قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل العشرون

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل العشرون

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل العشرون

خرجت من مكتبه عازمتآ على طيه في ذاكرت نسيانها، ولكن، هل حقآ ستستطيع بتلك السهوله نسيان أحلامها الورديه معه؟
نزلت الدرج، وجدت أريج بإنتظارها، فقد كانت تعلم ما سيحدث وحظرتها منه!
ولكن ماذا نقول لعاشقه؟
إحتضنتها أريج بقوه، والغريب أنها وجدتها متماسكه إلى حد ما!
أريج بقلق إنتي كويسه؟
مها بوجه خالي من التعبير الحمد لله، أنا رايحه التواليت أغسل وشي وبعدها هاروح!

أريج بتساؤل مش هاتحضري معانا، بقالك كذا يوم مابتحضريش وكده غلط، فايتك محاضرات كتير!
مها بتعب مش قادرة يا ريجا، مصدعه ومحتاجه أنام، مش هاأعرف أركز كويس، وكمان مش معايا كتب ولا حتى كشكول للمحاضرات!
يعني وجودي هيبقي زي عدمه!
أطاعتها أريج لصحة حديثها!

وبعد مده قصيره كانت تدلف من بوابة فيلا نور وجدت عبير بالحديقه كانت تغادر لكليتها، وقفت بوجهها،
أوقفتها عبير بملامح شامته مهاااا رأفت، الفتاة المثاليه بمنزلنا!
علي فكرة فرحتلك أوي يا نجمه!
مها مضيقتآ عيناها بعدم فهم وياتري فرحتيلي على أيه يا عبير؟
تحدثت عبير بشماته وغل علي كسرة قلبك وحسرتك لتاني مرة!
وأكملت بسعادة ماتتصوريش فرحت أد أيه وأنا سامعه صراخك وإنهيارك وإنتي في أوضتك من كام يوم!

صحيح ماكنتش عارفه بتصرخي ليه؟
وضحكت وأكملت بحقد بس بصراحه صوت صراخك وألمك، خلاني في منتهي السعادة!
وتحدثت بغل بس طبعآ ما أرتاحتش غير لما سألت ودورت وجبت أرار الموضوع!
ودارت حولها بفرحه وقالت دكتور أدهم سليم رضوان!
برااافو، بصراحه الواد قمر، يجنن!
طول بعرض، عيون أيه وشعر ودقن أيه، وشياكة أيه، لاوشكله متريش زي إللي قبله!
وااااو، بصراحه ليكي حق ترمي شباكك وتلعبي عليه!

وأكملت بحزن مفتعل بس يا خسارة، رماكي بردو زي إللي قبله!
وتحدثت وهي تمط شفتيها بتساؤل إلا قوليلي يا ماهي، هو إنتي تخصص دكاترة بس!
يعني ما بتقبليش طلبه أو موظفين، كده يعني؟
بس نصيحه مني ليكي جددي، يمكن تصيب معاكي المرة الجايه!
وضحكت وقالت بصراحه شكلك بقا زباله أوي
ونظرت بغل وأكملت ربنا يذلك كمان وكمان ويشمت فيكي كل الناس، فاكرة نفسك أحسن من الكل، عملالي فيها محترمه وبنت ناس وإنتي مقضياها مع الدكاترة!

الأول عماد ودالوقت أدهم ويا عالم، ما خفي كان أعظم!
كانت تنظر لها بقلب مفطور حزين لم تستطيع الرد، فهي ليست بحال يسمح لها بمجابهة تلك الشامته!
فاهمها أكبر من تلك الفارغه بكثير!
فليسامحك الله على تلك الإفتراءات التي نسبتيها لي!
مرت بجانبها بهدوء للدخول إلى المنزل!
صرخت بها عبير بغضب مش هاتردي عليا يا محترمه!
ولا خلاص، حقيقتك بانت وإنكشفت ومش لاقيه كلام تقوليه؟

خرجت نور على صياح تلك الغاضبه، وجدت مها تتجه إليها داخل الفيلا بوجه حزين شارد!
تحدثت نور بغضب ناظره ل عبير إنتي تاني يا عبير، صوتك عالي ليه، فيه أيه؟
نظرت لها عبير ببرود وخرجت من البوابه بدون كلام!
دلفت نور خلف تلك الشارده ذات الوجه الحزين لتري ما بها؟
تحدثت نور بتساؤل وفضول فيه أيه يا مها، عبير صوتها كان عالي ليه؟
أوعي تكون ضايقتك بكلامها تاني؟

نظرت لها مها بنظره لائمه مافيش حاجه مدام نور، ماتشغليش بالك!
وصعدت الدرج ذاهبه إلى غرفتها
تركت نور مستغربه ومتسائله، ما بها تلك الفتاه، لماذا تعاملني بهذا الجفاء؟
وما سر نظرة اللوم التي في عيناها لي؟
تري ما الذي حدث؟
دلفت إلى غرفتها أخذت ثيابآ من خزانتها وذهبت لتأخذ حمامآ، عله يريحها ويغسل معه همومها وحزنها الموجع!
نزعت عنها ثيابها ونزلت تحت الماء!

وجاء وقت إطلاق العنان لدموعها السجينه، فلن تستطيع التظاهر بالتماسك أكثر من ذلك!
لقد حان دورك دموعي، فهيا إنطلقي
بكت وبكا قلبها بقهر!
بكت على حلمها الضائع التي لم تعش منه إلا القليل،
بكت على حبيب غالي رأت فيه رجلها وسندها وخليل أيامها، بكت على بيت الأحلام التي صنعته وغزلته بخيوط ذهبيه وذهب مع الريح!
بكت على مشاعر جميله إفتقدتها وللأبد.

وأخيرا! جاء الدور لبكائها المر على كرامتها التي أهدرت تحت قدمي ذلك المغرور عديم الشفقه!
هنا لم تستطع، صرخت صرخة من أعماق قلبها، والماء منهمر على وجهها وكأنه يغسلها، دقت بيدها على الحائط وصرخت أاااااااه
آه على ضحكه لم تدم طويلآ!
أه على رجل كسرني وخزلني ولم أستطع كرهه!
أاااه على كسرة قلبي وذبح روحي
فمن لي خليلآ بعدك حبيبي؟
من يواسيني لفراقك عزيز عيني؟
من يداويني وكنت لي أنت الدواء.

لماذا غدرت بي وبأحلامي هاجري؟
لما ذبحتني أدهم لما؟
بما إستفدت بهجراني فقيدي؟
أاااه على حلم أخفت ملامحه الرياح!
أاااه على خراب حياتي التي لم تبدء بعد!
لمن سأشكي همي أدهمي؟
وبحضن من سأرتمي؟
ظلت تبكي حتى جفت ينابيع دموعها! ظلت تبكي حتى صرخ قلبها طالبآ الرحمة!
صرخت روحها، كفي فتاتي، ألم تكتفي من النحيب بعد على من لا يستحق؟
لقد تعبنا وهرمنا كفي!

إرتدت ملابسها وخرجت، أحست براحة بعد بكائها فحقآ الدموع تغسل القلب وتريحه!
غفت في ثبات عميق، وكأن جسدها ثار عليها فقد تعب حقآ ويريد هدنه!

في الجامعه كانت تجلس أريج وأيه في الكافيتريا!
أيه بلا مبالاة أنا شايفه إن كده أحسن لها، عماد بيحبها وبيتمني رضاها وأكيد هايسعدها، بصراحه أدهم مش شبه مها خالص!
أجابتها أريج وإنتي فاكرة إن مها هاتوافق ترجع ل عماد تاني وخصوصا بعد أدهم، هي كده هاتبقي بتأكد لأدهم كلامه!
نظرت لها أيه وتحدثت بتساؤل أنا بقا كل إللي شاغلني حاليا هو ليه دكتور أدهم والباشمهندس عماد كانو مخبيين إنهم قرايب؟

أريج بتأكيد على حديثها مش عارفه أنا كمان مستغربه جدآ من الموضوع ده، وبعدين دول قرايب من الدرجه الأولي إبن عمته، غريبه فعلآ!
تحدثت أيه لنفسها أنا وإنتي مش هنفترق حتى بعد الجواز يا مها، هاتتجوزي إبن خال جوزي يسلاااام، المهم يا يويو لازم تستغلي حزن أدهم وفراغ مكان مها، وتقربي منه وتهتمي بيه، وده لازم يحصل بسرعة جدآ!
تحدثت أريج بتساؤل أيه يا بنتي سرحانه في أيه؟

أجابت أيه بمكر ولا حاجه، كنت بفكر في مها صعبانه عليا أوي، يا حرام حظها وحش بجد!
أجابت أريج بحزن أنا هاتجنن علشانها، بفكر أتكلم مع دكتور أدهم ولو وصلت حتى أترجاه يسمعها ويرجع لها!
تحدثت أيه بفزع ونفي لاء طبعآ أوعي تعملي كده، إنتي كده بترخصيها أكتر!
وعلى فكره بقا، أدهم عمره ما حبها، شكله كان بيتسلي زي ما أنا قلت في الأول!

أريج بإستهجان إنتي هبله يا بنتي، دي عيونه كانت بتتكلم وهو بيبصلها، وكلنا شوفنا ده بعيونا!
ده كأنه إتبدل وبقا واحد تاني!
لا طبعآ حبها وجدآ كمان!

بعد ساعتان أفاقت مها من نومها، أحست براحه بعض الشيء بجسدها!
شعرت بحنين وأشتياق لأبيها الغالي الحنون
هي تريد الآن أن ترتمي داخل أحضانه الحانيه، هو فقط من سيشعرها بأمانها المفقود، ومن لي غيرك سندي وأمني وأماني بعد الله أبي
أمسكت بهاتفها وضغطت على الإتصال أتاها صوت أباها السلآم عليكم.

كانت أشبه بطفلة صغيرة ذو جسد نحيل، تائهة في ليل شتاء ممطر، قارس البروده، جسدها يرتعش من شدة البرد وعدم شعورها بالأمان، خائفتآ هي حقآ!
وهافجأتآ وجدت أباها يأتي مهرولآ إليها، فاتحآ لها ذراعيه ليحتويها،
جرت عليه بفرحة وأرتمت بأحضانه لتدفئ جسدها المنهك وتغمض عيناها بأمان وأستسلام، فقد وجدت ملاذها الأمن بين أحضانه!
ردت بلهفة وإشتياق وعليكم السلآم ورحمة الله وبركاته!
بابا وحشتني أوي يا حبيبي!

أجاب رأفت بحنان إزيك يا مها، عامله أيه يا حبيبتي!
تحدثت مها بحب الحمد لله أنا كويسه جدا، إنت وحشتني أوي يا بابا، طمني عليك وعلى صحتك!
رد رأفت بحنان الحمدلله يا بنتي في خير ونعمه، مش هاتيجي قريب، عاوز أشوفك يا مها!
هنا أحست مها بإختناق في صدرها، كانت تريد أن تصرخ وتقول لأبيها
أحتاجك أبي، أحتاج أحضانك، إشتقت لرائحتك حبيبي!

ولكن تماسكت بعض الشيئ وتحدثت بصوت به خنقه هاجي بكرة إن شاء الله، عاوزه أشوفك وأشوف ماما وإخواتي!
رأفت بقلق إنتي كويسه يا بنتي فيكي حاجه؟
أجابت مها بلهفه لا يا بابا صدقني أنا كويسه جدآ
وبصوت مخنوق وحزين تحدثت أنا بس حاسه إني بعدت عنكم أوي، وحاسه إني وحيده، مفتقداكم في حياتي، إشتقت لقعدتنا وضحكنا مع بعض، إشتقت لدفا البيت، وحنانك إنت وماما، وحشتوني أوي يا بابا.

تأثر رأفت من كلام قرة عينه وقال تعالي يا ماما بكره، وأنا هقوم من النجمه أدبحلك خروف، علشان أمك تشويلك الكباب اللي بتحبيه!
إجابته بفرحة وكأنها طفله ذات الخمس سنوات وحمرلي الكبده علشان أجي أفطر بيها معاك أنا وأنت وبس، إتفقنا!
أنا هقوم بدري علشان أوصل ف أول اليوم!
ضحك رأفت على حماس إبنته وسعد أنه بحديثه أنساها حزنها وقال طبعآ أنا وإنتي بس!

تحدثت مها بسعاده حقيقيه ربنا يخليك ليا يا بابا وما يحرمنيش منك أبدآ، مش عاوز حاجه أجبهالك معايا؟
أجابها رأفت بقناعه هاعوز أيه يا بنتي الحمد لله كل حاجه موجوده!
ردت مها بحماس خلاص هاجيب لك معايا الجاتوه والهريسه من المحل إللي حضرتك بتحبه، وقالت ب فكاهه ويلاااا إن شالله ماحد حوش!
هنا ضحك رأفت وتحدث بدعابه اللي يسمعك كده يقول هاتصرفي علينا من فلوس أبوكي!
قالت بحماس وحب طبعأ فلوس أبويا!

وضحكا كثيرآ من قلبهما!
تحدث رأفت بحنان خلي بالك على نفسك يا مها!
أجابته مها بفرحه حاضر يا حبيبي، أنت كمان خلي بالك على صحتك، مع السلامه يا بابا!
رد عليها رأفت بحنان في حفظ الله يا بنتي!
أغلقت معه الخط وأخذت الهاتف بأحضانها وشعرت بسعاده لحديثها مع عزيز عيناها أبيها!
وكأن حديثها معه وضحكاتهم، غسل قلبها من همومه وأحزانه!
نعم، ومن غير الأب ليمسح دمعة الحزن عن فلذة كبده يا سادة!

فيا (الله) لا تحرم أحد من حنان أبيه وحضنه!
فالأب هو السند الحقيقي للفتاه
نزلت بحماس إلى الأسفل لتصنع لنفسها مشروبآ دافئآ لتبدء بمذاكرت دروسها!
فقد خسرت الكثير من الوقت فلا داعي لإضاعة!

آتي المساء عند أدهم!
كان يجلس مع عاصم إبن خاله الذي آتي لزيارته والإطمئنان عليه بعد زيارة عماد له!
عاصم عماد حكالي إنه جالك هنا، وحكالي كمان على إللي حصل بينكم بخصوص موضوع مها!
رد عليه أدهم بإستهجان وياتري قالك إنه هددني في قلب بيتي، وطلع عقدة القديمه عليا؟
تحدث عاصم بتهدأه معلش يا أدهم، إبن خالك وواجب عليك تتحمله!
يا سيدي إتحمله علشان خاطر خالك على الله يرحمه!

تحدث أدهم بأسي المشكله يا عاصم إنه لسه مقتنع إني سبت ريهام غرور وعند مني علشان أكسرها وأكسره!
غبي، مش قادر يفهم إن أنا وريهام ما كانش لازم ندخل في علاقه من الأول أساسآ!
أنا وريهام زي الشروق والغروب يا عاصم، عمرنا ما كنا هانتقابل!
أنا بتقاليدي وعاداتي، بحياتي ونظامي وشروطي إللي حاطتها في مراتي المستقبليه!
لبسها، أخلاقها، طريقة حياتها!
وقال مفسرآ بإحترام طبعآ مش بقلل من أخلاق ريهام أو غيرها خالص!

ريهام دي تربيتها وده وسطها إللي إتولدت لاقت نفسها فيه!
تحرر لبسها وشعر وميك أب، تحرر في السهر والسفر لوحدها، يعني مثلآ إنها تصاحب شباب ده في وسطكم عادي، لكن أنا لاء يا عاصم، عمري ما كنت هاقبل بده على رجولتي أبدآ!
وأكمل أنا قلت لنفسي حبها ليا هايغيرها، لكن كنت غلطان!
كانت بتحبني آه، بس كانت بتعند معايا على أتفه الأسباب، وكل دقيقه تخلق مشكله معايا بعندها!

ومامتها وأخوها بدل ما يعقلوها بالعكس، كانو بيعقدو الأمور أكثر!
كانو بيشجعوها ماتسمعش كلامي!
دايمآ كانو يقولولها، ماتسمعيش كلامه، مالوش حكم عليكي، إنتي مش جارية عنده علشان يعاملك كده، خليه هو يتطبع بطبعنا!
كل ده كنت بسمعه بودني!
كام مرة طنط عزه تقولي في وشي، يا إبني سيبك من التفكير القديم والجهل ده، الدنيا إتغيرت وإنت متعلم!
ونظر لعاصم بتساؤل هو أنا علشان متعلم أنسي ديني وأوامر ربنا ليا؟

تكلم عاصم بحزن للأسف كل كلامك حقيقي يا أدهم!
تحدث أدهم بتعقل جوازنا كان محكوم عليه بالفشل يا عاصم، وأنا عمري ما كنت هادخل علاقه وأنا عارف إن نهايتها الطلاق!
أنا مش غبي، أنا شفت مستقبلي معاها، وصدقني، لو كملت كنت هاخسر نفسي وأخسركم!
وتحدث بتساؤل يبقي أنا كده غلطت في أيه يا عاصم؟
ليه عماد مصر يحملني ذنب مش ذنبي؟
أنا دوست على قلبي وقتها وكملت لقدام، وما بصيتش ورايا، مع إني كنت بحبها!

وكل ده والله علشانها أكتر ما هو علشاني، أنا كان ممكن أكمل وأتجوزها وأسعد قلبي بقربها مني وبحبي ليها، وأعيش لي يومين حلوين، لكن النتيجه الحتميه كانت هتبقا الطلاق!
وهي الوحيده اللي كانت هتطلع خسرانه وخصوصآ لو فيه أطفال!
عاصم بتفهم والله يا إبني أنا فاهم كل ده، بس أنا عاوزك تنسي الموضوع وترجع تزورنا تاني في البيت زي الأول، علشان تثبت للكل إنك فعلا إتخطيت الموضوع!

تحدث أدهم بتفسير إنت فاكر إني ماباجيش التجمع علشان زعلان؟ غلطان يا عاصم!
بالنسبه لأني ما بجيش ده كمان علشان مصلحة ريهام والله!
وتحدث مفسرآ أنا عارف حالة ريهام كويس من بعد فراقنا!
أنا تخطيت الموضوع ونسيته، وكأنه ما كانش ليه وجود في حياتي أساسآ!
لكن ريهام للأسف ماقدرتش تنسي، ماأقدرش أظهر قدامها تاني وأخربلها حياتها مع جوزها، وخصوصآ إنه كان يعرف قصتنا!
أنا مش وحش يا عاصم زي عماد ما بيحاول يظهرني للكل!

ربنا وحده يعلم إن نيتي خير!
عاصم بتفهم إنت بتبررلي أيه يا أدهم، أنا عارفك وعارف أخلاقك كويس جدآ!
وعلي فكرة طنط عزة نفسها وبابا وكلنا قولنا لنفسنا كده، وإحترمنا رغبتك وقرارك جدآ، لأنه فعلا في مصلحتكم أنتو الإتنين!
وعماد كمان لازم نلتمس له العذر، هو بيحب ريهام جدآ، وتأثر بتعبها والحالة إللي وصلت ليها بعد ما أنت سبتها،
فاحملك أنت المسؤليه، بس عماد مش وحش يا أدهم، أرجوك أعذرة!

ريهام مش بس أخته، ريهام تعتبر بنته، أنت عارف خالك إتوفي بدري وعماد آخد مكانه عند ريهام ومروة، بقا هو أبوهم وأخوهم في نفس الوقت!
أدهم بتنهيده والله يا عاصم أنا عمري ما كرهته، بس هو كده حتى من قبل موضوعي مع ريهام!
عمرة ما ساب مناسبه إلا وحاول فيها يقلل مني قدام العيله كلها، أيه السبب أنا معرفش؟
عاصم مغيرآ الحديث سيبك أنت من كل الكلام ده وقولي، أيه حكايتك مع مها، إنت بتحبها بجد؟

أدهم بحزن ودي كمان سبتها وبفضله بردو، قوله ينبسط، أنا ومها خلاص ما بقاش ينفع نكون مع بعض وبسببه!
عاصم متسائلآ هو أنت فعلا حبيتها يا أدهم، وهل فعلا كنت تعرف حكايتها مع عماد!
أدهم بنفاذ صبر تفتكر لو كنت أعرف كنت سمحت لقلبي يحبها؟
ولا إني أشغل بيها بالي ولو دقيقه واحده، صدقني يا عاصم ما كنتش أعرف!
عاصم بتأثر طب سبتها ليه وأنا شايف حبها ف عنيك يا إبن عمتي!

أدهم بإنكسار وحزن علشان مش أنا إللي أقبل أتجوز واحده كانت بتحب راجل قبلي!
وده مش أي راجل يا عاصم، ده عماد، وأنا وأنت عارفين كويس إن أي بنت بيرتبط إسمها بإسم عماد سمعتها بتبقي عامله إزاي؟
تحدث عاصم بدفاع إلا مها يا أدهم، صدقني عماد ما طالش منها حتى ماسكة أيد!
ويمكن ده إللي خلاه حبها وإتعلق بيها، لأنه أكتشف إنها نضيفه ومختلفه غير كل البنات إللي عرفهم قبل كده!

وأكمل ده كفايه إنها كانت السبب في تغيير عماد وإنه ساب علشانها كل البلاوي إللي كان بيعملها، وتاب على أديها!
كان يستمع له ويستشاط غضبآ من ذكر إسميهما في جمله واحده!
ولكن لم يظهر، فهو ماهر في تخبأة ما بداخله أمام البشر!
أدهم بتأكيد عارف يا عاصم والله، ومتأكد إنها محترمه وأي حد يتمناها، بس خلاص الفراق أحسن ليا وليها!
تحدث عاصم بحزن بس إنت كده بتظلمها يا أدهم!

أدهم بتأكيد عارف، وبظلم نفسي قبلها، بس للأسف، مش قادر أقبلها على رجولتي!
نظر له عاصم بإستغراب وتحدث مستغرب أوي إني باسمع الكلام الراجعي ده، من دكتور متعلم ومثقف زيك، تفكيرك قديم وعقيم أوي يا أدهم!
أدهم مدافعآ عن أفكاره أنا صعيدي يا عاصم!
يعني مهما إتعلمت جوايا أخلاق ورجولة صعيدي، عمرة ما يقبل الغلط ولا يوافق بيه ابدآ!
عاصم بتساؤل وفين الغلط يا أدهم؟
إنها حبت قبلك؟ طب ما أنت حبيتها، وقبلها حبيت ريهام!

لو بمنطقك وتفكيرك، المفروض جوز ريهام ما كانش إتجوزها بقا!
وخصوصآ إنه كان يعرف حكايتكم قبل الجواز!
تحدث أدهم كل واحد ليه تفكيرة وقناعاته يا عاصم، هو تفكيرة وتربيته كده، وأنا ماأقدرش ألومه!
تحدث عاصم بنصح قلوبنا مش بأدينا يا أدهم، أفتح عقلك وسيب قلبك يختار، لو فعلا حبيتها بجد أدي لنفسك وليها فرصه تحبوا وتعيشوا!
الحب حاجه مش بنلاقيها كل يوم يا صاحبي، دي حاجه بتجيلك صدفه مرة واحده في عمرك كله،.

يا تمسك فيها وتعيشها، يا تفضل عمرك كله تلعن نفسك وتندم عليها، صدقني ده كلام واحد عاش التجربه!
وتحدث عاصم بحزن وتأثر أنا لما أتخليت عن حبيبتي، إكتشفت بعدها إني مش بس أتخليت عنها، أنا اتخليت عن حياتي كلها معاها!
فقدت شغفي للحياة، فقدت روحي وكياني كله!
ونظر له ولمعة دمعه بعيونة أبيه للسقوط لو فعلا حبيتها يا أدهم أوعي تتخلي عنها، علشان ما تعيش مأساتي!

مها بنت نضيفه وقويه، مش كل يوم هتلاقي زيها، أوعي تخسرها يا أدهم، أوعي!
تحدث أدهم مغيرآ الحديث بقولك أيه، ما تيجي نخرج نسهر في أي مكان، أنا مخنوق من قعدة البيت وعايز أغير جو!
وافق عاصم متفهمآ وضعه، فاأدهم من الأشخاص الذين لا يحبزون تدخل الأخرين كثيرآ في حياتهم الشخصيه، حتي ولو كانوا أقرب الناس إلى قلوبهم!
فهكذا هي شخصيته وعليه إحترامها!
فخرجا وأكملا سهرتهم خارجآ، ظنآ منه أنه هكذا يمكن أن ينسي مها!

ولكن هيهات يا فتي، فاجحيمك بإنتظارك!
فقط هي مسألة وقت لا أكثر!
فانتظر جحيمك بصدر رحب أيها الأحمق!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة