحدة شاهدة على كدة.

واسترسلت بارتياب: - أضمن منين إنها ماترجعش تعيد اللي فات تاني، وخصوصا إنها الوقت منفصلة، يعني عندها الإستعداد أكتر من الأول
نظرت لها أريج بإستغراب وأردفت بتساؤل: - وإنت عرفتي منين إنها منفصلة يا ماهي؟
عقبت بتفسير وهي تجفف دموعها: - دخلت على صفحتها وأنا جاية في الطريق، ولاقيت الهانم منزله بوست من أربع شهور وهي بتحتفل بطلاقها واصحابها بيهنوها ولا كأنها بتحتفل بعيد ميلادها.

أطلقت أريج ضحكه عاليه وأردفت ساخرة: - واضح كدة إنك جهزتي معداتك وبدأتي الإستعداد للحرب كويس يا مها، مابتضيعيش وقت إنت
نظرت لها بحنق وتحدثت بنبرة ساخطة: - بدل ما تقعدي تتريقي عليا، إتفضلي ساعديني وقولي لي أعمل إيه في المصيبة اللي أنا فيها دي؟
أردفت أريج وهي تضع يدها على ذقنها بتفكير: - هو مافيش غير حل واحد، وهو إنك تعلني عصيانك على أدهم وتخاصميه.

واستطردت بإبانة: - مش بس كدة، إنت كمان تباتي في أوضة تانية علشان يعرف إن الموضوع صعب ومافيهوش تهاون بالنسبة لك وكمان هايعود عليه بالخسارة
واسترسلت وهي تهز رأسها بتأكيد: - وبكدة هايعلن إستسلامه ويسلم الراية البيضا
نظرت لها مها بتفكر ثم أردفت بتساؤل: - تفتكري يا ريجا؟
أجابتها أريج بإندفاع وتأكيد: - طبعا يا بنتي، وهو يقدر على بعدك يا ماهي.

واسترسلت بمداعبة كي تخفف عن صديقتها وطأة حزنها: - ده إنت جننتي الراجل بحبك يا مفتريه
إقتنعت مها بحديث أريج وأخذت أطفالها وعادت لمنزلها وجدته يقف داخل الحديقة واضعا يداه داخل جيبي بنطاله، يزفر بغضب تام وهو ينتظر عودتها بفارغ الصبر ولكن كبريائه منعه من مهاتفتها
جري عليه سليم وعلى وأحتضناه بحب، سألهما أدهم وهو يجلس على ركبتيه ويقبلهما: - أهلا يا حبايبي، إتعشيتوا؟

هز سليم رأسه بإيجاب وتحدث: - أيوة يا بابي أكلنا بيتزا مع كارما وفادي
ربت على ظهريهما وتحدث بحنو: - طب يا حبايبي يلا إطلعوا خدوا شاور علشان تذاكروا شوية قبل ما تناموا
تحركت من جانبه دون النظر إليه أو الحديث، نظر على طيفها بحزن وأغمض عيناه بإستسلام
أفتحهما على صوت على الذي سأله: - بابي هي مامي كانت بتعيط ليه؟
نظر له أدهم مضيقآ عيناه واردف متسائلا: - كانت بتعيط إزاي يا علي؟

رد الصغير بتلقائية: - أنا شفتها لما دخلت عند طنط ريجا أشتكي لها من كارما إنها بتلعب مع سليم وأنا لاء
إحتضن أدهم طفليه وتحدث بطمأنة: - مافيش يا حبيبي، تلاقيها بس كانت مصدعة شوية
ثم وقف وأمسك بيدا طفلاه وتحدث ليحثهما على التحرك: - يلا إطلعوا على أوضتكم.

ودلف هو لداخل غرفته يبحث عنها لم يجدها، تعجب لكنه جلس ينتظر مجيأها، وبعد مدة وجد العاملة تخبره بأن طعام العشاء جاهز، بالفعل تحرك إلى غرفة الطعام وجدها خالية، سأل على مها فأبلغته العاملة أنها تقطن بالغرفة الخاصة بالضيوف
ترك الطعام وذهب إليها ودخل بعدما دق بابها، تعجب حين وجدها ترتدي ثياب النوم ويبدوا عليها إعتزام أمرها للمبيت هنا.

وقف أمامها بشموخ واضعا يداه بداخل جيباي بنطاله وتحدث مستفسرا: - ممكن أفهم الأستاذة بتعمل أيه هنا وسايبة أوضتها؟
لم تعر لسؤاله إهتمام وتحركت وجلست على طرف الفراش مما إستفزه وأستشاط داخله فهتف بنبرة غاضبة: - إنت كمان مابترديش عليا يا مها، لا ده أنت كده إتجننتي رسمي
نظرت إليه بسخط وتحدثت بنبرة ساخرة: - أه يا دكتور إتجننت، إتفضل بقا روح أوضتك وسيبني مع جناني لوحدي.

نظر لها بإستغراب وسألها بعيناي مستاءة: - كل النكد ده ليه يا مها؟
علشان الموضوع التافه ده، تنكدي علينا وتكنسلي العشا وتخلي شكلي وحش قدام الموظفين بعد ما سيادتك مشيتي لوحدك وإنت قايلة قدامهم إننا خارجين نتعشي، لا ومش مكفيكي كل ده جاية زعلانة وعاوزة تنامي لوحدك
نظرت له وتحدثت بنبرة استفزازية: - أظن أنا حرة وأعمل إللي أنا عوزاة.

واسترسلت بنبرة باردة وهي تهز كتفاها بلا مبالاة: - لقيت نفسي مش عاوزة أتعشي برة كنسلت الموضوع، والوقت مش حابة أنام في الأوضه بتاعتك، بردوا أنا حرة
نظر لها بإستغراب وأردف: - الأوضة بتاعتي؟
وأكمل بعيناي مستشاطة: - هي بقا إسمها الأوضة بتاعتي يا مها؟
يعني ما بقتش أوضتنا خلاص؟
ثم نظر لها وتحدث أمرا: - يلا يا مها إطلعي على أوضتك وأخزي الشيطان وكفاية أوي اللي عملتيه لحد كدة.

واسترسل بغرور بما جعلها تشتعل: - وانا هحاول أنسي كل الهبل اللي عملتيه وقولتيه ده
ضحكت ساخرة وتحدثت لاستشاطته: - ومين قال لك إني عوزاك تنساه يا دكتور، بالعكس أنا عوزاك تفتكرة، وتفتكره كويس أوي كمان
واسترسلت وهي تتمدد فوق التخت وتسحب الغطاء فوقها إستعدادا للنوم: - إطفي النور وخد الباب في إيدك وإنت طالع لو سمحت.

شعر بالدماء تفور بداخل رأسه من أفعال تلك التي أوشكت على إصابته بسكتة دماغية جراء عنادها، بالفعل تحرك وذهب إلى غرفته وبات يتحرك كالمجنون لا يدري ما عليه فعله الأن، أيتنازل عن كبريائه ويرضخ لابتزازها ويطرد تلك اللعينة التي قلبت حياته الهادئة مع زوجته وحولت هدوئها إلى حربا من مجرد مقابلة واحدة لعينة بالصدفة
أم يظل صامدا أمام تلك المتمردة ويحاربها بسلاح التجاهل حتى يجبرها على الاستسلام والرضوخ لرأيه.

وبالنهاية كعادته قرر الصمود وعدم التنازل أمام سطو تلك المتمردة خوفا من أن يتحول هذا لنهج حياتها معه بالمستقبل، حاول تهدأت حاله ودخل إلى الحمام وبدل ملابسه لأخري مناسبة للنوم ثم تمدد فوق التخت في محاولة منه للنوم ولكن من أين يأتي النوم والراحة في إبتعادها عن احضانه.

مرت سبعة أيام، يوما يلو الآخر وبالنهاية شعر بالانهزام الروحي ولم يعد لقلبه المقاومة أكثر بعد، دخل الى مكتب أيمن وتحدث بنبرة جادة بعدما حسم قراره: - أيمن، شوف مستحقات الأستاذة أية واديها لها وبلغها إن عدد المحاسبين زيادة ومش هتقدر تستمر معانا
نظر له أيمن باستغراب وتحدث متسائلا: - محاسبين إية يا ابني اللي زيادة، ده انت بنفسك لسة قايل لي من يومين إننا محتاجين محاسب كمان علشان نقدر نسد على الشغل؟

أيمن، أنا مش ناقص تحقيقاتك إنت كمان، كفاية عليا اللي أنا فيه، نطقها بنبرة ساخطة فضحك أيمن وهتف بفطانة: - يبقي الحكومة أمرت يا دكتور
أيمن، قالها بحزم وعيناي محذرة فتحدث صديقه ساخرا: - ما خلاص يا عم الوحش، إنت مع مراتك تقلب قطة بلدي وتيجي لحدي عندي وتعمل عليا أنا دكر.

واسترسل ضاحكا: - والله مستني تقولي الكلمتين دول من يوم المدام ما جت لك هنا وشافت أية، وبعدها طلعت في وشها وقالت يا فكيك ومن يومها وإنت حالك لا يسر عدو ولا حبيب
زفر بضيق على سخرية صديقه عليه وتحرك للخارج وبعدها ذهب أيمن واخبر أية بالإستغناء عنها تحت حرق روحها وغضبها العارم من تلك المها وما فعلته بها.

عاد أدهم بعد الظهيرة إلى منزله، وجد الغداء بانتظاره بحضور طفلاه وغياب تلك المتمردة كطيلة الأيام السبع المنصرمة، أردف متسائلا العاملة عنها فأخبرته بمكوثها كالمعتاد بغرفة الضيوف، إستأذن من صغاره ودخل عندها، وجدها تجلس فوق التخت تعبث في أصابعها بوجه كاشر
تحدث بنبرة حادة يتواري خلفها: - تقدري تفكي الإعتصام وتطلعي تتغدي مع ولادك يا مدام، اللي إنت عوزاه انا عملته لك خلاص.

نظرت إليه وتساءلت بنبرة مترقبة: - قصدك إيه؟
أية سابت الشغل خلاص، خليت أيمن يمشيها النهاردة، كلمات نطقها رغما عن كبريائه واسترسل وهو يشير بيده بنبرة تهديدية: - بس يكون في علمك، الموضوع ده مش هعديهولك على خير ولازم تتحاسبي عليه يا مها.

نطق كلماته بحده وأعتدل وكاد أن يخرج من الغرفة لولا يد تلك التي قفزت من فوق التخت وألحقت به وهتفت بوجه متهلل: - وانا راضية بأي عقاب منك، المهم إنك بعدت العقربة دي عن حياتنا
ثم وقفت أمامه وتحدثت وهي تتلمس ذقنه وتنظر لعيناه باشتياق: - لازم تكون متأكد إني عملت كدة علشان بحبك يا أدهم.

واللي بيحب حد بيذله ويجبره كده يا مها، قالها بنظرات معاتبة فأردفت بإبانة: - عمري ما أقدر أذلك يا حبيبي، بس أنا بحبك وواجبي أحافظ على بيتي واحميه من واحدة خرابة بيوت جاية علشان تهدمه
صاح معترضا بحدة: - هو انت للدرجة دي شيفاني واحد شهواني أو راجل ندل علشان أبص لأي واحدة غير مراتي؟

واسترسل بنبرة معاتبة: - يا مها أنا بحبك ومفيش ست في الدنيا دي كلها تقدر تاخد مكانك ولا حتى تشغلني عنك، لازم تكوني واثقة فيا أكتر من كدة علشان نقدر نكمل حياتنا من غير مشاكل
لفت ذراعيها حول عنقه وتحدثت بنبرة إمرأة عاشقة: - خلاص بقي يا أدهم، إنسي اللي حصل وكأنه محصلش أصلا.

بس انا زعلان منك قوي يا مها، قالها وهو ينظر لكريزتيها بتشهي، إبتسمت بسعادة وتحدثت بعدما وضعت قبلة سريعة بجانب شفته: - يلا نطلع نتغدي مع الاولاد وأنا بعدها هصالحك
ضحك بسعادة ثم تحدثت هي بدلال انثوي أثاره: - يا أدهم
نظر لعيناها وتحدث منصاعا: - يا نعم
ضحكت وتساءلت برقة: - هو أنا ليه بحبك أوي كدة؟
يمكن علشان أنا بعشقك، نطقها بعيناي ذائبة مما جعلها تنتعش وتتنفس بانتشاء.

إبتسم لها وحاوط خصرها وتحركا إلى الخارج ليتناولا غدائهما بصحبة طفليهما ثمرة عشقهما الذي ذاقا الامرين حتى وصلا كلا منهما لأحضان الآخر.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة