قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثاني والعشرون

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثاني والعشرون

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثاني والعشرون

آتيتك بحنو إصبع احمر شفاه يمر برفق على شفتاى، واقبلت علي بقوة إحكام قبضة يدك على نفسها!
ضعفاء نحن للغاية كلما عشقنا، واكثر ضعفاً كلما فقدنا.
كانت ليلى بمنزلها بعد رحلتها مع مؤيد يتقاذفا الكرة معا على شاشة اللعبة كما يسمونها(الوى) بتحدِ تتعالى ضحكاتها كلما هزمته فى نقطه، وينظر لها فاغر فاه تنبعث من ملامحه السعاده على حيويتها وانطلاقتها هكذا فى كل مرة قاسمها وقتاً يخصهما وحدهما.

نظر مؤيد اليها ونداها فالتفتت اليه، غمز اليها باحدى عينيه غمزة ماكرة واحرز هدفاً لصالحه بخطه ذكية ولكنها قديمه العهد وقد وقعت هى فِ شركها دون ادنى مجهود.
ضحكت مالياً، فقد هزمها بالفعل فارتمت ليلى بكامل جسدها على الاريكة المصطفه خلفهم. تحاول ان تلقف انفاسها فكانت تففز وتلوح ب أداه اللعب لمدة طويله حتى انهكها التعب، جسدها الهزيل يلقَ العناء من اقل مجهود.

نظر لها عندما ارتمت، هذا الجسد الضئيل، الذى يتنفس انوثة برغم ضئالته. والجدير بالذكر
ذلك الذى ترتديه من منامه قصيرة الطول جدا عارية الاكتاف والصدر نسبيا، ف من وقت المخطوطة اللعينه وهى تتصرف بحرية معه وكأنها زوجها ولاتعلم انها بدايه الغرق فى موجاته اللانهائيه.
اخذ صدرها يعلو ويهبط وهى مستنده هكذا، فارتمى مؤيد جانبها يضحك ناظرا لها تلك نظراته التى تنطق بسهام عشقه لها ف اردف لها عابثا.

-غلبتك، اوعى فمرة تأمنى غدرى
-هلكتنى حرام عليك وفالاخر اتغلبتبس متوقعتش تعمل حركه العصفورة دى وانا غبيه ووقعت فيها
اقترب من جلستها واصبح ملاصقا لها الى حد كبير
-نفسى اعرف بتتعبي ليه كده لما بنلعب
-انا كده اقل حاجه بتتعبنى
-ده لعب عادى، اومال فالحجات التانية؟بتموتى بقا
اردفت له بتعجب رافعه حاجباها
-حجات ايه؟

تحسست مكان علامه رقبتها التى صنعها لها دون ان تدرى وحينما استيقظت حاولت البحث عن سببها وظنت انه من الممكن ان تكون حساسيه بفعل المشروب الكحلى فهى لا درايه لها بالخمور او بالدعابه اثناء العلاقات الجنسيه. دخلت حياة زوجيه وخرجت منها أميه تماما.
بينما هى كانت تفكر فى حال هذه العلامه كان مؤيد قد مشط بعيناه جسدها وجلستها وانفاسها وتعبها المغرى هذا، فاقترب اكثر فهو يعشق ضعفها.

-تعرفى حاجه، انك رغم ضعفك ده بشوفك كلك انوثه
هنا انتبهت فاعتدلت بجلستها، وتنحنحت ورفرفت اهدابها عدة
-فيه ايه؟ يا مؤيد احنا اتفقنا ايه النظرات دى وابعد شويه لو سمحت
-ايوة اتفقنا ياليلو بس انا والله مش قادر
-مفيش حاجه اسمها مش قادر، فيه انك وعدتنى
قامت من جانبه منزعجه هاربه، فلاحقها وامسك ب ذراعها
-ليلو انتى ليه بتحسبيها كده
-انت شايفنى بنت رخيصه من اللى بيتشقطوا فالشوارع صح.

-لا طبعا انا مبعرفش رخاص لانى مش رمة، انا حاسس ان كلى بيناديكى يابرنسس
زفرت بضيق وهمت بالانصراف من امامه فامسك بها وقبض بقوة ودفعها نحوه فاصبحت ملاصقه لجسده
-انا عاوز ده منك نعيش حاله، حالة انتى اتحرمتى منها حاجه تعرفك يعنى ايه انتى ست بجد. انتى اتظلمتى مع الراجل دا وان حرام اى حاجه حصلت فيكى قبل كده!
حاولت فلت يدها ولكن دون جدوى قوة وقاحته غلبت ضعفها، فاردفت له غاضبه.

-فيه طريقة تانية ممكن تفهمنى بيها، مش معنى انى بجد بثق فيك ومامنه لك تستغل ده
وتستغل كمان انى حكتلك ع اللى مفيش حد عارفه!
هنا الصق ظهرها رغما عنها بالحائط، وامسك خصرها جعلها تتأوه من احكام قبضته القويه على جسدها النحيل
حاول تقبيلها وكانت تتهرب بوجهها حتى امسك شعرها بعنف وادار وجهها له بقوة.

والتهم شفتاها بطريقه اكثر عنفاً وكأنه يقتنص حقه المهدر منها، ولكن اى حق لمتسول فتحت له بابك ل تعطيه صدقة. فانهال عليك ضرباً وسرقك ورحل!
على هذا الحال رغما عنها يحكم قبضات يده وجسده عليها، مدة دامت ل ثوان معدودة احس انه امتلكها
انفاسهما اتحدت، كلما حاولت ابعاده يزيد داخله رغبة فيها ونشوة.

حتى ابتعد قليلا عن شفتاها وتحدث وهو يلصق وجهه بوجهها وانفاسه متهدجه من مجهودة المضنى فِ الاحكام بها صوته يتحدث شهوة انفاسه تكاد تلتهمها
- ليلة واحده، ليلة واحدة وبعدها اموت ياليلو والله بحبك انتِ ليه محسسانى ان غرايزى اللى بتتحكم فيا مش حبك
صاحت فى وجهه صراخا ووجهها يغلى دما
-امشى برة يا مؤيد ومش عاوزة اشوف وشك تانى بررررة.

افلتت لجامه، وتركته وابتعدت وهى تفر منه حقا مرتعبه تحاول اظهار القوة، رمقها نظرة غاضبه ولكن تحكم فى نفسه لآخر وقت، دلف ارتدى قميصه والجاكيت والحذاء واخذ مقتنياته ورحلحتى قرعت خلفه الباب قرعة مدويه وجلست ليلى تبكى خلف الباب كطفلة صغيرة اليوم اصبحت فى تعداد اليتامى!

كانت حنين بمطبخ منزلها تغسل الصحون بعدما انتهوا من غداءهم هى وزوجها مع إيقاف التنفيذ ابراهيم، وعلى حين غره شعرت بكلتا يديه تحاوط خصرها فالتفتت مذعوة لتلوح بالصحن امامه منزعجه
-ايه يا ابراهيم فيه ايه؟
نظر لها ابراهيم فرغ فاه، لما كل هذا الذعر وهو زوجها وهذا حقه ف اردف لها
-حنين مش كفايه بقا، بقالنا كتير عايشين زى الاخوات
-والمطلوب يا ابراهيم سردينة.

-متاخديش كل حاجه هزار كدا، انا جوزك وليا حق فيكِ وعليكِ فيه ايه هو عشان انا ساكت
قذفت بالصحن فى الماء وقالت له بتعصب نسبيا
-لا اتكلم يا ابراهيم ايه اللى مسكتك، ولا اقولك انا اللى هتكلم انا كتير قولتلك انا مش بتاعت ارتباط مش بتاعت جواز وانت مبتسمعش مركب ودان من خشب.

شغال تلح عليا وعلى بابا خليته هو كمان يضغط عليا وانا فهمتك كتير وانت مش راضى تفهم، انا مضحكتش عليك يا ابراهيم لا وعدتك بالحياة الوردى ولاقتها سودا ع دماغك ولا قولتلك هعيشك الهنا ولاقيته قطران
محبتكش ومش هحبك ف ارتاح وريح نفسك
ادارت له ظهرها بعدما انتهت من اخر كلماتها تتابع غسل الصحون ف اردف هو ب اعين ترتسم بها العبرات الحزينه.

-لكن بتحبي آسر، هو اللى حنين بتضحك وياه وتخرج عن رجولتها وعن عصبيتها وكلامها الدبش
آسر اللى رقصتى معاه وضحكتى من قلبك الضحكة الوحيده اللى شوفتها على وشك يوم فرحنا
اهتزت حنين مكانها دون ان تنظر له، ولكن ظلّت على ثباتها و اردفت دون النظر اليه وهى تتحكم بنبرة صوتها.

-آسر وعبط ايه انت شارب حاجه؟لا انت ولا غيرك يهزنى يا ابراهيم ولا احبه ولا يخرج منى حد تانى غير حنين ولايضعفنى فحبه شكلك لسه شايف فيلم لفاتن حمامه
-كدابه ياحنين، استحاله اكدب اللى شوفته واللى حاسه
التفتت إليه حاسمه امرها واردفت
-طالما بقا فيها شك، يبقى الطريق اتسد بيينا يا ابراهيم
-هو مسدود اصلا يا حنين، هو مقفول بضبه ومفتاح وانا مش هعافر مع حيط تانى
ملعون ابو قلبي اللى حبك وذلنى ليكِ كل الذل دا.

تركته حنين وانصرفت بعدما رمقته شذرا ولم تتفوه بكلمه ممسكه بهاتفها، نظرت للساعه واردفت
-هروح لبلقيس المستشفى وبعدها هروح على بيت بابا وخد قرارك براحتك يا ابراهيم
زفر متألما ونطق بكلماته الآتية وقلبه يتمزق اربا
-القرار اتاخد يابنت الناس خلاص، انا مش لعبه يا حنين ف ايدك من انهارده اتصرفى بحرية
اكتر من حريتك. روحى على بيت باباكى بس مش فتره على طول
تنهد ولامس قلبه وقال بثبات
-انتى طالق!

بغرفة العناية المركزة كان يقبع جلال خلف اسلاك الاجهزة، وتقف بلقيس ناظره نحوه ونادر جانبها وام جلال تجلس الى مقعد تتصفح القرآن الكريم وتتلو منه اورده راجيه من الله ان يقف بجانب ابنها فى هذا الوقت العسر.
-انا نزلت بوست قولت فيه انه تعبان جدا وفى حالة خطر عشان كل الفريندس عندى يدعوله ونزلت فجروب بنات.
قاطعها نادر قائلا يكاد الدماء يفور من اعلى رأسه، مردفا الى زوجته ميريهان جانبا.

-بوست ايه يا ميريهان، ابوس ايدك الوضع مش مستحمل والله
-ايه يابيبي بحاول اعمل اى حاجه عشان ابيه جلال
-كل اللى تعمليه يا تدعيله ياتقرى قرآن زى ماما يا تسكتى خالص لان محدش مننا مستحمل
مطت شفتيها ك الأطفال وقالت ببراءة طفله
-طب وانا عملت ايه غلط
-يعنى يا حبيبتى شايفه اننا كلنا على اعصابنا، وهو حالته خطر وتقوليلى بوست اكبرى بقا شويه.

اغلقت هاتفها وتنهدت بحرارة وجلست صامته. بينما هو ذهب ناحية والدته يهدئ من روعها قليلا
فسيل الدموع لم يقف على وجنتيها من وقت ماسمعت بالحادثة
-امىهيبقى كويس والله
-ادعيله يانادر، ابوك سابنا وجلال عاوز يسيبنا كمان والله م هقدر هروح وراه
زفر نادر زفره حارة ناظرا للسماء، واردف يقول ب رجاء
-باذن الله هيقوم منها، عشانك وعشانى وعشان ولادهوعشان نعمة!

بخطوات سريعه كانت قادمه حنين نحو بلقيس مرتديه كعادتها قميص وبنطال وتعدل نظارتها على أنفها
-ايه الاخبار دلوقت يابلقيس
نظرت بلقيس نحوها باعين قطفها الدمع ل تقول بنبره متهدجه
-جلال فخطر ياحنين، انا خايفه اوى اوى
لاول مرة، حنين تحاول مواساه احد ف بعدما ارتمت بلقيس ب احضانها لم تجد حنين سوى ان تربت على ظهرها قليلا ومن ثم ابعدتها لتقول بنبرة جامده خاليه من المشاعر كعهدها.

-انتى يابت اجمدى كدا، اومال لو مش انتى اللى شايله كل حاجه من الالف للياء ده جلال دا برافان فحياتك
هو اللى يخسر مش انتى
-بس جوزى وابو ولادى ياحنين
تحدثت الى نفسها حنين بنبرة ساخره ممسكه بهاتفها
-جوز الندامه والشوم، البت ليلى تليفونها مقفول من امبارح
-ليلى مش عاجبانى وانا مش فايقالها كفايه اللى انا فيه.

جلست بلقيس الى اقرب مقعد وبجانبها حنين بينما قامت ميريهان من جلستها ل تتحدث الى زوجها ولكن عفويتها جعلت اربعتهم يستمعوا اليها
-نادورتى انا اتخنقت، انا همشى وابقى كلمنى طيب
رمقتها والدة جلال شذرا هكذا ساخره مما قالت ورجعت ببصرها الى المصحف الكريم، بينما زمت نادر شفتيه واصطحبها للخارج لاقرب مواصله للمنزل.
تعجبت حنين من تلك المدلله ودنت من اذن بلقيس ل تقول
-اومال مين مع ولادك؟

-جارتنا ودتهم عندها ربنا يباركلها عرفت بالظرف ووقفت جنبي
اهتزت حنين بجسدها كانما تود ان تقول شيئاً، فهمت بلقيس بالقول
-كلمى ليلى خليكى وراها معنديش دماغ اشوف مالها ولا فيها ايه
-ليلى وحمص، المهم بصى. انا اتطلقت.

نظرت لها بلقيس نظره عميقه كادت تنطق جنوناً عيناها مستفهمتان، حركت حنين كتفيها بلامبالاه اى ان الامر لايعنيها. بينما كانت تتحضر بلقيس لتلقِ عليها احدى محاضراتها اصدرت احد الاجهزة المحاطه ب جلال صفيرا ف انتبهوا جميعا وترجلوا نحو الغرفه بينما استبقتهم اقدام الطبيب ومساعديه، دلفوا واخذ اجمعتهم يراقبون الموقف من خلف الزجاجمحاولات عدة لانعاش جلال اشارات من الطبيب وشئ من الحركه العشوائيه المرتبكه هنا وهناك. حتى توقفت الحركه والجميع ينظر للجهاز امامهم ويخبر الطبيب ساعة الوفاه لتطلق ام جلال صرخه مدويه كادت تفيق ابنها من رقدة موته من شدة صياحها!

الجميع يتشح سوادا، ب مقابر عائلة زكى كانت مراسم الدفن للفقيد جلال زكى عيسى،.

كانت كلا من ليلى وحنين تساند كل واحده منهما بلقيس من جهة التى تكاد لاتستند او تقيم جسدها عقب سماعها خبر فقدان زوجها، اما عن نادر فكان مصطحبا ل جلال بداية من الغُسل حتى الدفن بالاسفل مجاورا ابيه. اللون الاسود والنظاره الشمسيه وعبوس وجهه اعطاه عمرا فوق عمره وبالخلف كانت زوجته ميريهان ترتدى الاسود واضعه نظارتها الشمسيه تلتقط عدة صور لتقوم بنشرها بث مباشر من حادث وفاة شقيق زوجها.

بعد الدفن والدعاء خلف الميت والكل يقف يؤمن خلف الداعِ، كانت ام جلال تستند الى اقرب مقعد تبكى بصوت مسموع يكاد يمزق قلب كل من سمعه، وبلقيس تترنح لاتدرى اين هى وما الذى جرى!
بخطوات ثابته اتت سيدة ترتدى الاسود واضحه وشاحا على رأسها وتضع القليل من مساحيق التجميل، صافحت ام جلال التى م انتبهت لها حتى تفوهت السيدة
-البقاء لله يا طنط.

سمعتها ام جلال فنظرت لها نظره قلقه بينما احتضنتها السيدة بشده، ومن ثم اقبلت نحو نادر تشاطره التعازى مرورا ب بلقيس.
-ربنا يجعلها آخر الاحزان شدى حيلك يامدام بلقيس
اومات لها بلقيس دون ان تردف بكلمه، بينما أقبل آسر متأخرا بسبب شدة ازدحام المرور، سلم على الكل
واتى بجانب بلقيس
-بيلا انتى مؤمنه، امسكِ نفسك دا قدر ربنا وانتى هتقدرى صدقينى عشان ولادك
-ونعم بالله.

اردفت بخفوت نبراتها يشوبها الحزن والحسرة، جلسوا جميعا يستمعون القرآن بينما دلف الى المكان مؤيد يرتدى ايضا الاسود حاملا باقه زهور بيده ليرفع نظارته يبحث عن ليلى ومن ثم اقبل نحوها
-ليلو. البقاء لله، ممكن كلمتين عشان مش عارف اتلم عليكى
نظرت له حنين نظره محتقره وقالت
-ششش مش شايف ايه الوضع عشان ليلو وزفت، اقعد واتهد بقا
-انا مش موجه كلامى ليكى يا مدام
قالها متعجرفا ف أردف اليه آسر محاولا اخفاء صوته.

-اقسم بالله انا م شوفت فبجاحتك، شايف الوضع اللى انت جاى فيه
نظر له مؤيد نظره ممتعضه واردف
- لو يامعلم ليك شوق فحاجه تعالا برة
هنا قامت بدورها ليلى منزعجه ل وصاحت ب مؤيد
-انت ايه مش بتفهم انا مش عايزة اكلمك ولا اشوفك وكمان جاى لحد هنا وفظرف زى دا
-ليلو ممكن تسمعينى انا عاوز منك بس فرصه
-لافرصه ولا غيره بتقوللك حل عنها.

قالها آسر بعنف بعدما سدد له ضربة فى صدره فابعدته للوراء، ف هم مؤيد بالاقتراب منه كأنه سيستعد لضربه
فصاحت ليلى بقوة جعلت بعض من المعزيين ينتبه لها
-ممكن تمشوا بره المكان، امشى يا مؤيد والا هطلب لك الشرطه انت سامع!
رمقها مؤيد نظره خائبه وترك باقه الزهور ف القاها آسر خلفه وربت الى كف ليلى يهدئ، روعها قليلاً
اخوك مات يا نادر.

قالتها والدة جلال بعينان يرتسم بهم الدموع حمراوتان وصوت يملئه الخيبه يملئه الحزن محتضنه صورة فوتوغرافيه لابنها جلال، على الفور جذبها نادر الى احضانه يواسيها ويواسى نفسه ايضا لفقدان شقيقه الوحيد من دون وداع.
-يعنى خلاص انا مش هشوف ابنى جلال تانى
-امى ممكن ترتاحى انتِ بقالك اكتر من 3ايام مش بتنامى ولا بتاكلى ولابتبطلى عياط
-مش قادره يابنى، ياريتنى كنت انا يانادر قبل م افارق واحد منكم.

سكبت بكلماتها الف نقطه حارقه بقلب نادر، فهو حاله لايرثى له اكثر منها ولكن يحاول قدر الامكان التماسك امام والدته وبلقيس هو من يحمل همهم على عاتقه الآن، مسحت الام عينيها من الدموع وقالت ب اهتمام واردفت
-موقفنا ايه دلوقت يانادر؟
-ف ايه يا امى؟
-فوجودنا هنا، هنقعد ضيوف على ارمله اخوك!
صمت نادر فدلفت ميريهان ل تقول بعفويه
-انا جعانه اوى وانتو محدش بيرضى ياكل ولايشرب، تعالو انا حضرت عشا هتاكلوا صوابعكم وراه.

نظرا إليها الاثنين نظره فارغه فاستطردت ميريهان
-اصل انا متضايقه لحزنكم وممكن يحصلكم حاجه من كتر الجوع، عشان خاطرى تعالو انا مش عارفه اكل ولا حتى بتكلم مع حد
بقوا ع صمتهم، فاقتربت ميريهان من نادر وهمست ب أذنه
-طب تعالى نيمنى زى م بتعمل مبقتش عارفه انام من يوم حادثه ابيه جلال
نظر لها نادر نظره تملئها خيبة الامل وزفر بحراره ولم يردف اليها بشئ.
(حالياً).

القلادة. التى يتدلى منها-الفص الازرق-تتدلى من بين اصابعه يراقبها فى صمت.
بمنتهى الحزن يجلس يزن وحيدا شاردا، اشاحت ليلى عنه وجهها مؤخرا لا تريد منه اى ردة فعل سوى ان يخبرها حقيقته الغامضه عنها، ان تعرفه كما عرفها هو. لمَ كل هذا الخوف من الماضى لمَ كل هذا الكتمان. ماذا به مجهولك يا يزن!
يعلم انه مخطئ ولكن قدرتها على مصافحته اذا ادركها الحقيقه، اى ان مفتاح ليلى بيده.

شبهك، لون عيونك ياليلى كل حاجه بتلمسيها شبهك، كل حاجه بتقربلك فيها منك
يعنى مفيش مفر منك يافراولايه؟ بتبعدى وواخده روحى عندك وانتِ عارفه دا، دنيتى فضيت عليا مفضلش إلا انتِ. آه لو تعرفى يا فراولايه اللى عانيته مكنتيش ضغطتى على جرحى اكتر من كدا. سامحى يا اغلى الناس
سامحى يا كُلّى الآخر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة