قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل الرابع والعشرون

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل الرابع والعشرون

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل الرابع والعشرون

أفاق من شروده على صوت رساله بهاتفه، أمسك هاتفه وفتح الرساله، جحظت عيناه مما رأي ونظر بغضب!
فهذا العماد لم يكتفي بأن فرق بين العاشقان!
لا، هو يريد قتله معنويآ، نعم الرساله من رقم مجهول، ولكنه يعلم علم اليقين أنه عماد!

كانت الرساله عبارة عن صورتان، الأولي ل مها وهو يقف بجانبها يمسك لها المايك، وينظر لعيناها بهيام وهي تنظر له يإبتسامه ساحرة، كانت ذو طله رائعه بفستانها الذي برز مفاتنها، وجعلها قنبلة أنوثه!
أما الصورة الثانيه، كانا يقفا بجانب بعضهما وكلاهما ممسك بالمايك، ويبدو عليهم الإنسجام والسعادة!
إستشاط غضبآ وشعر بنااار تشتعل بصدره، جن جنونه ودار في الغرفه بغضب، كيف لهذا الحقير أن يقترب من فتاتي هكذا؟

من أنت أيها الأحمق ليلتقط لكما صورآ معآ؟
وأنتي أيتها اللعينه، كيف تسمحين لهذا القذر الإقتراب منكي بهذا الشكل؟
وما تلك المناسبه المشؤمه التي جمعتكما سويآ!
كان يدور في الغرفه ويحدث حاله كالمجنون، جري على جهاز الحاسوب الخاص به، وفتحه
ليبحث ويفهم أي مناسبه ملعونة جمعت تلك الثنائي معآ!
دخل على التجمع الخاص بالجامعه، وجد مقاطع من الحفل، وبعض الصور التي فهم منها أنها خطبة تلك الاريج!

ولكن، لماذا لم يكن لديه علم؟
فالصور التي أمامه يوجد بها العميد وكافة الأساتذة!
فهم أن أريج فعلت هذا خصيصآ لأجل مها!
حاول تهدأت حاله ولكن لم يفد، فنااار الغيره إقتحمت قلبه، وخصوصآ بعد ما رأها بكل بتلك الأنوثة!

بعد يومان جاء أدهم من أجازته بعد أن قرر أن يتغلب على قلبه ويطوي صفحة مها للأبد، فهو قوي ويستطيع، هكذا إعتقد!
دخل الكافيتريا ليحتسي قهوته، وجد أريج جالسه على طاوله ومعها مها، التي ما إن رأها حن قلبه وسعد برغم غضبه الشديد منها بسبب تلك الصور، ونسي وعده لنفسه بنسيانها!
ذهب إليهم ليهنيء أريج ومنه ليشتم عبير معشوقته عن قرب!
تحدث أدهم بوقار صباح الخير!

ردت أريج وأيه، اللتان وقفتا إحترامآ له، أما مها التي كانت تنظر بشاشة هاتفها ويبدو عليها أنها تراسل أحدهم، لم تنظر إليه ولم تعيرة أي إهتمام!
هكذا حاولت جاهدة ان يصل إليه ذلك الشعور، فهي قررت أن تذيقه المرار، وتريه حرق الروح كيف يكون، حتى تأخذ تارها منه!
لم ينظر لها لحفظ كرامته، وتحدث إلى أريج
أدهم مبروك يا أريج، ولو إني عرفت من جروب الجامعه مش منك!

ردت أريج بإحراج ميرسي يا دكتور عقبال حضرتك، وأجابت بكذب وأسفه بجد، بس الموضوع جه بسرعه بعد ما حضرتك سافرت!
أجابها أدهم بإبتسامة هادئه ولا يهمك، وألف مبروك مرة تانيه!
ثم نظر إلى أيه وتحدث مبروك يا أيه، الحجاب منور وشك، ربنا يثبتك!
أجابته أيه بدلع ميرسي يادكتور، أنا مبسوطه أوي إنه عجب حضرتك!
كانت تستمع لهما وتستشيط غضبآ، ولكن كانت تنظر بهاتفها وتبتسم، حتى لا يظهر عليها حزنهاوتشمته بها!

الآن تأكدت لما أيه أرتدت الحجاب!
هي كانت تشك، والآن تأكدت أن صديقتها تحاول الفوز بقلب حبيب صديقتها السابق!
كم أنتي وفيه أيتها الآيه، عجبآ على صداقات اليوم!
كان واقفآ غاضبآ منها على هذا التجاهل المقصود له، ولكن تمالك حاله وأستأذن ورحل!
أيه ناظرة لها بغضب وتحدثت أيه قلة الذوق بتاعتك دي؟
ردت عليها مها بإنفعال كفايه رقة وذوق حضرتك، مش هبقا أنا وإنتي!

أيه أحست بغضب مها من تصرفها فتراجعت، هي في النهاية لا تريد خسارة مها أو أريج!
أيه بتراجع ولطف أيه يا مها، إنتي قلبتيها جد ليه كده، أنا بهزر معاكي!
أريج كانت بموقف محير، فهي أحرجت من تصرف مها أمام أدهم، وخصوصآ أنها أحرجته وهو كان يهنئها!
وبنفس الوقت، مها معها كل الحق لتلك المعامله، فهو من بدأ بالإسائه إليها، والبادي هنا أظلم!

نظرت أريج إلى أيه وتحدثت أيه ملناش دعوه، مها حرة في تعاملتها معاه، وبعدين هو إللي إبتدي، يتحمل بقا!
حدثتهم مها بغضب ممكن تقفلو على الموضوع ده لو سمحتو!
ثم تناولو مشروبهم بصمت!

بعد مدة
كان ذاهب لقاعة المحاضرات، القانته بها تلك الغاضبه!
فبرغم أنها أهانته، وبرغم غضبه منها لتلك الصور، ورغم هذا الوعد المزعوم بنسيانها، إلا أنه كان يشتاق لرؤياها وبشدة!
فماذا يفعل، إنه العشق، وهو عاشق حد النخاع!
كاد أن يدخل من الباب وجدها تخرج مع عماد، وكانت تبتسم وهو أيضا!
تحدث أدهم وهو ناظرآ إليها بحدة علي فين يا أنسه؟ مش المفروض عند جنابك محاضرة؟

نظرت له بكبرياء إصطنعته لنفسها، لتخبأة ما في داخلها من إشتياق، لعيناه وصوته ورائحة عطرة!
كادت أن تتحدث، لكن عماد كان أسرع منها!
أجابه عماد بكبرياء رايحه معايا، عندنا تدريبات، عند حضرتك مانع؟
نظر لها متجاهلآ عماد، كأن لا وجود له وتحدث إنتي عارفه بقالك أد ايه ما بتحضريش؟
أيه مش هامك تتخرجي بمادة السنادي؟
تحدثت مها بثقه حضرتك أنا واخده إذن من سيادة العميد شخصيآ!

وتحدثت بغرور وبعدين إللي بيني وبين حضرتك الإمتحانات، وأنا الحمدلله مستوايا كويس وهعرف ألم منهجي، بعد إذن حضرتك!
ورحلت دون أن تعطيه فرصه للكلام!
نظر له عماد بشماته وضحك من الأحسن ليك يا أدهم إنك تبعد عن مها وتشيلها من دماغك خالص!
مها في حمايتي، واللي يأذيها كأنه أذاني شخصيا!
وأنا اللي بيأذيني ما بارحمهوش!
وأكمل بسخريه ما أنت عارفني يا إبن عمتي!

وبعدين يا أخي راعي شعور البنت شويه، البنت مش طايقه تبص في وشك يا أدهم!
المفروض تحترم رغبتها، ولا أيه!
كانا يقفان لبعضهما كمصارعان في جوله شرسه!
نظر له أدهم وتحدث ساخرا مش لما تحترم إنت الأول رفضها ليك طول السنين إللي فاتت دي!
وضحك وتحدث بنبرة صوت ساخره فيه حد إبن حلال كده، حكالي على حكايتك معاها، وإزاي طول السنين دي بتجري وراها وهي مش معبراك!
وكام من المرات إللي رفضتك وهانت كرامتك قدام الطلبه!

ونظر له بشفقه وأكمل يا حرام، آخر واحد كنت أفتكر إنه يحصله كده، هو أنت يا عمده!
ثم أكمل بغرور بس مش عاوزك تقلق عليا، إبن عمتك جامد أوي، دايمآ ببقا في موقف القوه، دايمآ أنا اللي بسيب يا عماد!
كانت تنظر لهما من شباك غرفة الموسيقي، وقلبها يدق بسرعة كبيرة، كاد أن يتوقف خوفآ من أن يتشاجرا معآ لأجلها!
فهذا حقآ ما ينقصها!
نظر له عماد وتحدث بفخر تخيل إني راضي بكل ده وأكتر، عارف ليه يا أدهم؟

وأكمل بثقه ده الفرق اللي بيني وبينك، أنا حبيتها بجد، وراضي منها بأي حاجة تعملها!
عشقتها بكل تفاصيلها، حبيت عيوبها قبل مميزاتها، حبيت حتى عصبيتها معايا، بفرح لسعادتها، وبموت لما تزعل!
ودي حاجه ما يعرفهاش واحد عديم القلب زيك يا أدهم!
وتركه الغل يأكل قلبه!
حدث حاله من أنت أيها الحقير لتتحدث عن حبيبتي هكذا؟
أبكل وقاحة تتحدث عن عشقك لها أمامي، تبآ لك أيها اللعين!

دلف أدهم من باب القاعه، ليري جميع الطلبه يتهامزون على عرض ثلاثية العشق!
الذي كان يقام منذ قليل!
حمحم وأخرج صوته قائلا السلام عليكم!
ردو الطلبه وعليكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
نظر إلى أريج بغضب وتحدث ياريت تقولي لصاحبتك إنها كده بتدمر مستقبلها، وتعرفيها إن النجاح في مادتي، مش بس شوية الأسئلة اللي هاتجاوب عليهم في ورقة أخر السنه!

أنا الحضور وإحترام مواعيد المحاضرة، والاهتمام بمادتي أهم عندي بكتير!
نظرت له وكادت أن تتحدث سبقتها أيه قائله
أيه بإبتسامه خبيثه مها متعوده على كده يا دكتور، دايمآ لما بيبقي في تجهيز لحفله، بتسيب المحاضرات إللي مش عاوزه تحضرها وتروح تتدرب!
ودكتور عماد بيشفعلها عند العميد طبعآ!
وضحكت بمياعه فاحضرتك لازم تتقبل ده، لأنه برعاية دكتور عماد، وتحت إشراف سيادة العميد شخصيآ!

هب واقفآ بغضب ودق على مكتبه وتحدث بعيون مشتعلة إنتي مين علشان تقوليلي أتقبل أيه وما أتقابلش أيه؟
ثم مين طلب منك الكلام اساسآ؟
وبأي حق تسمحي لنفسك تتكلمي معايا بالطريقه دي؟
قالها بنظرات غاضبه وصياح أرعبها!
إختنقت بالدموع وقالت معتذرة أنا أسفه يا دكتور، ما كنتش أقصد!
تجاهلها وأكمل حديثه للجميع ياريت كل واحد هنا يعرف حجمه كويس، ويتعامل على دا الأساس!
وآخر مرة هاسمح لحد فيكم يتكلم معايا بالطريقه دي!

وتحدث بحزم ودالوقت نرجع لدرسنا، وبدء بالشرح مباشرتآ!

بعد المحاضرة ذهب إلى قاعة الإجتماعات، حيث كان يوجد إجتماع للعميد بجميع الأساتذة!
بعد الإنتهاء من بنود الإجتماع!
تحدث العميد موجهآ حديثه ل أدهم دكتور أدهم، سمعت إنك إتكلمت مع الطالبه مهارأفت، عن موضوع تدريبات الحفله!
نظر أدهم ل عماد رأه يبتسم بخبث، علم على الفور بأن عماد أشتكاه عند العميد!
ولما لا، فاعماد الدكتور المدلل لدي العميد، لما له من علاقات طيبه معه ومع عمه رجل الأعمال المشهور!

تحدث أدهم بثبات يا أفندم البنت ليها فترة طويله ما بتحضرش، وحضرتك عارف أكتر مني، إن الحضور والتجاوب عليهم درجات مهمة!
أجابه العميد متحدثآ بإبتسامه يا سيدي ما جاتش على البنت دي، وبعدين يا دكتور الحفله دي مهمه جدآ بالنسبالي!
إنت عارف إنها كانت المفروض تتعمل من أسبوعين، لكن سعادة المحافظ بنفسه طلب إنه يحضرها، تحت شعار دعم مواهب الجامعات!

وقرر كمان يضم للحفله كذا كورال من جامعات مختلفه، من باب التحفيز على المنافسه وكده!
فالحفله مهمه جدآ لجامعتنا، وأكيد إنت كمان يهمك سمعة الجامعه، ولا ايه يا دكتور، ونظر له
أجابه أدهم بإحترام أكيد طبعآ يا أفندم، لكن كده البنت ممكن تشيل المادة، لإنها ببساطة مش هاتفهم، طول ماهي مابتحضرش!
رد عليه العميد بثقه لا من الناحيه دي تقدر تطمن، البنت دي أنا أعرفها شخصيآ، وأعرف إنها ممتازه وشاطرة!

وأكيد هتعرف تتصرف وتلم منهجها،
ثم نظر إلى عماد بضحك وقال وبعدين دكتور عماد معاها وهيساعدها أكيد، ولا أيه يا عمده!
أجابه عماد بإبتسامه طبعآ سيادتك تؤمر، ونظر إلى أدهم وأكمل مها في عيوني، وضحك هو والعميد!
كان يحترق داخليآ من تلميحات العميد المستفزه، أيعلم هو أيضا عن حكايته معها؟
اللعنة عليكي مها، كيف فعلتي هذا بي وبكي أيتها الحقيرة!
إنتهي الإجتماع، خرج دون النظر لعماد حتى لا يفقد أعصابه ويوقعه صريعآ!

كان يذهب إلى سيارته ليغادر، لمحها تتمشي واضعه سماعة الأذن وتدندن معها!
ذهب إليها غاضبآ، ولكن تمالك نفسه وتحدث ببرود!
وجدته يتجه إليها، فصلت الهاتف لتستمع لما يقوله!
نظر لها أدهم وتحدث بكبرياء علي فكرة، إنتي بتعاندي نفسك وبتدمري مستقبلك مش أكتر!
وأحب أقولك إن كل اللي بتعمليه ده على الفاضي، لو فاكرة نفسك كده بتضايقيني تبقي غلطانه!
وأكمل عماد مش هاينفعك بحاجه صدقيني!

تقبلي إن موضوعنا إنتهي، وإرجعي إحضري محاضراتك تاني، صدقيني كده هيكون أحسن ليكي!
كانت تنظر إليه بإستغراب وعيون ساخرة حتى إنتهي من حديثه!
تحدثت بقوة ومين قال لحضرتك إني بعمل ده علشان أضايقك؟
مش ذنبي إن دي أول سنه لحضرتك في الجامعة، وماتعرفش التحضير للحفلات بيكون إزاي!
وإن حضرتك ما عندكش خلفيه عن إن ده بيتكرر كل سنه!

وإن كمان دكتور عماد مسؤل عننا كاطلبه، لإنه ببساطه عنده خبرة في تكنولوجيا الأصوات والآلات!
ونظرت له بشماته لو حضرتك كنت تعبت نفسك شويه وسألت، كنت عرفت إن ده روتين سنوي بالنسبالي مش أكتر!
وإنه مالوش أي علاقه بسيادتك نهائي!
نظر لها بضحكه ساخرة لا برافو، ومجهزه ردود مقنعه كمان!
نظرت له وتحدثت أه وبالنسبه لكلام حضرتك إن موضوعنا إنتهي!

ضيقت عيناها وقالت بإستخفاف أنا أسفه في اللي هاقوله يا دكتور، وياريت ما تعتبرش الكلام اللي هاقوله ده، إساءة أدب مني!
أنا فيه حته كده جوايا مسمياها مزيلة النسيان، ورفعت يداها وتحدثت ده طبعآ مجرد تعبير مجازي!
وأكملت حاجه كده زي مزبلة التاريخ بتاعة الجماعه السياسيين دول!
دي بقا برمي فيها كل حاجة مش عاوزة ولا حابه أفتكرها!

كل شيئ أزعجني وضايقني في حياتي برميه فيها! وبصراحة الموضوع ده ناجح معايا جدآ، مش قادرة أوصف لحضرتك مريحني إزاي!
ونظرت له ببرود مصطنع وأشارت بأصبعها نحوه أه على فكرة يا دكتور، ممكن حضرتك تجربها، بجد تجربه رائعة، وأكيد هتفيدك!
نظر لها بضحكه مصطنعه وتحدث أوعي تقوليلي إنك رمتيني في مزبلة نسيانك؟
قالت بلؤم مش حضرتك إللي نصحتني وقولتلي إنسيني يا مها، فأنا سمعت كلام حضرتك ونسيت بطريقتي!

ثم نظرت له وهي تمط شفاها وقالت ببرود طب كنت هاعمل أيه دكتور قولي؟ صدقني ماكانش فيه قدامي حل تاني!
نظر لها بتوعد مضيقآ عيناه تعرفي يا مها إنك لازم تحمدي ربنا مرتين، مرة على إنك بنت، والمرة التانيه علشان إنتي مها!
وتركها وذهب، لتشرد هيا في كلماته، ماذا يعني على أنني مها؟
ماذا تريد أن توصل لي من تلك الكلمة؟
أمازلت تعشقني أدهم؟ أما زلت غاليتك؟

لا أكذب عليك، كنت أقول كلماتي وأنا أرتعب خوفآ من ردة فعلك، أعرف أنها كلمه ثقيله على رجل مثلك ؛ مزبلة نسياني ؛ كنت أقولها وأنتظر عقابي منك، فقد بت لا أستغرب اي ردة فعل لك، ولكنك أدهشتني حقآ!
أفاقت من شرودها على صوت أريج كان واقف معاكي ليه دكتور أدهم؟ وماله ماشي مش طايق نفسه كده ليه؟
مها البيه فاكرني بغيظه بعماد، وموضوع تدريبات الحفله!
أريج وإنتي قولتيله أيه؟

مها بضحك والله خد اللي فيه النصيب بقا، قولتله إني رميته في مزيلة نسياني!
أريج بشهقة وواضعه يدها على فمها يا مجنونه قولتيله كده بجد؟
مها بضحك أه والله!
أريج ليه كده يا مها، إنتي عمرك ماجرحتي حد، ولا عمرك كنتي قليلة الذوق مع حد، وبعدين ما خوفتيش يشتكي عليكي عند العميد ويسببلك مشكلة؟
مها بحزن مفكرتش في أي حاجه، غير إني أردله ولو جزء بسيط من إهانته ليا اللي عمري ما هنساها!

وأكملت المهم، فين أيه علشان نمشي!
أريج بضحك لو تعرفي اللي حصل، ده دكتور أدهم بهدلها بسببك!
مها بإستغراب بسببي أنا، إزاي يعني؟
أريج وقد قصت لمها ما حدث!
مها أنا مش فاهمه أيه إتغيرت ليه كده؟
تصرفاتها معايا موخرآ بقت غريبه أوي!
وأكملت بقولك أيه، تعالي معايا نتغدي برة وبعدين نروح، مخنوقه شويه ومحتاجه أغير جو!

أريج مش هينفع خالص إنهارده، سيف معزوم عندنا على العشا، ويادوب أروح آخد شاور وأرتاح لحد ما ييجي، بس أوعدك بكرة نتغدي برة ونقضي اليوم كله كمان!
مها خلاص يا قلبي، سماح المرادي علشان خاطر الأستاذ سيف!
رجعت مها إلى مسكنها وجدت نور
نور أهلا يا ماهي، إتأخرتي ليه يا روحي، دي أيه راجعه من بدري وأتغدت كمان!
مها ما أتاخرتش ولا حاجة، أيه هي اللي ما حضرتش آخر محاضرة!

نور طب يلا يا روحي إطلعي بدلي هدومك، وأنا هاخلي عفاف تجهزلك الغدا حالآ!
مها بإبتسامة ياريت يا مدام نور، أنا فعلا جعانه جدآ!
صعدت مها وجدت أيه جالسه على سريرها وتهاتف والدتها، أشارت لها
ودخلت أبدلت ملابسها وتوضأت وصلت فرضها!
كانت أيه قد إنتهت من مكالمتها نظرت لها مها وتحدثت!
مها مشيتي ليه من غير ما تقوليلي؟ وليه ماأستنتيش لما نيجي مع بعض زي كل يوم!
أيه بوجه عابس مفيش، تعبت وقلت أجي علشان أرتاح!

ثم نظرت ل مها وتسائلت أريج ما قالتلكيش حاجه؟
مها حاجه زي أيه؟
أيه ماقالتلكيش على اللي حصل من دكتور أدهم إنهارده؟
مها بعدم إهتمام أه، حكيتلي إنه إتعصب عليكي!
أيه بحده وياتري قالتلك إنه كان بسببك؟
مها بلا مبالاه بسببي أنا، وانا مالي يا أيه، واحد ومتعصب وإتنرفز عليكي، أنا دخلي أيه بموضوع زي ده؟
أيه بعصبيه علشان كنت بدافع عنك يا أستاذه!

مها بتعجب وغضب بتدافعي عني، لما تقوليله مها بتختار المحاضرات إللي مش عايزه تحضرها، تبقي كده بتدافعي عني!
ولما تقوليله مها في حماية باشمهندس عماد، تبقي كده بتدافعي عني!
ولا بتأكديله الكلام اللي وصله عن علاقتي بعماد يا صاحبتي!
أيه بإنفعال ااااه، وحضرتك طبعآ كل اللي يهمك إن دكتور أدهم ما يصدقش انك كنتي مع عماد قبل منه!
وبعدين هو أنا كنت إفتريت عليكي لما قولت إنك تحت حمايته؟

وأكملت أيه بغضب أنا يا أستاذه كل اللي كنت أقصده، إني أعرفه انك مش ضعيفه ولواحدك، علشان ما يحاولش يأذيكي!
مها بتساؤل وهي دي فعلا كانت نيتك يا أيه؟
أيه قصدك أيه؟ إتكلمي بوضوح يا مها لو سمحتي، أنا ما بحبش الكلام اللي وراه ألف معني ده!
مها بحزن عمري ما كنت كده ولا هابقي كده، أنا واضحه وضوح الشمس، وعمري ماخنت ولا أفتريت ولا كنت سبب في أذية أي حد حواليا!

وإن شاء الله هفضل مكمله كده، أنا اللئم والخيانه مش في طبعي يا أيه، وأظن إنتي أكتر واحده تعرفي ده عني يااااا، يا صاحبتي!
قالت كلمتها هذه وخرجت، وصفقت خلفها الباب!
وتركت أيه في حيرة مع نفسها بعد كلامها هذا!
هل علمت ما أخبرت به عماد، لا لا فاعماد أكد لي أنه لن يخبرها!
وأساسآ من مصلحته أن لا تعرف مها بهذا!

نزلت مها تناولت غدائها، كانت الساعه السابعه فاخرجت إلى الحديقه لإستنشاق بعض الهواء، لم ترد الصعود لغرفتها لغضبها من أيه!
جلست على الإرجوحة وتذكرت مهاتفتها ب أدهم سابقا، كم كانت سعيده معه حقآ، لقد فقدت حب لن يتكرر!
فاقت على صوت نور عملتلك معايا فنجان قهوة، حسيت إنك محتجاه!
مها بإبتسامة تسلم إيد حضرتك، أنا فعلا محتجاه جداااا!
وضعت نور أكواب القهوه وجلست بجانبها!

نور أنا مبسوطه إنك رجعتي تتكلمي معايا تاني بعد المشكله إياها، وكمان مبسوطه انك بدأتي ترجعي لطبيعتك!
مها مبتسمه الحمدلله، الحياه لازم تستمر، مهما كان اللي بنتعرضله من ضغوط، مش لازم نستسلم، لازم نقوم ونكمل لإن الحياه ما بتستناش حد!

نور معاكي حق يا ماهي، وتنهدت أنا مثلآ، بعد بابا الله يرحمه ما جوزني لراجل أده، وأنا يادوب بنت ال 17 سنه، وكنت بالنسباله ممرضه، فقدت الأمل في إني أعيش وأفرح تاني، بس أهو، أديني قدامك عايشه ومبسوطه في حياتي ومكمله!
مها ممكن أسأل حضرتك سؤال، بس ياريت ماتزعليش مني؟
نور بإبتسامه إنتي بالذات ماأقدرش أزعل منك يا مها، وعلشان ماتفهمنيش غلط، حبي ليكي مالوش علاقه ابدآ بعماد، أو أي إستفادة ماديه إستفدتها منه!

مها بضحكه مبسوطه جدآ بصراحتك دي معايا!
وأكملت هو حضرتك مالكيش قرايب؟ أنا ليا أربع سنين معاكي هنا، كل اللي أعرفه عنك، إنك كنتي متجوزه راجل كبير في السن وإتوفي، وحضرتك ورثتي منه الفيلا دي وحولتيها لسكن للمغتربات، منه مكسب مادي كويس، ومنه ونس لحضرتك، بس سوري يعني، عمري ما شفت حد من قرايبك بيزورك!
نور بالعكس، عندي إخوات ولاد وبنات، بس كلهم إتخلو عني في وقت إحتياجي ليهم!

لما إتجوزت، جوزي كان راجل كبير ومريض، بعد كام سنه جواز، بدأ يضربني ويهيني، ولأنه كان عاجز قدامي، فكان بيعوض ده بضربه ليا!
سيبت البيت، ولجأت لبابا وإخواتي علشان أتطلق، كلهم رفضو الفكرة، ومحدش وقف جنبي ولا حتى ساعدني، قالولي إستحملي لحد ما تورثيه،
محدش فيهم قبلني في بيته، ولاحتي حس بوجعي، فاضلو إني أتحمل علشان الفلوس والورث، وأنسي راحتي وإنسانيتي،.

إتضريت أرجعله مزلوله تاني، ومن كرم ربنا عليا، ماكملش سنه من بعدها ومات!
وأنا ورثت منه الفيلا دي وشوية فلوس حلوين، والباقي قرايبه أخدوه!
بعدها بقا، لاقيت إخواتي جايين يجرو عليا، ويسألو عني، وفجأه بقيت محور إهتمامهم كلهم!
بس أنا بقا رفضت وجودهم في حياتي، ومن يومها وأنا عايشه لوحدي، ومكتفيه بوجوي مع فلوسي، الفلوس بتقوي يا مها!
مها وإزاي قادرة تعيشي لوحدك كده؟ وبعدين دول أهلك مهما عملو!

نور الأهل اللي مايقفوش جنبي في وقت ضعفي، مايلزمونيش في قوتي يا مها، حطيها حلقه في ودنك، ماحدش بينفع حد، عيشي لنفسك وبس!
ووقفت معتزره أنا هدخل علشان الجو برد أوي، إيه مش هاتطلعي تذاكري؟
مها شويه كده وأطلع، الجو حلو أوي، عاوزه إستمتع بيه شويه!
دلفت نور للداخل، وتركت مها لأفكارها حول ما قصته عليها!
حتي نور، هذه المرأة غريبة الأطوار، المريضه بحب المال، إتضح أنها في الأصل، مجرد مجني عليها!

حقآ هذه الحياه غريبه، ومن الأصح، أن لا نحكم على أحد، دون أن نكون على درايه بقصته بأكملها!
نظرت مها للسماء وتنفست براحة، وبدأت تسترجع حديثها مع أيه، ولما أصبحت هكذا؟ وهل هي تستحق كل هذا العداء من صديقتها!

كان جالس على أريكته، ويبتسم بتسليه ويحادث حاله!
مهاااا رأفت، يبدو أن لديكي الكثير من الوجوة التي لم أتعرف عليها بعد أيتها الجميله، وأبتسم!
في بداية معرفتي بكي، رأيت الفتاه المشاكسه الذكيه، التي لا تسمح لأحد بالتهكم عليها!
بعدها، رأيت فتاة حالمه ورقيقه، وبعد مدة، إكتشفت الفتاه المثقفه القويه، وأيضا رأيت، الفتاة الرقيقه ذات العيون العاشقه!

أما اليوم، فقد رأيت وجهآ جديدآ، لأول مرة يهل علي، رأيت قطة شرسه جذابه، ذات مخالب قويه، تهجم وتخدش بإثارة!
حقآ مها، أقولها بصدق، لقد كنتي مثيرة للغاية فتاتي، وضحك أنا مها، أنا رميتني في ؛ مزبلة نسيانك ؛
وقهقه وربي مها لو أشرت لكي بأصبعي، لتأتين إلى لاهثه، ترتمين داخل أحضاني!
وتحدث بتفاخر أنا أدهم سليم أيتها البلهاء، لا أنتسي، أنا أحفر داخل أعماق أي أنثي أعبر بحياتها!

أيخيل لكي، بمجرد إبتعادك وتهربكي بناظريكي عن عيوني، أني لم أري شوقك وحنينك لي؟
إني أستمع لصوت دقات قلبك المولعه بي!
أشعر بأنفاس روحك المشتاقه لروحي!
وأجزم لولا كرامتك، لأرتميتي بأحضاني حين تريني!
فليكن فتاتي، فلنتسلي معآ، فقد أعجبتني تلك القطه الشرسه، وأريد مشاكستها من جديد!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة