قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل السابع عشر

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل السابع عشر

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل السابع عشر

وجد أدهم أمامه، آخر شخص تخيل أن يأتي لزيارته، نظر بإستغراب وضيق عيناه قائلآ عماد؟
عماد متحدثآ أيه يا دكتور، هتسبني واقف على الباب كده كتير!
أيه، قعدتك في القاهرة لوحدك نستك كرم ضيافة أهل الصعيد ولا أيه؟
أدهم مشيرآ بيده للداخل لا إزاي إتفضل يا باشمهندس!
دلف عماد للداخل وهو ينظر للشقه متلفتآ يمينآ ويسارآ وتحدث لاء بس شقتك حلوه يا دكتور، أحسن وأشيك من الشقه الأولي بكتير!

أدهم بوجه مبهم وإستغراب متشكر يا باشمهندس، بس ما أظنش إنك جاي من التجمع للمعادي في نص الليل علشان تتفرج على شقتي، وتقولي رأيك فيها!
هنا جلس عماد على الأريكة ووضع ساق على الأخري بتفاخر ونظر ل أدهم بإيماء وتحدث طول عمرك ذكي يا إبن عمتي!
أنا فعلآ مش جاي علشان كده!
أدهم بنفاذ صبر يبقي تدخل في الموضوع علطول يا باشمهندس!
أظن لا أنا ولا أنت عندنا وقت نضيعه، أنا أساسآ كنت داخل أنام، فاياريت تتكلم بسرعه!

عماد بسخريه ما تقلقش يا أدهم، مش هأخرك على ميعاد نومك
وتحدث من زمااان أوي يا أدهم وأنت كل الناس شيفاك حد محترم جدآ، إلا أنا، طول عمري شايفك على حقيقتك، إنسان مغرور وحاسس دايمآ بالنقص من ناحيتي!
كنت بتبص عليا وأنت تحت، بتبص لفوق، لفوق أوي علي، عماد علي، الشاب إللي الدنيا كلها تحت رجليه!
كان أدهم ينظر له مضيقآ عيناه بإستغراب، ولكنه فضل الصمت ليخرج عماد كل ما في جوفه دفعتآ واحده!

عماد بتفاخر وغرور باصصلي دايمآ إني أحسن وأذكي منك يا أدهم!
تحدث بغرور أخدت الثانويه بإمتياز وبأقل مجهود مني دخلت كلية الهندسة، وأخدتها من أعرق جامعات العالم!
جامعة، كامبريدج البريطانية، وبردو حاولت تقلدني، وماعرفتش تجيب مجموع الهندسة!
إتمردت على عيشتك وبلدك، وجيت هنا تعيش وتشتغل علشان بس، تبقي زيي!

فتحت مكتبك علشان تبقي شبهي، بس نسيت إني صاحب شركة كبيرة أوي، وأكمل بإستخفاف وسخريه مش مجرد مكتب محاسبات!
حتي تعيينك، جه في كليه تانيه، حاربت لحد ما وصلت للكلية إللي أنا متعين فيها، علشان ماتحسش إنك أقل مني!
وأختي، حاولت تقرب منها وعلقتها بيك علشان تبقي قريب مننا وشبهنا،
لكن حتى دي فشلت فيها، والبنت ماقدرتش تطيقك من عقدك!
ورفع يداه لأعلي وأكمل كل ده معنديش مانع فيه!

وتحدث بتحذير وصوت عالي لكن غبائك وخيالك المريض، يصورلك إنك ممكن تاخد حاجه بتاعتي!
ده بقا إللي عمري ما هسمحلك بيه، فوق يا أدهم وإلزم حدودك وإحلم على قدك!
أدهم أدهم مصفقآ بيديه يبدي إعجابه مع إبتسامة مصطنعه براااافو
وقف وأشاح بيده بسخريه أعظم وأكبر باشمهندس في الدنيا كلها، أدائك رائع، كمل، كمل يا فنان، أنا كلي أذانآ صاغيه!
عماد بغضب أنا مش جاي علشان سيادتك تنبهر بأدائي يا أدهم بيه!

أنا جاي أحذرك، أبعد عن حبيبتي وإلا ورحمة أبويا هاندمك!
أدهم مضيقآ عيناه وبسخريه حبيبتك، أنت أكيد غلطان يا عماد!
لأني ببساطة، ماأعرفش بنات شمال، وإنت الشهادة لله، كل سككك مع البنات الشمال،
ونظر له بسخريه وقال ولا أقول النسوان الشمال، بما إن كل اللي تعرفهم بتضرب معاهم ورقه عرفي!
وتحدث ساخرآ أااااه إفتكرت، أيه أخبارك مع العرفي،.

يا تري عمك لسه بيجري وراك في الأقسام أنت والنسوان الشمال، إللي كانو بيتمسكو معاك في العربيه؟
قالها مبتسمآ بإستهزاء وأشار بيده على نفسه أنا إللي بغير منك يا عماد؟
أنا إللي كانو أعمامي وعماتي في كل مناسبة يقعدوا يقولولي، أعقل بقا يا إبني، بص لأدهم إبن عمتك شوف عقله، قلده في إحترامه!

وضحك وأكمل يا أخي ده كفايه إني مابهدلتش أبويا معايا في الأقسام، وأنا شارب وسكران ومتخانق في الكباريهات، وسط الرقصات والحشاشين والسكريه!
وأكمل بصوت عالي غاضب فوق، فوق وشوف نفسك بتقول أيه يا عماد!
وتحدث بغرور أنا أدهم سليم، إبن سليم رضوان، كبير أعيان سوهاج،
أراضينا وفلوسنا تشتري المدينة اللي أنت ساكن فيها باللي عليها!

وأكمل بنفس الغضب ولا نسيت أبوك الله يرحمه، هو وعمك حسين لما جم يأسسوا شركتهم وفلوسهم ماكفتش،
ساعتها جم ل سليم رضوان، وعرضوا عليه يسلفهم أو يشاركهم
وأبويا من أصله وكرمه رفض، وإداهم الفلوس وقالهم رجعوها وقت ما تقدرو،
ولو ماقدرتوش مش مهم، إحنا أهل!
أنا أدهم سليم يا عماد، أوزن كلامك وفوق لنفسك قبل ما تتكلم!
عماد بغضب وأيه كمان يا أدهم يا سليم، يلا خرج السواد والحقد إللي جواك بقاله سنين!

بص يا أدهم وأشار بأصبعه في وجهه من الآخر كده، كله كوم، ومها كوم تاني!
وتحدث بتهديد إلا مها، تبعد عنها خالص، أقسم بالله أمسحك من على وش الدنيا!
إنصدم أدهم على ذكر إسمها، بما يهذي هذا المعتوه؟ أيقصد مها لا غيرها؟
وما علاقة هذا التافه بحبيبتي؟
تحدث بعدم فهم مها مين، قصدك أيه؟
عماد بغضب مها رأفت ياأدهم، حبيبتي وتعتبر خطيبتي
أدهم مضيقآ عيناه بتساؤل وإنت أيه علاقتك ب مها، ثم إني أعرف إنك خاطب أصلآ!

عماد موضوع خاطب ده شيئ ما يخصكش!
أما علاقتي ب مها، فأظن إنك تعرفها وكويس أوي، لأن مافيش حد في الكليه كلها مايعرفش حكايتي مع مها!
وأنا واثق ومتأكد إنك قربتلها بس، علشان تنتقم مني فاللي عملته ريهام فيك زمان!
وأكمل بتحذير بس ورحمة أبويا يا أدهم لو قربت تاني لمها لأنسفك من على وش الدنيا!
أدهم بعصبيه وصياح وإنت بقا يا دكر جاي تقولي أنا الكلام ده، ماتروح تقولهولها هي!

وأكمل بتشكيك ده لو إنت متأكد إنها بتحبك زي ما بتقول!
عماد بغضب وتهديد إفتكر إني حذرتك، والله يا أدهم ماهارحمك!
وهنا غضب أدهم بشده وتحدث مش أدهم سليم إللي ييجي عيل فرفور زيك ويهدده!
والزم حدودك وأتكلم على أدك يا عماد، وإلا والله هاأنسي صلة الرحم إللي بينا، وأدفنك مكانك هنا!
ولو على موضوع مها، فاماأظنش كلامك صح، مها أنضف من إنها تكون مع واحد نسونجي زيك!

عماد بتحدي ولو طلع كلامي صح، أيه هيكون رد فعلك يا دكتور؟
أدهم بدون تفكير يبقي ما يشرفنيش أعرف واحده كانت معاك في يوم من الأيام!
ودالوقتي يلا يا شاطر، روح حل عقدك ومشاكلك بعيد عني، وياريت الزيارة دي ما تتكررش تاني!
ذهب أدهم إلى الباب وفتحه وأشار بيده إلى الخارج!
عماد بغضب رفع إصبعه في وجه أدهم بتهديد ياريت تبقي راجل وأد كلمتك وتنفذ وعدك، وأنا متأكد إن مها مش هتنكر حبنا لما تسألها!

وياريت يا أدهم ماتلومش غير نفسك لو غلط معايا تاني! وخرج
أدهم صفق الباب خلفه بقوه كادت تخلعه من مكانه!
جن جنونه، أمسك بفاز كريستال كانت بجانبه ورماها بكل قوته على الحائط تكسرت لمائة قطعة!
جري على هاتفهه وكاد أن يتصل بها، لكن الوقت قد تأخر كثيرآ!
لا أدهم، هذا الكلام لن يجدي على الهاتف، لابد أن أري عيناها وأنظر بداخلهم، لأري كم خدعتني، وكيف جعلت مني أضحوكة ولعبت بي!
يا الله إرحمني!

تمني في نفسه أن يكون كلام هذا المعتوة غير صحيح، لأنه لن يرحمها إذا كان حقيقيآ!
إنتظر حتى طلوع الشمس، ولم يجف له عين طوال الليل من شدة التفكير والغضب!
إرتدي ملابسه وقاد سيارته ذاهبآ إلى جامعتة، هاتفها!
ردت عليه فرحه أدهم صباح الخير كنت لسه هكلمك
إنتي فين قالها بغضب إنتابها شعور سيئ، وقالت أنا في الطريق رايحه الجامعه!
قال بإقتضاب تمام، أنا قربت أوصل عايزك في مكتبي حالآ أول ما أطلع!

مها بتساؤل وقلق أدهم هو فيه حاجه؟ صوتك مش مريحني، إنت كويس؟
لما تيجي هتعرفي، قالها وأغلق الهاتف مباشرتآ دون إنتظار ردها!
وتركها لتتخيل ماذا حدث؟ ولو تخيلت أسوء كوابيسها لما تخيلت أنه علم بأمر عماد!
وصلت الجامعة وذهبت إليه وهي تشعر بشعور سيئ لا تعلم مصدرة، ولكنها كانت على يقين أن اليوم سيكون فارق في علاقتها به!
طرقت بابه بيد مرتعشه، أتاها صوته بالسماح لها بالدخول فدخلت.

وجدته واقفآ يضع يداه في جيب بنطاله وينظر لها بوجة مبهم!
أين أدهم حبيبها، أين لهفته عليها، أين عشقه، جنونه، حنانه، من ذلك الرجل؟
يا الله ساعدني أرجوك
قالت بصوت مبحوح قلق صباح الخير!
أدهم بدون مقدمات، ناظرآ لها بنظرة غريبة مبهمه إنتي عارفه إني هاخد أجازه الأسبوع ده، علشان أسافر أكلم أبويا في موضوع خطوبتنا!
مها هزت رأسها بتأكيد وقلق أه عارفه!

أدهم ببرود ونظرة تساؤل مفيش حاجه عاوزه تقوليهالي، يعني، المفروض إني هبقي خطيبك!
وأظن من حقي أعرف كل حاجه عن البنت إللي هتبقي مراتي، وهاتشيل إسمي!
مها باتت متأكده الآن ما سر هذا التغير التي تراه أمامها، ولكن بما يفيد الكلام حاليآ، لقد فات أوانه!
مها برعشه في صوتها حاجه زي أيه؟
أدهم بغضب زي عماد على مثلآ!
وكأنه بجوابه هذا حجب عنها الهواء، فأصبحت غير قادرة على التنفس!

في هذه اللحظة لم تعد ساقيها قادرتآ على حملها!
إرتمت على أقرب كرسي منها!
تأكد أدهم من شحوب وجهها الذي يشبه الموتي، أن كلام عماد للأسف، حقيقه!
مها بتساؤل وهي تنظر بشرود للأسفل مين إللي قالك؟
أدهم ناظرآ لها بخيبة أمل وبصوت يكسوه الألم تفتكري هتفرق! ماأظنش إن ده سؤال في محلة!
تحدثت مها بصوت مهزوز وضعيف اأاانا، أنا كنت هاحكيلك من الأول، بس قولت ملوش لازمه، موضوع تافه وعدي، والكلام فيه زي عدمه!

كان ينظر لها بحزن، وتمني أن يفيق من نومه وأن يكون هذا مجرد كابوسآ ليس إلا، ويجري عليها يأخذها بين أحضانه وينتهي الأمر!
تكلم بصوت يكاد يخرج منه يكسوة الحزن موضوع تافه؟
مين إللي قال إنه موضوع تافه، لما حبيبتي تبقي عايشه قصة حب قبلي ومع مين، ونظر إليها نظرة ذات معني!
مع عماد علي، إللي مافيش بنت طلعت من بين أيده سالمة، مفيش بنت طلعت إلا وورقة العرفي مدمراها!

نظرت إليه بصدمه وتحدثت أدهم أيه اللي بتقوله ده، أنت فاكرني أيه، أنا مها يا أدهم، بوصلي!
وأكملت بتأكيد وحياة بابا والله العظيم ما مسك حتى أيدي!
نظر لها بغضب بالنسبالي حصل، وحصل اللي أكتر من كدة!
ونظر لها بتساؤل وأتهام السؤال بقا، أنا إزاي إنخدعت فيكي للدرجادي!
إزاي مشيت وراكي وعيوني مغمضين، أنا حبيتك بجد!
أنا إتحايلت عليكي لما زعلتي مني وأتأسفتلك، ودي أول مرة تحصل في حياتي كلها!

مها بدموع أدهم أنت كده بتظلمني!
أدهم بعيون مشتعله إنتي إللي ظلمتيني لما خلتيني أحبك!
وهنا هب غاضبآ وتحدث بصوت مخيف ونظرة غاضبه لما خليتي أدهم سليم يحب واحده من حريم عماد علي!
مها بغضب ودموع تنهمر من عينيها أنا ما أسمحلكش!
صرخ بها ما تسمحيليش، زعلانه علشان بقولك الحقيقه!
عايزاني أقول أيه لواحدة كانت ماشيه مع واحد نسونجي!

ونظر بغضب فاهمة يعني أيه نسونجي يا هانم، يعني بينام مع كلاب السكك، تقدري تقوليلي كنت بتعملي أيه مع واحد زي ده، إنطقي، قالها بصراخ أرعبها
مها بدموع غزيرة وتبرير أدهم أنت فاهم الموضوع غلط إديني فرصه أشرح لك!
أدهم بصوت غاضب تشرحيلي أيه يا محترمة!
تشرحيلي إزاي قرطستيني وخلتيني مهزله قدام الجامعه كلها!
إزاي خليتي واحد حقير زي عماد يبصلي وهو بيضحك في نفسه على إني واخد فياضته!

هنا فتحت مها عينيها وفمها من هول ما إستمعت من كلمات أقل ما يقال عنها أنها حقيرة وقذرة!
هنا إنفجرت به إحترم نفسك، أنا ما أسمحلكيش تكلمني بالطريقه دي!
ونظرت له وقالت بصراخ أدهم أنت بتكلمني أنا كده؟
بتكلم مها كده!
كان ينظر لها ويبتسم بخيبة أمل وقال أخرجي يا مها، أخرجي ومش عاوز أشوف وشك قدامي تاني، ورقم فوني تبلكيه من عندك!

ونظر لها بسخريه وقال ااااه بالمناسبه، شكلك غاليه عند الباشمهندس أوي، علشان يديكي أسرار التكنولوجيا اللي بتستخدميها في فونك!
برااااافو عليكي، شاطره يا مها، شاطرة ومقنعه جدآ للأغبياء، بس أنا خلاص، مش هكون غبي بعد إنهاردة!
مها بترجي ودموع أكيد مش هتضيع حبنا بالسهوله دي، وتكلمت برجاء وأمل بص أنا هسيبك دلوقتي علشان أنت عصبي، ومش عارف أنت بتقول أيه!
لما نهدي خالص نقعد ونتكلم، تمام!

صرخ بها بغضب أرعبها إنتي مابتفهميش!
ليه مصرة تخليني أهينك وأجرحك، أنا خلاص مش عايزك تاني في حياتي!
مابقاش يشرفني وجودك معايا إفهمي بقاااااا
أنا مش عاوز أهينك أكتر من كده!
أرجوكي أخرجي وإنسيني، وياريت ماتصعبهاش عليا أكتر من كده!
نقطق كلماته وأعطاها ظهرة، لعدم قدرته النظر لعيونها ودموعها المنهمرة منها بغزارة!

كانت شاردة تحادث نفسها بصوت مسموع لاء أكيد موضوعنا ماخلصش، أكيد مش هتسبني بسهولة كده يا أدهم، أكيد هتسامحني، صح أيوه، صح هتسامحني!
كان يستمع لكلماتها ولم يفهم منها شيئ، ولكن فاض به، لم يعد قادرآ على التحمل أكثر من ذلك!
نظر لها بغضب كاد أن يتحدث، لكن حينما رأي هيئتها لم يستطع إخراج حرفآ واحدآ!
نظرت له بشرود وخرجت دون أن تتفوه بكلمة واحدة!

بعد خروجها إرتمي على مقعده، فقد إنهارت قواه المفتعله!
لم يعد لقناع القوة الذي رسمه أمامها لزوم!
سقطت دمعة من عيناه ولأول مرة بحياته
يا آلله أدهم يبكي
بكي على حلم عمرة الذي إنتظرة كثيرآ، ولكنه لم يدم طويلآ!
ليته دام أكثر، مازالت توجد أشياء لم نفعلها بعد!
ذهب سريعآ قبل الأوان!
قابل حلمة ببسمه وودعه بدمعه
فهكذا الحياة ماذا عسانا فاعلين!
فليساعده الله على ما هو آت!

خرجت محطمة الفؤاد تجر أزيال خيبة أملها، وبالكاد وعت على حالتها، أخرجت نظارتها الشمسيه وأرتدتها، لتخفي بها دموعها وأنهيارها، لملمت شتاتها وذهبت!
ذهبت سريعآ غير واعيه بشيء، كانت تتخبط طوال الطريق حتى وصلت إلى البيت، حمدت الله أنها لم تلتقي بأي شخصآ كان!
وصلت لغرفتها وأرتمت أرضآ وأطلقت العنان لدموعها، بكت بحرقه من أعماق قلبها، على خراب حياتها التي لم تبدأ بعد!

في الجامعه كانت تجلس أريج مع أيه ينتظرا مها لدخولهم المحاضرة التي لم يبقي إلا القليل على ميعادها!
أريج بقلق أيه، مها اتأخرت أوي، إنتي متأكده إنها كل ده عند دكتور أدهم!
أيه بتأكيد أيوه يا بنتي، بقولك كلمها وإحنا جايين وهي أول موصلنا طلعتله!
أريج أنا هكلمها، مش مطمنه بصراحه
أخرجت هاتفها رنت عليها ردت مها بصوت منهار وصريخ أدهم سابني يا أريج، سابني من غير حتى ما يسمعني وصرخت!

تحدثت أريج بهلع مها إنتي فين؟
إستمعت لها وقالت خلاص خليكي مكانك أنا جيالك حالآ!
جرت أيه وأريج وصلا إليها في وقتآ قياسيآ!
فتحت أريج الباب وجدتها ترتمي على الأرض في حاله من الإنهيار التام، أتت خلفهم نور التي رأتهم يهروعون إلى غرفتها فأرتعبت
نظرو جميعهم بصدمة من الحالة التي وجدوها عليها من الشتات والإنهيار
أريج بصدمة مها أيه اللي حصل، مالك فيكي أيه؟

لم تجب، كانت تبكي بحرقة من أعماق قلبها، كا من مات لها عزيز غالي في التو!
كانت شبه غائبه عن العالم، أسندتها أريج ونور وأيه أجلسوها على سريرها،
كانت تنظر في شرود وتردد بلا وعي أدهم سابني، سابني خلاص، من غير حتى ما يسمعني!
إحتضنتها أريج بقوة أهدي يا قلبي أهدي!

كانت تشاهد ألمها وبكاء قلبها الحارق للقلوب، ولم تهتز لها شعرة على تلك المسكينة!
محدثتآ نفسها هذا خيرآ لكي مها، عماد يحبك كثيرآ، سيتزوجك وتنسين معه ألامك وأحزانك،
أنا لم أفعل لكي إلا الخير، أنا لست سيئه بالعكس، ما فعلته خيرا لكي، ولنا جميعآ!
تري من هذه التي هدمت أحلام الفتاه، دون شفقتآ أو رحمة منها على حال تلك المسكينه محطمة الفؤاد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة