قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الخامس والخمسون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الخامس والخمسون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الخامس والخمسون

حملها آسر الى الحمام ثم توضأت بمساعدته، وحملها مرة أخرى الى سريرها، صلت سمية ونامت، كان يجلس بجوارها، يتأملها ويملس شعرها، حتى نام هو الآخر، استيقظت سمية بعد عدة ساعات. لتشعر ان هناك انفاسا اخرى ملتصقة بها، فتحت عينيها لتجد انها بين احضان زوجها الدافئة، رائحة عطره تأسر جوها وعبيرها، تلتف بين احضانة غارقة في بحور من حنانه، شعرت بالاماااااااااااااان، شعرت انها بمنأى عن كل ما يتعبها ويكدرها، لم تدم هذه الاحاسيس سوى ثوانى. حتى رن هاتف آسر. فأغمضت سمية عينيها مرة أخرى متظاهرة بالنوم، شعر وهي بين يديه انها طفلته، حبيبته زوجته، شعر بضعفها الذي منحه قوته التي هي بذاتها حبها له، انها قوته وضعفه الحقيقين، كانت هذه المشاعر. تداعب اهداب احلامه، ولكنه استيقظ على صوت هاتفه، نظر لها وجدها كالطفل الذي يحتضنه والده ابتسم ثم قبل رأسها. وبهدوء وحذر نهض من مكانه واخذهاتفه ثم وضعه على الوضع الصامت. ودثرها جيدا، ثم دخل الحمام وتوضأ ثم صللى العصر، تذكر سمية حينما قاللت له.

ومخفتش عليا من عقاب ربنا، ابتسم ثم توجه اليها، كان قلبها ينبض بشدة، من الحب، تتسمع الى خطواته بالغرفة. اقترب منها، تعالت نبضاتها، جلس بجوارها، ملس على شعرها وبحنان بالغ هز كتففها،
آسر بصوت حنون: سمسمة، قومى. العصر ادن...
فتحت سمية عينيها باريحية وهدوء.
سمية: من زمان؟
آسر: لا من نص ساعة بس...
سمية وهي تنهض: كويس...
آسر نظر لها بعمق: اخبار الوجع ايه؟
سمية بارتباك: الحمد لله، الدواا سكنه...

آسر بابتسامة: طيب. الحمد لله، انا هعمل تليفون خاص بالشغل واجيلك، مش محتاجة حاجة...
سمية: لا متشكرة، على فكرة مكتب بابا مفتوح لو عايز تخلص منه شغل. واعتقد فيه كل حاجة هتحتاجها ان شاء الله...
آسر: ماشى، عن اذنك...
خرج آسر من الغرفة، ثم نهضت بتثاقل وتوضات وصلت العصر. توجهت خارجا وقد قررت في نفسها شيئا، جلست بغرفة المعيشة، ثم نادت على سامية،
سامية: خير يا سمسمة في ايه؟

سمية بابتسامة: خير ان شاء الله، انتى مروحتيش خالص صحح؟
سامية: لا والله خالص...
سمية بابتسامة: طيب خلاص متزعليش، معلش انا عارفة الاولاد وحشوكى...
سامية: اه والله خالص، يادوب نعمة بتروح تشقر عليهم.
سمية: طيب خلاص، انتى افراج، روحى باتى مع ولادك واطمنى عليهم وتعالى بكرة، بس عشان خاطرى جهزى الاكل لآسر قبل ما تمشى لانى بجد مش قادرة، وارجعى زى ما كنتى.
سامية: طيب والست مها، قالتلى.

سمية مقاطعة: يا ستى متقلقيش، بس انتى ان شاء الله هتيجى بدرى يعنى متسيبينيش لوحدى ههههه
سامية بفرح: من النجمة، متقلقيش هعمل الاكل لآسر بيه وهجهز كل حاجة متقلقيش وهجيلك الصبح قبل ما تصحى...
سمية ممازحة: خلاص ماشى. ع العموم لومجيتيش هنادى عليكى.
ساامية: لا متقلقيش، اجهز الغدا،؟
سمية: انا مش هاكل دلوقتى، شوففى آسر في اوضة المكتب...
سامية: حاضر...

جلست سمية تقرأ وردها بصوتها العذب الهادئ، بينما كان منهمكا يتابع اعماله من خلال الهاتف واخرى من خلال جهاز الحاسوب الشخصى به في غرفة المكتب، طرقت سامية الباب عدة ططرقات،
آسر: ادخل...
سامية: احضر لحضرتك الغدا...
آسر وهو ينظر بالجهاز: لا متشكر انا مشغول...
سامية بخيبة امل: طيب. عن اذنك...

اعادت سامية ادراجها الى المطبخ. ظل آسر منهما في اعماله لمدة ساعة تقريبا، انتهت سمية من وردها، ثم جلست متأملة الحديقة التي امامها، متأملة الطبيعة، ماهى الا دقائق حتى قدم لها آسر، وجدها تجلس امامالنافذة على الكرسى، اقترب منها، ثم جلس قائلا بصوته القوى،
آسر: الجنينة تحفة...
سمية بخضة خفيفة: اللى انت عملته ده اللى تحفة صراحة، الناس تدخل تقول السلاام عليكم
آسر: دى الناس مش انا، المهم اتغديتى،؟

سمية: تؤ، مليش نفس. لما اجوع هاكل...
آسر: ويس جدا. انا كمان متغديتش. اقول لسمية تجهز الاكل
سمية: يا خبر ابيض. هي سامية لسة هنا؟
آسر بعدم فهم: ايوة...
سمية بعتاب: طيب ليه مخلتهاش تروح تشوف اولادها. حرام.
آسر: اولاد ايه؟ انا مش فاهم...
سمية بتنهيدة ولا حاجة انا هقوم اشوفها...
توجهت سمية الى المطبخ ثم وجدت سامية تجلس على الطاولة واضعة خدها على يدها ونائمة. نظرت اليها سمية بشفقة،
سمية بحنان: سامية، سامية...

سامية: نعم يا سمسمة. خير...
سمية: مروحتيش ليه.
سامية بحزن: آسر بيه...
سمية مقاطعة: اكيد كان مشغول ومكنش فاضى، روحى خلاص وانا هحضر الغدا.
سامية: لا روحى وانا هحضره، احطه على السفرة.؟
سمية: ماشى هاتى اعمل السلطة، وبسرعة عشان تروحى...
سامية بابتسامة: حاضر.
جلست سمية على طاولة المطبخ تتحدث مع سامية حتى انتهت سامية من اعداد السفرة، جلسا على السفرة يتناولان طعامهما.

آسر: يااااه مكرونة بشاميل، بقالى سنين مدوقتهاش...
سمية بابتسامة: بالهنا والشفا، بس دوقت النجريسكو
آسر: انتى عارفة انا جربت اعملها كذا مرة وفشلت...
سمية: انت بتعرف تطبخ؟
آسر بثقة: طبعا، بس مش زى سامية طبعا
سمية: ههههه، طيب كويس لان سامية هتروح بيتها وهندبر احنا نفسنا.
آسر: ليه.؟ هي مبتقعدش هنا اساسا؟
سمية: لا هي عنندها بيتها وزوجها، بتيجى الصبح وتمشى المغرب...
آسر: اممممم ربنا يخليهم ليها.
سمية: آآمين...

غادرت سامية المنزل وظلا فيه وحيدين، انقضى يومهما بين القرءة ومتابعة اعماله اتى الليل، كانت تجلس بغرفة المعيشة تتابع التلفاز، كانتامسية شعرية للشاعر تميم البرغوثى، دخل آسر عليها، فاغلقت التلفاز، جلس على الاريكة وامسك رأسه.
آسر: بجد ربنا يرحمك يا بابا، الشغل بتاع الشركات ده مقرف...
سمية: ربنا يعينك، هتتعشى؟
آسر: لا، انا هشرب نسكافيه.
سمية: طيب تمام، انا هقوم اعمله.

آسر: لا خليكى. مش عايزين حاجة تحصل لا قدر الله، زى الصبح
سمية بضيق: انا مقولتش لحد من الاول تعبى عشا ن محدش يعاملنى كده، ولا حد يشفق عليا، ودلوقتى بردو نفس الشئ...
آسر: سمية انا مقصدش...
سمية: خلاص ولا يهمك، عن اذنك...
دخلت سمية واعدت له كوب النسكافيه، ثم قدمته له، كان لا يقصد ان يجرحها. هو خائف عليها فقط، دخلت عليه بابتساممتها المعهودة.
سمية: اتفضل. بس يارب ميكونش ناقص سكر.

آسر وهو يرشف بعضا منه: لا بالعكس، احسن نسكافية شربته في حياتى...
سمية: انا هقوم انام...
آسر: دلوقتى؟
سمية: اممم.
آسر: طيب. انا هشوف النشرة وادخل.

ضحكت سمية في سرها، صعدت لغرفتها التي اعدتها لها سامية حتى تنام فيها ولا يحدث ما حدث مرة اخرى، ابدلت ثيابها لملاس نوم قطنية هادئة ورقيقة، كان البنطال من اللون الرصاصى، وبه فيونكات من الاسفل من اللون الرز الهادئ تعلوه بلوزة قطنية من اللون الروز به رسوم لميكى ومينى ماوس، كانت تبدو كالاطفال، حقا، نامت على سريرها تلت الاذكار، واشعلت الراديو على اذاعة القرآن الكريم، وذهبت في سبات عميق، دخل آسر الغرفة واشعل النور لم يجدها دخل الحمام لم يجدها، ناداها. لم تجب. قلق عليها. بحث عنها بكل مكان، صعد لغرفتها فتحها بهدوء وجد ان الانوار مطفئة، وصوت مصطفى اسماعيل يصدح بارجاء الغرفة بصوته المعهود بالخشوع، اشعل الاباجورة التي توجد بجوار السرير وجدها نائمة، ابتسم لها ثم تنهد، عرف انها شعرت به عندما كان يحتضنها، وعرف ايضا لماذا سمحت لسامية بالمغادرة، قبل رأسها ثم اطفأ الانوار، واتى لها بالدواء والماء ووضعهم بجانبها على الكومدينو وكتب ورقة ثم غادر الغرفة، ونزل لينام، اتت صلاة الفجر. استيقظت، وجدت ورقة بجانها، بردو اول حاجة هتشوفيها منى لما تصحى، اوعى متصحينيش للفجر، آسر، توضأت ثم نزلت له، طرقت الباب عدة طرقات، اذن لها بالدخول، دخلت سمية وجدته نائما على السرير،.

سمية: الصلاة، المسجد قريب ولسة ما اقامش...
آسر بتثاؤي: طيب، نمتى فوق ها...
سمية: قوم صللى، عن اذنك...

مرت عدة ايام والعلاقة كما هي بين آسر وسمية، كان آسر يذهب للقاهرة سريعا لانهاء بعض الاعمال ثم يعود اليها، تعررف عليها اكثر وكذلك هي لامست الجزء الحنون منه. وجدت منه الاحتواء والتفهم الشديد لها، بدأت صحتها بالتحسن، قررأحمد ان يأخذ عائلته ليقضون ايام العطلة بجوارها، وعرض الامر على خليل، رحب خليل كثيرا، وكذلك اتت ملك وعمرو، كانوا يجلسون جميعهم بالحديقة، كان الجو رائعا، كانت سمية وملك وعمرو ومالك وره ونغم يجلسون على الحشائش يتذكرون الماضى، [ينما كان آسر مع خليل وأحمد، كان يناقش بعض امور العمل مع أ؛مد، خاصة انه سينتقل اليه منصب ابيه وعمه قريبا،.

خليل: طمنى يا آسر، سمية عاملة ايه؟ جاتلها الازمة ولا حاجة لا قدر الله
آسر: الحمد لله هىكويسة كل يوم بتتحسن. هي تعبت شوية من اسبوعين كده، بس الحمد لله.
أحمد: طيب يا بنى خللى بالك مننها...
آسر بابتسامة: متقلقش يا عمو...
اتت لهم مها تخبرهم ان الطعام جاهز الان، تناول الجميع الغداء وجلسوا يحتسون الشاى، كان خليل يستكمل قراءة جريدته، فاجأه خبر،
خليل: سبحان الله يمهل ولا يهمل...
أحمد: خير؟

خليل: كل خير، شوفتى يا سمسمة ربنا منتقم جبار، اللهم لا شماتة.
سمية باهتمام: ايه اللى حصل؟
خليل: اسمعى الخبر ده هيبسطك جدا...

الحكم على ابن الوزير الهارب بالسجن المؤبد، قضن مجكمة الجنايات بولاية شيكاغو باجماع اراء هيئة المحلفين، بحكم المؤبد للمدعو سيف قدرى عليان لارتكابه جرائم الخطف ,الاغتصاب ,التعذيب وتجارة المخدرات وتهديد الامن العام في الشارع الامريكى، وقد ذكر ان المتهم كان مسجون ببلده الام مصر بتهمة الشروع في قتل. ولكنه فر هاربا الى الولايات المتحدة بفضل والده الوزير السابق، الخ. مش انا قولتلك يومها فاكرة...

كانت سمية تستمع لتفاصيل الخبر ودموعها تتساقط، كان آسر بجوارها يحاول استيعاب ما يقال والجميع منتبه لخليل. حتى انتهى، ونظر لسمية ليجد عيناها زائغتان. وسقط كوب الشاى من يدها، وتعالت صوت انفاسها، تذكرت كل شئ حدث لها. ومحاولته للاعتداء عليها، انتبابت الرعشة جسدها. انتبه آسر لها. امسك كتفها.
آسر بقلق: سمية، سمية. انتى كويسة.

لم ترد عليه سمية بل نظرت له وهي تشعر بضياع والم شديدن، انتبه لها خليل، توجه نحوها،
خليل: سمية، سمية. بصيلى هنا...
نظرت له سمية، وحياتها بامريكا تمر كشريط فيديو امامها. اسندت رأسها للخلف وارتخى جسدها النحيل. وفقدت وعيها، ذعر آسر. فأمره خليل بحملها للغرفة لفحصها، انتاب الجميع حالة من القلق والبكاء، اعطى خلي لسمية ابرة مهدئة ثم امر آسر ومها بالخروج وتركها ترتاح،
آسر: انا هفضل هنا...

خليل: مش هتفوق قبل نص ساعة، يلا بأى
مها ببكاء: كان مستخبيلها فين ده ياربى...
خليل: حرام كده يا ام سمية، ان شاءالله هتكون كويسة، يلا بأى. اتفضلوا...
خرج الاثنان وبقى خليل بجانبها يراقب حالتها، كان احمد ينتظرهم بالخارج،
أحمد بلهفة: خير؟
آسر بحزن: ان شاء الله دكتور خليل معاها جوه...
مها بدموع: دى كانت مفروض تفرح لما تسمع الخبر متتعبش. ده اللى كانت بتتمناه
آسر: احم، وهي كانت تعرفه اساسا؟

مها: ايوة. انت متعرفش؟
آسر بارتباك: لا. وهعرف منين، ياريت حد يقهمنى
أحمد: انا هقولك...
آسر بصدمة: ايه؟
أحمد: زى ما انت سمعت...
هنا اتى خليل، وجلس بجوارهم،
آسر: ها يا دكتور...
خليل: لسةة نايمة. وحالتها مستقرة متقلقش، الحمد لله
آسر وهو ينهض: طيب عن اذنكم...
أحمد: اتفضل يا بنى، امال عمرو فين؟
مها: الاولاد في اسطبل الخيل، راحوا قبل ما يحصل اللى حصل
أميرة: طيب محدش يقولهم حاجة.
مها: انا خايفة عليها اوى.

أميرة: ها يا مها احنا قولنا ايه...
مها: يارب...
توجه آسر للغرفة وجلس بجوار سمية مسك يدها ثم قبلها. ونظر اليها بالم، بحب، بعشق، بل بحزن واسف،
آسر: ليه مقولتيليش، انا اسف. انا فهمت دلوقتى.
كانت سمية بدأت تستفيق.
سمية بصوت متقع ضعيف: لا. لا. سيبونى، لا لاااا.

جلس آسر بجوارها على السرير واخذ يديها بين يديه وجلس يقرأ عليها قرآن ويحاول تهدئتها، حتى فزعت من نومها على صورة سيف وهو يمزق ثيابها، فارتمت بين احضان آسر باكية.
آسر بصوت خافت: هششش، بس. اهدى خالص. الحمد لله ربنا خد حقك...
سمية ببكاء: مباتش قادرة، هو ليه حصللى كده ليه عمل فيا كده...
آسر بخوف شديد: سمية. هو، هو، عمل فيكى ايه، سمية، ردى اعتدى عليكى.

سمية بالم: اسوأ من كده، انا شوفت كل حاجة بيعملها، شوفت ادمانه وقرفه كله، شوفت كل حاجة قدام عينيا، كل حاجة، انا عملت ايه في حياتى ياربى...
آسر بدموع بسيطة: بس. ده ابتلاء. قولى الحمد لله. وبعدين ربنا نجاكى منه. وخد حقك منه ومنى.
سمية: انت معملتش حاجة.
آسر: انا السبب في كل حاجة. انا، اهدى ونامى. احنا جمبك. ومش هسيبك. نامى يا حبيبتى...
سمية وقد بدأت تهدأ: يارب، ياارب...

ونامت سمية بين احضانه لتشعر مرة اخرى بالاماااااااااااااااان،.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة