رواية قربان للكاتبة سارة ح ش الفصل الثاني والعشرون
انا، احبه
ازدردت ريم ريقها بتوتر وادارت بصرها من دون ارادة منها بين هؤلاء الاثنين، وفهمت جيداً تلك النظرة التي رمقها بها ادم قبل ان يثبت ابصاره داخل عيون رأفت الذي قال بشيء من الاستياء: حسناً ريم، سأذهب انا الان!
ثم التفت نحو ادم الذي اجابه ببرود واستهزاء بدلاً من ريم: لازال الوقت مبكراً، ام ان حضرت الملائكة غابت الشياطين؟
فتبسم رأفت بأستخفاف ليجيب: انت بالتأكيد تقصد ان حضرت الشياطين غابت الملائكة؟
بل اقصد ماقلته اولاً ياظريف!
زفر رأفت بضيق وهو يلتفت نحو ريم ليقول:
سأذهب انا الان عزيزتي قبل ان اتهور!
فتقدم اليه ادم ليقول بشيء من العصبية:
عزيزتي؟، وتظن انك انت من ستتهور الان؟.
فعصر رأفت قبضته ليسيطر على غضبه وقبل ان يرد بشيء امسكته ريم فوراً من مرفقه وهي تقول بحسم:
رأفت! من الافضل ان تغادر الان وسنلتقي لاحقاً!
استمع رأفت لها ولم يعلق بشيء بل اكتفى برمق ادم بنظرة غضب حادة وترك الشقة صافعاً الباب خلفه بعنف تاركاً ريم وحدها مع شعلة النار تلك التي ستلتهمها في اي لحظة!
بقيت واقفة في مكانها تقلب عينيها في الارجاء تشغل بصرها بأي شيء عدا تلك الفيروزيتين الغاضبة التي تحدق بها! قلبت بصرها. وقلبت. وقلبت. واخيراً اوقعته وكأنها اوقعته بالصدفة داخل عينيه فقط لترى ملامح وجهه في هذه اللحظة. واول ما تعانقت ابصارهما قال فوراً بحدة وعدم تصديق: بالله عليكِ؟ رأفت؟
فأجابت بتلعثم تحاول السيطرة عليه وادعاء الثبات ولكنها تفشل: ماذا؟ ابن عمي واتى لزيارتي. ليس بالأمر المهم لتغضب بشأنه!
فأجابها بعصبية فوراً: أحقاً؟ بالنسبة لكِ هذا امر اعتيادي؟
لتبادله عصبيته: بالطبع اعتيادي! ام انك ستمنعني حتى من هذا؟
فتقدم خطوتين بأتجاهها وهو يزمجر بها بغضب لتعود هي خطوتين نحو الخلف بخوف: ريم! لاتجعليني افقد اعصابي الان!
لترد عليه بأرتباك: وماالشيء الخاطئ الذي فعلته الان لتفقد اعصابك بسببه؟
كيف تسمحين له القدوم الى هنا؟ ومن دون الجميع رأفت؟
فتقدمت نحوه بعصبية لتقول له بأستياء سيطر عليها في هذه اللحظة ليمحي كل خوفها من غضبه:.
هذا يكفي ياادم! كفاك تناقضاً، انت طلبت مني مسامحة اسرتك وتحسين معاملتي معهم بحجة ان الطرفين تعرضو لخسائر بسبب ذلك الانتقام اللعين وبدأت تجسد لي دور الناصح المتفهم ومن ثم تأتي الان لتتعامل بكل عنصرية مع افراد اسرتي، أهذا عادل؟
فكز على اسنانه بغيظ وهو يجيبها:
فليزورك كل افراد اسرتك الى هنا ولن اغضب بل ومن المحتمل اني قد اتقبل زيارة جدك لكِ في غيابي، ولكن ذلك المعتوه لااريد رؤيته هنا!
لايمكنك منعي من هذا. انا ورأفت تربطنا علاقة قوية منذ طفولتنا وليس لأنك لاتحبه تفرض على عدم مقابلته!
بل سأفعل!
اوه حقاً؟ ولماذا؟
تلعثمت الحروف بادئ الامر فوق مخارج صوته يحاول ترتيبهم بشكل ما ليكوّن جملة يخفي به غيرته من رأفت بسبب هذه العلاقة القوية التي تربطه بريم، والاهم من ذلك عناقه لريم ذات مرة امامه!
فقال بأكثر عذر غبي فكر به في هذه اللحظة: لأن هذه شقتي واظن اني املك الحق في استقبال من وعدم استقبال من!
رفعت حاحبيها بعدم تصديق ثم ضحكت على نفسها ضحكة مرارة اكثر من كونها ساخرة وهي تقول له: أتعلم، اظنك محقاً، هذه هي شقتك. ووجودي كافي لتتحمله ولست مضطراً لتتحمل زواري ايضاً!
فأراد ان يجيب فرفعت يدها فوراً تمنعه من ذلك وهي تقاطعه قائلة: انا بالفعل لااتحمل كلمات اخرى منك. اعتقد انه علينا ختم المناقشة عند هذا الحد، وسأعرف حدودي من الان فصاعداً في تصرفاتي داخل شقتك!
ثم تركته واستدارت نحو غرفتها ولكن جملته اوقفتها: ليس هذا ماقصدته!
فألتفت اليه لتهتف به بنفاذ صبر: ريم انا نادم على الزواج منكِ ولكن لاتحزني فأنا لااقصد اني بالفعل نادم، ريم غير مسموح لكِ استقبال من تريدين هنا لأن هذه هي شقتي ولكن لاتغضبي فلست اعني ان زوارك الذين لاينالون اعجابي غير مرحب بهم هنا...
ثم اردفت وهي تنظر اليه: هلا نورتني اذاً بتفسيرك سيد ادم ولتعذر غبائي وعدم فهمي ل قصدك الواضح!
وتعمدت ان تشدد حروف جملتها الاخيرة كي تبين له استهزائها وعدم جديتها فيما تقوله! لم يخرج من فمه سوى التأتأة والارتباك وهو ينظر اليها تنتظر اجابته، وعندما لم يتحدث بشيء هزت رأسها بتفهم وهي تقول بسخرية بينما تستدير:
وكما توقعت!
سارت خطوتين وتجمدت فوراً بمكانها مع همسته المترددة التي انطلقت من بين شفاهه:
لأني. اغار!
عجزت عن التنفس. عجزت عن التحرك، ودقات قلبها. لابد انهم 250نبضة في الدقيقة! 72 نبضة؟ لا يااعزائي انها للبشر في الحالة الطبيعية، اما ما تمر به ريم في هذه اللحظة فهو الجنون بحد ذاته، جنون عاقل يحمل التناقض داخل منطقه، انه الفوضى بحد ذاتها، انه الحب!
ازدردت ريقها بصعوبة شديدة ولكن فمها لايزال جافاً. وقلبها مرتجف. وجسدها بارد، لابد ان يكون بارداً وألا لماذا يرتعش بهذه الطريقة؟.
لم تكن تملك القوة الكافية لتستدير اليه. ولكنه امتلك تلك الجرئة ليتقدم اليها. نحو ذلك الجسد المتصلب من دون اي حركة او ردة فعل! استند بجبينه على رأسها من الخلف ليغزو عطر شعرها تجويفه الانفي جعل روحه تتنشط ذاتياً ويتراقص قلبه ليتسابق مع قلبها وهو يكمل همسه بينما يغمض عينيه ليشعر بكل احساس يمر به في هذه اللحظة. ليستشعر كل كلمة، ليتمعن بكل حرف:.
لايهمني ان كان هو من حاول اغتيال عمي معتز ام غيره. لايهمني ان كان معي او ضدي. لايهمني حتى وان كان صديقي المقرب! مايهمني ان ذلك المعتوه عانقكِ ذات مرة امامي، تجرأ ولمسكِ! حتى وان كان يصغركِ بسنين، حتى وان كنتما اصدقاء طفولة، سأكره كل من يتجرأ ويفعل ذلك، سأود ان اقتله واقطع جسده ارباً، فأنتِ لي، لي انا وحدي!.
أأن.
ششش، ابقي هكذا قليلاً، لااريد سماع صوتك المزعج الذي بالتأكيد سينطلق ليفسد هذه اللحظة الجميلة بكلمات متهورة!
كتمت ضحكتها بصعوبة امام هذه الرومانسية الغريبة التي يتفوه بها، وبقيت صامتة كما طلب منها تحاول ان تعيش هذا الشعور الذي سببته كلماته لاطول فترة ممكنة وابتسامة دافئة ترتسم فوق ثغرها تعجز عن محيها وتعجز بشدة في هذه اللحظة عن ادعاء الجدية!
لم تقطع ريم اللحظة، ولكن مايا فعلت! بأتصالاتها التي تستمر لمدة 24ساعة في اليوم وسبعة ايام في الاسبوع وثلاثون يوم في الشهر!.
عصرت قبضتها بقوة وكزت على اسنانها بغيظ وهي تلتفت اليه تراقب وتستمع لمحاورته مع مايا وحاولت بصعوبة شديدة السيطرة على ردة فعلها ولكن جسدها كان ضد ارادتها وبدأ يرسم لاارادياً علامات الاستنكار لهذه المكالمة الهاتفية!
حسناً حسناً مايا لست غبياً لدرجة ان تعيدي على الجملة خمس مرات، يكفي اربعة!
ضحك ليردف:
حسناً اخلاقي العالية ستمنعني من الرد على بلهاء مثلك، لا. بلهاء ليست شتيمة، انها تعتبر من الصفات! لا المعتوه تعتبر شتيمة! لماذا؟ لأني قلت هذا!
واكمل ضحكه غير منتبه اساساً لكتلة النار التي تستعر بجانبه، حسناً ربما من الافضل وصف نظراتها انها اقرب للأفتراس وليس الاشتعال فقط!
انهى مكالمتة ليشاهد تلك النظرة الحادة تحتل عيناها فقال فوراً بأستغراب:
مابكِ؟
وهنا حان وقت الانتقام. فقالت ببرود:
انا افكر!
تفكرين بماذا؟
بما ان وجود رأفت سيزعجك هنا فأني سأقابله من الان فصاعداً خارج الشقة...
بقي يحدق بجمود لثواني داخل عيناها ثم فجأة ابتسم وهو يقول:
فكرة جيدة عزيزتي. افعليها!
ثم فجأة اختفت ابتسامته ليقول بحدة كما في المرة السابقة:
كي اكسر لكِ عظامكِ العزيزة الواحد تلو الاخر!
عقدت يديها امام صدرها لتتذمر بسخط:
جميل جداً! انت تقابل وتتحدث مع من تعجبك وانا تمنعني حتى من رؤية ابن عمي؟
فرفع كتفيه وانزلهما وهو يقول ببرائة وبساطة:
اجل، فأنا اغار عليكِ، ولكن هل تغارين انتي علي؟
فردت بأرتباك فوراً:
بالطبع لا!
اذاً اغلقي فمك ولاتتدخلي فيمن اقابل او مع من اتحدث!
وتركها وسط نيرانها ودخل الى غرفته! زفرت بضيق كالاطفال ودخلت الى غرفتها هي ايضاً وصفعت الباب خلفها بعنف لتسمع صوته يهتف بها من غرفته:
احسنتي! انتِ تصفعين باب الغرفة وابن عمك المعتوه يصفع باب الشقة. شهر واحد وستتكسر ابواب منزلي بسببكم!
غلب استيائها ابتسامتها واغتالها فور ظهورها فوق ثغرها!
سارت كالمجنونة في ارجاء الغرفة وهي تتحدث كعادتها مع صورة هزيم التي تضعها على المنضدة بجوار سريرها:.
انه اكثر احمق مستفز قابلته في حياتي كلها واياك ان تدافع عنه!
ثم التفتت اليه وكأنه اجابها:
ماذا تعني بأنه من حقه ان يغار؟، هو من حقه وانا لا؟ رائع، يتحدث مع تلك المايا بحرية ويقابلها بحرية ومن المفترض اني لن اعترض؟
ثم اطلقت تنهيدة سخط وهي تكمل:
اريد ان اعرف اين هو الجميل بالضبط في الحب كما كنت تقول لي؟، انه مجرد تحطيم للأعصاب واتلاف خلايا المخ ببطئ!
فجأة صمتت واتسعت حدقتيها بصدمة وهي تتمتم بأرتباك:.
لحظة. ماهذه السخافة التي اتفوه بها؟
ثم نظرت نحو صورة هزيم وكأنها تخيلت كيف نظرته في هذه اللحظة فقالت بتلعثم:
لالا، انا لست احبه، انها مجرد كلمة عابثة نطقتها سهواً!
وفجأة سمعت صوت ادم من خلف بابها:
مع من تتهامسين؟ هل اتصلتي برأفت؟
فهتفت به:
ياليت بأمكاني الاتصال بملك الموت ليأخذني ويخلصني منك!
ستجدين رقمه في الدرج الثاني في المطبخ في جهة السكاكين، انها اسرع طريقة للوصول لملك الموت!
هزت رأسها بيأس منه وهي تضحك، ضحكة تحولت لأبتسامة دافئة وهي تجلس على طرف السرير قريب من الصورة تقلب عينيها بحيرة داخل عينا اخيها الباسمة! رفعت يديها ببطئ الى قلبها واستكانت بكفها الرقيق فوق ضرباته العنيفة وتمتمت بشرود:
أهكذا يكون اذاً؟
ونزلت دمعة لاتعرف سببها من عينيها. مسحتها بأطراف اصابعها وهي تنظر اليها بذهول، هي لاتعرف بالضبط سبب هذا الدموع التي تغزوها في هذه اللحظة. فهي ليست حزينة وليست سعيدة، انها مشتتة فقط!
رمقت اخيها بنظرة ألم باكية وهي تقول:.
انا لااحبه، من المفترض ان يكون زواجنا على الورق فقط، انا لااريد ان اكون ضعيفة ياهزيم، والحب يجعلنا ضعفاء، يجعلنا حمقى، وفي النهاية سيتركني! انا متأكدة من ذلك، سيجعلني اقع في غرامه وسيتخلى عني كما فعل الباقين!.
سكتت لثواني وهي تجفف دموعها ثم اكملت حوارها مع اخيها:.
انا في النهاية حفيدة ياسين، حبه لي سيسبب له الالم اكثر من السعادة واظنك رأيته كيف تصرف ذلك اليوم قرب الساحل لمجرد انه تأكد ان مشاعره اتجاه حفيدة قاتل ابيه لن تتغير وستستمر بأضعافه!
اومأت لرد وهمي من هزيم في عقلها واكملت:.
اعلم انه محق بغضبه ذاك، فأنا كنت اتصرف مثله وكنت سأكره نفسي وبشدة ايضاً ان احببت حفيد قاتل اسرتي! انه عكسي. انا لست واثقة ممن قتلك. ولكنه واثق ممن قتل ابيه واخيه، اتعجب كيف عساه ان يحبني بهذه الطريقة وهو يعرف جيداً ان جدي هو من قتلهم؟
ثم نظرت نحوه بخيبة امل:.
لذلك اقول لك ان حبه لي سيسبب له الالم وسيتخلى عني في النهاية، لأنه سيستمر بكره مشاعره هذه اتجاهي كلما قابل جدي، وبالنهاية سيكرهني، وسيتركني، كما فعل الجميع!
استلقت فوق السرير وغطت وجهها بكلتا يديها بتعب وهي تتوسل لنفسها ان تكف عن هذا البكاء الذي لاتزال تجهل سببه وتجهل كيف توقفه!
رن هاتفها في الوقت المناسب تماماً، فالمتصل كان ميسم! اجابت بكسل:
اهلاً ميسم!
ليصلها صوت ميسم الناعم:
اهلاً حبيبتي، كيف حالك؟
بخير. نوعاً ما!
ولما نوعاً ما؟
تنهدت قبل ان تجيب:
لااعلم!
حسناً، مارأيك ان نعلم هذا سوية؟
كيف؟
انا اشعر بالملل. مارأيك ان تقابليني في الحديقة العامة التي اعتدنا على الذهاب اليها مسبقاً؟
فكرت قليلاً قبل ان ترفع جسدها عن السرير فوراً وقد استساغت الفكرة وهي تجيب:
حسناً، سأوافيكِ الى هناك حالاً!
انهت المكالمة واتجهت نحو الخزانة من فورها، اخرجت قطعة الثياب الاولى تتمعن فيها ثم سرعان ماالقتها بعيداً وهي واثقة من ان ادم لن يوافق ان ترتديها. اخرجت الثانية لترميها بجوار زميلتها التي سبقتها، وهكذا الى ان استقرت واخيراً على ملابس ستنال رضا ادم وسيقبل ان ترتديهم، ربما!
فهو غريب حقاً في امر رضاه حول الملابس ان كانت ستخرج لوحدها ولا يرضيه اي شيء بسهولة!
خرجت من باب غرفتها وكان هو لتوه قد خرج من المطبخ يمسك بيده كوب من القهوة، رمق ملابسها بعدم رضا لأدراكه انها ستخرج!
قالت بينما تضع الاشياء الاخيرة داخل حقيبتها:
سأذهب لمقابلة ميسم!
فقال بهدوء:
حسناً، كما تشائين!
هل ستبقى في الشقة؟
لااعلم، ربما لا، من المحتمل ان اخرج لمقابلة بعض الاصدقاء!
بالكاد سيطرت على نفسها كي لاتسأله ماان كانت مايا من ضمن هؤلاء الاصدقاء ام لا! اخذت نفساً سريعاً وهي تقول:.
حسناً، سأذهب اذاً!
ثم تركته وخرجت من الشقة وعقلها ولسبب ما بقي كله معه!
وصلت الى الحديقة ووجدت ميسم تجلس على المسطبة ذاتها التي اعتادتا الجلوس عليها سابقاً!.
تبسمت واقتربت منها لتلقي التحية. اغلقت ميسم الكتاب الذي كانت تطالعه وقالت بلطفها المعتاد:
اهلاً عزيزتي، كيف حالك؟
جلست ريم بجوارها وهي تنزع حقيبتها عن كتفها وتقول:
بخير.
فأكملت ميسم بأبتسامة:
نوعاً ما؟
بادلتها ريم ابتسامتها بأخرى اوسع ثم حولت بصرها في الارجاء تبحث عن سامي وعندما لم تجده عادت بنظرها نحو ميسم وقالت:
واين هو سامي؟
ذهب برفقة نسرين وهيلين نحو المركز التجاري قبل اتصالي بكِ ومن المحتمل انها ستأخذهما نحو مطعم الوجبات السريعة كما ارادا، لذلك سيتأخرون في العودة فلم انتظره!
اومأت بتفهم وقلبت ابصارها في الجوار تحدق بكل شيء حولها عدا عينا ميسم التي تتطلع فيها بترقب شديد وابتسامة لطيفة فوق شفتاها لاتفارقها ابداً! اعادت بصرها نحو ميسم التي قالت تحثها على الحديث:
اذاً؟
فقالت بأرتباك بينما تدس خصلات شعرها خلف اذنها:
اذاً ماذا؟
لاتبدين طبيعية اليوم، أهناك شيء ما؟
ازدردت ريقها بتوتر وتحركت قدمها من دون ارادة منها تضرب ضربات سريعة فوق الارض بأرتباك وهي تحرك عينيها يميناً ويساراً وكأنها تبحث عن حروفها الضائعة واخيراً رفعت بصرها بتردد نحو ميسم وقالت بتلعثم:
ع، عندما هزيم، كيف عرفتي انك كنتِ. أم لم تكوني؟ كيف ادركتي ذلك؟
ضحكت ميسم بخفة ثم قالت:
لما لم تخبريني اننا سنلعب لعبة الكلمات المتقاطعة كي احظر ورقة وقلم معي؟
ضربتها ريم على كتفها وهي تقول بضحكة:.
ليس وقت استفزازك ياميسم واجيبيني!
دعيني افهم كلماتك المبعثرة كي استطيع اجابتك يامجنونة!
وماان رأت ميسم طبقة خجل حمراء تغلف وجه ريم ادركت فوراً ماتقصده فهزت رأسها بتفهم وهي تقول بأبتسامة:
اهاا، أظن اني عرفت!
نظرت لها ريم بتوتر وتمنت لو انها لم تفهم. لو انها لم تأتي، لو انها تختفي الان فجأة ولتبقى في تشتتها فهي لن تبالي في هذه اللحظة. فستفعل اي شيء لتتخلص من تلك الرعشة الخفيفة التي سيطرت على اطرافها ومن تلك الضربات العنيفة التي رفضت مفارقة قلبها الذي لم يعتد على عاصفة بهذا الشكل الغريب تبعثر لها كيانها!
فقالت ميسم بلطف وهدوء:
كيف عرفت اني احب هزيم؟
فأومات ريم ب نعم من دون ان تتكلم واحمرار وجهها في تزايد وكأنها ارتبكت اثم لايغتفر تخجل البوح به!
فأكملت ميسم بذات نبرتها الهادئة وهي ترفع كتفيها بعدم معرفة:
ببساطة انه شعور لن تعرفيه!
فقطبت ريم حاجبيها بعدم فهم لتكمل ميسم:.
ستحصل لك اشياء لم تحصل مسبقاً، سيبدأ قلبك طوال الوقت بالنبض بشكل مجنون كلما خطر من تحبيه على بالك، ستبدأين بكره كل الفتيات اللواتي يحيطونه من صديقات وزميلات عمل، ستجدين نفسك تشتاقين لصوته. لأبتسامته. ستنتظرين لحظة رؤيته بفارغ الصبر وسيزعجك بشدة ابتعاده عنكِ. ستشعرين بأمان غريب قربه رغم انه لايوجد خطر يحيط بكِ! ببساطة انتِ لن تشعري بمرور الوقت بجانبه ولن يصيبك الملل ابداً من كثرة ثرثرتكما مع بعضكما، ببساطة انتِ ستدركين من دون ان تعرفي الاسباب انكِ واقعة في الغرام فحسب!
زادت كلمات ميسم من تشتت ريم ووجدت نفسها في متاهة اعمق عن ذي قبل، فهي الان قد تيقنت انها بالفعل تحب ادم! جملة خطرت على بالها بشكل عابر ولكن ميسم نطقتها بثقة:
اذاً هل تحبين ادم؟
التفتت اليها بأرتباك لتنفي بتلعثم:
لا. انا بالتأكيد. لست. اعني. انها مجرد.
تبسمت ميسم اكثر فأدركت ريم انه لامهرب من الامر حتى وان انكرته الف مرة. فتنهدت بأستسلام وقالت:
اجل، اظن اني كذلك!
ثم اردفت فوراً:.
اعني. لااعرف، ولكن، اظن ذلك!.
ضحكت ميسم وهي تمسح على شعرها بلطف وتقول:
الحب ليس جريمة ياريم لتخجلي من البوح به، ولااعلم ماالذي يخيفكِ بالضبط اتجاه هذا الحب ولكن كوني واثقة دمتما تحبان بعضكما الاخر ستتخطيان كل الصعاب معاً!
تبسمت ريم بأرتياح ورغم انها لم تخبر ميسم بمخاوفها ولكن شعرت انها قد فهمتها بشكل ما! واطمئنان غريب تسلل الى داخلها يخبرها بأن كل شيء سيكون على مايرام!
انقضى الوقت بأستمتاع مع ميسم وهن يتبادلن الاحاديث الطريفة التي تنسي كل واحدة فيهما ذلك الجحيم الذي اجبرهما الواقع على عيشه!
عادت بعد ثلاث ساعات تقريباً نحو المنزل لتتفاجئ بسيارة ادم لاتزال اسفل البناية، هذا يعني انه عاد او انه لم يخرج من الاساس. اياً كان فهو لايهم. مايهم انها ستجده في الشقة. سبب كافي ليجعل ابتسامة سعادة ساحرة تزين وجهها وهي تصعد بأتجاه الشقة، ابتسامة لم تدم طويلاً!
فتحت باب الشقة لينساب الى مسامعها صوت، ولكنه لم يكن صوت ادم، بل صوت انثوي لم تسمعه مسبقاً!
دلفت الى الداخل وعلامات الاستفهام تحوطها من كل الجهات الى ان وصلت الى الصالة لتكتشف ان هذا الوجه لم تراه ايضاً وليس الصوت فقط!
كانت شابة جميلة في حدود ال26من عمرها ذات شعر اشقر طويل وعيون عسلية جذابة جعلت الشياطين كلها تجتمع بداخل رأس ريم في هذه اللحظة!
تجهم وجهها وادارت بصرها ببرود واستفهام بأتجاه ادم الذي قطع حديثه مع هذه الفتاة فور حضور ريم والتفت اليها يحدق بداخل عيناها اللاتي على وشك نخر عظامه من نظرتها الحادة!.
قامت تلك الشابة من مكانها لتقطع عليهما تواصلهما البصري وهي تقول بأبتسامة لطيفة وحماس:
لابد من انكِ ريم!
لم تبادلها ريم اي ابتسامة وهي تجيب ببرود:
اجل. وانتِ؟
سعل ادم بخفة كي ينبه ريم على طريقة حديثها ولكنها لم تبالي واستمرت بأرتداء قناع البرود ذاك، فتقدمت تلك الشابة اليها وهي تمد يدها للمصافحة وتقول:
انا مايا!
ها شبيكم تباوعولي هيج؟ طلعت ونسيت البارت هنا، جاية اخذة واروح ع كيفكم.
طبعاً اكو شي انتبهت على بروايتي مؤخراً، انتو منتبهين انو اسماء الابطال كلهم ينتهي بحرف الميم(ادم-ريم-هزيم-ميسم)؟
تصدكون هذا الشي ممسويتة بقصد وهسة انتبهت علي؟، يلة مع السلامة الطيارة تنتظرني، علماء اليابان ورة ماعرفو انو اني اول وحدة اكتشفت هذا الشي اصرو ياخذوني وياهم! ممصدكين؟ ميوذتينميح(هاي معناها بكيفكم باللغة اليابانية، ها صدكتو هسة لو لا؟.
طبعاً كان بودي اكمل البارت ولكن شخصيتي الشريرة ظهرت فجأة وقررت اكمل الاحداث ع البارت إلى وراه ههههه.