قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قاسي ولكن أحبني بقلم وسام أسامة ج2 ف27 تقى

رواية قاسي ولكن أحبني بقلم وسام أسامة الجزء الثاني

رواية قاسي ولكن أحبني بقلم وسام أسامة

( الفصل السابع والعشرون تقى )

وصلت السياره الي الصعيد
تحديداً الي عائلة النجعاوي
هبط محمد من السياره وعيناه تشع حنين وخوف.. ولكن حنينه تغلب عليه عندما رأي اخاه الاكبر
رجل في الخمسون من عمره يرتدي جلباب صعيدي وعمامه ويستند علي عصا من خشب الابانوس ونطراته صارمه
ولكن لمعة الحنين خانته ليفتح زراعيه لشقيقه الصغير...عناق قوي جميع الشقيقين مع كلمات عتاب

نظرت سماح امامها لتري منزل كبير علي الطراز الصعيدي القديم ولكن هيبته تخيف لتميل علي فاطمه هامسه:
ماما هو دا كان بيت بابا
اجابت بتوتر:
اه ياسماح هو دا
ابتعد محمد عن اخيه قائلاً بعتاب:
اجده ياخوي متسألش عنينا طول السنين دي
محمد بابتسامه حزينه:
ماانتا ياخوي الي مرضيتش تكلمني
وكنت بسأل عنك علي ديما
ربت اخاه علي ظهره قائلاً بأبتسامه واسعه:
نورت بلدك ياخوي شمش الصعيد


معتغيبش واصل
ثم نقل بصره لفاطمه التي تنظر له بتوتر ونظرات سماح المتسائله
اسماعيل بنبره محبه وهو يفتح زراعيه:
تعالي يابت الغالي اني عمك اسماعيل
اقتربت سماح منه بحذر ليحاوطها بين يديه بحنان اب ويقول بأبتسامه:
نورتي دارك يابت الغالي
اجابت بأبتسامه صغيره:
شكراً ياعمي بنورك
نظر اسماعيل لفاطمه نظره ثاقبه:
اهلا يام البنات نورتي زين انك جيتي الصعيد تاني
اجابت بخفوت:
تسلم وتعيش ياحج اسماعيل
إسماعيل بنبره جاده:
ايه ياخوي خش دارك ريح جتدك واني هوصي زينه علي الوكل
حرك محمد رأسه بأيجاب واخذ فاطمه وسماح ودلف الي منزله الذي طالما اشتاق اليه ورائحته العبقه
اتجه اسماعيل الي ولده الذي يتكأ علي سيارته وعيناه شارده
ربت علي كتفيه قائلاً:
زين ياولدي زين وعد ووفيت جولتلي انك هترجع عمك ورجعته
قبل علي يد والده قائلاً بطاعه:
أوامرك مطاعه يابوي

 

دلفت الي غرفة والدتها لتجدها نائمه كما اعتادت ان تجدها منذ اختفاء والدها
جلست نور علي اطراف الفراش وربتت علي رأس والدتها هامسه:
متقلقيش ياما ابويا هيرجع وهلاقيه
دمعه خائنه خانت عيناها وهبطت بارده كالثلج...مسحتها نور سريعاً
وتحسست جبين والدتها لتجدها كاقطة الجمر حرارتها مرتفعه جداً
شهقت نور بفزع قائله:
يالهوي ياما انتي سخنه اوي... اما فوقي كدا
أنت والدتها بصوت واهن ولم تتحرك
نور بدموع وهي تحاول ايقاظها:
قومي ياما الله لا يسئك قومي
لم تجد رد منها
قامت سريعاً وتوجهت الي المطبخ لتجلب مياه بارده مع قطع ثلج صغيره
وقطعة قماش صغيره
ثم اتجهت الي غرفة والدتها سريعاً
جلست علي اطراف الفراش المتهالك
وشمرت عن ساعديها وبدأت في ازاله السخونه عن والدتها وهي تبكي بخفوت
نور بهمس باكي:
قوميلي ياما متبقيش انتي وابويا
الي معرفش هو فين دلوقتي
قلبي وجعني من المرمطه هنا وهنا أشوف هو فين
ظلت ساعه من الوقت تحاول ان تزيل تلك الحراره عن والدتها ولكنها علي ماهي عليها
سمعت طرقات قويه علي الباب
اخذت حجابها ولفته بعشوائيه
واتجهت الباب لتري من الطارق
نور وهي تقترب من الباب:
ايوا يالي علي الباب انا جايه اهو
فتحت الباب لتري جارتها وصديقتها نسمه تقف امام الباب بعبوس:
ايه تلات ساعات عشان تفتحي ياختي
تنهدت نور بحزن:
خشي يانسمه كويس انك جيتي
دلفت نسمه الي المنزل وهي تأكل العلقه وتصدر فرقعات بها:
امك عامله ايه يانور
دموع خانتها مره اخري وهبطت لتقول ببكاء:
امي عيانه اوي يانسمه
تغيرت ملامح نسمه الي القلق واقتربت من صديقتها:
في ايه يابت قلقتيني
اجابت ببكاء وهي تخلع حجابها:
سخنه مولعه.. والبيت مفيهوش لقمه بقالنا يومين مكلناش ولا معايا مليم حتي
خبطت نسمه علي صدرها بصدمه:
يامصيبتي ومقولتليش ليه يانور
ازاي قاعدين من غير أكل
ثم وادخلت يدها في عبائتها واخرجت ثلاث ورقات ماليه:
خدي دول لسه قابضه الجمعيه امبارح من الوليه سنيه خدي دول 250جنيه تمشي حالكو بيهم لحد مايفرجها ربنا
مسحت نور عيناها بظهر كفها واخذت النقود قائله:
تسلمي يانسمه هرجعهوملك تاني
مطت نسمه شفتيها الحمراء قائله:
روحي هاتي لقمه تاكليها انتي وخالتي
وهاتليها اي حاجه من المستوصف
وانا هقعد معاها
اجابت وهي ترتدي حجابها بعشوائيه:
ماشي مش هتأخر
خرجت من المنزل بسرعه
وسارت في حارتهم الشعبيه وهي تسير بسرعه وسط المعاكسات التي تتعرض لها والكلمات البذيئه التي تعودت علي سماعها بحكم نشأتها في حاره شعبيه
كانت تسير وهي تحسب ما ستنفقه علي الطعام والدواء وما سيتبقي
شعرت بيد توضع علي فمها وانفها
ثم خارت قواها بالكامل لتفع بين يدي الملثم... نظر حوله لم يجد احد يراه... حملها ووضعها في عربه صغيره وانطلق بها بعيد عن الانظار

 

نظر لشوقي بنظرات قاتمه قائلا بصوت غاضب:
دا اخر امجد عربيه تخبط عربيته
مكدبتش لما قولت انه عجز
تعلثم شوقي ثم ابتلع مافي حلقه
ياباشا ماهو ابن الصياد بين الحيا والموت
يعني ايام ونلاقي خبر بموته
الشهاوي بصوت غاضب:
دا زي القطط بسبع ارواح عايزه يموت والا رقبتك هتبقا قبل رقبته زعلي وحش اوي ياشوقي...
شوقي وهو يمسح حبات عرقه المتراكمه علي جبينه بتوتر بالغ:
حاضر ياباشا
اراح الشهاوي ظهره بالكرسي قائلاً ببطئ:
وامجد عايزله موته حلوه زي مكافأه نهاية الخدمه كدا.. موته تليق بمقامه ياشوقي
هب شوقي واقفا:
حاضر ياباشا اوامرك... بعد اذنك
اشار الشهاوي بيده في الهواء
ليخرج شوقي من مكتبه متنفسا ببطئ

 

فتحت تقي عيناها في صباح يوماً جديد
وعيناها منتفخه من اثر البكاء
تشعر بأن روحها مسلوبه... انثي بقلب منشطر نصفين
لم تذق السعاده يوماً سوا معه
ولكن الان تشعر بالضياع...
دلفت رحمه الي غرفتها وهي تحمل بيدها الرضيعة... سيدرا
مسح تقي دموعها المنهمره وحملت طفلتها بين يدها و دموعها تنهمر
مسحت رحمه علي رأسها بشفقه:
يابنتي بطلي عياط بقا.. افرحي ان بنتك في حضنك وادم بيه هيبقا بخير
نظرت لها تقي بعيناها الدامعه:
افرح! افرح ان جوزي بعيد عني دلوقتي ومفرحش ببنته ياداده.. افرح بأيه بظبط
كادت رحمه ان تواسيها ولكن قاطعها صوت رنين الهاتف.. امسكته واجابت
-ايوا ياليلي... اييييه... نازلي هانم
متأكده ان هي... طيب.. طيب.. انا جايه
اغلقت رحمه الهاتف واصابها التوتر
مسحت تقي دموعها وهي تهز طفلتها بين يديها:
في ايه ياداده
رحمه بتوتر وهي تضع يدها علي جبينها بتعب:
نازلي هانم جدة ادم بيه وحفيدها جواد بيه في القصر.. شكلهم عرفو بالي حصل لأدم بيه
تقي بذهول:
جدة ادم! وحفيدها التاني
انا اول مره اعرف ان ادم عنده جده او في حفيد غيره في عيلة الصياد
تنهدت رحمه بأرهاق واجابت:
الواضح ان ادم بيه كتوم حتي معاكي
ادم شاف كتير اوي ياتقي
رغم ان له عيله كبيره بس كلهم سابوه بسبب ابوه
انهمرت دموعها مره اخري وهمست بخفوت:
عايزه اروحله ياداده... عايزه اروحله
ربتت علي كتفيها بحزن قائله:
مينفعش يابنتي انتي لسه تعبانه كام يوم كدا تقومي بسلامه وهوديكي
تقي بلهفه:
طب هو عامل ايه ياداده.. طمنيني
اخذت رحمه الطفله من تقي قائله:
زي الفل كويس عدا مرحلة الخطر انا لسه جايه من عنده... نامي شويه وانا هودي سيدرا لسهام
حركت تقي رأسها بأيجاب وتسطحت مره اخري ودموعها تحفر محلها علي وجنتيها
وهي تتذكر كلماته
Flash back
اقترب ادم منها وعانقها بقوه قائلاً:
بحس اني ناقص من غيرك.. فيا حاجه مش كامله... حتي وانتي زعلانه مني ونايمه ومدياني ضهرك.. ببقا عايزك في حضني عشان احس انك معايا
مابالك بقا المسافات انا عايزك
جنبي ديما في كل دقيقه من عمرك
تبقا عشاني...
افاقت من زكرياتها لتدفن وجهها في الوساده وتنتحب.. ليست بجواره
تاركه اياه وحيد مع ألاامه الجسديه والنفسيه... تاركه اياه يصارع الموت... وهي تبكي فقط

 

استيقظ من سباته باكراً.. نظر لزوجته النائمه بجواره بعمق...
قبل اياد رأسها قائلاً:
هند قومي معاد الشغل يالا
تململت في الفراش ولم تجبه
أياد بضيق:
ياهند قومي اول يوم ليكي انهارده يالا
وضعت الوساده علي رأسها
لكي لا تسمعه واكملت نومها
نهض اياد من الفراش ونظر لها بسخريه:
قال ايه عايزه اشتغل يااياد.. وهي نايمه ولا سمعاني
اتجه الي المرحاض وابدل ملابسه
واستعد الي الذهاب الي عمله
التفت لها قبل ان يخرج قائلاً بأبتسامه:
هتفضلي طول عمرك كسلانه
ثم خرج من ڤيلاته متجها الي عمله
بينما هند استيقظت علي صوت سيارته
اعتدلت هند في جلستها قائله بنعاس:
اياد راح الشغل
ثوان واستوعبت لتقفز من الفراش بفزع:
يالهوي الشغل... دا اول يوم
دلفت المرحاض واغتسلت
ثم بدلت ثيابها سريعاً وخرجت الي عملها
بعد وقت ليس طويل وصلت الي الشركه وهي تحاول ان تسرع من خطواتها
وصلت امام مكتبه وجدت امامها فتاه ترتدي جيب يصل الي ركبتيها وقميص بلون الاحمر وشعرها الاصفر يصل الي كتفيها
وقفت هند امامها قائله:
اياد جوا
نظرت لها بتعجب مصححه:
استاذ اياد جوا في معاد مسبق
جزت هند علي اسنانها قائله:
لا مفيش اصل مش هاخد معاد اقابل جوزي
اجابت الاخري سريعاً:
اسفه يامدام اه اتفضلي هو جوا
نظرت هند لها بغيظ وهي تتخيل ان تلك الفتاه يراها اياد بستمرار
ثم اتجهت الي مكتبه ودلفت
رفع اياد نظره اليها ليجدها زوجته
اياد بجديه وصوت حاد:
استني عندك المفروض تخبطي علي الباب الاول وبعدين ادخلي
نظرت له هند بصدمه:
ها
اياد بصوت حاد:
بقول اطلعي خبطي الاول وبعدين ادخلي
بلعت هند غصتها وخرجت من المكتب وطرقت الباب ثم دلفت
اقتربت من مكتبه لتجلس ولكن اوقفها صوته الحاد:
اتفضلي اقفي يامدام هند
انتي مش في بيتكو انتي في شغلك
نظرت له بصدمه وارادت الصراخ في وجهه وصفعه ولكن اوقفت نفسها
اياد بجديه:
اتأخرتي ليه يامدام هند
اجابت بضيق واضح:
معلش اخر مره يافندم
نظر الي الاوراق قائلاً:
ياريت..اتفضلي اطلعي وحبيبه هتفهمك الشغل كله
هند بغضب:
قصدك عروسة المولد الي برا صح
كتم ضحكته بصعوبه واصطنع الغضب:
التزمي حدودك يامدام ومتتكلميش علي زمايلك انتي زيك زيهم هنا
نظرت له بغضب هادر:
حاضر يااياد هتزفت التزم حدودي
ثم خرجت من المكتب صافعه الباب خلفها بغضب.. لينفجر ضاحكاً علي غضبها قائلاً بجديه وهو يرجع ظهره الي الخلف:
همشيكي علي العجين ياهند اصبري بس

 

بكت الان كما لم تبكي من قبل
وهي تري ولدها موصل بالاجهزه في صدره وفمه ورأسه مغطاه بالشاش
وجهه مليئ بالكدمات
ويده مجبره
وضعت يدها علي فمها لتكتم شهقاتها قائله بنهياره:
يارب تقوم بسلامه ياادم
قوم لبنتك ومراتك مش ليا
ثم امسكت يده وقبلتها ببكاء:
انا عارفه لو اتأسفت مليون اسف مش هتسامحني.. انا اسفه ياادم
قاطع بكاؤها دخول الممرضه الغرفه قائله بتوتر بالغ:
يامدام كفايه الدكتور هيجي للمريض دلوقتي.. وانا هاخد جزا لو شافك
نظرت له فريده بحنو ثم قبلت يده قائله بهمس:
هجيلك تاني ياحبيبي
وخرجت من الغرفه وهي تمتحب بشده
لتصتدم في احد
رفعت رأسها لتعتذر ولكنها صدمت
لتقول نازلي بوجه جامد:
ايه الي جابك يافريده
فريده بصدمه:
م-دام نازلي
ضحكت نازلي بستهانه:
اه مدام نازلي ايه الي جابك لحفيدي
فريده بضعف:
انا ندمت ونفسي يسامحني انا بجد عا..
قاطعتها نازلي بحده:
مشوفش وشك هنا تاني يافريده
والا هعمل الي ميعجبكيش
تدخل جواد مهدئا إياها:
اهدي ياامي... لو سمحتي يامدام امشي من هنا
فريده ببكاء وهي تمسك يدها:
انتي ام يامدام افهميني ادم ابني وانا ندمانه اني سبته انا اسفه بجد
سحبت نازلي يدها بعنف:
ابنك الي كان عارف انك بتخوني ابوه
ابنك الي سبتيه ابن10سنين ابنك الي كنتي بتحاولي تسرقيه انتي وجوزك
فريده بنهيار:
اسفه بجد
نازلي بغضب:
برا والا اجيب الامن يرموكي بره
سارت فريده من امامها وهي تنتحب بشده هي مخطئه وتأمل العفو والسماح
امسك جواد يدها ودلف بها الي العنايه ولحقهم اكبر اطباء المشفي
.اقتربت نازلي من ادم لتجد حالته سيئه
اجتمعت الدموع في عيناها لتهمس وهي تلمس يده بحنو:
ادم ياحبيبي
جواد للطبيب:
حالته ايه يادكتور
رجدي بتوتر:
كسور في دراعه الشمال ودمور في خلايا المخ ادت الي نزيف بس احنا عالجنا الدمور دي وفي خدوش في وشه وايده بس
نظرت لهم نازلي بحده وهي تمسح دموعها:
اي تقصير هيحصل مش هتشوفو خير ابدا... هيفوق امتا
رجدي بضيق:
قريب جدا يامدام متقلقيش
قطع كلماتهم همس ادم وهو مغمض العينين...
نازلي بلهفه فشلت بأخفائها جعلت جواد يبتسم:
فاق اهو شوفه
اقترب الطبيب منه قائلاً:
بتقول ايه ياادم بيه
ادم بوهن وصوت متقطع:
تق-ي
اقترب الطبيب اكثر ليقول ادم بهمس:
تقي
ابتعد الطبيب عنه وقال:
بيقول تقي ياهانم
اغمضت نازلي عيناها بغضب هامسه:
تقي السيوفي

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة