قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل العشرون

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل العشرون

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل العشرون

)الوقت الحالى)
صغيرتىلاعدل فى ميزان العشق، ابدا لن تستوى الكفتين حينما تهرولى نحوى بكل مافيكِ واقبل انا حينها بما تبقى منى!
كان يزن مترجل من غرفه احد مرضاه والتى تندرج فى صف الحالات التى يقوم بالاشراف عليها ومتابعتها طبياً، يتحدث الى طاقم التمريض كاملا عن مايلزم ان يقوموا به مع هذه الحالة ويسطر بعضا منها مدونه بقائمه التعليمات.

طرقتين على باب غرفة ليلى، التى كانت تستعد لأخذ جلستها بعد قليل. دعته للدخول فدلف اليها مبتسما كعادته
-فراولاية. مستعده
تتصنع اللهجة الحماسيه بينما يبدو على قسمات وجهها التعب
-اه ان شاء الله يا دوك
اقترب منها بهدوء وهمس فى اذنها بصوته العطوف
-انتِ اجمل واقوى بنوتة شافتها عينى
تبسمت ليلى إثر مجاملته وكلماته التحفيزيه لها، قامت من جلستها تتحضر للجلسة خاصتها فاستطرد يزن.

-مش عايزة تقوليلى حاجه قبل الجلسه ونكمل بعد الجلسه كلام؟
نظرت نحوه بطفوله حتى تناثرت خصلات شعرها ذات لون القهوة الداكن حولها وقالت
-وليه كل مرة انا اللى اقول ماتقوللى انت اى حاجه
-عشان انا معنديش اى حاجه تتحكى
قالها بعفويه ولكن نبرته الحزينه فضحته، جلست جواره وتبسم ثغرها نسبيا وحملقت برماديتيه المشتعلتين
واردفت
-عاوزة اعرف قبل م تكون هنا دكتور معالج فالمستشفى ومقيم فيها، كنت ايه وسيبت مصر ليه.

اختلجت عضله فكه نسبيا حاول السيطرة عليها واردف لها
-جيت هنا عشان شغلى، دى فرصه متتعوضش انى ابقى طبيب فمستشفى زى دى فلندن
اومات برأسها ايجابا وتريده يتابع حديثه فاستطرد يزن
-وبس قبلها كنت حد عادى فمصر بشتغل وقبلها بدرس وخلاص
-طيب اهلك مش بيوحشوك؟ مفيش غير بس مامتك اللى بتكلمها
فين اخواتك؟ باباك. اكيد كان لك حب قديم او عالاقل علاقه. الناس دى فين يايزن.

-انتِ شكلك عايشه فعالم الافلام كتير وفاكره حياتى انا كمان فيلم من اللى بتشوفيهم
اراد تغيير مجرى الحديث بطريقته الهزليه ولكنها ادركت وصممت على الكلام فى نفس الحديث المفتوح
-كلنا حياتنا زى الافلام، انا عن نفسي حياتى اكبر فيلم تشوفه وتنبهر بيه
-طيب احكيلى شويه من فيلمك
-مش قبل ما اعرف بداية فيلمك، وايه الحكاية من أولها.

طرقت مساعدة الطبيب الباب ودعتها للحضور جلستها العلاجيه قد حان موعدها، لوحت الى يزن وذهبت مع المساعدة وتركته بغرفتها وم ان خرجت حتى رن هاتفها ب اسم بلقيس وصورتها.
امسك به يزن وظل محملقاً به مطولاً ومن ثم وضعه جانبا وانصرف.

)الوقت السابق)
واحد من ال 100جنيه يا اسطا
انتبهت حنين من شرودها اثر وضع رأسها الى نافذه الحافله التى تستقلها الى منزلها الجديد مع ابراهيم على هذا الصوت الذى تعلمه جيدا، نظرت نظره خاطفه الى الخلف لتجده هو آسر قد علمت صوته حقا. اخذت هى النقود التى ارسلها آسر الى السائق وتصنعت اللامبالاه. بعدها بقليل ظل السائق ينادى ان هناك من لم يدفع اجرته وهى على حالها لا تأبه حتى صاح السائق بصوته الرخيم.

-فيه حد مدفعش ورا ياحضرات، انت يا استاذ
مشيرا الى آسر، ف انتبه آسر وتحدث بحزم
-انا باعتلك 100جنيه يا اسطا ده انا عاوز الباقى
-باقى ايه ياباشا مفيش حاجه وصلت
-ازاى يعنى انا بعتهالك مع اللى قدامى حد فينا شارب ولا ايه
بدأت المشادة بينهما وحنين تحاول الاختباء وهى تكتم ضحكتهاحتى وصلت محطتها التى ستهبط بها، فقالت بعلوصوتها حتى انتبه آسر لوجودها بالحافله معه
-على جنب يا اسطااااه.

ترجلت ونظرت نحو أسر نظره ساخره وهبطت وترجلت نحو نافذه السائق ودفعت اجرة آسر بينما هو يحملق بها غضبا ويهم بالنزول كى يلحقها
-اجرة الاستاذ اصله معرفه، طريق السلامه ياباشا
هبط آسر وامسك بذراعها بغضب صائحاً
-انتِ اللى خدتى الفلوس اللى بعتها اجرة للسواق بتستخفى حضرتك وبتلبسينى، نهارك طين!
-فلوس ايه يابو فلوس اوعى كده، ده انت بتتعشى لب سوبر فرغيف فاضى.

مش كفايه اتجدعنت معاك ودفعتلك اما ناس بجحه والله مالهمش فالطيب
تلفت آسر حوله يملئه الغيظ من تلك البغيضه، ف اراد ب ان يفتعل بها فصل سخيف مثلما فعلت هى والبادى اظلم، قام بصفعها على وجهها بقوة حتى صرخت حنين من هول المفاجأة وشدة الصفعه وهتف آسر عاليا حينما تجمعت الناس حولهم
-عالبيت يا حيوانه، كان يوم اسود يوم ما اتجوزتك. يالا قدامى والله لاطلقك واخد العيال مش هتقعدى على ذمتى دقيقه كمان.

تتسع حدقه عين حنين هولا مماتسمع وهى تلامس وجنتها وتقوم بعض النساء بتهدئتها وبعض الرجال بتهدئته هو حتى جذبها آسر لتسير امامه يفتعل الغضب ولاول مرة تصبح صامته حنين هكذا.
سار بها مسافه حتى توقفت هى وسددت عدة لكمات بذراعه وهى تهتف عاليا وتصرخ فى وجهه
-انا تضربنى ياحيوان وتفرج عليا الناس وتقول انى مراتك، ده جوزى اللى بحق وحقيق معملهاش وميقدرش وبابا عمره م امد ايده عليا والله لاصورك قتيل انهارده.

ظلت تسدد لكمات اليه وتركله بقدمها وهو يحاول صدها بابتسامه ساخره وهدوءه المعهود كان يردف لها
-مش بتعملى فصل بايخ ودمه تقيل زيك فيا فالمواصلات، استحملى بقا
-كدا! طيييب
مزقت جزء من ثيابها من اعلى وأسر يقف مشدوها ماذا تفعل تلك المختله؟
وما ان مزقت ثوبها وسحبت بعض خصلات شعرها من لفة كعكتها بشكل عشوائى مبعثر حتى صرخت بصوت عالِ جهورى
-ياحيوااان يا واااطى انا هلم عليك الناااااس، بيتحرش بيااااااا الحقووونى.

قفزت عليه وانهالت فوق رأسه ضربا حتى تجمع حشد آخر من الناس على صوتها وكل منهم سدد له لكمه ويقذفه سبابا قذر وأسر يحاول الدفاع بينما هى خرجت من دائرتهم تضحك وتلوح له منتصره تغمز ب احد عيناها وتخرج له لسانها كيدا على انها فازت بالجولة هذه بينهم.
ابتعدت قليلا ومازالوا حوله الناس يريدون اخذه الى اقرب مركز شرطه، شعرت حنين بوخزة ضمير قليلاو بالذنب اليه حتى رجعت ثانية وقالت.

-خلاص يا جماعه انا هسامح فحقى بس ميتعرضليش تانى، عاااش يارجاله
-يابنتى لازم الاشكال دى تتربي تعالى نعمله محضر
هتف بها احدهم وأسر يقف يضغط على شفاه السفليه الغضب يكاد يمزقها، حاولت حنين اخفاء ضحكتها واقنعتهم ب انها تنازلت هذه المرة من اجلهم والمرة القادمه الشرطه هى الفيصل.

انفض الجمع وترجلت حنين تكاد تكون تهرول اشبه بالجرى، مسرعه خائفه من إلحاق آسر بها حتى لحق بها فعلا عندما امسك بتلابيب ثيابها وتحدث بنبره عاليه
-اقسم بالله انتِ لو مش بنت لا كنت دفنتك هنا، بس ليكِ راجل يترد عليه
-راجل مين يابو راجل انا اطقشك انت وهو زى البيض ولا يهمنى
امسكها من ذراعها بقوة واخذ يهزها متعصبا ليردف
-يعنى مش هامك ياحته بتاعه انتِ.

-ورينى اخرك ياااض وانا هعمل فيلم تانى اخليهم يروقوك ويعملوا معاك الصح
صفعها اكثر من صفعه خلف رأسها ممسكا ذراعها بقوة وهو يهتف
-اتلمى بقا، انتِ مالكيش كبير الله يخربيتك
-بتضرب بالقفا يا آسر طب والمصحف اديك نص اخليك تقع تسلم عالاسفلت بوشك
-اخرسي نصك لسان ياحربايه
كتم فمها بكلتا يديه فتصنعت هى الاختناق حتى سقطت ف اسندها مذعورا
-انتى يابت! يا زفته! محصلش حاجه ممنعتش عنك الاكسجين الله يهدك. حنين يا نيله ردى.

لاحراك لها، ففتح حقيبته وبحث بعشوائيه عن زجاجه عطر صغيره يحملها معه، اسندها على ذراعه ووضع قطرات تحت انفها
-معقول اغمى عليكِ، يابت قومى اقسم بالله بتستهبلى ياحنين
فتحت عيناها وأخرجت له لسانها للمرة الثانيه وهبت من نومتها لتهرب بعيدا كالاطفال وهى تهتف
-انها سليييمه، شوفت اوديك واجيبك فثانيه ومنتهى ال تعالا ياااض لا خلاص روح ياااض
فرت من امامه تجرى فطرق هو كفا بكف يضحك وهو يردد لها بصوت عالِ يسمعها.

-هاتى ب2جنيه حاجه اسمها بيبي العفريت وابلعي منها كل يوم الصبح هتبقى زى الفل يا جعفر، جاتك 60نيله لوحدك
ترجلت حنين نحوه و اعطته نقوده وسددت له لكمه بصدره استطاع هو بصفعها على رأسها من الخلف ومن ثم انصرفت إلى منزلها مبتسمه لهذا الفصل الهزلى الذى نشب فى مسرحيتها هى وأسر، وما ان فتحت الباب حتى هرول اليها ابراهيم
-اتأخرت ليه كدا، بتصل بيكِ مبترديش
-فيه ايه يا ابراهيم هتخطف؟ عملت الاكل.

دلفت بلامبالاه الى غرفتها فرمقها ابراهيم نظره من اسفل لاعلى متعجبا واردف
-حنين، مالك متبهدله كدا ليه
-مفيش عملت حادثه
اتسعت عيناه هولا وقال بقلق
-حادثه! حادثه ايه
-مفيش خبطنى واحد اسمه ابراهيم فساعه غفله مقندله
فرغ فاه ابرااهيم وأردف اليها
-انا مش فاهم حاجه
زمتت شفتيها وهمت لتبديل ملابسها وهى تغلق باب الغرفه فى وجهه قائله
-مع نفسك يا ابراهيم، يلا يابابا قولتلك كذا مرة الضغط عندى عالى.

من خارج الغرفه اتاها صوت ابراهيم
-بعد كدا مش هروح قبلك لو خلصت شغل فالمحطه، رجلى ع رجلك
فتحت الباب حنين وقالت له فى نبرة مستهزئه
-لاشديد يا ابرراهيم شديد والقوة حديد والرزق يزيد. حضرت اكل ولاهنام عالباب
-حضرت. المهم يعجبك
افسحته للوراء وترجلت نحو المطبخ
-مش مهم يا ابراهيم اهو حشو معدة والسلام
بدأت تتناول من فوق الموقد، فهرول ابراهيم لها
-لا اصبرى، هنزله ف اطباق واجيبه السفرا حالا.

امسكت حنين وجنتيه وقرصته بسخريه وهى تقول
-عسل عسل جوزى دا يا اخواتشى
تركته لتجلس الى السفرة بينما هو شعر بالسعادة بهذه الكلمه التى فالاصل اردفت بها استهزاءا وسخرية منه.

على ارجوحه تتأرجح بين هنا وهناك، كانت تجلس ليلى شاردة بما دار بينها وبين مؤيد اخيرا وتركها لتفكر وتعطيه قرارها وقتما تشاء دون ضغط او الحاح منه، تستند ب رأسها على احدى سلاسل الارجوحه شاردة وتدور بذهنها المحادثه وكأنها حادثة الآن بينهما.

ليلو، انا مش بضحك عليكى ولا بقولك كلام وخلاص. انا بجد بحبك ومش عاوز ابعد عنك ولا اخسرك، انتِ خايفه وقلقتى من كلمه مخطوطة. دى كلمه انا برمز بيها لوعد مثلا بينى وبين صاحبتى او البيست بتاعتى لكن متقلقيش منها، بنودها عبارة عن انك تسيبي نفسك ومتقلقيش من اى حاجه هحافظ عليكِ ياليلى، اشطبي منها اللى تحبيه وضيفى اللى عاوزاه انا معملتش كدا مع حد بس انتِ غير ياليلى.

-مفيش تجاوز حدود، هنفضل صحاب هنخرج هنسافر هنسهر لكن اكتر من كده مفيش
-موافق مع ان البند اللى شيلتيه عشان بس اعيشك حاله انتِ متعرفيهاش
-الحالة دى بعيشها لو فعلاقه ليها مسمى زى الجواز يا مؤيد
-مش هتوصل لعلاقه سرير ياليلى
-اى حاجه تتجاوز حدود الصداقه مش هسمح بيها يا مؤيد حتى لو انت جزأت المبدأ عشان انت اوبن مايند مثلا، وعاوزة اعرف ايه حكاية السلسة الاول متحاولش تتعرب.

تنهد مؤيد وامسك بطرف السلسة وقال بصوت متهدج متلعثم
-دى حكايتى الوحيدة اللى محدش يعرفها، بصى ياستى. انا عيشت فتره فى الاردن وكنت بشتغل هناك وهناك اتعرفت على بنوتة، احلى من القمر نفسه وشخصيتها مفيش اجمل منها، كنا اصحاب اوى عرفتنى على حجات كتير هناك وعلى ناس وشغل ودنيا. انا حبتها لا انا عشقت وهى للأسف محبتنيش
نطق باخر كلماته حزينا فقالت ليلى مندفعه
-كانت مسيحية؟
اومأ برأسه ايجابا واستطرد مؤيد حديثه.

-كانت مسيحيه، وكنت بحس انها بدات تحس بشعورى ناحيتها فكانت بتبعد بالتدريج لحد ما صارحتها وصارحتنى انه مينفعش ابدا احس كدا ليها وان بطريقتى دى انا نهيت كل اللى بيننا حتى الصداقه مش هتنفع بعد كدا قالتلى حرفيا احترم دينى ودينك ولازم نبعد للأبد النهاية طلبت منها تذكار وكانت السلسلة!
-ليها علاقه السلسلة بمخطوطاتك؟
-مالهاش علاقه، انا بس بقيت مؤمن ان مفيش علاقه ليها مسمى بتدوم وبقيت خايف طول الوقت.

طب وعلى ايه اخاف وفالاخر هنسيب بعض هنسيب بعض احنا كلنا يدوب مراحل حلوة فحياة بعض
يبقى طالما كدا نبقى مرحله حلوة ونعرف نستفاد من حلاوتها صح. هو دا هدفى
-ممم يعنى من جوة خربان بفشل قصتك الوحيدة، ومن برة اوبن مايند وهجس ودلع
تنهد وامسك كف يدها ونظر لها بعمق
-افهمى ياليلى، قصتى الوحيدة كانت غلط وعارف كمان انى احب تانى واحبك انتِ دا غلط و انا مقدرش افرض اخطائى على الناس
= الناس كلها اخطاء يا مؤيد.

هتف بحده بها واردف
- اناعارف ان الناس كلها اخطاء، لكن بيداروها
= مبيداريهاش غير الضعيف
- يعنى انا ضعيف!
= ويعنى انا خطيئتك!
- حبنا هو اللى خطيئتنا، اعترف ب انى وقعت فحبك ومكنتش حاسبلها بعد م اتعلمت من اللى فات لكن غصب عنى وقعت لتانى مرة وانا اللى طول الوقت محصن نفسي
امعنت النظر بكلتا مقلتيه وقالت بنبره غريبة عليها لاول مرة تتحدث بها الى احد
= يبقى نصلح الخطأ ده. نتجوز.

-افهمىحبنا وعلاقتنا مش هتتحل بالجواز، الجواز حيهدهاوهيكسر الدعوة الى عايزين ننشرها لكل الناس يعنى ايه بجد حب ييعنى ايه سعادة من غير مسمى
قالت ليلى برجاء
-اعمل قانون جديد لمؤيد بدل المخطوطة، قانون اسمه سعادة وحب. آمن بدعوتك
اردف لها بحزن بالغ الاثر وعسليتاه تمطران عليها توسلا
-بس انا للاسف مش نبي. ومقدرش انشر دعوتى!
-يعنى عاوزنى اعيش معاك كل حاجه حلوة وانا عارفه ان مفيش نهاية لعلاقتنا؟

-وليه نخللى ليها نهاية ياليلى انا مش هسيبك، فكرى برة صندوقك برة عالمك هعرفك واعيشك اللى عمرك م حستيه وانا متأكد من دا.
هب من جلسته مترجلا نحو الباب يهم بالانصراف
-عرفينى ليلى بكل اللى حصل معاها، افتحيلى قلبك واعتبرينى جنى هيحققلك رغبتك تكونِ انسانه سعيدة لمرة واحده فعمرك ومهما طولتِ فقرارك، انا مستنيكِ وصدقينى عمرى م اتمنيت ولا استنيت غيرك يابرنسس!

استفاقت من شرودها إثر تنميل كفها المستنده اليه على الارجوحه، هبطت منها تفكر هل يسعها القبول ام الرفض، شئ عجيب يجذبها الى عالمه الخفى تريد ان تغرق وسط امواجه ولكن حذارى ياليلى ب ان تلق بنفسك فى بحر ظلامه دامس وانتِ حقا لا تجيدى السباحه!
اقبلت بلقيس نحو جلال ممسكة بعدة وريقات آخر فحص لاطفالها متهلله اساريرها وجلست الى زوجها تخبره فرحاً.

-جلال، الحمدلله آخر متابعه للولاد اهيه وبيقولوا فى تحسن كبير الحمدلله
ابتسم جلال لها ولم يردف بكلمه فاستطردت هى
-ايه يا جلال، انت مش فرحان زيي ولا ايه
-اكيد فرحان يا بلقيس اوام هتخلينى مش فرحان بتحسن ولادى
-بس مش حاسه فرحتك باينه عليك زيي
دلف الى غرفة مكتبه واخذ ينبش بملفات ورقيه بعدما وضع هاتفه على منضده مكتبه وهو يحدثها وهى تتبعه.

-بالعكس مبسوط، انا بس عارف ان مهما وصل تقدمهم هيفضلوا متخلفين عن غيرهم من الاطفال اللى فعمرهم
ضيقت له عيناها فاستطرد لها بعدما التفت اليها
-ومتفسريش كلامى غلط مش معترض على حكمه ربنا فيهم، بس انا سلمت امرى فيهم لله خلاص
-كلنا بنسيب امرنا لله بس بنسعى ورا الاسباب يا جلال
ترجل نحوها وربت الى كفها وقال
-ونعم بالله، انا مبسوط عشان انتِ مبسوطه كفايه تعبك معاهم علاج ومتابعات ده حقك انك تكونِ مبسوطه.

ابتسمت بلقيس له منذ عهد لم يعترف لها بصنيع معروف ابدا واردفت له
-وحقك انت كمان عشان انت باباهم وهما حته منك
أرادت تغيير مجرى الحديث ف اردفت له
-تفتكر ميريهان هترتاح مع طنط تحت ولا نخليها هنا معانا هما لسه برضو معداش عليهم كتير عرسان جداد
مط شفتيه وهز كتفيه بلامبالاه، عاد الى لامبالاته ثانية حلال فاردفت له بلقيس.

-هنخرج شويه انا والاولاد للنادى افسحهم، تعالا ودينا وبالمرة كلنا نغير جو بقالنا كتير مقعدناش كلنا سوا
قالتها برجاء يشوبه فرحة تريد قربه منها بينما هو كان يراقب اضاءه ضوء هاتفه اعلان قدوم مكالمه له وهو على وضع الصمت، ف وضعه على وجهه يخفيه على المكتب وأردف
-معلش يابيلا ورايا قضيه هقعد ادرسها خليها وقت تانى.

زفرت بلقيس، وذهبت كى تقوم بتجهيز اولادها لهذه النزهه، بينما فالوقت ذاته كان هناك نقاش ناشب بين ميرا ونادر بالاسفل تحديدا داخل غرفتهم.
-لا انا حاسه ان فيه حاجه غلط يا بيبي، متضايقه ومتعصبه خالص بقا
مطت شفتيه فجلس قربها وتحدث بصوت خفيض حتى لاتسمع والدته بالخارج
-ميرا بطلى جنانك وتسرعك دا، حبيبتى انا شايف انك كويسه وتمام فين المشكله بقا عشان العياط واصرارك على اننا نكشف عليكِ.

-لا مش كويسه، نادر انا فعلا بموت فيك وبموت فكل حاجه منك. بس ليه جوة الموضوع مببقاش حاسه حاجه كأنى بتفرج عليك او براقبك والله فيه حاجه غلط وعندى انا
تنهد نادر وترجل نحو المرأة يعدل هندامه واردف لها
-بقولك ايه بطلى عكننه كل الحكاية ان الحوار دا جديد عليكى لسه مخدتيش عليه فمتاخده شويه
-وانت مش متاخد ليه؟

-عشان انا راجل طبيعى اكون عارف اسيطر عليكِ ازاى وانتِ معايا وادخل فالمود، ومعروف ان الراجل بيعرف اكتر من البنت فالحجات دى
-طب انت مش حاسس انى. باردة!
سكت برهه وقد اوقفته كلماتها لحظة عما كان يفعل ولكن استطرد كأنه شيئا لم يكن
-لا مش حاسس ويلا بطلى رغى مش بترحمى نفسك ابدا، يلا يابطتى بقا
تنهدت ميرا وهى تتخبط بالوسادات جانبها ف اردف نادر
- قومى غيرى عشان نلحق عزومه مامتك، انجزى وفكِ البوز يا روحى.

نحو الخزانه اخرجت ميريهان ثوبا يليق بدعوة اهلها للغداء وقطعت حبال الحديث الذى يشغلها طويلا، مؤقتا فقط لان مازال للحديث بقية. ،.

)فى الوقت الحالى)
كعك عيد ميلاد مسطور فوقه بحلوى الشيكولاته—Happy birthday Yazn
ليلى لا تعلم بالتحديد اكم عمره وصل حتى تضع الشمعات بعدد عمره، ولكنها فقط تتذكر يوم ميلاده اثناء محادثه لهما سويا حفظته عن ظهر قلب حتى أتى ميعاده.

خرجت من دون علمه حتى تكتمل المفاجأة على اتم صورة، احضرت هديه خصيصا له وكانت قلادة يتدلى منها -فص ازرق-فهو يعشق هذا اللون. اتت بها وبالكعكه بعدما اتفقت ان تضع الكعكه بغرفته فى المشفى وتنطفئ الاضاءه ومن ثم يدلف فتقوم هى وطاقم التمريض بهتاف عالى له وتهنئته.

تمت الخطه ودلفت تضع هديتها بمكان ما، حتى ينبش فيجدها. فقد صممت هى ان لاتعلمه ب امر الهدية وان يحتفلوا دون ان يعلم انها احضرتها له وذات يوم يجدها بين طيات اشياءه، اخذت تنبش هنا وهناك حتى قفزت الى ذهنها فكرة تضعها فى خزانته وسط ملابسه.
فتحت الخزانه ووضعتها ملفوفه وعليها بطاقه سطرت فيها الآتى
دليلى انت هنا، كل عام وانت قلبا لى لاتهدأ نبضاته ابداً (فراولاية).

دستها بين ملابسه وبعدها لفت نظرها مظروف تحت رف الملابس، حب استطلاعها جعلها تسحبه وتفتحه اخرجت وريقات خاصه بيزن وبعمله وبهويته حتى وقعت عينيها على صورة له فشهقت متفاجئه تخبئ شفتيها باناملها كالعادة!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة