قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الحادي والستون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الحادي والستون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الحادي والستون

نزلت سمية وهي تتبطأ يد زوجها. كان ينزل الدرج بثبات وزهو شديدن، وقعت عينى ميرفت عليها، وجدتها مرتدية الفستان الاسود ابتسمت ولكن حلة سمية اخفت ابتساماتها، لم تضع سمية ايا من مساحيق التجميل، ولكنها كانت كالعروس. ضحكتها. عيناها، حمر خجلها وحجابها. اعوا لها رونقها الخاص، اقتربا من ميرفت،
آسر بنظرة ذات معنى: ايه رأيك في ذوق حضرتكك على سمية.

ميرفت: يجنن، بس ايه لازمتها الطرحة الكبيرة دى غطت شكل الفستان وشياكته
سمية بابتسامة: انا برتاح في الطرح الكبيرة، وبعدين الفستان كده احسن عند ربنا.
ميرفت: طيب. يلا عشان نستقبل الناس...

استقبلا الضيوف مع أمه كانت سمية لا تسلم ع الرجال وآسر لا يسلم على السيدات، رمقتهما ميرفت عدة مرات شزرا، ولكن آسر اكتفى بابتسامته فقط، ظلا هكذا حتى اتت زائرة. مختلفة من نوعها، كات تسير كعارضة ازياء ترتدى فستان يصل الى ركبتها من اللون التركواز الذي يظهر بشرتها البيضاء، ذو يدين عاريتين، ترتدى طقما من الالماس، شعرها من اللون الذهبى وعيونها الواسعة الخضراء. زومكياجها الصارخ الذي يبرز جمالها، سلمت عليها ميرفت بحفاوة شديدة،.

ميرفت: اهلا يا نادين نورتى يا حبيبتى، ايه الجمال ده؟
نادين: ميرسى. ده منذوق حضرتك...
نادين تنظر لآسر ثم تمد يدها لتسلم عليه: ازيك يا آسر، عاش من شافك. وحشتنى جدا...
آسر ولم يمد يده وهو يشير الى سمية: اهلا يا آنسة نادين، سمية مراتى
نظرت نادين لسمية بضيق وغرور بادلتها سمية بنظرة هادئة وواثقة بعكس نارها التي تشب بقلبها،
سمية بابتسامة: اهلا يا آنسة نادين، نورتى.
نادين بدون نفس: اهلا...

ميرفت: امال فين ماما مجتش ليه.؟
نادين: ماما تعبانة شوية...
ميرفت: لا الف سلامة يا حبيبتى اتفضلى...
اضطربت ضربات قلب سمية وظهر التوتر باديا على ملامحها منذ دخول نادين فقد ذكرتها بميرنا، لاحظ آسر وجهها دنى منها.
آسر بهمس: مالك؟
سمية باقتضاب: ولا حاجة.
ميرفت: يلا ندخل يا آسر...

دخل الثلاث، اندمج آسر لبن رجال الاعمال واصدقائه. بينما توجهت لطاولة بعيدة ووقت عليها مبتعدة عن صخب الناس. اتصلت بمى. اخبرتها مى بان محمود مريض ولن تستطيع المجئ. ظلت سمية فترة هكذا تتأمل وجوه الناس، وهذا المجتمع، وقعت عيناها على نادين، كانت متجهة نحو آسر. وصلت عنده، وضعت يداها على كتفه انزلها آسر برفق، لم تتحمل سمية أكثر، ادارت وجهها وظلت تستغفر الله علها تهدأ فوجئت، بصوت خلفها،.

ميرفت: سايبة الناس وجاية هنا؟ ده مش ذوق
سمية بابتسامة مصطنعة: انامش واخدة على الجو ده، سامحينى
ميرفت بمكر: امال فين آسر، انا مش شيفاه
سمية بضيق مكتوم: معرفش هو مع صحابه تقريبا...
ميرفت بتهكم: مع صحابه. قولتيلى. طيب، يلا تعالى عشان تسلمى على الناس، مينفعش مرات آسر تكون مقفولة كده، ايه ده دى نادين هناك اهه مع آسر...

نظرت لهسمية بضيق. ونارها تشتعل وتشتعل، ابعد عنه نادين بأدب جم، ثم اخت عيناه تتجول بين الحاضرين بحثاعن سمية. وجدها بعيدة عنه ولكن وجد امه بجوارها. احس بشئ يحدث، استأذن ثم توجه نحوهما،
آسر باستغراب: انتوا قاعدين هنا وسايبن الضيوف؟
ميرفت: قول لمراتك، انا جاية اناديها.
آسر: طيب يا ستالكل اتفضلى انتى وانا وسمية هنيجى وراكى...
ميرفت: لما اشوف، عن اذنك...
نظر آسر لسمية ليراها جامدة الملامح شاردة بوجهها،.

آسر بقلق: سمسمة، ماما دايقتك
سمية: لا، محدش دايقنى.
آسر: طيب يلا نروح نقف وسط الناس مينفعش. لأازم نرحب بيهم...
سمية بابتسامة ساخرة: انت قايم بالواجب ده كويس. معدش ليا فايدة
آسر: ازاى، يلا متسيبينيش لوحدى...
اذذعنت سمية لطلبه امسك يدها وجدها باردة كالثلج،
آسر: يااه ننتى بردانة اوى كده. اطلع اجيبلك شاال او حاجةمن فوق
سمية: ملوش لازمة. ده من التوتر بس. مش اكتر...
آسر: طيب يلا...

دخلا بين الناس، سويا، كان ينتقل بها من مكان لمكان يعرفها على اشخاص كثر. منهم من يعجبون بها ويسعدون لمعرفتها ومنهم من يستغربونها، كيف ترتضى ميرفت سمية كنة كلها، لم تندمج سمية كثيرا وسط هذه الطبقة من الناس، كانت تشعر بالاختناق، اجهدت سمية كثيرا بهذه الحفل وكذلك زوجها. انقضت ليلتهم سريعا، صعدت ميرفت لغرفتها لتنام. كذلك آسر وسمية، دخلت الغرفة اولا دون ان تنطق ببنت شفة، اخذت ملابسها ودخلت الحمام لتغتسل اغتسلت سمية سريعا ثم خرجت، كانت صورة نادين تخترق تفكيرها وبجانبها صورة ميرنا، تتداخلان في عنف، تتخيل آسر مع هذه مرة وتلك مرة، جلست على اقرب كرسى ثم امسكن رأسها بشدة، كان آسرفى الشرفة يحادث يوسف للاطمئنان على صحة رضيعهما انتهى آسر ثم توجه داخلا،.

سمية يغلق هاتفه: مى بتسلم عليكى. محمود بأى كويس الحمد لله حرارته نزلت...
سمية بصوت ضعيف: الحمد لله.
آسر نظر اليها، ثم توجه نحوها وجلس على ركبتيه. ثم رفع رأسها. : مالك، انتى تعبتى؟
سمية بألم شديد: لا، شوية صداع. بس راسى هتنفجر، آآآه...
آسر بقلق: ده أكيد من السهر، ثوانى اجيبلك مسكن.
سمية: لا ملوش لازمة، انا هنام وهكون كويسة. بالمناسبة انا نسيت ادى طنط الهدية
آسر: خلاص اديهالها بكرة ان شاء الله.

سمية وهى تنهض: ان شاء المولى عز وجل، خلاص انا هقوم...

نهضت سمية وهي تمسك راسها ,,,,تفكيرها وخيالها يؤلماها كثيرا. نامت سمية ولكنها كانت غير مستقرة طوال الليل. تتقلب كثيرا على غير عادتها، قلق آسر من نومه على حركاتها. ملس جبهتها، وجد حرارتها طبيعية، دثرها جيدا ثم أخلد الى النوم مرة أخرى. اتتى الصباح استيقظت سمية لم تجده بجوارها، بحث عنه لم تجده في الغرفة، غسلت وجهها ثم ابدلت ثيابها، ونزلت الى تحت قابلت سوزان، اخبرتها بانهم يتناولون الافطار في الحديقة، توجهت سمية نحوهما، كان آسر قد اوشك على الانتهاء،.

آسر: الحمد لله، سفرة دايمة يا أمى.
ميرفت: بوجودك يا حبيبى.
آسر ينهض من مكانه: انا استئذن، ادعيلى.
ميرفت: ربنا يوفقك ان شاء الله.
سمية: السلام عليكم...
آسر بابتسامة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...
سمية: مصحيتنيش ليه؟
آسر: آآ.
ميرفت مقاطعة: مين اللى بيصحى مين. هي الآية اتقلبت ولا ايه...
سمية بحرج: راحت عليا نومة، انا آسفة.
آسر بضيق: مفيش حاجة حصلت ولا يهمك.

توجهت سمية لمكان ميرفت ثم اهدتها البروش كان بعلبة من القطيفة السوداء.
سمية بابتسامة: اتفضلى يا طنط يارب يعجب حضرتك.
ميرفت امسكت العلبة: بمناسبة ايه؟
سمية: من غير مناسبة. تهادوا تحابوا.
سُرَّ آسر بما فعلته سمية، كثيرا. اشارلها لتجلس بجانبه، جلست سمية.
آسر: افتحيها يا ماما. قوليلنا رأيك...
فتححتها ميرفت وامسكت بالبروش، لم يبد عليها اى تعبير. نظرت الى سمية، ثم اردفت قائلة، لآسر،
ميرفت: تعيش وتجيب يا حبيبى.

آسر بتأكيد: سمية هي اللى جابتها لحضرتك مش انا
ميرفت: من خيرك...
آسر: يا...
امسكت سمية بكف آسر. بلمسة حانية. كانت الاولى منها، علها تهدئه، نظرلها آسر،
سمية: طبعا يا طنط، كله من خيره، ربنا يخليه.
آسر: طيب، انا. انا هستأذن لانى اتاخرت...
ميرفت: ربنا معاك.
آسر: السلام عليكم.
خرج آسر من غرفة الطعام، ثم لحقته سمية، احس بها ثم التفت اليها عند الباب،
آسر بابتسامة: بتوصلينى بردو.
سمية: لو مفيش مانع...

آسر: لااااا مفيش خالص. اخبار الصداع ايه؟
سمية: الحمد لله، أنا آسفة انى مصحيتكش...
آسر يقبل رأسها: ولا يهمك، متنسيش تدعيلى
سمية بصدق: ربنا يوفقك يارب، انت بس قول اللهم اكفينهم بما شئت وكيف شئت انك على كل شئ قدير، انا بقولها كل امتحان. والحمد لله ربنا بيوفقنى...
آسر: ههههه بس ده مش امتحان، المهم هتحتاجى حاجة اجيبهالك وانا جاى؟
سمية: سلامتك...
آسر: الله يسلمك. خللى بالك من نفسك، وافطرى وخدى دواكى.

سمية: حاضر، في رعاية الله
آسر وهو يركب سيارته: في رعاية الله...
ظلت سمية تراقب سيارته داعية له بالتوفيق والسداد حتى توارى آسر عن ناظريها، دخلت سمية، ثم توجهت لغرفة الطعام لتناول افطارها، فوجدت ان الطعام قد رُفع، همت بالخروج لتفاجأ بميرفت قادمة اليها،
ميرفت: كل حاجة هنا ماشية بنظام معين وبمواعيد، مينفعش متصحيش النهاردة على الفطار وتسيبى جوزك، الغدا هيكون الساعة 3، انا طالعة انام ومش عايزة ازعاج.

القت ميرفت قذيفتها سريعا ثم خرجت، اسرتها سمية بنفسها ثم توجهت الى المطبخ. حيث توجد سوزان، ولكنها لم تجدها، خمنت انها نائمة هي الاخرى، اعدت لها كوبا من العصير وشطيرة جبن، تناولتهم ثم صعدت لغرفتها. تناولت دوائها ثم امسكت، كتاب العدالة الاجتماعية في الاسلام لسيد قطب. وجلست لتقرأه، بينما هو وصل الشركة وقابل عمه. جلسا ليتناقشان بخصوص العمل والادارة، حتى الساعة الواحدة ظهرا،.

أحمد: انت كده عرفت كل حاجة. ودورك بدأ، ودورى انتهى.
آسر بارهاق: انا مكنتش فاكر كده خالص، الحمل ده تقيل اوى يا عمو
أحمد: مش تقيل عليك، استأذن انا، واتفضل تعالى على مكتبك يا ابنى.

ملت سمية من جلستها تلك، خرجت للشرفة لتستنشق الهواء المنعش قليلا، ظلت سمية تتأمل ا حولها، تأمل القصور التي توجد حولها، وتتخيل ما يحدث بداخلها. وتخيل هذه الطبقة من الناس، تذكرت ما حدث ليلة البارحة، تذكرت نادين وماحدث لقلبها عندما رأتها تسلم على آسر، لماذا لم تخمدها لماذا تركتها تتمكن من قلبها وتفكيرها، انها ستتركه لمااذا اذا تمنعه من حقه ومن حق والدته فيه، لكنه يحبها لو كان شخصا غيره لما تحمل رفضها له، وربما مشفق عليها، لم تستشعر قربه ولا حبه الا عندما علم بمرضها، انه شخص يتحمل المسؤلية ويشعر بتأنيب الضمير كثيرا. فطبيعى ان تكون ردة فعله كذلك، ماذا عليها ان تفعل، لا تستطيع ان تجافيه، سيغضب عليها الله فهو زوجها امام ربها، وله حقوقه، ابسطها لا تغضبه، لكن متى ستنتهى من هذا الصراع متى؟، افاقت سمية من تفكيرها على صوت طرقات، اذنت للطارق بالدخول، فاذا بها سوزان ممسكة بالهاتف اللاسلكى،.

سمية: خير يا مدام سوزان؟
سوزان: آسر بيه على التليفون يا دكتورة اتفضلى.
سمية بابتسامة: طيب متشكرة جدا، اتفضلى انتى وانا هنزله لما اخلص...
سوزان: حاضر.
انصرفت سوزان بينما جلست سمية على الكرسى بالشرفة ,,,,
سمية بلهفة: السلام عليكم
آسر بصوت مرهق: وعليكم السلام، ازيك يا سمسمة؟
سمية بقلق: الحمد لله، انت صوتك تعبان ولا ايه؟

آسر: اعمل ايه في حمايا العزيز. خلصنا شغل في المكتب. وادينى بلف في الادارة بشوف الوضع، عشان بكرة في اجتماع ان شاءالله
سمية بحنان: ربنا يعينك. شد حيلك.
آسر بحنان: وحشتينى جدا، على فكرة.
سمية بجدية مصطنعة: وبعدين؟
آسر: خلاص خلاص يا ساتر، يعنى لو مالك او عمرو او حتى عمو خليل. كنتى عاملتيه ميرى اوى كده...
سمية بشقاوة: يعنى ايه ميرى؟

آسر بضحكة قوية: ههههههههه يعنى عسكرى يا سيادة اللواء، المهم انتى عاملة ايه دلوقتى؟
سمية: الحمد لله. الصداع راح خالص. هتيجى امتى،؟
آسر: معرفش والله على الاقل قدامى ساعتين. دعواتك بس يلا في رعاية الله. خللى بالك من نفسك.
سمية: حاضر وانت كمان
آسر: لا اله الا الله
سمية: محمد رسول الله.

انهت سمية المكالمة مع آسر ثم تنهدت بعمق، هبطت الى اسفل لتضع الهاتف مكانه. فاذا بجرس الباب يضرب، وسوزان تفتح، ونادين تدخل مع سيدة في منتصف الخمسينات،
نادين: طنط ميرفت موجودة يا سوزان
سوزان: ايوة. موجودة ثوانى، اتفضلوا في الصالون.
نادين: تعالى يا مام نقعد في الجنينة احسن...
اقتربت منهم سمية ثم حيتهم،
سمية: اهلا وسهلا، أزيك يا آنسة نادين...
نادين باستعلاء: كويسة جدا...

سمية تنظر للسيدة: معلش مش آخدة بالى من حضرتك؟
ثريا: انا والدة نادين انتى مين،؟
سمية: انا سمية، زوجة آسر...
ثريا تتفحصها من رأسها لاخمص قدميها: انتى؟!
سمية بابتسامة: ايوة انا...
ثريا بضيق: يلا يا نادين، نقعد ف الجنينة، نشم هوا.

توجهتا الى الحديقة متجاهلتيها، تضايقت سمية، ثم صعدت لغرفتها متضايقة، مرت ساعة او اكثر، لا تدرى، اتت سوزان تخبرها بان ميرفت تستدعيها لتناول الغذاء، طلبت منها سمية ان تخبرها انها ستتنتظر زوجها، كانت ميرفت تجلس بغرفة الطعام مع نادين وصديقتها، اتت اليهم سوزان واخبرتها.
ميرفت بعصبية خفيفة: طيب روحى انتى يا سوزان...
نادين: ايه قلة الذوق دى،؟
ثريا: عيب يا نادين، متقوليش كده.

ميرفت: لا سيبيها. هي فعلا قليلة الذوق، يا ما قولتلهم الجوازة دى متنفعش ومحمود الله يرحمه. يقوللى لا.
ثريا: معلش يا ميرفت بكرة تتعود عليكم...
ميرفت: وانا مش هستنى لبكرة يا ثريا، خللونا نتغدى احسن.
انتهوا الثلاث من طعامهم. أذن المغرب، رحلت ثريا وابنتها متعللتين بذهابهم لاحد المولات، مان خرجتا. ححتى امرت ميرفت سوزان بمناداة سمية لها، نزلت لها سمية قابلتها ميرفت بعصبية،
سمية: خير يا طنط؟

ميرفت: ممكن اعرف منزلتيش ليه لما ناديتك.
سمية: لانى قولت انى هستنى آسر واتغدا معاه
ميرفت بعصبية: كنتى انزلى واقعدى مع الضيوف. ايه قلة الذوق...
سمية بنفاذ صبر: أانا آسفة، المرة الجاية ان شاء الله هنزل اقعد معاهم
ميرفت: احرجتينى جدا معاهم. يقولواعلينا ايه دلوقت. دول ناس راقيين جدا مش زى اللى انتى عاملتيهم في حياتك قبل كده...
سمية بتنهيدة: لا حول ولا قوة الا بالله.
ميرفت: مش عاجبك كلامى حضرتك...

سمية: العفو يا طنط ابدا، عن اذن حضرتك...
ميرفت: رايحة فين، يا دكتورة.؟
سمية: رايحة. اشوف مدام سوزان تجهز الاكل لآسر لانه على وصول، عن اذنك...

توجهت سمية الى المطبخ ,,زطلبت من سوزان البدء طا بتحضير الطعام لآسر، اعدت لنفسها كوبا من البابونج علها تنال قسطا من الهدوء النفسى، ماهى الا دقائق. حتى اتى آسر، دخل المنزل وجد والدته تجلس بغرفة المعيشة تطالع التلفاز، خلع جاكيته وجلس على الاريكة كان باديا عليه التعب والارهاق.
ميرفت: اتاخرت ليه كده يا حبيبى؟
آسر بارهاق يفرك عينيه: من الصبحشغل وملفات وورق واجتماعات وملاحظات...

ميرفت: اطلع غير هدومك. وانا هقولهم يحضرولك الغدا.
آسر: امال سمية فين؟
ميرفت بضيق: معرفش...
سمعت سمية صوت سيارته، طلبت من سوزان اعداد الطاولة، وخرجت له، كان خارجا من غرفة المعيشة قابلته، كان بادياع ليه الارهاق رآها فأحيت ابتسامته، اقتربت منه،
سمية بابتسامة: حمد لله على سلامتك، اتاخرت اوى
آسر بابتسامة مرهقة: الشغل كان كتير اوى...

سمية بابتسامة: ربنا يعينك، انا هطلع احضرلك الهدوم والحمام. والغدا هيكون جاهز ان شاء الله لما تخلص، صليت المغرب...
آسر: الحمد لله...
سمية: ربنا يتقبل، يلا نطلع...
صعدت سمية بصحبة زوجها، حضرت له سمية الحمام. وملابسه، ثم هبطت لتتأكد من كل شئ، نزل عدها آسر بدقائق ولكنه سمع مشادة كلامية، اقترب من غرفة المعيشة اكثر،
ميرفت: قولى انك غلطانة ومش عايزة ابنى يعرف.

سمية: يا طنط انا مغلطتش. بس كل اللى انا عايزاه ياريت حضضرتك متشتكيش له. هو تعبان جدامن الشغل، ياريت نخرجه بره علاقتنا خالص
ميرفت: انتى تخرجيه انتى ولا حاجة، انا لا. انا أمه فاهمة.
سمية بتأثر: علشان انا ولا حاجة ملوش لازمة يتدايق بسببى. ولا كمان حضرتك، عن اذنك...

خرجت سمية مسرعة الى الخارج. ودموعها على خديها، ارتطمت بشخص ما في طريقها لم تلحظه، رفعت رأسها لتجده آسر، اخفضت رأسها سريعا تخفى دموعها، امسك بكتفيها برفق،
سمية بارتباك: الاكل جاهز جوه. عن اذنك...
آسر: رايحة فين؟
سمية تنظر ارضا: مخدتش دوايا. عن اذنك
آسر: تعالى اتغدى معايا الاول.
سمية: مليش نفس.
آسر: مش هعرف اكل من غيرك. والله مهيكون له طعم.
سمية: حاضر...

امسك بيدها. ثم توجها لغرفة الطعام. ازاح لها كرسيها. ثم جلسا، كانت تقلب بصحنها لا تأكل،
آسر: الاكل ده طعمه وحش اوى...
سمية: متقولش على نعمة ربنا كده...
آسر: طيب دوقيه كده...
سمية متذوقة الطعام: طعمه جميل جدا.
آسر بمفاجأة مصطنعة: معقول. طيب دوقى دى كده. يمكن طبقى هو اللى وحش...
امسك آسر شوكة الطعام، ومدها اليها، خجلت سمية.
آسر: اخلصى دوقيها انا بجد جعان، ولا انتى بتقرفى؟

تذوقتها سمية من يده، لم تأكل مثلها من قبل لاتدرى. هل لان الاكل طعمه شهى ولذيذ ام لانها من يد آسر،
آسر: ها؟
سمية: طعمه حلو اوى.
آسر: طيب دوقينى حتة كده من طبقك، يلا.
تناولت سمية شوكتها ثم اطعمته بيدها. تذوقها آسر، ثم نظر اليها.
آسر: تصدقى احسن اكل دوقته...

ابتسمت له سمية. ثم اكملا طعامهما بعد ان نجح آسر بتخفيف ولو القليل عنها واستيعابها، انقضى الليل ومعه ليال كثيرة، والاوضع كما هو عليهها، آسر مشغول بعمله الجديد. الذي يضطره احيانا الى الرجوع بوقت متأخر الى منزله، اما العلاقة بين سمية وحماتها ظلت كما هى، لا تغيير فيها ولا تحويل، انقضت الايام سريعا، حتى جاء يوم عيدالاضحى، ذهب الجميع لصلاة العيد، بعدد ذلك ذهبوا مباشرة لمنزل أحمد، اجتمعوا بالحديقة جميعهم كل وزوجه وابنه،.

آسر: هو احنا هنضحى فين يا عمو؟
أحمد: لو كنا في البلدكنا ضحينا في الجنينة، لكن خير. هنروح للجزار ونضحى هناك...
آسر: طب والبنات افرض عايزين يشوفوا؟
سمية: لاااا محدش عايزيشوف حاجة...
ملك وهي تعلم خوف اختها: لااا انا عايزة اشوف هه
مى: وانا كمان
رهف: وانا كمان
أحمد: خلاص تعالوا معانا...
عمرو ينظر لسمية نظرة ذات معنى: هتيجى يا سممية
سمية: مش جاية هه
آسر: ليه؟

مالك: ههههه اصلها بتخاف من الدم، كل ماتشوف اضاحى بيتدبحوا متقدرش تاكل منهم
عمرو: وتقعد كام يوم قرفانة مش طايقة نفسها، لا وكمان ايه لا يمكن تعدى على الحتة اللى اتدبح فيها. بتخاف...
سمية تنهض من مكانها مازحة: انا هقوم اشوف ماما. ولما تخلصوا تريقة هاججى ان شاء الله. عن اذنكم
آسر مشاكسا: طيب، بس هتيجى معانا ماشى
سمية: كل سنو وانتو طيبين...

انقضى اليوم وتلته ايام كثيرة. وبدأ آسر يعد لترتيبات العمرة. وقلبه لا يطاوعه، ولكن وعده يدفعه، كان يجلس باحديقة امام حمام السباحة، يفكر. ÷ل ستنتهى حياته مع سمية، ماذا سيفعل بعدها، كبف سيعيش؟، اتت له سوزان تخبره بان والدته بالداخلل تنتظره معها صديقتها وابنتها، دخل آسر لها،
آسر: السلام عليكم
ثريا: وعليكم السلام. ازيك يا آسر؟ عامل ايه؟
آسر بابتسامة مصطنعة: الحمد لله...

نهضت نادين من مكانها، ثم جلست بجوار آسر،
نادين بدلع: طنط قالتلى انك هتسافر بجد؟
آسر بضيق: ان شاء الله. انا وسمية طالعين عمرة
نادين: هتوحشنى اوى، نفسى نقضى كلنا يا طنط يوم قبل ما آسر يسافر زى ايام زمان حضرتك فاكرة؟
ميرف: ايوة فاكرة يا حبيبتىدى ايام تتنسى. كنت اتمنى انهاتستمر لكن هعمل ايه
ثريا: ان شاء الله هترجع، اهه آسر جه وقعد هنا واستقر.
آسر ينهض من مكانه شاعرا بالاختناق: عن اذنكم...

ثريا: انت لسة قعدت معانا.
آسر: معلش يا طنط لوقت اتاخر وانا عندى شغل الصبح...
ثريا: امال فين مراتك. محدش شافها. كل لما نيجى متنزلش زمتقعدش معانا، لازم تعرفها ان كده مش اتيكيت خاص.
آسر بنفاذ صبر: مراتى عاقلو وناضجة بما يه الكفاية. مش محتاج اعلمها حاجة. عن اذنكم...

غادر آسر سريعا. واتجه الى غرفته، دخلها وجدها موحشة، فسمية خارجا برفقة امها التي ذهبت للطبيب بناء على طلب ممن آسر، بعدما رفضت الذهاب معه ولم يقو على جبرها. فأخبر والدتها كانت سمية لدى خليل بالمشفى. فحصها جيدا، ثم.
خليل: الحمد لله. مفيش قلق.
سمية: يعنى اقدر اعمل العمرة عادى؟
خليل: ايوة، بس تبعدى عن اى اجهاد زيادة وتاكلى كويس جدا. ودواكى تحافظى عليه. العمرة مجهود. مش عايز يحصل حاجة هناك لا قدر الله.

سمية: حاضريا عمو
مها: بتفضلى تقولى حاضر ومبتعمليش غير اللى دماغك. يا غلبى منك
خليل: ههههه لاوالله هي اتظبطت بعد آخر مرة اى نعم كان الوضع متأرجح لكن استقر دلوقتى وعايزينه يفضل يا سمسمة.

انتهت سمية. ثم ذهبت لمنزلها، وجدت الثلاث على حالتهم تلك، القت السلام وحيتهم، ثم صعدت الى غرفتها، : ان آسر يشرع في تبديل ملابسه. فطرقت البا وخلتمن تعبها لم تنتظر ان يأذن لها. كان صدره عاريا. ويرتدى بنطاله، ما ان رأته سمية حتى اغلقت البا بسرعة وضربت جبهتها، على غبائها. واتى وجهها بجميع الالوان. بينما هو. اكتفى بابتسامة بينه وبين نسه. اكمل ارتداء ملابسه سريعا. ثم فتح البابليجدها تقف بجواره واضعة يدها على وجهها. ضحك اكثر. انتفضت سمية.

آسر: تعالى يلا عشان تنامى.
سمية بخجل شديد وارتباك: آسفة بس كنت اكراك نايم، وبعدين يعنى جاية مستعجلة، معلش والله...
آسر بصوت خافت: هششششش هتفضحينا هيقولوا ايه بس. ادخلى يلا.
دخلت سمية واخذت ثيابها سريعا من الخزانة وتوجهت الى الحمام. ابدلت ثيابها وخرجت لتجده يجلس على كرسى. ما ان رآها. حتى اابتسم لها بخبث. ثم.
آسر: دكتور خليل قالك ايه؟

سمية: الححمد لله، اقدر اعمل عمرة ومفيش مشاكل خالص بس احافظ على الاكل والدوا
آسر: عال. طيب يلا عشان تنامى وانا هعمل تليفون وآجى
سمية تنهض: تصبح على خير
آسر طابعا قبلة على رأسها: ووانتى من اهل الخير...
خرج آسر من الغرفة ثم أجرى اتصال تليفونى،
خليل: السلام عليكم
آسر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. معلش بتصل فة وقت متأخر
خليل: مفيش مشكلة انا لسة منمتش
آسر بقلق: طمنى يا عمو، وضعها عامل ايه.

خليل: هو احسن من الاول. بس بردو لازم نحاسب
آسر بتردد: طيب. انا. هاسأل حضرتك بخصوص حاجة معينة. بخصوص سمية يعنى.
خليل قد فهم ما يلمح له: اسأل
آسر: سمية تقدر تمارس حياتها الزوجية طبيعى ولا متقدرش؟ ارجوك صارحنى بالحقيقة
خليل: ولو صارحتك. هتجرحها؟
آسر بصدق: مقدرش. ايا كان وضعها، بس اكون مطمن عليها، بس.
خليل: هي تقدر بس هيكون فيه ضوابط معينة. لان ده مجهود، انت فاهممنى؟
آسر بسعادة: اممم. خلاص وصل المعنى.

خليل: الحمد لله. اهم حاجة انك تراعيها وتخللى بالك منها. ولو حبيت نتكلم مع بعض اكتر تعالى.
آسر: بكرة حضرتك فاضى الساعة 1 الضهر
خليل باستغراب: الضهر؟
آسر: ايوة ممكن؟
خليل: خلاص تعالى ع المستشفى بأى.
آسر: خلاص ماشى. تصبح على خير يا دكتور
خليل: وانت من اهله يا ابنى سلم على سمية
آسر: الله يسلم حضرتك، مع السلامة...

دخل آسر لزوجته وجدها نائمة، اقترب منها ملس على وجهها بانامله، ثم طبع قبلة حانية على جبهتها، ثم نام، اتى اليوم الجديد ثم توجهالى خليل بموعده. وفهم من خليل اشياء كثيره وتنبيهات مهمة حتى لا تضطرب صحة سمية مرة أخرى، انقضت الايام سريعا. ثم اتى يوم السفر،.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة