قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل الخامس والعشرون

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل الخامس والعشرون

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل الخامس والعشرون

مضي يومان على آخر لقاء بينهما!
فمنذ ذلك اليوم لم يذهب إلى الجامعة، لإنشغاله ببعض الأعمال المتراكمه لديه، بمكتب المحاسبات الخاص به، بعد تعب يوم شاق، وعمل متواصل ليومين، أخيرا إنتهي من أعماله!
خرج أيمن صديقة، وسكرتيرته إسراء لمكاتبهم وتركوه ليستريح بمكتبه!
أسند ظهره على الكرسي بتعب، وفكر بشرود في الموضوع الذي لم يغب عن باله لحظة، ألا وهو موضوع صور مها!

حدث أدهم حاله لابد أن أجد طريقه لإخبارها بتلك الصور!
أنا أعرف مها جيدآ، وأعلم أنها ليست بالفتاه التي تسمح بتصويرها مع شاب، لا تربطها به صفة رسميه!
هي لم توافق على إلتقاطي صورتآ لها لأريها لأمي، وأنا من كنت سأصبح خطيبها بعد عدة أيام!
لابد أن أجد طريقه أخبرها بها، وبنفس الوقت، لا أريد أن تفهم أنني مهتم بها!
فماذ أفعل؟ وكيف سأحقق تلك المعادلة الصعبة؟

فكر وفكر ووجدها، هو سيذهب غدآ إلى الجامعة ويخبرها بطريقة غير مباشرة!

كانت تجلس بغرفتها تذاكر دروسها، هي على مكتبها، وبالمقابل أيه، التي لم يتحدثا معآ منذ ذلك اليوم!
فكلا منهما تتجنب الآخري!
وبعد فترة قاما للنوم دون حديث أيضآ!
فقد ذهبت مها على سريرها، فهمت أيه أنها تريد أن تغفي، فأغلقت الأنوار، وذهبت لسريرها هي الاخري،
فامها في كل مرة كانت تسامحها، ولكن لم تفعلها هذه المرة!
فقد فاض الكيل بها من تصرفات تلك الآيه، وكل ما تريده الآن هو العيش بسلام وفقط!

وجلست تتذكر أدهم المتغيب منذ يومان، لم تراه عيناها، أما زال غاضب هو منها؟
حدثت مها حالها وليكن فليغضب، ما بالي أنا به!
أحقآ مها مابالك؟
وما بال كل تلك الوجع الساكن بداخلك يا فتاة، يا الله
مازلت أحبه، مازلت أحتاجه بحياتي، رغم صمودي ومعاناتي في عدم إظهار مشاعري تجاهه، إلا أنني أتقطع ألمآ من عشقه!
يا الله إلى متي ستلازمني لعنة عشقه؟
لما لم أستطع نسيانه؟
إلي متي سأتحمل هذا الألم المرير؟

قلبي يتمزق حزنآ على فراقه!
لما أظل أفكر به للأن وبرغم إهانته لي؟
ليتني أستطيع أن أكرهه وأكمل حياتي!
ليتني أغفي وأفيق على نسيانه!
هل تفكر بي أدهم؟
أم أنك جعلتني في طي نسيانك!
بالتأكيد نسيتني مثل تلك الريهام، ألم تكن تعشقها هي أيضآ، وعشقتني بعدها، وأسمعتني أحلا كلام الهوي، أسمعتني ما لم أسمع قبلك ولن أسمع بعدك هاجري
آااه قلبي يتعبني يا الله
ساعدني على محوة من ذاكرتي، فهذا العشق يدميني ويكسرني.

في الصباح
أفاقت مها باكرآ، توضأت وصلت لربها، وأرتدت ثيابها، وذهبت من دون أيه!
بعد مرور الوقت، كانت تخرج من قاعة المحاضرات بمفردها، فا أريج لم تأتي اليوم للجامعه، ومازالت غاضبه من أيه!
وجدته كان يحادث أحدهم بالهاتف، فاذهبت عكس إتجاهه لتفاديه، وجلست على سلالم لمبني داخل الجامعة، وجدته يقترب منها، بطلته المهلكه ل حصونها، تماسكت، ونظرت بجانبها لتتلاشاه!

نظر لها أدهم وتحدث بنبرة صون ساخره ياتري أخبار فنانتنا العظيمه أيه؟
نظرت له مها وتحدثت بقلة صبر أفندم يا دكتور؟
واضح إن حضرتك كل ما تلاقي مودك مش متظبط، ومحتاج تخرج غضبك في حد، تفتكر إن فيه واحدة في الجامعة إسمها مها رأفت، فتقرر سيادتك، تتعطف وتشرف لحد عندي، لمجرد بس إنك تضايقني؟
وتحدثت بغضب إتفضل يا دكتور، كلي أذان صاغيه!
إبتسم أدهم لأنه نجح في إغضابها وإخراج تلك المشاكسه، التي بات يعشقها!

هو حقآ سعيد الآن، فقد كانت مثيرة بغضبها هذا!
تحدث أدهم بكل غرور مش ملاحظه إنك مديه لنفسك، أهميه أكبر من اللزوم في حياتي!
تحدثت مها بنبرة ساخره ده أنا صح؟ ليه هو أنا اللي جيت لحضرتك ولا العكس!
ادهم بضحكه رجوليه اذابت قلبها!
مها لنفسها اللعنه عليك أدهم، أذهب الآن، لأ أريد رؤيتك بتلك الحاله!
تحدث أدهم بس بس، أيه ده كله، صحيح خيرآ تفعل، صداعآ تجني، وضحك وأكمل بلؤم.

صدقيني كنت جاي أهنيكي على إنك غنيتي كويس جدا في خطوبه أريج!
وكمان الدويتو إللي عملتيه، مع باشمهندس عماد كان هايل!
وشكلكم كان منسجم جدا وإنتو بتغنو!
أجابته مها بإستخفاف علي حد علمي، حضرتك ما حضرتش الخطوبه، يبقي شفت الدويتو فين إن شاء الله؟
تحدث أدهم بذكاء لاء، ما هو أنا شفت صورك مع عماد وإنتو مع بعض في الحفله!
نظرت له مها بعدم فهم وتسائلت صور أيه إللي حضرتك بتتكلم عنها دي؟

أجابها أدهم بدهاء الصور إللي بعتهالي عماد على فوني، يوم الخطوبه!
مها وقد بدأ الشك يتملكها من فضلك ممكن توريني الصور دي!
أجابها أدهم أكيد طبعآ، وأخرج هاتفهه وأراها الصور، كانت تشاهدها بعيون متسعه وفاه مفتوح من الصدمه، وهنا تأكد أدهم من أن لا علم لها مثلما توقع!
مها بشرود طب إزاي؟ والتصوير كان ممنوع في اليوم ده؟
ده حتى كان مكتوب على الكارت، ممنوع التصوير بأي فون!

نظر لها بتعاطف وتحدث علي فكرة، الصور شكلها متصوره بكاميرا حديثه، مش كاميرة فون دي خالص!
نظرت له بجديه حضرتك متأكد، إن باشمهندس عماد هو اللي بعتهم؟
تحدث بثقه هي الصور إتبعتتلي من رقم مش متسجل، بس بالعقل كده، مين ليه مصلحه إني أشوف صور ليكي معاه غيرة؟
كانت تعلم أن حديثه مقنع جدآ، فقد أصبحت تتوقع مؤخرآ من عماد أي شيئ!
تحدثت بجديه من فضلك يا دكتور تديني فون حضرتك علشان أمسح الصور!

تحدث بغرور متقلقيش، أكيد هامسحهم!
وأكمل بسخريه أكيد مش هاسيبهم ذكري جميله عندي!
نظرت له بغضب فأخر ما ينقصها هو تهكمه عليها!
وربي أدهم إن لم تصمت وتبتلع لسانك، لأصب كل غضبي الآن بك، فأنت لم تعرفني بعد!
قالت بقوه وبحزم من فضلك يا دكتور تديني الفون!
أعطاها إياه لأنه علم أنها وصلت لذروة غضبها، ففضل أن لا يذيدها عليها!
أمسكت هاتفهه، وحذفت الصور ودخلت على سلة مهملات الحذف، وحذفتها من عليها أيضآ!

الآن فقط يمكن أن تعطيه الهاتف، فقد أصبح لا أثر للصور عليه!
أعطته الهاتف بلا كلام، وقالت بوجه غاضب أما بقا الباشمهندس، فأنا ليا معاه تصرف تاني!
وذهبت بغضب عارم، لا يبشر بخير!
كان سيذهب لمكتبه، ولكنه فضل الذهاب إلى مكتب عماد لا يدري لما، منه ليطمئن قلبه عليها ويقف بجانبها، ومنه ليري وجه عماد وهو يهان من مها، التي يدعي أنها تعشقه، فمن يري هيئتها تلك، يعلم أنها ذاهبه لخوض حرب لا محال!

وهو لا يريد أن يضع عليه فرصة إهانة عماد!
إقتحمت عليه مكتبه بدون سابق إنذار، إنتفض من جلسته بفزع!
عمادبعيون متسعه مها، خير يا حبيبتي فيه حاجه، إنتي أول مرة تيجي مكتبي!
مها بغضب ولولا إني مجبرة، ما كنتش عمري هادخله يا باشمهندس!
عماد بحذر وهو يري غضبها فيه أيه يا مها، حد ضايقك، قوليلي؟
وصل أدهم عند باب المكتب ولكنه وقف خارجه ليستمع كلامهما، لا يعلم لما فعل ذلك!

مها بغضب ماحدش غيرك بيضايقني يا باشمهندس، ماحدش غيرك مش سايبني في حالي، ومش مخليني أقدر أعيش في سلام!
عماد مستفهمآ أيه اللي أنا عملته مخليكي غضبانه مني بالشكل ده؟
مها بهجوم انت إزاي يا محترم تسمح لنفسك تصورني يوم خطوبة أريج، لاء وكمان تستغل وجودك جنبي بحكم الدويتو الزفت اللي غنيناه مع بعض، وتتصور معايا ولا كأننا إتنين عشاق!
هنا عماد فهم سبب ثورتها تلك!

عماد بصدمه مين اللي قالك الكلام الفارغ ده، صدقيني يا مها محصلش حاجة زي دي!
وأكمل اللي وصلك الكلام ده قاصد يوقع بينا!
قاطعته بحده أنا شفت الصور بعنيا يا محترم، وبعدين ماحدش ليه مصلحة يبعتها غيرك!
عماد أيواااا أبعتها لمين بقا؟
مها بنفاذ صبر دكتورعماد، لو سمحت ماتخلنيش أفقد أعصابي!
وأكملت إتفضل خرجلي الصور دي وحالآ، علشان أمسحها!

عماد بثقه أدي موبايلي أهو يا مها، ولو لاقيتي صورك فيه، ساعتها إعملي فيا إللي إنتي عاوزاه!
مها بتأكيد أكيد مش هلاقيها طبعآ، أنت أصلآ بعتها من رقم مش متسجل مخصوص علشان كده!
عماد بغضب يا مها إفهمي، صدقيني أدهم بيحاول يشوه صورتي قدامك مش أكتر!
وهنا أدهم قرر التدخل بعد ما أستمع لما يريد
أدهم وأدهم بقا هيوقع بينكم إزاي يا باشمهندس، يا إبني أنت أساسآ آخر إهتماماتي!

وبعدين اللي بيوقع، بيوقع بين ناس فيه بينهم حب!
ونظر لها وقال بس بصراحه أنا شايف غير كده خالص!
عماد بغضب إنت إزاي تدخل مكتبي من غير إستئذان، وكمان من غير ما أسمحلك!
أدهم بغرور وهو سيادتك كنت إستأذنت لما جبت إسمي في كلامك الفارغ ده!
ثم نظر له مضيقآ عيناها وتحدث وبعدين، إنت عرفت منين إن أنا اللي تقصده مها؟
عماد بتلعثم ومين غيرك عايز يفرق بيني وبين مها؟
هنا مها إنفجرت لم تعد تتحمل يفرق بين مين يا باشمهندس؟

وهو أيه اللي بينا أساسآ، ياريت تفوق بقا من وهمك ده!
ودالوقتي بقا ياريت نرجع لموضوعنا الأساسي، وتتفضل تديني صوري بهدوء ومن غير شوشرة!
عماد يا مها صدقيني، أنا ماليش علاقه نهائي بالموضوع ده!
مها بذكاء خلاص يا باشمهندس، أنا هاروح لسعادة السفير وهاطلب منه تفريغ الكاميرات بتاعة ليلة الحفلة، ووقتها بقا أكيد هاعرف مين اللي صورني، وساعتها قسمآ بالله لأقدم فيه بلاغ وأوديه في ستين داهية، مهما كان مين هو!

نظر لها أدهم بإعجاب على تفكيرها الناضح والمحسوب!
كادت أن تتحرك، ولكن عماد أوقفها قائلا
عماد بقلق إستني يا مها وإعقلي، وياريت ماتكبريش الموضوع!
مها بصياح وهو حضرتك شايف الموضوع صغير؟
يعني لما أتصور مع راجل، وصوري تتبعت لراجل تاني وتبقي على تليفوناتهم، يبقا كده الموضوع بالنسبالك صغير؟
وياتري بقي، رأي حضرتك إني استني لما الصور تنزل على الأنترنت، ووقتها ممكن أتحرك!

عماد أقعدي يا مها لو سمحتي وأنا هاشرحلك الموضوع كله!
ثم نظر ل أدهم بغضب وتحدث وتقدر حضرتك تتفضل يا دكتور!
ونظر له بغل بيتهيئلي عملت إللي عليك وزيادة!
نظر له أدهم بإستفزاز، وأتجه إلى الأريكة وجلس، ووضع ساق على الآخري!
وتحدث ببرود بيتهيئلي أنا كمان من حقي إني أسمع وأفهم، بما إن الصور إتبعتتلي، يبقا أنا كده بقيت طرف في الموضوع!
ورفع يداه وقال أظن حقي!

عماد بنفاذ صبر وصوت عالي من فضلك يا دكتور، إتفضل أطلع برة!
تحدثت مها وهي ناظرة إلى عماد أنا كمان شايفه إن دكتور أدهم لازم يبقي موجود!
نظر لها عماد بحزن ليه يا مها؟
أجابته مها بنبرة جاده لإن بفضل تصرفات حضرتك المتهورة، خلتني مدانه قدام الدكتور، وبقيت انا البنت اللي بتقبل تتصور مع شباب عادي جدآ!
فأظن من الإنصاف إنه يشهد على برائتي!
تحدث عماد بغيرة يهمك أوي برائتك قدامه؟

أجأبت بقوة فتاة تدافع عن سمعتها تهمني سمعتي قدام أي حد، ويهمني إني أفضل نضيفه، وماحدش يبصلي بصه مش كويسة، وأظن دي أبسط حقوقي!
كان أدهم ينظر لها بإعجاب شديد!
وجلست هي الآخري وأشارت إلى عماد الواقف إتفضل يا باشمهندس، إحنا سامعينك!
كان عماد في هذا التوقيت في موقف لا يحسد عليه!
فقد وضعته مها في خانة اليك، إما أن يعترف لها بفعلته المشينة أمام ألد أعدائه!

أو تذهب إلى سعادة السفير شريف مهران، وتطلب منه تفريغ الكاميرات، وتضعه في موقف سيئ أمام السفير، لان الخطبه لم يكن بها سوي ثلاثة كاميرات تابعه للسفير، أما الرابع هو من إستأجره، وقد دفع المال للأمن ليدخلوة، بعد أن قال لهم، أنه يريد إلتقاط بعض الصور التذكاريه له ولعائلته وخطيبته، ووافقو على الفور لعلمهم بشخصية عماد!
تحدث عماد بإحراج أنااا، أنا اللي أجرت مصور، علشان ياخدلنا صورة مع بعض يا مها!

ونظر لها بحب حبيت يكون لنا صورة تجمعنا ببعض!
كان يشعر بنار الغيرة تأكل في قلبه، كان يريد أن يلكمه على وجهه ويشوهه له، ولكنه تظاهر بالبرود، فبأي حق يفعل هذا؟
تحدثت مها بهدوء ما قبل الإعصار كمل!
عماد طبعآ دخلت المصور من غير ما سيادة السفير يعرف، لأنه كان مانع التصوير!
وتحدث بحرج ولما الصور وصلتني بعتها ل
وهنا نظر ل أدهم بكره وأكمل بعتها للدكتور، علشان ينسي موضوعك خالص، ويسيبنا في حالنا!

بس يا مها، هي دي كل الحكاية، ولو فيه ذنب أنا إرتكبته، فتأكدي إني إرتكبته بإسم الحب!
ونظر لها بعشق كل ده عملته علشان بحبك يا مها، ولازم تعرفي إني عمري ما كنت هأذيكي بالصور دي!
نظرت له مها بغضب وتحدثت وهو سيادتك لما تبعت صوري لدكتور أدهم، كده ماتبقاش بتأذيني؟
وتحدثت بشرود ثم إزاي بتقول إنك بتحبني وبتغير عليا، وف نفس الوقت تبعت صوري عادي كده لراجل تاني، والمفروض إنك بتغير عليا منه!

تحدث عماد بإحراج أنا كنت عارف ومتأكد، وأنا ببعت الصور، إن أدهم راجل ولا يمكن يأذيكي، أو يستغل الصور دي في أي حاجه تضرك!
ضحك أدهم وتحدث بنبرة صوت ساخره طب والله كويس، أحلا حاجه في الموضوع إنك أخيرآ، ولأول مره في حياتك كلها تمدحني!
تحدثت مها بحده ناظرة إلى عماد إتفضل إديني الفون اللي عليه الصور حالآ، وكمان الفيلم بتاع الكاميرا، وإلا هايكونلي تصرف تاني، وصدقني مش هايعحبك خاااالص!

ومش هايكون بالشرطه زي ما قولت في الأول،
ونظرت بغضب لاء، للأسف هاتضر أبلغ بابا بالموضوع كله!
ونظرت بتهديد قائله وإذا كان الموضوع بسيط بالنسبالك، فاصدقني عند أبويا الموضوع كبير، وكبير أوي كمان، لدرجة إن ممكن يسيل فيه دم!
وتحدثت بأمر وهي تقف من جلستها قدامك ساعة من دالوقتي وتكون الحاجه قدامي، وأنا اللي هتخلص منهم بنفسي!

ونصيحه مني بلاش تتذاكي وتحتفظ بنسخ عندك، لأني لو عرفت بعدها صدقني هازعلك، ساعة بالظبط، وإلا ماتلومنيش على اللي هايحصل بعدها!
وخرجت صافقتآ الباب بغضب تحت أعين أدهم وعماد المذهولين من تلك ال مها وشجاعتها!
وقف أدهم بدون كلام، فأي كلام ممكن أن يقال، بعد ما قيل من بنت أبيها!

فحقآ، هي مثال للفتاه القويه التي لا تهاب أحد، ومن الواضح أن أباها رباها جيدآ وبحب، لتهدد بتواجده واللجوء إليه عند الحاجه، دون الخوف منه، فهنيئآ ل أبيها على تلك التربيه!
خرج أدهم دون أن يتفوه بحرف، وبرغم غضبه من عماد إلا أنه حزن لأجله، فحقآ كان الموقف صعب عليه!

وإنقلب السحر على الساحر، فتلك الصور التي بعثها ل أدهم لقطع آخر خيط رفيع بينه وبين مها، ما كانت إلا دليل على تربيتها الحسنه، وعلي العكس قطعت آخر أمل ل عماد لرجوعه ل مها!
أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد! فهذه هي إرادة (الله سبحانه وتعالي).

صباح اليوم التالي
دلف أدهم إلى قاعة المحاضرات التي تتواجد بها معشوقته!
كان متأكد أنها لن تحضر، فهي مؤخرآ أصبحت تتلاشاه وهذا الشيئ يؤلمه!
وخصوصآ بعد موقفها المشرف من عماد، فقد أعجبه تصرفها جدآ، ووجد أنها حقآ هي من تستحق أن تنال شرف لقب زوجة أدهم سليم!
كم أنت مغرور يا فتي!
ولكن غروره هيأ له، أنه لو لمح لها بمسامحتها على ما مضي، ستأتي هي إليه وتعتذر منه وينتهي الموضوع!

ولكن حقآ هل مها هي الفتاة التي تفكر هكذا؟
نظر لها بسعادة مفرطه وتحدث بلا وعي أخيرا رضيتي علينا وهاتحضري معانا!
نظرت له بعدم إستيعاب لمن يتحدث هذا المعتوة؟ أيقول كلماته تلك لي؟
نظرت له وجدته مبتسم لها كالأبله وهو سعيد!
تعجبت وردت بقوه أخدت بنصيحتك يا دكتور، قولت أحضر علشان ما أشيلش مادة في تخرجي!
ونظرت له بنظرة ذات مغذي شفت أنا إزاي طالبة شاطرة، وبنفذ نصايح حضرتك كلها وبدقه!

فهم ما تعنيه بكلامها، وأنها تذكرة أنها نسته وحذفته من ذاكرتها، مثلما طلب هو منها!
تحدث بلؤم برااافو عليكي يا مها، طالبه نجيبه طول عمرك!
وتحدث مضيقآ عيناه بس على فكرة، فيه أوقات مش لازم نصدق كل اللي بنسمعه من غيرنا!
مش يمكن يكون غيرنا ده مش قاصد اللي قاله، أو حتى يكون قاله وقت غضب، ولما هدي وفكر بعقل، فهم إنه أفور شويه في ردة فعله!

فهمت مها مغذي كلامه وأجابت علشان كده يا دكتور لازم نفكر كويس أوي قبل ما نقول الكلام، مش بعده!
ونظرت له بتحدي قائله ومادام الكلام خرج فلازم نكون أده، ونتحمل نتايجه، ولا أيه يا دكتور؟
كانت تتحدث بقوة وهجوم إلى حد ما، لاحظ هو توترها، وتغير وجهها وتعبيراته الغاضبه!
فقرر أن يخرجها ويخرج حاله من هذه الأجواء المتشاحنة!

فتحدث بإبتسامه ونظرت عشق لم تراها بعيونه منذ زمن بعيد على العموم حمدالله على السلامه، نورتي القاعة كلها!
ويلا نبدأ بقا علشان تقدري تعوضي اللي فاتك!
لم تعيرة أي إهتمام وأشاحت بنظرها بعيدآ عنه، وأمسكت بقلمها، فكيف لها أن تصدق كلماته أو أفعاله من جديد وهو قاتلها!
كان جميع الطلبه يشاهدون العرض بإستمتاع، وهم يعلمون أن أستاذهم المبجل، يتودد لمها ويحاول إرجاعها إلى عالمه مرة أخري!

كان يشرح وهو سعيد، وذلك لم يحدث منذ وقت بعيد، تحديدآ من وقت إنفصالهم!
لم يحول بنظرة عنها، وحاول أن يفهمها ما فاتها قدر المستطاع!
كان يسعي لإرضائها طوال المحاضرة، وهي قد إندمجت معه، ولكن بوجه خالي من أي تعبير!
لا تنكر أنها تعشقه، وكانت حقآ سعيدة داخليآ من تغيرة هذا!
فقد إشتاقت لنظرة عيناه، حتى نبرة صوته وهو يحادثها بحنان، كانت تشتاقها!

ولكن حدثها عقلها، أفيقي مها فهذا الرجل لا يستحقك فتاتي، أنتي تستحقين الأفضل!
تستحقين رجل يحترمك ويقدرك، ومهما حدث لن يسمح لنفسه بأن يزعجك أو يهينك!

بعد يوم من تلك المحاضرة!
كانت تحتسي مشروبآ هي وأريج، فا أيه كانت قد سافرت عند بيت أبيها منذ يومان، وما زالتا لا تتحدثتان!
كان هو جالس مقابل لها، نظر بحب وهز لها رأسه كاتحية منه لها!
فمنذ يوم مواجهة عماد وهو يحاول التقرب منها، والتودد إليها، ولكن بشكل غير مباشر!
فهي لم تعطه الفرصة، وحقا هي مازالت غاضبه منه!
إبتسمت له إبتسامة صفراء، وأشاحت ببصرها عنه، لكي لا يعطي إهتمام زائد لحاله!

فقد إتخذت قرار بالابتعاد عنه، لتعطي فرصه لقلبها بنسيانه!
كان ينظر لها بعشق، فهو منذ ذلك اليوم وقد تأكد أنه لن يستطع العيش بدونها!
وتأكد أنها هي لآ غيرها، من تستحق لقب، زوجة أدهم سليم!
فقرر أن يستردها لعالمه من جديد، ولكن كبريائه يمنعه من إتخاذ الخطوه الأولى!
وليس غرورآ هذه المرة، بل هو خائف من رفضها له، حقآ هو يعشقها حد الجنون، وأصبح يهاب رفضها دخوله لحياتها من جديد!

كان يحادث حاله ما بكي مها، ألم ترين شوقي ولهفتي في عيوني عندما أراكي!
لقد غلبني شوقي مها، فلا أكذب عليكي غاليتي، عندما كنت أحاول نسيانك خدعني قلبي، وعشقك فوق العشق عشقآ!
فهيا مها، هي كلمه، فقط كلمه قوليها، قولي سامحتك أدهم، تعا لننسي خلافاتنا السابقه ولنبدأ من جديد!
وأقسم بربي لأسحبكي لأحضاني بلحظتها، وسأذيقكي من العشق ما لم تتذوقيه بعمرك!

قوليها وسأدخلكي عالمي، ولكن هذه المرة ستكون مختلفه تمامآ عن ما سبق!
ستكونين خطيبة أدهم سليم، بل ومعشوقته وأميرة عرشة!
ستكونين إمرأتي خاصتي حبيبتي!
سأعوض عيناكي عن دموعهم التي زرفتها بسببي، سأجعل السعادة والضحك لا يفارقان وجهك أميرتي!
ولكن أرجوكي مها، لا تنتظري مني الخطوة الأولى، لا أنسي، فلست أنا بالرجل الذي يذهب لفتاة، ويطلب العفو منها!

حتي ولو كنت أنا المخطئ، فهكذا أنا، وهذة هي شخصيتي، وهذا هو قدرك غاليتي، فاتقبليني مثلما أنا أميرتي!
آه منك أدهم، أما زلت تكابر يا رجل؟
فبرغم عشقك الهائل للفتاه، مازال كبريائك يمنعك من الإعتذار!
انت من أهنت الفتاة يا رجل، فكن جريئا وأعتذر وأنهي عذابك بيدك!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة