قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل السابع عشر

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل السابع عشر

رواية قلبي بنارها مغرم للكاتبة روز أمين الفصل السابع عشر

وزالت عتمتي ببزوغ فجرك، من بعد ليل طويل غميق معتم
روز امين.

نظر لوالدة وتحدث بنبرة رافضة: أني مهخونش ثقة عمي فيا يا أبوي حتى لو على رجبتي
وكأن بكلماته تلك قد سكب مادة شديدة الإشتعال داخل صدر فايقة الملئ بالحقد والتي إنتفضت قائلة بنبرة خبيثة في محاولة منها لإستيقاظ ضمير صغيرها: كيف يعني تسيب البنية بعد ما ركنتها چارك سبع سنين وكل الخلج هناك تعرف إنها خطيبتك؟
وأكملت لدغدغة مشاعرة: ترضاها على أختك دي يا قاسم؟

اللي منرضهوش على بناتنا منرضهوش على بنات الناس يا ولدي.
أما قدري فلم يعنيه الأمر بالكثير، كل ما كان يعنية هو إتمام زواج قاسم من إبنة زيدان كي يضمن ورثها بين يداه وولده وهذا ما عثر علية بالفعل، وكل ما يشغل باله حاليا هو كيف سيقنع قاسم بأن يطلب من صفا أن تتنازل له عن العشرون فدان التي تنازلت بهما رسمية ووثقتهما إلى صفا.

حين تحدث فارس بنبرة حماسية متضامنا مع قرار شقيقه: عفارم عليك يا قاسم، تفكيرك عين العجل يا أخوي، لا مرتك ولا عمك زيدان كانوا يستاهلوا منيك الغدر
رمقته فايقة بنظرات نارية وصاحت بجنون: يعني بت الناس اللي وثجت فيه وأستحملت ظروفه وتنها جاعدة چارة سبع سنين، هي اللي تستاهل يتغدر بيها يا سي فارس؟

أجابها قاسم مفسرا موقفه: غلطة وعملتها من غير ما أحسب لها ولازمن أصلحها يا أما، وياريت تخرچي حالك براة الموضوع ده، أني هروح لهم وهتفاهم وياهم وهنفذ لهم كل اللي يطلبوة كتعويض ليهم عن أي ضرر نفسي حصل لهم.

هنا لم يستطع قدري الصمت أكثر وبالتحديد عندما إستمع إلى ولدة وأنه سيفقد نقودا أمام تلك الغلطة فتحدث بنبرة ساخطة: ولما أنت معايزش تغدر بالسنيورة بت عمك، كان لازمته أية من اللول كل اللي عملته ده يا شملول؟

وأكمل لائم: في اللول كت هتخربط لي كل اللي جعدت عمري كله أخطط له وأستناه، وبعديها شحطتني وياك وجعدتني ويا الراچل ومرته اللي كيف الحرباية، وجعدت تؤمر وتتأمر عليا وهي متسواش ميلم أحمر لا هي ولا جوزها الدلدول ولا حتى البت، ده أني شفت طمعهم فيك جوات عنيهم اللي تدب فيها رصاصة، وسكت لجل ما أراضيك وأخليك تكمل چوازك من بت زيدان،.

ثم رمقه بنظرة مقللة لشخصة وأردف متسائلا بنبرة ساخطة: مالك يا واد مراسيش على بر ليه؟
، متفوج لحالك إكدة وإعرف مصلحتك وينها يا حزين
نظر له بتألم وأردف بتساءل بنبرة مختنقة بالعبرات: صح معارفش ولدك ماله يا أبوي؟

وأكمل بتألم وكأنه كان ينتظر ذاك السؤال بالتحديد: أني ضايع من حالي يا أبوي، معارفش أرتاح، جواتي إتنين بيتعاركوا ومجطعين بعض طول الوجت، طول عمري وأني مجسوم نصين وضايع، نص بيناتكم إنت وأمي، والنص التاني ويا ضميري اللي عيصرخ ومعيريحنيش واصل، نص بين اللي أني رايده وعيريحني، وبين اللي إنتوا وچدي رايدينه.

وأكمل بألم يمزق قلبه: من واني عيل صغير كان مزاچي ميال للكورة، لحد ما في يوم حضرتك شفتني وأني بلعب في الشارع ويا العيال، مجادرش أنسي الجتلة اللي كلتها منيك في اليوم دي، جولت لي هتسيب علامك وتخيب يا قاسم، ده أني أدبحك بيدي يا واد، أني عايزك تبجا دكتور ولا مهندس لجل ما تشرفني جدام چدك وأعرفوا كيف العلام بيكون، مش كيف زيدان ولده اللي واخد كلية تچارة خيبانه زييه.

ضحك ساخرا وأكمل: كنت دايما زارعني جار چدي لجل ما أكون جريب من جلبه ويحبني عشان ينسي بيا بعده عن عمي زيدان، چدي من ناحية يعلمني الأصول وكيف أحب إعمامي وولادهم وكيف أكون سند لعزوتي بعديه
وأكمل بتألم: ومن الناحية التانية إنت وأمي تعلموني كيف أكرة ولاد إعمامي وأتفوج عليهم كلياتهم وأعتبرهم أعداء ليا ولخواتي، جسمتوني نصين بيناتكم، وأكمل بنبرة مميته مميلا برأسه: شرختوني يا أبوي.

تساءل بعيون لامعة بالدموع شقت صدر فارس الذي يستمع إليه بقلب يصرخ متألم: چاي دالوك تجول لي إرسي على بر وإختار مصلختك؟
ميتا إختارت شي بخاطري أني يا أبوي؟
ميتا كان ليا رأي وكلمة بيناتكم؟
طول عمري وأني مچبور على كل حاچه، طول عمري متساج ومسير، من ميتا أني كنت مخير؟

وأكمل مذكرا إياه: فاكر لما چبت مجموع جليل في الثانوية العامة، كلت منيك جتلة مناسيهاش للنهاردة، وجتها جولت لك هدخل تربية رياضية لجل ما أحجج حلمي وألعب كورة وأدرب العيال اللي عدرس لهم
وجفت في وشي وجولت لي لا، مهيحصلش أبدا، وكان يوم عيدك لما چدي جرر يدخلني الكلية اللي بطلع المحامين لجل ما أمسك له جضاياة الكتيرة بدل الأستاذ عبدالجليل المحامي.

وضحك ساخرا: وبعدها إختار لي شجتي، عرببتي، حتى سريري اللي كت عنام عليه كان على ذوجه هو
وأكمل: بعدت، كان نفسي أنسلخ من چلدي وأطلع من إهني بدون راچعة وأبعد عن كل حاچة، الكرة والحجد والتحكمات والظلم اللي ماليكم
رميت حالي في ظلام أول واحدة جابلتني لجل بس ما أهرب من چوازي من بت عمي اللي إنت وأمي باصين لورثتها مش ليها،.

وأكمل بصياح: كت عايز أهرب لجل ما أحميها من حالي ومنكم، بس معرفتش، وكن الدنيي بطلع لي لسانها وتجول لي ميتا إختارت شي بخطرك يا حزين لجل ما تاچي دالوك وتختار.
ما أصعبه من شعور مميت حين تجد أقرب الناس إلى روحك هم من يسخرون من ألامك والتي هي بالأساس من صنع أيديهم.

هكذا كانت نظرات قدري وفايقه الساخرة وهم يرمقون قاسم مقللين من حجم معاناته ومن شكواة، إلا من شقيقه والذي يشبهه بالأساس، كم كانت متشابهه روحيهما في التمزق، وكأنهما يتقاسمان الألم ذاته، كم كان داخل فارس مشوة دميمم كداخل شقيقه!

كانت تستمع له بقلب متيبس لا يعرف للرحمة معني، أما والده فقد صاح به بتجبر غير عابئ بحالة صغيرة التي تقطع أنياط القلب: ده بدل ما تاچي تتشكرني وتحب على يدي بعد كل اللي عملناه علشانك دي، چاي ترمي علينا اللوم والعتب؟!
وأكمل: أني عملت منيك راچل ملو هدومك، چدك بيكبرك ومهيخطيش خطوة واحدة غير لما بياخد مشورتك فيها.

وأسترسل حديثه بمراوغة وكذب: حتى بت زيدان اللي خفت عليها من طمع النجع والمركز كليتاته في مال أبوها، وجولت أچوزها لك لجل ما أحميها من طمع الخلج فيها، چاي تتهمني إني طمعان في ورثتها يا قاسم؟
وتسائل غاضب: هو ده چزاتي أني وأمك بعد كل اللي وصلناك ليه؟
ضحك ساخرا على حاله،
أما فايقة التي تحدثت إلية بصياح وفحيح من بين أسنانها: عملت فيك إية بت ورد؟

أكيد سحرت لك كيف أمها ما سحرت لزيدان جبل سابج، وتساءلت بصياح حاد: شربتك إية يا ولدي، انطج؟
أجابها بنبرة حزينة وعيون متألمة لأجل والدته التي لم تشعر به قط وبحال قلبه الدائم التشتت والتألم: شربتني حنانها من مچرد نظرة عنيها وهي بتبص لي، عرفتني إن لسه في الدنيي ناس جلوبها صافية ونضيفه، طبطبت على جلبي من مچرد حاچات بسيطة عتعملها بمنتهي العفوية، جابلت جسوتي وچبروتي بمنتهي الحنية يا أما.

تحدث قدري كي ينهي تلك المناقشة عديمة الجدوي بالنسبة له وخصوصا بعدما استشف الإصرار من عين نجله والذي يتوافق مع رأيه بالأساس: إعمل اللي عيلد عليك يا قاسم، الحكاية كلياتها من اللول مكانش ليها لزوم، چدك لو كان عرف بالإتفاج دي كان عيشندلنا كلياتنا وعتجوم جيامتنا وياه ومهنخلصش.

جحظت عيناي فايقة من إستسلام زوجها لقرار قاسم وضياع حلم حياتها بكسر زيدان على غاليته، فتحدثت بإعتراض بنبرة غاضبة: حديت إيه اللي عتجوله دي يا قدري؟
رمقها بنظرة حارقة وتحدث بنبرة حادة أخرستها: اللي سمعتيه يا فايقة ومعايزش رط حريم واصل.
رمقتة بعيون تطلق شزرا تحت نظرات قاسم وفارس المتعجبة من حالة تلك المشتعلة نارا من ذاك القرار.

فاق فارس على حاله وتحرك إلى شقيقه وتحدث بنبرة حزينة لأجله: يلا عاود على شجتك يا قاسم، وأول ما ترچع مصر حل الخطوبة اللي مكانش عيچي لك من وراها غير مشاكل ربنا وحده اللي عالم كانت هترسي على إية يا أخوي
إنسحب مع شقيقه للخارج تحت قلب فايقة المشتعل بنار الحقد وأرتياح عقل قدري من ناحية غضب أباه، وبدأ تخطيطه لما هو أت وكيف سيستفيد.

فاق على حاله ونظر على تلك التي ترمقه بنظرات نارية كارهه، نظر لها بتدقيق وتحدث مهددا إياها: إسمعيني زين يا فايقة وحطي الكلمتين دول حلجة في ودانك عشان متاجيش بعد إكدة وتجولي إني مخبرتكيش ونبهتك، ولجل كمان ما تتجي شري اللي معتجدريش علية لو خربطي لي اللي في دماغي وعرتب له من سنين
وأكمل مفسرا: أني عارف ومتوكد إن غيرت الحريم جتلاكي ونفسك ومني عينك تشمتي في ورد حتى لو كان على حساب ولدك ومستجبله.

وأكمل مهددا بسبابته: بس الله الوكيل ما تحاولي تحشري حالك وتتصلي بالمرة بتاعت مصر دي لكون خاربها على دماغك ودماغ اللي عيتشدد لك كمان، سمعاني زين يا بت سنية؟
رمقته بنظرات نارية لو خرجت لحولته إلى رماد في التو واللحظة، وتحركت إلى الخارج تاركة إياه لحاله.

دلف إلى مسكنه وكل ما يجول بخاطرة هو الوفاء بوعد عمه له والمحافظة على تلك الصافية وكرامتها من الإهانه مهما كلفه الامر، إستمع إلى صوت حركة خافتة تأتي من المطبخ فعلم أنها بداخله، شعر براحة إجتاحت داخلة وتحرك إليها كي يري ما تفعله.

إقترب من الباب وتفاجأ بجسدها اللين يرتطم بجسده الصلب بشدة، تهاوت بوقفتها ووقع من بين يديها ذاك الوعاء المملوء بالفيشار وتبعثرت حباته وانتشرت فوق أرضية المطبخ، أما هي فتهاوت بوقفتها وكادت ان تنبطح أرض لولاه، إنحني سريع بجزعه وألتقط خصرها وضمه إلية محاوط جسدها بالكامل بين ساعديه.

ثواني، ما هي إلا ثواني فاتت عليهما كدهر، نظر لداخل عيناها ذات اللون العجيب الذي إكتشف أنه لم يرهما بإتقان من ذي قبل، إبتلع سائل لعابه حين أنزل ببصرة وأستقرت مقلتيه فوق شفاها المنتفخة بلونها الوردي والذي أقسم بداخله أنه لم يري بحياته أكثر منهما سحرا، تمني لو مال عليهما وألتقطهما بين شفتاه وذاب معها برقة إلى البعيد والبعيد ليتناسي بهما كل ألامه التي تسكنه.

وما كان حالها ببعيد عنه، فقد أصابت جسدها وسرت به قشعريرة لذيذة، تمنت لو ان لها الحق لترتمي داخل أحضانه وتضل تشتم لرائحة جسدة التي طالما تخيلت رائحة المحبوب وعبقه، ثم تذوب معه داخل عالمه الذي مازال عليها محرم
وبلحظة وعت على حالها وأنتفض عرق الكرامة وثار بداخلها حين تذكرت كلماته المهينة لها التي لم ولن تفارق خيالها وباتت كظلة منذ ذاك اليوم المشؤوم.

إبتعدت عنه مجبرة وتحمحم هو كي ينظف حنجرته ثم تحدث متسائلا بإهتمام اسعدها: إنت كويسه؟
سحبت بصرها عنه سريع وتحركت لتجلب أدوات التنظيف كي تلملم تلك الفوضي التي حدثت أثناء إصطدامهما، وأجابته بنبرة هادئة: أني زينة الحمد لله
أراد ان يخرجها من خجلها ذاك فتحدث مداعب إياها: شكلك مصدجتي خلصتي مني وچربتي عملتي فشار لجل متروجي على حالك بعيد عن خلجتي العكرة.

إبتسمت رغم عنها أثر دعابته وأردفت قائله بدعابه مماثلة: وأهو إندلج وإتفرش على الأرض من كتر نبرك
قهقه عاليا برجولة مما جعلها تترك ما تفعله وتنظر إلية بترقب وعيون منبهرة أثارته هو شخصيا وتحدث بإنبهار لم يستطع مداراته: تعرفي إن عيونك حلوين جوي ولونهم عچيب!
إبتسمت وتابعت ما تفعل ساحبه عيناها عن ناظرية وتحدثت بهدوء: كل اللي عيشوفني لأول مرة عيجولي إكدة.

إشتعل جسده نارا وتصلبت جميع خلايا جسدة وصاح بنبرة عالية متسائلا بحدة وعيون تطلق شزرا: ومين بجا إن شاء الله اللي عيجول لك عيونك حلوين يا هانم؟
كانت منحنية بجسدها تلتقط حبات الفيشار بالجاروف، رفعت عيناها إليه تنظر لهيئته المخيفة وعيناه الجاحظة بإستغراب
وتساءلت بداخلها، بما تفوهت حتى يستشيط غضب وتشتعل عيناه هكذا؟
ازاحت ببصرها عنه وأنتصبت متحركة إلى سلة القمامة، وضعت بها ما في يدها.

وذهبت إلى الحوض كي تغسل كفاها لكنها إنتفضت عندما إستمعت لصياحه المرعب قائلا بنبرة غاضبة: معترديش على سؤالي ليه، مسمعانيش إياك؟
إستدارت إلية متسائلة بملامح وجه حادة: چري لك اية يا قاسم، عتعلي صوتك لية إكدة، خلعتني
إقترب عليها ووقف قبالتها وسألها بجنون وغيرة شاعله ظاهرة بداخل عيناه المتسعة: مين اللي عيجولك عيونك حلوه؟
ربعت يداها ووضعتهما فوق صدرها وأجابته بعناد: كل اللي عيشوفني عيجولي إكدة.

سألها بنظرات حادة كنظرات الصقر: الدكتور، ولا زمايلك في الچامعه ولا مين بالظبط يا صفا، إنطجي؟
أجابته بنبرة إستفزازية كي تحرق روحه: أظن ده شيئ يخصني لحالي، عتحشر حالك وتدخلها لية في خصوصياتي يا متر؟!
أجابها بقوة وتملك: حالك هو حالي يا دكتورة، ولا نسيتي عاد إنك مرتي؟

أمسكت وعاء كان ممتلئ بالفيشار وموضع جانب كانت قد صنعته لأجلة، وضعته بين كفيه بحدة وتحدثت وهي تنظر داخل مقلتاة بتحدي: صوري يا متر، مرتك بشكل صوري، إوعاك تنسي إتفاجنا؟
وتحركت خطوتان للأمام أمسكها من كتفها ولفها إلية ذاك الغاضب بعدما فهم مغزاها وأراد أن يتسلي ويزيد من نارها وأردف بوقاحة غامزا بعيناه: طب وبالنسبة للي حصل بيناتنا ليلة الدخلة، دي كمان كان صوري؟

إبتلعت لعابها فتجرأ هو على التقرب منها أكثر وألتصق بجسدها محاوط خصرها بساعدية بعدما وضع وعاء الفيشار فوق المنضدة: طب إية رأيك نعيد توثيجة دالوك لجل ما نتمم الإچراءات الناجصة ونخلوة رسمي وفهمي ونظمي كمان.
إنتفض جسدها ووضعت ساعديها كسد لتبعده بكل قوة لكنها لم تستطع حتى أن تزحزحه عن إلتصاقه بجسدها إنش واحدا فتحدثت بتلبك: سيبني في حالي يا قاسم.

أجابها بثقة وحديث ذات معني مؤكدا لنفسه قبلها ملكيته لها: حالك هو حال چوزك يا عروسة
إبعد يا قاسم وبطل هزارك البايخ دي: جملة تفوهت بها صفا
فأجابها بقوة: بس أني مبهزرش يا صفا، أني چوزك وليا عليكي حجوج
وأقترب من شفتاها وتحدث: وأني بجا عاوز حجوجي و دالوك
تفوهت بقوة وهي تنظر لعيناه: وأني معيزاش يا قاسم، عتاخدني بالغصب إياك؟

وأكملت لتذكيره: ومتنساش، إنت وعدتني إنك معتجربش مني تاني، ووعد الراچل دين عليه، ولا إية يا ولد عمي؟
إبتسم لها ليطمأن روحها عندما رأي مدي إنزعاجها وغضبها، فك وثاقه من حول خصرها ليعطي لها حرية التحرك وتحدث بنبرة هادئة: وأني لسه عند وعدي ليك يا صفا، أني بس حبيت أهزر وياكي
خجلت منه ومن حالها وتركته وتحركت إلى غرفتها سريع.

زفر بقوة وأبتلع لعابه من حالة النشوي التي أصابت روحه في قربها منه، إلى متي سيظل هكذا، يشتاق ضمتها، قبلتها، النظر داخل ساحرتيها دون أن تمنعه وتعاقبه بسحبهما بعيدا عن مرمي بصرة، إلى متي سيظل مطرودا من نعيم جنتها.

تحرك مجبرا إلى البهو وجلس فوق مقعدا وأمسك جهاز تحكم التفاز وبدأ بالتقليب دون تركيز، كانت نظراته مثبتة فوق باب غرفة نومهما يترقب خروجها إلية لتؤنس وحدته الموحشة التي بدأت تصيبه في إبتعادها، لكنها خيبت أماله ولم تعيره أدني إهتمام.

لم يستطع تفسير ما يحدث معه حين تبتعد عنه، هل هو تعود على وجودها ولكن، كيف ومتي تعود، كان يفرك فوق مقعده بعدم راحه، كاد يجن من إبتعادها، وقف منتصب الظهر وأغلق التلفاز بعدما حسم أمره وتحرك ينتوي الذهاب إليها كي ينهي حيرته وعدم راحته في إبتعادها.

تحرك وطرق باب غرفتها من باب الأدب ودلف إليها، وجدها تجلس فوق مقعدا بالشرفة ممسكة بيدها بكتيب باللغة الإنجليزية مندمجة في قرائته إلى أبعد حد، أو هكذا تحاول أن توهمه
تحرك إليها وتحمحم كي تنظر إليه، لكنها ضلت ناظرة بكتيبها
سحب مقعدا وجلس بقربها وتسائل: عن الطب الكتاب اللي في يدك دي؟
أجابته بهدوء دون النظر إليه مما أشعل قلبه: ده كتاب في الأدب الإنچليزي.

أردف قائلا بنبرة حنون أثارت داخلها: معتبصليش ليه، للدرچة دي زعلانة مني يا صفا؟
رفعت بصرها ونظرت إلية وتحدثت بقوة: طول عمري وأني محبش اللي يجلل مني ويتمسخر علي
قطب جبينة وتسائل مستفسرا بتعجب: ميتا جللت منك أني؟!

إبتسمت ساخرة بمرارة وأردفت بوجع ظهر بداخل عيناها: غلط يا ولد عمي، صيغة سؤالك متجالة بطريجة غلط، السؤال الصح هو ميتا مجللتش مني، ميتا إحترمتني وعاملتني على إني بني أدمه ليا مشاعر وعندي كرامة وبحس
أوجعه حديثها ومزق كيانه، حتى أنه أراد أن يسحبها لداخل أحضانه ويضمها بشدة كي يشعرها بالأمان ويمحي عنها كل ألامها الساكنة بأعماق قلبها والتي هي من صنع يداه، لكنه خشي إبتعادها عنه من جديد.

وضع يده فوق أناملها الرقيقة، إرتجف الكتيب من يدها أثر لمسته الحنون وتحدث بعيون حنون ولأول مرة بحياته: حجك على يا غالية، إعتبريني كت معمي ومشايفش الصورة واضحة جدامي
وشفتها يا قاسم؟ سؤال خرج منها بمرارة
أومأ بتأكيد ونبرة نادمة: شفتها يا صفا
وأكمل بحماس كي يخرجها من حزنها: أني جعان، إية رأيك أعمل لك مكرونة بالوايت صوص والمشروم وقطع الفراخ.

نظرت له بإستغراب فأكمل متحمسا بدعابة: لا، معايزكيش تبصي لي النظرة المشككة في جدراتي دي
تسائلت مستفسرة بجبين مقطب متلاشية حزنها: إنت صح بتعرف تطبخ؟
أجابها مبتسم: جربيني وأحكمي بنفسك
نظرت له ب حيرة فأكمل هو مداعب وهو يسحبها من كف يدها: إنت خايفة من إية مفاهمش أني، إنت مش دكتورة وعتشجي بطن الخلج وتشرحيهم كيف جتالين الجتلة، يعني أكيد مش هتغلبي وهتعرفي تلحجينا لو حصل لنا شوية تلبك معوي.

إبتسمت رغم عنها وهو يسحبها خلفه بحماس، ثم أجلسها فوق المقعد وبدأ هو بالطهي كمحترف
وضعت كف يدها تحت ذقنها مستندة بساعديها فوق المنضدة وتسائلت بتعجب: ميتا إتعملت تطبخ إكدة؟!
أجابها متحمس لإنسجامها: إنجبرت أتعلم من لما سكنت لحالي في شجتي بعد ما أتخرچت،.

ونظر لها وأشار بأصبعي السبابة والوسطي: كان جدامي حل من إتنين، يا أتخلي عن حلمي في العيشة جوة القاهرة وإن يبجا لي مكتب من أشهر مكاتب المحامين فيها، يا إما أرچع لإهني تاني وأفتح مكتبي في سوهاچ وأتخلي عن حلمي بإني أكتب إسمي بالدم بين أسامي الحيتان الكبار
وأكمل بدعابه وهو ينظر لها مبتسم: وكل التضحية دي لجل ما أكل الوكل البيتي اللي عحبه وأبعد عن الوكل الچاهز اللي كلياته أمراض وطعمه ميتاكلش أصلا.

وأكمل بنبرة حماسية: ومن إهني حصلت المعچزة، قاسم اللي مكانش بيعرف يملي لحالة كباية مي لجل ما يشربها، بجا بيطبخ ولا أجدعها شيف.

كانت تستمع إلية بحماس وأستمتاع ولاحظ هو ذاك، كان يعرف أنها تكن له إحترام. وتحمل داخل قلبها عشق هائلا له، لكنه أهان كيانها غير عابئ بقلبها العاشق، وليعلم الله أن البعاد والتجاهل كان لأجل حمايتها لا لأجله، يعلم أنه ظلمها وقام بشطر قلبها العاشق بدون رحمة، ويعرف أن طريق السبيل إلى أرضائها والنيل منه صعب، ولكنه سيسلكه ويصل بالتأكيد، ولكن بالصبر والمصابرة،.

بعد مدة كان يجلس مقابلا لها مشيرا إلى صحنها الموضوع أمامها بعناية وهو يتحدث بنبرة حماسية: إتفضلي دوجي وجولي لي رأيك
كانت تشعر بالكثير من السعادة لمحاولاته للتقرب منها وإرضائها بشتي الطرق وهذا ما وصلها من تصرقاته، إبتسمت له بسعادة وأمسكت بيدها الشوكة وبدأت بتذوق حبات المعكرونة وذهلت من طعمها اللذيذ
نظرت إلية وتحدثت بإنبهار: برا وا عليك يا متر، المكرونه لذيذة جوي.

مرر لسانه فوق شفتاه وهو ينظر إلى شفتاها بتشهي ومد يده سريع و وضعها على جانب شفتها ومسح بإبهامة جزء من معجون الصلصة البيضاء كانت موضوعة بجانب شفتاها بشكل مغري له، مسح الصلصة بإبهامه وادخله بفمه وأمتصه بين شفتاه بإستمتاع وهو ينظر لها بعيون صارخة راغبه مطالبة بإلتهام شفتاها
إبتلعت لعابها وإرتعش جسدها، سحبت بصرها عنه سريع وقامت بتناول طعامها في صمت تام وخجل.

حين إبتسم هو بخفة وتنهد بسعادة على حيائها الذي يزيد من تعلقه الزائد بها وإثارت مشاعره تجاهها
بعد مده كانت تتمدد فوق الفراش، تعطيه ظهرها وتنظر أمامها، تبتسم بشرود وتتذكر فعلته وحديثه وتصرفاته ناحيتها التي تدل جميعها على بداية عشقه لها، هي ليست بفتاة ساذجة كي لا تفرق بين الإعجاب والرغبة وبين العشق، وتأكدت هي من عشقه لها.

أما ذاك الذي يجاورها النوم وتفصل بينهما تلك الوسادة الملعونه، كان ينظر لشعرها المفرود فوق وسادتها بجنون، تتغلغل رائحتها العطرة أنفه وتدغدغ مشاعره تجاهها وتجعلها هائجة، زحف برأسه قليلا حتى تلمس بأنفه خصلة من شعرها، أغمض عيناه وبدأ بأخذ نفس عميق إحتبسه بصدرة وأبتسم، تمني لو يسحبها ويحتضنها بقوة حتى يسحق عظامها داخل أحضانه ويذيقها من الشهد ألوان، لكنه تمالك من حاله لأبعد الحدود كي ينهي خطبته من إيناس أولا، وينتهي من ذاك الكابوس كي يرجع لحبيبته ويذيقها من العشق الوان بما يليق بتلك الجميلة.

فاقت من نومها مبكرا وتحركت من جانبه بهدوء كي لا تزعجه بنومته، دلفت إلى الحمام توضأت وخرجت وأرتدت الرداء الخاص بالصلاة وتحركت إلى الصالة كي تقضي صلاة الضحي، وأثناء سجودها خرج هو للبحث عنها بعدما فاق وتحرك ليبحث عنها كالطفل الذي يفتقد والدته،.

تسمر بوقفته حين رأها ترفع كفيها وتناجي ربها بخشوع، ما أجملها بعيناه فقد بات يراها ساحرة فائقة الجمال بكل حالاتها، ختمت صلاتها ووقفت ممسكة بسجادة الصلاة تتحرك بها،
تعجبت من ذاك الساند متكئ على الحائط ويربع ساعدية أمام صدرة وينظر لها بإبتسامة وعيون منبهرة
إبتسمت له بوجهها المشرق وأردفت: صباح الخير، ثواني وهچهز لك الفطور.

وتحركت إليه كي تدلف إلى غرفة النوم لتخلع عنها رداء الصلاة وأثناء مرورها بجوارة وجدت من يمسك كف يدها واعتدل مقابلا لها وتحدث بإبتسامة عاشق: صباح الچمال، صباح الرضا
إبتسمت بخجل وتحركت للداخل كي تخلع رداء الصلاة، تلاها هو ودلف إلى الحمام كي يتوضأ ويؤدي صلاة الضحي.

جهزت سفرة الإفطار وجلست تنتظرة، أتي بعدما أنتهي من صلاتة وجلس مقابلا لها وبدأوا بتناول الطعام، تحمحمت هي وأردفت بنبرة مستأذنة: بعد إذنك يا قاسم، أني هنزل بعد الفطار عند چدي عشان عاوزة أتحدت وياه في موضوع خاص بالمستشفي.

لا يدري لما إنقبض قلبه وشعر بغيرة عنيفة حينما ذكر إسم المشفي، تنفس عاليا كي يهدئ من روعه حتى لا يخزنها من جديد وتحامل على حاله وتحدث بدعابة كي يلاطفها ويجعلها تعتاد علية أكثر: موافج بس بشرط
ضيقت بين حاجبيها بإستغراب فتحدث هو بإبتسامة هادئة: تعملي لنا فنجانين جهوة من يدك ونشربوهم ويا بعض في البلكونة وبعدها تنزلي على كيف كيفك.
إبتسمت وتحدثت بنبرة هادئة تلقائية: بس إكدة، من عيوني.

رد عليها بنبرة حنون مراوغة: يسلمولي عيونك
إتسعت عيناها تنظر إليه بإستغراب حالة وتصرفاته الجديدة الطارئة على شخصيتة المعروفة بالجدية والغموض، ووقفت سريع كي تصنع إلية القهوة مع نظراته المتفحصة لها من الخلف، تفاجأ بها تضع فوق الحامل ثلاث أقداح ممتلئين بالقهوة
بسطت إلية ذراعها وتحدثت بأدب: إتفضل.

تحدث إليها بإبتسامة وهو يتناول قدحه: أني صحيح جولت لك إني أدمنت الجهوة من يدك بس مش لدرچة تعملي لي فنچانين بحالهم
إبتسمت وتحدثت وهي تنسحب خارج المطبخ ساحبه معها الهواء الذي يتنفسة: دي جهوة عملتها لچدي وأنا هشرف جهوتي وياه
اجابها معترض بدعابة: بس دي مكانش إتفاجنا خلي بالك، لما تطلعي عتعملنا جهوة وهنشربوها في البلكونة كيف إتفاجي وياكي.

إبتسمت بسعادة وتنهد بأسي وهو يتابعها وهي تخرج من باب الشقة وتغلقه خلفها ومعها بسمته ومرحة،
حدث حاله متعجب
ما بك قاسم؟
ما الذي يحدث معك يا فتي!
أأصابتك لعنة سحر؟
لا، بل أصابك عشق يا رجل
أصبت بسهم عيناها المسمم
ولابد من الحصول على الترياق
ترياقها في شهد شفتاها المولعة
شربه هنيئة من عسلها كافية
لتشفي العلة وترد العليل إلى الحياة
فااااه وأه من لذة شهدك يا أمرأة
هزت كياني وجعلت عرشي الواهي مزعزع
بقلمي روز امين.

نزلت من فوق الدرج وجدت حسن تخرج من إحدي الغرف التي كانت تقوم بتنظيفها، إستقبلتها حسن بترحاب شديد، سألتها صفا عن جدها فأرشدتها إلى وجودة داخل حجرة الإستقبال لحاله
دلفت إلية حاملة القهوة وهلت عليه بإبتسامتها الصابحة التي يعشقها ذاك العتمان ويستبشر برؤياها
وتحدثت بنبرة حنون: صباح الخير يا چدي، أني چاية لجل ما أصبح عليك وأشرب جهوتي وياك.

تهللت أسارير عتمان وتحدث بترحاب عالي وهو يشير إليها بالجلوس: هل هلال الجمر يا بت زيدان، تعالي اجعدي چاري
وأكمل وهو يلتقط قدح القهوة من يدها: مع أني لساتي شارب جهوتي بس هشرب تاني لجل عيونك يا غالية
تحدثت بنبرة قلقة علية: خلاص يا چدي، طالما شربت جهوتك بلاش تشرب الفنجان دي عشان ما يضركش ويعلي الضغط عنديك.

أجابها بنبرة حنون كي يطمإن هلعها الذي ظهر بعيناها: اللي ياچي من يد الحبايب ميضرش أبدا يا بتي، اللي عيضر الجسوة والفعل العفش
إبتسمت له وجاورته الجلوس وبدأت بإرتشاف قهوتها معه ثم تحدثت على إستحياء: چدي، أني ليا عنديك طلب وأتمني متكسرش بخاطري فيه وتساعدني لجل ما يحصل
نظر لها مستغرب، فهذة هي المرة الأولى بحياتها التي تطلب منه شئ، فتحدث ليشجعها: ما عليكي إلا إنك تؤمري وبإذن الله كل طلباتك مجابه.

ضحكت لدلال جدها لها وانصياعه الدائم لرغباتها، عدا موضوع زواجها ولأسباب هي تعلمها،
فتحدثت بنبرة راجية: أني محتاچة مريم بت عمي وياي في المستشفي، وهي كمان زهجانة من جعدت البيت ورايدة تشتغل وتحجج ذاتها، بس هي خايفة وحاسة إنك مهتوافجش، بس أني وعدتها إني هفاتحك في الموضوع وأخليك كمان تأثر على فارس وتخلية يوافج.

ونظرت إليه وتسائلت بدلال كسابق عهدها معه وهذا أسعده كثيرا: ها، جولت إية يا حبيبي، هتجف وياي، ولا هطلعني صغيرة جدام بت عمي؟
قهقة عاليا وأردف بإستحسان: طول عمرك عتغلبيني بكلامك اللي ياكل العجل ويدوب الجلب يا بت زيدان
تسائلت بنبرة حماسية: يعني موافج يا چدي، هتجنع فارس؟

أجابها بدعابه ليجعلها تتناسي ما حدث منه ف السابق: فارس مين دي كمان اللي أجنعه، إعتبري اللحكاية خلصت خلاص وأني عكلم يزن وأخلية يوظفها وبمرتب زين كمان، مبسوطة يا دكتورة؟
وضعت ما بيدها وأقتربت منه وبدون سابق إنذار رمت حالها داخل أحضانه الحانية، شعر بالكثير من السعادة والرضا وحاوطها بساعديه وربط فوق ظهرها بحنان مما أسعدها وجعلها تحلق في سماء الرضا من شدة سعادتها.

في إحدي الشوارع الهادئة والمتواجدة داخل نجع النعماني، كان يتحرك ذاك المسحور يتلفت هنا وهناك باحث بعيناه عن الحورية التي أبهرتة من أول طلة له داخل عيناها الساحرة، ومنذ ذلك اليوم وهو يجوب الشوارع بحث عنها عله في ذات مرة يلتقيها صدفة
فوجئ بوجود فارس أمامه حيث تحدث إلية بوجه بشوش: دكتور ياسر، ده إية الصدفة الچميلة دي!
إبتسم له ياسر وتحدث مرحب: أزيك يا أستاذ فارس، أخبار حضرتك إية؟

أجابه فارس بإبتسامة بشوشة: أني زين الحمدلله، وأكمل متسائلا بإستفسار: خير يا دكتور، ماشي لحالك في الشارع وعم تتلفت حواليك لية إكدة، بتدور على حاچة إياك؟
أجابه ياسر بإنكار ومراوغة: لا طبعا هتدور على إية، كل الحكاية إني لقيت نفسي قاعد فاضي وزهقان، فقلت أتمشي شوية من ناحية أفك الزهق وأمارس رياضة المشي المفضلة عندي، ومن ناحية تانية استكشف معالم البلد اللي أنا قاعد فيها.

وضع فارس كف يده على كتف ياسر وربت عليه وتحدث بنبرة أخوية: لما تلاجي حالك جاعد زهجان تعالي عندينا في السرايا، بنجعد كلياتنا نسهروا بالليل ونتونس بالحديت، إبجا تعالي إجعد ويانا وشرفنا.

إبتسم ياسر وتحدث شاكرا بإمتنان: متشكر جدا على دعوتك الكريمة يا أستاذ فارس، ولو إني مبحبش اتطفل على حد في بيته، بس إن شاء الله هلبي دعوتك في أقرب وقت لأن شرف ليا أقعد معاكم وأشارككم الحوار، وأنا هبقا أبلغ الباشمهندس يزن لما أنوي الزيارة.

أجابه بترحاب: بإذن الله يا دكتور، وأكمل بتساؤل وهو يتأهب للمغادرة: تؤمر بحاچة؟
أردف ياسر بإمتنان: متشكر جدا لذوقك يا أفندم.
إنسحب فارس ماضي بطريقة وتحرك ياسر أيضا عائدا إلى مسكنه بعدما فقد الأمل في لقائها، تحرك حيث الإستراحة المتواجده بالمشفي والتي بنيت له خصيصا وكانت من ضمن الإمتيازات التي أغرته بها صفا لقبوله ترك موقعه المميز بالقاهرة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة