قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل الأول

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل الأول

رواية قلبي ومفتاحه للكاتبة روز أمين الفصل الأول

كانت تسابق الزمن بخطواتها، وتسرع بخطاها داخل جامعتها، علها تدلف إلى قاعة المحاضرات قبل دخول دكتورها المتعجرف، حتي لا ينهال عليها بكلماته اللازعه المعتاده، أو يطردها كعادته خارج القاعه، ويحرجها أمام أصدقائها من جديد!
فقد إنتقل عن قريب إلى الجامعه، بعد رحيل أستاذ مادتهم العزيز على قلبها، فقد كان متفاهم لأبعد الحدود معها، ويحترمها كثيرآ، لما لها من ذكاء وفطانه في فهم مادته وتجاوبها معه بها.

وسافر خارج البلاد في بعثه منذ بداية العام الدراسي الجديد، وقد أتي بديلآ عنه ذلك المتعجرف، الذي لا يبالي بظروف سفرها من محافظتها إلى هنا، وصلت لباب قاعة المحاضرات لصفها، فوجدته مغلق
مما يفسر وجود ذلك المتعجرف بالداخل، فمن قوانينه التي وضعها لحاله، أنه إذا دخل إلى قاعة المحاضرات وأغلق الباب، ممنوع منعآ باتآ دخول أي شخص بعده،.

تنفست الصعداء وأخذت نفس عميق وأخرجته لتتماسك، وتمالكت حالها لتظهر أمامه بثبات كي لا يستضعفها، طرقت بيدها على الباب، وأنتظرت، أتاها صوته الرخيم وهو ينطق، أدخل
دلفت إلى القاعة بخطوات مترجلة ونظرت له وتحدثت بترجي وانفاس متسارعة أنا أسفه جدآ يا دكتور على التأخير، وبعد إذن حضرتك، ممكن أدخل.

لاء طبعا. كلمة تفوه بها دكتور أدهم بكل غرور وعدم مبالاه لأسفها، أو نفسها العالي الذي يظهر كم السرعة التي أتت بها إلى هنا.
وتحدث بكبرياء وغرور إتفضلي يا أنسه أخرجي بره، ومش كل مره هنقعد نتكلم في موضوع تأخير سعادتك.

تحدثت مها بإيضاح وترجي يا دكتور لو سمحت، أنا دايما ملتزمه ف حضوري، وعمري ما بتأخر، لكن يوم السبت ده حضرتك أنا باجي من محافظتي، فا بالتالي بوصل متأخرة، وده بسبب زحمة المواصلات، يعني حضرتك تأخيري ده مش مقصود، صدقني.

نظر لها أدهم بغرور وأشار لها بأصبعه خارج القاعه وتحدث بكبرياء مش مشكلتي خالص على فكره، دي مشكلتك، كل اللي قولتيه ده ولا يفرق معايا، ولو سمحتي إتفضلي على بره، وياريت ماتضيعيش وقتي ووقت زمايلك أكتر من كده، لأن النتيجه محسومه بالنسبة لي.

بكل كبرياء أدارت ظهرها له سريع، دون إنتظارها حتى يكمل باقي كلماته، خرجت وصفقت خلفها الباب، تاركه إياه يغتاظ على عدم تقديرها لسماع باقي حديثه، ولكنه تمالك حاله، كي لا يتملك منه الغضب أمام طلابه
فهو بارع في عدم إظهار ما بداخله أمام الآخرين، ليظهر دائمآ في أجمل صورة أمام الآخرين.
بعد خروجها من القاعه وقفت أريج صديقتها المقربه.

وتحدثت بنبرة حزينة دكتور أدهم لو سمحت، مها بتيجي من محافظتها يوم السبت وكل الدكاتره عارفين كده وبيدوها عذرها، لأن فعلا تأخيرها خارج عن إرادتها.
المفروض إن حضرتك كمان تقدر ده وتعذرها، وخصوصا بأنها ملتزمه ومتفوقه في دراستها، وعمرها ماقصرت في مادة حضرتك.

تحدث أدهم بكل غرور وتعالي أنسه أريج، أنا مش مشكلتي خالص أي طالب او طالبة ظروفه إيه، أنا ليا قواعدي وقوانيني في مواعيدي لمحاضراتي، ومفروض عليكم تلتزمو بيها، وأخر همي ظروف صاحبتك دي كمان.
وتحدث بثقة وجدية أنا زي ما بشرح بضمير وما بقصرش معاكم في أي حاجة، مطلوب منكم الإلتزام، وبعدين أنا مش فاتحها شؤن إجتماعية هنا، علشان أقعد أتناقش في سبب تأخير الأستاذة مها كل يوم سبت.

وأكمل بحزم والوقت ياريت نرجع لموضوع المحاضرة، ومش عاوز أي نقاش تاني في الموضوع ده، لو سمحتو.
وبدأ بإسترسال شرحه من جديد بمنتهي المهنيه، وكأن شيئآ لم يكن.
أية هامسه ل أريج إنتي إتجننتي يا بنتي، إزاي تراجعيه وتتكلمي معاه في حاجه زي دي، مش خايفه ليطردك إنتي كمان.
نظرت لها أريج وفضلت الصمت وعدم الكلام.

خرجت مها من قاعة المحاضرات بخيبة أمل ككل المرات السابقه، كانت تستشيط غضبآ من ذلك المغرور المتعجرف، الذي لايبالي بظروفها، ولا يشفع لها عنده تفوقها في مادته وألتزامها، أخذت نفسآ عميقآ وأخرجته كي تهدئ من روعها ولو قليلآ، فارؤية وجه ذلك المتعجرف المغرور كفيله أن تعكر صفوها طيلة اليوم بأكمله.

خطت بضعة خطوات حتى وصلت إلى حديقة الجامعة، وأفترشت الأرض فوق النجيلة الخضراء، فهي تعشق الماء والخضره وكل ما هو من الطبيعة.
أخرجت سماعة الأذن الخاصه بهاتفها (الهاند فري)
وجلست بهدوء تستمع إلى مطربها المفضل تامر عاشور عله يصلح ما أفسده ذلك الأدهم!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة