قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل السادس والسبعون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل السادس والسبعون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل السادس والسبعون

آسر: هترجع انا متاكد يا باسل، ربنا هيرجعهالى تانى
باسل: ادعيلها، ولا تقلق نحنا راح نظل جوه كتير
فى مصر بالتحديد في منزل آسر، كانت مها تقرأ القرآن وملك تحمل عمر،
مها: صدق الله العظيم، ها يا مى؟ آسر قالك ايه؟
مى: سمية دخلت العمليات دلوقتى...
مها بدموع بسيطة: ربنا يرجعها بالبايدها ياربسلامه، خدبايدها يارب
ملك: يا ماما بالله عليكى الضغط هيعلى...
مى: يا طنط ادعيلها متعيطيش...

ملك: عمر نام. الحمد لله هطلع انيمه فوق عن اذنكم
مها: معرفش يعنى فيها ايه لو الولاد جم عندى بدل البهدلة دى
مى: آسر مصمم انهم يفضلوا في هنا. زواهى نعمة بتبان معاهم يا طنط واحنا بنجيلهم، ربنا يرجعلهم سمية بالسلامة يارب...

بينما كان ينتظر وينتظر، على كرسى يجلس مستندا راسه على الحائط مغمض العينين، يتذكر عنوان اول صفحة بدفتر خواطر سمية، ولسوف يعطيك ربك فترضى، صدق ربى، ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، صدق ربى، وقلت استغفروا ربكم ززانه ان غفارا يرسل السماء عليم مدرارا ويممددكم باموال وبننين ويجعل لم جنات ويجعل لكم انهارا، صدق وعد ربى، اليوم. اليوم فقط علمت بخبر حملى، فرحت بشدة. ساكون اما لطفل من زوجى الحبيب، لقد حرمنى الله اشياء كثيرة او اخرها عنى كثيرا ولكنه عوضنى باجمل منها، حرمنى وعوضنى بزوجى حبيبى الذي يملأ حبه وجدانى، حرمنى الاطفال وعوضنى بحملى، اتمنى ان اربيه ليكون صلاح الدين القادم، ليكون لبنة من لبنات الاسلام، ليكون لى ولدا صالحا يدعو لى اذا انقطع عملى من هذه الدنيا، لدى زوج صالح -احمد الله عليه كثيرا – وساكون له خير عون ان شاء الله في تربية ابنائنا وتنشئتهم الصحيحة على ديننا ومنهاجنا ان شاء الله. سيكون القرآن سلاحهما والسنة زادهما في هذه الحياة، تلك امنياتى التي اتمنى. ، لم يكمل آسر افكاره واستيقظ على صوت هاتفه، كان خليل، رد عليه آسر.

خليل: ها، سمية دخلت؟
آسر بصوت مكتوم: ايو ة، من نص ساعة
خليل: ربنا يرجعهالك بالسلام ة ويطمنا عليها، طمنى لو حصل حاجة انا جمب التليفون في اى وقت...
آسر بتنهيدة: حاضر، حاضر، مع السلامة
اغلق خليل الهاتف مع آسر بينما كانت زوجته تجلس بجواره، قلقة هي الاخرى،
أميرة: مدام قلقان كده كنت روح معاها، آسر تحايل عليك
خليل يتنهد بهم: مقدرتش، مقدرتش اشوفها وهي كده، مكنتش اقدر آجى معاها وهي جثة يا أميرة...

أميرة: اعوذ بالله يا خليل، ليه بتقول كده خللى عندك امل في ربنا، انت عمرك مكنت كده...
خليل: عشان عمر ماحصللى كده يا، بكرة تعرفى كلامى، سيبينى يا أميرة وروحى شوفى نغم.
أميرة تربت على كتفه: يا حبيبى مش هينفع تفضل قاعد في الاوضة كده، مينفعش يا خليل
خليل: روحى يا اميرة الله يرضى عنك، سيبينى في حالى دلوقتى...

خرجت اميرة تاركة زوجها، بينما آسر كان في حالة لا يرثى لها، اعماقه تقول انه لا فائدة، عقله يقول له لا جدوى، لكن قلبه يابى ذلك، ظل يدعو وينتظر وينتظر، استمرت العملية حوالى 10 ساعات، جال بفكر آسر كل شئ حدث معهما، ايامه معها، كل شئ. معاملته القاسية التي قابلتها بالصبر، كرهه لها التي قابلته بالموافقة ة والرضا، حبه لها التي قابلته بعشقها له واحتوائها له، اخطائه التي لم تلومه يوما عليهاولم تؤنبه بها، بل سامحته وتناستها، اسراره التي كانت خير حافظا لها، تذكر كم كانت تتالم ليلا ولا توقظه خشية قلقه وخوفا عليه، ولكنها تغادر الغرفة حتى لا تزعجه، سكونها وصمتها الدائمين، نظرتها البريئة بسمتها الصافية، دموعها التي كانت كحبات اللؤلؤ عندما تبكى، حضنها الدافئ، صوتها الرقيق، شعر بغربته بدونها، نظر الى ساعته زاد قلقه وخوفه، اخيرا خرج باسل وعلى وجهه علامات الجمود، توجه آٍر نحوه بقلق،.

آسر بترقب: خير؟
باسل يربت على كتفه: ان شا الله، والله عملنا كل شى بيطاع بايدنا بس عمليتها مو كانت سهلة، ماراح نقدر نحدد شى هلا، ان شا الله جسمها بيتقبله ومايصير مضاعفات بس، 48 ساعة الجايين هما اللى بيحددوا كل شى، ادعيلها
آسر بنفاذ صبروصوت معذب: يا باسل انا بقالى ييجى شهر كده حرام، طمنى قولى الحقييقة، انا بتعذب كده، لو عايزة دكاترة تانيين اجيبهم بس طمنى...

باسل بتأثر: والله مااراح يفيدوا بشى انت هون بافضل مشفى متخصصة بزراعة القلب بالعالم كله وهادول الدكاترة ما في افضل منن والله عم احكى الصدق، خللى املك با الله كبير ولا تيأس، راح تتعب شوى من الانتظار لكن الله بيفرجها، ادعيلها انت اانسان مؤمن وموحد بالله شو تركت للتانيين ها. يلا تعا معى ع البيت بدل تيابك وكل لقمة وتعا ع المشفى، هي بالعناية. زززوممنوع الدخول، ماراح تفيق هلا ابدا، يلا...

آسر: لا هستنى هنا.
باسل: ما بيصير، انت بقالك اسبوع على حالتك هى، ما بيصصير اسسمع الكلام البيت قريب من هون كتير راح نتمشى كمان، يلا.
آسر: طيب اشوفها ونمشى. اطمن عليها بس من بعيد
باسل بتحذير: ماراح تفوت، من بعيد...
آسر: مش مشكلة بس اشوفها...

أخذ صديقه ثم توجه للعنناية الفائقة، كانت ترقد هناك. رؤيتها كذلك لا تسر الناظر ابدا، بينهما امتار، ولكن قلبيهما وروحيهما وااحدة تابى الانفصال والبعد، نظر لها آسر نظرة متلهفة راجية لها ان تتماسك،
باسل: هلا شوفتها، يلا نمشى...
آسر يررفع ناظريه الى السماء: يارب، استرها...
غادر آسر بصحبة صديقه، وصلا الى منزل بااسل القريب جدا، دخلا.
باسل: فوت يا آسر
آسر: السلام عليكم، بسم الله...

باسل: هلا فوت بدل خدلك شاور وبدل تيابك وانا راح اطلب اكل من برة، شو بتطلب؟
آسر: اى حاجة، عن اذنك.
اغتسل آسر وابدل ثيابه ثم صللى وخرج لباسل ليجده يقوم بتحضير الاكل،
آسر: انا آسف بجد تعبت معايا
باسل: شو هالحكى عيب عليك، يلا تعا كلك شى
آسر: مليش نفس والله
باسل يجذب يده ليجلس: ما بيصير هيك عم تقتل حالك، والله اذا سية فاقت وشافتك هيك راح تقول بدلتولى زوجى...
آسر: بس هي تفوق...

باسل: بتعرف انا مستغربلك كتير يعنى، صراحة ما كنت اتوقع انه تحب سمية كل هالاد، انا بعرفك منيح اديش انت ما بتبين مشاعرك لحدا لكن تفاجئت بصراحة. اللى كان يشوفك وقت ما تزوجتميرنا يقول انك ماراح تحب واحدة غيرها، شو اللى صار؟

آسر بتنهيدة: اللى صار، انه حبيتها معرفش ازاى، كنت كل يوم اكتشف فيها حاجة جديدة، حاجة تخليك متقدرش تستغنى عنها، انا محبتش ميرنا في يوم، ز تقدر تقول، انبهار، اعجاب باسلوب حياة، معرفش. ثم نظر الى باسل، لكن سمية لا، عارف الحب اللى يخليك غصب عن مش بمزاجك تقع فيه، لما يكون فيه هدف من الحب ده، لما تكونوا عايشين مع بعض كانكم بتبنوا بيت في الجنة طوبة طوبة، فتتحملوا اى حاجة تقابلكم، ويكون عندكم حاجة تربطكم كده زى ميثاق مقدس، الحب بينتهى لما تنتهى الرغبة ياباسل صدقنى، لكن المودة والرحمة لا، ودى اية من ايات ربنا ومن اياتته ان خلق لم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة، علاقتى انا وسمية خاصة شوية لانها اتبنت على كده، على الآية دى، سمية حطت اساسها عندها كده، مش عايزنى احبها ليه، وكيانى يتقلب لمما احس انها ممكن تفارق حياتنا، اكمل بتاثر واضح وصوت مكتوم امنيتى دلوقتى انها تقوم وتشوف ولادنا، تاخدهم في حضنها زى اى ام، بس.

باسل محاولا تالتخفيف عنه: بتعرف شى، ياريت لين كانت ولد مشان زوجها مريم، الا قللى مومعك صورة الهن انا ماشفتن لهلا.
آسر بابتسامة باهتة: معايا جوه، كل يوم اختى واختها بيكلمونى فيديو عشان اشوفهم، هيكلمونى بعد شوية ان شاء الله
باسل: خلاص، مشان شوفن. يلا الاكل هيبرد وانا ما فيا حيل اقوم سخنه. يلا سمى الله...
كانت بغرفة ابنها البعيد عنها منذ زمن، جلست على كرسى، ثم اخذت تتأمل صورته المعلقة،.

ميرفت: سامحنى يا آسر، مش قادرة احبها، مش قادرة انسى قسوتهم، مش قادرة، سامحنى يا بنى، ربنا يردهالك بالسلامة وتعيشووا مع بعض وتربوا ولادكم، يارب ولادكم متدوق اللى انا دوقته من زمان، يارب يا آسر، سامحنى يا حبيبى...
بينما في منزل آسر فالوضع كما هو،
مى: ملك قومى روحى الدنيا ليلت وعمرو زمانه راجع هلكان دلوقتى...
ملك بتثاؤب: طيب وانتى؟
مى: يوسف هيعدى عليا عشان نكلم آسر...

ملك: خلاص ماشى، سلميلى عليه وطمنينى على سمية عشان خاطرى...
مى ترتبت على كتفها: حاضر يا حبيبتى، قومى انتى.
غادرت ملك المنزل. واتى يوسف بعدها بقليل، بينما آسر انتهى من طعامه، ثم جلس بالغرفة، اتاه اتصاله المنتظر،
مى: ازيك يا آسر عامل ايه؟
آسر: كويس يا مى، الولاد عاملين ايه؟
مى: كويسين يا حبيبى، متقلقش رينا يرجعكم بالسلامة. ويقوم سمية بالسلامة يا حبيى
آسر بتأثر: يارب يا مى ادعيلها بالله عليكى...

هنا ظهر يوسف على شاشته،
يوسف: يا عم ان شاء الله خير، انت فين؟
آسر: في بيت باسل، طمنى الشغل اخباره ايه؟
يوسف محاولا النخفيف عنه: متقلقش والله تمام، عمرو ربنا يعينه هو وعمو احمد وانا بروح اساعدهم على اد ما اقدر اهم حاجة متحملش هم، هووانت مش عايز تشوف عيالك يا بنى؟
آسر: هما فين وحشونى...
اتت له مى تحمل ابنه ومى تحمل ابنته،
يوسف: اهما يا سيدى شوفت عاملينلهم بيبى سيتر...

كان آسر ينظر اليهما ولا يتكلم، تمنى ان يكونا بين احضانه الآن ولكن يكبران يوما عن يوم وهما بعيدان عنه وهو وسمية بعيدان عنهما،
يوسف: ايه يا بنى اتخرست ولا ايه...
آسر: لا، بس وحشونى يا يوسف نفسى اخدهم في حضنى دلوقتى...
يوسف: ربنا يقرب البعيد، بس الواد ابنك ده مبينيمش نعمة بالليل وبيهد حيلهم بالنهار...
آسر بقلق: يمكن تعبان ودوه للدكتور
يوسف: ههههه متقلقش اوى كده، هو الواد طالع مناكف لابوه...

آسر: ربنا يحفظهم ياارب، المهم شيلهم
يوسف مقاطعا: ليه يا يا خويا شايفنى سوسن...
آسر: لا يا اهبل شايفك راجل، باسل عايز يشوفهم. لو مش عايز خلاص خللى مى تشيلهم، واستنى انادى باسل، باسل باسل...
يوسف يتناولهم من مى: يخربيت شيطانك استنى، هاتى يا مى العيال دى. ده انا مشلتش محمود اد ماشيلتهم هاتى...
مى: ههههه. طيب...
جاء باسل الى آسر،
باسل: خير؟
آسر: تعالى عشان تشوف الولاد...
باسل جلس بججواره: عن جد؟ هات لشوفن.

انهى آسر مكالمته مع يوسف، اخبر باسل بانه سيذهب للمشفى،
باسل: طيب انا راح ريح شو واجى...
آسر: ماشى. سلام...
توجه آسر للمشفى ليجدها على حالتها، حاول ان يدخل لها، ادخلته الممرضة بعد محاولات عدة منه، دخل آسر وجلس جلسته التي تدمى قلبه الما في كل مرة، اشتاق لصوتها لنظرتها، مسك يدها ثم قبلها، واخذ يتكلم ويحكى لها عن اولاده،.

آسر: الولاد بيكبروا يوم عن يوم، محتاجينلنا هناك، يوسف بيقوللى ان عمر طالع مناكف زيى، انتى ايه رأيك؟، ثم اكمل بمرارة، كلهم بيقولولى مش هترجعى معايا، بس انا بقول لا هرجع واييدى في ايدك، هنرجع سوا مصر ونربى ولادنا، كده ابأى مناكف؟ كانت تستمع اليه حينا ويختفى صوته مرة اخرى، لكن مازالت قواها منهكة، ولكنها، وجد آسر من يضغط على يده. بخفة، نظر لها غير مستوعب، خاف ان يتكرر ويقف قلبها كما حدث سابقا، ولكن لم يحدث شئ وازداد الضغط،.

آسر بلهفة يقبل يدها: سمية. انتى سمعانى؟ ردى عليا، سمية، يارب، انا هنادى الدكتور...
غادر اسر سريعا واتى بالطبيب وقام بفحصها،
الطبيب: انها بدأت تستعيد وعيها، لكن لا تقلق، ستكون بخير، لكن مهلا من الذي سمح لك بالدخول؟
آسر بحرج: دخلت وحدى سيدى.
الطبيب بحزم: اتمنى الا تعيدها. هذىا يؤثر عليها بالسلب، عن اذنك...

ظل آسر امام العناية يراقبها فقط، يتمنى لو يدخل لها ويستشعر لمسة اناملها مرة اخرى ولكن لا جدوى، اتى الصباح واتى معه باسل، وجد آسر يجلس على كرسى يفرد رجليه اماما واضعا واحدة على الاخرى مكتفا يديه ومسندا رأسه على الحائط، نائما، ايقظه باسل برفق، استيقظ آسر، نظر له ثم نظر الى سمية، قم قام بتدليك رقبته.
باسل: اكيد بدها توجعك...
آسر بتثاؤب: روح طمنى عليها يا باسل.

باسل: ع فكرة دكتور جان قاللى ع اللى صار امبارح، لا تقلق، راح افحصها واجى
آسر: ادخل معاك؟
باسل بتعجب: وين تدخل معى؟ لا، ما بيصير. روح غسل وجهك هاد ع القليل
آسر: طيب ماشى...
ذهب آسر الى الحمام. بينما كان هناك يفحصها، شعرت به، تحاول النطق الكلام الحركة اى شئ منذ زمن، ولكن بصوتها المختنق من تحت انقاض الاامها، يأتى اسمه.
سمية: ، آسر...
باسل بدهشة: انتى فقتى، سمية عم تحسى فينا...

لم ترد سمية وعادت الى سباتها مرة اخرى، اتى آسر فقابله باسل على بابا العناية، وكان يخرج مسرعا
آسر: انت خارج بسرعة ليه في ايه؟
باسل: ولا شى، بس سمة هلا قالت اسمك، يعنى حاسة فينا. راح نادى دكتور دانييل هلا، ماراح تفوت خليك هون عن اذنك...
تركه باسل وغادر سريعا، بينما ظلت عيناه الباسمتين الداعيتين لله عز وجل ان يحفظ سمية، ظل نظره متعلقا بها، جاء دكتور دانييل وقام بفحصها ثم خرج،.

دانييل: لقد استقرت حالتها ولكن لم نعرف جيدا حتى الان مدى تقبل جسمها...
آسر: ازاى يعنى؟
دانييل: سنطمئن على كل شئ غدا، استئذنكم
وغادر دانييل.
آسر بعصبية: انا مش فاهم حاجة في ايه يا باسل.؟
باسل: روق، سمية حالتها احسن من قبل كتير بس المشكلة انه القلب لساه جسم جديد عليها يعنى ممكن جسمها يتعامل معه كدخيل ويهاجمه وممكن يتقبله
آسر بقلق: يعنى، الناس كلها كده؟

باسل: احنا بنحاول نقلل مناعتها مشان جسمها ما ينتج اجسام مضادة كتير ويهاجم القلب. مشان هيك لازم نستنى لنحدد وضعها بكرة. بس اطمن، تقدر تفوت تطمن عليها على فكرة...
آسر بلهفة: بجد؟
باسل بابتسامة: اى. بس البس ماسك. هي غرفتها متعقمة بطريقة خاصة، على فكرة، سمية نجت باعجوبة. بمعجزة عن جد...
آسر: طيب. عن اذنك.
دخل آسر لها، واقترب منها بسرعة، ومسك يدها. شعرت به، انها لمسته الخاصة،.

سمية بصوت ضعيف لا يسمع: . آ. سر، آسر.
آسر يقبل رأسها بدموع وبلهفة: نعم يا روح آسر. انا هنا، سمية، حمد لله على سلامتك، وحشتينى. الحمد لله يارب.

فتحت سمية عيناها ببطء شديد، وبألم. فتحتهم مرة اخرى لترى سر حياتها ووجودها، لتشفى المها برؤيته، هو فقط، لم تعد تقوى على غياب صورته عن عينيها برغم استوطانها بقلبها وعقلها واحلامها، ولكنها افتقدته، لم يتكلم ولكن اسكتته عيناها، تلك النظرة البريئة الحانية، تلك التي تسلبه من نفسه ليصبح اسير حبها وسحرها. اشرقت شمس حياه من جديد بعد ان افل ظلام ليل طويل، ها قد عادت شمس ربيعه مرة اخرى، قال بتمهل كانما يحاول استيعاب ما يحدث.

آسر بصوت معذب ومتلهف: سمية. وحشتينى، اوى، اخيرا، الحمد لله زززاحمدك يارب. الحمد لله
ترك يدها ثم خر ساجدا شاكرا لله عز وجل، باكيا...
سمية تبلع ريقها بصعوبة: ، و. ولادى، امم، اااه...
آسر يقترب منها و يملس على رأسها: في مصر يا حيبتى وكويسين الحمد لله، متتكلميش الكلام غلط
نظرت له سمية بتساؤل،
آسر بابتسامة باهتة: انتى في المانيا، عملتى العملية خلاص. وان شاء اله تنجح، معدش فيه تعب تانى ولا فراق.

نظرت له سمية بابتسامة جاهدت على رسمها،
آسر: حاسة بايه؟ تعباننة؟ انادى الدكتور، حاسة يوجع؟
سمية: تؤ. اشو. اشوفهم...
آسر: حاضر.
سمية نظرت له بحب جارف من بين المها: وحشتنى، اوى. حبيبى.
قبل آسر رأسها، وتساقطت ادمعه. وقال بصدق شديد وشوق.
آسر: ياااه كنت فاكر مش هسنعها تانى، وحشتينى يا سمية. ربنا ميحرمنيش منك...
اراها صور طفليها، تساقطت دموعها،
آسر: شايفة حلوين ازاى.؟
سمية من بين دموعها: امم...

آسر يكفكف دمعها: ابوس ايدك كفاية دموع وعياط، خلاص، كلها يومين ونروح لهم بس انتى شدى حيلك، ماشى. ريحى انتى دلوقتى وانا جمبك اهه، هاتصل بيهم اطمنهم واجيلك ماشى...

قبل رأسها ثم غادر، اغمضت عينيها ولكن قلبها وامومتها لم تنخمد نار اشياقهما لطفليها، تتمنى لوا ان بامكانها ان تغادر سريعا لتحتضنهما وتستنشق عبق المسك، ولكنها ايام وستراهم حتما ايام ليست اكثر، اتصل آسر بمصر واخبرهم وطمأنهم على سمية، كان الجميع في دهشة وفرح. لم يصدق خليل واخذ يستحلف آسر ان يخبره الحقيقة، واقتنع اخيرا، وخر ساجدا هو الآخر، لم يغفل آسر عن شكر ربه، وتذكر الاية واذا وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، اجرى اتصالا هاتفيا بالبنك وامره بتحويلمبلغ الى دار الايتانم ومشفى السرطان، دخل اليها مرة اخرى، كانت نائمة. اخذ يتلو القرىن بجوارها، انقضت ايام، وصحة سمية تتحسن ببطء شديد. فيدأت تتكلم. ززلكن ليس كثيرا، ذات يوم كان معها،.

سمية طبصوت ضعيف متقطع وبصعوبة: عايزة اشوف الولاد يا آسر، عشان خاطرى، اتصل بيهم
آسر: يا سمية الجماعة مش هيبطلوا كلام معاكى وانتى عارفة كده غلط. ما انا بسجلل المكالمة وبوريهملك.
سمية طتشد على يده: عشان خاطرى. اتصل بنعمة. محدش هيكون هناك، عشان خاطرى
آسر يقبل يدها: حاضر يا بابا، هاتصل بيها واشوف، بس مش دلوقتى هما نايمين والوقت متاخر في مصر...
نظرت له بحب شديد ثم ابتسمت بامتنان،
سمية: هينقلونى الاوضة امتى؟

آسر: مش دلوقتى خالص لما نطمن الاول. نامى دلوقتى
سمية تتكلم بصعوبة: . حاسة انى بقالى زمن مشفتكش، كل لما اكون معاك يا آسر مش عايزة اغمض عينى، تفوت لحظة مشوفكش، فيها
آسر يقترب منها: عارفة لولا البتاع اللى هما ملبسينهولى ده كنتى عرفتى انتى وحشانى اد ايه، عينيكى وضحكتك ونظرتك وهمستك لمستك، صوتك، كل حاجة وحشانى.

سمية بخجل: عارف، كنت كل يوم معايا، عينك مبتفارقنيش، وصوتك جوايا، كنت معايا مفارقتنيش لحظة. ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك
آسر يقبل رأسها: ولا منك، مامى بأى ريحى عشان دكتور دانييل هييجى ماسكلى مشرط دلوقت ههههه كفاية المرة اللى فاتت.
سمية بابتسامة: ، تحكيلى حدوتة...
استسلمت سمية للنوم تحت نبرات صوت آسر التي تعطيها الامان. للمسته التي تعطيها الدفء، بينما كانت نعمة في المنزل. معها مها فقط،.

مها: طيب انا هروح يا نعمة. عايزة حاجة يا بنتى
نعمة ك سلامتك يا مها هانم
مها: انا عارفة اننا تقلنا عليكى اوى، بس والله آسر مراضى يروحوا عن حد. بيقول ده بيتهم ميخرجوش منه، وباين انه بيثق فيكى اوى لدرجة انه يخليكى مع الولاد، معلش يا بنتى، هما خلاص سمية تتسترد صحتها وهييجوا على طول، تقللنا عليكى.

نعمة بابتسامة: يا ست مها متقوليش كده، دى دكتورة سمية جمايلها عليا من زمان اوى وحتى لما جيت هنا حسيت انى بين اهلى، اكرمونى اوى. دى دكتورة سمية خلتنى اقدم في المعهد اللى هنا عشان يكون معايا شهادة اتسند عليها، وماشاء الله والله حاسة الولاد زى عيال سامية اختى بالضبط، ربنا يرجعهم بالسلامة ويقرب البعيد يا ست مها...
غادرت مها منزل ابنتهاا، بينما ظلت سمية مع الاطفال،.

نعمة ك انتو مالكم سهرانين النهاردة ليه كده دى الساعة 12، ناموا بأى، ماما سمية هتزعل. يلا نغنى، دى حبيبة امها يا خواتى بحبها، ولا عتزعل يا سى عمر؟
هنا اتاها اتصل تليفونى من آسر.
نعمة: السلام عليكم
آسر كوعلبكم السلام، ازيك يا نعمة؟
نعمة: آر بيه؟
آسر: ايوة يا نعمة انا. الولاد عاملين ايه، السخونية راحت.

نعمة: كويسين اوى ماشاشء الله، الحمد لله الدكتور قال انها بس عشن التطعيم اللى كان من يومين ده، بس هما دلوقتى كويسين اوى، وحتى كمان مش راضيين يناموا ههههه عمالين يلاغوا في بعض، وبنغنى مع بعض.
آسر بارتياح: الحمد لله، طيب انا هاتصل بيكى بعد ربع ساعة كده. ان شاء الله، سمية عايزة تشوفهم، ه
نعمة: بجد يا آسر بيه؟ يعنى هي بتتكلم؟

آسر: يعنى شوية، بس الدكتور مانعها الكلام عشان غلط. هتعرفى تعملى الكاميرا بتاعة اللاب؟
نعمة: ايوة هعرف يا آسر بيه. الحمد لله استفدت حاجة من المعهد اهه
آسر: هههه طيب يا نعمة. روحى اعمليها وانا هدخل لسمية دلوقتى، مع السلامة...
دخل لها زوجها كانت مغمضة العينينزززتتلوا سورا من القرآن ز، احست بشذا عطره، فتحت عينيها بابتسامة، ثم صدقت،
آسر: انا كلمت نعمة وهنشوفهم دلوقتى
سمية بدهشة: بجد؟

آسر: امم، هتكلميهم وهيسمعوكى.
سمية بدموع وصوت ضعيف: نفسى اخدهم في حضنى
آسر: قريب يا حبيبى ان شاء الله. وبعدين احنا قولنا ايه عياط لا صحتك يا سمسم...
سمية تتنهد: ماشى. آسر. انت سلملتى عليهم. لما اتولدوا؟
آسر: ايوة، وكمان جبتهملك العناية هناك
سمية بصوت ضعيف متقطع: كنت حاسة، بيهم. : ان نفسى احضنهم، واشم. ريحتهم، بس مكنتش قادرة حاولت بس ماقدرتش.

آسر يقبل رأسها: اللى راح يتعوض ان شاء الله مدام قومتى بالسلامة، هاتصل بنعمة استنى.

اتصل آسر بنعمه. التي قامت باعداد المطلوب منها، اتصل آسر بالحاسوب عن طريق هاتفه الذكى، تلقى الهاتف صورهم المباشرة، كانا نائمين على سرير واحد، هادئان، ما ان رأتهما حتى اهمرت دموعع اشتياق الامومة وانفجرت ينابيع الحنان والعطف بها،.

سمية بتأثر شديد: عمر، مريم، يارب اشوفك يا عمر زى عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز، يارب اشوفك زى السيدة مريم العذراء يا مريم، يارب اشوف فيكوا العدل والنقاء والطهر والايمان، يارب.
آسر: نعمة قربى الكاميرا منهم شوية.
قربت نعمة كاميرا الجهاز من كليهما،
آسر بثقة: شايفة لون عين مريم، زى مين،؟
سمية نظرت له. بحب شديد.
سمية: زى حبيبى...
كانت اعين آسر تتميز بلونها الرمادى، وبحدة ايضا.

آسر: بس فيها برائة عين سمية ونظرتها...
سمية: وعمر؟
آسر: لونهم اسود، باين عليهم محبوش يزعلوا حد فينا، بس هما زعلونى اكتر. شايفة شعرهم وكمان عيونعم الواسعة، تؤتؤ متفقناش على كده هههه...
سمية باستغراب مازحة ليه بس، دول عيالك بردو...

آسر مازحا: الواد هيكون راجل وليه قصة مش شايفة شعره عامل ازاى. طيب مريم بنت، مش مشكلة، لكن شوفى الولا، وكمان ايه يوسف بيقول عليه مناكف باين عليه هيتعبنا جدا في تربيته، بس هتقدرى عليه زى ما قدرتى على اللى خلففوه صح؟
سمية تنظر لطفليها: هربيهم معاك. يا ىسر، هنربيهم سوا ونقدر عليهم سوا. مش هنسيهم ابدا، وحشتونى يا حبايب ماما، نفسى اخدكم في حضنى دلوقتى...

كانما شعرا بوالديها ليطلقا بعض الاصوات التي تعبر عن ارتياحهما وسعادتهما،
آسر: طيب يا نعمة. خلاص، بكرة ان شاء الله هكلمك. وياريت تنيمى الولاد الوقت اتاخر جدا عندكم.
نعمة: حاضر يا آسر بيه. حمدلله على سلامتك يا دكتورة
سمية: الله يسلمك يا نعمة، خدى بالك منهم، دول روحى يا نعمة عشان خاطرى
نعمة ك متقلقيش والله في عنيا، مع السلامة...
اغلقا الاتصال، ثم بدات دموع سمية مجددا.

آسر بنفاذ صبر: يووه بأى احنا قولنا ايه.
سمية بألم: الحمد لله. احمد لله، بس هما وحشونى كان نفسى اخدهمفى حضنى اول ما تولدو. وارضعهم واحسب يهم زى اى ام، بس الحمد لله ثم نظرت لأسر مبتسمة الحمد لله ان انا شوفتهم، وان شاء الله هنرجع لهم صح...
آسر يقبل رأسها: صح يا حبيبتى...

مرت الايام وقبل جسد سمية القلب، ولكنها مازالت في مرحلة النقاهة والحذر، كان آر لا يفارقها كظلها. ز. يبيت معها يهتم بها، يمرضها. ويطمئن على عمله من خلال عمرو وينجز الاخر من خلال الهاتف او الحاسوب، وانتقلت الى غرفتها العادية، ذات يوم اذن لها الدكتور بالحركة،
آسر: يلا يا حبيبتى نقوم نتمشى زى ما قال الدكتور
سمية: خايفة، مقدرش...
آسر: ليه عاملة العملية في العمود الفقرى ههههه.

سمية: هههههه، بجد والله حاسة انى دايخة ورجلى مش هتشيلنى...
آسر بدهشة مصطنعة: ايه ده انتى حامل؟، من امتى؟
سمية تضربه على كتفه: بطل هزار بأى
آسر يمد يده لها: ههههه طب يلا يا حبيبى. متخافيش...
نهضت سمية بصعوبة، ثم بدأت تتحرك، كان بجوارها يحتضنها بيد ويمسك بيدها مسندا اياها بالاخرى، خطت بضعا من الخطوات ثم شعرت بدوخة والم. فااستندت على كتفه
سمية: كفاية كده بكرة نكمل...

آسر: يا كسلانة ماشى ماشى يلا عشان تتعشى...
سمية: مش عايزة.
آسر مقاطعا بصرامة: اسكتى خالص مفيش تنشيف دماغ تانى تعبتينى يا شييخة
ساعدها آسرفى الوصول الى سريرها ثم فردت جسدها عليه. اتى آسر بعشاءها واطعمها اياه،
سمية: الحمد لله، كه كفاية
آسر: هههه طيب ماشى. على العموم نروح بس هحشيكى بط وحماام وفراخ باى وكوارع.
سمية: الحمد لله اننا مطولين هنا ههههه
آسر ينظر لها بعمق، قائلا بحنان واضح: يخليلى الضحكة وصاحبتها.

اخفضت سمية رأسها خجلاوشبكت اصابعهاا ببعضها بتوتر. ثم قالت بصوت منخفض
سمية: آسر، ممكن، يعنى.
آسر يجلس بجوارها على السرير ويمسح على شعرها
آسر: خير؟
سمية تنظر له بحب وشوق: وحشنى حضنك اوى. عايزة انام على صدرك زى زمان...
آسر يقبل رأسها ويهمس لها قائلا: من عينى، بس ايه المقابل؟
سمية نظرت لها بابتسامة: تانى؟ مقابل؟
آسر يغمز لها بخبث: هههههه لما نروح هاخده منك، مراعى اللظروف اهه، بس معنديش حاجة ببلاش.

سمية: هههههه ماشى. بس اقفل الباب كويس لحد من الدكاترة ولا الممرضين يدخل
آسر: ميدخلوا، هو انا هعمل حاجة. دى حضرتك نايمة بالبيجاما الكاستور هههههه.

نامت سمية بين احضان زوجها مرة اخرى كانها تريد ان تثبت لنفسها انها بحقيقة وليست خيال، انها فعلا قد تعافت ورات اولاها وها هي مرة اخرى بين احضانه، زانقضت الايام سريعا، وحان موعد عودتهما، عادا اى ارضهما، مصر، لم يخبرا احد، وصلا مطار القاهرة فجرا، توجها الى منزلهما، مباشرة، وصلا المنزل، الوقت مبكر جدا لم يستيقظ احد بعد، نزل آسر اولا، بقيت سمية بسيارتها تتامل المنزل، انتبهت للباب يفتحه آسر ثم يمد يده لها،.

آسر مبتسما: يلا...
سمية بابتسامة غير مصدقة ما يحدث: هشوفهم؟!
آسر يقبل رأسها: اكيد...
نزلت سمية من سيارتها وآسر ممسكا بها، فهى ما زالت لم تسترد عافيتها كاملة، فتح آسر باب منزله،
آسر: حمد لله على السلامة، نورتى.
تجولت سمية بنظرها ارجاء بيتها، تركت يده، ثم سارت ببطء. توجهت نحو السلم، نظرت لاعلى، ثم نظرت له بابتسامة مليئة بالشوق،
سمية: في اوضتهم صح؟
اقترب منها آسر ثم همس لها بحنان،.

آسر: من يوم ما جم وهما فوق وهما هنا، وبعدين اوعى تسيبى ايدى تانى...
وحملها آسر كما اعتاد،
سمية: هههه كبرنا خلاص على الحركة دى، مبأناش لوحدنا...
آسر: كبرنا ده ايه، دى حياتنا بدأت. وبعدين حتى لو بأى عندنا احفاد ان شاء الله. هفضل اشيلك، بس اوعى تتخنى انا بقولك اهه
سمية مشاكسة وتعلق يدها برقبته: لا انا هتخن، وجدا كمان، بأيت ام بأى.

آسر: ههههه طب انا راضى بذمتك، روحى بصى في المراية، مفيش امل انك تتخنى ابدا، طول عمرك هتفضلى عيلة.
سمية طبغضب مصطنع: انت اللى عجوز
آسر ينظر لها بمكر: عجوز اها؟!، طيب بكرة نشوف، استنى عليا بس يومين، بس ايه رايك لما
ولم يكمل آسر كلمته ولكن قربها منها، حتى صارت انفاسه تلفح وجهها، توترت سمية من هذه الحركة جدا.
سمية بارتباك وخجل شديد: نزلنى، يعنى. اوضة الولاد اهه. آسر مينفعش كده.

لم يستجب لها ولكنه قربها أكثر، زفى هذه اللحظة خرجت نعمة من غرفة طفلاها، استيقظت لتوها وخرجت زززكانا امام باب الغرفة مباشرة، سمعت سمية صوت الباب وكذلك آسر، نظرا اليها. الجم الخجل سمية ولن الثقة والتسلية كانا حليفى آسر، اما نعمة، فتحت عينيها لتراهم. ززشعرت انها تخيلات، فركت عينيها جيدا. ثم عاودت النظر.
نعمة بخضة: بسم الله الرحمن الرحيم، >ستور، اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

سمية بخجل شديد تهمس له: نزلنى. عيب.
انزل آسر سمية بينما نعمة على حالتها، توجه لها آسر بالحديث.
آسر طبابتسامة: ايه يا نعمة مالك؟
نعمة ببصدمة: دكتورة سمية؟ حضرتك انت ىزززهنا يعنى جيتى؟
سمية بابتسامة: ازيك يا نعمة.
نعمة بدموع: وحشتينا والله حمد لله على سلامتك. والله البيت كان وحش اوى يا دكتورة
سمية بتأثر: كان جنة باللى فييه يا نعمة.
آسر: رروحى باى يا نعم حضرى الفطار.

نعمة: حاضر يا بيه، حمد لله على سلامتم ربنا ميحرمناش منكم ابدا، عن اذنكم...

غادرت نعمة. فتحت سمية باب غرفة طفليها. ظلت واقفة. زلم تدخل، نظرت سمية للطفلينن، كان كل منهما بسريره، متجاورين، نظرت بشوق بلهفة بعدم تصديق، لم تفعل شئ سوى انها خرت ساجدة لله عز وجل ان من عليها برؤيتهما، كان خلفها يراقبها، دنا منها ززوانحنى. رففعت سمية رأسها واعتدلت وكانت دموعها على وجنتيها، امسكها آسر من كتفيها ونهضا. زقبل رأسها،.

آسر يمسح وجهها بيجيه: اول حضن ليكى مينفعش يكون معاه دموع، هيحسوا بيها...

اقتربت سمية من طفليها زززحملت ابنتها، اخذت تنظر لكل شئ بها، تتاملها بشوق ولهفة شديدين. قبلت رأسها وضمتها الى صدرها كانت كالظوىن التائه في الصحراء الذي وجد اخيرا نهر الماء العذبزززكانت كالتائه الغريب الذي عاد الى دياره اخيرا بعد يأس وانتظاار. زاخذت تستنشق عبق مسكها، كانما تحاول ان تختزنه بين انفاسها، ان تعوض ما فاتها معهم، نظرت لآسر، بحب، كان يحمل ابنه وينظر لها، بابتسامة رضا، جلست سمية على اريكة قريبة، اقترب آسر منها، ثم جلس بجوارها، احتصنت ابنتها بيد ثم مدت له اليد الاخرى ززط.

سمي: هات عمر يا آسر...
آسر ك هيكوانوا تقال علكى هما الاتنين...
سمية بابتسامة: لا، عايزاهم يكونوا في حضنى هم االاتنين.

ناولها آسر ابنه برفق، اجتذبتهم الى احضانها المتلهفةزززالى امومتها اهايم بهما، استكانا بين احضانها زززكانما يبثان لها شوقهما واحتياجهما الشديد لها، كان يراقبها، بسعادة شديدة اخيرا تحقق حلمه، هي بجانبه بين احضالمتشوقة الى ححنانها النهما اولادهما، مالت سمية قليلا ليضمها آسر بين احضانه بكلتا يديه،
سمية بسعادة شديدة: الحمد لله اخيرا زززبين حضنى اولادى واحنا بين حضنك، ربنا يخليك لينا وميحرمناش منك...

آسر طيتنهد بارتياح: ولا منكم، يلا بأى عشان تريحى، االمجهود غلط عليكى
سمية: باستعطاف: لا خلينى معاهم شوية، انا ماصدقت يكونوا بين حضنى يا آسر...
آسر مازحا: كترت كلمة لا في كلامك يا سمية، دى الطاعة ولا من لقى عياله نسى جوزه.
سمية بحب: عارف انا بحبهم قبل ما اشوفهم ليه؟ كان نفسى يكون عندى اطفال ليه؟ عشانك انت، عشان هيككونوا ولادك انت، حتة منك انت اللى كانت جوايا، ثم نظرت لطفليها. حبيتهم عشانك انت.

آسر: طيب يلا، عشان متتعبيش، عشان خاطرى
سمية: طيب هناخدهم يناموا معانا. ها؟
آسر ينظر لها باستسلام: ماشى يا سمية. انا عارف انه هييجى على دماغى. يلا، بس هاتى اشيلهم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة