قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثالث والعشرون

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثالث والعشرون

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثالث والعشرون

عصفور الجنة، زهر الفل، الياسمين، الورد البلدى!
باقات زهور مصطفه على الصفين بداخل جناح مكتب ليلى بالجريدة، وم ان دلفت حتى تبسم زملاؤها فى وجهها وهم يلقوا عليها تحية الصباح، تلقِ نظرات عشوائيه على باقات الزهور الكثيرة هذه وصولا الى مكتبها. تعجبت!
فمدت اناملها فى كل باقه ترى البطاقه وما تحوى داخلها، يا ترى تخص من؟
صباح الخير يابرنسس. صباح يليق ب سموك.

فرغ فاه ليلى واخذت تنظر حولها تتلفت يمينا ويسارا، وتأخذ البطاقات واحده تلو الاخرى من كل باقه وكلهم مسطور بهم هكذا
الورد له حق يغير منك عشان لما يشوفك هيتكسف من جمالك
برنسس ليلو، يارب يكون الورد عجبك
وفوجئت بهذه الباقات ايضا التى تملأ مكتبها لآخره، ابتسمت وتعجبت من جنون هذا المختل!

يا الله من اين لها به؟وبعد دقائق سمعته يتحدث عبر مكبر صوتى عالى فنظرت من النافذه وايضا معظم زملائها خرجوا إثر صوته يشاهدون هذا المشهد العجيب واذ به مؤيد يقف على سيارة اجرة للنقل تحمل زهور لآخرها معبئه كلها وبصياح يقول
-ليلووو، ماى برنسس انا آسف قدام الناس كلها. آسف ليكِ سامحينى كنت غبي وضايقتك اوى عارف
بس انتِ قلبك كبير وابيض واناااا بحباااااك ياليلو.

ليلى كعادتها غارقه فى شربة ماء تتلفت يمينا ويسارا لزملائها الذين رأوا معها هذا المشهد الغرامى الجميل الذى يفطر القلوب فرحاً وحباً، صنع مؤيد بكلتا يديه حركه معهوه للاعتذار تبس ثغرها اخيرا وتنهدت ماذا عساها ان تفعل حيال هذا المعتوه. بنقرة واحده يستطيع قلب كيانها رأسا على عقب.
-لازم اعمل كل دا عشان تسامحينى
ارتشفت رشفه من كوب العصير امامها واردفت
-انت مجنون، وانا معرفش انت عاوز ايه بعد اللى حصل.

-انا بحبك ياليلو، وبعدين ساعات بغباء بتصرف معاكى لكن دا حب والله
نظرت له بأعين لامعه ويشوبها الاستفهام
-انت عفويتك دى بتضايقنى وبتحسسنى انى
وضع يده على فمها وقال
-متكمليش، اقطعى الصفحه القديمه كلها بكل اللى فيها ونبدء من جديد
على صفحه جديدة مؤيد وليلى بخط ايدك وبالقوانين اللى عاوزاها
تنهدت ليلى ورفرفت ب اهدابها عدة وانفرجت شفتيها للحديث فقطاعها مؤيد دون ان تتحدث هى.

-متتكلميش، متقوليش حاجه انتِ موافقه عشان انا مش هعرف اعيش من غيرك ياليلى ومش هينفع اخسرك تحت اى بند
-ايه يعنى امر واقع موافقتى واننا نكمل سوا على معاهداتك الغريبة دى واللى مالهاش نهاية تعرفنى هنعمل ايه
-وليه متقوليش ان لما بعدتى عرفت قيمتك وحصل المستحيل انى اغير مبادئى وافكر ناحيتك بطريقه جديده، طريقة تخلينى أمن بدعوتك انتِ.

تبسمت ليلى وأحست ب ارتياح، الجدير بالذكر ان ليلى لم تشعر ناحية مؤيد بعاطفه حب كل مافى الامر بعض من الانجذاب وشعور التعلق به جنونه والتصاقه بها وتمسكه جعلها تشعر بعدم استطاعة فقدانه او البعد عنه.
-ودلوقتى اللى تطلبه اميرتى معاهدة صُلح موافق عليه
اؤمرى، اطلبي، اتمنى
تبسمت ببلاهة طفله واردفت
-مفيش فدماغى حاجه دلوقت.

هنا قام مؤيد واخرج من جيبه علبه بها خاتم جميل الشكل وركع على قدمه امام جميع من بالمكان، شهقت ليلى وكتمت فمها بيدها فقال
-لو ست الكل تسمح وقلبها العطوف يأذن
فتح العلبه واخرج الخاتم وقال بصوت جهور
-تتجوزينى يابرنسس!
دق قلبها عشرات الدقات فى الثانيه! حلم ام حقيقه ماترى؟ مؤيد يدعوها للزواج به مؤيد الذى لا يعترف بعالم المتزوجين اطلاقا لايحب رابطه العنق بل يدعم فك الازرار طيله الوقت.

مؤيد خرج عن دعوته ل دعوتها. مؤيد الآن يطلب يدها وعلى ليلى القبول. او الرفض مع المفاجأة فى كلتا الحالتين!
انا من زمان كدا، من زمان عامله جامدة عاملة محدش هامننى مفيش حاجه بتأثر فيا
بس الحقيقة غير كدا خالص
نظر آسر لمقلتى حنين بتمعن، يريد ان يسمعها اكثر ويفهمها اكثر ويشعر بها اكثر واكثر
-انا مش كدا خالص، انا بنت وبحس وعندى مشاعرى وعندى قلبي وعندى احساسي ك بنت.

بس كان لازم ابان قوية. لازم لو ضعفى بان هتكسر زى ليلى او يتهدر حقى زى بلقيس
لازم ابقى ناشفه اقف فزور اللى مضايقنى واجيب اجله، اقف بالعرض للى يخنقنى ميعرفش يبلعنى
لازم محدش ياخد معايا حق ولاباطل عشان حقى ميروحش. مبقاش مستسلمه وطيبه لدرجه ان يتداس عليا زى ماما!
اندهش آسر مماصرحت به الآن ولكنه اثر الصمت حتى تبوح بكل مافى داخلها.

-ايوا يا آسر، السبب انى ابقى عامله كدا قصادكم هى ماما. الست المستكينه الضعيفه اللى راضيه طول الوقت
خللت بابا يمسح شخصيتها ويلغيها تماما، بقت حته سجادة بيدوس عليها براحته وهى راضيه
انا اه بحب بابا جدا، بس ضعف ماما خلانى ابغضه. ابغض اللى عمله معاها، خلانى عرفت ان الست لما بتكون ست بجد بيتهدر حقها. يبقى طالما اتخلقت بنت مش هعيش وانا بنت وهغير قدرى.

-بس ياحنين انتِ كدا نهيتى وقضيتى على نعمه ربنا ادهالك، انوثتك تتعاملى بيها تاخدى الحلو منها رقتك وجمالك حرام تدفنيهم عشان تعيشى دور مش دورك
هتف بها آسر فقالت باعين لاول مرة يراها آسر هكذا، دامعه وحزينه ومنكسرة
-لا. كدا احسن، انا كدا حاسه بقيمتى محدش يقدر يتحكم فيا ولايدوس عليا. انا اتولدت فمجتمع بيحترم الراجل ويديله كل الحقوق وبياخد وينكر من الست كل الحقوق.

لاول مرة امسك آسر ايدى حنين بحنو، واردف يقول لها بحب جديد على مسامع حنين
-ويعنى كويس رداء الرجاله اللى انتِ لابساه دا، علاقتك انتهت بزوجك وبقا اسمك فاشله قدام الناس وحملتى لقب مطلقه
-يلعن ابو الناس ثم كمان محدش كان هينفعنى لو بقيت ست بحق بقا واتهان ويتداس عليا، انا كدا بعمل اللى عاوزاه نفذت طلب بابا، لالا نفذت امر بابا وعرفته ان فالاخر اللى انا عاوزاه هو اللى هيمشى مش هو
-عنيدة اوى.

تبسمت حنين ورفعت انفها بكبرياء كعهدها واردفت
-عنادى دا بيخبي جرح وكسرة وغباء وضعف كبير، ستارة قويه وغامقه تدارى كل اللى وراها وتخبيه عن عيون اى حد.
صمتت للحظات واستطردت
-حنين كلها كلاكيع ومشاكل وتعب نفسي، ومعرفش ليه قولتلك انت بالذات
خليتك تشوف الجانب اللى محدش شافه او عرفه دا ولاحد حتى هيشوف
و كنت ذا ترف ما كنت رافضة حبي
لكن عسر فقر الحال مأساتي
عانيت عانيت لا حزني أبوح به
ولست تدرين شيئاً عن معاناتي.

لا يريد ان يراها هكذا لايريد ان تكون بكم هذا الضعف امامه، حاول ان يقوم على اضحاكها كعادته عندما يتجاذبون المحادثات سويا وتبدء المشادات الهزليه، بينما حالها الآن غير م اعتاد ابدا
استجمع قواه واردف لها
الواحد لو جاب مَشاكله وفردهم قدامه، ورمى دي على جنب ودي ماليش دعوى بيها ودي مسيرهم يفهموا ودي -هنحاول بكره فيها ودي بركة إنهم غاروا، هيروق.

ضحكت حنين فقام هو ب احتضانها برفق جعلها تشعر بالامان وبصدق ما اختارت ليكون امين على سرها، احست بالامان الكامل واستنشقت رائحه عطره النفاذه وجفلت عيناها لتذوب بهذا الاحساس الجميل.
ترفرف باهدابها واستفاقت من نومها، قامت على عجل تنظر للساعة بجانبها واذ بشقيقها يضع عطره ويتحضر للخروج فراته حنين واعطته سبابا كما اعتادت
-انت يازفت انت ايه مدخلك هنا عشان تلبس.

-ايييه، خارج وجوه اللمبه محروقه قولت البس قدام مرايتك، انتِ هتقرفينا عشان رجعتى لنا تانى
قذفته ب-المنبه-بجانبها وصاحت به
-طب غور بقا يالا، صحتنى من احلى نومه
خرج شقيقها لتنبش بشعرها بعشوائيه وتفرك عيناها وتتمتم الى نفسها
-انا بقيت احلم بيك ي آسر!يانهار ابيض انا داخله ع دور مناخوليا ولا ايه. شكل كلامك بجد يا ابراهيم يا سردينه بيه.

(حاليا)
قد حالفنى الحظ سيدتى، وانتى بالفعل قد اختزلتى كل البشر على هيئتى وحدى
ولكنى اخاف عليكِ قلبككما اخاف عليكِ قلبي
فالجريح ليس باستطاعه ان يضمد جريح آخرولكنى سأحاول يا. فراولاية.

قرأتها ليلى عدة مرات جملته، احست بكل حرف فيها يقولون ان المرأة تعشق باذنيها وهاهو يزن كتب لها من الكلمات مايثبت حبه لها الغير مصرح حتى الآن، حتى هى لم تصل الى مرحله العشق ولكنها احست نحوه مالم تشعر به تجاه احد ولم يستبق إليه احد.
ولكن مايؤخذ فالاعتبار كلماته هذه التى تعنى الكثير، فماذا حقا يعنى بجريح يضمد جريح آخر، ماذا بك يايزن؟

ماهو جُرحك اذا! اخذت دفترها وعلى الفور مقصدها مكانه حيث دلفت اليه لتقول ب اهتمام
-كنت تقصد ايه بالكلمه دى
نظر لها يزن برصانته حيث انتهى من فحص حالة اخرى امامه بالمشفى، واردف بصوته الهادئ
-اخيرا رضيتى عنى يا فراولايه
-هتراوغ زى عادتك يايزن
-انا مش مراوغ
-طيب خلص شغلك وانا مستنياكعند الشجرة بتاعتى
وهناك كانت جلستهم وعلى كرسى الاعتراف يجلس يزن.

- يزن، انا عاوزاك تتكلم بقا، انا حاسه انى معرفكش انت واحد غريب عنى بعد كل الوقت والقرب اللى بينا دا
ليه مش عايز تريحنى
تنهد يزن لينظر امامه فالفضاء فتلمع رماديتيه، يكاد يتراقص امامه مارد خطيئته الذى لم يحقق له امنيته بل سحقها!
-عاوزة تعرفى ايه
-اتكلم عن كل اللى معرفوش يايزن وانا هسمعك، يعنىاهلك والدك
قاطعها وهو على نظرته امامه
-بابا متوفى من زمان، فاكرة اما قولتلك انى شبهك فحجات كتير.

-يعنى محروم من باباك زيي، بس عندك مامتك مش كدا ربنا يخليهالك اهو ف دى بقا انت مش شبهى
اختلجت عضله فكه ليبتسم رغما عنه ابتسامه مصطنعة فاستطردت هى
-طيب بتقصد ب ايه بالجريح، يزن. انت تعتبر اعترفت لى فالنوت بتاعتى
لامس كفها برفق كأنه يلمس قلبها واردف
-ليلى انا اكبر مجروح ومصدوم ومحروم فالدنيا، وعشان كدا مبقتش قادر اعطى ولا حتى بعافر.

اللى بيننا علاقه بحترمها وبقدرها، اتنين غرباء فبلد غريبه كانوا ونس كانوا اهل لبعض فوقت انعدمت فيه وجود سند لكن مش هينفع نكون اكتر من كدا
اخذ صدرها يعلو ويهبط، يزن يرفض حبها يرفض ان تصرح هى به، ينفى وجود اى مشاعر داخله تجاهها
يريدها ان تقنن علاقتهم على انها مريضه وطبيب يتابعها فقط، كل ما يجمعهم الاصول العربيه والصداقه فقط.
قامت من مجلسها تلملم بقاياها دون ان توضح له انكسارها واردفت.

-اكيد احنا كدا يايزن لان انا كمان معنديش طاقه ولاقلب يستحمل وجود حد تانى فيه ولا دخول شخص لحياتى. عن اذنك هطلع اوضتى
كلماتها وخزت قلبه واغرورقت عيناه ولكنه نظر بعيدا بينما هى كانت تعض شفتيها وهى ترفرف ب اهدابها تحبس شهقات بكائها بالكاد حتى تصل بعيدا. وتنفجر فنوبتها لتفرغ ماتبقى بداخلها من انهيار.

متارجح جسدها بين الفردوس والجحيم، بسوادها كانت تطعم طفليها شاردة وتنظر ناحية الغرفة تود لو ان يكون بالداخل حتى لو كان نائما. ياليت الامنيات سهل تحقيقها هكذا
حملت بلقيس صغارها، وهبطت لاسفل استقبلتها والدة زوجها بحفاوة وحملت طفل من صغارها، جلست بلقيس بعينان ذابلتان لتقول
-انا عاوزة اقعد هنا، مش عارفه اكون فوق وجلال مش فالشقه
-وماله يابنتى، بيتك ومكانك.

خرجت ميريهان ممسكه هاتفها وجلست بجانب بلقيس تتحدث اليها ناظره للهاتف
-ايه يابيلا مالك
لم تردف بلقيس بينما لوت ام جلال شفتيها ناظره لزوجه ابنها الصغير هذه المدلله، ومن ثم قالت
-بلقيس هتقعد تحت هنا اعصابها مش مستحمله القاعدة فوق
امسكت بطبق -شيبس-واكلت منه ميريهان وقالت
-واحنا نروح فين
اردفت بلقيس بوهن روح
-معلش ياميرا اقعدوا انتو فوق، فتره بس عشان مش عارفه اتاقلم
-لما ييجى نادر نقوله بقا.

هنا امسكت ام جلال ذراع ميريهان وحدثتها جانبا
-انت عاوزة ايه بالظبط، مالكيش دعوة ومتتحشريش فاللى مالكيش فيه
-فيه ايه ياطنط هو انا اتكلمت
-بلقيس البيت دا كله بتاعها، يعنى لو جالها عريس وحبت تتجوز هتكرشنا كلنا منه وانتى معانا يا حبيبتى ف اسكتى كدا لان محدش مستحمل
اردفت ميريهان بالامبالاه
-ايه دا مقالش يعنى نادر الكلام دا قبل كدا، ثم يجيلها عريس ازاى دى حتى لسه فالعدة
يعنى لسه قدامنا وقت.

صنعت ام جلال فعله بيدها كأنها -تفرد خمسه اصابع امام عيناها-واردفت
-بوريه منك يا مرات ابنى بوررييه
تركتها وانصرفت فتعجبت ميريهان اثر دخول نادر للمنزل، سلم على الجميع وأردف الى بلقيس
-نعمه، عامله ايه دلوقت؟
-تعبانه اوى يانادر، حتى الشغل مش قادره انزله ولاعارفه اتعامل مع حد
-لا انتى قويه يابيلا فيه ايه، انا عارف انه صعب بس لازم تتخطى عشان نعيش
كلنا بنحاول قدر الامكان نتخطى عشان نقدر نكمل.

-انا هقعد تحت مؤقتا، مش عارفه خالص يجيلى نوم فوق
ربت الى يدها وقال بحنو اخ
-بيتك يانعمه، المهم راحتك خلاص هطلع انا وميرا فوق
سمعته ميريهان فاقبلت بعدما بدلت ملابسها ووضعت بعض مساحيق التجميل، وجلست جانبه
-هو صحيح البيت بتاع بيلا
نظرت بلقيس لها مستفهمه عفويتها هذه فقال نادر
-اه
-وليه مقولتش، وهو صحيح ممكن تمشينا منه بعد موت ابيه جلال لو اتجوزت.

تعجبت بلقيس من قول هذه الحمقاء فامسك نادر ذراعها ليقول لها متحدث بعيدا عن بلقيس
-انتى ايه مبتفهميش، ايه اللى بتقوليه دا
-وانا مالى طنط هى اللى قالت، انت ازاى محكتليش وانها كمان هتمشينا طب هنروح فين
اندفع نادر واغلق فمها بقوة وقال وصوته مرتفع نسبيا
-بس بقا انا زهقت مسمعش ولا كلمه منك تانى
ترك يده فمطت شفتيها، فنظر لها نظره كليه واردف
-ثم متعمليش كدا فنفسك وهى موجوده حافظى على مشاعرها شويه.

-يعنى هو انا كنت موتت ابيه جلال، ثم انا لسه مكملتش سنه عروسه، الله!
دفعها داخل غرفتهم، فاقبلت والدة جلال نحوه بعدما وضعت صحن من المقرمشات لاطفال بلقيس وابتسمت لها تهون عليها
-عاوزاك فكلمه يانادر
دلفت الى غرفتها واغلقت الباب وبلقيس بالخارج شارده
-خير يا امى
-اسمعنى كويس عشان اللى هقوله دا فيه مصلحتك ومصلحه اخوك الله يرحمه وولاده ومراته ومصلحتنا كلنا
ضيق نادر عيناه، فهو لم يستوعب شيئا.

-انا عارفه انه مش وقته بس الظروف حكمت يا حبيبي اه، اللى برة تبقى ارمله اخوك ام ولاده العيانين
هنسيبها كدا
-م احنا معاها اهو يا امى هو احنا قصرنا فحاجه
-لا يانادر احنا كدا مش معاها ومقصرين هنسيب لحم اخوك يانادر
ممكن بلقيس تتجوز واحد يكهربهم ولايموتهم لو عرف انهم تعبانين
هنسيبها تغرق فعلاجهم ومشاكلهم وحدها وهما اسمهم على اسم جلال!
لا يا نادر احنا مشوفناش منها حاجه وحشه حق الله.
-انا مش فاهم حاجه.

ابتلعت ريقها واشارت له نحو حقيبه ادويتها وقالت
-ناولنى الدوا والميه
احضر لها نادر كوب الماء وقرص الدواء باهتمام، ونظر لها يريدها ان تتبع حديثها
-انا حاسه ان ايامى بقت خلاص بعد اخوك، عاوزة اتطمن على ولاده يانادر
-هما موجودين وانا مش هسيبهم
-مش هتسيبهم بصفتك عمهم شئومش هتسيبهم بصفتك محل ابوهم شئ تانى
هنا اتسعت حدقتى نادر احقا ماسمع من والدته، اردف مستفهما لعلها تخلف ظنه
-انتى تقصدى ايه يا امى.

-ارمله اخوك تتم عدتها وتطلبها للجواز
نظر لها نادر نظرة فارغه ومن ثم هب واقفا ليقول بصوت عالى نسبيا ليس بعهده ان يحدث والدته هكذا
-اللى بتطلبيه يا امى مستحيل مستحيل طبعا
تركها وانصرف واغلق الباب يقرعه مدويه هزت كل من بالبيت وقتها.

حلوى الشيكولاته، يقوم ابراهيم بتوزيعها على زملاءه بوجه فرح ومبتسم وفرحه تتسع الدنيا
-خطب!
قالتها حنين بتعجب بينما استطردت لها زميلتها باقى الاخبار
-اه خطب بنت قريبته كدا وفرحان اوى ويبقول انها كانت عالضيق وفالفرح هيعزم الناس كلها
زمتت شفتيها وغرست قلمها بشعرها وجلست الى مقعدها تقلب فى وريقاتها بلامبالاه للحديث
-يتجوز ولايتحرق ماليش دعوة
-شكله كيد فيكى يابت ياحنين.

-يا امى انا اللى رميته بلا كيد، يتحرق اساسا ابراهيم دا مبيحركش صباعى الصغير
تعجبت صديقتها منها وذهبت ناحيه مكتبها، بينما امسكت حنين هاتفها لتتصل ب ليلى
-شكله شهر الخطوبه، انتى اتخطبتى لسى مؤمؤ وابراهيم خطب
اتاها صوت ليلى متعجبا من الناحيه الاخرى، تقول ضاحكه
-يخرب عقلك خلتينى اضحك بهستريا فالشارع وانا سايقه، وانتى بتقوليلى الخبر كدا عادى
-ياستى يكش يولع هو وعروسته وانا مالى.

-حرام عليكِ انت خسرتى ابراهيم والله
-بقولك ايه هتحرقى دمى هقفل فوشك السكه انا بقولك اهو
عليت ضحكات ليلى يختلط به سعالها الذى اصبح مستحدث عليها، أخذت تسعل من شدة الضحك ثم اغلقت المكالمة ومن ثم انتظرت الإشارة للفتح.

فاستندت برأسها الى عجله القياده وهى تسعل بعدما فتحت لتتناول منديلا وفتحت الاشاره ولكنها لم تتحرك بسيارتها اخذوا يعطونها -كلاكس-للانتباه حتى توجه نحوها ضابط المرور ليجدها مغشى عليها، اتصل بالاسعاف وتم نقلها الى مشفى معروفه وخاصه. وعلى الفور تم عمل اللازم لها ليتعرف عليها هناك احد الأطباء ب انها زوجه نزار ادريس ليهاتفه فورا.

وفى اقل من ساعة كان نزار امامها وهى تفتح عيناها يغرق يداها قبلات وهو دامع لتقول ليلى بصوت متهدج
-نزار! انا فين؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة