قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل التاسع عشر

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل التاسع عشر

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل التاسع عشر

مرت الدقائق وسمعت دق جرس الباب، تعجبت من سيأتي اليها فى ساعه كهذه
-ميين؟
فتحت لتراه امامها عيناه مملوءة بالدموع، وجهه اشعث قبيح بعمرها ما راته هكذا قط
اتسعت حدقه عيناها لتقول بذهول
-انت!
دلف نزار ذا هيئه لاول مرة تلقاه عليها ليلى، ذقنه طويله بعدما اعتاد على حلقها. شعره غير مهذب بتمشيطته المعهوده. ثيابه مهندمه ولكن لايبدو نزار ادريس كما اعتادت عليه الاعين ابدا.
-انت عرفت عنوانى الجديد منين؟

-ادخل ولا مش عايزة تستقبلينى ياليلى.
افسحت له الطريق مشيرة له الدخول، ولكن غير محبذ اليها وجوده فى ساعه متأخرة كهذه وبعدما قطعت كل الصلات بينهم، جلس وتحدث بنبرة متهدجه حزينه
-عرفت عنوانك من اول يوم جيتى فيه هنا، وعارف بتعملى ايه يوميا وبتخرجى مع مين شايف وحاسس
عارف مين دخل حياتك، عارف بكل حاجه ياليلى. شايف ازاى تخطينى وقدرتى
شعرت ليلى بالغضب والحنق يعتليها منه، فقالت بنبره ضيق
-انا متراقبه بقا.

-انا لسه بحبك!
قطع اتهامها له برده المفاجئ، مااعتادت ليلى يوما من نزار الكذب، طالما تحدث بشئ فهو فاعله ومن داخله حقا.
صمتت لثوان لتستجمع بمَ سوف تنهال عليه ردا، هيئته هذه حركت بداخلها رغبه فى احتضانه رغم كل مافعل وكل الاذى الذى نالته هى منه على يديه، ولكنها تذكرت ماكانت عليه قديما فى عهده فتجمعت قواها قليلا وقالت بحزم
-نزار احنا انفصلنا، انفصلنا انفصال مفيش فيه رجعه بتراقبنى ليه وعاوز منى ايه.

-بتحبيه؟
-بحب مين، انت سامعنى يانزار
-بتحبي مؤيد؟
-هو انت تعرفه، ولا انت اللى باعتهولى
ضيقت له عيناها فابتسم ابتسامه حزينه ليقول
-عمرى م ابعتلك او اسلط عليكى حد ياخدك منى بالشكل دا حتى لو كنتِ اصلا بعيدة عنى
-انت عاوز ايه يانزار، حكايتنا انتهت. انتهت يوم م امنتك ع حياتى واذتنى
تنهد بصعوبه، صوب نظرته نحوها برجاء وقال
-طب عرفتى تتخطى ازاى؟تعرفى ان اتجوزت قبلك وطلقتها ماثرتش فيا ربع تأثيرك انتِ فحياتى.

-ماليش دخل يا نزار، ماليش دخل بكل دا دى كلها حجات وانتهت سيبنى فحالى بقا لو سمحت
نظر ب ارجاء منزلها، كيف هو يشبهها كثيرامريح، عفوى، طفولى!
كله عبارة عن زهرة كبيرة عبيرها يريح رئتيك عندما تستنشقه، عبيره يشبه ليلى!
ضاق ب ليلى الحال اكثر وهى تنظر الى ساعه الحائط ثم أردفت له
-ممكن بعد اذنك تمشى، وعندى رجاء تانى. تنسانى يا نزار انا كل دا بحاول اطلع من تجربتك اللى دمرتنى.

مش معنى انى مخدتش اى موقف ضدك اكون لسه بحنلك بالعكس
انا عاوزة انسى وقتك وتجربتك بكل مافيها، بحاول الملم بقايا ليلى، نفسي اعيش اللى باقى من عمرى اللى دمرته ب حبك المريض.
قطعت حروفها اوتار قلبه النابض ب اسمها، ذبحته ولم تسمع منه نداءات رحمه حتى!

نظر إليها نزار، لم يصدق ماسمعه منها من كلمات. تمردت ليلى، تمردت عليه بعدما اذاها. لن تبقى طيلة عمرها الباقى هريره ناعمه الفراء. ستظهر لها ذات يوم مخالب لتؤذى وتنبش كل من يحاول الاقتراب منها.
هب واقفا يستعد للرحيل، واقترب منها ليقول بصوته الحانى الذى طالما اعتادت هى عليه قديما
-انا همشى، بس مش هعرف ابعد عنك اعذرينى، قلبي المريض بيكِ ماليش سلطه عليه يبعد عنك.

خدى بالك من نفسك، واعرفى ان اى حد بيقرب منك قصاد قربه تقطيع فقلبي انا
ووقت م تحتاجينى هكون جنبك وعمرى م اسيبك ياليلى
-مش هحتاجك يا نزار
وقفت بجانب الباب كى يخرج وتدلف هى ترتاح من هول تلك الليلة الحافله، ف اردف هو
-ارجوكِ متقطعيش كل حبال الوصال، خللى حاجه بسيطه
-انت اللى قطعت كل اللى بيننا مش انا
-خلينى جنبك بعيد قريب مستنى منك اشارة
-ب اى صفه يا نزار
-بالصفه اللى تحبيها انتِ هكون تحت امرك.

لاول مرة تراه هكذا، نزار ادريس الذى حينما يسمع اسمه ترتجف له الابدان. رجلا ذا مركز وسلطه ونفوذ. كلمه سمعا وطاعة يسمعها اكثر مما يستنشق هواءه!
رجل يستطيع ان يدير امبراطوريه بأكملها، اليوم يرتجيها. يرتجى ليلى، تلك الفتاه الضعيفه الوحيدة المستسلمه، يرتجيها تبقيه فى حياتها ب اى صفه او اسم. يطلب عفوها عنه وان لا تطرده من جنتها وتغلق باب رضوان فى وجهه.

-ارجوك يا نزار متحملنيش فوق طاقتى اكتر من كدا، ولو سمحت متجيش تانى ولا تراقبنى تانى سيبنى فحالى بقا انا وانت خلاص مش مع بعض عشان تفضل تحكم سيطرتك على حياتى. ابعد عنى حكايتنا انتهت
ترجل منصرفا، ثم وقف ل ثوان ليقول بنبره حاسمه
-مش هبعد عنك ياليلى ودا صدقينى غصب عنى
تركها ورحل، وقفت مشدوهه ماهذا يا الله متى ستفيق من دوامة نزار ادريس للابد، سؤال ليس له اجابه وحيرتها ليست لها نهاية.

علبة حلوى شرقية كانت تفرغ بعض منهاميريهان بصحن، وسكبت كوب مياة غازية وبردائها كعروس
ترجلت نحو زوجها نادر الذى يجلس يشاهد التلفاز ولكن عابس الوجه، اقتربت منه وطبعت قبله الى وجنته فنظر لها شرذا ورجع بنظره الى التلفاز فاردفت هى.
-حبيبي مش هياكل؟
لم يجيب نادر، ف امسكت هى كفه وقبلته من الداخل فالتفت اليها وأردف بنبره حازمه
-متقعديش تعمللى حركاتك دى مش هكلمك فالتزمى كدا كل حد فحاله احسن.

-يابيبي غلطه، غلطه ومش هتتكررمش كفايه بسببها انت نايم فاوضه وانا فاوضه ومبتعبرنيش
حتى نلعب عرايس ملعبناش!
-نلعب عرايس
-ايوة يا بيبي احنا لحد دلوقت اخوات اووف بقا
رفع حاجبيه وقال بصوت مرتفع نسبيا
-وهو مين السبب مش انتى؟ فيه بنت ناس متربيه تعمل اللى عملتيه دا
-ماهو انا كنت عاوزة ابروز ذكرى لينا خالدة معرفش انك هتضايق كدا يا نادورتى
مالت بجذعها عليها فابعدها غاضبا وادرف.

-ذكرى خالده يامعتوهه، تصورى دخلتنا فيديو ومخبيه الكاميرا؟ انتى مخبوله ده حرام ودى حرمة بيتك انتى وجوزك زى القبر وأفعاله يا غباء. شكلك كنتى ناويه تنزليها مقاطع ستورى واتس وفيس بالمرة ماناعارفك هبله
امسكت ذراعه ولوحت امامه باناملهت تنفى ماقال معلله
-لا والله ياسيد قلبي، هو انا عبيطه مش هعمل كده، الفيديو ده كنت هتفرج عليه لوحدى مع نفسي.

انا نزلت ستورى انا بعد دقايق هبقى مدام نادر ويافرحه ماتمت شكلهم نقرونى عين صحباتى اللى عنيهم مدورة دول وحاسدينى عليك
-ستورى ايه! قومى يابت من جنبي. قومى هتجيبيلى السكر
-استنى والنبي ماتزعل، انا عاوزة الدنيا كلها تعرف انا بحبك ازاى
تنهد نادر بنفاذ صبر وامسك بكلتا كفيها
-ميريهان، احنا خلاص اتجوزتك واتدبسنا فبعض ياحبيبتى. بلاش شغل العيال بتاعك دا.

انا عاوز زوجه عاوز ست بيت عاوز ام عاوز واحده مسؤله مش رايحه تصوريللى ليلة الدخله قطعتى خلفى لما شوفت الكاميرا
ضحكت ميريهان ضحكتها الرنانه وصفقت وقبلته بوجنته بطفوله جعلته هو يبتسم
-بتضحكى يا مخلوله
-اصل انت عسل وانت متعصب، وبعدين م انت كسرتها خلاص
-اه طبعا والحمدلله انى مكسرتكيش معاها
صمتا ثوان ثم استطردت ميريهان حديثها
-انت قولتلهم لما نزلوا عن سبب المشكله؟ اصل بلقيس سألتني وانا كنت بعيط وبس.

زفر ونظر امامه ثانية وقال غير ملتفت لها
-لا طبعا قولت عملت حركه نرفزتنى. ودا اللى عاوزك تتعلميه اى حاجه بينك وبينى متطلعش بره
حياتنا مش مشاع للناس حياتنا مش سوشيال ميديا ياميرا
مطت شفتيها بطفوله، وتابطت ذراعه بحنان لتهمس
-والله اتعلمت، اول مرة واخر مرة
-بعد ايه اتعلمتِ بعد م عكننتِ عليا احلى ليلة فحياتنا
جذبت هى طرف معطفها الحريرى المثير ففتحته بحركه خفيفه، وغمزت له باحدى عيناها لتقول.

-احنا فيها واعوضك ياعمرى انا
نظر لها نظره كليه وتبسم وطرق كفا بكف واردف
-انتى مجنونة
-وبحبك والله العظيم
دنت منه جعلته يشعر برغبه فيها بعدما خلعت معطفها لتصبح بماترتديه تحته فقط، انوثتها طاغيه ورائحة عطرها تناديه قربهااقتربت وقبلته بوجنتيه وانفه وشعره وشفتيه.
احتضنها وبادلها بحرارة ثم رفعها الى ذراعيه ودلف بها الى غرفتهم، وتوقف ف ابعد شفتيه عنها ليقول بفزع
-فيه كاميرات تانى؟

-لا وحياتك عندى خلاص توبه ياسيد الناس
ضحكا سويا واكمل هو مابدءه بعدما دلف بها واغلق الباب بطرف قدمه!

مخطوطه مؤيد
اتسعت عيناها شغفا وأردفت له
-ايه بقا مخطوطه مؤيد دى؟
اقترب مؤيد من ليلى ليشرح ب اهتمام
-بصى يا ستى، المخطوطه دى عبارة عن ايه. علاقتنا تبقى مفتوحه مفيش قيود مفيش التزامات
نعمل كل حاجه احنا عاوزينها سوا، اى حاجه تخطر على بالنا نعملها. نسافر نخرج ان شالله نرقص فالشارع.

لو هموت وابوسك هبوسك هضمك لحضنى من غير م اخد اذن منك، ولو نفسك ف اى حاجه منى اطلبيها ع طول وانا هكون تحت امرك فالحال. نعيش حاله مش لازم لها مسمى وقيود
نتجنن، نعيش حياتنا صح منضيعش ثانيه
رفعت ليلى حاجبها، ورفعت قدم على قدم لتقول ساخره
-تبوسنى! نعيش حياتناصح! نعيش زى الاجانب يعنى متصاحبين
مش كده. والعلاقه دى بتتسمى ايه؟
رفع كتفيه عجبا وقال.

-مبتتسماش ياليلى، قولنا مفيش ليها قيود او مسميات، وعلى فكره دى مش شهوة ده حب بس من نوع غريب ويمكن احلى انواع الحب كمان
-انت بتتكلم جد!
-اه
هبت واقفه تقول بضيق وقد اعتلت نبرة صوتها نسبيا
-انت سفرك بره لحس مخك، انا مبتعاملش كده اكيد اتجننت تطلب منى كدا، مقولتش ليه نعيش اتنين متجوزين احسن بس بشياكه
-ليلى اهدى واقعدى الناس بتبص علينا.

-اقعد ايه!انا اكيد مجنونة لو فضلت اتناقش معاك فمناقشه لعلاقه زى اللى انت قاصدها دى
جذبت حقيبتها بعنف ف امسك هو يدها يرتجيها سماعه
-ممكن بس تهدى وتسمعينى للاخر
تأففت وجلست على مضد
-سمى علاقتنا زى ماتحبي، زى ما انتِ عاوزة بس نبقى سوا ياليلى
-مش مهم انا اسميها المهم انت تسميها ويعنى ايه مفيش قيود
انت عاوز ايه منى بالظبط؟
زفر مؤيد زفره طويله واراد ان يهدء روعها قليلا، فامسك كفها الذى ابعدته هى فالحال وقال.

-يا ليلى، انا مقدر انك مستغربه اللى بقوله عشان طول عمرك قافله ع نفسك وخايفه من الناس متخافيش منى عمرى م هاذيكى ياليلى. الفكرة انى بجد حاسس ان فاتك كتير فحياتك واتظلمتى اعتبرينى فارس احلامك اللى هيحققلك اللى فاتك كله
-طب وايشمعنا انا اللى عاوز منها كده
اعتدل فجلسته وتحضر ليردف لها بطريقه مبسطه قبل ان تصب غضبها عليه.

-عشان اكون صريح معاكى، انا صاحبت كتير. بس مفيش غير كام حد كده اللى لاقيت معاهم الكيميا بتاعتى
وانتى منهم، عاوز اعيش معاكِ حاله تخيلتها كتير. وتخيلتك انتى فيها
نظرت له بتمعن غاضبه منه، رفعت احد حاجبيها وقالت بتحفز
-انا واحده من كتير يعنى؟ واحده عاوز تصاحبها وتطور علاقتك بيها لعلاقة سرير
-متحسبهاش كده وانا مقولتش دا
-مش هحسبها اصلا يا مؤيد، مش عاوزة اعرفك تانى مش عاوزة اشوفك نهائى انت سامع.

تركته ورحلت مترجله تمسح احد عبراتها المنهمرة، هُزم قلبها فى اول معركه له
تسمع نداءاته ولكن هيهات. هيهات يامؤيد ستدفع ثمن كسرقلبها غالياً.
أيا معشر العشاق بالله خبروا، إذا حل عشق بالفتى كيف يُصنع
يدارى هواه ثم يكتم سره، ويصبر فى كل الامور ويخشع
وكيف يدارى والهوى قاتل الفتى، وفى كل يوم قلبه يتقطع
فإن لم يجد الفتى صبرا لكتمان سره، فليسانا له عندى سوى الموت انفع.

داخل الجريدة وبالادق بمكتب بلقيس كان حديثهم سويا يجمعهم موضوع واحد. ليلى!
-من يومها وانا مستنياك تتكلم يا آسر، لا من يومها ايه انا مستنياك من زمان تتكلم
نظر لها آسر نظره يراوغ بها مقلتيها المصوبتين نحوها، ابتلع رشفه ماء ونظر الى بلقيس يردف لها بنبره يشوبها الخسارة.

-اه يابلقيس، بحبهابحب ليلى من اول يوم من اول لحظة شوفتها فيها. بس مش حب انتو تعرفوه، انا بحبها خوف بحبها كان فيه شئ جابرنى احبها جابرنى اكون جمبها اكون معاها مسيبهاش، يمكن بحمل همها اكتر من نفسي. كأنها بنتى!
ابتسم بخفه ساخرا على ما وضعه به قدره واستطرد حديثه
-بنتى فعلا، خلفت قبل م احب واتجوز. خلفت ليلى يابلقيس.

لمعت عينا بلقيس دمعا، يا الله! كل هذا الحب ولم تنطق ببنت شفه، كيف تحمله بداخله كل هذا الوقت دون ان يبوح دون ان يظهر عليه دون ان يخطئ ذات مرة بكلمه واحده، امسكت منديلا وتحدثت إليه تشعر بما يشعر هو.

-ليه مقولتلهاش؟ تعرف ليلى بقالها كتير مستنيه حد فحياتها زيك ازاى؟يحميها ويخاف عليها وينصحها ويحبها من قلبه! ليه سكتت كل دا، سكتت وخطفها منك نزار واذاها وعرفت وبرضو فضلت ساكت عن حقها ودلوقت طلع لها واحد من تحت الارض منعرفش عاوز منها ايه وبرضو انت لسه ساكت يا آسر
-عشان مينفعش اتكلم يابيلا!
نطقها دفاعا عن نفسه، دفاعا امام سيل التهم التى القته عليه بيلا تباعا، اردف لها بنبره حزينه يائسه.

-اقولها ازاى وهى شيفانى اخ وبس، انطق ازاى وانا حتى معرفش اعيشها فمستوى احسن من اللى هى فيه او حتى عالاقل زى اللى هى فيه.
اقولها بحبك ياليلى، وليلى محبتش اسر ولاشايفاه زوج او حبيب ف اخسرها للابد
-او ممكن تشوفك، تنقذها عالاقل من الوحلات اللى بتوقع نفسها فيها بسذاجتها
-بالعكس. هوحلها اكتر، اه هتلاقى حب يملى الدنيا وخوف يكفيها بقية عمرها.

لكن ماديا مش هقدر. ومتقوليليش بعد نزار ماديا هى اتحسنت انا مش هعيش عاله ع حبيبتى
يبقى مدام فكل النواحى خسرانيبقى افضل ساكت احسن!
شبكت اصابعها امامها، ونظرت له بلقيس بعدما زفرت زفره طويله
-مش عارفه اقولك ايه يا آسر، بس اللى اعرفه رغم كل اللى انت قولته انت احسن من نزار ومن مؤيد دا ف انك تفوز بيها وبقلبها
-اناعمرى م هفوز بقلبها يابيلا، قلبها مشافنيش ولاهيشوفنى
تنهدت بلقيس ووضعت رأسها على كفها وقالت.

-هتعمل ايه، هتفضل مكانك
-ايوة، عشان افضل آسر عند ليلى. وارجوكِ اوعدينى متتكلميش معاها ف اى حاجه
او تعرفيها حاجه من اللى قولتها
-حتى لو دا كان الاحسن ليها
-ارجوكِ يابلقيس
الصمت كان ستار الجدل، جدل ليس له نهاية حبا لن يرى النور وقلبا يخفق ب اسم معشوقته يناديه من خلف نبضاته ولم تلبي نداءآته، فهى لن تسمعه ولن تراه ابدا، حب كُتب عليه ميلاد لن يرى الشمس وعليه اجهاضه حتما.

يلتف الجميع حول حنين بالمحطه الفضائيه، غير مصدقين انها بالفعل تممت زفافها
وانها من كانت بالعرس، لكن ماصدقوه حقا انها امامهم الآن من اول يوم بحياتهم الزوجية
لاتعترف ب انها عروس، هيا اذا للعمل،
-ياجبروتك يا حنين، من يوم الصباحيه نازله وسايبه عريسك
هتفت بها زميلتها بينما هى كانت مندمجه فى كتابه إعداد حلقه جديدة
-ماله عريسي واخداه رهن، اقعد جمبه اعمل ايه.

-بس يابت يانيمو انتى كنتى حكاااية، انهى ميكب ارتست اللى جتلك؟
-معرفش بابا ظبط كل حاجه ووقف على راسى، كان خايف لاهرب
-بصراحه عنده حق، كلنا اصلا حاضرين فالقاعه وحاسين انك هتطفشى وهتضربي ابراهيم زومبا ومش هتيجى
زمتت حنين شفتيها وهى تحك برأسها بقلمها، فتدخلت الاخرى
-طب وابراهيم فالبيت؟
-ابراهيم عند امه، روحيله لو مفتقداه
ضحكت زميلاتها فهمت واحده منهن بالقول.

-انتى يابت راميه طوبته كده ليه ده غلبان وبيحبك مووت كأنه مسحور بيكى يابنتى
نظرت حنين لزميلتها شرذا واومات برأسها يمينا ويسارا تعجبا عما قالت، فقالت احداهن
-فككم من ابراهيم، الواد اسر فتحى مصور جريدة. رقص مع البت حنين رقصه اوووه كانوا كابل حكايه
-والله اللى مايعرف ان ابراهيم العريس يقول هو العريس واد جنتل وشياكه يعنى ماتعرفينى عليه ياحنين لو مش مرتبط
اردفت حنين بلهجه غضب إليها.

-قالولك حنين خاطبه، ماتروحوا تتعرفوا على بعض بعيد عنى ايه وجع الدماغ دا
-بصوا بصوا انا مصورة المقطع دا فيديو وشوفته عشروميت مرة، وسميته مواهب حنين عبدالله المدفونه.

تجمعن حول هاتف احداهن يشاهدن مقطع رقصه آسر وحنين بزفافها، نظرت حنين نظرة جانبيه تشاهد مافعلته دون اراده منها وجدت نفسها اندمجت معه مع علمها انه رقص كيد بها ولكن ابتسامته وتشكيله ثنائى معها فسر سر هذه الابتسامه التى رسمت على ثغرها الآن وهى تسمع وترى المقطع معترفه لنفسها ان هذا افضل شئ حدث فى تلك الليلة.

مضى وقتا يحاول مؤيد اصلاح ليلى وان يفهمها الخطأ الغير مقصود الذى حدث منه، فبعدما تم قبولها مرة اخرى للعمل بالجريدة إياها التى كانت تعمل بها قبل زواجها من نزار.
اصبح يتردد عليها تارة وتقوم بطرده، يهاتفها مرات ومرات ولم تجيب، يرسل لها باقات الورود مكتوب على بطاقتها كل عبارات الاسف. واخيراً
-مش فاضل غير انى افتح الباب والاقيك قاعد عالارض مستني يا مؤيد.

على جلسته امام باب شقتها رافعا لها نظره فاعل بيده حركه رجاء وتوسل
-ينفع تسمعينى وبعدها تحكمى، باليز باليز
-انا مبهزرش يا مؤيد، فعلا مش عاوزة اعرفك تانى
-طب اخر مرة وبعدها احكمى
-ممكن تقوم من عالارض لان شكلك مش لطيف
وقف وعدل هندامه وقال لها بطريقته الهزليه كالعاده
-ونتكلم يابرنسس؟
-بسرعه عشان نازله شغلى
-اوعى البزنس وومن البسكويت، حاضر ياستى
دلف الى الداخل وجلس الى اقرب مقعد، جلست امامه امسك كفها وفتحه.

-صلى عالنبي ياليلو
تنهدت ليلى وقالت بطفوله
-عليه الصلاة والسلام
-زيدى النبي صلاه ياليلو
-مممم عليه افضل الصلاه والسلام اتكلم
طبع قبلة خفيفه داخل كفها اجتاحتها قليلا، ورفع ناظريه لها وقال بثبات
-انا بحبك ياليلى
دغدغتها، حركتها، شعللت كل ذره بكيانها، فرغ فاهها فرأت السلسله تلمع برقبته
-هتفهمنى انت عاوز ايه منى، وايه حكاية السلسلهانت مسيحى يامؤيد؟
-حفهمك كل حاجه وحفهم منك كمان، حفهم ليلى اللى طلعت مش عارفها.

وهنمضى المخطوطه
-تانى!
-ايوووه، بس مش زى مانا عاوز، زى م انتى عاوزة، زى م انتى تشرطى المهم متبعديش عنى
صافى يالبن؟!
حملقت بعسليتاه، لم يسعها الرد وهو يداعب أناملها باصابعه
-ها ياليلى. صافى يالبن؟
هبت من جلستها واعطته ظهرها قائله بثبات
-اما افهم الاول كل حكايتك، وافهم بجد عاوز منى ايه. وبعدها هقولك صافى ولالا يا مؤيد!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة