قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثامن عشر

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثامن عشر

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثامن عشر

انت تريد وانا اريد والله يفعل مايريد، ترتيبات القدر دائما تحرج عن سيطرة البشر
فياللصدفه! تم تحديد موعد زفاف نادر وميريهان وموعد زفاف حنين وابراهيم
وقدريا يكونا فى نفس اليوم!
متعارف بالافراح المصرية ان يتم تحديد موعد الزفاف على اساس خلو القاعه للحجز، فاصبح زفافين فى يوم واحد لنفس العائله.

اى ان بلقيس ليس باستطاعتها ان ترى حنين عروس او تكون بجانبها فى هذا اليوم، وماعلى ليلى سوى مجامله هذه وتلك متأرجحه بين الزفافين.
اشترت ليلى فستان انيق يحمل لون قرمزى استطاع ان يبرز جمالها اكثر متلئلئ عليه منقوشات فضيه، وارتدت حُلّى تليق بها وصففت شعرها عند مركز خبيرة تجميل وتصفيف فاصبحت برنسس حقا كما يدعوها مؤيد.

والاميرة لا تريد سوى امير ينتظرها ليأخذها الى الحفل مصطحبا إياها عند الدخول، ولكن حظ ليلى كان واسع حينما كان ينتظرها اميران ليس اميرا واحداً.
-آسر! ايه الشياكه دى
دلف اسر الى شقتها مبتسما بعد سماع مجاملتها له، يعدل هندام بذلته والى اقرب مقعد جلس.
-ثوانى بس ومؤيد جاى عشان ننزل كلنا سوا.

تلاشت بسمة آسر من على وجهه واومأ متفهما، بينما دلفت هى تأتى بهاتفها فتجيب عن مكالمة مؤيد فتخبره انها قادمه اليه طالما ينتظرها اسفل البناية.
-مؤيداعرفك آسر احسن وافضل واجدع اخ وراجل فالدنيا
قالتها بكل شعور الحب الذى يملئها نحو آسر، فتبسم آسر بينما عقد مؤيد حاجبيه غرابه ومد يده مصافحا الاخير
-اهلا يامعلم
-مؤيد يا آسر اللى حكتلك عنه
-اهلا بيك يامؤيد
تلتفتت حولها ليلى ثم قالت بعفويه.

-هنروح بعربيتى ولاعربيتك يا مؤيد؟
هنا اندفع آسر مجيبا عن تساؤلها دون انتظار رد من الاخر
-خلينا انا وانتى فعربيتك وهو ورانا بعربيته عشان فالرجوع يعنى.
نظر مؤيد اليه، من هذا المتحكم الآمر الناهى وله السلطه والمساحه كهذه، فاردفتانا ليلى
-ممممم خلاص ماشى
-لا مش ماشى، احنا هنروح فعربيتى كلنا انا وانتى بعد الفرح خارجين، ده لو آسر بيه معندوش مانع.

ضاق آسر من لهجه مؤيد الساخرة هذه، ومن ثم حاول ان يخفى ضيقه بسؤاله الى ليلى
-خارجه فين، احنا هنروح فرحين واكيد هنتاخر اوى
تلعثمت ليلى واجابته وهى تنظر اليه تارة والى مؤيد تارة
-معرفش هو مؤيد بيطلع بحاجات كده فجأة
-لا طبعا مينفعش يخلص الفرحين وروحى عالبيت
هنا عقد مؤيد ساعديه وتحدث بلهجه استهزاء
-هى طفله! هى اللى تقرر، ماتتكلمى ياليلى
هنا اردف آسر بهدوءه المعهود الى مؤيد وتكاد تمزقه الغيرة.

-هى مش قالتلك اخوها، خلاص اخوها وبقولها بعد الفرح هوصللها بنفسي لحد هنا
تدخلت ليلى لتفض النزاع القائم حولها
-يخلص بس الفرحين وبعدها نقرر ياجماعة، معقول اول مرة اعرفكم ع بعض تتناقروا كدا
عم الصمت على ثلاثتهم لثوان، فهم مؤيد بقوله
-طب هنروح الفرح فليلتنا دى ولا هنبات هنا تحت البيت
ضحكت ليلى لمجاراة الامر بينما كان كلا من مؤيد واسر يشخصان بصرهما الى بعضهما البعض وكأن بينهم حربا اعلنت اشارة بدءهاالليلة!

كان مقصدهم بالبداية زفاف حنين بما انها اقرب الى ليلى وبعدها سيحضرون زفاف نادر، وصلوا الى القاعه
ودقائق وحضرا العروسين، كانت حنين فى ابهى حلّتها عروس حقا غير اى مرة تلقاها بها وكأنك لا تعرفها.
بالطبع عمرها يفوق الثلاثون، ثلاثون عاماً بهيئتها هذه كما هى مظهر رجالى وشعر ملفوف يتمركز بنقطه واحده ووجه كما خلقه ربه لا يعرف معنى مساحيق التجميل او اى لمسات انثوية.

اليوم شعرها مصفف كعروس ومساحيق تجميل اظهرت وابرزت جمال وجهها، لاتوجد نظارة طبية او رفيقها القلم المغروس دائما.
حنين فى ثوب جديد، كل ماهذا كان بسبب والدها الذى صمم حضور تجهيزها كعروس حتى لاتظهر بمظهر محرج كما قبل فى خطبتها.
دلفت متابطة ذراع ابراهيم زوجها ويزفها من الناحيتين المدعوين بكاميراتهم وعدساتهم كان وقد احضر آسر كاميرا عمله وخصص لحنين بطاقة ذاكرة لصور زفاف حنين.

كان يلتقط اللقطات لها ويضحك على التواء شفتيها وزمتها وحنق وجهها على عكس ابراهيم الذى تبدو الفرحه ظاهرة على وجهه من بعد مترات!
رأت حنين اسر وهو يتقدم امامها ويلتقط ويضحك، صنعت له اشارة بانها تتوعد له، رآها واكمل هو تصويره وهو يخرج لها-لسانه-كطفل يقوم بكيد طفل اخر.

جلسا الى مكان العروسين المخصص لهم، واتى المدعوون والمهنئون من كل حدب وصوب يباركون ويهنئون. بدأت الاغانى المصرية الشعبية المتعارف عنها بحفلات زفاف المصرية.
لمح اشقاء العروس عدم انفراج وجهها على للابتسام قط، فجذب الاكبر يد الاخر وتبعه اصغرهم سنا وهم شقيق حنين الكبير بامساك يدها وجذبهالتقاسمهم هذه الرقصة -الشبابية-الشهيرة ومتدوالة بين شباب مصر.

والجدير بالذكر ان حنين بعد اندماجها معهم، اظهرت لديها مواهب ما ان احد رآها لها من قبل فى الرقصولكن رقص ذكورى على اى حال.

كان تهتف مع الاغانى وتتقافز معهم اخيرا ضحكت، كانت تشاهدها ليلى وتصفق لها فرحا بها ويقف مؤيد بجانبها يضحك من فعلات العروس المختله، بينما هم آسر ب اعطاء الكاميرا الى ليلى ودلف الى دائرة الرقص لاشقاء حنين وحنين ومن دون شعور كانا يشكلا ثنائى راقص اكثر من رائع يستحق اكثر من لقطه للذكرى!

فالبداية آسر شاركها كيد لها كعهده معها غير مصدق كل هذه الحيويه وانطلاق الضحكات منها وبعد ذلك اندمج فاصبحا الاثنين مصوب عليهما جميع الانظار حتى نظرات العريس وذويه.
حاولت تلتقط ليلى لهم لقطات بهاتفها ومن ثم شاركوهم الرقص هى ومؤيد، كان تلك المرة الاولى التى ترى حنين مؤيد ولكن هذا لامجال للتساؤل عن شخص هذا المجهول الذى يصطحب ليلى ويرقص معها.

مضى الوقت حتى نظرت ليلى الى الساعة لتخبر حنين ان عليها الرحيل، فالمأزق الذى وضعها فيه سوء التوقيت لحضور الحفلين قد أخبرها ان هذا هو الفعل المناسب.
قبلتها وودعتها وودعت اقربائها هى ومؤيد واسر والى حفل الزفاف الثانى مقصدهم.
؟
ياكل حياتى وآمالى ويا اجمل سنين فاتت، وحبي وكل اشواقى وكل لحظة معاك كانت
انا منك وكلى ليك حياتى ليك ورهن ايديك، اشوف العمر فيك انت واشوف الدنيا دى فعنيك.

فتيات فى عمر ال ثمانى سنوات يرتدين فساتين بيضاء كملائكه ومصصفن شعرهن نفس التصفيفه، يدوران حول ميريهان ونادر العروسين اثناء رقصتهم الهادئه على الاضواء الخافته.
حضروا ثلاثتهم وقامت بلقيس ومن ثم والدة نادر باستقبالهم ومصافحتهم، تعجبت بلقيس من مؤيد بعدما قدمته ليلى لها وادركت ان فيما بعد يمكنها استجواب ليلى ليس الآن،.

جلسوا يشاهدون رقصة نادر وميرا ومن ثم انتهت فانهالوا عليهما أصدقائهم ليتراقص الجمع فى دوائر عدة فى اروع مشاهد للشغب والصخب يمكن ان تراها.
-زى القمر يابيلا، الفستان هينطق عليكى
تبسمت بلقيس وهمست ب اذن ليلى ناظره صوب مؤيد
-انتى اللى قمر، ليلو بعد الفرح لينا كلام كتيييير فاهمانى
ادركت ليلى فتبسمت، دارت اغنية تسمى ب -نشيد العاشقين-فهتف مؤيد ب اذن ليلى.

-بحب الاغنية دى جدا، صاحبة الصون والعفاف احلى واحده فالبنات ليلو الاغنية دى عليكى
-مؤيد بتفاجئنى دايما وتكسفنى كده
هتف فى اذنها كى تسمعه، حتى انتبه آسر مع حديثهم
-بصى بيقول ايه، تسمحيلى برقصة هادية تسمحيلى بقربي منك
-عاوزنا نرقص، هتكسف بجد اوعى تتجنن مش هينفع
تبسمت ليلى وضربات قلبها تخفق دون تركيز، بدون اى مقدمات كعادة مؤيد جذب يدها والى ساحة الرقص حيث تجمعت الثنائيات حول العروسين.

وعلى انغام نشيد العاشقين كانت تتراقص ليلى فى يد مؤيد بخفه، وهو يردد الكلمات وهى تشعر بانها اميرة الحفل وحدها يتمايلا كزوج من العصافير يرا او يسمعا غيرهما، ترتسم بسمة ليلى على ثغرها لاتنفك عنها ومؤيد مندمج فى تسميعها كلمات الاغنية انها تخصها وحدها يصوب عسليتيه بفيروزيتاها، تتحدث بسمته عن سعادته فى قربها. وتترجم شدة قبضه يده على يدها بان تظل على التصاقها به لاتتركه.

ومن بعيد ينظر لها آسر نظرة تعلمها بلقيس جيدا فربتت الى كتفه.
-ضيعتها من ايدك لتانى مرة يا آسر!
اتسعت حدقه عيناه، لم يصدق ماسمع. اتعلم بيلا بحقيقه شعوره ناحية ليلى
شعورهبل عشقه وغرامه بها الذى ينكره حتى الآن انه عشق من نوع خاص حتى بينه وبين نفسه.
اتستشعر ام تتأكد، اردفت بلقيس لم تدع لتساؤله الداخلى مجال
-انا عارفه وحاسه بكل حاجه ومن زمان.

نظر آسر ناحية مؤيد وليلى ورجع بنظره ناحية بيلا ثانية ليردف بهدوءه الحزين
-بعدين هقولك على كل حاجه يابلقيس، بس وعد ليلى متعرفش اى حاجه.

ب ثوبها الانيق المخصص للاحتفال ل هذا اليوم كانت تخطوا خطواتها الاولى فِ منزلها الجديد مع شريك حياتها ابراهيم.
الجدير بالذكر ان حنين لم يسعها القبول ان ترتدى مثل هذه -الفساتين-ولكن تحتلم ضغط شديد ممن حولها استجابت ع مضدد، تمضى هذه الليله ويقضى الامر.

دلفت وتوجهت لغرفة-النوم-خاصتها، جلست الى اقرب مقعد وبدأت بتبديل ملابسها وخلع حذاؤها وهى تزمت شفتيها، تدور بعيناها فِ ارجاء الغرفة تتسائل ما هذا الشرك الذى اوقعت نفسها به بغباء فكر وموافقه لحظيه جراء موقف تريد به كيد احدهم كان اطراف الطريق سلكته للنهايه وهى لاتريد هذت ابدا.
طرق ابراهيم باب الغرفه ب فرحه غير مصدق ان-حب عمره الوحيد-اصبحت زوجته وحلاله وبصحبته تحت سقف منزل واحد!

-حنين. نينو! هاه خلصتى ولا لسه
زمتت شفتيها وهبت لتفتح الباب ويرتسم على وجهها الانزعاج
-عاوز ايه ياابراهيم؟ بغير وقولتلك ع فكره بتخبط ليه
مبتسم ويمعن النظر بها مسرورا ل يقول
-انا عارف وسيبتك ع راحتك، بس وحشانى وكان نفسى طول عمررى اغيرلك بنفسى فستان الفرح
عقدت كلتا يديها امام صدرها ومالت بجذعها الى الحائط ل تقول.

-نعم ي حيلتها! تغير لمين وفستان ايه، اسمع منى ي ابراهيم احلامك الوردية دى انا حهدمهالك بعون الله ف اتمسى وقول ي مسا
احتقن وجهه واختفت ابتسامته واردف لها
-ليه بتعملى كده ي حنين، احنا ف اول ليله فحياتنا وفرحانين
قطعت حديثه وقالت
-انت فرحان. لكن انا عادى ياعم مش حوار
-كل ده عشان بحبك وصممت عليكى وانتى محبتنيش.

بطرف كفها افسحته للوراء وأغلقت الباب فى وجهه، بعد قليل خرجت مرتديه منامه يبدو انها من النوع الرجالى وفِ طريقها للحمام وهو ينتظرها بلهفه وعندما رآها تعجب ماهذا الذى ترتديه؟
اغلقت باب الحمام وفِ طريقها ثانية للغرفه، تمهل قليلا ابراهيم ثم دلف خلفها
ليجدها تتأهب مستعده للنوم، عقدت حاجباه وترجل ناحيتها وجلس ثم بخفه طرق ظهرها ي هزها لتهب جالسه بانفعال حانقه تنظر له بغضب.

-بتنغز بصوابعك الرفيعه دى ليه يا ابراهيم عاوز ايه
-حنين انتى هتنامى؟
-لا هلعب كورة
-حنين مش وقت هزار
-ومش وقت غباء برضو، انت شايفنى بعمل ايه
-حنين احنا عرايس ودى ليلة دخلتنا ازاى رايحه تنامى
استشاظت غضبا وجلست وهى تزفر بحدة وتقول
-اصل انا عارفه ان ليلة اهلك دى مش معدية
نبشت بجانبها فِ احد ادراج الكومود ممسكه-صاعق كهربائى-وتوجهه ب وجهه
-ايه ده صاعق!

فزع وهب من جانبها وحنين تشعل الصاعق موجهه له وتتحدث ب عصبيه
-اه صاعق وكلمه كمان هسلمك لرب كريم متكهرب واقولهم انصعق فالبانيو وهو بياخد دش بعد تقضيه ليلة فرحنا ومات فرحان وارسم عليهم دور الارمله الطروب وأخلص منك ومن زنك نهائى، اهو بكده تبقى الجريمه كامله، ولا بالادب تنام ومسمعش ليك نفس للصبح لحد م نشوف اخرة الجوازة السودة دى.

هنا شعر بالخوف ابراهيم وهذا م جعله نام طريحا بجانبها يتصنع النوم ويصدر-شخيرا-انه قد غط فِ سبات عميق.
ياااه اخيرا الواد نادر اتجوز
نطق بها جلال وهو يريح ظهره على الاريكه بينما همت والدته بالرد عليه
-ربنا يسعده ويهنيه يارب، بس ايه طريقه الحجاب اللى عاملاها مرات اخوك دى؟
نص شعرها بره ودراعاتها عريانه من تحت الفستان.

بفعل مناديل ازالة المساحيق التجميليه كانت بلقيس ممسكه بها وهى تجيب والدة جلال من داخل غرفة نومها
-دى الموضه ياطنط
-موضه ايه، ياتبقى بالحجاب على اصوله يا تبقى زيك وخلاص شفتشى
قالتها بسخرية لتشعر بلقيس بالغضب بدأ يعتليها فتؤثر الصمت، يدلف جلال ليرمق بلقيس نظرة جانبيه فاليوم كان جمالها متوهجا فيقول بصوت عالٍ
-عاوزة حاجه ياماما قبل ماتنامى
تعجبت الام ثم تفهمت الامر فالتوت شفتيها لتقول بصوت يشوبه الاستهزاء.

-انا داخله عند الولاد انام، معلش استحملنى لحد م اخوك يفرح بعروسته وانزل عندهم
ضحك جلال بعدما قام بغمز بلقيس بعيناه فاخفت بلقيس ضحكتها، اردف جلال لها سريعا حتى لاتشعر بالتجاهل
-لا ياماما انتى منورانا
صمتت الام فعلموا انها دلفت لتغط فى النوم بعد يوم عاصف كهذا، اقبل جلال ناحية بلقيس معروف غرضه ومقصده قام بخلع ملابسه بسرعه وهو ينظر اليها وجذبها فى احضانه واطفئ الاضاءة.

مرت حوالى ساعة حتى سمعوا صوت تكسير بالاسفل استفاقهم مشدوهين لتهرول اليهم والدة جلال ونادر
تطرق باب غرفتهم مذعورة
-ياجلال افتح، شوف ايه اللى عند اخوك تحت
انتفض جلال من نومه بينما كانت بلقيس تستعد للنوم فهى لاتستطيع النوم سريعا وهذا هو طبعها. قاما الاثنين بعدما ارتديا ملابسهما وفتح جلال الباب
-ايه يا امى
-انزل شوف عند نادر فيه ايه
-يمكن حاجه انكسرت منهم من غير قصد.

هتفت بها بلقيس لتهدئتهم بينما مازالت والدة جلال على الحاحها ورعبها
-لا اخوك صوته عالى وبيزعق انا سمعاه والله
ترجلوا ثلاثتهم يهبطون الدرج حتى طرقوا باب المنزل مرة اثنين حتى فتح نادر عارى الجذع يرتدى بنطال منزلى قصير ووجهه عابس
-فيه ايه!

قالها ثلاثتهم مذعورين، ليتركهم نادر ويدلف للداخل فيزداد تعجبهم، دلفوا على استحياء فامسك جلال شقيقه على حدا هو ووالدته وطرقت بلقيس الباب الى ميرا لتجدها غارقه فى نوبة بكاء مريرة تجلس فى وسط فراشها، على الفور جذبتها بلقيس فى احضانها
-حصل ايه حصل ايه بينكم
لا تجد بلقيس ردا سوى الدموع وشهقات ميريهان العالية.
؟
الحماقة وماكانت يوما من صفاتى، ومايضيرنى ان اكون هكذا فى قربك.

يانجمة فيروزيه الضوء، كيفانا لى ان اغض طرفى عن بريق سحرك.
ليلى ومؤيد متشبثان يداهما ببعضهما البعض، يسيران محاذيان طريق سير السيارات قد صف هو سيارته
واخذاها سيرا دون توقف والحديث ونيسهم وانيس طريقهم.
-ليلى ياليلى، يا اسمك الغالىاسمك الغالى منتهى اللذة
ابتسمت ليلى وقد لمعت عيناها فرحا فاردفت اليه
-على فكرة انا لو قبل الوقت ده بشويه مكنتش قدرت اروح فرحين وبعدهم اخرج كمان.

ابتسم مؤيد كعادته فظهرت غمازتيه وأردف
-ليه يابنتى انتى لسه صغننه على انك تفرهدى وتفيصى بسرعه
ضحكت ليلى بشدة وقالت بعفوية كلمات طفله
-مش فرهده، طاقتى خلصانه ومفيش حاجه تشجعنى اقوم واروح واجى واطلع فاهمنى
مال بجذعه اليها نظرا لفرق الطول الواضح بينهما وقال لها
-ودلوقتِ بقا فيه
التفتت ليلى الناحية الاخرى واثرت الصمت بينما استطرد هو
-بسكوته بتتكسف، مانجايه، تفاحاية، ملبسايه
-خلاص ايه كل دا.

-ياتى ياليلو كأنى ماشى مع بنت اختى والمصحف
-مش فرق طول اوى يعنى
-لا فيه ع فكره طول وعرض وارتفاع، عمارة12دور جمب روضة اطفال فالدور الارضى
مطت ليلى شفتيها تتصنع الضيق وقالت بطفولتها الدائمه
-بقا انا كده، طب مخصماك
ترجلت لتسبقه بخطوات فقام هو باللحاق بها ثم افتعل شئ جنونى فى وسط الطرقات حملها كطفله صغيرة جعلها تصرخ وتدعوه ل انزالها ولكنه على بسمته وكلما صرخت انتشى من لذه استعطافها له المضحك.

انزلها حينما رأى بائع البالونات فاشترى منه جميع مايحمل، وربطهم جميعا بكلتا ايدى ليلى جعلها تضحك بهيستريا كالاطفال شكلها يبدو مختل فتاة بالغه ترتدى ثوبا انيق غالِ الثمن تربط بسواعدها بالونات!
الى اقرب مكان جلسا لايعرفا اين وكيف ولكن على حسب ما امرت اهوائهم كانت الطاعه، احضر مؤيد اثنين من المثلجات من اقرب محل لهم واعطاها واحدا واخذ الاخر
-بصى بقا تعالى نلعب لعبه.

-وانا هفضل كده ببالوناتى وناكل ايس كريم ونلعب كلام
صنع بيده اشارة انها سلاح نارى يوجهه الى رأسها وتحدث بلهجه جدية مصطنعه
-انا لما اصدر فرمان انتى تقولى اوك على طول، ماهذا الاستعباط بحق الايس كريم
اومات برأسها مستفهمه جنونه فائق الحد وهى تستطعم المثلجات الشهيه فاكمل هو
-انا ابدء اغنية واقف عند حته وانتى تكملى ولو حد فينا عطل يبقى يسأله التانى سؤال بشرط يجاوب بصراحه
اومات ليلى بالموافقه فبدء هو.

-وبحبك ايوا بحبك والله والله بحبك، اد العيون السود بحبك وانت عارف
صمت فادركت ليلى انه قد حان دورها لتنبش فى ذاكرتها عن اى مقطع اوله كلمه عارف
-عارف ليه انا قلبي اختارك تاتا را
قهقه مؤيد من دندنتها بصوتها الرقيق، فتابع بعدها ومن ثم هى فهو حتى توقفت هى وهنا وحان وقت ان يسألها وتجيب كما اتفقا قبل بداية اللعبه.

سألها وهى يمدد بجذعه على الارض جانبها فتدلت من رقبته سلسلة من الفضه معلق فيها صورة منحوته للسيدة-مريم العذراء-اثارت اهتمام ليلى وهى تنظر ناحيتها
-كده عليا الدور أسألك وتجاوبي بصراحه
اندهشت ليلى واردفت مشيرة ب اصبعها له
-استنى هتنام عالارض بالبدله؟
-م انتى قاعده عالارض بفستانك كنت سألتك، ياستى اللى دماغك تقولك عليه اعمليه
يلا السؤال ليكِ
-اصبر بس، انت مسلم مش كده!ايه حكاية السلسلة دى.

هنا تلعثم مؤيد عندما رأى سلسله عنقه، فاعتدل وتغيرت ملامحه واردف
-بقولك ايه، بكره نكمل اللعبه معرفش ليه عاوز اروح انااام
-انت شخص مزاجى بشكل، مش كنا هنكمل لعب
اعتدل وعدل ياقته بتفاخر ليقول
-انا شخص ماليش شبه، يلا بيننا عشان اروحك
هب واقفا وجذب يدها واردف لها
-ابقى فكرينى نمضى المخطوطه بكرة، اشطا
تعجبت فى نظرتها وقالت
-مخطوطه ايه
-مخطوطة مؤيد، بكرة هقولك واشرحهالك يلا بينا سمو البرنسس.

وصلت الى البناية التى تقطن بها، وتوقفت سيارة مؤيد، نظرت ليلى نحوه ب ابتسامه رقيقة
-تصبح على خير، كان يوم حلو
-استنىاطلعى ورنيلى انك فوق ووصلتى بالسلامه
ضحكت ليلى بخفه واردفت له
-ايه دا هو انا هتخطف عالسلم
-اداء مزيف مش كده
-اه جدا
تصنع الاعتراف وهو يومأ برأسه بطريقه هزليه كعادته
-كنت عارف ع فكره
هبطت من السيارة ترن ضحكاتها بعدما لوحت له وانصرفت وصعدت نحو البناية مترجله الى شقتها، دلفت واغلقت الباب.

تشعر ليلى الآن فى هذه اللحظة شعور جديد لها، شعور سعادة يجتاحها. من انت ايها الغريب؟
اقتحمتها دون استئذان كانت ستجذبك الى عالمها جذبتها انت الى عالمك!
مستسلمه كعادتها ولكن هذه المرة الانصياع تفعله برضا مرت الدقائق وسمعت دق جرس الباب، تعجبت من سيأتي اليها فى ساعه كهذه
-ميين؟
فتحت لتراه امامها عيناه مملوءة بالدموع، وجهه اشعث قبيح بعمرها ما راته هكذا قط
اتسعت حدقه عيناها لتقول بذهول
-انت!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة