قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل السادس عشر

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل السادس عشر

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل السادس عشر

قلوبنا فالهوا نصيبها. حكايه واحده متشابهه. لكن نهايتها مختلفه
واصل الحب ده رحله. وبيه الدنيا دى بتحلى. قدرنا اصله مش صدفه!
اطفئت ليلى مشغل قائمه الاغانى بسيارتهاوهبطت حيث مركز صف اللغة الايطالية، صفت سيارتها وترجلت للداخل بعدما هدلت هندامها وانسدال شعرها.
كانت هذه المرة بعد حادثة سكب-كوب القهوة-على ثيابها من قبل هذا المستهتر الذى يدعى مؤيد.

حقا هى تتذكر اسمه وتتذكره ايضا حينما دلفت وكان على مقعده يجلس مصوب نظره عليها ما ان تلاقت عيناهما صنع باصبعيه حركه-سلاح نارى-واطلق منه رصاص فامتعض وجه ليلى لتلك الدعابه السخيفه منه وبدأ الصف.
مضى وقته وكان كل تركيز ليلى منصب لتعلم هذه اللغة الجديده حقا، انتهى الصف وترجل من ترجل ووقف من وقف مع صحبته وليلى كانت تمسك هاتفها تشغله حتى لا يقلق عليها احد. واذ فجأة جلس بجانبها هذا المقتحم وقال.

-على فكرة انا متضايق على فونك
نظرت له ليلى بتعجب عاقده حاجبيها واردفت
-ايه متضايق على فونى دى، يعنى ايه
-يعنى زعلان عشانه، اصل مش عليه رقمى يا دموزيل ليلى مراد
تصنعت ليلى ابتسامه سخيفه له وسرعان ما تلاشت وهى ترمقه نظره تنبعث منها كلمات السخط، ترجلت للخارج فالحق بها مؤيد وهو يتحدث
-بصى انتى ممكن فاكرانى بعاكسك
التفتت له ليلى ونظرت له فاردف
-بس انا فعلا بعاكسك وانا هكدب ليه.

اومات برأسها ليلى علامه على ماهذا الشخص غريب الاطوار، ف اوقفها ثانية لكن هذه المرة وقف امامها مباشرة يمد يده لها بالمصافحه
-مؤيد نور
-والله عرفت من المرة اللى فاتت، عاوز ايه بقا
-عاوز نتعرف باليز باليز باليييز
انكمشت قسمات وجهها سخريه وقالت
-باليز! انت بقى من بتوع نتعرف
-لا حاشا وماشا، انا من اللى بيطبع كروت نتعرف واوزعها عالحبايب
اسرعت بالخطوات وهى تتحدث بنفاذ صبر.

-اوووه ابعد عنى انا اصلا مش ناقصه وشكلك فاضى
امسكها من ذراعها يوقفها وهو يردف
-والله مافاضى انا مليان جدا، معايا فونى ومفاتيح عربيتى ومناديل واستنى كده(كاد يفرغ جيب بنطاله) ولبان كلورتس وكروت ومحفظه مليان اهو انا مبكدبش
-انت فاكر نفسك دمك خفيف
-بالعكس انا دمى تقيل جدا مين الغبي اللى قالك انى دمى خفيف
نفثت بوجهه واسرعت مترجله نحو محل وجبات سريعه بجانب المركز، وهى يتبعها.

وقفت وطلبت شطيرة-تشيزبرجر-والقليل من البطاطا المقليه، كل هذا وهو خلفها
فتحت حقيبتها واعطت المحاسب بطاقتها المصرفيه بعدما اسندت الهاتف، دفعت ثمن وجبتها واخذت البطاقه ورحلت عندما رأت مؤيد يتابعها استشاظت غضبا وواغلقت حقيبتها مترجله نحو سيارتها وصعدتها ورحلت.
هم محاسب المحل بنداءها فور وقوع نظره على هاتفها الذى غفلت عنه بسبب ضيقها من مؤيد، فقام مؤيد ب اخذه منه معللا انه يعرفها وسيعطيه لها.

وما ان ابتعدت حتى تذكرت الهاتف، اتسعت حدقه عينها واصطفت لاقرب مكان بالسيارة تبحث داخل الحقيبه عنه وليس له أثر، نبشت هنا وهناك
كورت قبضة يدها وصفعت عجلة القيادة وهمت بالرجوع للمحل قبل ان يُسرق او شخص آخر يعثر عليه.
؟
)فى الوقت الحالى)
كانت ليلى تقص هذه القصه الى يزن، بعدما اخذت جلستها المعتاده بالمشفى
اراد يزن كعهده ان يريحها بان تروى اجمل ذكرياتها فتذكرت واتبعت.
-وبعدين لاقيتى الفون ولا ايه؟

ابتسمت ليلى وقالت بصوت يشوبه التعب ولكن تحاول تجاوزه
-لاقيته معاه مخبيه وقاعد مستنينى، انا شوفته عملت نفسي مش شيفاه روحت سألت الكاشير قاللى الاستاذ اخده روحت له وانا متعصبه انت ازاى تاخده ومش عارف ايه متنرفزه بقا
يزن يضحك على طريقتها وهى تستعيد الموقف
-وبعدين
-فضل باصص لى متنح هو كان عليه رخامه يالاهوى يفرسنى وساااكت وانا شغاله اشتم وفالاخر طلعه كده بتناوله راح خطفه تانى
(عودة لسابق الاحداث).

-انا بس عاوز اقولك حاجه قبل م تاخديه، انا سيفت رقمى عليه وكتبت My man
اغتاظت ليلى وزفرت بحراره وقالت
-ماى مان ايه انت اكيد متخلف، انت بتستعبط انا هعملك بلاك ليست حالا
ضحك مؤيد ب استفزاز ليردف
-شكلك وانتى متعصبه زى الكتكوت الملون الامور اللى بيحاول يبان شرس
-هات الفون!
-هديهولك اصبرى، بس بشرط متعمليش بلوك لرقمى
-لاهعمل وهاته قبل م ابلغ انك سارقه منى
ترجل بعيدا عنها مؤيدا يدير لها ظهره بلامبالاه وهو يتحدث.

-روحى بلغى، وانا هحكيلهم عالصور اللى شوفتها عليه بس تعرفى شكلك دلوقت احلى
يعنى فيه صور فمصيف تقريبا وصور ففندق فخم شكلها بره مصر ومعاكى راجل شبه محمود قابيل كده شعره ابيض فاسود مش متأكد، وصور معاكى حتتين طراى كده منهم واحده تعبانه شويه
وصور معاكى واد كده فاتح بوقه فكل الصور عاوز يقول انه بيغسل سنانه بسنسوداين
وصور ليكى سيلفى ففيلا شيك بس الشهاده لله قمر بلبس البيت.

غمز لها بإحدى عيناه، فتلعثمت ليلى انه رأى كل هذا من خصوصياتها
-انا بعتهم لنفسي عشان انا بحب اشوف الحلويات، ماعدا الواد اللى بيضحك ابوسنان مرضتش اخدها
اتسعت حدقة عينها بقلق وقالت باندفاع
-انت خدتهم بجد
-اه والله ان شالله اموت محروق
-انت ازاى تعمل كده انت ايه، انت انسان مستفز
-ياكلاثى عالكتكوت الملون الشرس
-متستفزنيش بقولك وهات الفون وامسح صورى من عندك، انا فحياتى مشوفتش ارخم من كده.

رفع هاتفها امامها ولوح به وهو يتحدث بثقه
-هاتخديه بس بصراحه، همسح كل صورة فكل مرة تردى فيها ع فونك لما اكلمك كل مكالمه بصورة
هعمللك سكرين وامسحها فوقتها، موافقه امين مش موافقه خلاص
انا عندى قناة عاليوتيوب ووو
وضعت يدها على شفتيه تسكته وقالت على الفور
-خلاااص موافقه، هاته بقا
اعطاه له وهو مبتسم واخذته منه تتصفحه بينما هو اردف لها
-اوعى تغيرى الاسم فاهمه
-وانت My manمنين هو بالعافيه.

-لا مش بالعافيه بس هييجى وقت وهتلاقى ان ده انسب اسم ليا فحياتك
مسح ع شاربه بشكل مثير وغمز بإحدى عينيه ولوح لها انه راحل واختفى عن نظرها تماما.
(عودة لوقتنا الحالى)
كان يضحك يزن بهيستريا وامامه ليلى تضحك ايضا ف اردف هو
-ده مجنون رسمى
-مجنون وبس ده مستشفى مجانين كامله
-بحس انك بتنبسطى لما بتتكلمى عن مؤيد بالذات، يعنى غير لما كنتِ بتحكيلى عن نزار.

انقشعت ابتسامه ليلى تدريجيا، همت بالنزول من فراشها فساعدها هو بدوره وهى تجر الانبوب الخاص بها واضعه يدها الاخرى على صدرها ووقفت الى نافذتها تنظر للسماء وهى تحاول الاستنشاق بصعوبه واردفت
-كل واحد منهم فرحنى بطريقتهوكل واحد منهم قتلنى، بطريقته برضو!
)فى الوقت السابق)
عيسي ونوح جلال. طفلى بلقيس كانت تحمل واحدا وأسر يحمل الاخر فى مركز الاستشفاء الذى يتلقى الطفلين فيه علاجهم.

الجدير بالذكر ان الطفلان مصابان بمرض جينى منذ الولاده لايعرف اسبابه حتى الآن، بعد فحوصات عدة لهما عثر على علاج قد يكون نافعا لحالتهما وطرق طعام معينه بل وطعام معين ايضا، وان لم يتم الالتزام تزداد كهرباء المخ لديهم وتحدث لهم تشنجات وقد تؤدى الى غيبوبه حتما.
رحمهم الله ممايعانون وشفاهم وعفاهم واعان الله والديهم على ماوجدوه بهم من ابتلاء.

-انا متشكرة ليك يا آسر، بجد الايام اثبتت انك اخ واكتر من اخ والله
أردف اسر لها مبتسما وهو يقول بنفس راضيه
-على ايه يابيلا متكبريش الحوار، انا مخلص شغل وبعدين حرام تروحى لوحدك
طالما جوزك مشغول قوليلى بعد كده وانا هكون معاكى فمتابعاتهم
تبسمت بلقيس وربتت الى كتفه بحنو وقالت.

-حتى نادر اخو جلال برضو قالى اوعى تروحى بيهم لوحدك، بس انا لو قولتله بياخد يوم بحاله اجازة وكده خسارة لشغله مش عايزه احمل حد منكم الهم
-ياستى شيلينا وملكيش دعوة، ربنا يطمنك عليهم يارب
تنهدت بلقيس ونظرت للسماء، وتمضى الساعات واحده تلو الاخرىالانتظار قاتل وطفلى بلقيس اشقياء.

ولديهم فرط حركه. جعلا الاثنين آسر وبلقيس يدوران فى المكان طيلة اليوم حتى حان دورهما ودلفها تلقوا الفحص كامل كالمعتاد وكتب لهما التعلميات الجديدة والعقاقير ومن ثم انصرفا الاثنين كل واحد منهم يحمل طفلا.
-هوصلك بتاكس لحد البيت وبعدين همشى
-يا آسر كفايه تعبك لحد كده، انا هركب وهناك هخللى اى حد يساعدنى فيهم
-متبقيش عنديه بقا يابيلا.

إثر تحدث الاثنين كانت هناك سيارة مسرعة، اصطدمت بجانب بلقيس وكادت ان تطيحها ارضا وهى تحمل طفلها فصرخت من صدمتها واسرعت السيارة بالهرب، اراد آسر ان يوقفه التقط-حجرا-من الارض وقذفه نحوها فاصابت -فانوس الاضاءة الخلفى-وكسرته و يهتف اسر بحده ويقذفه سبابا وقح.
توقفت السيارة وهبط منها الرجل لينظر الى ماتحطم لديه بالسيارة وهم نحو آسر، وبدأت بينهما مشادة تصاعدت حتى اصبحت سبابا وضرب وتمزيق ثياب!

-انا هعمل محضر حضرتك
طرق الظابط النوباتشى بيده منضده مكتبه بحده واردف
-محدش هنا يتكلم، اتفضلى ياست قولى اقوالك
قامت بلقيس بوضع شكوى ضد هذا الرجل الذى قام باصطدامها ومن ثم عراك آسر، وبعدها اوضح كلا من الرجل وأسر ماحدث ف امر بوضع الاثنين بالحجز حتى يأت من يضمنهم ضمان شخصى، اما بالنسبة للرجل فالمحضر اوقع عليه عقوبه اكبر بالاحتجاز سيُعرف مداه بعد فحص كدمه بلقيس ان كانت تستحق الاحتجاز الطبي ام لا.

هاتفت بلقيس جلال زوجها عدة مرات لم يجب الى هاتفهف قامت بالاتصال ب نادر الذى اجاب على الفور
وسرعان ماكان هناك حتى يضمن آسر ويخرجه من محبسه.
ذهبوا ثلاثتهم ب اصطحاب الطفلين الى مشفى يطمئنوا الى بلقيس، وحال آسر ايضا لايرثى له به بعض الكدمات والجروح بسبب العراك الذى حدث. قاموا من بالمشفى بتضميد جروحه وعمل اشعه لبلقيس وتبين انها بخير مجرد كدمه ليس الا.

اوصلوها الى منزلها كلا من نادر وأسر بالاطفال، وعادوا الى قسم الشرطه حاملين اوراق تثبت عدم وجود احتجاز طبي لبلقيس حتى تخلى مسؤليتهم نحو هذا الرجل فى محبسه وياتى. فقط من يضمنه مثل آسر ويخلي سبيله.
-متشكر يانادر ازعحناك وتعبناك
ابتسم نادر وربتت الى ذراع اسر بهدوء
-ياعم احنا اللى تعبناك نعمه 600مرة اقولها اروح انا معاكِ مفيش فايدة.

عقد آسر حاجبيه تعجبا حينما سمع اسم نعمة فضحك نادر واوصله الى اقرب محطة مترو وانصرف هو فى طريقه للمنزل.
؟
جارى حذف رسالة، حذفت الرساله ووضع جلال الهاتف جانبا وهو يقول بهدوءه المعهود
-على فكره انتو اللى عملتوا كل الهوليله دى، يعنى مش كفايه يوم متعب مع الاولاد كان بتتخانقوا وتكسروا عربيات الناس
كانت تطمئن بلقيس الى حال كدمتها امام المرأة، ثم التفتت اليه غاضبه عقب كلماته الاخيرة وقالت.

-ياسلام! يعنى عربية تخبطنى وكمان نسكت، مش كفايه تعب اليوم كمان اتخبط ف اخره ومتكلمش
اعتدل جلال بجلسته وأردف
-ومرواح قسم ومحضر وتتصلى عليا وانا نايم وعلى نادر ليه ده كله
-انت ايه يااخى، مبتحسش واحد ودافع عنى اسيبه مرمى وارجع مش كفايه تعبه معايا ومع الولاد احسن من اللى مطلوب منه كده وبيطنش.

-والله انا مش مطلوب منى حاجه معملتهاش، معروف كل الستات بتشيل ولادها من الالف للياء انتى بس اللى بتمنّ علينا كل شويه
هنا نفذ صبر بلقيس فقالت له بحده وعيناها تتحدث مرارة
-بقولك ايه ياجلال انا تعبت، احنا كل واحد مننا يروح لحاله يابن الحلال طالما كده كده انا لوحدى
ابتسم جلال لها بسخريته اللامباليه وقال
-هى عدوى ولا ايه، مش لازم نقلد ليلى فكل حاجه عاوزانا نتطلق ياست هانم!

-انا تعبت انا مطحونه برة وجوه ومفيش تقدير ولاحتى كلمة تجبر بخاطرى، حرام كل ده حرام
صفق لها باستهزاء وقال
-مشكورة مجهوداتك ايتها الصحفيه المخضرمه، واحنا كمان بنتعب والله وعاملين اللى علينا وانا مبقصرش معاكى فبعد اذنك بلاش كلامك ده بلا كل واحد يروح لحاله بلا كلام فارغ
عاوزة ايه تمشى وتسيبي الولاد مش كده
لوحت بلقيس له ساخره وهى تردف.

-طبعا وانا ايه اهميتى غير البيت والولاد والعيشه ورضا سعادتك ورضا حماتى وملعون اى حاجه تانيه مش كده
نفث جلال بحدة وارتدى خفيه المنزلى وترجل نحو الخارج وهو يتحدث عاليا
-انا زهقت من النكد، انا نازل عند ماما جايز تهدى شويه ياصحافه مصر.
تركها مشتعله كالعادة، تركها دون اطفاء نيرانها حتى بكلمه يسكب بها ماء بارد على ضغطها العصبي
تركها تشتغل وتهدا وحدها كما اعتاد وكما اعتادت هى ولاحياة لمن تنادى.

تعالى يا حنين اقعدى هنا عاوزك
ترجلت حنين ببنطالها المنزلى الرجالى وال-تى شيرت-الاحمر الشهير لنادى الاهلى وجلست بجانب والدها حتى لمح هو القلم المغروس بجذبه بحده واردف
-ايه ده، بيعمل ايه ده هنا؟
تناولته حنين من والدها واعادته الى مكانه برأسها مجددا وهى تقول
-يابابا ليه قلة المزاج دى، اعتبره الاريال بتاعى وبيوجهنىخير بقا كنت عاوزنى ليه يابوب.

سحب والدها من جانبه-كيس بلاستيكى-به مبلغ من المال واعطاها اياه ف امسكته حنين وقالت
-ايه ده يا بوب، فار ميت
لكزها والدها باحد كتفيها وقال
-فار ايه، فار لما يعشش فنافوخك دى فلوس يا ام لسان
فتحت حنين لترى المبلغ فتقول بشغف
-متقولش وافقت انى اجيب موتوسيكل واترحم من المواصلات
-اعقلى بقا، اعقلى هتشلينى ده اخواتك الرجاله مش راكبين موتوسيكلات
ده مبلغ تنزلى تجيبي جهازك ده غير اللى باسمك فالبنك.

اللى باسمك نصيبك من ورث المرحومه والدتك لكن دول من عندى
اغدقته حنين قبلات على وجنتيه ورأسه الذى غطاه المشيب وهو يبعدها عنه إثر ضحكاته على فعلاتها.
-تسلم تسلم تسلم ياعم عبدالله ياجامد يا احلى اب وأعظم اب وسفن اب
لكمها بحده فى رأسها فضحكت هى واتبعت
-بس بص بقا عشان نبقى على نور ومتجيش تنفخنى انا لاهجيب بيهم جهاز ولا بوتوجاز.

هو كام تى شيرت زى دول وبنطلونين من عند اخواتى على بيجامتين هضرب عليهم منك وكده اتعشت
انما دول بقا هجيب بيهم موتوسيكل
قامت من مجلسها تهرول ناحية غرفتها، فاسرع والدها بنداءها بغضب
-خدى يابت تعالى هنا
-لاياعم م انت هتضرب
قالتها وهى تحتمى بباب غرفتها، ففتحه عليها وامسكها من تلابيبها ليقول بحدة
-عارفه لو جبتى البتاع ده هخللى حد من اخواتك يركبه ويدوس عليكى بيه، دول هتجيبي بيهم جهازك.

شوفى بيلا وليلى وانزلى هاتى معاهم وكلمه كمان مش هسمع، فاهمه!
صنعت بيدها إشارة-تعظيم سلام شرطى-وانزل يده عنها ورحل وهى تتحدث الى نفسها حانقه
-جهاز ايه هو ابراهيم ده شخص عشان يتعامل معامله عرسان واجيبله جهاز، منك لله ياللى فبالى
انت السبب فالتدبيسه دى.
؟
)الوقت الحالى)
عروس احزانى انتِ. والوجه الآخر ل العُملة خاصتى.
تميمة حظى انتِ ببطن الحوت، ياشمس حبي التى ابهرت الاعمى.

ماذا عساى الفعل حيالكِ وشيفرة قلبى التى فقدت رُدت اليكِ دون تخطيط مُسبق!
كانت هذه كلماته التى يسطرها يزن ب ورقة ما امامه وهو شارد لايدرى عن الوقت او المكان شيئا، شيئا غريبا
كان يحدثه عنها، عيناها وكأنها رُسمت امامه ليرى فيروزتاها بوضوح ويهبط عليه إلهامه الروحى.
تنهد وترجل من مكانه. خطى خطوات نحو الخارج هائما وحيدا بشوارع لندن، صامت وبداخله صخب العالم كله.

يحدث نفسه وهو يسير كمتسول يضع يديه بجيب بنطاله، ينظر فى فراغ امامه لاينتبه لأحد اوينظر ل شئ.
يحدث نفسه وكأنها اوسع مكان لسره الخفى. سره الغريب
-انا وهى نفس المعاناة، معاناة الحب، معاناة الفقد، معاناة الوجع!
هو ممكن حد يقابل نصه التايه كده بكل سهوله؟ ممكن حد يقابل ترياق سحرى لجرحه كده من غير مخططات سابقه؟ طب هشفيها ازاى وانا الموجوع.

هطمنها ازاى وانا الغريب، هنسيها اللى فات ازاى ووجع الماضى لسه فيا، هقدر اقنعها بجمال الحياة وانا على نفسي منتهى!
هتقدر يايزن، بعد سد كل الابواب قصادك تنزل عليك رسالة من ربنا فى صورتها هى، يبقى هتقدر.

بعد تعب من سيره المتواصل بلاهدف، جلس الى احدى الارائك الخشبية تحت احد الشجرات، اراح ظهره عاقد ساعديه ناظر للفراغ امامه زفر زفرة موجعة ونظر امامه يستفيق من شروده اذ صوت فرملة سيارة مسرعة كادت تصدم احد الماره، فانتبه الجميع لها وعلى الفور اتى ضابط الحركه المرورية ليستدعيه معه الى قسم الشرطه ليسترجع يزن ذكرى مرة اوجعته جعلته يتمتم بخفوت داخله.

-ليه حبيتى الفيلم للدرجه دى ياليلى، اختلفنا فحجات واتشابهنا فكتير والنتيجه واحدة
امنيتك اتحققت وكأن بابا نويل كان بيوزع تحقيق الامانى يومها وجت النبوءه من نصيبك!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة