قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل السابع

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل السابع

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل السابع

)فى الوقت الحالى)‏
تناولت كوب قهوتها الدافئ، يا إلهى! قد غفلت عنه حتى اصبح بارد تماما
مثله كمثل حياتها الان، بعدما اصبح كل شئ حولها ثلجياً بلا طعم او لون او رائحة.

ارتشفت ليلى منه رشفه ووضعته جانبا، واكملت تدوين ذكرى خطرت ب بالها فسطرتها فى مذاكراتها كالعادة، زفرت زفرة موجعة إثر تذكرها ومسحت دمعة قد انهمرت رغما عنها من احدى مقلتيها وهى تدون كالآتي. انها كانت اول مرة، اول مرة التقى رعباً كهذا.

ليتنى علمت ان بعد وفاة جدتى اننى اصبحت عارية، لا اقوى على شئ ولا احتمل. هشة ضعيفه تقذفنى الريح مثلما تريد، كنت لأول مرة اخاف واصرخ وابكى من شدة الالمليس الما جسديا فحسب.
بل والما نفسيا، عندما وقعت بنظرى عليه لاجده غولا متوحشا وليس انسان.
(عودة للماضى)
-اهلا وسهلا، البيت والمكان نوروا بوجودكم بجد!
اتنفض آسر إثر سماع صوت نزار، فترك ليلى تنساب من بين ذراعيه لتقف تتلقف انفاسها بقلق، بينما نزار قد دلف.

ب ابتسامة ترحاب مصتنعه، ليقِ على كلا منهم التحية ويترجل مسرعا الى اعلى.
-ايه قلة الذوق دى، انا مبطيقهوش لله فلله كده
تفوهت بها حنين، حيث ادركت بلقيس حجم المشكلة لتهم بالقيام معتذرين ولابد من الانصراف. حملت حقيبتها وودع الجميع ليلى، بينما كان آسر يترقب ب اعين قلقة اعين ليلىليل وهو يودعها.
صعدت ليلى لتجد نزار يجلس بعتمه الغرفة وحيدا، ينفث دخان سيجارته. المنظر يثير قلقا غريب داخل قلبها، ماذا به؟

تنحنحت واقتربت منه، رفرفت ب اهدابها وحدثته بخفوت
-نزار قاعد كده ليه؟
نظر لها بهدوء واردف اليها بنبرات صوت هادئه
-انا قولتلك قبل كده، لو حد قرب من اى حاجه من حجاتى انا بكون عامل ازاى
ابتلعت ريقها واردفت له
-بتضايق!
ضيق لها عيناه وهو يحدثها
-بتضايق وبس؟ بتضايق لو مثلا حد قرب من حاجه عادية من حجاتى. فما بالك لو الحاجه دى انتى!
-نزارآسر عامة زى اخويا وهو مكانش قاصده هو بس كان فرحان ب.

ولم تكمل جملتها، حتى امسك بخصلات شعرها بقوة وهو يتحدث بصوت رخيم اجش لاول مرة تستمعه منه اذناها
-انتى بتستهبلى! آسر مين اللى زى اخوكى ادخل الاقيكى فى احضانه ياست هانم
كادت تصرخ من قبضته على شعرها، وزاد صراخها حينما فوجئت به يطيحها ارضاً. فاصطدمت بقوة لتتأوه
بحدة اكثر حينما امسك وجهها وواقترب منها ليتحدث كصوت فحيح الافعى
-انتى ممنوع اللمسوشكلك لسه مفهمتيش قواعدى يا ليلى هانم، وانا بقى حفهمك.

سدد ب وجهها عدة صفعات حتى كاد يغشى عليها، فدفعها الى الفراش بقوة وتركها وانصرف.
بكاءبلى، انه حرقة لقلب مازال بوضع النمو قلب طفلة فى ذات يوم و ليلة اصبح قلبا لانثى عاقلة راشدة عليها التحمل من صفعات الدنيا كثيرا ولا تبالى.
سالت دموعها تحرق وجنتيهاوتتحسس مكان الصفعات، كل جزء فيها يؤلمها.
هى لم تخطئ بل فوجئت بفعلة آسر حتى وان كان هو الخاطى، هناك عدة طرق ليُعلمها حجم الخطأ بها غير هذه ابدا.

على وضعيتها عبراتها لا تجف طوال الليل، حتى راحت فسبات عميق دون ان تدرى ومازالت تبكى حتى بعد نومها، كان الآخر قد ترجل من المنزل منصرفا للخارج بسيارته هام على وجهه هنا وهناك
حتى احس بالتعب ولا ربما الندم!
قلبه اوخزه ونهره، لما فعل هكذا بها؟ هل كانت تستحق هذا ام غيرته وحب تملكه الاعمى هو الذى حركه. عاد للمنزل وصعد الدرج ليدلف الى الغرفه.

يجدها نائمه كوضع الحنين منكمشه على نفسها وبقعه ماء جانب وجهها من الدموعترقق قلبه لحالها.
عجباً! هل يملك هذا الرجل قلباً مثل البشر؟
تحسي وجهها المتورم بهدوء، وقبلها حتى استفاقت هى من نومها فزعه لتهرول للخلف على الفراش.
-متخافيشانا آسف، انا اسف ياليلى انا مش عارف عملت كده معاكى ازاى
كانت ليلى تنظر له ب خوف وهى تنكمش بجسدها على نفسها، ليقترب هو ويلامس وجهها وشعرها برفق ويقبل يداها وهو يتحدث بهدوء.

-متعمليش كده تانى، انتى بتاعتى اناملكى لوحدى محدش يقرب لهوا بتتنفسيه، انا بجد بحبك
غمرها ب احضانه وهى مازالت على تعجبها له ولتصرفه معها، ظلت يين ذراعيه صامته هادئة لاتتحدث ولا تتفوه بشئ.
هذا الهوى نار بداخلنا ولهيبنا ولهيب نجوانا
طفل نداريه ونعشقه مهما بكى معنا وابكانا
احزاننا منه ونساله لو زادنا دمعا واحزانا.

بعض الوريقات ممسكه بها حنين، وتتحسس مكان القلم ب بنطالها وعلى المكتب، حتى تذكرت فتحسست كعكعتها لتجده مغروس، اقتلعت غطاءه بفمها وبدأت تكتب وتعد سيناريو لحلقة من البرنامج التى هى من فريق اعداده، وانهمكت فى الاعداد حتى سمعت صوت ابراهيم يلقِ لها التحيه فانتبهت.
-ابراهيم! فيه حاجه ولا ايه
دلف على استحياء ووجهه محتنقاً واردف لها.

-كنت جاى اقولك ان المبلغ اللى انتى ساعدتينى بيه، انا عملت جمعية واتفقت مع الزملا انى هقبضها الاول
واول لما اقبضها هديهولك ومتشكر
رفعت حنين احد حاجبيها وقالت
-تعالا يا ابراهيم اقعد، شكل يومك طويلمبلغ ايه وتفاح اخضر ايه انا طلبت منك حاجه؟
-بس ده حقك
-ياعم ملكش فيه انا ساعدتك عشان انا اصلا مش محتاجه المبلغ وكمان احنا زمايل عيب الكلام ده ياابراهيم.

هنا امسك ابراهيم مقعد واقترب من جلستها ليتحدث بلهفه عاشق تكاد عيناه تنطق بها
-حنينانا مش فاهمك يا حنين، انتى ليه بتعملى كده، جدعة وفنفس الوقت رفضانى
طيبة ومش بتسيبي حد فشدة، وفنفس الوقت تجرحى وتكسرى عادى
انا مش عارف انتى مين
تنهدت حنين وخلعت نظارتها، لتنفث بها وتمسح عدساتها وارتدتها مرة ثانية
لتردف له
-بص يا ابراهيم، انا اكون معاك فشدة، فزنقه، فموقف محتاجنى فيه ولا احسن راجل وعمرى م اتخلى عنك.

لكن جواز وخطوبة وحب وطبلة ورق مياكلش معايا
-ليه يا حنين انتى فالنهاية بنت
-ومين قال ان البنت اكبر واعظم انجاز توصلله تكون زوجه لراجل ميهموش الا نفسه وملذاته وتفتكره قال سند وهو اصلا عاوز اللى يسنده
لا ع فكرة، الجواز ده نظام فاشل. البنت بنفسها، تعتمد على روحها وتثبت ذاتها وتكون احسن من الف راجل
-وسنة الكون ف انك تكونى ام وزوجه وتخرجى وتربي ولاد صالحين.

هتف بها ابراهيم كى يبرر لها، ولكنها على موقفها تشرح له
-وايه رئيك فكمية الخلفه اللى تشرح القلب اللى حوالينا، العربجى والشمام والسرسجى والمنحلة والصايعه
يا ابراهيم مش هشارك فكل ده، الجواز اوحش شئ فالدنيا والاصعب وازفت منه الحب
بعينين يملئهما الدمع. تحدث لها وكاد قلبه هو الذى سينطق بدلا من شفتيه
-الحب بتقولى عنه اوحش حاجة فالدنيا؟ حرام عليكى يمكن ده الحاجه الوحيده اللى بتحلى مرار الدنيا علينا.

-شايف نفسك ي ي ابراهيم؟ ضعيف ازاى عشان بتحب الحب ضعف الحب انهزام
وانا هفضل طول عمرى قوية، ومتخلقش اللى ييجى ويضعفنى
-متخلقش ي حنين؟
بثقه ردفت له وتحدِ
-متخلقش ولا جه ي ابراهيم!

طبعا انا!
اتسعت حدقة عينين رئيس التحرير مبهوراً لما قدمه آسر من لقطات مصورة رائعه، فبعد وقت قصير من التدريب استطاع آسر ان يتعلم سريعا ويعمل بالصورة المطلوبة منه على اكمل وجه.

-برافو ي آسر، برافو. انت موهوب جدا، انا مش مصدق بجد انك انت اللى مصور الصور دى وعلى فكرة شكلك بعد وقت قصير هخليك تمسك بوزيشن اعلى من اللى انت فيه فالجريدة هنا
ابتسم آسر ب امتنان. فاردف رئيس التحرير
-فى لقاء قريب هيتعمل مع الفنانه. هيكون فمكان تصوير فيلمها الجديد لان وقتها ضيق وطبعا انت اللى هتصورها
-تحت امر حضرتك. اهم حاجه اكون عند حسن الظن
-انت ادها ي آسر فعلا.

بعد كلمات الثناء التى استمعها آسر، انصرف ليبحث عن بلقيس فى مكتبها
منذ قدومه وهو قلبه يحدثه ان يعثر على بلقيس حتى يسألها.
-فونها مقفول نفسي اتطمن عليها، وكمان اعرف هتنزل شغل ولالا
عقدت حاجبيها بلقيس له، وكتفت ساعديها الى صدرها واردفت له
-مش عارفه انا كمان قلقانه عليها جايز الفون بتاعها باظ او اى حاجه
تنهد بضيق آسر وهو ينظر جانبا
-يارب يجيبها سليمه
-مالك ي آسر.

اعترض سؤال بلقيس طريق دقات قلب اسر التى تنطق ب اسم ليلى قلقا، ف هم بالرد عليها
-نظرات جوزها لما دخل وسلم علينا، من يومها مش لطيفه
-آسر انا اسفه بس مكانش ينفع تاخدها فحضنك عشان هدية
بصراحهدى مش معاملة اتنين اخوات
ارتبك آسر لاتهامها له، بل هم اكثر من اخوة اكتر من صديقان، كيف له ان يفسر حقيقه شعوره تجاه ليلى
الحقيقه المبهمه حتى عنه هو.

-لا ي بلقيس متفهميش غلط، كل الحكاية انى فوجئت انها فاكرة حاجه انا كان نفسي فيها فاندفعت وحضنتها غضب عنى مكنتش اقصد. من باب الامتنان مش اكتر
امعنت بلقيس النظر بوجهه وصمتت.
-المهم لو كلمتك تطمنينى عليها
-حاضر ي آسرحاضر
*وبعد مدة *
كان يضحك من شدة الفرح عندما وجد اسمه بالخط العريض يتوسط قائمة الناجحين الخريجين. نادر زكى!
اما عنهاميريهان فقد نجحت بمعجزة من الله، وعلى كل حال هى كانت لاتريد اكثر من ذلك.

-مبروك يا بيبي. اخيرا بقا وهتيجى البيت ونتكلبش لبعض ونتخطب
اختلجت عضلة فكه قلقا ولكنه مازال على ابتسامته
-ان شاء الله يا ميرا، انا مش هخل بوعدى معاكى
-ياااه يا نادورتى، كنت مستنية اليوم ده من امتى. اربع سنين بحبك وهموت عليك
واخر سنة لما كمان خدت بالك منى واعترفتلى بحبك كنت طايرة من الفرح
وانك جد وهتخطبنى ومش بتلعب بيا ولا بمشاعرى
ابتسم لها وقال.

-وهلعب بيكى ازاى وانا مقدرش استغنى عنك اصلا، ولاعن جنانك وهبلك وعبطك
-بموت فيك، م انت اللى مجننى يا اسمك ايه
-ادعيلى بقا، نلاقى شغل ونشتغل حبه حلوين (غمز لها باحدى عينيه) شبكة، خطوبة. فرح
-ايوة بقا والسوسته معلقااااه
كانت مبتسما حتى قالت كلماتها الاخيرة، فامقتع وجهه ورفع انفه امتعاضا واردف
-السوسته معلقااااه، انا مرتبط بصبى مشروع ايه الكلام ده يا ميريهان
مطت شفتيها كالاطفال ونظرت للاسفل، فاكمل هو.

-ميريهان انتى محتاجه تظبيط كتير وشغل والله يعينى فعلا
-يا قلب ميريهان انت اخطبنى واعمل اللى عاوزه ان شالله تحطنى تحت سابع ارض
-مِسلمه عادى انتى صح
-طبعا مش حبيبي خطتشيبي كراشى سابقا
ضحك وتأبطت ذراعه وترجلا خارج الجامعة سويا يحتفلا بنجاحهم وباول نقطة فى خطة مستقبلهما اجتازاها والعاقبه فالبقية.

يعنى ايه مفيش شغل تانى؟

خلعت ليلى نظارتها الشمسية لتضعها على منضدة المقهى التى تجمعت مع بلقيس وحنين فيه واردفت. ردا الى حنين
-عادى ي حنين، نزار فعلا عنده حق. هعمل ايه بالشغل هو موفرلى كل حاجه
-لا لو سمحتى ده استهبال، الحوار مش اكل وشرب ولبس، الشغل اثبات ذات وانتى صحفيه شاطره
وهو عارف هما ليه بييجوا ويختارونا زى م احنا شكلنا كده وينبهروا بينا وبعدها يحاولوا يغيرونا
على حسب الشكل اللى هما عاوزينه، ليه يعنى الجنان ده.

تدخلت بلقيس معترضة هى الاخرى على قرار نزار واستسلام ليلى
-ليلى. انتى ازاى توافقى وتسكتى كده
-ياجماعة عادى انا نفسى الشغل كان بيلهينى لانى كنت وحدى دلوقت عندى بيت
اقتربت بلقيس من ليلى ونظرت لها ب امعان وقالت بحنو ام
-انتى شكلك مرهق كده ليه انتى مبتناميش ولاحامل؟
حنين اتسعت حدقة عينها فاردفت ليلى ردا
-لا مفيش حمل ولا حاجه، هو بس مش بنام كويس.

-بت انتى فيكى حاجه غريبة، حتى مكالماتك لينا ع ادها ومبقتيش تضحكى ولاتهزرى
ده هما 3شهور عمى اللى انتى متجوزاهم مالك اتشقلب حالك كده ليه
-هو تحقيق ي حنين، انا كويسة مفيش حاجه
بينما تتحدث ثلاثتهم، حتى ترجل الى المقهى آسر وكاد يقترب لمنضدتهم حتى هبت ليلى واقفه
وعلى عجلة قالت
-انا همشى بقا عشان. فيه ورايا حجات كتير.

خطت بجانب آسر والقى لها التحيه فالقت على عجاله وانصرفت حينما كانت السيارة بالسائق تنتظرها خارجا، تعجب آسر وكلا من حنين وبلقيس وجلس اليهم وهو ينظر ناحية خروج ليلى
- ليلى بتهرب تشوفنى ليه، حتى مبتردش على مكالماتى فيه ايه
زمتت حنين شفتيها، وهمت بلقيس بالرد وهى شاردة ناحية ماذهبت ليلى
-قلقانه ومش متطمنه حاسه ان فيه حاجه حاصله معاها وهى خايفه تحكيها.

-بصوا من الاخر هو ديل السنجاب نزار، عامل حاجه فالبت دى اتبدلت هى دى ليلى
زبيدة ثروت بتاعتنا! دى بقت شبه الفجله من الحزن
عندما تحدثت حنين اكمل آسر بنبرة حزن
-شكل المشكلة فيا انا، ولو عليا يحصللى اى حاجه ومحدش يضايق ليلى
التفتت اليه حنين وقالت ب استهزاء
-الحمدلله انك عرفت انك سبب كل المشاكل
هب واقفا اسر يستعد للانصراف وقال
-حنين هى مس ناقصاكى بجد، انا ماشى
انصرف آسر فقامت بلقيس بلكز حنين باحد كتفيها لتقول.

-فيه فرق بين الصراحهوالوقاحه، هاه!
لوحت حنين لها بعدم اكتراث وامسكت بهاتفها تتصفحه وهى تضع القلم بثغر فمها.
بخطوات فرحة كانت تدلف والدة جلال ونادر الى غرفة نادر ممسكة بهاتفه الذى اصدر عدة مرات اعلان مكالمة قادمه له عندما تركه متصلا بالشاحن الكهربائي لياخذ قسطا من الراحه بغرفته.
-قوم يانادرقوم تليفونك مبطلش رن يمكن شركه من الشركات ردت عليك.

هب نادر مستيقظا من نومته، عارى الجذع مرتديا بنطالا منزلى الى الركبة يفرك عيناه ليهم بالرد
وقفت والدته تراقب المكالمه، عندما تهللت اساريره فرحا وكانت كلماته كلها ثناء وشكر للمتحدث اذا علامات الرضا والقبول واضحه.
أغلق المكالمه وقبل والدته فرحا بشدة
-امى اتقبلت، دى شركه كبيرة جدا انا هموت من الفرحه
غمرته والدته فرحا بقوة واردفت له
-الف مبروك يا حبيبي، انت تعبت يانادر وربنا هيديلك كل خير على تعبك ده.

-انا لازم اقول لميريهانهى كانت مستنيه الخبر ده
-قوللها وفرحها ياحبيبي، عقبال فرحتنا الكبيرة بيك لما تخطبها وتتجوزوا وتيجو تعيشو معايا هنا
تمهل لثوانِ نادر وهو ممسك بالهاتف ثم تحدث وهو شارد
-مش عاوز اتاخر عليها فوعدى ليها يا ماما، كل يوم والتانى فيه حد طالب ايدها
وانا قلقان.

ضحكت الام ضحكة متفهمه ان ابنها يقع بالغرام لانفه، وميزة نادر جينات حفظ الوعد وان يظل على عهده كما والده رحمه الله، فموقفه ذكرها بمواقف عدة لوالدة لتقول له.
-بقولك ايه يا نادر، انت وجلال يا حبيبي اللى طلعت بيكم من الدنيا
انا زمان ساعدت اخوك بنص دهبي، ودلوقت جه دورك تاخد نصيبك من باقى الدهب وتروح تتقدم لحبيبتك بقلب جامد تكون اشتغلت ووضبت حالك وتجيبها هنا بقا تبقى تحت ايدى وعينك.

قهقهت عاليه فانفرجت اساريره لينهال على والدته قبلات بفرحه عارمه، تركته هى ليختلى بقلبه ويخبر حبيبته عن كل هذه الاخباريات ليجدها تبكى عندما اتاه صوتها عبر الهاتف
-بتعيطى ليه؟
حاولت منع شهقاتها ولكنها فشلت فاخبرته بصوت متهدج
-هتخطب يا نادر، فيه عريس وهما موافقين المرة دى
انا بعتلك كتير عالواتس وانت مشوفتش
تملك نفسه نادر وأردف لها
-ارفضيه زى اللى قبله واللى قبله
اندفعت ميريهان به بحدة.

-ولحد امتى، بقولك المرة دى مصممين
-ارفضى عشان انا جايلك يا هبله، امسحى دموعك دى وبطلى شحتفه
وهاتى رقم باباكى هناخد معاد جاى اخطبك يا جزمة
ابتسم ثغرها رغم الدموع وقالت ببراءة طفله
-انت بتقول ايه، ورحمة باباك قولت ايه
-قولت انى استلمت شغل واتقبلت فشركه كبيرة، وانى اتصرفت للشبكة وهتقدملك خلاص
-بجد يانادر
ابتسم واراح ظهره للخلف
-بحبك يا ميرا، وقولتهالك مش هسيبك.

هنا اطلقت ميريهان (زغروده) رغما عنها وهى تقفز على الارض كما الاطفال وتردد بصوت عالِ
-استجاب يارباستجااااااب، بحبك يانادر بحبااااك
اغلق الهاتف معها سعيد لفرحتها، يفكر فى خطوته التاليه بمستقبله
كلها خطوات محسوبة لنرسم طريقا صحيحا نمشى عليه للنهاية.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة