قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الرابع والخمسون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الرابع والخمسون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الرابع والخمسون

دخل الاثنان المنزل، واتصل أحمد بابنته ليطمئن عليهما، اخبره آسر انه سيباشر عمله من خلال الانترنت وهو بجوار زوجته، انقضى الليل واتى صباح جديد يداعب اهدابهما المسامحة، استيقظت سمية باكرا، وجدته نائما على الاريكة الفوتيه، نظرت له بحنان، ثم نهضت، اغتسلت وابدلت ثيابها بهدوء، ثم خرجت متوجهة نحو المطبخ، وجدت سامية تنظف البيت، توجهت نحوها مبتسمة،
سمية: السلام عليكم، صاحية من بدرى.

سامية: شوية كده، البيت مقفول من زمان وعايزة اوضب الاوض...
سمية بابتسامة: ربنا يعينك، اللى ربنا هيقدرنى عليه هعمله معاكى، متحمليش هم...
سامية: لا بالله عليكى يا سمسمة، الست مها منبهة عليا، انتى لسة قايمة من انتكاسة مايعلم بيها الا ربنا...
سمية: ماشى خلاص، بس خللى حد ييجى يساعدك ع العموم يا سامية معلش اعمللى اوضتى بعد لما تخلصى هنا، ياريت ترجع زى الاول...
سامية: حاضر تؤمرى، اجهزلكم الفطار...

سمية: آسر لسة نايم، شوية ان شاء الله وهيصحى، بس عايزة فطار فطار يعنى...
سامية: من عينيا...
سمية: تسلميلى، فين الراديو.؟
سامية بابتسامة: والله زمان، ثوانى وهشغله...
سمية: متشكرة جدا جزاكى الله كل خير...
استيقظ من نومه لم يجدها. وجد سريرها مرتبا، دخل الحمام لم يجدها، نادى باسمها، لم ترد، خرج ونادى عليها اتته بابتسامة على ثغرهاالرقيق. وجدته واقفا على الباب، اشعث الشعر. يدلك رقبته،.

سمية بابتسامة: صح الله بدنك...
آسر بتثاؤب: واياكم، الساعة كام؟
سمية: 10...
آسر: ياااااااااااه، انا نمت ازاى لحد دلوقت، فطرتى...
سمية بابتسامة: لا لسة...
آسر بابتسامة: طيب انا هاخد شور، لحد لما الفطار يجهز، ثم توجه مرة أخرى للداخل...
سمية بتلقائية: احضرلك الحمام...
آسر التفت لها وبخبث: ياريت، يلا تعالى...
سمية وقد انتبهبت: ها، لا. انا. انا عندى شغل
آسر نظر لها بعمق وقرب اليها: شغل ايه. تعالى هنا...

جاءت سامية في معادها،
سامية: سمسمة، الصور بتاعتك اعلقها تانى ولاايه...
سمية بخضة: ، ايوة انا جاية معاكى يلا...
سامية: صباح الخير يا آسر بيه.
آسر بابتسامة: صباح النور...

دخل آسر الغرفة مرة اخرى وهو في حالة من السعادة الحالمة والعشق المجنون، كم كانت ابتسامتها رائعة، ما احلاه من صباح حين يرى وجهها باوله وما ادفئه من مساء حين ينام حالما بها، توجه الى الحمام واغتسل ثم ابدل ثيابه وتلا ورد القرآن، خطرت بباله فكرة، توجه لحقيبة ملابس سمية التي جاء بها من امريكا، نظر لها بخبث، ثم فتحها، اخذ يرتب الملابس في الخزانة، بعدما انتهى، اخذ ينظراليها ويضحك، متذكرا ما ذا سيكون رد فعلها حينما تشاهد ما حدث، تذكر وعده لها، تذكر حساسيتها الشديدة، ربما تعتبره نوع من انواع الضغط غير المباشر لها عله ينال قربها منه، تنهد آسر، ثم اعاد كلل شئ لحاله الاول، ثم خرج، توجه للحديقة، واجرى اتصال للاطمئنان على اعماله، واتصل باخته وامه ايضا، كانت سمية بغرفتها تشرف على ترتيب اشيائها، نظرت من خلال الشرفة، رأته، كان يرتدى بنطاله من قماش الكتان الابيض، ويعلوه قميص من نفس الخامة مقلم باللونين الازرق والابيض، يرتدى حذاءه الرياضى الذي يمتزج به اللونان. ويحادث هاتفه، نظرت له وابتسمت، ثم وجهت حديثها لسامية،.

سمية: حضرتوا الفطار ولا لسة؟
سامية: نعمة تحت بتحضره زمانها خلصت.
سمية: خلاص انا هنزل واشوف، عن اذنك...
نزلت سمية ثم توجهت للمطبخ لتجد نعمة تلك الفتاة الريفية الهادئة تكون اخت سامية
سمية: ها يا نعمة، الفطار خلص...
نعمة: ايوة يا دكتورة، هتفطروا فين؟
سمية: معرفش ثوانى هسأل آسر واقولك...
خرجت بخفة متجهة نحو الحديقة، توجهت نحوه سمعت صوته يتحدث مع احد بعصبية،
آسر: يا ماما بلاش الكلام ده لو سمحتى...

ميرفت: تعالى حالا، بلد ايه وقرف ايه، هي الهانم ركبت ودلدلت رجليها
آسر بنفاذصبر: لا حول ولا قوة الا بالله، حضرتك عايز ايه. بالضبط، انا مرتاح كده.
ميرفت: وانا مش مرتاحة طول ما بنت احمد ومها مراتك يا باشمهندس، انا اللى ربيتك وكبرتك واقننعت محمود انه يسيبك تشوف مستقبلك، ده جزاتى، تجيبلى واحدة مش من مقامك ولا تناسبك، تكون مرات ابنى، ده انا اتكسف اقول لحد انها مراتك، تردلى جميلى عليك بكده...

آسر بعتاب: كتر خيرك يا امى، فعلا بس جميل حضرتك مش هنساه، لو حضرتك مكسوفة تقولى لحد انها مراتى، هي تاج على راسى يا ماما، المظاهر مش كل حاجة.
ميرفت مقاطعة اياه: هي كلمة واحدة تيجى دلوقت، ,شهور وتكون مطلقها، انا مش هسمحلها تدخل بيتى...

آسر بعصبية: انتى مبتحبيهاش مش مشكلتى، مش عايزاها في بيتك مش مشكلتى، خلاص انا اساسا الفيلا بتاعة التجمع خلصت وان شاء الله هنروح على هناك يا امى، مع السلامة، ربنا يهديكى يا امى.

كانت سمية تستمع لزوجها وهو يحادث والدته، الهذه الدرجة هي مرفوضة حتى من امه، اهى تكرهها حقا، ولكنها ماذا فعلت لها، اهى لا تناسبهم لهذه الدرجة، لماذا تخجل منها زوجة عمها، حتما بسبب جمالها المتواضع، ولكن ليس لها يد انها اقل جمالا من بنات عائلتها او من اخريات. حماتها المصون لا يهمها الاخلاق او التدين او اى شئ آخر، لابد ان تكون زوجة ابنها من مجتمعها الارستقراطى، هي لن تكون زوجته ابدا، سينتهى الاتفاق في غضون اشهر قليلة، يكفيها الحب الذي شعر به قلبها، ليس مقدر لها ان تكتب فرحتها كاملة، سيؤتيها الله من فضله حتما، فرت من عينيها دمعة حزن، كان قد انتهى من مكالمة والدته، تمنى ان تتغير، ولكن هي ستظل هكذا، دعا ربه ان يظل بجانبه، التفت. وجدها تقف بالقرب منه، توجه نحوها، ابتسمت ابتسامة باهتة بمجرد رؤيته، ثم قالت بصوت حزين، حاولت ان تخفيه،.

سمية: الفطار جاهز، هتفطر فين؟
آسر بابتسامة: في اى مكان المهم معاكى...
سمية: كنت اصحى من بدرى...
آسر: اخص عليكى فطرتى؟
سمية: الحمد لله، انا هخليهم يجيبولك الفطار، عن اذنك...
آسر: سمية استنى.
وقفت سمية مكانها مطأطأة رأسها، تقدم نحوها، حتى صار امامها مباشرة، رفع رأسها بيده، ثم قال لها،
آسر: بصيلى...

نظرت له سمية ماذنبى اذا ابتلانى الله بمرض. ما ذنبى اذا كان جمالى ليس بصارخ وملفت، ما ذنبى اذا كنت لا اعلم شيئا عن هذه الدنيا بما فيها، ما ذنبى، وجد اعين حزينة مرة اخرى، غارقة في دموع، نظر لها متعجبا. ومتسائلا، اخفضت سمية ناظريها مرة أخرى وفرت منها دمعة خائنة، مسحها بيده الحنون، هم بان يأخذها بين احضانه، ولكنها اسرعت الى الداخل ودخلت غرفتها ثم اغلقتها، اسرع آسر باتجاها، طرق الباب عدة مرات، ولكنها استئذنته ان تظل بمفردها قليلا، ووقفت امام المرآه، فكت حجابها، ثم امعنت النظر بوجهها وبنفسها، ما بها، انها ليست مشوهه او بها عيب خلقى، جلست على كرسى التسريحة، ومشطت شعرها ببطء، اخذت تفكر في اشياء كثيرة منذ صغرها تحدث، عندما كانت تمشى بججوار ملك، كانت سمية ضعيفة البنية نوعا ما وخجولة بعكس ملك عندما يمرا من امام جيرانهم، تستوقفهن احداهن، ثم تتسائل.

الجارة: انتوا اخوات...
ملك: ايوة يا طنط...
الجارة: بس مش شبه بعض خالص. انتو بنات مين.
ملك: بابا احمد الفيومى.
الجارة: ماشاء الله كبرتوا، انتى شبه مامتك وباباكى خالص، انتى اكيد ملك.
ملك: ايوة، ودى سمسمة اختى.
الجارة تنظر لسمية نظرة سريعة تاتى بها من رأسها لقدمها: انتى سمية الكبيرة، امال مش شبههم يعنى، الى يشوفكم ميقولش اخوات...
ملك بضيق: يا طنط احنا اتاخرنا عن اذنك...

ومشت الفتاتان، كانت ملك في سن العاشرة وسمية في الثالثة عشر، كانت سمية تعودت على مثل هذا الكلام.
سمية: مينفعش كنتى تكلميها كده يا ملك، دى ست كبيرة...
ملك: ما انا اتخنقنت منها بصراحة. هي مالها اخوات ولا مش اخوات. على فكرة طبع الناس جيراننا دول غريب جدا بيتدخلوا في كل حاجة، ماما عندها حق انها مبتخليناش نطلع برة ونحتك بحد فيهم، اووف
سمية: هما مقالوش حاجة غلط يا ملك، عادى.

ملك بحركة مسرحية: استنى استنى، يعنى احنا مش اخوات، آآآآآه يا قلبى، مش مسامحاكم، انتوو خبيتوا عليا اننا مش اخوات، انتو لقيتونى قدام باب انهى جامع، ولا انا بنت مين اااااااه يا قلبى
سمية: هههههههه يا خبر ابيض عليكى، يلا يلا، هنتأخر، وماما هتزعقلنا...
ملك: يا شيخة علقة تفوت ولا حد يموت، سمسمة. متيجى نروح نشترى ايس كريم، عشان خاطرى...
سمية بخوف: لا يا ملك احنا مقولناش لماما...

ملك: يا بنتى متخافيش هما خمس دقايق.
سمية: لا يا ملك، يلا وهنقول لعمو حسين يجيبلنا، يلانروح
ملك: طول عمرك جبانة، يلا يا اختى جتك خيبة...

هكذا كان الحال وهكذا ظل، كانت سمية تدرس بمدرسة الثانوية في بلدتها. كان السائق يقلها، كانت لا تختلط بأحد، كانت ذات يوم السائق مع والدها فترجلت الى منزلها، كانت تمشى مسرعة الى منزلها، قابلت في طريقها مجموعة من الشباب يضايقون الفتيات ويرمونهم بكلام غزل، خاففت فأسرعت أكثر، كانت ترتدى جلبابها وخمارها ونظارتها، مرت من امامهم، فقال لها احد الشبان،
شاب: انتى خايفة كده ليه، روحى بنضارة ابلة نظيرة دى ههههه.

شاب 2: سيب عم الحاج يا عم شوفت الحتة اللى جاية دى...

مرت سمية. سعدت بانها لم تسمع كلمة تخدش حيائها، ولكنها توجهت لغرفتها وشاهدت نظارة ابلة نظيرة، نظرت لنفسها ثم قالت، على الاقل الحمد لله محدش دايقنى وقاللى كلمة مش كويسة، لم يحبها احد من قبل. حتى خلال فترة الجامعة، عندما ياتى لها من يتقدم لخطبتها، كانوا يأتون لسمعة والدها. منهم من يراها ولا تعجبه، ومنهم من يأتى شاعرا بالتفضل عليها، ومنهم من كان يعتقد ملك هي سمية، ربما وافقت على محمد لانه رآها اولا ثم تقدم لخطبتها، ولكنه لم يحبها، كانت سمية رهينة تلك الذكريات. لم تتخل يوماعنها، كان يتحرك ذهابا وايابا امام الغرفة. يفكر، ربما سمعت مكالمته، ربما استنتجت ما قالته والددته، ربما ربما ربما، انها كانت على ما يرام البارحة، وايضا هذا الصباح، كان وجهها مشرق، ما حل بها، لقد تأخرت بالداخل، قلق عليها كثيرا، طرق الباب مرة اخرى، افاقت على صوت طرقاته، مسحت دموعها بمنديلها ثم غسلت وجهها بالماء البارد علها تهدأ قليلا، وخلعت عدساتها اللاصقة ثم ارتدت نظارتها الطبية، استمر الطرق عدة مرات، فتحت سمية الباب، وهي تنظر ارضا، ما ان فتحت الباب، تنهد ثن اسند رأسه على يديه على باب الحجرة،.

آسر: ضيعتى عليا الفطار، اعمل فيكى ايه...
سمية: معلش آسفة.
آسر: هصرفها منين.
سمية بعدم فهم: مش فاهمة...
آسر: ممسكا يدها: يلا تعالى...
سمية: على في بس...
آسر: تعالى بس...
صعد بها آسر الى غرفتها، ودخلا شرفتها، ثم جلساا على الكراسى امامهما الافطار،
آسر: يلا، افطرى. افتحى نفسى.
سمية: مليش نفس...
آسر: لا هتاكلى، يلا...
اطعمها آسر غصبا، فطرت سمية. وكذلك زوجها، ثم جلسا بغرفتها بناءا على رغبته،.

آسر: فين الشريط اللى كنتى مشغلاه امبارح.
سمية: في الكاسيت بس ليه،؟
آسر: شدنى فيه انه مفيهوش موسيقى، سمعته قبل كده بس كانت خافتة اوى
سمية: ملك جابتهولى، فيه نسخ بتنزل بموسيقى وفيه لا.
آسر: طبعا انتى مبتسمعيش موسيقى...
سمية: لا، لو قلب الانسان اتشغل بالحاجات دى، القرآن مش هيدخله...

آسر: عندكك حق، انا بأى مكنش عندى وقت لاى حاجة غير دراستى وشغلى وبس، حياتى اتسرقت منى وعدت في لحظة للاسف كان وقت فراغى كله في القراءة، انتى بتحبيها صح...
سمية: امممم.
آسر: السبب؟
سمية: هي الشئ الوحيد اللى لو حبيته مش هيرفضك هيقبلك مهما كنت مين...
آسر: ايوة، فهمت، اخدتى الدوا؟
سمية: لا هنزل اجيبه، عن اذنك.
آسر: ايه رأيك نقعد هنا في اوضتك؟
سمية: بس هنا صغيرة...
آسر: هتكفينا انا وانتى...

سمية: ربنا يسهل. عن اذنك.
آسر بابتسامة: دواكى اهه. جبته معايا، عشان تعرفى بس.
سمية: متشكرة. جزاكم الله خيرا...
: أخذت سمية دوائها ثم عاد الصمت مرة أخرى، وفجأة،
آسر: سمعتينى وانا بكلم ماما صح؟
سمية بصدمة: نعم؟
آسر بتأنى وتأكيد: سمعتينى، وانا، بكلم. ماما...
سمية بارتباك: ايوة، بس انا مكنتش اقصد اسمعك. انا كنت جاية عشان اشوف هتفطر فين، وسمعتك لما زعقت. انا آسفة، مكنش قصدى...

آسر بنظرة ذات معنى: طيب الحمد لله انك مخبيتيش عليا زى اى حاجة تانية خبيتيها...
اخفضت سمية ناظريها الى اسفل واحمر وجهها ثم بدأت دموعها في التساقط، لاحظ آسر. ثم قام من مكانه القريب جدا وتوجه نحوها. وامسك ذراعيها واقامها من مكانه حتى صارت مقابله، رفع ذقنها بيده،
آسر: ممكن اعرف. سبب الدموع دى ايه؟
سمية: انا مكنتش اقصد اسمعك، بس...

آسر بحنان: بس ايه، انتى خليتي فيها بس، نفسى اعرف، انتى بتفكرى ازاى، لو كل الناس تكون كده
سمية: ها...
آسر: هههههه، طيب تعالى نقعد في الجنينة تحت، نتكلم شوية...
سمية على مضض: طيب...
آسر: مش عايزة تنزلى، تعالى نقعد هنا يا ستى او الليفينج تحت...
سمية: لا عادى، اى مكان، بس خير.؟
آسر: طيب تعالى، نقعد هنا.

خرجا الشرفة مرة أخرى، كانت سمية تشعر بالتعب بعض الشئ، جلست سمية بينما وقف على سور الشرفة واسند عليه بكلتا يديه متأملا ما حوله،
آسر: يااااااااه الفيو راائع، يفتح النفس صح؟
ثم التفت اليها، واراد ان يفعل شيئا،
آسر: ممكن اعرف مالك.؟
سمية: مفيش، بس انا لسة طالعة من المستشفى وده طبيعى.
آسر: ايوة فعلا، ووشك أصفر وتحت عينيكى سواد، انتى لبستى النضارة دى ليه.؟
سمية: عادى.
آسر: بس انتى شكلك كده مش عاجبنى...

سمية بتأثر: بس عاجبنى.
آسر: اممم، انتى شبه مين يا سمية، مش شبه عمو ولا طنط ولا حتى اخواتك...
سمية: معرفش...
آسر: طيب انتى ليه استايل لبسك كده، حتى نظامك كله كده غريب شوية، انتى محسيتيش بكده.
سمية بنفاذ صبر: لا...
آسر: امممم، عمرك ما حسيتى بالاختلاف لما بتقعدى ممع ناس في النادى او في حفلات شغل...
سمية: مبحضرش حفلات ومبروحش نوادى...

آسر: طيب مثلا بين صحاب ملك او صحاب مى، يعنى في فرح مى لقيتك في مكان لوحدك، اكيد حسيتى بالاختلاف.
سمية: عايز توصل لايه،؟
آسر: ولا حاجة بس اسئلة بتدور فىدماغى عايز اعرف اجاباتها، بس انتى غير البنات اللى بشوفهم...
سمية بسخرية: طبعا انت بتشوف هوانم جاردن سيتى، لكن انا مش هانم ولا من جاردن سيتى ولا تربيت هناك، عن اذنك...
آسر: استنى بس، انتى ققفشتى ليه، انا وصلت لمبتغايا، خلاص.

سمية: انا مليش دعوة، سيبونى في حالى...
آسر: اقعدى وارتاحى كده ع الاخر خالص، انتى مش من هوانم جاردن سيتى بس انتى ملكة هنا، واشار الى قلبه.
سمية: انا يا سيدى مش عايزة اكون ملكة او اميرة...
آسر: سمية. انتى متعرفينيش، يمكن ماما مكنتش موافقة على جوازنا، لكن دى مش ماما ولا انا...

سمية بدموع بسيطة: خلصت خلاص، مجرد شهور ومامتك ترتاح، وتتجوز واحدة تانية تليق بيك وبمامتك، واحدة مامتك تتشرف بيها مش واحدة تتكسف منها...
آسر: الله، ليه كده بس ليه بتقولى كده...
سمية ببكاء: انا اللى ليه بقول كده، انا اللى ليه بقول انى مليقش بيكم وانتو بتتكسفوا منى، انا اللى ليه بقول انى مش شبه حد من عيلتى، مش ذنبى انى مبعرفش اتعامل بوشين مبعرفش اتعامل مع الناس صح، مش ذنبى انى مش جميلة، مش ذنبى انى...

قالت كلماتها تلك ولم تكن بوعيها، كان آسر قد حقق هدفه ولكن ربما سيكون هناك خسائر، دخلت مسرعة الى الغرفة ثم فتحت الباب وخرجت مسرعة، كانت تشعر بالتعب الشديد. نزلت الدرج، ثم جلست عليه تبكى، خرج ورائها مسرعا ثم جلس بجوارها على الدرج،
آسر: انا اسف، انتى مختلفة فعلا عنهم، انتى مش زيهم، انتى اجمل منهم يا سمية، انتى ست البنات عندى، انتى متعرفينيش...
سمية: بس اعرف نفسى.

آسر: لا، انتى تعرفى انك دكتورة محترمة متدينة مثقفة جميلة، ايوة جميلة انتى مشفتيش عينك قبل كده في المراية، مشفتيش وشك وهو عليه ابتسامة الرضا الصبح، مشفتيش سمية، انتى مراتى اللى لا يمكن اسمح لحد انه يهينها بمجرد بصة مش كويسة ليها، انتى عندك احسن حاجة في الدنيا، حاجة الناس لو صرفت مال الدنيا كله وعملت البدع متقدرش تجيبها، النقاء يا سمسمة، قلبك ده ابيض اوعى تستهونى بيه، انتى اجمل واحدة في الدنيا والله يا سمية...

سمية بصوت مرهق: متجاملش...
آسر: مجاملش ايه، انتى لو تعرفينى كويس هتعرفى انى مبجاملش حد حتى البت مى اختى
سمية: بس انا مش مى
آسر: انتى حبيبتى ومراتى، عارف كويس
سمية بصوت منخفض: بس انا مقصدش...
آسر: ههههه طيب طيب مش هكسفك اكتر من كده. انت عاجبك قاعدة شحاتين السيدة.
سمية: لا...
آسر وهو ينهض: طيب يلا...
همت سمية بالنهوض ولكنها شعرت بالالم يخترق قلبها، وضعت يدها على صدرها ثم جلست مرة اخرى،.

آسر ممازحا: عايزة ربع جنية.؟
سمية بصوت متعب: الالم. الالم رجع تانى...
آسر بقلق: ايه،؟ الالم فين. رجع التعب تانى؟
سمية بألم: امممم.
آسر: طيب طيب...
حملها آسر مسرعا ثم توجه لغرفتهما، وانزلها برفق على السرير، فك حجابها، كانت تتالم،
آسر بقلق و خوف: فين دوا الاززمة؟
سمية على حالها: على الكومدينو. العلبة، البيضا
اتى بها آسر ثم اعطاها دوائها وجلس بجوارها ممسكا بيدها ويملس على شعرها، حتى هدأت قليلا،.

آسر: احسن دلوقتى صح.
سمية: الحمد لله.
آسر: ينفع كده، احنا قولنا ايه...
سمية: انا عملت ايه؟
آسر: ولا حاجة، المهم نامى دلوقتى، ومبآش فيه حركة خالص.
سمية: لا انا مصليتش الضهر، انت صليت؟
آسر بابتسامة: الحمد لله طيب، يلا، ومش عايز مناقئة ولا معارضة...

حملها آسر الى الحمام ثم توضأت بمساعدته، وحملها مرة أخرى الى سريرها، صلت سمية ونامت، كان يجلس بجوارها، يتأملها ويملس شعرها، حتى نام هو الآخر، استيقظت سمية بعد عدة ساعات. لتشعر ان هناك انفاسا اخرى ملتصقة بها، فتحت عينيها لتجد انها بين احضان زوجها الدافئة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة