قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الحادي والعشرون

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الحادي والعشرون

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الحادي والعشرون

(سابقاً)
هجوم عرض مرضى شديد اصاب ليلى، إثر ذهابها يوما بصحبه مؤيد الى النادى مرورا ب سباحها بالمسبح ومن ثم جلست فى الهواء ف اصابها سعال شديد وتم الفحص لها فعلموا ان لديها التهاب رئوى شديد.
تم حقنها امبول مضاد حيوى وها هى بفراشها والكل حولها. ،
-مممم كل دا بسبب خروجه مع سى بتاع دا
هتفت بقولها حنين ف اشارت لها بلقيس ان تخفض صوتها ف مؤيد بالمطبخ يصنع ل ليلى حساء ساخن فهو يجيد الطبخ، بينما اردف آسر.

-سلامتك يا ليلى. خدى بالك من نفسك اكتر من كدا
سعلت ليلى بقوة ومن ثم اردفت الى آسر
-انا كويسه والله مجرد دور برد
-مش ملاحظة ان ليلى لما بتتعب من البرد بيجليها ب كحه زى عمو مراد الله يرحمه
اومأت حنين برأسها ايجابا الى بلقيس وقالت
-خالو مراد كان دايما صدره تاعبه، الله يرحمه ارتاح الراجل
ابتسمت ليلى لقول حنين واردفت بصوت متعب
- بنبسط لما اعرف انى خدت اى حاجه من بابا حتى لو كانت كحه.

ضحكت ف اخذت تسعل وقامت بلقيس ب احتضانها، ف كان مؤيد قادم مهرول حامل صحن حساء لها ومبتسم
-ياليلو، اشربي الشوربه عشان تاخدى الدوا
-انت بقا صاحب الخروجه الشوم اللى تعبت بسببها البنت
قالت حنين الاخيره فرمقها مؤيد بلامبالاه ولم يردف اليها بكلمه، فقالت بلقيس
-ع فكره ليلى عندها حساسيه، يعنى نزول البحر والبيسين وتقعد فالهوا خطر عليها
جلس مؤيد بجانب ليلى يطعمها كطفله صغيره وأردف الى بلقيس دون النظر لها.

-مكنتش اعرف
-اومال تعرف ايه؟
هتف بها آسر اليه فنظر له مؤيد شذرا ورجع ببصره الى ليلى وهو يتحدث مستهزاء
-هو انا فمجلس تأديب ولا ايه، مين دول يا ليلو
-بقولك ايه فكك من ليلو وحمص دلوقت عشان من ليلة فرحى السودا اللى شوفتك فيها وانت مش مريح كدا
-والله دى مشكلتك مش مشكلتى
اردفت بلقيس بثبات له بينما شعرت ليلى بالضيق بسبب مش المشادة الحادثة بينهم.

-مؤيد، مفيش اى مشكله انك تكون صديق ل ليلى بس احنا بنخاف عليها زيادة وليلى بالذات ليها تعامل خاص
نظر مؤيد الى ليلى ورجع ببصره الى بلقيس ليقول بسخرية
-انتو ليه بتعاملوها ع انها طفله، ماتخرج ولا تدخل ولاتعوم هى كبيرة وعاقله وبالغه واظن مرت بتجارب كبرتها كمان عن سنها فبلاش حركات خد بالك منها ابقى عديها الشارع والكلام اللى مالوش لازمه دا
هب آسر من مجلسه ليقترب نحو مؤيد الذى وقف مقابل له يستعد لمواجهته.

-يابنى انت متفردش صدرك كدا، محدش مننا مرتاحلك اساسا ف بنتكلم معاك بذوق وادب انك تاخد بالك منها مش اكتر عشان تتكلم بتريقه على كل كلمه حد يقولها واه ليلى ست كبيرة وواعيه وناضجه لكن كلنا بنخاف عليها عشان هى غاليه وتهمنا اوى. فهمت يا كابتن عضلات
قال الاخيرة وهو يطرق بيده كتف مؤيد مستهزءا فقام مؤيد ب انزالها بعنف، فخرجت ليلى عن صمتها واردفت.

-خلاص بقا يا جماعه، مجرد دور برد متعملوش منه حكايه بمؤيد او من غيره كنت هاخده عادى ممكن تبطلوا عشان بتضايقونى وتتعبونى اكتر
اراد مؤيد ان يقوم بكيدهم فجلس جانب ليلى مرة اخرى يطعمها وهو يردف ناظرا الى ليلى بحب
-البرنسس تخف، وعندى ليها حته سفرية محصلتش
-سفرية!
قالها ثلاثتهم بعدما نظر كلا منهم للاخر، ف اردفت ليلى بقول حاسم انهى الجدال نهائيا
-بس اخف ونبقى نشوف يامؤيد.

احتست الحساء وبيده اعطاها اقراص الدواء ونامت مكانها وخرج الاربعه من الغرفة مترجلين نحو الخارج، ف قامت بلقيس بدعوة مؤيد جانبا
-انت عاوز منها ايه؟
تنهد مؤيد بنفاذ صبر ثم قال بوجه لامبالى
-هعوز ايه من ليلى، دى صاحبتى واحنا مرتبطين ببعض وانا بحب اسعدها طول الوقت هعوز منها ايه
-بتحبها؟
سألته بلقيس رجاءا لعله يجيب ويشفى حيره قلبها على هريرتها الصغيرة ف اومأ مؤيد ايجابا، استطردت بلقيس حديثها.

-لو بتحبها حافظ عليها، ليلى شافت كتير فحياتها ومحتاجه العوض والسند بجد
لو مش هتقدر يبقى من دلوقت تبعد، ليلى مش حمل جرح تانى!
زفر مؤيد بحراره ولم يجيب، بينما على الجانب الاخر كانت حنين تتحدث الى آسر بصوت خفيض
-اهو جه جوكر الكوتشينه دا وعلم عليك وخد البت منك يا حمار
نظر لها آسر ممتعضا واردف
-اولا احفظى ادبك عشان والله هقوم ادور فيكى اقلام اخلى قفاكى مكان وشك، ثانيا مين خطف مين منى.

-الزفت دا اللى اسمه مؤيد خد منك ليلى بحبتين الهجص بتوعه دول
اشارت حنين نحو مؤيد فنظر له آسر شذرا واتبع حديثه الى حنين
-محدش خطف منى حد، ليلى دى اختى اختى وبس كل الحكايه انى خايف عليها من الواد دا ومش مرتاحله
تنفست حنين ب ارتياح ورجعت بظهرها للوراء، ومن ثم نظرت الى ساعة هاتفها وقالت
-انا هروح القناة اتأخرت، سلام ياكابو
-استنى هنزل معاكى بس نشوف بيلا الاول.

اقبلت نحوهم بلقيس تهم بالنزول بعدما تعجب الجميع من بقاء مؤيد بالمنزل مع ليلى وحدهم ولم يبدِ اى علامات للانصراف فقالت حنين بطريقتها المعهودة
-هو سيادتك هتفضل موجود بصفه ايه
-وانتى مالك ايه داخلك اصلا
-لابقولك ايه اوعى تفتكر انى بنت انا بالعه عبدالحى جوة اساسا، ايه اللى ايه داخلى
حاولت بلقيس تهدئتهم وتوجهت نحو مؤيد بالحديث
-مؤيد لازم تنزل معانا وبليل كلنا هنرجعلها تانى، لكن تفضل معاها ولوحدكم مش هينفع.

زفر مؤيد بعمق وترجل ليحمل مقتنياته وترجل معهم للاسفل.

ايه دا انت جبت موتوسيكل؟!
تنظر حنين الى الدراجه البخاريه باعين لامعه بينما طرقت بلقيس كفا بكف ضاحكة واردفت
-انتى يابنتى ايه جواكِ راجل، مبروك يا آسر
-الله يبارك فيكِ يابيلا، جبته قسط احسن من المواصلات
-اه طبعا احسن، انا هركب تاكس بقا للجريدة وانت حصلنى يلا سلام
انصرفت بلقيس ف اخذت حنين تلامس الدراجه وقالت له آسر
-بقولك ايه ياض، ركبنى اوصلك ان شالله تبقى وزير رى اد الدنيا
امتعض وجه آسر واردف ساخرا.

-ركبنى اوصلك، بقولك ايه يافطين ياخويا وسع عشان عندى شغل
امقتع وجه حنين غضبا حينما سخر منها وسحبت قلمها ودكته ب رقبة آسر
-والله اغرزه غرزه اسلمك لرب كريم، ركبنى يالااا
-انا عاوز اعرف انتِ مجنونة ولا اهلك مربوكيش ولا ايه حكايتك عاوزة ايه
-عاوزة اركبه اروح للمحطه
-خلاص تعالى اوصلك وامرى لله
-لا انا اسوق وانت اركب ورايا.

رمقها آسر نظره من اعلى الى اسفل وهم بالانصراف بعدما شغل الدراجه، فامسكت حنين مقابض الدراجه وقالت بتكبر
-خلاص هخليك تنول شرف انك توصللنى
صعدت خلفه وأسر يضحك على جنونها المعهود، قاد الدراجه بسرعه كانت مستمتعه حنين حقا
حتى انها امسكت ب قميص آسر من الخلف ف ادرك هو ليقول بصوت عالِ
-سيبي القميص هيتقطع، لو خايفه امسكى فالحديدة اللى ورا
-انا مش خايفه يا اسمك ايه انت، انا بس بسند نفسي
-يبقى خلاص سيبي القميص.

تركت قميصه وفى طريقه يقود بسرعه دون ان يخالف تعليمات المرور، حتى فوجئ بظهور امرأة امامه من شارع جانبي فتوقف على الفور حتى صرخت حنين ممسكه اياه اشبه ب انها قامت ب احتضانه متشبثه به بشدة!
-متقلقيش محصلش حاجه
فكت يديها عنه، ماهذا الذى فعلته؟ نظر ناحيتها آسر دون ان يتحدث فهمت هى بسؤاله بعجرفتها المعروفه عنها
-ايه فيه ايه مالك؟
-مفيش بس اول مرة اشوفك بتخافى، اول مرة احس انك بنت وعاوزة تسندى على غيرك!

ظللت حنين على نظرتها له ومن ثم افاقت نفسها بنفسها وقامت بركله بقدمها واردفت بصب سبابا
-طب اخلص بلا اول مرة اشوفك بنت بلا اول مرة تحب ياقلبي اخلص خلينا نلحق اكل عيشنا
-بطلى ضرب عشان مقلبكيش من عليه
ادار المفتاح آسر ثانيه ليقود نحو عملها اولا ومن ثم يصل الى عمله هو بعدها.
الا لعنة الله على ذنوب لم تقترفها ايدينا بل دفعتنا اليها قلوبنا.!

كانت تلامس ظهر ابراهيم برفق، فالتفت اليها حزينا ليجدها شقيقته اثناء تواجده بمنزل والده، همت هى بسؤاله
-مالك يا اخويا؟حالك مش عاجبنى
ابتسم ابراهيم بسمه جرح عميق اثره، وجلس الى اقرب مقعد واردف لشقيقته
-مفيش يا حبيبتى سلامتك
-طيب طمنى عامل ايه مع عروستك!
اختلجت وجنته مرتعشه حينما سألته شقيقته ف اردف بضعف
-مبقيناش عرايس خلاص عدى على جوازنا كتير
-طالما لسه مفيش بيبي، هتفضلوا عرايس
-بيبي!

هتف بها ابراهيم متعجبا، فدب الشك قلب شقيقته ف دنت منه تسأله
-ابراهيم فيه ايه، احكيلى وانا مش هتكلم ولا اقول لحد ولاحتى ماما
تنهد ابراهيم، يريد ان يريح صدره يريد ان يزيح ذاك الهم الكائن على عاتق قلبه والذى بلغ من العمر الكثير
اردف وكأنه اخيرا سيتنفس بحرية
-مش هيكون فيه بيبي ابدا. انا وحنين اخوات لحد دلوقت
مش عاوزانى اقرب منها وبتنام لوحدها ف اوضة تانية. ولاحضن ولا بوسه ولا لمسه.

كل دا صبرت عليه وقولت بطريقتى هحاول معاها
لحد ماكل يوم بتأكد انها مكانتش عايزانى وان ارتباطنا كان مجرد قرار اهوج منها وضغط من اهلها
انا شوفتها بتضحك ومبسوطه. شوفت وش تانى لحنين غير معايا ومع كل الناس
راكبه ورا واحد معرفه ليها موتوسيكل وجاية الشغل، ولا كأن ليا اعتبار انى جوزها وحد يشوفها ولاهى اصلا عاملالى اى حساب فحياتها
تعمقت شقيقته بالنظر داخل مقلتى ابراهيم، وقالت بضيق.

-كل دا يا ابراهيم وساكت! انا من اول يوم حسيت انها مش عاوزة الجوازة دى بس كنت بقول يمكن دا طبعها
لكن توصل انها متكونش معاك زوجه وكمان بتتصرف على مزاجها. متسكتش يا ابراهيم
هتفت بالاخيرة عاليا فنظر لها ابراهيم واردف
-لو اتكلمت هتطلب الطلاق، انا عارف حنين محبتنيش
امسكت شقيقته من ذراعه وهى تقول وعيناها دامعتان
-مع السلامه ياابراهيم، تطلق مع السلامه وياريت تيجى منك انت.

اللى زى كدا لا هتنفع ست بيت ولاتشيلك ولا تجبلك عيال
متبكيش على حد باعك وعمره م حبك، طلقها ياابراهيم. متخلنيش اقولك ياخويا ان حبك الاعمى ليها خلاك متشوفش اللى شاريك وعاوزك بجد
نظر نحوها ابراهيم مستفهما، ماذا تقصد اذا شقيقته بما تفوهت بينما هى تابعت تبث داخله روح القوة كى يقف على ارض صلبه مع زوجته بعد كل هذا اللين.

-ابراهيم، لازم تاخد موقف معاها وان كان مفيش نتيجه. يبقى زى م دخلتوا بالمعروف تخرجوا بالمعروف
نظر لها ابراهيم ب اعين دامعه قليلا تأبى دمعاتها ان تهبط منها
-انا بحبها. بجد بحبها
-الحب اللى يضعف ويذل بلاش منه، وانت راجل يا ابراهيم
اخذت تنظر له حتى تجعله فى موقف ثابت قوى
-قول لقلبك لو هى معرفتش تحبه، فيه ناس كتير تتمناه وتستاهله. اوعى تضيع حياتك على حد ميستاهلش.

اتستطيع انت! اتستطيع ان ان تكبح جماح حوارحك وترغمها على صيام وامامك الذ واطيب ماتشتهى نفسك!
اعدل ان تكون قريبا من ملاذك كل هذا القرب وبعيدا عنه كل هذا البعد.

بقرية سياحية ب الغردقه كان مستقر مؤيد وليلى لبضع ايام يتناسون بها كل ما اثقلته عليهما الليالى الطويلة الفائته، ليخلعا رداء العملالانكباب فيهالانشغال. ويرتديا رداء الخروج عن المألوف، مألوف الشخصية مألوف الفكرة مألوف مألوف اليوم، البشر المحاطين بهم كل شئ واى شئ المهم ان يكونوا خارج دنياهم العادية ولو لبضع ايام هو وعدها بسفرٍ ينسيها ماقد عانته من آلام مرضيه بالايام السابقه وتم الوعد.

بزهو البحر ورماله، كانا يهرولان خلف بعضهما، يرشق مؤيد قطرات المياه المالحة عشوائيا على ليلى وهى تتعالى ضحكاتها وتحاول الفرار منه.
يبنون بيوتاً على الرمال ك أطفال سن الخامسة وتأتى موجه عاليه لتهد كل مابنى، فتمط ليلى شفتاها ويقوم مؤيد بتهدئتها وكأنها طفلة بالفعل ويبنى لها واحداً آخر.

يسيران بجانب بعضهما تجذبهما الاحاديث، تخطر ببالها فكرة مجنونة ان تهرول امامه ويلحق بها ثم يرفعها على اكتافه ويسير بها باقى الطريق وكانه يحمل هريرته الصغيرة ولست بانسانه بالغه عاقلة.
احقا بدأ يزاح الستار غامق اللون اشبه ب ليل فجره لم يحن بعد!
هل بعد كل معاناه عانتهاهى سابقا بدأت تضحك وتعيش عمرها الحقيقي دون قيود وتشعر بما يشعر به الاخرون وقت الفرح الحقيقي.

بحفل راقص بنادى للرقص الراقى(ديسكو)كانت لاول مرة تتسكع به قدميها، أما عن مؤيد فقد اتى الى هنا عشرات المرات، ارادها ان تجرب فقاعدة رحلتهم الاولى وقاعدة مخطوطته بصفه عامه ان تتخلى عن القيود وان تستلم لكل ماهو جديد.

دخلت ليلى مبهوره تنظر يمينا ويساراً، جلست معه بعد ماطلب كأسان من نوع من انواع الخمر، فبفطنتها احست من المسمى انه خمر رفضت الشرب وب الحاح منه استسلمت كعادتها ولكن كأسا واحدا فقط كتجربه لابأس بها، من اين لها اتخاذ قرار ولو لمرة واحده!
تجرعت بفعل الحاحه كأسين حتى ثملت بالفعل، القطة ناعمة الفراء قد يغشى عليها بفعل شرب المياه الغازية اكثر من اللازم فكيف لها بالخمور؟

حملها بين يديه، فقوته الجسديه وبنتيه تساعده بان يحملها ويجلسها ويرفعها ويقوم بانزالها كأنها ميدالية ضئيلة الحجم. تشبيه بليغ لمن يراهما معا.
حملها وانصرف الى الفندق، واخذا مفتاح الغرفتين. دلف بها ووضعها على الفراش
ايمكنه البقاء على الوعد؟
تتسلل الى اذانه كلماتها له ورجاءها. انا هسيب نفسي فعلاقتى بيك فكل حاجه، بس اوعى يا مؤيد تعمل او تفكر فحاجه تخلينى اقرف او احتقر يوم كنت فيه معاك واحتقر نفسي.

هل سيستطيع الصيام عن رغبته فيها اكثر من هذا، بلى شيطان نفسه كان الاقوى
ونومتها هذه كانت له بمثابه اغواءه لا يستطيع ترويض نفسه عنها، مال بوجهه على انفاسها استنشقها بحب
نظر لها وهى نائمه هكذا، مشط بعيناه كل جزء فيها
بحرارة انفاسه، قبلها مرة ثم مرة ثم مرات، بشعرها ووجنتيها وجبهتها وانفها وشفاتها وذقنها ورقبتها
افق من غفلتك يا مؤيد! ماذا عساك تسرق من مال ائتمنك عليه صاحبه وهو غائب.

نفسه تحدثه، لا تأخذها هكذا انت ليس بصعلوك ينتهز فرص ببحر راكد، انت انسان لديه رغبه فى احساس بحاله تود صاحبتها ان تشاركه معك ولديك بنفس اشتياقك ليست جثة هامده.
نفسه توخزه، وشيطانه يقويه، نفسه تلومه ورغباته تجملها بعينه، ضميره على ابقاء الوعد قائم وغرائزه تنادى لبي احتياجاتى ب جميلتك هذه.

باسنانه فعلة مغلوله مشتاقه ملهوفه، مال بجذعه على رقبتها ليقبلها بعنف كاد ان يقضم منها جزءا! حاول ان يفيق من لذه احتساء خمر جسدها المباح امامه فنظر اليها ليجد هناك علامه واضحه لشفتيه. تأوهت من فعلته وهى غائبه عن وعيها فنظر اليها وانفاسه تعلو وتهبط، لاتفعلى هكذا فتزيدى اغوائى على افتراسك! فتحت جفنيها بتثاقل واغلقتهم ثانية الخمر له مفعول ساحر جعلها تغيب تماما عن الدنيا، ينظر لها ب إمعان وهو يبتلع ريقه واخذت انفاسه تعلو وتهبط، حاول تهدئه نفسه بعدما ابتعد عنها وصرف نظره بعيدا وترجل واغلق الباب خلفه ورحل.

)الوقت الحالى)
لقد تحسنتِ كثيرا، من الواضح اننا سنفتقدك حينما ترحلى وتعودى الى بلادك
ابتسمت ليلى الى مساعدة الطبيب مجامله واردفت لها متحدثة الانجليزية
-مايسعدنى حقا هو الاستشفاء والرجوع الى وطنى، كم افتقدت مصر كثيرا وافتقدت من فيها
ولكنى سأظل احن اليكم. اشعر تجاهكم وكأنكم عائلتى الثانية.

ناولت مساعدة الطبيب اقراص الدواء الى ليلى وكوب الماء ومن ثم كشفت ذراعها لتحقنها بخفه ورحلت واغلقت الباب خلفها، امسكت ليلى الهاتف وفتحت لتقرأ الرسائل الغير مقروءه التى وصلتها عبر برامج التواصل الاجتماعى، ابتسمت وكتبت وردت على العديد وقامت ايضا بالتقاط صورة لها محاوله وضع تعديلات عليها حتى لايظهر شحوب وجهها كثيرا.

انتهت ووضعت الهاتف جانبا، وتوجهت نحو النافذه كعادتها لتتذكر محادثة بينها وبين قريناتها بلقيس وحنين
(عودة الى الماضى)
-بحب ابصّلك اوى يابيلا، كانت تيته تقولى انك نسخه من ماما وكأنك مطبوعة منها
ابتسمت بلقيس وربتت على ظهر ليلى بحنو
-مامابرضو قالتلى، نعمة واسم على مسمى وكأنك نعمه الصغيره. الله يمسيها بالخير خالتو اى ان كانت فين اراضيها.

تنهدت ليلى ووضعت رأسها على صدر بلقيس لتلامس بلقيس بدورها خصلات شعر ليلى بحنو إثر تحدث ليلى اليها
-هى ماما ليه مفكرتش ولا مرة تكلمنى او تعرف عنى حاجه
-الله اعلم يا لولو مترهقيش نفسك بكتر التفكير احنا كلنا حواليكِ اهو، وبعدين الام والاب اول لما البنت بتتجوز بيسلموها لعريسها وشكرا.

وزى م انتى شايفه بابا وماما انا اتجوزت واخواتى اتجوزوا وخدوا بعضهم وعاشوا ف اسوان قال ايه بلد كان نفسهم يعيشوا فيها وماصدقوا ارتاحو مننا
تضاحكا الاثنتين استطاعت بلقيس تغيير مجرى الاحداث حتى لاتثقل ليلى على نفسها بالتفكير اكثر.
عادت من الذكرى ليلى حينما سمعت صوت هاتفها يعلن قدوم رسالة، ذهبت نحوه وفتحتها واذا بها من يزن قائل فيها
-انتِ زعلانه منى ولاحاجه؟ لو مش زعلانه انا مستنيكِ عند الشجرة بتاعتك.

تنهدت ليلى وهبطت إليه لتجده هناك مثلما اخبرها، جلست بجانبه صامته فبدء هو
-من يوم عيد ميلادى ليه متغيرة معايا؟
-انا عادى ليه حاسس بكدا
صمت للحظات واردف هو ثانية
-طب فيه حد يجيب هدية سلسله لراجل برضو!
تضاحك حتى يجعلها تخرج عن صمتها، نظرت نحوه واردفت
-لو محبتش الهدية، هاتها ومتأسفه ان جبت حاجه مش مناسبه كنت فاكره هتعجبك
التفت يزن نحوها واردف بجدية
-ليلى! مالك انا ضايقتك فحاجه؟

-ليلى! مبتقوليش ليلى الا لما تتكلم جد
-فيه ايه ياليلى
اجتاحها الغضب فقالت بعصبيه نسبيا لهدوئها المعهود
-اه فيه، انا متعودتش افضل مخنوقه من حد وعادى بتعامل معاه
-اتكلمى طيب
-انا حكيتلك كل حياتى، كل حاجه عدت وانت قولت انك معندكش حاجه تحكيها
بس يوم عيد ميلادك وانا بخبي الهدية شوفت صورك فمظروف كدا صورك مع بنت وشكل علاقتكم كانت قوية جدا. حتى شكلك فالصور فيه حاجه غريبة كأنك مش انت!

انا مبحبش الكدب واللى يخدعنى، عندك قصه قديمه من حقك بس مش من حقك تضحك عليا وعلى مشاعرى اللى امنتك عليهاامنتك انت الوحيد يايزن وانت عارف دا كويس
زفر بحرارة ماذا عساه ان يخبرها؟ يزن لايستطيع ابدا انكار مارأت ولايستطيع ايضا الكذب، استطردت ليلى بغضب
-لو مش عاوز تقول خلاص متقولش، بس من هنا ورايح انا مريضه وانت الدكتور بتاعى وبس
ماشى يايزن.

تركته وصعدت ثانية نحو غرفتها بالمشفى، تركته بحيرته ايخبرها ويحافظ على علاقته بها ام يغطى جرحه العميق دون ان ينبشه، ف نزيفه سيعيد له آلام هو فى غنى عنها.
زجاجه دواء شراب مهدئة كانت تسحب منها بلقيس لتعطيها بفم احد أطفالها بينما يساعدها نادر فى ذلك، وبعدما اعطتهم جرعتهم ظللت تهدئهم حتى غطّوا فى سبات عميق.
ترجلا كلا من نادر وبلقيس للخارج وجلسا بغرفة المعيشه، ف اردفت بلقيس
-اكلت يانادر؟
-لا بس مش جعان.

-لا مش عشان ميرا مش هنا محدش يهتم بيك
ابتسم نادر لدعابة بيلا واردف لها
-لا ماما مقدرش تنسانى، اتجوزت اهو وبقيت اد الباب وبتقولى يانادورة
ابتسمت بلقيس بينما اقبلت حامله صحن فواكه مقطعه فى شراب سكرى
-م انت هتفضل نادورة عند الكل مش هى بس
نظرت الى ساعة الحائط قلقه ف لاحظها نادر واردف لها ب اهتمام
-مالك يا نعمة
-مفيش المفروض يكون جلال وصل من اسكندرية، اتاخر
-يمكن فيه حاجه عطلته فالطريق متقلقيش انتِ.

تناول احدى قطع الفواكه ف همت بلقيس بسؤاله
-ميرا هتقعد كتير عند بيت باباها؟
-لا جاية بكرة
-ربنا يتمم لاختها بخير، ويخليكم لبعض
قام من مجلسه ودنى منها ففهمت هى على الفور انه يريد ان يخبرها شئ شديد الخصوصيه
-تعرفى اخر دكتورة روحنا ليها قالت ان السبب فبرود مشاعرها معايا، الختان!
شهقت بلقيس واردفت
-كنت لسه هسالك عملتوا ايه عند الدكتورة، طب ايه مفيش حل؟

-بتقول فيه حل والله المستعان انا مش عايزها تضايق والله وهى بقا الموضوع دا كل همها
-خلاص تابع معاها يانادر واوعى فيوم تحسسها ان فيه حاجه ناقصاها ك ست
اوما نادر براسها نافيا وقال
-بالعكس، انا عاوزها تخف ضغط على نفسها مع ان الموضوع مآثر عليا برضو بس هى مش راحمه نفسها
ابتسمت بلقيس وقالت بحنو
-بتحبك اوى يانادر
ابتسم بوهن ونظر الى اسفل قدميه وأردف دون النظر الى بلقيس.

-عارفه يانعمه، واحنا فالكليه انا مكنتش واخد بالى منها خالص كان كل همى المذاكرة وارتب عالدفعه وخلاص
هى بقا كانت بتتلكك تاخد كشكول محاضراتى مرة تسألني سؤال اهبل مرة، تقع من طولها قصادى مرة
ضحكت بلقيس فتابع نادر
-والله بجد، انا طبعا مركزتش غير بعد م صحابها قالولى انها بتحبنى وهتنتحر عشانى عشان مش حاسس بيها
-يانهار ابيض تنتحر!عارف انا معترفه انها بتعشقك لكن بصراحه هى اوفر اوى
قهقه نادر واستطرد.

-عارف، المهم روحتلها انقذ الروح البريئة الى معرفش كل الحب دا ليه وكلمه فحدوته بقينا اصحاب، اعترفتلى 1000مرة بحبها حاولت افهمها مش بتيجى كدا بس خوفت تعمل فنفسها حاجه تانى
-يعنى افهم من كدا ان هى وبس اللى بتحبك؟
عقد نادر ذراعيه واراح ظهره للخلف على الاريكه واردف.

-انا حاولت كتييير، انا معرفش استغنى عنها ودا حقيقي بس اكتر من دا خاصة بعد العبط والهبل اللى هى غرقانه فيه دا مبقتش عارف اركب شخصيتى على شخصيتها بحس انى فى وادى وهى فى وادى تانى
تعجبت بلقيس بعدما شردت فى نقطه فى الفراغ امامها ومطت شفتيها، فتابع نادر.

-انا عن نفسي بدعى ربنا تعقل حبتين، تعرف تحتوى تعرف تشيل مسؤليه تعرف تشيل بيت وولاد وزوج مش كل همها الفيس وواتس واووه ونووه وستورى وفيديوهات لايف حياتنا عبارة عن لينك اضغط وشاهد المزيدوكتير نبهتها بس اللى فيها فيها
اصدر هاتف بلقيس رنينا فذهبت نحوه تردف الى نادر
-ربنا يهديهالك صدقنى يانادر كل اللى بتعمله دا حب بس بطريقتها هى
(اجابت الاتصال)
-الوايوة مدام بلقيس، ايه! ماله جوزى
ايوا جلال جوزى ماله.

هب نادر من حلسته مذعورا ليقف بجانبها، لتردف هى بصياح
-انت بتقول ايه! بتقول ايييه
صرخت ومن ثم سقطت مغشيا عليها فى احضان نادر!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة