قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل السابع عشر

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل السابع عشر

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل السابع عشر

)فى الوقت السابق)
*مضى الكثير من الوقت والاحداث*
فى غرفة استقبال الضيف، كان يجلس نادر بجانب خطيبته ميريهان يتحدث مع والدها بشأن امر مصيرى.
-ايه رأيك يانادر، نخلى كتب الكتاب يوم الفرح فالقاعة؟
اسرعت ميريهان بالرد بدلا من نادر وقالت مندفعه
-لايابابا خليها دلوقت، لسه ميعاد الفرح بعد3شهوور كتير
رمق والدها نظره لها ان تصمت وتابع حديثه الى نادر
-ها يانادر ايه رأيك؟

قامت ميريهان ب-غمز-نادر ب احد ذراعيه دون ان ينتبه والدها، فانتفض نادر إثر فعلتها ونظر لها شرذا ثم التفت ناحيه والدها ل يقول
-والله اللى تشوفه حضرتك، انا عن نفسي كل الامور مناسبه بالنسبة لى
هنا تدخلت والدة ميريهان بدورها حامله بيدها صحن من الفاكهة الطازجه ودلفت ومن ثم قدمته الى نادر واردفت
-ينفع اقول انا يانادر؟
-اه طبعا اتفضلى يا طنط.

-انا رأيي انكم تكتبوا دلوقت، عشان لما تروح معاك ميرا البيت عندكم تفرش او تختار حاجه ع ذوقها تكون مراتك ومحدش يقول حاجه
نظرت ميريهان الى نادر نظرة حب ورجاء، بينما هم والدها بالقيام من المجلس بعدما سمع هاتفه بالخارج يصدر صوت مكالمه قادمه فاستاذن وانصرف وبدورها تركت الام ايضا الغرفه للخطيبين حتى يقررا امرهما سويا
-والنبي يابيبي توافق نعمله اليومين دول والنبي والنبي.

-انا عاوز افهم، انتِ ليه مستعجله على حوار كتب الكتاب ده
مطت شفتيها وتأبطت ذراعه وقالت بصوتها الرقيق بدلالها عليه
-يابيبي نفسي اوى احضنك نفسي احس بدفا قلبك، نفسي يحصل بينا الحجات الاكشن
اللى قبل الجواز دى، مش لازم عشان متجوزين يحصل كده
انا عاوزة التعطيف والتلطيف الحلو اللى فالاول ده
تنهد نادر وهو ناظر لها ثم اردف بنبره اكثر هدوءا عما قبل.

-حبيبتى كلها 3شهور ونبقى مع بعض للابد ونعطف ونلطف ونمحر ونبيض ونعمل كل اللى نفسك فيه
-يوووه يانادر انا هموت واعيش الاكشن معاك
-اكشن ايه هو انا داخل فيلم مع السقا
-لامحمد رمضان هق هقهق
ضحكت بسخريه له فضحك لدعابتها وطرق كفا بكف، فاستطردت الحاحها عليه من جديد
-والنبي ياقلبي، هما3شهور بس فالاكشن وهعيشك احلى اكشن فالدنيا.

-يا ميرا يا قلبي ياعمرى، حتى لو كتبنا انا مش فاضى للمياعه بتاعتك الفاضيه دى هيفضل الوضع زى ماهو
لكمته بخفه ب أحد ذراعيه وقالت تصتنع الغضب
-انا عاوزة اعرف انت ليه مش زى الشباب اللى فسنك، مطرقع ومقضيها (نظرت الى السماء) ليه ياربي
من وسط كل الناس اقع فحب دكتور عقل دا
قهقه نادر عاليا عقب كلماتها الاخيرة وقال لها بصوته الرصين
-عشان لو كنت مطرقع وانتِ مجنونة كده، هنخربها ومش بعيد نتجوز فالسرايا الصفرا.

يرضيكى!
تأبطت ذراعه ثانية واسندت رأسها اليه وقالت فى حِنو
-يرضينىاعيش معاك ان شالله فسجن ياسيد قلبي
تبسم نادر وامسك احد كفوف يديها وقبلها بحنو من الداخل، ونظر لمقلتيها بعد ان ربت على كفها بطريقته المعهوده معها، فعلة منه ابلغ من الف كلمة!

وعلى ذكر تحديد ميعاد العُرس والزفاف، كان ابراهيم يهرول ب فرحه الى حنين بعد انتهاء حلقة من حلقات البرنامج التى تقوم ب اعداده، مُقبل عليها واساريره ينبعث منها الحان الفرح ف ادركته هى بصدها المعهود بعدما عدلت وضع نظارتها الطبيه على انفها
-فيه ايه يا ابراهيم خير؟
-مش هتصدقى يا حنين كنت بكلم مين دلوقت
-مين
-هقولك ع خبر بمليون جنيه
-ماتخلص يا ابراهيم، اخلص هى فزورة
تلاشت ابتسامه ابراهيم نسبيا وأردف لها.

-طيب بالراحه ياحنين دايما عصبيه كده، اسمعى بقا ياستى انا لسه قافل مع والدك
وقاللى كلم حنين تحددوا سوا ميعاد الفرح وياريت يكون فاقرب وقت لان تقريبا كل حاجه خلصت عندك وعندى يبقى نستنى ليه
صنعت حنين حركه باصبعها وكأنها تفرغ اذنها لتسمع جيدا وسحبت القلم من لفة شعرها لتردف الى ابراهيم
-قولت ايه يا ابراهيم؟
-انتِ كل ده مسمعتنيش؟
التوت شفتيها حنقا واهتزت فى مكانها وقالت
-زفاف مين يتحدد انا وانت.

-دا الطبيعى فترة خطوبتنا طولت وانا وانتِ خلصنا كل حاجه يبقى نستنى ايه
-دا الطبيعى للناس العاديه يا ابراهيم ياخويا
-اومال احنا ايه اتنين من الفضاء
اصطنعت ابتسامه صفراء له وسرعان ما تلاشت واتبعت
-لا الدم الخفيف ده هيبقى ف وشى ليل ونهار، نتجوز ليه يا ابراهيم ليييه ياحبيبى
-وهى الناس بتتجوز ليه ياحنين
-يعنى انا. كل دا ومعاملتى ليك واقول دلوقت يزهق دلوقت يفسخ دلوقت يحل عنى
لا مفيش وكمان بتحدد الفرح مع بابا!

-انا عمرى ماهسيبك ياحنين حتى لو عملتى ايه وعارف ان كل افعالك دى من ورا قلبك
-لا من صميم قلبى من صمصوم الصمصوم ومن غير حلفان
قطع جدالهم صوت هاتفها اذ بمكالمه قادمه من والدها، طرقت بقدمها الارض غضبا واجابت الاتصال
-ايوا يابوب.

اصدر والدها يشخصيته العنيده القوية التى ورثتها هى عنه فرمان كالآتي، ضرورة تجهيز كل مايتعلق بيوم زفافها لان قريبا سيتم تحديده مع ابراهيم وسَتُزف اليه حاولت التملص وان تقدم اعذار بينما لن يتم اعطاء لها اى فرصه من قبل والدها ومن ثم صُدر الحكم واغلق المكالمه.
نظرت الى ابراهيم نظرة تطاير الشرر منها عقب المكالمه التى سمعها ابراهيم بالكامل، واردفت اليه وهى تكز على اسنانها يكاد صريرهم يكون مسموع.

-بقا عملتها وخليت بابا فصفك وهتحددوا الفرح وانت مصمم صح
اومأ ابراهيم ايجابا فاستطردت هى
-تمام جدا وحلو خالص نتقابل فساحه القتال بقا ياابراهيم سردينه
تركته وانصرفت على عجل وشياطين الارض تتقافز امامها، فعقد ابراهيم حاجبيه بعد سماعه اخر كلماتها فتمتم الى نفسه بخفوت
-ساحة القتال، يا ابراهيم سردينه! هى هتموتنى ولا ايه؟ياربي دى جوازه ولاجنازه
يخربيت يا حب ويخربيت معرفتك،!

انا عاوزة اعرف بعد دا كله، انت عاوز منى ايه
اجابها مؤيد عبر الهاتف وهو يلعب رياضة-الضغط-بمنزله واضعا اسلاك السماعات الخارجيه للهاتف ب اذنيه
-انا مش هكدب عليكِ، الاول استفزني انك مش عاوزة تتعرفى عليا واستفزنى اكتر انك منفضالى
فحبيت اكسر عنادك بحاجه تخليكى غصب عنك تكلمينى، لكن دلوقت انا مش عاوز غير انك تكونِ معايا.

وانا خليتك تشوف فونى بنفسك ان مفيش اى صور ليكِ عليه كل الحكايه انى لعبت عليكِ لعبه عشان توافقى وتتعطفى نتكلم
ضحكت ليلى بخفوت، ومدت يدها تضئ مصباح-الاباجورة-بجانب فراشها بعد ان تمدت عليه واردفت
-طب نتكلم بعد ماتخلص تمارينك عشان بتقطع فالكلام وانا بصراحه قلبي بيوجعنى من الطريقه دى
توقف لبرهه وقال وهو مبتسم لتظهر بوضوح غمازتيه
-قلبك بيوجعك عشانى! بتحبينى ياهدى
ضحكت ليلى واردفت بصوتها الرقيق الانثوى.

-يابنى قلبي بيوجعنى بحس ان انا كمان بتكلم وانا ببذل مجهود، هو اى هجص وخلاص قال بحبك قال
صعد مؤيد الى جهاز السير الكهربائى بمنزله بعدما انتهى من رياضه الضغط واردف لها بعدما ارتشف رشفه من عصير الطاقه الخاص به
-طيب بصراحه، دلوقت مفيش اى حاجه تغصبك على انك تتكلمى معايا، مكمله ليه
داعب ليلى خصلة من خصلات شعرها وهى تتحدث له
-معرفش، عامللى حاله حلوة صحيح فالاول كنت مستسخفاك جدا ودمك تقييل، بس جنانك وهزارك.

وطريقتك لما كنا بنروح الكورس سوا لحد م خلص، لما تطق فدماغك حاجه وتخلينى اعملها معاك
كلها مخلياك عامل حاله حلوة عندى، وبصراحه اكتر
انا كنت خارجه من اسوء تجاربي وكنت محتاجه لحد زيك فحياتى
مسح على شاربه علامه على ثقته بنفسه وانه على وشك الانتصار بأن يحظى بمسمى لعلاقته بها قريبا
واردف
-تعرفى، انا عرفت بنات بالهبل صاحبت وخرجت وكل اللى يحبه قلبك واظن شوفتى دا ومخبتش عليكِ.

بس انتِ الوحيده اللى ليكى حته خاصه عندى مش شبه حد ومش زى حد فكل حاجه
-مش فاهمه
-فريدة من نوعك ياليلى، كانوا سموكِ فريدة يليق اكتر بسموك عن ليلى
ابتسمت وهى تفرد جذعها لتتحرك براحه على فراشها فيستطرد هو
-بسكوته، وعفويه. طفله وفنفس الوقت ست عاقله وناضجه طيبه ونرفوزه
ليكِ قواعد خاصه ومفيش حد يشبهك
ضحكتك لوحدها كتاب من 100صفحه ولون عيونك غلب جمال بحر مطروح اللى غنت له ليلى مراد.

ليلى مراد اللى تتسمى على اسمك مش العكس، ليلى وانتى ليلى اللى اكيد من كل الدنيا هيجيلك المجنون
مجنون ليلى اللى حكت عنه الروايات والحكايات
بنوتة مميزة بنوتة مالهاش شبه ولا هيكون unique!
-ايه؟
-لاصحصحى معاياكده انتِ بتنامى ولا ايه
-لابس بجد مسمعتش الكلمه الانجلش
-اومال كورسات وحركات
-هو انت عشان مترجم هتشوف نفسك عليا ولا ايه
ضحك مؤيد عاليا واردف
-لاياليلو مش هشوف نفسي، uniqueيعنى مميزة وفريده ومالكيش شبه.

ابتسمت ليلى لجميع كلماته التى تفوه بها اخيرا، شعرت بشئ ما يداعب قلبها وقلبه ايضا
نفس الوقت بنفس النبضهقطع هذا الهيام صوته بعدما نظر امامه الى ساعة الحائط
-ليلو، قومى خدى دش وهعدى عليكِ
تعجبت ليلى ونظرت الى ساعه الهاتف واردفت
-ليه، انا كنت رايحه انام
-لا نوم ايه، يلا مفيش وقت
-على ايه طيب مش تفهمنى.
هبط من جهاز السير الكهربائى متوجها نحو حمامه الخاص الزجاجى وهو يخلع مايرتدى بعفويه ويتحدث اليها.

-بصى معرفش هنعمل ايه بس هننزل ونخرج سوا ودلوقت وهنعمل اى جنان يطق فدماغنا
ياسمو البرنسس
ضحكت ليلى وهى تغطى شفتيها وقالت
-انت مجنون وانا مش هعرف اجارى جنانك دا
-لا هتعرفى، يلا بالامر الملكى قومى مسافه السكة وهتلاقينى تحت
اغلق الهاتف دون ان يسمع اى رد منها، ابتسمت ونظرت الى خزانتها فقد ارتضت امرا واقعا.

وماعليها الا الطاعه ولكن هذه المرة تختلف، هذه المرة الطاعه عن رضا عن قناعة، عن نبضه مجنونة نبشت قلبها وماعليها الا التسليم.
؟
إني مذبوح فيكِ. من الشريان إلى الشريان
علمني حبك كيف الحب يغير خارطة الأزمان
علمني أني حين أحب. تكف الأرض عن الدوران
علمني حبكِ أشياء ما كانت أبداً في الحسبان
فنجان من الشاى الاخضر يوضع على طاوله، وبظهرها ترجع للخلف لتستطرد حديثها الى آسر الذى ينظر لها.

الآن نظرة لايفهمها سوى عاشق ذبيح سكين نبض قلبه الخاطئ.
-لسه فاكره تحكيلى كل دا دلوقت ياليلى؟
توترت مقلتيها واردفت له برجاء عدم غضبه منها
-والله يا آسر الحوار مكانش فدماغى اصلا عشان احكيه، حتى بيلا وحنين محكتش ليهم اى حاجه
هز رأسه متفهما، امسك فنجان قهوته ارتشف وارجعه مكانه وقال
- حاسه انك بتحبيه؟
اطلق رصاصه كتساؤل وفى الوقت ذاته مصوب نظره الى مقلتيها ينتظر انفراج اجابه من شفتيها.

-تعرف يا آسر، رجعتنى لسنين ورا لما اول مرة سالتنى عن نزار بس حاسه المرة دى نبرتك مختلفه
-عشان وقتها كنت حاسس، لا كنت متأكد انك مش بتحبيه بس متردده لفرصه جواز مناسبه
لكن دلوقت وانتى بتتكلمى عن مؤيد حاسس انك طايره من الفرح لانه فحياتك
بللت ليلى شفتيها ورفرفت ب اهدابها عدة ثم قالت
-هو بصراحه خلانى احس احاسيس عمرى م حسيتها، واعيش جو حلو ومش بيتعدى حدوده معايا
-بتحبيه؟
كز وهو ينطق الاخيرة قالت هى.

-احنا اصحاب يا آسر
-زى انا وانتِ كده
قالها بنبره يشوبها الحزن، وخزت قلبها ل لحظه وتعجبت منها، فتابعت هى
-مفيش حد فالدنيا هيبقى عندى زيي انا وانت يا آسر
تبسم بينما اختلجت عضلة فكه رغما عنه، ارتشف رشفه اخرى من قهوته
وهم بسؤال آخر
-وضعه الاجتماعى والمادى كويس؟ لو معاكِ صورة له وريهالى
تبسمت ليلى وفتحت هاتفها وبحثت عن صورة له التقطتها هى لهما سويا أثناء احدى تنزهاتهم المجنونة.

نظر له برصانته وهدوءه إثر اخبارها هى له عن بعض معلومات تعلمها هى عن مؤيد
-هو حالته الماديه كويسه وعايش لوحده بيشتغل مترجم فى اكاديمية كبيرة وأوقات كتير بيسافر برة رياضى زى م انت شايف مسبقش له اى ارتباط بس عنده اصحاب وصحبات كتييير
هز رأسه آسر وهو يتابع رؤية كل الصور التى تخصه على هاتف ليلى صور بمفرده وصور له هو وليلى سويا
واردف وهو ينظر للهاتف
-زير نساء يعنى، نطلع من واحد مريض نفسيا لزير النساء.

ضاقت ليلى بما تفوه آسر اخيرا فظهر على قسمات وجهها، حتى انتبه هو ف اسرع بتصحيح الموقف
-انا خايف عليكِ ياليلى، محدش فالدنيا والله يخاف عليكِ ادى!
عضت على شفتيها السفلى بحزن وهى ترتشف من كوب الشاى، فامسك بكف يدها
-انا مقصدش حاجه غير انى نفس اتطمن عليكِ، فاكرة اما قولتيلى انت اخويا اللى كان نفسي فيه وسندى وحمايتى، والله ياليلى بقيت احس ان دى كل مهتمى عشان بجد انتى اهم مافحياتى.

سكت ل ثوان وهى على قبضه يده لطرف يدها وتابع حديثه
-قولتيله على ظروفك كلها؟
اومأت برأسها نفيا فتفهم هو الامر ولم يستطع الاثقال عليها بالاسئلة اكثر من ذلك، اعطاها هاتفها
واراد تغيير مجرى الحديث
-طبعا اكيد سمعتى بتحديد ميعاد فرح المهبوشه حنين
تبسمت هى كطفله سرعان ماتناست الامر وقالت
-آه وفرحنالها اوى، ربنا يتم لها بخير ويهديها على ابراهيم غلبان وبيحبها.

-حنين دى مينفعش معاها ابراهيم، دى عاوزة واحد ياكلها ببوكس جمب عينها وهو بيفطر
يقلبها بشلوت قبل النوم، حنين عاوزة مركز تأهيل عشان يفهمها انها بنت وتتعامل ك انثى بدل ماهى جعفر كدا.

ضحكت ليلى عاليا فضحك هو انه انساها الامر سريعا، يدرك آسر بل عنده يقين ان مفاتيح ليلى لم ولن يعثر عليها غيره ولكن ما الجدوى اذا كانت لاتراه سوى اخ وهو يرى ان هذه الرتبه التى منحته اياها افضل بكثير من رتبه حبيب يمكن رحيله فى اى يوم، لكن الأخ علاقه لاتمحيها الايام مهما حدث.
)فى الوقت الحاضر).

دفترها وردى اللون الذى يظهر على غلافه بوضوح صورة الشخصية الكارتونية سندريلا وقع فى يد يزن من دون قصد، او ان كان يقصد على كل حال هو لايريد التجسس على مذكراتها الخاصه!
هو فقط لديه من حب الاستطلاع مايريد معرفته مالذى يحمله هذا الدفتر بين طياته ليرسم شخصية لا احد يعلمها عنها، عن ليلى. شخصية تعيش وتتعايش بها داخل صفحاته.

لذا، فدفترها هذا صديقها معظم الوقت، لاسيما طيلة الوقت ان تركته قليلا بحقيية يدها لتفعل شيئا اكثر اهميه من الامساك به والكتابه بداخله واغلاق صفحاته على مايحوى من اسرار.
تناوله برفق، بداخله شعور يلومه ان لا يقوم بفتحه وقراءه مايحويه.
فعل يُعاب عليه حقاً، ولكن كيف وهى من الاساس تخبره بكل شئ عنها دون كذب او حتى محاولة منها فى تغيير مجريات الاحداث التى ترويها له.

ما الذى يدفعه لفتحه ويريد معرفته، هو يكاد يكون علم عنها اكثر مما تعلمه هى عن نفسها.
بين صراع القاء لوم من نفسه عليه وبين الحاح فضوله
قرر ان يفتح اخر ماتوقفت عنده فى توثيقهوقعت عيناه على حروفها هذه وقد انبعثت من شفتاه ابتسامه جانبيه
وكأنه بداخله كان يعلم المكتوب بإحتراف، تعتقد انت انه قد احضر جنى يقرأ له الافكار!

كانت هذه هى كلماتها التى حركت نشوه ما بقلبه تخصها وحدها تخص وجودها وكيانها وروحها ووقع صداها بحياته وبعالمه: .
ستبقى داخلها تلك الطفلة ذات الأعوام الخمس. مهما زاد في رصيد عمرها عددُ السنوات! وصارتُ إمرأة كبيرة، ناضجةُ العقل! ستظل هى التي تركض بفرحة حين يأتي إليها شخصا ع هيئه عوضا كاملا لها عما فات!
متعلقة بأطراف أصابعه متلمسة الأمان. منتظرة الدلال وكأنه أبيها.!

متوقعة جرعات وجرعات من الحنان يرويها.! فان حالفك حظك ان تكون انت! فلا تبخل يومًا أن تُطعمها شتي النكهات من بئر مشاعرك! لو فعلت، ستختزل كل البشر فيك أنت!
ومازال على بسمته هذه، فامسك بالقلم المعلق اعلى الدفتر وكتب بخط يده تحت اخر سطر كتبته هى
قد حالفنى الحظ سيدتى، وانتى بالفعل قد اختزلتى كل البشر على هيئتى وحدى
ولكنى اخاف عليكِ قلبككما اخاف عليكِ قلبي.

فالجريح ليس باستطاعه ان يضمد جريح آخرولكنى سأحاول يا. فراولاية.
وضع الدفتر كما كان جانبا، فدلفت ليلى متعبه تجر انبوبها فساعدها تصعد الى فراشها بيسر وتنفست بصعوبه ومن ثم اردفت
-انت كنت ماسك النوت بتاعتى؟
تلعثم هو فقال برصانته المعهوده وصوته المميز لها
-انا بس لاقيته هيقع ف
-متحاولش تكدب يايزن، انت فتحته وقريت منه صح
تبسم لها، ليس ذكاء منها ان تعرف هى تستشعره حتى ولو كان يجاورها فى بلد اخرى.

-مش عارف كان عندى حب استطلاع، بس مقرتش الا اخر حاجه والله
سعلت هى بشدة بعدما ضحكت بخفوت، فاسندها هو بيديه وقال ب اهتمام
-معرفش بعد ما اتحسنتِ ليه بقيتى كده ورجعنا كام خطوة ورا
قبضت على كفه بشده ومن ثم مددت جسدها على الفراش وقام هو بتغطيتها من البرد وهو يمسح جبهتها بحنان حتى استسلمت للنوم اقترب من اذنها وهمس بهدوء
-روحى متعلقه بروحك، خليكِ فاكره دا. ماشى؟

طبع قبلة على جبينها وانصرف بعد ان اغلق باب غرفتها عليها.
؟
استفاقت بلقيس من شرودها اثر رؤية كوبا ساخن من الينسون يمده اليها نادر ويقف جانبها ينظرون للفضاء امامهم.
-تسلم ايدك يانادر، معلش بقا عالازعاج
-بس يا نعمه بطلى هبل، اصلا انا كنت مخنوق وعاوز احكى مع حد وماصدقت انك نزلتى
تنهدت بلقيس فتابع نادر
-جلال جاى امتى؟
-بعد بكره، يخلص القضيه وجاى حاسه بجبل على صدرى يانادر
-ومين سمعك!

توقف عن احتساء مشروبها ونظرت له بعدما فرغ فاهها تعجبا فقال هو
-مالك؟
-ايه ياعريس، فيه حد يبقى فرحه قرب ويبقى عامل كده برضو
ولا اسمى ده توتر التجهيزات والحجات اللى قبل الجواز دى
زفر نادر زفره عميقه شعرت بلقيس انها اتيه من اخر انفاسه، زفر وهو ينظر الى السماء متابعا تلألأ النجوم امامه واردف
-مش عارف، فيه حاجه غلط والحاجه دى فيا انا، ميرا بتحبنى. بتحبنى ايه دى بتعشقنى.

وانا عارف وحاسس دا، امور الجواز والتجهيزات ماشيه تمام الحمدلله
بس انا مش مبسوط مش حاسس انى مبسوط وانا داخل دنيا جديده حتى بعد كتب الكتاب محستش بتغيير رغم انها هى طايرة من الفرح
-نادر ليه مبتقولش ابدا انك بتحبها، دايما بتقول انك حابب وجودها حابب حبها ليك. بس انك تقول وتصرح بحبك ليها مباشر كدا. محصلش!
ترك سور الشرفه وجلس الى مقعد خلفه ومن ثم جلست هى بدورها امامه، واستطرد نادر كلماته.

-ساعات بحس انى مثلا قافل زى ماهى بتقول او مشاعرى جامده مبحسش
قاطعته بلقيس لتقول مبتسم ثغرها
-انت مشاعرك جامده! انت احن شخص انا شوفته فحياتى
لمعت عيناه ونظر لها مبتسما، اخيرا عدل صورته أمام نفسه انه سوى فقال لها
-ربنا يخليكِ يا نعمة بس بجد.
-بس ايه، كفايه لو اتصلت بيا وكنت مثلا مخنوقه من حاجه بتحس حتى لو مش شايفنى
كفايه سؤالك واطمئنانك عالولاد ب استمرار كفايه احساسك بينا كلنا.

يالاهوى يا نادر حنيتك دى تملى كون بحاله
-بتبالغى يابيلا
-طالما قولت بيلا يبقى مش مصدقنى
-لا والله مش كده، بس معرفش مع ميرا اللى هى فعلا مراتى وحبيبتى انا مش كده ليه؟
-يمكن انت بيتهيألك عشان هى مشاعرها جياشه عنك وبتحبك اكتر، لكن صدقنى انت احن راجل عالارض
استنى وشوف نفسك معاها بعد الجواز كل دا حيتهد وهتبقوا اسعد زوجين ان شاء الله
انا واثقه ف كده جداً
تبسم هو واسند رأسه الى كف يده، فتعجبت هى من نظرته وقالت.

-بتبصلى كده ليه؟
-عشان انتِ احلى حاجه عملها جلال فحياته
كلمات ثناءه عليها معتاده لها دوما، فهو لها بمثابة مسحه بلسم ناعم على جرح غائر عميق يريحه ويطيبه لا اكثر، جبرا لخاطر مكسور منذ امد. نحن لا نختار رتبه المقربون لدينا ابدا، هم من يختاروا وجودهم بقلوبنا باتقان يختارون المكان والرتبههم من يفعلون ذلك ولا سلطه لنا على قلوبنا وساكنيها ابداً.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة