قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قربان للكاتبة سارة ح ش الفصل العشرون

رواية قربان للكاتبة سارة ح ش الفصل العشرون

رواية قربان للكاتبة سارة ح ش الفصل العشرون

اهتمام
وقفت ريم في المطبخ تحظر وجبة الغداء مشغولة بتقطيع الخضار واضافته للحساء وهي تتذوقه بين ثانية واخرى لتصنعه كما يحبه ادم تماماً! دخل في هذه الاثناء ادم بعد ان استحم وغير ملابسه ووقف على الجهة المقابلة للطاولة التي تقف هي امامها. فقال بينما يأخذ قطعة جزر من بين يديها ويبدأ بقضمها: ريم؟

همهمت كأجابة دون ان تتوقف عن تقطيع الخضار او ان ترفع عينيها من فوق لوح التقطيع الخشبي فأكمل: عن ماذا تحدثتما انتِ وجدي؟
رفعت زاوية فمها بأبتسامة بسيطة وهي تقول: وما شأنك انت؟
فضحك وقال: هكذا اذا؟
فنظرت له قائلة بأستفزاز: اجل. هكذا!
هل انتِ متأكدة؟
اجل متأكدة.
فقال بنبرة ذات معنى لم تفهمه: ريم؟ هل انتِ متأكدة انك متأكدة من انك لن تخبريني؟
ضحكت من طريقة كلامه واجابت: اجل. متأكدة اني متأكدة اني لن اخبرك!

فقال بأبتسامة مهددة: حسناً، ولكنك ستحتاجيني وسأعرف كيف اعذبكِ حينها!
فقالت بضحكة مستهزئة: انا؟ احتاجك انت؟ من الذي اقنعك بهذا؟
المذيع في الراديو!
قطبت حاجبيها بعدم فهم وهي تسأله:
ماذا؟ وما دخل مذيع الراديو بالامر؟
فأجاب بذات ابتسامتها المستفزة التي استخدمتها قبل قليل:
لأن هذا الرجل الطيب الرائع أكد قبل قليل ان الامطار هذه الليلة ستكون أشد من البارحة!

وماان لاحظ جمود ملامحها واختفاء اللون من وجهها قضم الجزر وترك المطبخ ضاحكاً تاركاً اياها في حالة لاتحسد عليها وقد فهمت لما يلمح بالضبط فسمع هتافها خلفه:
ادم! انت بالفعل اكثر شخص مستفز اكرهه في حياتي كلها!
فمد رأسه فقط من الباب وقال بضحكة ليغيضها:
حقاً؟ وهل تحبين معانقة الذين تكرهيهم دائماً؟
فتلون وجهها بألوان الطيف السبعة وكادت النيران ان تخرج من انفها من شدة غضبها وهي تكز على اسنانها وتقول:.

اغرب عن وجهي قبل ان ادع السكين تتفاهم معك!
ضحك بقوة اكبر هذه المرة وترك المطبخ قبل ان تنفذ هذه المجنونة تهديدها! ماان خرج حتى ضحكت بخفوت وهي تحرك رأسها بيأس منه، بداخل هذا الشاب بالفعل هناك طفل يرفض ان يكبر!
جهزت مائدة الغداء بأطعمة تحمل اشهى الروائح. فطبخها قد تحسن كثيراً في الاونة الاخيرة!

احتل ادم الكرسي المقابل لها وباشرا بالاكل لاشيء يقطع سكونهما سوى صوت الملاعق تتضارب بخفة داخل الصحون، اصوات كسمفونية الحرب بالنسبة لريم، فأبسط شيء في هذه اللحظة يستفزها وهي تشاهد ادم يأكل بيمناه ويكتب الرسائل النصية بيسراه! ركزت معه جيداً وراقبات تعابير وجهه بعمق، راقبت تلك الابتسامة التي ترتسم بين لحظة واخرى. ذلك الاهتمام الذي يمنحه لمحتوى الرسالة، تلك النظرات الدافئة التي تحتل عيناه، لم تتحمل دقيقة اضافية الى ان سألته مدعية عدم الاهتمام وكأنه سؤال عابر لفتح موضوع ما تقطع به ملل الصمت هذا: أليس من الافضل تأجيل مراسلتك مع اصدقائك لما بعد الغداء؟

نظر لها بينما يمضغ طعامه وقال بأبتسامة: انه موضوع مشوق!.
بقيت تنظر اليه بجمود فهي لم تصل لغايتها بعد. ولن تنتظر اكثر ليوصلها هو فسألته: اهاا، أهو احد اصدقائك؟
لا، انها مايا!
بقيت تحدق به بذات الجمود والبرود من دون ان تضيف اي حرف. ولكنها هذه المرة لم تتجاهل الموضوع كعادتها بل تركت الملعقة من يدها وشابكت اصابعها ببعضهم واسندت ذقنها فوقهم ثم قالت بجدية:
ادم؟، مانوع العلاقة التي تربطك ب مايا هذه؟

قطب حاجبيه بأستغراب من سؤالها هذا ولكنه قال:
اخبرتك انها زميلتي في العمل ونحن شريكان. اي عملنا دائماً معاً، ونحن منذ سنين معاً!
فقط؟
ماذا تعنين ب فقط؟
طبيعة العلاقة التي تربطكما لااظنها صداقة عمل فحسب!
حدق داخل عينيها بعيون باسمة ومفكرة. ولكنه لم يستعجل بأستنتاجاته. بل ولم يستنتج اي شيء كي لايخيب ظنه لاحقاً فقال: لا، انها اكثر من ذلك!

شعرت بحرارة ما تسري في صدرها لاتعرف مصدرها ولاتعرف كيف تطفأها. كل ماتعرفه انها تمنعها من التنفس براحة! فقالت بهدوء لايعكس ابداً تلك الثورة التي اجتاحتها: اذاً لما لاترتبط بها؟، أنت رفضت الفتاة التي احضرتها سلوى لأنك لم تراها مناسبة لك. وحسب ما رأيته انا وماقلته انت الان فأنت ومايا تربطكما علاقة مميزة. فلما لاترتبط بها؟

هي في الحقيقة لم تكن تسعى لأقناعه بفكرة الارتباط كما ادعت الان ولكنها ارادت سماع جوابه حول امر ارتباطه بمايا لتعرف طبيعة علاقتهما بالضبط كي تغتال تلك التسؤالات التي تقلق مضجعها دائماً! شاهدت ملامح وجهه تتغير تتدريجياً لترتسم خيبة الامل داخل تلك الفيروزيتين اللاتي يسحرانها بشكل غريب! اخذ نفساً عميقاً وطرحه بهدوء دلالة على تضايقه من فتح الموضوع ذاته في كل مرة فقام من الطاولة وقال:.

ان كان وجودي يزعجك لهذا الحد في المنزل فسأحرص على حل هذه المشكلة بطريقة اخرى ولست مضطر ان استعجل بزواجي كي ترتاحي من رؤيتي.
فقامت فوراً بأعتراض تريد ان تنفي توقعه فقاطع حروفها الخرساء فوراً بنبرة اكثر حدة اقرب الى الصراخ:
ولذلك، امر ارتباطي غير مسموح لكِ انتي بالاخص ان تتدخلي به من الان فصاعداً! عندما اجد الفتاة التي اجدها انا مناسبة سأرتبط بها ولست احتاج الى رأيك فيمن المناسبة لي!

ثم ترك الطاولة واتجه نحو غرفته صافعاً الباب خلفه بحدة فتهاوى جسدها فوراً بأسى فوق كرسيها وهي تحيط رأسها بيديها وتخفضه نحو الاسفل، ولأول مرة تسقط دمعة من مقلتيها تكون من اجله، من اجل مشاعره التي تدمرها من غير قصد، من اجل مشاعرها التي لاتفهم طبيعتها بعد! هي لاتعلم هل كانت تحبه؟ اما انها معجبة به فقط؟ ام ان كل هذه المشاعر مجرد نتيجة لأهتمامه بها ومعاملته الجيدة معها!

حملت الصحون نحو المطبخ وكلاهما لم يأكل سوى الشيء اليسير من طعامه!
وضعتهم فوق المغسلة وبدأت بغسلهم بعصبية تحاول افراغ شحناتها السلبية بهم! بين ثانية واخرى يكاد صحن ان يقع من بين يديها او كوب ينكسر بين قبضتيها. ولم يرحم الصحون المسكينة منها سوى رنين هاتفها المتواصل! جففت يديها واسرعت نحوه حيث تركته هناك على منضدة الصالة، حملته لتجد اسم اختها نسرين يضيء الشاشة فأجابت فوراً:
اهلاً نسرين!

ليصلها صوت اختها محملاً بالاشتياق:
اهلاً ياصغيرتي كيف حالك؟
بخير. ماذا عنكِ؟ وكيف حال هيلين وادهم؟
كلاهما بخير. هيلين تبعث لكِ قبلاتها وادهم يبعثِ لكِ سلامه.
هل سافر مجدداً؟
اجل هذا الصباح.
ثم اردفت فوراً:
اتركينا الان من ادهم. لماذا لم تأتي؟
اتي الى اين؟
ألم اطلب منك الاسبوع الماضي ان تأتي اليوم لمنزل الاسرة كي نتقابل؟

تنهدت بضيق وهي تتذكر بالفعل ذلك فقد ارادت رؤيتها هي وهيلين بشدة ولكن مشكلة اليوم لم تبقي لديها اي رغبة في الخروج او مقابلة احد فقالت متعذرة لنسرين بأي عذراً واهي:
اعتذر عزيزتي ولكني مضطرة لتأجيل قدومي ليوم اخر. انتِ بكل الحالات ستبقين لمدة ثلاثة ايام على الاقل. أليس كذلك؟
فأجابت نسرين بخيبة امل لعدم حضورها:
اجل. ولكن لماذا ليس بأمكانك القدوم اليوم؟
في. في الحقيقة. أنا مشغولة بعض الشيء هذا اليوم.

حسناً عزيزتي كما تشائين، ولكني لن اسامحكِ ان لم تحضري غداً!
تبسمت هي وتجيبها:
بل سأتي غداً اعدكِ فأنا مشتاقة جداً لرؤية سامي وهيلين.
حسناً اذاً عزيزتي سننتظرك!

ثم انهت المكالمة مع شقيقتها والتفتت لتتفاجئ بآدم يقف عند باب غرفته يستند على حافته ويكتف يديه الى صدره مستمعاً الى حديثها، ظلت ابصارهما متعانقة لثواني من الزمن دون ان ينطق احدهما بشيء وكلاً تجتاحه مشاعر تختلف عن الاخر! انفرجت شفتاها اكثر من مرة تريد التحدث ولكن ملامحه الجامدة لاتشجعها على هذا، فاكتفت بالصمت واتخذت طريقها بأتجاه المطبخ مرة اخرى لتنهي عملها، ثواني حتى أحست بوقوفه عند باب المطبخ يراقبها بصمت قطعه بعد فترة قائلاً:.

أنهي غسيل الصحون وغيري ملابسك كي اخذك الى اسرتك!
التفت اليه وقالت بهدوء:
لارغبة لي بالذهاب اليوم. سأذهب غداً.
ألم تقولي انك مشتاقة لرؤية سامي وهيلين؟
اعادت ابصارها امامها لتغسل يديها بعدما انهت غسيل الصحون وقالت:
لا فرق بين اليوم والغد.

أحست بخطواته تقترب منها الى ان اصبح بجانبها مباشرةٍ. التفتت اليه لتلتقي ابصارها المتوترة بأبصاره الثابتة. بتلك العيون ذات النظرة المميزة التي يخصها بها وحدها! مد يده ومسح على جانب وجهها برفق وهو يقول بندم:
اسف لصراخي عليكِ بذلك الشكل، لم اكن اقصد!

ومع جملته هذه فقدت السيطرة التامة على دموعها التي كانت كافية لتعبر عن ندمها هي ايضاً بأغضابه دائماً، ضمها اليه برفق فلم تمانع ذلك بل وقد احتاجت لهذا بشدة. احتاجت لعناق يحويها من الضياع الذي هي فيه في هذه اللحظة! قالت بهمس ضعيف من بين دموعها:
ادم انا بالفعل اسفة.
ابتعد عنها قليلاً كي يتمكن من رؤيتها وكوّب وجهها بيديه وقال بحنان بينما يمسح لها دموعها بأبهاميه:.

اخبرتك مائة مرة اني اكره بشدة رؤيتك تبكين. فلما تبكين الان؟
لااعرف!
قالتها وانفجرت ببكاء اشد وهي تكمل:.

انا بالفعل لااعرف اي شيء ادم. وكلما حاولت ان اكون لطيفة بالحديث معك كما انت معي اجد نفسي قد فشلت ببراعة وبدلاً من خلق تفاهم بيني وبينك استمر بأغضابك من دون قصد. لااعرف كيف اعبر عما بداخلي ولااعرف كيف اتجاهله. انا اريد ان اتغير. انا بالفعل اريد الناس ان تفهمني ولكني اجد اني ذاتاً افشل بأفهام نفسي لهم. انا لا.
فقاطعها بأبتسامة وهو يضغط على وجهها اكثر بين يديه:
انا اريدكِ ان تبقي كما انتِ!

قطعت بقية حروفها فوراً وهي تنظر له بتلعثم فأكمل:
نعم انا اعترف انك اغضبتني. ولكن لابأس، انا اريدكِ ان تبقي هكذا كما انتِ تماماً. ريم العنيدة، العصبية. والطفولية!
ثم اعاد بعض خصلات شعرها خلف اذنها وكأنه يتحدث مع طفلته الصغيرة واكمل:
لاتتغيري من اجل احد ياريم ولاحتى من اجلي، والذي لايتقبلكِ عما انتِ عليه لايستحق البقاء بجوارك!

ادخلت جملته الاخيرة هذه سعادة غريبة من نوعها الى قلبها فعانقته بقوة تعبر عن امتنانها هذه المرة، وكأن هذه الفتاة بالفعل تعجز التعبير عن مشاعرها بالكلام!
قالت له بضعف اثناء ذلك وبضع دمعات اخيرة تسقط تعلن نهاية البكاء:
يا ليتنا بالفعل التقينا بظروف مختلفة، ياليتك فقط كنت موجوداً معي قبل ثلاث سنوات ياادم!
ضمها اليه بقوة اكثر وهو يقول:
المهم اني معك الان، ولن اترككِ ابداً!

نعم. هذا هو المهم بالنسبة لها. انه معها الان! هناك شخص يحبها كما هي. شخص يفعل المستحيل كي يراها سعيدة. شخص بالفعل يتأذى لبكائها، شخص ربما اوشكت على الوقوع بغرامه!

بعد ساعة مما حصل كان ادم وريم في طريقهما الى منزل اسرتها. فبالتأكيد آدم كان الاكثر عناداً هذه المرة واجبرها على الذهاب كي تزورهم فهو يعلم مدى اشتياقها للصغيرين. ولكنها بالطبع لم توافق على الذهاب ألا بعد ان وافق هو على مرافقتها ويبقى معها هناك لحين انتهاء الزيارة!

كانت الزيارة لطيفة بادئ الامر لاسيما ان العائلة بأكملها موجودة. انشغل ادم بالحديث مع سيف تارة واللعب مع هيلين وسامي تارة اخرى، وبالتأكيد شخصيته كانت محط اعجاب الجميع لاسيما عندما لاحظو التغيير الذي احدثه في ريم! لكن كما يقال الامور الجيدة لاتستمر حتى النهاية، وهذه المرة النهاية حضرت بسرعة، انقلبت الموازين كلها بحضور غير متوقع، زائر بعث الذكريات السوداء وفتح كل الجروح المقطوبة، عم السكون فجأة على المكان مع صوت العكاز الخشبي فوق المرمر!

انقبض قلب ريم فوراً وهي ترفع بصرها بأتجاه ادم الذي تجمد في الحال عن الحركة وركز بصره بحدة حيث الجميع ينظر، ياسين!
وقف ياسين يقلب ابصاره الثاقبة فوق وجوههم المتفاجئة بحضوره الى ان اوقفه فوق وجه ادم الذي تكاد نظراته فقط دون شيء اخر تنحر ياسين وتقتله!
قام سيف فوراً يحاول خلق حديث جديد بعد هذا الصمت المفاجئ وقال فوراً مرحباً بأبيه:
اهلاً بك ابي، تفضل ارجوك!

فقال ياسين بصوته الخشن وهو يتقدم خطوات ثابتة اليهم ويركز بصره على ادم فقط:
ارى ان رائحة آل مراد بدأت تملأ منزلكم!
ومع هذه الكلمة قام ادم من مكانه دفعة واحدة ولم تكن ملامح وجهه تبشر بخير فقامت ريم فوراً متجهة اليه لتقمع ثورته وهي تعانق كف يده بكلتا يديها وهمست له بهدوء:
دعنا نخرج، ارجوك!

اغمض عينيه ليسيطر على انفعالاته وقد نجحت ريم بالفعل في جعله يفعل ذلك، فهي استغلت في هذه اللحظة كونها نقطة ضعفه وقربها منه كافياً ليجعل نيرانه تخمد قليلاً!.
حملت حقيبتها دون ان تترك يده ودون ان يعترض احد على رحيلهما. فالجميع ادرك ان هذا هو الافضل بدل ان تقام الان حرب لن يستطيع احد اخمادها بين هذين الاثنين!

بقيت متمسكة بيده بقوة وهما يمران من جانب ياسين يريدان الخروج، خفق قلبها بقوة متمنية ان يمر كل شيء بخير فقط لحين خروجهما. ولكن ياسين لم يصمت، ما ان مر ادم وريم من جواره حتى قال وهو يثبت بصره امامه من دون ان ينظر اليهما:
يا للفظاعة. انت تملك وجه ابيك تماماً!
وعند هذه الجملة استدار ادم بغضب عائداً اليه وهو يصرخ به:
ايها ال.

فأوقفته ريم قبل ان يكمل طريقه وقبل ان يكمل كلامه وهي تقف بوجهه فوراً وتمسك احدى يديه بقوة ويدها الاخرى تسكنها فوق خده بلطف وهي تسند جبينها فوق جبينه وتقول له بصوت هامس وخائف:
دعك منه، ارجوك دعنا نخرج، استمع لصوتي فقط ارجوك وتجاهله!

اغمض عينيه وهو يتنفس بحدة من شدة غضبه الذي لم يعرف كيف تحكم به ولم يفقد السيطرة، ولكن قربها كان كافياً بالفعل ليضعفه! نعم هي جعلت ادم يصمت. ولكنها لم تصمت. ودافعت عنه هنا كما دافع هو عنها في منزل اسرته، فألتفتت الى جدها بأستياء وقالت بغضب لتجيبه عما قال:
من الجيد انه يشبه والده، لعل هذا سيذكرك بالشناعة التي ارتكبتها!
فألتفت اليها ياسين بحدة ليقول:
ماهذه الحماقة التي تتفوهين بها؟

هذه ليست حماقة، هذه هي الجانب الاخر من القصة والذي لم ترووه لنا يوماً!
وانتِ صدقته؟
فأقتربت خطوة من جدها وقالت بثقة:
اجل، صدقته!
ثم تركت الجميع وسط ذهولهم دون ان تستمر بالنقاش اكثر وخرجت هي وادم الذي لاتقل دهشتهم عنهم، ولكن غضبه كان اكثر من ان يسمح بالاعتراف بدهشته من ردة فعلها هذه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة