قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل السابع والثلاثون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل السابع والثلاثون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل السابع والثلاثون

صعدت سمية لتبدل ثيابها، لقد حان وقت السفر، دخلت غرفتها، تتامل كل زاوية بها، تتامل مكتبها، سريرها، صورها مع عائلتها، شهادات التقدير المعلقة، اجندتها الخاصة، كل له ذكرى مختلفة، سعيدة على قلبها ونادرة، ستتركهم وترحل، ترى هل ستعود اليهم ام لا، جلست على فراشها تملس عليه تستشعر لمسته للمرة الاخيرة ربما، اطلقت تنهيدة من قلبها ثم ترقرقت عبااراتها. لتجد امها تطرق الباب وتدخل...

مها: ايه يا سمية ده كله بتجهزى،؟
سمية تنظر لامها بابتسامة حانية، وعيون حزينة، : ...
مها جلست بجانبها: في ايه بس. هو في عروسة يوم فرحها تكون كده.
سمية: هتوحشنى اوضتى اوى، هيوحشنى بيتى يا ماما...
مها: هههههه اولادى مبأتش اوضتك ولا ده بأى بيتك يا حبيبتى، بيتك هو بيت جوزك. وكمان اوضته هي اوضتك. بلاش دلع ويلا انزلى. آسر مستعجل
سمية: ماما...
مها: خير،؟

سمية انزلت راسها: انا اسفة ل كنت دايقت حضرتك في يوم او بابا او اخواتى، متزعليش منى ارجوكى وسامحينى...
مها احتضنت بنتها: يا حبيبتى انتى عمرك ما دايقتينى يا سمية ولا اخواتك ولا بابا كمان، ربنا عالم انتى بالنسبة لينا ايه، وبعدين ايه لازمته الكلام ده بس، يلا قومى امال عريسك مستنيكى تحت...
سمية: حاضر.

مها: سمية انا عارفة انك كان نفسك في فرح زى باقى البنات، وفستان فرح وطرحة وزفة، وعارفة ان ده ماثر عليكى. بس يا حبيبتى اعذرى بابا وآسر، وان شاء الله ربنا هيعوضك احسن. ولسوف يعطيك ربك فترضى، اوعى يا سمية في يوم تخللى آسر يبات في يوم زعلان منك او متدايق. دايما حطى رضاه بعد رضا ربنا بحانه وتعالى. استحمليه يا حبيبتى وعيشى معاه على الحلوة والمرة، اتحنى مع الريح عشان متتكسريش، ماشى يا حبيبتى.

سمية: حاضر يا ماما...
مها: يحضرلك الخير يا بنتى ويسعد ايامك يارب ويرضيكى يراضيكى، يارب يا بنتى
سمية: اللهم آمين.
مها: يلا، تعالى ننزل.
تنزل سمية بجوار والدتها الى اسفل، كانت ترتدى هذه الثياب وحجابها الطويل.

مرتبكة متوترة، خائفة. شعرت بها امها نظرت لها نظرة حانية ثم شدت على يديها، نزلت لترى آسر في استقبالها مد له يدها وعلى وجهه ابتسامة مصطنعة. او ربما تكون حقيقية. لا تدرى. امسك بيدها وسار بها حتى وصل الى البقية، شِعرت برعشة قوية في انحاء جسدها، اهتزت يدها قليل، ثم صارت كقطعة ثلج، واحمر وجههاكثيرا، مما جعل آسر،
آسر مبتسما: ايه يا بنتى هو انتى كنتى حاطة ايدك في تلاجة، متخفيش انا مش هاكلك...

وصلوا عند الجميع حتى يودعوهم. عدا ميرفت التي صعدت غرفتها، وصلت لابيها هبطت لمستواه. قبلت راسه ويديه،
أحمد: الف مبروك يا حبيبتى، ربنا يتمملك على خير، خللى بالك من نفسك. انا مش هوصيها عليك يا اسر لانى عارفها، بس خللى بالك منها. دى الغالية، ربنا يهدى سركم يا اولاد يارب
رهف بدموع: سمسة...
سمية: نعم يا حبيبتى.

رهف: عايزة اجى معاكى، عشان خاطرى. والله هذاكر وهاكل كويس ومش هتفرج على التلفزيون، وهعمل كل حاجة. ومش هدايقك ابدا، عشان خاطرى...
سمية بنرة حانية وبتأثر: مينفعش المرة دى، اقولك اتفاق. تمام...
رهف بحزن: تمام...
سمية: بصى يا ستى انا هكلمك ع الميل. واطمن عليكى، وكلها كام شهر وارجعلك على طول، وبعدها ان شاء الله، صدقينى يارهف عمرى مهبعد عنك تانى عمرى، وده وعد، اتفقنا.
رهف: اكيد وعد؟
سمية: امممم.

رهف: اتفقنا، [س دى اخر مرة
سمية تقبل راس اختها وتهمس بصوت منخفض: اكيد. اكيد...
مالك: تروحوا وترجعوا بالسلامة...
سمية: الله يسلمك، خللى بالك من بابا وماما ورهف يا مالك، وخللى بالك من دراستك.
مالك وهو يقبل راس اخته: متقلقيش، هتوحشينى اوى
سمية: وانت كمان، ادعيلى بالله عليك، اوعى تنسانى من دعائك.
آسر مازحا: ده احنا الل مفروض ندعيله احنا على سفر ودعائنامستجاب ان شاء الله...

عمرو يسلم على آسر: فعلا. الف مبروك مرة تانية، تروحوا وترجعوا بالسلامة، آسر، اوعى تزعلها في يوم. اوعى
آسر بضيق: ربنا مايجيب زعل ان شاء الله، وعلى العموم الله يبارك فيك
عمرو يقترب من سمية ويسلم عليها ثم يهمس لها: وانتى تعالى هنا، هتوحشيى والله. اوعى في يوم تيجى على نفسك او تضعفى، خليكى قوية معاه، متفرطيش في حقك، انا موجود في اى وقت لو احتجتينى. انتى عارفة كده كويس...

سمية بابتسامة: عارفة، سلملى على ملك، ربنا يقومها بالسلامة...
آسر بنفاذ صبر: يلا اتاخرنا على فكرة. امال فين عمو خليل، معاه التذاكر...
أحمد: دخل يكلم التليفون، اهه جه
خليل: الحمد لله انكم ممشيتوش
آسر مبتسما: هنمشى ازاى وحضرتك معاك التذاكر يعنى...
خليل: هههههه تصدق، معلش اتاخرت عليكم بس كان في حاجة مهمة.
سمية: سلملى على طنط أميرة ونغم، وقول لنغم الف سلامة ربا يشفيها ان شاء الله.

خليل بنظرة ذات معنى لسمية: الله يسلمك يا حبيبتى، المهم. زعندى مفاجأة بس معرفش هتفرحكم ولا لا...
سمية بترقب: خييييير؟
خليل: خير ان شاء الله انا جبت نتيجتك من الكترول، وللاسف يا سمية...

أحمد بضيق: ده وقته يا خليل، هتقلق البنت وتنكد عليها يعنى، خليل: لا والله ابدا، كل الموضوع ان. ان. سمية طلعت الاولى على دفعتها. ومن حقها تختار القسم اللى عايزة تتعين فيه والسنة دى كمان. انا كنت بكلم شؤون الطلاب والعميد. وبس كده
آسر متفاحئآ: الاولى؟

خليل: ايوة الحمد لله، سمية كانت بتطلع الاولى على دفعتها كل سنة بس حبت تعملها ليكم مفاجأة وتكون في اخر سنة. سمية سجدت لله، لم يهمها احد ولم تر احد وهمست: الحمد لله، ربنا عوضنى الحمد لله
الجميع: الف مبروك ياسمسمة...
خليل: الف مبروك، فكرى في موضوع التعيين لما تسافرى. وبلغينى ماشى
سمية: حاضر...
آسر: يلا يا سمية هنتاخر...

خليل: انت مستعجل باين عليك ههههه، المهم، تذكرتك اه. وانتى تذكرتك اهه وروحو مع السلامة. يلا مستنيين ايه...
اخذ آسر عروسه بسيارته، ثم انطلق، كانت حالة من الصمت تسود المكان، كانت تنظر الى الطريق من خلال النافذة المغلقة بجوارها حتى بادرها،
آسر: الف مبروك، مكنتش فاكر انك شاطرة اوى كده...
سمية ولم تنظر اليه: الله يبارك فيك، الحمد لله. ده توفيق من ربنا...

آسر: طيب هتعملى ايه، فرصة التعيين في القصر العينى مبتتكررش...
سمية: عارفة. ربنا يقدم اللى فيه الخير.
آسر: يعنى هتنزلى مصر على اول السنة وتتعينى
سمية: متقلقش انا وعدتك، وصية عمو محمود هتتنفذ زى ما هى. وموضوع التعيين ربنا يسهل فيه، اللى ربنا رايده هيكون
آسر: انا متشكر...
سمية: متشكرنيش، انا معملتش حاجة تستحق الشكر. المهم. قول دعاء السفر احنا لسة مقولناهوش.

آسر بتعجب: وانتى هتقولى ورايا يعنى. انتى متعرفيهوش؟
سمية: بابا كان بيقول وانا ارد عليه...
آسر: ااااه، بابا، باين عليكى مبتعتمديش على نفسك، لازم تكونى معتمدة على نفسك اكتر من كده هناك. لانى مش هكون معاكى طول الوقت.
سمية: ان شاء الله...

آسر: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الى ربنا لمنقلبون. اللهم بك نصول وبك نجول وبك نسير. اللهم انت الصاحب في السفر والخليفة في الاهل. اللهم هون علينا سفرنا هذاواطوى عنا بعده، اللهم انا نسالك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم انا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والاهل والولد، آمين
سمية: آمين، ممكن توطى التكييف، الجو برد.
آسر: حاضر.

كانت سمية تريد ان تختبر آسر، هل هوو يذكر ربه حتى في سفره ام لا. فاطمأنت عندما لتى الدعاء، نامت سمية اثناء الطريق. فقد كانت متعبة ومجهدة جدا. وصولواالمطار. ثم توجهوا لصالة الركاب. توجهوا للحافلة لتقلهم الى الطائرة، ركبوا الطائرة،
آسر: بتعرفى تربطى الحزام
سمية: ايوة...

بدأت الطائرة في التحرك. استعدادا للاقلاع اخرجت سمية من حقيبتهاعلبة دواء ثم اخذت حبة من الدواء خشية ان يحدث لها شئ من تغير الضغط داخل الطائرة لاحظ ذلك آسر.
آسر: ايه ده؟
سمية: ده. ده عشان بس الطيارة وتغيير الضغط.
آسر: ايوة بس مش صعب للدرجة. المهم رجعى راسك لورا واكتمى ودنك عشان هتطلع خلاص.
سمية: اممم حاضر.

بدأت الطائرة في الاقلاع حتى استقرت بين السحب، استغرقت الرحلة حوالى 8 ساعات. حتى وصلوا ارض القارة الامريكية في ولاية كونتيكيت، نزلوا الى المطار، استأذن منها ليدخل الحمام، بينما جلست تنتظره، اتصل بزوجته،
ميرنا بلهفة: الو. آسر. اهلا حبيبى، انت فين؟
آسر: ازيك يا ميرنا انا الحمد لله كويس يا حبيبتى، طمنينى ايه اخبار البيت الجديد.
ميرنا: انه مريح جدا، لكنن اين انت
آسر: انا في امريكا.

ميرنا متفاجئة: ماذا، امريكا، لماذا لم تخبرنى لاستقبلك حبيبى.
آسر: حبيت اعملهالك مفاجأة، المهم انا عندى حاجة مهمة هعملها وهاجى، معلش هتاخر شوية...
ميرنا بصوت مغرى: اوك، وانا بانتظارك، لقد اشتقت اليك كثيرا...
آسر: وانا اكتر يا حبيبتى، انا مضطر اقفل. هتوحشينى لحد ما اجى.
ميرنا: باى آسر...

كانت سمية في هذه الاثناء تجلس بالمطار تنتظره. جلس بقربها، ام وابنتها، كانت الطفلة في عمر الاربع او الخمس سنوات، تجلس بجوار والدتها، ويمزحان مع بعضهما، نظرت سمية اليها بحب وحنان، استأنت والدة الطفلة من سمية ان تبقى ابنتتها بجوارها قليلا، رحبت سمية، جلست بجوار الطفلة، ثم اخرجت. حلوى من حقيبتها، وقدمتها الى الطفلة،
الطفلة: شكرا لك...
سمية: على الرحب والسعة صغيرتى ما اسمك؟
الطفلة: ساندى.

سمية مبتسمة: ساندى، ياله من اسم جميل عزيزتى، وانا ادعى سمية...
الطفلة ببراءة: لا استطيع نطق اسمك كما نطقتى اسمى، ولكنه بالتاكيد اسم جميل ايضا...
سمية تقبل راسها: هذا شرف لى ان يعجبك اسمى...
الطفلة: اووه، لقد جاءت امى...
الوالدة: اتمنى الا تكون ازعجتك...
سمية: لا انها طفلة جميلة وهادئة، باركها الله.
الوالدة: شكرا لك عزيزتى، استأذنك.
سمية: تفضلى، الى اللقاء ساندى...
ساندى: الى اللقاء صديقتى...

خرج آسر بعد انتهاء مكالمته، فشاهد سمية معها طفلة تحدثها، ويبدو عليها الفرح نوعا ما. انتظر حتى انتهت، ثم توجه اليها، وجلس بجوارها.
آسر: معلش اتاخرت عليكى...
سمية: لا عادى، محستش بالوقت، احنا هنفضل قاعدين ولا هنروح.
آسر كان يعبث بهاتفه: اكيد مش هنبات هنا، بس الورق بيختموه.
سمية: ماشى...

آسر: الو يا باسل، ايوة وصلت، لالا ملوش لازمة، لا انا معايا العربية هنا، ايوة معايا، لا تعالى ع البيت عايزك في حاجة مهمة، ماشى. كلها نص ساعة. ماشى. مع السلامة...
الورق زمانه خلص، يلا، لانى بجد تعبان...
سمية: حاضر.
خرجت سمية بجواره وركبا سيارته، وصللا الى المنزل، وجد آسر صديقه وزوجته يمن. ينتظرانهم بالحديقة الخارجية،
باسل وهو يعانق آسر: اهلا وسهلا. حمد لله على سلامتكن
آسر: الله يسلمك. واحشنى والله.

باسل: وانت اكتر والله، اهلين بالعروسة، الف مبروك.
سمية بصوت منخفض تنظرالى اسفل: الله يبارك في حضرتك...
يمن بابتسامة: اهلا وسهلا بالعروس، انا يمن زوجة باسل هاديك اللى بيسلم على زوجك
سمية بابتسامة: اهلا وسهلا. تشرفت بمعرفتك...
يمن: شواسمك،؟
سمية باحراج: سمية
يمن: عاشت الاسامى حبيبتى...
آسر: مش يلا ندخل نكمل التعارف جوه ولا ايه...

باسل: لا. دخيلك. بس يمن جابت اشيا للاكل وهيك، مشانكن، بترككن وبنروح، يلا حبيبتى
آسر: يا ابنى ادخل عايزك، وبعدين دخل معايا الشنط حتى.
دخل الجميع الى المنزل، كان المنزل مريح وهادئ، توجه آسر وباسل لغرفة المكتب. بينما جلست يمن بجوار سمية في غرفة المعيشة. لاحظت انها فتاة هادئة خجولة يبدو عليها التدين والخلق الحسن. اشفقت عليها من زوجها، فهو متزوج من اخرى ويحبها، فلقد اخبر آسر باسل بزواجه وطبيعته،.

يمن: حمد لله على سلامتك، فيكى تروحى تبدلى ثيابك.
سمية: لا ملوش لزوم، انا فرحانة انى لقيت حد عربى هنا، كنت فاكرة مش هلااقى حد عربى هنا، بجد سعيدة جدا بمعرفتك. بس بجد انتى تعبتى نفسك.
يمن: وانا اسعد والله، وبعدين عيب ها الكلام. مافى تعب ولا اشى. انتى شو بتدرسى...
سمية: انا خلصت طب الحمد لله
يمن: ماشا الله، مو مبين عليكى. باسل كمان دكتور بيحضر دكتوراة في جراحة وعمليات زرع القلب
سمية متفاجئة: بجد؟

يمن: اى. عن جد.
جلست الفتاتان تتحدثان بينما كان هناك حديثا آخر في مكتبه،
باسل: والله حرام عليك هالبنت، يعنى هي مو حمل بهدلتك هى
آسر: يا سيدى انا راضى وهي راضية. المهم دلوقتى، انا هروح عندد ميرنا دلوقتى. وهفهمها، ادينى العنوان. اوعى يكون بعيد...
باسل متفاجئا: وراح تتركها؟
آسر: ياسيدى هو سواد الليل وهاجى...
باسل: كيف راح تتركها لحالها بها الوقت وكمان هون بامريكا، البنت يمكن تخاف آسر...

آسر: امال السيكيورتى اللى بيعمل ايه؟ ممتقلقش ويلا عشان مش عايز اتاخر...
باسل: طيب، انا راح خللى. يمن تبات هون، وبقلها انه عندى شغلة انا وياك، بس هاى اخر مرة بساعدك. والله اخر مرة همت شو عم قول...
آسر: ماشى انا بس عايز افهم ميرنا الموضوع، ومتقلقش مش هحتاج مساعدتك تانى...

خرج الرجلان. وقام باسل بمناداة يمن. واخبرها. حزنت سمية كيف يتركها هكذا، انها ببلد غريب، ومع اناس لا تعرفهم. كيف يأمن عليها، شعرت بالحرج الشديد. كيف يتركها هكذا امامهم، شعرت بها يمن، رمقت باسل نظرة نارية بينما رد عليها بنظرة تعنى ماذنبى، خرج الرجلان بينما صعدت سمية ويمن الى اعلى اخذت تستكشف المنزل. فوجدت غرفة نوم يبدو انها لعروسين فعلا بها حمامها الخاص، هي لا تعرف انها غرفة آسر وميرنا، ذهبت لغرفة أخرى وجدتها ابسط واكثر راحة. فنقلت بها اغراضها، ثم ساعدتها يمن ففى ترتيب ملابسها حتى جائت لحقيبة سفر صغيرة. ولكنها مغلقة، فتحتها سمية، لتكون الصدمة على وجهها. فهى ملابس النوم لاى عروس، لاحظت يمن.

يمن بخبث: شو بك. فيها عفريت
سمية: هه، لا بس، دى مش هنرتبها انا جبتها غلط من البيت. المهم. انتى هتنامى هنا معايا ولا تحبى تنامى في اوضة تانية؟
يمن: هههه ماشى. لا راح نام بغرفة تانية. اذا مو بتاخافى تنامى لحالك.
سمية: لا عادى. براحتك، اتفضل بيجامة نوم اهه.
يمن: لا هاى للعروس، انا راح نام هيك.
سمية بابتسامة: اعتبريها هدية وبعدين هي كبيرة عليا شوية. بس يارب تطلع على مقاسك.

يمن: هههههه معك حق كبيرة فعلا. المهم انا راح بدل تيابى وبنزل اجيب اكل، راح تنزلى ولا بتنامى.
سمية بوجه متغير: لا هنام...
يمن بقلق: سمية شو بك؟ انتى منيحة...
سمية: ايوة الحمد لله، بس. الارهاق من السفر...
يمن: طيب حبيتى ارتاحى، لو بدك شى انا بالغرفة التاني، تصبحى على خير
سمية: وانتى من اهله...

: حرجت يمن لتترك سمية تبدل ثيابها، كانت تشعر بالارهاق الشديد، هي لم تعد منتظمة على دوائها، شعرت بنفسها يختنق. اخذت دوائها، ثم جلست على السرير، شعرت كم هي وحيدة، تذكرت اهلها، وبلدها، نامت سمية اثناء تفكيرها، في هذه الاثناءدخل منزله الجديد ليراه ظلامها. يوجد موسيقى هادئة، وضوء شموع. ورائحة طيبة تعم المكان،
آسر: ميرنا، حبيبى، انا جيت.

قدمت اليه. ليجدها ترتدى ملابس نوم سوداء، قصيرة عارية. زكانت تبدو في قمة انوثتها، جذبها ىسر من خصرها وهمس بأذنها،
آسر: ماذا تنوين ان تفعلى بى ايتها الساحرة...
ميرنا بضحكة انثوية: لا شئ. لقد اشتقت اليك فحسب...
آسر يقبلها: وانا ايضا...

حملها آسر ودخل بها الى غرفة نومهما. وقضى ليلة رومانسية باحضان زوجته، وهكذا كل قضى ليلته على حال، استيقظ من نومه. ليجدها تجلس بجواره، تعبث بشعره الغزير، قبلها ثم اخذها بين احضانه.
آسر: ميرنا. انتى بتحبينى صح
ميرنا: بالتاكيد...
آسر: ساحكى لك موضوعا ما حدث بمصر.
ميرنا بوجه متغير: بخصوص ابنة عمك.
آسر يقبلها: للاسف. اسمعىنى الان...
ميرنا: اسمعك...

حكى آسر لميرنا ماحدث كله وطبيعة زواجه. وكل شئ، بكت ميرنا وثارت عليه.
ميرنا: لماذا اتيت بها الى هنا. اذا كان زواجكما صوريا. لماذا
آسر: لانه شرط بوصية ابى، اررجوكى حبيبتى. اعدكك انه لن يحدث اى شئ بينى وبينها، حبيبتى كيف انظر لنجم وانا بين يدى القمر...
ميرنا: هي اذن جميلة؟
آسر: هههه لا. ليست كذلك، انت تفوقينها، انتى بداخلى انا، ارجوكى ساعدينى
ميرنا: حسنا، لنر ماذا سيتم...

آسر: اشكرك حبيبتى، الان لابد ان اذهب لقد تاخرت...
ميرنا بعصبية: تاخرت عليها اذا...
آسر: لا بل تاخرت على باسل لان زوجته قضت ليلتها بجوار سمية حتى لا تشعر بشئ، ارجوكى تفهمى الموقف.
ميرنا: ساحاول.
استيقظت من نومها على طرقات خفيفة من يمن تستاذن بالدخول، اذنت لها سمية.
يمن: شكلك تقلتى بالعشا مع انك مو دقتى اشى...
سمية: ههههه تقريبا كده. انتى مصحيتينيش للفجر ليه؟

يمن: والله حاولت بس حسيتك تعبانة. صعبتى عليا كتير فتركتك، المهم قومى صللى هلا. والفطور تحت. انا جهزته لا تواخذينى.
سمية بامتنان: تعبتى نفسك بجد. متشكرة جدا...
يمن: لا تقولى هيك، والله انا حبيتك كتير مناول ماشفتك، خلينا اخوات. حبيبتى
سمية: اكيد طبعا اخوات.
يمن بخبث: يلا قومى هلا بلا كسل. وتجهزى منيح، زوجك راح ييجى...
سمية بوجه احمر: ان شاء الله انا هقوم اغير...

قامت سمية وابدلت ملابسها وصلت صلاتها، ثم جلست تتلو وردها، ثم هبطت لاسفل،
يمن متفاجئة: انتى شو لابسة؟ هاد مولبس عروس.
سمية: عشان بس لو دكتور باسل جه.
يمن: لا حبيبتى اطلعى بدلى تيابك هو راح يفوت عليا بياخدنى. وجوزك راح ييجى لحاله. يلا فوقى بدلى تيابك.
سمية: حاضر.

صعدت سمية لتريح يمن ولكنها لن تبدل ثيابها، كانت ترتدى بنطلون من الكتان الواسع ابيض اللون تعلوه بلوزه طويلة من نفس الخامة تصل لاسفل ركبتها يمتزج بها اللونان الابيض والاسود، ويعلوها الحجاب الهادئ الطويل، سمعت صوت يمن. تخبرها بانها ذاهبة، نزلت سمية، لاسفل لتجد انه لا احد هناك، جائها اتصال من آسر انه ستاخر بالجامعة. صعدت مرة اخرى وابدلت ثيابها. ارتدت. بنطلون جينز من اللون الرصاصى. وبلوزة قصيرة يمتزج بها اللونان الرصاصى والاحمر، مشطت شعرها لتتركه منسدلا على كتفيها، ولكن وضعت به من الجانبين ما يرفعه. نزلت لاسفل، تناولت افطارها، اخذت تستكشف المنزل، حتى اتاها اتصال من والدتها ووالده للاطمئنان عليها، طمئنتهم انها بحال ممتاز، انتهت من مكالمتها ثم فتخت التلفاز، لم تجدعليه قنوات عربية. حاولت اعادة برمجته، لكنها لم تفلح، كانت تتمنى ان تجد ما ينبهها بالاذان، تذكرت هاتفها انه عليه مواقيت الصلاة. غيرت توقيته. واوطمئنت، هكذا انقضى اليوم. حتى حل المساء، صعدت لتبدل ثيابها فآسر ربما يعود في هذا الوقت، ابدلت ثيابها لملابس فضفاضة. وارتدت حجابها وما هي الا دقائق حتى سمعت صوت آسر، نزلت لتجده يخلع معطفه. ويجلس على الاريكة.

سمية: حمد لله على السلامة
آسر: الله يسلمك. امبارح كنت مضطر اسيبك. انا فهمتك انى مش هكون فاضى
سمية: انت مش محتاج تبرر، المهم. انت كلت
آسر: لا والله، فيه اكل هنا
سمية: ايوة، ثوانى هحطلك...
آسر: لا متتعبيش نفسك، احنا اتفقنا كل واحد في حاله
سمية بضيق: براحتك. انا طالعة انام، عن اذنك...
آسر: طيب ماشى. صحيح انتى لابسة كده ليه...
سمية: ازاى يعنى.

آسر: يعنى الطرحة وكده. الجو مش برد للدرجة، اقعدى براحتك. كانك في بيتك، ثم تابع بسخربة: كانه ليه، مهو بيتك فعلا
سمية: . عن اذنك.

صعدت سمية الى غرفتها، ابدلت ثيابها ثم نامت، كانت مثل الملاك النائم. تناول آسر طعامه ثم صعد الى الغرفة، تبادر الى ذهنه انها نائمة في الغرفة الرئيسية، دخل الغرفة الاخرى واشعل الضوء. ليجد هناك شخص ما نائم. انها هى. شعرها مفرود على وسادتها، كانت نائمة كالاطفال متكورة على نفسها تحتضن غطائها، اطلق ضحكة
آسر: انا بقول انها طفلة بردو...

شعرت بصوته، حاولت ان تستيقظ فزعت عندما راته واقفا على بابها. انتبهت انها بدون حجاب وبملابس النوم، غطت نفسها جيدا. ثم قالت من تحت الغطاء بصوت متهدج ومتوتر،
سمية: انت بتعمل ايه هنا.
آسر بارتباك: كنت. كنت. فاكرك في الاوضة التانية فجيت هنا. انا اسف...
سمية: اتفضل لو سمحت
آسر: انا اسف مرة تانية...

توجه الى غرفته. متعجبا، انها كالطفلة النائمة. بملامحها الهادئة البسيطة، ثم ابتسم عندما تذكر كيف جزعت عدما رأته، استسلم للنوم، انقضت الليلة، ثم اتى صباح جديد عليها ببلد جديد، استيقظت سمية لتصلى الفجر ثم طرقت على باب غرفته لتوقظه حتى استيقظ ث صلى ونام ثانية. بينما هي صلت جلست تتلو وردها كعادتها. ثم تلت اذكار الصباح والمساء. ثم نامت، استيقظ آسر ثم توجه لغرفتها طرقها عدة طرقات. حتى استيقظت. اخبرها انه سيذهب لجامعته. فسالته ان يستفسر عن موضوع ورقها واممكانية استكمال دراستها، انقضى اليوم حتى حل المساء، توجه آسر لمنزله. دخل. كانت سمية بالمطبخ. تحضر العشاء. فهذا موعد قدومه. كالامس، القى عليها السلام. ثم توجه لغرفته، وابدل ثيابه ثم هبط الى اسفل ليجد السفرة مرتبة.

سمية: . اتفضل الاكل جاهز
آسر: انا قولتلك ايه امبارح. ملوش لازمة تتعبى نفسك
سمية: اولا انا متعبتش، ثانيا، انا كنت بحضر لنفسى اكل، معملتوش مخصوص
آسر جلس على كرسى امام طاولة الطعام: يااه. باين عليكى بتهتمى باكلك اوى...
سمية: بالهنا والشفا.
آسر: صحيح. انا اسف امبارح فعلا مكنتش اعرف انك نمتى فيها. منمتيش في الاوضة التانية ليه؟
سمية: مرتحتش لما دخلتها...

آسر: على فكرة مفيش داعى للطرحة واللبس ده. انا قدام ربنا جوزك دلوقتى.
سمية بوجه خجل: احنا بينا اتفاق، وبعد كده كل واحد هيروح لحاه
آسر: وانا مقولتش هخلفه. انا بقول متكتفيش نفسك. هتقعدى ليل نهار كده. مينفعش. خدى راحتك يا بنت الناس، اعتبرينى اخوكى، ولا اقولك اعتبرينى عمرو جوز ملك...
سمية: ان شاء الله.
آسر: طيب الحمد لله. سفرة دايمة.

انقضت الايام حتى بدأت سمي في الانتظام بجامعتها، هناك كان باسل يساعدها كثيرا، فلقد قررت التخصص في طب الاطفال، كان مشرفها سعيدا جدا بها، وكان خليل ايضا سعيدا بذلك فقد عوضت شيئا مما خسرته بتخليها عن فرصة تعيينها. كان شرط آسر، الا يعرف احد في الجامعة بزواجهما، في هذه الايام اقتربت سمية من آسر اكثر وتعلق به قلبها اكثر، وهو اقترب منها ايضا ليجدها بريئة جدا، وقريبة من ربها، استعجب لحالتها. وايقن ان هناك سر في ذلك، بينما كان يحاول ان يقضى وقتا اطول بجوار ميرنا. فكان دائم الخروج مها نادرا ما يبيت عندها، كان عندها في يوم. قدم لزيارتهم احدهم. فتح آسر الباب ليجد كريستين وسيف،.

آسر: اهلا وسهلا تفضلا...
سيف: حمد لله على سلامتك، وحشتنا يا راجل
آسر بعدم ارتياح: وانت كمان، كيف حاتلك كريس...
كريستين: جيدة. لقد افتقدتك صديقتىكثيرا
آسر: وانا ايضا، تفضلوا...

مر بعض الوقت كان آسر يشعر بعدم الارتياح استاذن منهم معللا ببعض العمل لديه خارجا. لاحظوا ضيق ميرنا، استشف سيف وجود سمية، غادر آسر المنزل. اجهشت مميرنا في البكاء فلم تحتمل وروت لهم ما حدث، احس سيف بالسعادة، فهدفه في الانتقام بات محققا، كان الوقت متاخرا جدا، كانت تنتظر بالحديقة الخارجية فالمفاتيح نسيتهاا بالداخل وليس لديها هاتف نقال، كان الجو بارد جدا وتتساقط الثلوج، عرض عليها عامل الامن ان تدخل تحتمى بغرفته. ولكنها رفضت بادب جم، حاول الاتصال باسر. ولكن الشبكات سيئة، احتمت بمظلة موجودة معها وجلست في الحديقة. حتى جاء،.

آسر متفاجئا: سمية؟ انتى ايه اللى مقعدك برة دلوقتى؟
سمية ترتعش: المفتاح، نسيته، ومفيش مع السكيورتى مفتاح...
آسر يتجه نحوها: انتى من وقت لما جيتى وانتىى هنا؟!
سمية: امم، لو سمحت افتح بس...
آسر: طيب طيب. تعالى، طيب متصلتيش بيا ليه؟
سمية: تليفونك مقفول. كح كح، السكيورتى اتصل بيك كتير.
آسر: طيب اطلعى غيرى هدومك، وانا هعملك حاجة تشربيها. بسرعة...
سمية: كح. كح. حاضر.

صعدت سمية وابدلت ملابسها لملابس ثقيلة. دخلت الححمام لتتوضأ. لكن غلبها السعال، الى ادى الى القئ الشديد. تاخرت سمية عنه كثيرا، ناداها لكنها لم تجب، احضر مشروبها الساخن ثم طرق باب حجرتها ليجدها بملابس الصلاة نائمة على السرير. ووجها شاحب قليلا، حاول ان يوقظها برفق.
آسر برفق: سمية. سمية، قومى اشربى الليمون.
سمية بصوت تعب: مش قادرة. انا عايزة انام
آسر: قومى بطلى دلع هيجيلك برد.

سمية تعجبت من معاملته الحسنة لها فلقد كان دائما مهملا في حقها وجافا معها: لو سمحت انا خدت الدوا، وتعبانة، عايزة انام سيبنى...
آسر: براحتك...

خرج آسر من غرفتها بينما هي نائمة، توجه الى غرفته اتصل بميرنا. واطمئن عليها. ثم نام، استيقظ ليصلى الفجر، طرق باب حجرتها ليوقظها لكنهها لم تجب، دخل عليها. وجدها ما زالت نائمة. تحسس جبهتها. انها دافئة قليلا، ولكن تنفسها غير منتظم، هذا طبيعى نتيجة سعال البارحة، حاول ان يوقظها لتصلى الفجر. بالفعل استيقظت. وتوجهت نحو الحمام بخطوات متثاقلة، ثم صلت. وتوجهت نحو سريرها مرة اخرى، دثرت نفسها. واخذت تتلو بضع ايات من القرآن حتى غلبها النعاس، لم يشأ آسر ان يوقظها للجامعة. فغادر، قابل صديقه.

باسل: شو وينها سمية...
آسر: خير؟
باسل: كانت قالتلى على مرجع بدا اياه لقيته عندى. جبته هلا معى شو وينها.
آسر: جالها دوربرد بس باين عليه شديد، هي في البيت...
باسل: الف سلامة. الله يعافيها يارب، شوبك مدايق مشانها.؟
آسر: اصل انا السبب.
باسل: شلون يعنى
آسر وحكى له ما حدث: ...
باسل: لا تحمل حالك ذنبها، لا تقلق. بتصير. المهم. هي لحالها بالبيت.؟
آسر: ايوة
باسل: عادى اذا ااتصلت بيمن وخليتها تروح عندها مو؟

آسر: ملوش لازمة. هي هتتحسن ان شاء الله.
باسل: اسكت. مو على كيفك...
ابلغ باسل زوجته التي اسرعت وتوجهت الى سمية. فتحت لها باب المنزل، فقد اخبرها الامن بذلك.
يممن: الف سلامة عليكى حبيبتى. ليش ما اتصلتى فينى،؟
سمية: الله يسلمك، تعالى اتفضلى.
دخلت الفتاتان، ثم همت سمية لتحضر واجب الضيافة.
يمن: شو وين رايحة...
سمية: رايحة اجيب حاجة نشربها.

يمن: لك تعى لهون، شو انا غريبة شى. الله يسامحك. تعى ارتاحى وانا بقوم. ولا مو معتبرتينى اختك...
سمية: لا والله، ابدا.
يمن: خلاص تعى...
قضت يمن مع سمية وقتا جيدا. لم تشعر سمية بغربتها حينها، بل شعرت انها بمصر. اتى المساء. واتى معه الصديقان،
يمن: اكيد هاد باسل ووياه آسر كمان، اطلعى بدلى تيابك وتعى مشان ناكل.
سمية: تمام ان شاء الله عن اذنك...
صعدت سمية لغرفتها ثم اغتسلت وابدلت ثيابها واخذت دوائها. ثم نزلت،.

آسر: السلام عليكم. ازيك يا يمن؟
يمن: تمام الحمد لله...
آسر: فين سمية؟ تعبانة؟
يمن: اطمن ما فيها الا العافية، هي فوق عم تبدل تيابها...
باسل يغمز لها: يمن يلا حبيبتى خلينا نروح...
يمن: ماشى حبيبى، سلملى على سمية كتير لما تنزل، دير بالك عليها آسر. باينتها مناعتها ضعيفة شوى.
آسر: ان شاء الله متقلقيش
يمن: على فكرة. الاكل هون ع الطاولة اذا جعت، وفيه شوربة لسمية لازم تشربها مشان صحتها.

آسر: بجد شكرا يا جماعة مش عارف من غيركم كنت عملت ايه...
باسل: كنت عملت الحاج متولى ههههههه هنيالك حبيبى سلام...
غادر المنزل باسل برفقة زوجته، ثم نزلت سمية، لتجد آسر يرتب الطاولة. كان يرتدى. بنطلون جينز اسود يعلوه بلوفر يختلط فيه الاحمر والاسود والرصاصى، كان يبدو في قمة وسامته. ابتسمت عندما شاهدته. رفع نظره ليجدها.
سمية: حمدد لله على السلامة، فين يمن وباسل...
آسر: مشيوا، باسل طلع عنده مشوار فمشيوا...

سمية: ماشى، على فكرة يمن عملت اكل. كلت؟
آسر: لا بجهز السفرة لسة، تعالى اشربى الشوربة دى
سمية: لا مليش نفس
آسر: انتى متدلعة اوى كده ليه. بطلى طفولة واقعدى كلى واشربى الشوربة دى. يمن بتقول انها كويسة عشان البرد، وانا بثق فيها صراحة
سمية جلست: حاضر، متشكرة جدا على الليمون ريحنى الحمد لله.
آسر بلا اهتمام: مفيش داعى للشكر...
سمية: ممم، انا رايحة بكرة المستشفى.
آسر: عشان شوية برد؟
سمية: لا ده عشان الجامعة...

آسر: اااااه، طيب...
سمية بحرج: طيب هروح ازاى...
آسر يكمل طعامه: بيكون في باص بيووديكم و يجيبكم، انا قلتلك انى مش هكون فاضى، بس صحيح، انتى هتروحى وانتى كده،؟
سمية: لا انا هكون كويسة ان شاء الله، متشكرة، الحمد لله شبعت، عن اذنك.
آسر مازال على وضعه ولم ينظر اليها: انا ممكن اعدى عليكى بعد لما تخلصى، على حسب وقتى.
سمية بضيق: ياريت متعديش، عن اذنك.

صعدت سمية الى غرفتها شاعرة بالضيق الشديد من ذلك الكائن، مرت الليلة بسلام، اتى الصباح. لم يستيقظ آسر بعد. تجهزت سمية ثم اعدت الافطار وغلفته ووضعته على الطاولة، فعلا مرت عليها حافلة. ثم غادرت. استيقظ آسر ليجد افطاره معد، بينما سمية قد غادرت، اتصل بميرنا حيث انه ليس لديه اشياء كثيرة لينجزها، فربما يقضى معها اليوم، وجد هاتفها مغلق، حاول ثانية ليجد انها مشغولة اليوم باكمله، وصلت الى المشفى، ارتدت الكمامة، ثم دخلت قسم الاطفال، انقضت بضع ساعات تمارس فيه عملها، حتى فوجئت بمن ينادى عليها، صوت تعرفه جيدا، رفعت بصرها لتجده يحمل ابنه بجار زوجته،.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة