قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الخامس والسبعون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الخامس والسبعون

رواية قلب ليس من حقه الحب للكاتبة لؤلؤة حيرانة الفصل الخامس والسبعون

خرج آسر، بينما توجهت مها الى الحضانة كانت مع ملك، وقفت تراقبهم باكية.

مها ببكاء: شوفتى ولاد اختك يا ملك، كان مفروض يكونوا في حضنها دلوقتى، سمية كانت اول حضن ليهم، كانت اول عين تشوفهم ويشوفوها، شوفتى اللى حصل لاختك،؟ طيب قوليلىى انتى يا سها ثم تتوجه لسها بعينين متألمتين بنتى عملت ايه في حياتها عشان تتععب كده، فرحتها مبتمش، والله يا سهى بنتى بارة بيا وباحمد. كانت بتكون تعبانة وعندها الازمة وتتصل بيا تطمن على أحمد وصحته. وتكلمه تفكره بدواه وتوصيه، والله كان فيها لله يا سها، مظلمتش حد والله، ابدا، ليه الدنيا معاكسة معاها ككده...

سها احتضنت اختها الصغرى: لا اله الا الله وحدى الله يا مها، ده نصيب يا حبيبتى، لا حول ولا قوة الا بالله. اهدى كده وادعيلها، هي محتاجة دعاكى، وخليكى متماسكة لو شافوكى كده عيالك هينهاروا اكتر...
ملك ببكاء: يا ماما كلنا موجوعين من اللى بيحصل بس زى ما خالتو ما بتقول، لازم نصبر
اتى اليهم صوت مكلوم،
آسر: السلام عليكم
مها بلهفة: ها طمنى...
آسر باسى: ربنا يستر، هي في العناية، انا هدخل للولاد، عن اذنكم...

ملك من بين دموعها: معاك تمر. عشان الولاد.
آسر: ايوة يوسف جابه، عن اذنكم.
ارتدى الملابس الخاصة قم دخل لاولاده، اقترب اكثر فاكثر، لم تضح ملامحهما بعد، ولكن عينيهم الواسعتين، ونظرتهم البريئة. جعلته يرى زوجته بهما، اقترب من ابنته. وحملها. زبررفق، بحذر، بخوف، بفرحة، تنظر له ساكنة، هادئة، مسك يدها. قبلها وفرت من عينيه دمعة حارة،.

آسر: حمد لله على السلامة، عايزة تشوفى ماما صح؟، ماما كمان نفسها تشوفك اوى، وبتسلم عليكى، كمان.

حنكها بالتمر واذن في اذنها واقام في الاخرى، ثم حمل ابنه، لم يسكن كاخته، وبدأ في التململ والبكاء، حاول ان يهدئه. وحنكه بالتمر، قبله، ثم وضعه مكانه. وخرج، توجه الى العناية، كانت تشعر بانفاسه وحنانه مازال هناك الاحساس الذي يغلفها ويحميها، كان شذاه بين انفاسها، ترقد حولها الاسلاك والخراطيم والاججهزة، تكرر الموقف ولكن هذه الممرة ربما لن يكون لها عودة، اتجه بخطوات متثاقلة لا يريد ان يراها هذا، ولكن شوقه كان اكبر منه، خوفه سيطر عليه لهفته قادته نحوها، لقد مر هو ايضا بهذا الموقف ولكن الالم هذه المرةة اقوى بكثييييييير، اقترب اكثر ليقف هناك على الباب الزجاجى، ليراها، ليرى سمية، وجهها الشاحب وشفاها المائلة لللون الابيض. والسواد الذي يحيط بعينيها، وما يخرجج ويدخل جسمها، هذه الملائة اليضاء التي تغطى جسدها النحيل، وضع يده على الزجاج. زعلى صورتها. زثم ارتكن براسه، شعر آسر لوهلة من الزمن انها النهاية ولكنه،.

آسر: هتقومى صح، هنربى ولادنا مع بعض يا سمية، انتى اللى قولتى كده، اختل توازن دمعه بعينيه. ، عارفة مريم. يا سمية، لما شلتها، معيطتش، هتكون هادية زيك، بس عمر لا، هيطلع مناكف، قومى شوفيهم، قومى يا سمية
اتى له يوسف،
يوسف: كنت متاكد انى هلاقيك هنا، روحت شوفت الولاد
آسر: ايوة، هتقوم يا يوسف صح؟
يوسف يربت على كتفه: ان شاء الله، ها هتسميهم ايه؟

آسر نظر له ثم تذكرسمية عندما اتفقا على اسمائهم، كانا بليلة من ليالى رمضان.
آسر: يا رب افرجها علينا باسماء...
سمية: ههههه بص تنازل عن سمية وانااتنازل عن عمار.
آسر: افففف راسك عايزة تكسيرها. بطلى عند
سمية: ههههه بطل انت، بجد يا آسر والله، اسم سمية هيكون كبير عليها وبعددين مزهئتش. من سمية.
آسر بحب: عمرى...
سمية: طيب يلا نقوم نتسحر. ز
آسر بعند: لا، والله ما انا قايم، اخلصى
سمية ك اخلص انت الاول.

آسر: خلاص تنازلنا. بلاها سمية. زبس مش عايز اسامى مكرر ة
سمية: ههههه بلاها عمار.
آسر: طيب. فريدة، رحمة، يمنى. سارة، روان، مريم...
سمية: عمر، على، معاذ، صهيب، مصعب، بلال، انس، مرواان.
آسر يقبل رأسها: خلاص، نكتبها في ورق ونختار، بس بعد السحور والفجر، ماشى.
سمية: ماشى خلاص، يلا.
تسحرا ثم صلا زاختارا الاسم،
سمية: مريم
آسر: عمر، شيلنا الالف بس.
سمية واستندت بين احضانه: على بركة الله، بس عايزين نخليها مفاجئة...

آسر: ان شاء الله
يوسف: ايه يا بنى انت سرحت ولا ايه، وحد الله كده
آسر: لا اله الا الله...
يوسف: باين عيالك كده هيكونوامن غير اسم، هننادى عليهم نقولهم يا اللى متتسموا، ناخد حقنا منك فيهم. ابشر
آسر: عمر ومريم. اساميهم عمر ومريم، يا يوسف.
يوسف: عااشت الاسامى يتربوا في عزكم، يلا نصللى الفجر ادن.
آسر: معقولة؟ طيب يلا...
القى آسر نظرته المودعة الداعية لسمية، ثم غادر. كانت مها بجوار زوجها في الغرفة،.

مها: يلا يا احمد نروح نشوفها، اهى رهف نامت، ومال جمبها...
أحمد: يلا نصللى ونروحلها...
ادى الجميع صلاة الفجر ولن هناك من يجلس بغرفته مانعا اى احد الدخول اليه، كان متوجها له ولكنه قابل على بابه ممرضة.
آسر: دكتور خليل جوه؟
الممرضة: ايوة بس ياريتمتدخلش
آسر: انا عايزه ضرورى.
الممرضة: براحتك عن اذنك.
طرق آسر الباب، ثم دخل، كان خخليل يجلس على المكتب مستندا على مرفقيه،
آسر: حضرتك فاضى؟

نظر له خليل بنظرة الم. زوعتاب، لوم، حزن شديد، ثم اخفض ناظريه وبيده صورة. اقترب ىسر منه ثم جلس على الكرسى،
آسر: ممكن اعرف حالة سمية؟
لم يرد عليه خليل،
آسر بحدة: يا دكتور خليل بسأل حضرتك ردعليا لو سمحت، سمية حالتها ايه؟
نظر له نظرة مطولة ثم تكلم باسى،.

خليل: في نفس المكان ده قبل سنة تقريبا او اكتر، قولتلك سيبها، ده احسنلك واحسنلها، قولتلك. من رابع المستحيلات تخلف وتعيش، قولتلك عمرها ماهتقد ر تعيش حياتها طبيعية. قولتلك سيبها، فاكر قولتلى ايه؟ قولتلى. ززمقدرش، اموت لو سبتها، اهى جوة مرمية بين الحياة والموت، اهى هتموت، عايز تعرف حالتها. اقولك، فيه نزاع بين فوق وتحت، حياتها مسالة وقت، بالعكس طول ما هي كده بتتعذب، عمالين نزق في قلبها بادوية واجهزة وتنشيط عشان يشتغل، عرفت؟، عرفت حالتها ايه بالظبط، بس الحاجة الوحيدة اللى معرفهاش، هي سمية هتبعد عنك وعننا امتى، واطمن سفر برة مش هيفدها حتى لو عملت زرع قلب جسمها احتمالكبير ميتقبلوش، المرة دى مفيش امل، مفيش،.

تنهد خليل ودلوقتى عرفت الحالة، اتفضل...
لم يرد عليه آسر، ولكنه خرج مسرعا. زهى لن تموت، لن تبتعد عنه، ذهب للعناية، طلب من الممرضة ان يدخل اليها، واخذ يلح. حتى دخل الى سمية، ارتدى الملابس الخاصة ثم اقترب منها، زانخفض لمستواها، ومسك يدها، قبلها. ونزلت ادمعه تواسيه،.

آسر بهمس: قومى يا سمية، عشان خاطرى متسيبينيش، ولا تسيبى ولادنا، عمر ومريم محتاجينلك قبلى، عارفة اخدوا شعرك، وعيونك البريئة يا سمية، قومى عشان تربيهم صح زى ما كنتى بتحلمى، قومى متبعدديش عننا، وحشتينى والله اوى، ينفع كده اقرا الورد لوحدى النهاردة، مش عايز اكون لوحدى باقى عمرى...
الممرضة ك لو سمحت كده غلط عليها، الدكاترة منبهين والله يلريت حضرتك تتفضل تطلع...
آسر برجاء: هقعد جمبها، مش هكلم ارجوكى.

الممرضة باسف: مينفعش والله.
آسر نظر لسمية ثمم قبل يدها: هستناكى، ربنا يقومك بالسلامة.
خرج آسر من الغرفة. ثم اتى له احمد ومالك،
مالك: طمنا يا ابيه
آسر: ادعولها.
احمد ينظر لها بحزن: بنتى هتقوم بالسلامة انا متاكد...
آسر بتنهيدة: يارب يا عمو، ياريت حضرتك تاخدهم وتروحوا. القعاد هنا ممنوش فايدة، واكيد الكل تعبان...

مالك: انا رايى من راى ابيه آسر، وخصوصا ان ملك ومى معاهم اطفال صغيرة، وعمرو هو اللى هيروح الشركة. ولا حضرتك هتروح يا ابيه؟
آ سر: لا. كلام مالك صح. اتفضلوا انتوا وانا جمبها لو حصل اى حاجة هبلغكم.
أحمد: خلاص ماشى، هطمن من خليل واروح، خللى بالك منها
آسر ينظ لها بحسرة: حاضر، بس ابعتلى يوسف يا مالك
مالك: حاضر...
كان الجميع بغرفة واحدة مى تجلس بجوار امها،
مى: شوفتى ولاد آسر.

ميرفت بابتسامة: ايوة ربنا يخليهم ويباركله فيهم
مى: شوفتى يا ماما مش يا ما قولتلك، تخيلى الملايكة دول. احتمال كبير اوى ميشوفوش امهم، شوفتى
ميرفت ط بتنهيدة: خلاص يا مى، قومى يلا روحى ابنك نايم مينفعش يتبهدل كده...
مها: قومى انتى كمان يا ملك، شوفوا عمرو يروحكم، وكمان رهف انا خايفة عليها. ززوانتى يا اميرة قومى، روحى
ملك: نطمن على سمية ونمشى
هنا دخل مالك،
مالك: السلام عليكم
الجميع: وعليكم السلام...

مالك: ابيه آسر بيقول ياريت كلنا نروح، وانت يا عمرو اللى هتروح الشركة وتباشر الشغل لانه مش هيروح
عمرو: هو فين
مالك: في العناية. يوووه كنت هنسى امال فين يوسف يا مى
مى: كان برة بيكلم التليفون...
مالك: طيب اصل ابيه آسر عايزه، يلا يا جماعة
مى: انا هفضل هنا مش رايحة
ميرفت يا بنتى يلا ابنك هيتبهدل
مى بصوت منخفض: يا ماما هرضع الولاد...
ميرفت بدهشة: بتقولى ايه؟ ازاى
مى: يا ماما عشان خاطرى...

ميرفت تنهض: انتى حرة انا هروح اطمن على اخوكى وامشى.
ذهب يوسف لآسر،
يوسف: خير كنت عايز ايه؟
آسر: معلش يا يوسف روح البيت وقول لنعمة تدخل اوضة الولاد تجيب هدومهم، سمية حطاها في هاندباج صغير، وهاتلى كمان هدوم، اهم حاجة باى متنسهاش، ادخل الوضة هتلاقى نوتس على الكومدينو هاتو ضرورى. انا عارف هتعبك معايا
يوسف: يا بنى متقولش كده احنا اخوات، ان هاخد مى عشان هي هتعرف بردو بعد اذنك.

آسر: ماشى يا بنى بس ياريت كله يروح مش عايز يفضل هنا وانا قولت لعمرو هو هياخدد باله من الشغل اليومين الجايين دول.
يوسف يربت على كتفه: متقلقش. ربك يعديها على خير
قدمت اليهم ميرفت،
ميرفت: هي عاملة ايه دلوقتى؟
آسر يزم شفتيه بالم: للاسف على حالتها، ربنا يستر
ميرفت: متقلقش يا حبيبى. ربنا يطمنكمم عليها، انا هروح هتحتاج حاجة منى؟
آسر: لا يا امى متشكر وياريت الباقى يروح. مش عايز حد هنا لو سمحتم.

ميرفت: حاضر، بس مى اختك مش راضية
يوسف ك انا هروحلها، عن اذنكم
ميرفت: انا جاية معاك، تنظر لآسر ربنا يقوملك مراتك بالسلامة
آسر: متشكر يا امى، متشكر جدا
ميرفت: بتتريق؟
آسر بلوم: ده وقت تريقة بردو؟، روحى يا امى.
غادرت ميرفت كما غادر الجميع تحت اصرار من ىسر ولكن تبقى عمرو ويوسف وزوجتيهما.
ملك ك كطيب روحى مع يووسف وانا هفضل مع الولاد.
مى: طيب ماشى وانا هاجى بكرة، نبدل الايام يعنى
ملك: ماشى، مى متشكرة جدا.

مى طباستنكار: اخص عليكى على ايه؟ دى سمية اختى والله، يا ما وقفت جمبى ربنا يرجعها لاولادها بالسلامة
ملك: يارب...

وبقيت ملك مع اطفال سمية، وغادر البقية. ذهب عمرو للشركة ويوسف وزوجته للمنزل. اوصل زوجته للمنزل ثم اوصل الاغراض لآسر وغادر، ظل آسر بمفرده مع زوجته الغائبة عن العالم الخارجى، جلس على كرسى مقابل للعناية، ثم فتح دفترها تنفيذا لطلبها، وجد ظرفا مكتوبا عليه، الى لقاء قريب، امسك الظرف وفتحه، وجد به مكتوب بخط يدها، بدء آسر بقرائته، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حبيبى وزوجى ورفيقى، آسر. انك الآن تقرا خطابىى هذا وانا حتما لست معك. ربما اكون بين يدى الله وربما اكون انتظر قضاءه، تاكد انك آسر قلبى وتفكيرى حتى الآن، تاكد انك بطل احلامى، تاكد اننى ادعو لك حتى الآن، لا تجزع، لا تخاف من الفراق. فانه مؤقت، سيكون لقائى بك قريبا جدا باذن الله، ربما بعد ثوان، دقائق، سااعات، يام، سنين، ربما سيتاخرولكنه حتما سيكون. بأمر ربى وربك، ان رحلت عن هذه الدنيا فانى قد تركت لك ما يعوضك عنى وهما طفلى الحبيبين، كم اتمنى الان ان استنشق عبق انفاسهما التي كمسك الجنة، ان احتضنهما بكل جوارحى واخبئهما بين احضانى، ارضعهما حبى وحنانى وشوقى، كم اتمنى ان نكون ثلاثتنا تحت جناحيك الحانيين الآن، ولكن هذه امانى فقط، ربما ستحدث يوما ما وربما لن تحدث، سامحنى والتمس لى العذر على تقصيرى بحقوقك، كم كنت اتمنى ان اسعدك كاى زوجة، بدلا من ان تسهر علىً قلقا تسهر معى عاشقا محبا، اقسم اننى بذلت كل ما بوسعى حتى تشعر بان حياتك الزوجية كما تتمنى ولكن اعذرنى فجهدى يبدو انه خذلنى في بعض الاوقات، عشت معك اجمل ايام حياتى، زلقد اكرمنى الله بك واختبرك بى، والله انى اشهد انك نعم الزوج فقد اعنتنى على امور الآخرة قبل الدنيا، لقد احتويتنى كما يحتوى الاب ابنته، ربما لا اجيد البوح بكامل مشاعرى اليك، ربما لا اجيد عبارات الغزل الملتهبة كأآ زوجة، ولكنى اجيد حبك، اجيد طاعتك احسب نفسى كذلك، اجيد الدعاء لك، اجيد حب أسر قلبك وأسرك لى، ان انتهت حياتى اتمنى ان تجد لك زوجة تربى اولادنا كما اتمنى، زوجة تفخر بها انت وعائلتك امام الجميع، تعوضك عما مررت به معى، يارمل البحر وغابات الزيتون ياطعم الثلج وطعم النار، يا نكهة شكى ويقينى. لا ادرى هل ساغار منها في دار الخلود عندما نجتمع معا هناك، هل ساغار من كونها زوجة لك.؟، اطلت عليك خطابى. ولكن ستقرأ الان خواطرى من بداية معرفتى بالحمل حتى الآن، لا تجزع. زلا تجعل حزنك يؤثر على صلتك بالله عز وجل لا تجعله يؤثر على طفلينا، قبلهما كل ليلة واروى لهما قصص الانبياء كما اتفقنا، بلغهما سلامى، اجعلنى بذاكرتهما الام التي تمنت ان تراهم ولكن قدرها لم يمنحها هذه الفرصة ومنحها فرصة اكبر، ان تدعو لهم وتحرسهم، زلا تنس العمرة ما اتفقنا، اذكرنى بدعائك، لا تنسانى ارجوك لا تنسانى، سمية.

كان يقرا الخطاب وعينيه لا تقوى على رؤية السكر القادم منه، ابت دموعه الا ان تهبط كقطت المطر على خطاب سمية، زانتهى آس من قرائته. ثم نظر اليها،
آسر: انتى هتقومى يا سمية، سامحينى انا. سامحينىانا السبب في اللى انتى فيه انا...
خرجت الممرضة من غرفتها، نهض آسر متوجها اليها،
آسر: ارجوكى عايز ادخل لها
ط نظرت له الممرضة لتجد ان عينيه ملأتهما دموع الحزن، كانت الممرضة في الاربعينات من عمرها.

الممرضة طبتاثر: هو انت بتحبها اوى كده؟
آسر بحرج: جدا...
الممرضة: مش غريبة، اصل انا اعرف دكتورة سمية من ايام مكانت بتتدرب هنا مع دكتور خليل، ربنا يقومها بالسلامة حالتهاحرجة خالص...
آسر بالم: عارف، ممكن ادخل.؟
الممرضة: انا هخلي تدخلها رغم ان ده ممنوع والله، بس متتكلمش خالص...
آسر: حاضر...
الممرضة: انا هقف هنا برة عشان لو حد من الدكاترة جه. اتفضل.
دخل آسر اليها. ,,مسك يده وقلبها وقبل راسها ثم همس اليها،.

آسر: واللى انى اشهد الله انك كنتى زوجة افضل مما كنت اتمنى يا سمية، كنتى كتيرة عليا اوى ياحبيبتى، الولاد بيسلموا عليكى، هتعيشى يا سمية ولقائنا هيكون قريب اوى يا حبيبتى...

ثم وضع يده على رأسها، وااخذ يتلو القرآ والرقية تاشرعية ويددعوو لها، انقضى من الزمن ساعة تقريبا، دخلت الممرضة وجدت آسر يمسك بيدها وينظر لها داعيا، تاثرت كثيرا بحالتهما اقتربت منه وطلبت منه المغادرة، ودعها آس بقبلة على راسها ثم توجه الى اولاده، انقضت عدة ايام هكذا، اتصل آسر بباسل واخبره بوضع سمية فقل له كما قال خليل ولكن ان اراد ان يجرى لها العملية فعليه بالاسراعع في بدء اجراءات سفرهما لالمانيا وانه سيوافيهما هناك، مرت ايامه. يكبر طفليه يوما بعد يوم ومى وملك لا تتركاهما، خرجا من الحضانة وسمية مازالت بالعناية، حينها، توجه آسر اليها ودخل امس بيدها.

آسر: عارفة يا سمية، عمر ومريم طلعوا النهاردة من الحضانة وماشييين، هدخلهملك دلوقتى، نفسهم يسمعوا صوتك ويكونوا بين حضنك يا حبيبتى، ثوانى هروح اجيبهم واجى، مش هتاخر عنك ماشى؟
كانت تستمع لحديثه ولكنها ليست هنا. زفالامها، تجمد جسدها. لا تقوى حتى على فتح عينيها، لم تفهم كلامة فتارة تسمع وتارة يبتعد عنها صوته، ولكن هذه المرة ابتعدت عنها يده، خرج آسر ثم توجه للمرضة التي تحملهما،.

الممرضة برجاء: ارجوك بلاش، مش هينفع
آسر باصرار: سمية محتاجاهم جوه مينفعش غير كده، هاتىهم بس وتعالى يلا.
حمل آسر طفليه ودلف وامامه الممرضة،
آسر: متشكر جدا...
الممرضة طبقلق: ربنا يسترها...

اقترب آسر من زوجته وهو يحمل ملاكيه الساكنين، ثم وضع ابنته بين كتف سمية وجسدها. وجعل الممرضة تحمل طفله، واسند كتف سمية وامس يدها، لا اراديا توجهت الكفلة برسها لسمية، كانها تشعر انها والدتها، واخذت تتململ، شعرت ان هناك شيئا بجوارها، رائحة المسك،
آسر بالم: سمية، دى مريم عيزاى يا سمية تقومى لها بالسلامة، دى بنتك يا حبيبتى. بتسلم عليكى اهه، هي في حضنك دلوقتى، وعمر اهه جمبك.

اشار آسر للممرضة ان تضع ابنه على تف سمية الآخر،
آسر: هما في حضنك يا سمية اهه، قومى عشانهم...
اولاها بين احضاانها ولا تقوى على ضمهما، حتما ستحارب من اجلهما، ظل قلبها يناجي ربها كى تراهم فقط، امنية حياتها رؤيتهما، حاولت لم تقوى على ذلك، فرت من عينيها دمعها،
آسر: بدهشة: سمية انتى حاسة بينا صح؟ بتعيطى ليه يا حبيبتى، هتقومى وتشوفيهم يا سمية، هنسافر وهتكونى كويسة...

المممرضة: انا هاخدهم واخرج كده غلط، عن اذنك
آسر: طيب ماشى، اتفضلى...
اخذتهما الممرضة وخرجت وامسك هو بيدها، وقبلها،
آسر بتأثر: شوفتى محتاجينلك ازاى؟ شوفتى نفسهم انهم يناموا في حضنك يا سمية
كان يمسك يدها، احس بضغط خفيف على يدده، نظر، وجدها اصابع سمية تتحرك وتقبض على يده. ولكنه سمع ايضا صوت الاججهزة وصفيرها المزعج المؤلم، دخلت الممرضة مسرعة،
الممرضة: لو سمحت اخرج برة لو سمحت...

لا يدرى آسرما حدث وما يحدث فقط لثناء خروجه، فوجئ بالطاقم الطبى وخليل يهرعان الى الداخل، احس انها فقدت الحياة، ظل ينظر اليها، وخليل يقوم بعمل الصدمات الكهربيائية لجسدها، دون اى استجابة، كرر دون استجابة، خرج احد الاطباء، واجهه آسر بانفاسه الهائجة المضطربة،
آسر: مالها؟
الطبيب طباسف: قلبها وقف، بس دكتور خليل مش راضى يقتنع، البقاء لله عن اذنك
امسك آسر بتلابيب ملابسه، ونظر له بعصبية وغضب.

آسر: انت بتقول ايه؟
الطبيب طينزل يد آسر بعصبية: عشان وضع حضرتك هعدى التجاوز اللى حصل دلوقتى، عن اذنك.

تركه الطبيب. وغلدر بينما ىسر، ظل يدعو ربه زدموعه رفيقته، وها هو خليل يحاول افاقتها وانعاش قلبها من جديد، يحاول، ظل هكذا حتى تحول الخط المستقيم الى مرتفعات ومننخفضات، لقد بدء قلبها ينبض من جديد، جلس ىسر على المقعد كانه يجرى منذ زمن، لقد تعب، لم يعد يستطيع تحمل هذا الوضع، خرج خليل من الغرفة على وجه الاجهاد الشديد،.

خليل: عايز تسفرها المانيا، سفرها بسرعة، لان خلاص معدش ينفع حاجة، لو تقدر تسفرها من بكرة سافروا، عن اذنك...

اخبر آسر الجميع بسفرهم خلال اليومين القادمين، سافرا تاركين ملاكيهما وحيدين، سافرا وسط دموع الجميع ودعائهم منهم من يشعر انها لن تاتى، لن يسمع صوتهامرة اخرى ومنهم من يدعو لها وظنه حسن بالله، وصلا الى الممانيا بالتحديد في هايدلبيرغ، استقبلهما باسل هناك، وبدء بتجهيز اجراءات العملية، مر يومان ربما اكثر، وجدا القلب المطلوب فقد كان لشاب ماتت في حادث مرورى، تبرع والديه باعضائه، حان موعد العملية، دخلت سمية غرفة العمليات كان آسر قلقا خائفا، وجد من يربتعلى كتفه،.

باسل: هلا راح افوت، اتاكد انه راح اعمل كل شى بوسعى وكمان دكتور دانييل، لا تقلق، بس ارضى بالنتيجة ايا كانت، انت عملت اللى عليك، لا تلوم حالك مشان سمية على الاقل
آسر: هترجع انا متاكد يا باسل، ربنا هيرجعهالى تانى
باسل: ادعيلها، ولا تقلق نحنا راح نظل جوه كتير.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة