قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الستون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الستون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الستون

غتسل آسر وابدل ثيابه ثم صلى العصر و نام سريعا، بينما هي ظلت جالسة على النافذة التي تطل على الحديقة فقد كانت النافذة طولها نصف الحائط تقريبا، تفكر كيف ستتعامل مع العالم المؤقت الذي رضت به، كيف ستتعامل مع ميرفت دون ان تقحم آسر في مشاكلها، غفت سمية. استيقظ آسر بعد عدة ساعات ليجدها هكذا. شعر بغصة في قلبه الهه الدرجة تريد البعد عنه، توجه نحوها، كانت تبدو أنثى حقا ليست طفلة، كانت ترتدى بيجامة من الستان الابيض، وتربط رأسها برباط من اللون ذاته وتنسدل غرتها غصبا على وجهها، توجه نحوها، ثم رفع غرتها، وملس على وجنتيها باطراف اصابعه بحنية شديدة، شعرت سمية بشئ ما فحركت رأسها، هزها برفق، لم تستيقظ فقدكانت مستغرقة في النوم، حمل جسدها الضئيل بين يديه. وقرب رأسها الى صدره، وقبل رأسها، ثم توجها نحو الفراش، سدحها آسر ثم دثرها جيدا، ونام بجوارها. ينظر اليها. وهي نائمة، لم يستطع ان يمنع نفسه. فقد غلبه شوقة ليقبلها قبلة حانية على ثغرها، لم تشعر سمية، امسك يدها وقبلها، ثم نام آسر ويداه تحتضنان يدها، استيقظا على صوت طرقات الباب، فتحت عيناها لتجده محتضنا يداها بين كلتا يديه، نظرت له بحب وعشق بالغ، ثم قبلت يديه برقة، ونهضت، أرتدت اسدال الصلاة ثم ذهبت لتفتح الباب،.

سمية: خير يا مدام سوزان؟
سوزان: انا آسفة انى صحيتكم من النوم بس ميرفت هانم بتقول يا ريت تنزلوا تحت، لان الحفلة تقريبا بعد ساعتين...
سمية: يااه هي الساعة كام.
سوزان: المغرب ادن يا دكتورة الساعى 6
سمية بابتسامة: حاضر اتفضلى انتى يا سوزان...

استيقظ آسر وجدها نائمة ظل ينظر لها، متمنيا من الله ان تكون حياتهما سويا ولا يفترقا، طُرق الباب. فتململت في فراشها فاغمض عينيه، ليشعر بقبلة رقيقة منها على كفيه، استيقظ آسر بعدها مصدوما مما فعلت، ظل جالسا على سريره حتى اتت اليه،
سمية بابتسامتها: كويس انك صحيت. نط بعتت وعايزانا ننزل دلوقتى...
لم يرد عليها آسر بل ظل ينظر لها بحب وبصدمة وبتعجب،
سمية: هاااى، انا بكلمك انا سرحت ولا ايه.

آسر: ها، لالا ولا حاجة بتقولى ايه...
سمية: طنط ميرفت بعتت وعايزانا تحت دلوقتى، قوم يلا
آسر بنصف عين: انا زعلان منك جدا، بجد.
سمية بمفاجأة: انا؟ ليه،؟
آسر: مدام انتى مش عايزانى انام جمبك مع انى وعدتك انى ملمسكيش ولسة مبتثقيش في كلامى، ليه مقولتيش ونمتى على الشباك، ينفع كده
سمية بابتسامة: استغفر ربك بس، انا والله كنت قاعدة عادىونمت غصب عنى، مجاش في بالى الحاجات اللى انت بتتكلم عنها.

آسر: يعنى افهم من كده انك مش متدايقة؟
سمية: لا مش متدايقة، يلا الكلام هياخدنا وهتتأخر عن المغرب
آسر بابتسامة: طيب طيب...
نهض آسر من فراشه ثم توضأ وهم بالصلاة، استوقفته سمية،
سمية باستغراب: انت هتصللى هنا.
آسر: المسجد بعيد عن هنا لو روحت دلوقتى هروح ع العشا.
سمية: اممم طيب...
صللى آسر. بينما ذهبت سمية لتبدل ثيابها. ثم توجه لسمية،
آسر: يلا ننزل...
سمية: ماشى...
آسر: ايه اللى في ايدك ده؟
سميية: دى هدية طنط.

آسر: اديهالها في الحفلة.
سمية: ماشى. يلا
نزل بصحبتها ممسكا بيدها ثم توجها لغرف المعيشة لم يجدا والدته، نادى سوزان وعلم ان والدته بالحديقة ترتب للحفل،
آسر: طيب جهزى الغدا يا سوزان لحد ما آجى، اقعدى جوه يا سمسم هشوف ماما وآجى.
سمية: هاجى معاك عشان متزعلش.
آسر بحزم: لا مش هتيجى، ادخلى...
سمية: حاضر...
توجه لأمه، وجدها تشرف على ترتيبات الحدديقة.
ميرفت: صح النوم يا حبيبى، امال سمية هانم فين...

آسر: سمية جوه يا أمى...
ميرفت: طيب الحفلة هتبدأ على 9 الناس هتيجى ان شاء الله، جهزوا نفسكم...
آسر: حاضر يا أمى، بالمناسبة. ارجوكى بلاش تدايقى سمية النهاردة قدام حد او تحرجيها ارجوكى، والا هيكون ليا تصرف تانى. مش عايز الجأله...
ميرفت بعند: انت بتهددنى لتانى مرة بتصرفك المجهول...

آسر: يا أمى ارجوكى متخلنيش ادخل في متاهاتفى بداية حياتى، انتى أمى وحبيبتى واللى رضاكى عندى اهم من اى حاجة في الدنيا، وهي مراتى وخبيبتى، وشريكة حياتى اللى اختارها ليا ربنا ومش عايز اخسر حد فيكم. أرجوكى يا ماما
ميرفت: روح اتغدى، وسيبنى اكمل
آسر يقبل رأسها: ربنا يخلكى ليا ويرزقنى رضاكى، عن اذنك...
دخل آسر على سمية، ليجدها جالسة تقرأ في رواية الخيميائئ،
آسر: هي وقعت في ايدك؟

سمية: امممم، شوفتها في المكتبة دى قولت اقرا منها لحد متخلص، بعد اذنك.
آسر بجدية: محدش يستأذنن في بيته، يلا نتغدا...
تناولت الغداء مع زوجها وانتهت، ذهب آسر لاداء صلاة العشاء. بينماهمت لتساعد سوزان كما تفعل مع سامية وشروق، فوجئت بحماتها،
ميرفت: انتى بتعملى ايه؟
سوزان: انا قولتلها والله يا ميرفت هانم بس الدكتورة اصرت.

ميرفت باستعلاء: خلصى يا سوزان الناس على وصول، وانتى يا سمية. ٍسيبى اللى في ايدك ده آخر مرة تحصل لو حد شافك يقول ايه
سمية: يقول ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان في خدمة اهل بيته...
ميرفت: عليه الصلاة والسلام. اتفضلى اطلعى فوق. اجهزى. جى جى في الطريق...
سمية: ياريت يا طنط مداما جى جى متجيش ليا، انا مش هحط حاجة خالص...
ميرفت بسخرية: ليه،؟
سمية: ولا تبرجن تبرج الجاهلية. وكمان آسر مش موافق، فمينفعش.

ميرفت بعصبية: انتى جاية عشان تعلمينى اللى ينفع من اللى مينفعش، متنسيش نفسك، انتى حرة، انتى اللى مش هتعجبى الناس مش انا...

وتركتها ميرفت ثم صعدت لحجرتها، بينما ظلت سمية واقفة مكانها، واهانتها تتردد في مسامعها، صعدت سمية الى غرفتها ودموعها تواسيها دخلت الحمام بسرعة، غسلت وجهها، ثم نظرت له في المرآة، كثيرا، ماذا سيقول الناس، هل ستتكرر المواقف تلك مرة أخرى، هل ستتعرض ثقتها بنفسها وانوثتها للعواصف مرة أخرى، أتى آسر من الصلاة. سئل عن امه وزوجته وجداهما تتجهزان بغرفتهما، توجه الى غرفته دخلها لم يجد سمية ولكنه وجد باب الحمام مغلق. وسمع صوت المياه، توجه الى الخزانة. وأخرج منها الفساتين التي جلبته امه لزوجته، كانت رائعة، ولكنها عارية، وذات الوان قاتمة، هذا ما تتعمده والدته تضايق آسر فهو يعر اسلوب والدته، هدفها ان تقول لمية مرة أخرى انك لا تناسبينا فنحن من عالمين مختلفين، تأخرت سمية. ٌلق عليها، طرق الباب،.

آسر بقلق: سمية، سمية. انتى جوه...
سمي: ايوة، زطالعة اهه
ابدلت سمية ثيابها لبيجامتها ورفعت شعرها لاعلى لتتدلى منه بعض الخصل على رقبتها ووجها لتعطيها انوثة ونعومة شديدة، خرجت سمية. نظر لها آسر ثم اقترب منها،
آسر: تعالى شوفى هتلبسى ايه، يلا...
سمية بتوتر: انا خايفة اوى، قلبى مقبوض
آسر بقلق: انتى تعبانة ولا حاجة؟

سمية: لا بس، معرفش طبيعة الناس اللى هتكون تحت، انا محضرتش حفلات من دى قبل كده. ومش عارفة هتعامل معاهم ازاى.
آسر بابتسامة مطمئنة: تعاملى معاهم على انك سمية مراتى وبنت عمى، ماشى
سمية: حاضر
آسر يصفق بيده: يلايلا، روحى شوفى هتلبسى ايه...
نظرت سمية للفساتين فهى لا تلائمها ولا تناسبها اطلاقا، ولا تناسب المناسبة، نطرت لآسر، الذي رد لها نظرتها بأسف. فابتسمت.

سمية: ممكن نعمل شوية تعديلات على الفستان ده ها ايه رأيك...
آسر متفاجئ: تعديلات ايه،؟ ده ملوش كمام.
سمية بابتسامة: عندى بدى نفس اللون ومتقلقش، عندى خمار اورجانزا هيليق عليه. طويل كمان، فمش هيبان البادى اساسا، وكمان الخمار هيخبى ضيق الفستان من فوق، ها ايه رأيك؟
آسر: البسى فستان كب الكتاب...
سمية: مجبتهوش...
آسر: بس، بس دول غامقين يا سمية.

سمية: ب الفستان الاسود ده تحفة، ملك الالون الاسود. وهنعمل عليه تعديل بسيط زى ما قولتلك
آسر بأسف: لو فيه وقت كنا اشترينا. بس الناس تحت. معلش...
سمية: في ايه؟ ع فكرة بأى انا مبحبش الفواتح خالص ولا عمرى حبيت البسها.
آسر: يعنى فستان الفرح عمرك ماحبتيه
سمية: عمرى متخيلته عليا، المهم يلا بأى عشان منتأخرش
آسر: طيب طيب، شوفى هتلببسى ايه؟
سمية: ماشى هاخد هدومى وادخل اغير...
آسر: بس متتأخريش
سمي: حاضر...

ابتسم آسر لها، عندما رات سمية الفساتين اصيبت بخيبة امل فكلها لا تناسبها نظرت له مستنجدة. وجدت بعيونه أسفا وخجل مما امامها وايضا ضيق، فهو ليس بيده حيلة، ارادت ان تخبره لا يهم فهذه ليست مشكلة، سأاحلها، وستسعد كثيرا، فقامت باقتراح التعديلات عليه، انقضى بعض الوقت وخرجت سمية، ترتدى الفستان، كان من اللون الاسود من قماش الستان به تطريزات خفيف وبسيطة جدا على الذيل، كافرع شجر. من اللون ااحمر القانى وبها الكريستالات، كان رائع عليها، ارتدت بلووتها السوداء، وكان الخمار من الاورجانزا القانية، به لمعة خيفة ارتدت تحته حجاب من اللون الاسود وتحته آخر من الاحملا ليظهر طرفهما فقط، لينمدج اللونان، نظر لها آسر باعجاب شديد، وحب شوق، ونظرة أخرى لم تفهمها سمية. كانت نظرة اشتياق وشغف، خجلت فتوردت وجنتاها ثم نظرت لاسفل، اقترب منها،.

سمية بصوت خافت: لو وحش هدخل اغيره...
آسر بصوت حانى: تؤ، وحش ايه، بصيتى لنفسك في المراية...
سمية: اممم
آسر: هخاف عليكى من عيون الناس يا سمية...
سمية: هيحسدونى على ايه ان شاء الله.
آسر مازحا: على حبى ليكى يا ستى. ادخل اغير لحد متلبسى الجزمة بس متتأخريش
سمية: هههه ماشى.
ارتدى آسر حلته السوداء، كان غاية في الجاذبية والوسامة، نظرت له ثم ابتسمت، وسرحت به قليلا، لاحظ ذلك آسر فاحرجها قائلا،.

آسر: بتدورى على حاجة في وشى؟
سمية بخجل: لا...
آسر يمد يده اليها: طيب تعالى اوريكى حاجة...
نهضت مذعنة لأمره، اوقفها اما المرآة، ثم اتى بطقم الالماس الذي انتقته في الصباح والبسها اياه، كان رائعا عليها. تعجبت كثيرا التفتت له ونظرت له بتساؤل.
آسر همس لها: دى شبكتك...
سمية متفاجئة: بس دى غالية اوى. حرام
آسر: متغلاش عليكى...
سمية: عشان خاطرى، بلاش، خدها انا هلبس حاجتى انا جيباها معايا...

آسر يشير الى اصبعه: من يوم ما لبستينى الخاتم ده وانا مقلعتوش فاكرة، وعمرى مهقلعه، انا بطلب منك متقلعيش شبتك النهاردة حتى عشان خاطرى
سمية: بس...
آسر مقاطعا اياها: مبسش ولا حاجةة، ولا مليش خاطر عندك
سمية: ابدا...
آسر: خلاص، وخلينا نعدى النهاردة على خير...
سمية بابتسامة: ماشى، بس العقد شكله اوفر اوى ع الخمار ده...
آسر: ههههه صح استنى كده...

فتح آسر درجه واخذ يبحث عن شئ وجدمراده. كان بروشا رقيقا عبارة عن ورقة شجر من الالماس به فصوص دقيقة جدا من اللون الاسود، كان غاية في الفخامة والرقة، تناوله آسر، ثم اعطاه لسمية، قائلا.
آسر: اعمليه بأى، لانى مبعرفش البتاع ده بيعملوه ازاى هههه.
سمية بتعجب: وده جبته امتى ده كمان؟
آسر: ههههههه ده من زمان جدا، كنت جايبة للهبلة اختى ومعجبهاش، نسيت ارجعه، فخليته هنا، لو عجبك البسسيه.

سمية بامتنان: انا متشكرة جدا على كل حاجة ادتهالى، هفضل ممتنة ليك طول عمرى...
آسر ينظر لها بعمق: وده عشان بروش،؟
سمية اومأت برأسها: لا، عشان حاجات تانية كتيرة اوى، بقولك ايه احنا اتاخرنا وطنط هتدينى الطريحة كده، فياريت ننزل...
آسر يقبل رأسها: متزعليش من ماما استحمليها
سمية: متقولش كده طنط ميرفت زى والدتى متقلقش، واوعى تزعلها بسببى.
آسر: طيب يلا...

نزلت سمية وهي تتبطأ يد زوجها. كان ينزل الدرج بثبات وزهو شديدن، وقعت عينى ميرفت عليها، وجدتها مرتدية الفستان الاسود ابتسمت ولكن حلة سمية اخفت ابتساماتها، لم تضع سمية ايا من مساحيق التجميل، ولكنها كانت كالعروس. ضحكتها. عيناها، حمر خجلها وحجابها. اعوا لها رونقها الخاص، اقتربا من ميرفت،
آسر بنظرة ذات معنى: ايه رأيك في ذوق حضرتكك على سمية.

ميرفت: يجنن، بس ايه لازمتها الطرحة الكبيرة دى غطت شكل الفستان وشياكته
سمية بابتسامة: انا برتاح في الطرح الكبيرة، وبعدين الفستان كده احسن عند ربنا.
ميرفت: طيب. يلا عشان نستقبل الناس...

استقبلا الضيوف مع أمه كانت سمية لا تسلم ع الرجال وآسر لا يسلم على السيدات، رمقتهما ميرفت عدة مرات شزرا، ولكن آسر اكتفى بابتسامته فقط، ظلا هكذا حتى اتت زائرة. مختلفة من نوعها، كات تسير كعارضة ازياء ترتدى فستان يصل الى ركبتها من اللون التركواز الذي يظهر بشرتها البيضاء، ذو يدين عاريتين، ترتدى طقما من الالماس، شعرها من اللون الذهبى وعيونها الواسعة الخضراء. زومكياجها الصارخ الذي يبرز جمالها، سلمت عليها ميرفت بحفاوة شديدة،.

ميرفت: اهلا يا نادين نورتى يا حبيبتى، ايه الجمال ده؟
نادين: ميرسى. ده منذوق حضرتك...
نادين تنظر لآسر ثم تمد يدها لتسلم عليه: ازيك يا آسر، عاش من شافك. وحشتنى جدا...
آسر ولم يمد يده وهو يشير الى سمية: اهلا يا آنسة نادين، سمية مراتى
نظرت نادين لسمية بضيق وغرور بادلتها سمية بنظرة هادئة وواثقة بعكس نارها التي تشب بقلبها،
سمية بابتسامة: اهلا يا آنسة نادين، نورتى.
نادين بدون نفس: اهلا...

ميرفت: امال فين ماما مجتش ليه.؟
نادين: ماما تعبانة شوية...
ميرفت: لا الف سلامة يا حبيبتى اتفضلى...
اضطربت ضربات قلب سمية وظهر التوتر باديا على ملامحها منذ دخول نادين فقد ذكرتها بميرنا، لاحظ آسر وجهها دنى منها.
آسر بهمس: مالك؟
سمية باقتضاب: ولا حاجة.
ميرفت: يلا ندخل يا آسر...

دخل الثلاث، اندمج آسر لبن رجال الاعمال واصدقائه. بينما توجهت لطاولة بعيدة ووقت عليها مبتعدة عن صخب الناس. اتصلت بمى. اخبرتها مى بان محمود مريض ولن تستطيع المجئ. ظلت سمية فترة هكذا تتأمل وجوه الناس، وهذا المجتمع، وقعت عيناها على نادين، كانت متجهة نحو آسر. وصلت عنده، وضعت يداها على كتفه انزلها آسر برفق، لم تتحمل سمية أكثر، ادارت وجهها وظلت تستغفر الله علها تهدأ فوجئت، بصوت خلفها،.

ميرفت: سايبة الناس وجاية هنا؟ ده مش ذوق
سمية بابتسامة مصطنعة: انامش واخدة على الجو ده، سامحينى
ميرفت بمكر: امال فين آسر، انا مش شيفاه
سمية بضيق مكتوم: معرفش هو مع صحابه تقريبا...
ميرفت بتهكم: مع صحابه. قولتيلى. طيب، يلا تعالى عشان تسلمى على الناس، مينفعش مرات آسر تكون مقفولة كده، ايه ده دى نادين هناك اهه مع آسر...

نظرت لهسمية بضيق. ونارها تشتعل وتشتعل، ابعد عنه نادين بأدب جم، ثم اخت عيناه تتجول بين الحاضرين بحثاعن سمية. وجدها بعيدة عنه ولكن وجد امه بجوارها. احس بشئ يحدث، استأذن ثم توجه نحوهما،
آسر باستغراب: انتوا قاعدين هنا وسايبن الضيوف؟
ميرفت: قول لمراتك، انا جاية اناديها.
آسر: طيب يا ستالكل اتفضلى انتى وانا وسمية هنيجى وراكى...
ميرفت: لما اشوف، عن اذنك...
نظر آسر لسمية ليراها جامدة الملامح شاردة بوجهها،.

آسر بقلق: سمسمة، ماما دايقتك
سمية: لا، محدش دايقنى.
آسر: طيب يلا نروح نقف وسط الناس مينفعش. لأازم نرحب بيهم...
سمية بابتسامة ساخرة: انت قايم بالواجب ده كويس. معدش ليا فايدة
آسر: ازاى، يلا متسيبينيش لوحدى...
اذذعنت سمية لطلبه امسك يدها وجدها باردة كالثلج،
آسر: يااه ننتى بردانة اوى كده. اطلع اجيبلك شاال او حاجةمن فوق
سمية: ملوش لازمة. ده من التوتر بس. مش اكتر...
آسر: طيب يلا...

دخلا بين الناس، سويا، كان ينتقل بها من مكان لمكان يعرفها على اشخاص كثر. منهم من يعجبون بها ويسعدون لمعرفتها ومنهم من يستغربونها، كيف ترتضى ميرفت سمية كنة كلها، لم تندمج سمية كثيرا وسط هذه الطبقة من الناس، كانت تشعر بالاختناق، اجهدت سمية كثيرا بهذه الحفل وكذلك زوجها. انقضت ليلتهم سريعا، صعدت ميرفت لغرفتها لتنام. كذلك آسر وسمية، دخلت الغرفة اولا دون ان تنطق ببنت شفة، اخذت ملابسها ودخلت الحمام لتغتسل اغتسلت سمية سريعا ثم خرجت، كانت صورة نادين تخترق تفكيرها وبجانبها صورة ميرنا، تتداخلان في عنف، تتخيل آسر مع هذه مرة وتلك مرة، جلست على اقرب كرسى ثم امسكن رأسها بشدة، كان آسرفى الشرفة يحادث يوسف للاطمئنان على صحة رضيعهما انتهى آسر ثم توجه داخلا،.

سمية يغلق هاتفه: مى بتسلم عليكى. محمود بأى كويس الحمد لله حرارته نزلت...
سمية بصوت ضعيف: الحمد لله.
آسر نظر اليها، ثم توجه نحوها وجلس على ركبتيه. ثم رفع رأسها. : مالك، انتى تعبتى؟
سمية بألم شديد: لا، شوية صداع. بس راسى هتنفجر، آآآه...
آسر بقلق: ده أكيد من السهر، ثوانى اجيبلك مسكن.
سمية: لا ملوش لازمة، انا هنام وهكون كويسة. بالمناسبة انا نسيت ادى طنط الهدية
آسر: خلاص اديهالها بكرة ان شاء الله.

سمية وهى تنهض: ان شاء المولى عز وجل، خلاص انا هقوم...

نهضت سمية وهي تمسك راسها ,,,,تفكيرها وخيالها يؤلماها كثيرا. نامت سمية ولكنها كانت غير مستقرة طوال الليل. تتقلب كثيرا على غير عادتها، قلق آسر من نومه على حركاتها. ملس جبهتها، وجد حرارتها طبيعية، دثرها جيدا ثم أخلد الى النوم مرة أخرى. اتتى الصباح استيقظت سمية لم تجده بجوارها، بحث عنه لم تجده في الغرفة، غسلت وجهها ثم ابدلت ثيابها، ونزلت الى تحت قابلت سوزان، اخبرتها بانهم يتناولون الافطار في الحديقة، توجهت سمية نحوهما،.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة