قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلبه لا يبالي للكاتبة هدير نور الفصل الرابع عشر

رواية قلبه لا يبالي للكاتبة هدير نور الفصل الرابع عشر

رواية قلبه لا يبالي للكاتبة هدير نور الفصل الرابع عشر

دلف داغر إلى المطعم الذي ارسل اليه عنوانه من قبل الحرس الذي جعلهم يتبعون داليدا فور اخبارهم له انها خرجت من القصر بعد مغادرته مباشرةً رافضه ان يقوموا بايصالها و اتباعها لتأمينها كما امرهم داغر من قبل...
حيث قد امرهم بان يذهبوا معها اينما ذهبت متبعين اياها بكل مكان حتى يقوموا بتأمينها و حمايتها فهو يملك اعداء كثر قد يحاولون ايذاءه من خلالها...

وقف بباب المطعم عينيه تجول بارجاء المكان بحثاً عنها حتى عثر عليها اخيراً جالسه باحدي الطاولات مع امرأتين لكن اشتعلت النيران بصدره فور رؤيته لذاك الرجل الجالس معهم ملاحظاً على الفور نظراته المنصبه على داليدا باهتمام فقد كانت نظراته لها مليئه بالاعجاب و شئ اخر جعله يرغب بالانقضاض عليه و خنقه بيديه.

تنفس بعمق محاولاً تهدئت ذاته قبل ان يتحرك و يتجه نحو طاولتهم لكن تجمدت خطواته مره اخري عندما لاحظ شحوب وجه داليدا فقد كانت تبدو كما لو ان هناك شيئاً ما يزعجها بينما بدأت احد الامرأتين تتحدث اليها بحده...
في ذات الوقت...
كانت داليدا جالسه تحاول السيطره على ارتجاف جسدها حتى لا تصيبها تلك النوبه امامهم و تعرض نفسها للسخريه...

ظلت تتنفس بعمق حتى نجحت بالفعل بالتحكم في ارتجاف يديها من خلال تذكير نفسها بانها لم تعد بتلك الشخصيه الضعيفه الهشه التي كانت عليها من قبل و بأنها لن تسمح لميار بان تخطو على كرامتها مره اخري...
مررت ميار يدها بشعرها ببطئ مغمغمه بخبث عندما لاحظت وجه داليدا الشاحب و صمتها الذي طال
=مردتيش يعني يا داليدا هو ده مرض نفسي اللي عندك و لا...

قاطعتها داليدا على الفور غير سامحه لها بتكملة جملتها قائله بهدوء بينما ترسم على وجهها ابتسامه بارده تعاكس نيران الغضب المشتعله بداخل صدرها
=لا مش مرض نفسي يا ميار...
لتكمل بذات الهدوء و الابتسامة لازالت على وجهها
=المرض النفسي ده زي اللي عندك انتي بالظبط يعني بتحاولي تقللي من اللي حواليكي علشان تحسي انك كويسه و احسن منهم برغم انك في الحقيقه اقل منهم.
اردفت ضاغطه بقوه و حده على كلماتها.

= و اقل منهم اوي...
احمر وجه ميار من شدة الانفعال هاتفه بغضب
=ايه. ايه حيلك براحه شويه كل ده علشان بسألك سؤال عادي، و لا يمكن بتحاولي تعملي الفليم ده علشان مكسوفه تقولي ان كلامي صح و انك اتجوزتي واحد من اللي شغالين عند خالك...
ابتلعت ميار باقي جملتها و قد تسلطت عينيها بانبهار على ذاك الرجل ذوالوسامه الفائقه و التي تدير رأس من يراها يقترب من طاولتهم بجسده الرجولي الصلب.

تنهدت بهيام وهي تراقبه يتقدم نحوهم لكن اتسعت عينيها بالصدمه و قد جفت الدماء بعروقها فور رؤيته يقترب من داليدا منحنياً على مقعدها مقبلاً اعلي رأسها وهو يغمغم بصوته الرجولي الاجش
=معلش يا حبيبتي اتأخرت عليكي...
اهتز جسد داليدا بالصدمه فور سماعها لصوت داغر التفت سريعاً لتجده يقف بجانبها منحنياً عليها مقبلاً خدها بخفه.

ارتفعت شهقة اميرة التي انتبهت متأخره إلى ما يحدث بينما كانت عينين ميار منصبه عليهم بنظره تلتمع بالحقد و هي تفكر بن هذا بالتأكيد زوجها و من البدله ذات الماركه العالميه التي يرتديها تجزم بانه بالتأكيد ليس شخصاً عادياً يعمل لدي خال داليدا كما كانت تتمني.
همست داليدا اسمه باستفهام بصوت مرتجف محاوله معرفة كيف وصل إلى هذا المكان.

خرجت من صدمتها تلك عندما سمعته يتحدث موجهاً حديثه إلى كلاً من ميار و اميره اللتان لا تزال اعينهم متسعه بالصدمه و الذهول
=داغر الدويري جوز داليدا...
تناولت ميار يده سريعاً مصافحه اياه هاتفه بصوت متلعثم
=داغر الدويري، داغر الدويري نفسه صاحب شركات الحديد و الصلب،؟!

اومأ لها داغر مبتسماً بينما يفلت يدها و يصافح اميره من ثم التف إلى ثائر الذي كان يتابع ما يحدث بوجه محتقن بالغضب و الغيره فقد كان يعتقد ان داليدا قد تزوجت شخصاً عادياً يستطيع التغلب عليه عندما تصبح تعمل بشركته و يحصل عليها لنفسه فقد كان يحبها منذ اول مره رأها بها بالجامعه لكن فشلت جميع محاولاته للتقرب منها حيث اختفت بعد شهر واحد من بدأ الدراسه ثم اصبح يراها بفترة الامتحانات حيث كانت تضطر إلى الحضور كما انه حاول الاتصال بها اكثر من مره لكنها تجاهلت اتصالاته تلك...

مد داغر يده و صافح ثائر ذو الوجه المكفهر فلم يستطع داغر مقاومه الضغط بقوه زائده على يده مما جعل ثائر يسحب يده صارخاً متألماً...
من ثم وضع يده برفق على ذراع داليدا ساحباً اياها منه بلطف حتى وقفت على قدميها امامه احاط خصرها بذراعه قائلاً بهدوء ينافي الغضب المشتعل بداخله...
=مش يلا يا حبيبتي، علشان الوقت اتأخر...

اومأت له داليدا بصمت شاعره بالتوتر يملئ المكان من حولهم كما لاحظت وجه ميار المحتقن بالغضب التي كانت ترمقها بنظرات تملئها الغل و الحقد...
رغبت داليدا رغم ذلك بالضحك فلم يكن هناك اجابة تستحقها على سؤالها اكثر من حضور داغر بنفسه فقد كانت القوه و الرجوله و النفوذ يبنبثقون من كل خليه من خلايا جسده الصلب...
انحنت داليدا تلتقط حقيبتها عندما سمعت ميار تغمغم بخبث.

=زي ما اتفقنا يا داليدا ثائر هيشوفلك وظيفه في شركته متقلقيش.
شعرت على الفور بجسد داغر يتصلب خلفها فور سماعه تلك الكلمات بينما اشتدت قوه قبضته الممسكه بذراعها مما جعلها تتأوه بألم بصوت منخفض.
لتكمل ميار محاوله اثارة الشك داخل داغر
=مش فاهمه ازاي عايزه تشتغلي في شركة ثائر، و سوري يعني داغر بيه عنده شركات كتير طبيعي تشتغلي معاه، زي ما انا شغاله مع ثائر خطيبي كده...

همت داليدا بالرد عليها لكنها صمتت عندما قام داغر بالرد عليها بهدوء بينما يحيط خصر داليدا بذراعه ضامماً اياها اليه ليصبح ظهرها يستند إلى صدره الصلب
=و الله عندك حق يا ميار هانم، انا فعلاً عرضت على داليدا تمسك شركه من شركاتي...
ليكمل بذات الهدوء و ابتسامه ملتويه موتسم على شفتيه
=بس اعمل ايه دماغها ناشفه رفضت علشان مبتحبش الوسطه يعني مش عايزه تتعين في شركه مخصوص علشان هي مرات او...

ليكمل باقي جملته ضاغطاً على حروف كلماته بطريقه ذات معني
=او خطيبة صاحب الشركة...
احمر وجه ميار فور سماعها كلماته الموحيه تلك ادارت عينيها نحو ثائر تنتظر من ان يجيب عليه بانها ذات كفاءه بالعمل و ينقذ موقفها الحرج لكنها وجدته جالساً بصمت و فوق وجهه يرتسم الاقتضاب و الغضب لذا صمتت حتى لا تسبب باحراج ذاتها اكثر من ذلك فهي لن تستطع التعامل مع شخص بقوة و مكانة داغر الدويري...

اشتعلت نيران الغيره بداخلها لا تصدق بان داليدا اصبحت زوجة اكبر رجل اعمال بالبلد...

ادار داغر داليدا بين ذراعيه لتصبح مواجهه له ليلاحظ عال الفور الفرحه المرتسمه بعينيها ليعلم بان تلك الحقيره التي تدعي ميار كانت تضايقها طوال جلستهم سوياً غمغم داغر بينما يحاول عدم التأثر بفرحتها تلك فلا يزال نيران الغضب تشنعل بداخله كبركان ثائر لا يصدق انها خالفت كلامه و خرجت بعد ان اكد عليها بعدم الخروج، بالاضافه إلى خروجها بدون حراسه، و ما زاد غضبه اكثر و اكثر ذلك الاحمق الجالس على الطاوله يتأملها كما لو انه لا يوجد امرأه غيرها بهذه الحياه.

احاط كتفيها بيده بينما يغادروا الطاوله متجهين نحو خارج المطعم لكن اوقفهم صوت ثائر الذي انتفض واقفاً هاتفاً بارتباك
=ثانيه واحده يا داليدا...
نهض سريعاً متجهاً نحوهم موجهاً حديثه إلى داليدا بينما يتجاهل مداغر تماماً كما لو انه غير موجود
=ممكن اتكلم معاكي، دقيقتين على انفراد...
لم يشعر داغر بنفسه الا و هو يقبض على عنق قميصه يجذبه منه بقوه مزمجراً بشراسه
=علي انفراد،؟! ليه شايفني قدامك ايه بالظبط.

غمغم ثائر بغضب بينما يحاول التراجع بعيداً عن قبضته
=لو سمحت يا داغر بيه، انا مكلمتكش انا بكلم داليدا و اعتقد انها تقدر ترد بنفسها فياريت متتدخلش بنا...
فقد داغر السيطره على اعصابه و اندفع نحوه لاكماً اياه بقوه في وجهه منتهزاً الفرصه حتى يخرج غضبه من ذاك الاحمق الذي كان يثير اعصابه منذ ان دخل إلى هذا المكان و رأي نظراته لداليدا.

سقط ثائر على الارض بقوه من شدة اللكمه مما جعل ميار تركض نحوه صارخه بفزع بينما اندفع داغر نحوه يهجم عليه مره اخري لكن اندفعت داليدا واقفه امامه تضع يدها فوق صدره هاتفه بذعر
=علشان خاطري. كفايه. كفايه يا داغر...
كان يهم داغر بتنحيتها جانباً و الهجوم على ثائر الذي كان لا يزال يفرتش الارض لكنه توقف مكانه عندما لاحظ الخوف المرتسم على وجهها مما جعله يتراجع على الفور مما كان ينوي فعله...

قبض على يدها من ثم التف مغادراً المكان جاراً اياها خلفه...

بعد نصف ساعه...
كانت داليدا و اقفه بمنتصف الغرفه تعقد ذراعيها اسفل صدرها بينما تتطلع بحده نحو داغر الواقف امامها تنبثق من عينيه شرارت الغضب
=برضو مش عايزه تجاوبي على سؤالي...
ليكمل بقسوه و قد استفزه برودها الذي تتعامل به معه منذ تركهم للمطعم.
=الواد ده كان في حاجه بينك و بينه قبل كده،؟!
زفرت داليدا بغضب مجيبه اياه بحده و قد خرجت من برودها
الذي كانت تصر ان تتعامل به معه
=انت مستوعب. انت بتقول ايه...

قاطعها داغر بحده بينما يقترب منها و نيران الغيره تحرق قلبه، تمزقه
=ايه مخدتيش بالك من بصاته ليكي، و لا معاملة صاحبتك ليكي اللد كانت زي الزفت كل اللي كان قاعد لاحظ نظراته الوسخه ليكي...
احمر وجه داليدا بقوه فقد لاحظت ايضاً نظراته تلك لكنها فضلت تجاهلهاغمغمت بارتباك بينما تتصنع انشغالها بفك حجابها.

=مكنش فيه حاجه بيني و بينه اكتر من انه ايام الجامعه كان عايز يرتبط بيا و انا رفضت. بس كنا في سنه اولي يعني كنا عيال
قاطعها داغر بقسوه بينما روحه تتلوي على جمر الغضب و الاحتراق بالغيره فور تأكده من ظنونه
=و انتي بقي كنت عايزه تشتغلي معاه في شركته مش كده...
ليكمل بشراسه و عينيه ملبده بغضب عاصف
=علي جثتي انك تشتغلي عند واحد وسخ زي ده. كان بياكلك بعينيه...

قاطعته داليدا بحده بينما تلقي بحجابها على احدي المقاعد.
=اولاً انا مكنتش اعرف ان الشركه اللي اميره جيبالي فيها الشغل بتاعته...
لتكمل مقتربه منه ناكزه اصبعها في صدره بقسوه
=بعدين انا اشتغل في المكان اللي يعجبني، و انت مش من حقك تدخل اصلاً، لتكون فاكر نفسك جوزي بجد عمال تتأمر و تديني اوامر و ت...

لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بفزع عندما قبض على ذراعها جاذباً اياها نحوه ليصطدم جسدها بجسده الصلبه بقسوه مؤلمه مزمجراً بشراسه
=انا جوزك غصب عنك و عن اي حد...
ليكمل بقسوه بينما عينيه تضيق عليها بغضب
=و مفيش شغل لا عنده ولا عند غيره، فاهمه...
ضربته داليدا بقبضتها في كتفه هاتفه بشراسه
=لا مش فاهمه. و مش بمزاجك...
قاطعها بعنف و تعبيرات وحشيه ترتسم بقسوه على وجهه.

=لا بمزاجي، و افتكري ده كويس محتاجه فلوس تاخدي مني، و لو قصرت معاكي في حاجه وقتها ابقي اطلعي اشتغلي...
ظلت تطلع اليه عدة لحظات بصمت قبل ان تقرر بالنهايه بانها سوف توافقه فهي بكل الحالات لن تعمل لدي ثائر بعد ماحدث اليوم من ميار خطيبته و ايضا ما حدث بينه وبين داغر و لكنها ستجعله يعض انامله ندماً على قراره هذا...
غمغمت بينما تحاول ان تبتعد عنه بحده.

=تمام اللي تشوفه، ممكن بقي تبعد عني و تبطل كل مره تعقد تلمسني بالطريقه دي.
لتكمل بحده و قسوه
=ياريت متلمسنيش تاني
دفعها داغر بعيداً محرراً اياها من بين ذراعبه قائلاً بحده
= اديني بعدت عنك، و مش هلمسك تاني
ليكمل بسخريه لاذعه و هو ينزع سترته و يلقيها على الفراش
=احسن تكوني فاكره اني هموت علشان المسك ولا حاجه...
هتفت داليدا بغضب و قد استفزتها سخريته منها بتلك الطريقه
=انت بتتكلم كده ليه معايا...

تجاهلها متجهاً نحو الخزانه مخرجاً منها الملابس الخاصه بالنوم بينما يهمهم بسخريه كما لو انه يحدث نفسه في محاوله منه لاستفزازها ليخفف من حده مشاجراتهم السابقه
=ليكون هلمس الاميره ديانا. و انا معرفش...
اندفعت داليدا نحوه هاتفه بشراسه و غضب من سخريته منها بهذا الشكل...
=لا و حياتك ده انا احلي من الاميره ديانا بتاعتك...
استدرا داغر اليها يتطلع اليها عدة لحظات ببرود كما لو كان يتفحصها قبل ان يغمغم بهدوء.

=مفيش فيكي حاجه حلوه غير شعرك، حتى ده لونه بيفكر الواحد بنار جهنم...
قاطعته داليدا بغضب بينما تتناول حقيبتها من الارض ملقيه اياه بها لتصطدم بصدره العاري
=نار جهنم دي اللي هتتشوي فيها ان شاء الله...

لم يجيبها و اتجه نحو الفراش مستلقي فوقه متناولاً اللاب توب الخاص به متصنعاً بالنظر اليه بينما يحاول السيطره على تلك الضحكه المتصاعده بداخله فقد نجح باستفزازها. فقد كان يكذب حتى يثير حنقها فهي بالنسبه اليه اجمل امرأه في العالم باكمله. و لا يوجد امرأه يمكن ان تضاهي جمالها بعينه.

راقبها بطرف عينيه وهي تجذب شئ من خزانة ملابسها قبل ان تتوجه إلى غرفة الحمام و هي تهمهم بصوت منخفض بكلمات غاضبه غير مفهومه...
بعد عدة لحظات...
كانت داليدا واقفه امام المرأه التي بغرفه الحمام تتفحص مظهرها بقميص النوم الذي اختطفته من خزانتها في ثورة غضبها مصممه ان تريه جمالها الذي ينكره فقد جرحها عدم رؤيته لها جميله كما قال اخذت تتطلع بشك إلى شعرها احقاً لونه بشع كما قال...

هزت رأسها بقوه معنفه نفسها كيف امكنها جعله ان يهز ثقتها بنفسها فالشئ الوحيد الذي كانت متأكده منه طوال حياتها بانها ذات جمال يدير رأس من يراها...
اخذت تتفحص قميص النوم المنسدل على جسدها باغراء برغم عدم عريه المبالغ.
من ثم قامت بفك شعرها الحريري من عقدته لينسدل فوق ظهرها كشلال من النيران قبل ان تستدير و تتجه نحو باب الغرفه مغمغمه بسخريه
=خالينا نشوف هتعمل ايه، لما تشوف شعر جهنم يا داغر بيه...

كان داغر لا يزال يتفحص احدي عقود الصفقات التي سيناقشها غداً مع الوفد الايطالي عندما رأي داليدا تخرج من الحمام ترتدي قميص نوم جعل الدماء تغلي غروقه فقد كان ينسدل على جسدها مظهراً جمال قوامها الذي كان دائماً يخطف انفاسه مظهراً لونه الاحمر القاني روعة بشرتها البيضاء الكريميه...
رغب بان ينهض من الفراش و يجذبها بين ذراعيه يفترس جمالها هذا لكنه حاول السيطره على نفسه حتى لا يخيفها...

صعدت داليدا إلى الفراش بجانبه و هي تشعر بالخجل من فكرتها الحمقاء تلك شاهدت داغر عينيه مسلطه عليها كما لو كان يرغب بأكلها حيه، مما جعل السعادة تتقافز بداخلها...
تنحنح داغر قبل ان يغمغم بصوت خشن من اثر الصراع القائم بداخله
=ايه اللي انتي لابساه ده يا داليدا...
هزت كتفيها مجيبه اياه ببرود
= ايه، حرانه.

ضغط داغر على اسنانه مطبقاً فكيه بقوه بينما يقبض على يديه بجانبه مقاوماً حاجته المميته للمسها مغمغماً بصوت خشن
=حرانه ازاي و درجة الحراره 5°.
اجابته داليدا بهدوء و هي لازالت تتصنع البرود بينما تعدل من قميص النوم حول جسدها
=مش عارفه مالي النهارده...
لتكمل بينما تجول بعينيها في المكان كما لو كانت تبحث عن شيئاً ما
=موبيلي فين، صحيح؟!

اردفت سريعاً عندما وقع نظرها عليه موضوع فوق الطاوله التي بجانب داغر من الفراش
=اها اهو...
انحنت بجسدها على الفراش محاوله التقاط هاتفها مما جعل جسدها يحتك بجسد داغر المتصلب...
لكن و قبل ان تدرك ما يحدث وجدت نفسها مستلقيه على ظهرها و داغر الذي فقد السيطرة على تحكمه يقبع فوقها يحاصرها بجسده الصلب حاولت التحدث لكن اطبق داغر على شفتيها بشفتيه مستولياً عليها في قبله حارقه.
استجابت بشغف إلى قبلته تلك.

ظلوا عدة لحظات على حالتهم تلك.
شعرت بقبلتهم تلك ستتحول إلى شئ اخر مما جعلها تتراجع إلى الخلف بخوف من ان يفقدوا السيطره على الوضع...
ابتعد عنها داغر لاهثاً عندما شعر بخوفها و رفضها هذا طبع على جبينها قبله رقيقه قبل ان يتركها و يستلقي على ظهره واضعاً ذراعه فوق عينيه بينما يحاول التقاط انفاسه المتسارعه.

بينما جذبت داليدا بيد مرتجفه الغطاء فوق جسدها بينما هي الاخري تحاول التقاط انفاسها معنفه نفسها بقوه على ضعفها نحوه فهي كانت ترغب بمشاغبته فقط و ليس ان تستسلم لقبلته و لمساته بهذا الشكل...
بعد ان هدأت و استقرت انفاسها التف اليه قائله سريعاً قبل ان تخونها شجاعتها
=عايزه الكريدت بتاعتك...

نزع ذراعه من فوق عينيه مستديراً اليها و قد تسلطت نظراته بحوع على الجزء العلوي من قميص نومها قبل ان يهز رأسه ويبعد نظره بعيداً
= ليه،؟!
اجابته بينما تجذب الغطاء سريعاً حتى عنقها لاعنه نفسها لارتداءها قميص النوم هذا
=عايزه اشتري شوية حاجات، و اعتقد انك لسه قايل اللي عايزاه هتجبهولي و مادام انت رفضت ان اطلع اشتغل...
اسرع داغر بوضع اصبعه فوق فمها مغمغماً
=ششش، اقفلي الراديو اللي مش هيتقفل النهارده دا...

راقبته داليدا بينما ينحني جاذباً حافظته من فوق الطاوله التي بجوار الفراش اخرج منها بطاقه الكريدت الخاصه به من ثم عاد اليها مره اخري مناولها اياها
=اتفضلي. يا ستي ادي الكريدت هاتي اللي انتي عايزاه...
اخذت تطلع نحوه باعين متسعه بالصدمه لا تصدق بانه وافق بهذه السهوله فقد كانت تتوقع ان يرفض اعطاءها اياها
همست بارتباك بينما تضع البطاقه اسفل وسادتها
=اجيب اي حاجه انا عايزها متأكد؟!

اومأ لها بالايجاب مما جعلها تعيد بشك
=اي حاجه، اي حاجه
اومأ لها مره اخري مغمغماً بصبر بينما ينحني عليها مقبلاً جانب عنقها بحنان
=هاتي كل اللي نفسك...
من ثم جذبها اليه محتضاً اياها بقوه بين ذراعيه دافناً وجهه بعنقها هامساً بالقرب من اذنها بصوت اجش
=علي فكره انتي بالنسبالي احلي من الاميره ديانا. و اجمل واحده في العالم كله.

دفنت داليدا وجهها بصدره حتى تخفي الابتسامه المشرقه التي ملئت وجهها بينما الفرحه تتفافز بداخلها
ليكمل مقبلاً اسف اذنها بشغف
=تصبحي على خير يا شعلتي...
اجابته داليدا بصوت منخفض بينما تحيط خصره بذراعها
=و انت من اهله.
ثم اغلقت عينيها براحه لتستغرق بالنوم و الابتسامه لازالت تملئ وجهها...

في ذات الوقت في غرفه شهيره كانت نورا جالسه بجانب شقيقتها على الاريكه تشاهدان التلفاز حيث اصرت شهيره عليها بان تقضي الليله معها حتى لا تبقي بمفردها حيث كان طاهر لا يزال مسافراً.
التفت نورا إلى شهيره لتجدها مقتضبه الوجه شارده كما لو كانت تفكر في شئ هام.
غمغمت بينما تتناول القليل من الفشار
=في ايه مالك يا شهيره، سرحانه في ايه.؟!
ادارت شهيره رأسها نحوها تطلع اليها عدة لحظات بصمت قبل ان تجييها.

=بصراحه كلام داليدا مرات داغر انها ممكن تكون حامل ده مقلقني و مخوفني.
هزت نورا راسها قائله وهي لا تفهم ما تعنيه شقيقتها
=ليه بقي،؟!
اجابتها شهيره بعصبيه بينما تغرز اظافرها في كفة يدها
=الحبوب اللي خليت مروه تدهالها بقالها اكتر من اسبوع دي غلط و ممكن تعملها مصيبه...
هتفت نورا بحده بينما تضع الصحن من يدها بقوه على الطاوله
=طيب ما تعملها ولا تولع فيها و انتي مالك
التفت اليها شهيره قائله بحده.

=مالي ازاي، انا وافقتك وخليت مروه تحطلها الحبوب دي في العصير كل يوم لمده اسبوع بس...
لكن اكتر من كده لا يا نورا خصوصاً انها ممكن تبقي حامل و ممكن تت...
قاطعتها نورا بنفاذ صبر
=خلاص. خلاص اعملي اللي انتي عايزاه
اومأت شهيره برأسها بينما تتناول هاتفها متصله بمروه التي امرتها ان تاتي إلى غرفتها بالحال...
بعد عدة دقائق.
غمغمت مروه و هي تتثائب
=يعني حضرتك يا هانم عايزاني اوقف الحبوب اللي بحطها لست داليدا...

اجابتها شهيره بحده
=ايوه. ايه هقولهالك 100 مره...
اومأت مروه قائله بخضوع
=انا بتأكد بس من حضرتك تؤمريني بحاجه تانيه...
اشارت لها شهيره بيدها ان تنصرف. لتغادر على الفور الغرفه بينما انتفضت نورا واقفه نظرت اليها شهيره باستفهام اجابتها بينما تتجه نحو الباب...
=نسيت اخد حبوب الفيتامين هجيبها بسرعه من اوضتي و هاجي انتي عارفه ان لازم اخدها بانتظام علشان البيبي.

اومأت لها شهيره بينما تزفر براحه فقد كان قلقها من الامر كاد ان يقتلها...
اسرعت نورا بالركض خلف مروه التي لحقت بها في اخر الممر هاتفه باسمها مما جعلها تستدير اليها...
اشارت نورا لها ان تتبعها إلى غرفتها ليدخلون الغرفه بصمت
اتجهت نورا إلى خزانتها مخرجه منها مبلغ ليس بقليل من المال واضعه اياه بين يدي مروه التي اتسعت عينيها بذهول
=الحبوب اللي شهيره قالتلك توقفيها تستمري عليها.

نزعت مروه عينيها عن المال مغمغمه بارتباك
=بس شهيره هانم قالتلي...
قاطعتها نورا قائله بحده
=شهيره هانم مش هتعرف حاجه عن الكلام ده، ده بيني و بينك بس مفيش اي مخلوق يعرف عنه حاجه فاهمه...
اومأت مروه رأسها بالموافقه بلهفه و عينيها مسلطه بجشع على المال الذي بين يديها قبل ان تخرج من الغرفه بعد ان صرفتها نورا من ثم اتبعتها هي الاخري خارجه من غرفتها لتتجه نحو غرفة شهيره بهدوء كما لو انها لم تفعل شئ...

في اليوم التالي...
كان داغر جالساً بمكتبه يراجع بعض الاوراق عندما ارتفع رنين هاتفه ليجد ان المتصل صلاح المنوفي مدير البنك الذي يتعامل معه اجاب عليه ليصل اليه صوت صلاح الوقور
=داغر باشا. ازي معاليك يا فندم.
اجابه داغر بهدوء ليردف بعدها صلاح
=انا بتصل علشان اعرف حضرتك ان تم وقف الكاريدت الخاصه بحضرتك...
غمغم داغر بحده
= ليه،؟!
اجابه صلاح بارتباك و خوف من ردة فعله.

=حصلت تعاملات بها كتير بمبالغ كبيره في وقت ميتعداش الساعتين، و ده خالنا نشك و نوقفها لحد ما نتأكد ان حضرتك عندك علم بالتعاملات دي
تذكر داغر على الفور بانه قد اعطاها لداليدا بليلة امس حتى تشتري بعض الاشياء
=كام المبلغ اللي اتصرف،؟!
اجابه صلاح بعد ان تفحص اللاب توب الخاص به
=8 مليون و 200 الف يا فندم...

شعر داغر بالصدمه فور سماعه المبلغ غير مستوعباً كيف لداليدا ان تنفق مثل هذا المبلغ في وقت قصير بهذا الشكل
اردف صلاح بهدوء
=حضرتك احنا وقفناها لان التعاملات مريبه و ممكن نتبع الكاريدت لو...
قاطعه داغر قائلاً بهدوء
=لا عيد تشغلها تاني، مفيش مشكله.
ثم شكره على اهتمامه قبل ان يغلق معه. القي هاتفه على المكتب هاتفاً بحده
=المجنونه دي. صرفت 8 مليون في ايه...

من ثم تناول هاتفه مره اخري متصلاً بها لكنها لم تجب مما جعله يزفر بحنق عالماً انها قاصده عدم الاجابه عليه...
ارتفع رنين هاتفه الخاص مره اخري ليجيب عندما وجده رقماً غريباً ليصل اليه صوت امرأه
=الو معايا داغر بيه الدويري
اجابها داغر باقتضاب لتكمل قائله
=مع حضرتك ميساء التهامي رئيسه جمعية السلام الخيريه حبيت اشكر حضرتك على المبادره الانسانيه لحضرتك...
قاطعها داغر مغمغماً بارتباك
=مبادرة ايه، مش فاهم.

اجابته ميساء بهدوء وصوتها يتخلله الفرح
=مدام حضرتك داليدا هانم الراوي زارت الجمعيه النهارده و اتبرعت باسمك بمليون جنيه...
وانا حبيت اشكر حضرتك شخصياً...
شعر داغر بالصدمه فور سماعه كلماتها تلك و هو لا يصدق ما فعلته داليدا، اجابها بهدوء بان هذا واجبه و لا داعي للشكر من ثم اغلق معها...

من ثم توالت عليه الاتصالات من جمعيات خيريه مختلفه و اكثر من دار للايتام. و جمعيات خاصه بانقاذ الحيوانات والمستشفيات الخيريه يشكرونه على المبالغرالتي تبرع بها بعد زيارة زوجته لهم...
مما جعله بالنهايه يضطر ان يغلق هاتفه و عقله يكاد ان ينفجر منه
اختطف مفاتيحه مغادراً المكان بينما يحاول الاتصال من خلال هاتفه الاخر محاولاً الوصول إلى داليدا التي تجاهلت اتصالاته مره اخري...

صعد إلى سيارته امراً السائق بان يقود إلى المنزل من ثم قام بالاتصال بالحرس المسئول عن حمايتها
=اديني داليدا هانم،؟!
غمغم الحارس بارتباك و هو يتطلع نحو داليدا التي كانت تشير اليه بان يخبره بانها مشغوله ولا تستطيع محادثته الان
=داليدا هانم، داليدا هانم مش هتقدر تكلم مع حضرتك اصلها بتقيس فستان و...
صاح به داغر بشراسه و قد اشتعلت نيران الغيره والغضب بصدره فور سماعه كلماته تلك.

=و انت بتعمل ايه معها وهي بتقيس الفستان،؟!
اجابه الحارس على الفور وقد ادرك حماقة كلماته التي تفوه بها
=لا يا باشا انا واقف برا المحل. لكن هي جوا...
زفر داغر بسخط قائلاً بحده
=بلغها انها قدامها 10 دقايق وتبقي قدامي في البيت...
همهم الحارس بالازعان و ظل منتظراً عدة لحظات على الهاتف حتى تأكد من اغلاق داغر للخط قبل ان يستدير إلى داليدا الجالسه بالمقعد الخلفي للسياره.

=داليدا هانم انتي خلتيني اكدب على داغر باشا و دي اول مره اعملها.
تلملمت داليدا في مقعدها قائله بارتباك محاوله الكذب فهي لن تستطيع اخباره انها خائفه من مواجهته بعد ما فعلته بامواله
=معلش يا محمود. اصل بحضرله مفاجأه و مش عايزاه يعرف عنها حاجه...
تبدل اقتضاب وجه محمود إلى ابتسامه واسعه فور سماعه كلماتها تلك
=خلاص مدام كده، مش مهم بس هو قالي اعرفك انك تبقي في البيت خلال 10دقايق...

اومأت رأسها بالموافقه فهم على وشك الوصول إلى المنزل بأي حال...
بدأت بوضع خطه من اجل هروبها منه فسوف تدخل من الباب الخلفي للقصر وتصعد إلى غرفتها مغلقه عليها الباب حتى تتجنب غضبه هزت رأسها باقتناع بخطتها الساذجه تلك...
بعد قليل...
دلفت داليدا من الباب الخلفي للقصر و الذي يؤدي إلى غرفة المخزن الخاص بالادوات الزائده...

تسحبت بخطواتها إلى داخل المخزن متجهه نحو الباب الذي يؤدي إلى الممر الداخلي للقصر تتفحصه خائفه من ان يكون داغر واقفاً بالبهو الداخلي حيث كانت سيارته مصفوفه بالخارج عند وصولها...

و جدت. المكان خالي و لكن ما ان همت بالخطو خارج المخزن إلى الممر شعرت بيد تحيط خصرها جاذبه اياها إلى الخلف ليستند ظهرها إلى صدر صلب مما جعلها تصرخ بفزع لكن وضع مهاجمها يد فوق فمها كاتماً صرختها تلك لتسرع داليدا بالقبض على يده تلك باسنانها تعضها بقسوه...

لكنها افلتت يده من اسنانها عندما سمعت صوت داغر الذي يغمغم بغضب بينما يديرها نحوه لتصبح مواجهه له منفضاً بقوه يده التي كانت تظهر بها جيداً علامة اسنانها
=الله يخربيتك انت ايه، اكلة لحوم بشر.
غمغمت داليدا و قد احمر وجهها بالخجل ممسكه بيده مدلكه اثر عضتها
=اسفه و الله مكنتش اقصد...
لتكمل بحده بينما لازالت تدلك اثر عضتها من يده
=بعدين انت السبب. انت اللي كل مره تخضني...

احابها داغر بحده محاولاً عدم التأثر بلمستها الرقيقه فوق يده
=انا السبب برضو. انا اللي داخل اتسحب برضو من باب المخزن زي الحراميه.
ليكمل بحده متسائلاً
=ايه اللي خالاكي تدخلي من هنا،؟!
اشتعل وجه داليدا بالخجل بينما تجيبه هامسه بصوت مرتجف
=بصراحه كنت بحاول اهرب منك.
ارتجفت شفتي داغر بابتسامه فور سماعه كلماتها تلك و قد رق قلبه فور ادراكه انها كانت تحاول الهرب منه...

فهو قد وصل قبلها بعدة دقائق و كان يتابع الباب الامامي من خلال الكاميرا على هاتفه منتظراً وصولها و عندما وصلت لم تدخل من الباب الامامي بل استدارت لخلف القصر ليدرك انها سوف تدلف من الباب الخلفي ليتبعها على الفور...
احاط خصرها بذراعه جاذباً اياها اليه ضامماً جسدها إلى جسده الصلب
=و كنت بتهربي مني ليه بقي...
وقفت تنظر اليه بصمت دون ان تجيبه غارزه تسنانها بشفتيها.

و هي تشعر بالخجل مما جعله يمرر ابهامه على شفتيها محرراً اياها من بين اسنانها مغمغماً بلطف يتخلله بعض المرح
=سيبي شفايفك، ايه مش مكفيكي اللي عملتيه في ايديا...
ليكمل بينما يمرر اصبعه فوق شفتيها بلطف
=مقولتليش كنت بتهربي مني ليه بقي.؟!
اطلقت داليدا تنهيده منخفض بينما ترجع رأسها للخلف محاوله عدم التأثر بلمساته تلك التي تشعل النار بجسدها مغمغمه بصوت منخفض
=علشان صرفت فلوس كتير...

لتكمل سريعاً واضعه يدها فوق صدره
=عارفه انك اكيد مضايق. و بصراحه عندك حق انا زودتها انا كنت بحاول اضيقك ومحستش بالمصيبه اللي عملتها الا لما جيت ادفع اخر مبلغ لدار المسنين و اكتشفت ان الفلوس في الكريدت خلصت...
همست بصوت متكسر و عينيها محتقنه بالذموع
=انا اسفه و الله يا داغر انا عارفه اني استاهل اي عقاب تحكم به...

رفع داغر وجهها اليه ممرراً اصابعه برفق فوق وجنتيها بينما يتطلع اليها بنظره متفحصه عميقه قبل ان يخفض رأسه و يتناول شفتيها في قبله لطيفه بينما يمرر يده فوق ظهرها بحنان
من ثم حرر شفتيها ببطئ حتى يتيح لها التنفس مسنداً جبهته فوق جبهتها متشرباً بشغف انفاسها المتعثره
=هو ده عقابي ليكي...
ليكمل هامساً بصوت دافئ بينما يغرق وجهها بقبلات رقيقه حنونه
=ده لو هتعتبريه عقاب يعني...
اتسعت عين داليدا هامسه بصدمه.

=هو انت مش مضايق و لا زعلان مني،؟!
قام بنزع حجابها محرراً شعرها من عقدته لينسدل فوق ظهرها كالنيران المشتعله اخذ يمرر يده به متنعماً بملمسه الحريري بين اصابعه قبل ان يجيبها بصوته الاجش.
=ازعل منك، لو الفلوس دي ضيعتيها في حاجات مالهاش لازمه، لكن انتي صرفتيها في المكان الصح. انتي عارفه كام جمعيه و مستشفي خيريه كلموني النهارده...
ليكمل مبتسماً عندما رأي خديها الذي اشتعل بهم نيران الخجل.

= يلا و رينى بقي اشتريتي ايه لنفسك...
اومأت مخفضه رأسها بينما تبحث بحقيبة يدها لتخرج منها شئ رفعته امام وجهه ضاغطه على شفتيها بقوه...
تفحص داغر الشئ الذي تمسكه بيدها ليتضح له انها صندوق لفرشاة اسنان جديده تناولها منها باطراف اصابعه مغمغماً بحذر
=ايه ده يا داليدا...
اجابته هامسه بصوت مختنق بالضحك عالمه بانه كان يعتقد انها قامت بالتسوق وشراء ملابس خاصة بعد اخبار محمود الحارس له انها تقيس احدي الفساتين.

=اللي اشتريته
غمغم بحده بينما يقبض على الفرشاه بيده
=انتي بتهزري، مش كده فين اللي اشترتيه، فين اللبس و الحاجات اللي كان نفسك تجبيها،!
تنحنحت داليدا هامسه بصوت منخفض
=ما انا مش محتاجه حاجه انا قولت كده بس علشان اعمل فيك المقلب ده و اصرف فلوس كتير علشان اضايقك...
لتكمل مغمغه تسأل السؤال الذي تخاف كثيرا من اجابته
=هو انا صرفت كام،؟!
اجابها داغر بينما لا يزال يشعر بالاحباط لعدم شراءها شئ لنفسها.

=8 مليون و 200 الف
شهقت داليدا بصوت مرتفع واضعه يدها على فمها هامسه بصدمه
=يا خبر اسود...
لتكمل مغمغمه بعد عدة لحظات كما لو وصلت إلى حلاً ما
=بص انت تعتبرهم زكاة السنه كلها.
لم يستطع داغر التحمل اكثر من ذلك لينفجر بالضحك فقد كانت تحاول ايجاد حل يخفف من اثار فعلتها. ضمها اليه مقبلاً جانب عنقها برقه هامساً باذنها محاولاً تخفيف الامر عنها
=فداكي مال الدنيا كلها، خلاص انسي اللي حصل...

شعرت داليدا برجفه تمر بجسدها فور سماعها كلماته الحانيه تلك فقد كانت تتوقع ان ينفجر بوجهها كاعصار من الغضب. لكنه كان عكس ذلك تماماً.
خرجت من افكارها تلك عندما رفع داغر رأسه عن عنقها و قام بعقد حجابها حول رأسها مره اخري قائلاً
=يلا تعالي نطلع من هنا...
من ثم جذبها واتجه خارجاً إلى البهو الداخلي للقصر...

ليجد شهيره و نورا جالستان كل منهما منشغله بالهاتف الذي بين يديها لكن فور رؤيتهم لهم انصب اهتمامهم عليهم...
اخذت عينين شهيره تتفحص يد داليدا الخاليه من الحقائب التي كانت تتوقع ان تعود محمله بهم ملئ يديها بعد ان اخبرتها فطيمه والدة داغر بانها ذهبت للتسوق
غمغمت بسخريه دافينه
=اومال فين الحاجات اللي اشترتيها ياداليدا،؟!

اجابتها داليدا التي عانقت ذراع داغر بيديها متشبثه به بينما تضم جسدها اليه مرمقه بطرف عينيها بنظره شامته نورا التي كانت تحدق بهم باعين تلتمع بالغيره و الحقد
=ملقتش حاجه عجباني...
لتكمل بينما تشدد جسدها إلى جسد داغر معانقه اياه بقوه
=علشان كده دغوري قالي انه هيخدني مخصوص فرنسا و اعمل شوبنج هناك...
من ثم ارتفعت على اطراف قدميها مقبله خده هامسه بدلال
=صح يا حبيبي،؟!

احاط داغر خصرها بذراعه مقرباً اياها منه بينما يتطلع اليها بشغف متمنياً لو ان يكون. حقاً سبب ما تفعله الغيره عليه، اجابها بهدوء
=صح يا حبيبي...
ليكمل دافعاً اياها نحو الدرج
=يلا اطلعي انتي غيري هدومك و ارتاحي، و انا هرجع الشركه عندي شغل كتير مستنيني...
اومأت داليدا برأسها قائله بذات الدلال الذي يكاد ان يطيح عقله
=تمام بس متتأخرش، عليا...
قبل جبينها بحنان وهو يغمغم بصوت منخض بالقرب من اذنها.

=حاضر يا شعلتي، مش هتأخر عليمي
صعدت داليدا الدرج و على وجهها ترتسم ابتسامه حقيقيه بسبب اهتمامه الواضح بها والذي كانت متأكد بانه ليس له علاقه بوجود ابنتا عمته
راقبت نورا داليدا الصاعده الدرج وهي تعض قبضة يدها بغيظ و الغيره تتأكلها...
قبضت شهيره على يدها مبعده اياها عن فمها قائله بقلق و هي تراقب وجه شقيقتها المحتقن وانفاسها المتسارعه
=اهدي يا نورا شويه مش كده، كده غلط عليكي و على البيبي...

هتفت نورا بحده بينما تشير بيدها إلى الدرج الذي كانت داليدا تصعده منذ قليل
=انتي مش شايفه المسخره اللي بيعملوها، ده انا كنت مخطوباله اكتر من 3 سنين وعمره ما حضني ولا دلعني ربع الدلع اللي بيدلعوهالها البت دي ايه لحست دماغه، بقي مش همه مين واقف قدامه وعمال يدلع فيها وهي تتسهوك عليه كده عادي...
غمغمت شهيره بصوت خافض بعض الشئ بينما تتطلع نحو شقيقتها بتردد.

=من اللي انا شايفاه، انه بيحبها يا نورا، و مش حب عادي كمان ده...
قاطعتها نورا هاتفه بشراسه بينما تنتفض واقفه بغضب
=جري ايه يا شهيره، انتي بتحرقي دمي انتي كمان...
لتترك المكان مغادره بخطوات مشتعله بالغضب و هي تهمهم بكلمات غاضبه ساببه داليدا بافظع الالفاظ...

بعد عدة ساعات...
وقفت داليدا فوق سطح القصر تضع التلسكوب الخاص بها معده اياه حتى تتابع خسوف القمر الذي سيبدأ بعد اقل من 5 دقائق...
عندما بدأ هاتفها بالرنين زفرت بحنق بينما تخرجه فهي لا تريد شئ ان يعطلها حتى لا تفوت هذا الخسوف الذي يسميه البعض بالخسوف الدموي...
اجابت سريعاً عندما وجدت ان المتصل داغر الذي لم يعد حتى الان من العمل وصل اليها صوت داغر الغاضب.

=انتي فين يا داليدا، قلبت عليكي القصر و مفيش ليكي اثر...
اجابته داليدا بينما تحرك التلسكوب للامام قليلاً
=انا على سطح القصر...
هتف داغر بحده
=بتعملي ايه عندك في وقت متأخرزي ده بعدين السطح سوره قصير و خطر ازاي تطلعي لوحدك...
قاطعته داليدا سريعاً عندما شاهدت الخسوف يبدأ
=داغر. سلام دلوقتي الخسوف بدأ 10دقايق هخلص و هنزل على طول متقلقش.

من ثم اغلقت الهاتف واضعه اياه بجيبها الخلفي من ثم اخذت تنظر من خلال التلسكوب باهتمام لكنها زفرت بحنق عندما وجدت انها لا تسنطيع رؤية الخسوف بشكل جيد من موقعها هذا مما جعلها تتحرك بالتلسكوب متحركه به للامام و هي لا زالت تنظر من خلاله متناسيه تماماً السور الشببه منعدم الذي يفصل بينها و بين السقوط سوا خطوه واحده. و التي تحركتها داليدا فلم تشعر بنفسها الا وقدمها تنزلق من فوق السور لتندلع منها صرخه فازعه شقت سكون المكان من حولها و هي تسقط هاويه إلى الاسفل نحو الارض التي كانت تبعد عن سطح القصر بمسافه ليست قصيره بالمره.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة